هذه المقالة موجهة للمسلمين المعترضين على حد الردة بشكل رئيس و لا مانع من قرائة غيره لها
في البداية أصارحكم بما في قلبي .... لا يعترض على هذا الحد إلا جاهل في دينه قليل الثقة في ربه
أرى ردود المبتدعين المعاصرين مثل ط . س بما صفه بالحد السياسي و أنه لا يقترب من الدين و أقول له كيف ترد تواتر و إستفاضة أحاديث حد الردة ؟
و أرى مبتدع أخر ع . إ يحلله تحليلاً منطقياً بحتاً و ينظر إلى تطبيقه في حياة الرسول و لكن للإسف فليست حجة و نحن اهل السنة و الجماعة نأخذ بالمنهج على ظاهره و بما أمر به الرسول و ليس بالحوادث
و نبدأ في التبيان
حد الردة لا يقام إلا في دولة إسلامية قائمة كاملة الشريعة تعتبر الدين هو الجنسية و ليست مجرد خط حبر على ورقة فالمسلم و في أي مكان كان هو منتسب للدولة و غير المسلم ليس كذلك
أيضاً فكون الدين هو ما يحدد الإنتساب إذا فأهل الدولة ملزمون بتعاليم معينة ليست قانونية فقط و إنما دينية و ليس كالدول التي تكون جنسيتها مجرد إنتساب للأبوين أو شيء يمكن شرائه و بيعه أو بالعمل في الدولة و ما إلى ذلك فكل هذا كلام فارغ و دون أن اخرج عن الموضوع بعيداً
أيضاً فالردة شيء عقائدي فهو انكر الإيمان أو جحود لما يظهره كالصلاة و الصيام و الزكاة و غيرها و إنكار الإيمان هو إبطال للعقيدة و إبطالها أي انه ليس ملزم بأي من تعاليم الدولة الأخلاقية أو التعبدية أو التعاملية و ما إلى ذلك مما يسقط تطبيق التشريع الإسلامي عن هذا الشخص و يجعله حراً في ما يعمله مما حرمه الدين و هذه لوحدها كارثة فالدين لم يحرم إلا فاسداً مفسداً
إذاً ففتح باب الردة هو فتح باب للفساد في الدولة و القول أنه يمكن ان يتوب بعد ردته هو فتح لباب الخروج و الإفساد ثم العودة مما يجعل الدين لعبة للمنافقين
فليست قسوة حد الردة لخطر الردة بحد ذاتها بل لخطر الأبواب التي ستفتح جراء السماح بها
الأن نأتي إلى الإعتقاد الباطل عنه فكل من إعترض عليه يظن أن قصة المرتد هي انه فكر فكفر فقتل و هذا و هذه معرفة باطلة للطريق فأنت تنظر إلى أخره دون النظر إلى ما في ذات الطريق
حسناً لنضع الثوابت بيننا و بين كل مسلم معترض على الحد
الثابت الأول : أن الإسلام دين مطلق كامل لا تقام عليه حجة ولا يمكن هزيمته في مناظرة
الثابت الثاني : أن القضاء في الإسلام يحكم على الظاهر و يعرض عن السرائر و لا يطبق حكماً دون إقامة البينة و الحجة
الثابت الثالث : الإسلام لا يحرم إلا فاسداً مفسداً في الأرض
الثابت الرابع : لا يترك الإسلام إلا واحد من إثنين أولهما جاهل و الثاني جاحد فأي مرتد سيكون واحد منهما
الأن لنبدأ بفرض الإحتمالات
الإحتمال الأول : شخص أصابه الشك في فأنكره في سره دون أن يعلن و إستمر في تأدية العبادات دون إيمان في قلبه و بقي ملتزماً بما تفرضه الدولة
نعود للثابت الأول و نقول أنه ما لم تعرف ردته فكيف ستقام عليه حجة التكفير ؟ فنقول أنه لن تقام عليه ردة لأنها لم تظهر عليه
الإحتمال الثاني : شخص يريد إعلان ردته
في هذه الحالة نعود للثابت الرابع فهو إما جاهل أو جاحد ... لنفصل قليلاً
إن كان جاهلاً فستكون أصابته شبهة في دينه فشك فيه .... و في هذه الحالة يجب و قبل أن يعلن ردته أن يناقش أهل العلم في شبهته و لا أعني بأهل العلم مجرد أئمة المساجد فهم قد لا يكونون على هذا القدر من العلم لرد الشبهات و إنما اعني به أهل الإختصاص في موضوع شبهته فإذا كانت في العقيدة بعثنا له علماء العقيدة و إن كانت في الشريعى أعطيناه أهلها و هكذا و الأن نعود لثابت الأول فنرى أنه يستحيل أن يقيم على أهل الإختصاص حجة بشبهة تهدم الدين و إن حصل و هذا مستحيل فلن يكابر أهل العلم و سيتركون الدين معه مما يعني دمار الدولة بكفر علمائها واحداً يتلو الأخر و هذا لم يحصل من قبل و لن يحصل أبداً
أما إن كان جاحداً فله نفس الطريق .... و عندما تقوم عليه الحجة فلن يبقى له عذر لترك الدين و سيثبت أنه معاند جاحد
الأن بخصوص هذا الجاحد فهل كان سيترك الدين لو أنه سيحصل على ما يريده تحت ظله ؟ ... مستحيل ... فلماذا يورط نفسه في ترك الدين و إعلان تركه له و يضع نفسه في مواجهة السيف ليأخذ شيء يستطيع الحصول عليه تحت جناحه ؟ إذاً فقد قامت الحجة عليه على أنه ممن يبغون الفساد في الأرض و هذا بالعودة إلى الثابت الثالث
الأن فقد ورط نفسه في مواجهة السيف لشيء مفسد في الأرض ... و إن سألنا أنفسنا ... ما الذي سيجعله يواجه السيف ... طمع في مال محرم ؟ أم في مرأة لا تحل له ؟ أم في شيء أخر من شهوات الدنيا الحقيرة ؟ مهما كان فلن يخسر عاقل حياته الدنياً و الأخرة بسبب دنيا فانية و إن أصر فقد يكون هذا إثبات لوجود خلل في عقله و ما أدراكم فقد لا ينقل إلى الجلاد و إنما إلى مصحة عقلية أما إن كان غير هذا فالسيف مصيره
أما إن إرتد عملياً فلديه ثلاثة أيام للإستتابة ... يستطيع فيها أن يتوب لوحده و يعود لمنافقاً فهذا لا يهم الحاكم و إنما ما يهمه هو ان يطبق المواطن ما عليه و يأخذ ما له و ليس له دخل في ما في قلبه فهذا بينه و بين ربه
و يستطيع نقاش العلماء فيها ليقيموا عليه الحجة فيكشفوا جهله و يعيدوه أو أن يكشفوا جحوده فيجبروه
هل رأيتم التطبيق كيف يكون ؟؟ من المستحيل قتل شخص بريئ في هذا الحد فهو ردعي و ليس إجرامي
فقد ردع الجاهل من ترك دينه بتعليمه
و ردع الفاسد الجاحد من الإفساد في الأرض بتهديده
و قد يكون وسيلة للكشف عن المختلين عقلياً
الأن لنأتي للبحث أكثر عقلاً فقول فقط (مرتد) ليس كافياً للبيان و إنما علينا أن نعرف
مرتد إلى ماذا ؟
الإلحاد مثلاً ؟ فهؤلاء يميلون للإسرار و إن أعلنوا يكملون الطريق في ما سبق توضيحه
المسيحية مثلاً ؟ فالمسيحية من أرادها فسيريد الإعلان و عملياً هي أضعف من ان تنقض الإسلام و العلماء سيوضحون هذا و يثبتونه عليه و كما وضحنا سابقاً أن أثبتها عليهم فسيصبحون مسيحيين و هذا مستحيل !
هذه الأكثر إنتشاراً
اليهودية مثلاً ؟ اليهودية تنتقل بالدم و يرفض الإنتساب إليها دون دم يهودي
إنتهت الديانات السموية و بقي الوثنية و غيرها ... و كلها تسهل إقامة الحجة عليها برأي المسلم و غيره
الأن نأتي إلى تساؤل غريب ... لماذا لا يعامل المرتد معاملة أهل الذمة أو ينضم إليهم ؟
فنجيب ... ان أهل الذمة ليسوا من الأصول في الدولة و إنما وجودهم محدود و معزول و شاذ وهم في تقلص دائم بسبب دخولهم غالياً في الإسلام و وجودهم لا يريح الدولة بشكل عام فهم قد يظهرون الفساد بسبب عدم إيمانهم ببعقيدة الإسلام و تقام عليهم الحدود إن فعلوا فدخوله إليهم لا يعني أنه قد تم تأمينه من ناحية نيته على الفساد خصوصاً أنه قد أقيمت الحجة عليه أنه مريد للفساد و عدم ثبات وجود اهل الذمة تضاف على ما سبق فنحن لن نغير تشريعاً من أجل حالة غير ثابتة
ما رأيكم أن نفرض فتح باب الردة و لنرى ما الذي سيصيب دولة الإسلام و المسلمين
أولاً : سيفتح باب الإعلان لمن أسر في ردته
ثانياً : سيفتح الباب ليفعل المرتد ما يريده سواء أكان جاهل ينشر الجهالة التي ردته عن دينه فيخرج بها مسلمين أخرين جاهلين عن دينهم أو جاحد يفسد في الأرض سواء أقيم عليه حد لاحقاً أو لم يقم
ثالثاً : سيفتح باب الخروج و الدخول إلى الدين فيصبح الأمر كلعبة بيدي المنافقين
رابعاً : الإلتزامات الأخلاقية و التعبدية و التعاملية التي يفرضها الإسلام لمنع الفساد في الأرض و هذا سيفتح باب خرقها مما سينهي وجودها في البداية و يجعل الدولة تخسر ما يميزها
لاحظوا في ما سبق ... فكل ما حدث بعد إيقاف حد الردة هو فتح لأبواب الفساد و ليس الفساد بحد ذاته و من هنا نرد على من قال بأنه يمكن أن يؤخذ عهد على المرتد بأن لا يفسد
فنرد بشيئين الأول هو أنه قد قامت الحجة عليه على أنه باغي للفساد و الثاني هو .... منطقياً ... هذا المرتد هو جاحد لعهده مع الله بالإسلام بعد أن أقيمت الحجة عليه في هذا فكيف لن يجحد عهده للدولة ؟ و بأي شيء سيتعهد ؟ و بردته جحوداً أعلن الحرب على الله و العداء له فكيف سيسالم محيطه الإسلامي ؟ و كيف سيسالم الدولة التي تطبق شرع الله الذي عاداه ؟
و أضيف على هذا
لديك الان يا معترض كنز ثمين ... لنقل شيك بـ 100 مليار دولار ... هل ستقبل بإحتمال 1% لخسارته ؟ إن قبلت فقد خسرت عقلك
فأقول أن أمن المجتمع و ردع الفساد و الجهل عنه أكثر قيمة بمليار مليار مرة عن هذا الشيك الفاني فكيف أقبل بوجود من قامت الحجة عليه أنه سيعيث في الأرض الفساد و الجهل ؟ و كيف لي أن أقبل بفتح تلك الأبواب التي قد تجعل باب الإحتمالية مفتوحاً ؟
تقول لي هو (قد) يفسد و أنا أقول أنني لن أقبل بهذه الإحتمالية لنشر الفساد و ولله لو كانت 1 من مليار (و هي عملياً 100% ) ... لن أقبلها على أمن المجتمع المسلم و سلامته
و لقد ذم الله إتباع الظن و أتباعه كثيراً في القرأن لذلك فنحن المسلمون نرفض الظن رفضاً قاطعاً
أرجو أن تكون حجة هذا الحد قد قامت
اللهم أنصرني بالحق و أنصر الحق بي
و الحمد لله رب العالمين
في البداية أصارحكم بما في قلبي .... لا يعترض على هذا الحد إلا جاهل في دينه قليل الثقة في ربه
أرى ردود المبتدعين المعاصرين مثل ط . س بما صفه بالحد السياسي و أنه لا يقترب من الدين و أقول له كيف ترد تواتر و إستفاضة أحاديث حد الردة ؟
و أرى مبتدع أخر ع . إ يحلله تحليلاً منطقياً بحتاً و ينظر إلى تطبيقه في حياة الرسول و لكن للإسف فليست حجة و نحن اهل السنة و الجماعة نأخذ بالمنهج على ظاهره و بما أمر به الرسول و ليس بالحوادث
و نبدأ في التبيان
حد الردة لا يقام إلا في دولة إسلامية قائمة كاملة الشريعة تعتبر الدين هو الجنسية و ليست مجرد خط حبر على ورقة فالمسلم و في أي مكان كان هو منتسب للدولة و غير المسلم ليس كذلك
أيضاً فكون الدين هو ما يحدد الإنتساب إذا فأهل الدولة ملزمون بتعاليم معينة ليست قانونية فقط و إنما دينية و ليس كالدول التي تكون جنسيتها مجرد إنتساب للأبوين أو شيء يمكن شرائه و بيعه أو بالعمل في الدولة و ما إلى ذلك فكل هذا كلام فارغ و دون أن اخرج عن الموضوع بعيداً
أيضاً فالردة شيء عقائدي فهو انكر الإيمان أو جحود لما يظهره كالصلاة و الصيام و الزكاة و غيرها و إنكار الإيمان هو إبطال للعقيدة و إبطالها أي انه ليس ملزم بأي من تعاليم الدولة الأخلاقية أو التعبدية أو التعاملية و ما إلى ذلك مما يسقط تطبيق التشريع الإسلامي عن هذا الشخص و يجعله حراً في ما يعمله مما حرمه الدين و هذه لوحدها كارثة فالدين لم يحرم إلا فاسداً مفسداً
إذاً ففتح باب الردة هو فتح باب للفساد في الدولة و القول أنه يمكن ان يتوب بعد ردته هو فتح لباب الخروج و الإفساد ثم العودة مما يجعل الدين لعبة للمنافقين
فليست قسوة حد الردة لخطر الردة بحد ذاتها بل لخطر الأبواب التي ستفتح جراء السماح بها
الأن نأتي إلى الإعتقاد الباطل عنه فكل من إعترض عليه يظن أن قصة المرتد هي انه فكر فكفر فقتل و هذا و هذه معرفة باطلة للطريق فأنت تنظر إلى أخره دون النظر إلى ما في ذات الطريق
حسناً لنضع الثوابت بيننا و بين كل مسلم معترض على الحد
الثابت الأول : أن الإسلام دين مطلق كامل لا تقام عليه حجة ولا يمكن هزيمته في مناظرة
الثابت الثاني : أن القضاء في الإسلام يحكم على الظاهر و يعرض عن السرائر و لا يطبق حكماً دون إقامة البينة و الحجة
الثابت الثالث : الإسلام لا يحرم إلا فاسداً مفسداً في الأرض
الثابت الرابع : لا يترك الإسلام إلا واحد من إثنين أولهما جاهل و الثاني جاحد فأي مرتد سيكون واحد منهما
الأن لنبدأ بفرض الإحتمالات
الإحتمال الأول : شخص أصابه الشك في فأنكره في سره دون أن يعلن و إستمر في تأدية العبادات دون إيمان في قلبه و بقي ملتزماً بما تفرضه الدولة
نعود للثابت الأول و نقول أنه ما لم تعرف ردته فكيف ستقام عليه حجة التكفير ؟ فنقول أنه لن تقام عليه ردة لأنها لم تظهر عليه
الإحتمال الثاني : شخص يريد إعلان ردته
في هذه الحالة نعود للثابت الرابع فهو إما جاهل أو جاحد ... لنفصل قليلاً
إن كان جاهلاً فستكون أصابته شبهة في دينه فشك فيه .... و في هذه الحالة يجب و قبل أن يعلن ردته أن يناقش أهل العلم في شبهته و لا أعني بأهل العلم مجرد أئمة المساجد فهم قد لا يكونون على هذا القدر من العلم لرد الشبهات و إنما اعني به أهل الإختصاص في موضوع شبهته فإذا كانت في العقيدة بعثنا له علماء العقيدة و إن كانت في الشريعى أعطيناه أهلها و هكذا و الأن نعود لثابت الأول فنرى أنه يستحيل أن يقيم على أهل الإختصاص حجة بشبهة تهدم الدين و إن حصل و هذا مستحيل فلن يكابر أهل العلم و سيتركون الدين معه مما يعني دمار الدولة بكفر علمائها واحداً يتلو الأخر و هذا لم يحصل من قبل و لن يحصل أبداً
أما إن كان جاحداً فله نفس الطريق .... و عندما تقوم عليه الحجة فلن يبقى له عذر لترك الدين و سيثبت أنه معاند جاحد
الأن بخصوص هذا الجاحد فهل كان سيترك الدين لو أنه سيحصل على ما يريده تحت ظله ؟ ... مستحيل ... فلماذا يورط نفسه في ترك الدين و إعلان تركه له و يضع نفسه في مواجهة السيف ليأخذ شيء يستطيع الحصول عليه تحت جناحه ؟ إذاً فقد قامت الحجة عليه على أنه ممن يبغون الفساد في الأرض و هذا بالعودة إلى الثابت الثالث
الأن فقد ورط نفسه في مواجهة السيف لشيء مفسد في الأرض ... و إن سألنا أنفسنا ... ما الذي سيجعله يواجه السيف ... طمع في مال محرم ؟ أم في مرأة لا تحل له ؟ أم في شيء أخر من شهوات الدنيا الحقيرة ؟ مهما كان فلن يخسر عاقل حياته الدنياً و الأخرة بسبب دنيا فانية و إن أصر فقد يكون هذا إثبات لوجود خلل في عقله و ما أدراكم فقد لا ينقل إلى الجلاد و إنما إلى مصحة عقلية أما إن كان غير هذا فالسيف مصيره
أما إن إرتد عملياً فلديه ثلاثة أيام للإستتابة ... يستطيع فيها أن يتوب لوحده و يعود لمنافقاً فهذا لا يهم الحاكم و إنما ما يهمه هو ان يطبق المواطن ما عليه و يأخذ ما له و ليس له دخل في ما في قلبه فهذا بينه و بين ربه
و يستطيع نقاش العلماء فيها ليقيموا عليه الحجة فيكشفوا جهله و يعيدوه أو أن يكشفوا جحوده فيجبروه
هل رأيتم التطبيق كيف يكون ؟؟ من المستحيل قتل شخص بريئ في هذا الحد فهو ردعي و ليس إجرامي
فقد ردع الجاهل من ترك دينه بتعليمه
و ردع الفاسد الجاحد من الإفساد في الأرض بتهديده
و قد يكون وسيلة للكشف عن المختلين عقلياً
الأن لنأتي للبحث أكثر عقلاً فقول فقط (مرتد) ليس كافياً للبيان و إنما علينا أن نعرف
مرتد إلى ماذا ؟
الإلحاد مثلاً ؟ فهؤلاء يميلون للإسرار و إن أعلنوا يكملون الطريق في ما سبق توضيحه
المسيحية مثلاً ؟ فالمسيحية من أرادها فسيريد الإعلان و عملياً هي أضعف من ان تنقض الإسلام و العلماء سيوضحون هذا و يثبتونه عليه و كما وضحنا سابقاً أن أثبتها عليهم فسيصبحون مسيحيين و هذا مستحيل !
هذه الأكثر إنتشاراً
اليهودية مثلاً ؟ اليهودية تنتقل بالدم و يرفض الإنتساب إليها دون دم يهودي
إنتهت الديانات السموية و بقي الوثنية و غيرها ... و كلها تسهل إقامة الحجة عليها برأي المسلم و غيره
الأن نأتي إلى تساؤل غريب ... لماذا لا يعامل المرتد معاملة أهل الذمة أو ينضم إليهم ؟
فنجيب ... ان أهل الذمة ليسوا من الأصول في الدولة و إنما وجودهم محدود و معزول و شاذ وهم في تقلص دائم بسبب دخولهم غالياً في الإسلام و وجودهم لا يريح الدولة بشكل عام فهم قد يظهرون الفساد بسبب عدم إيمانهم ببعقيدة الإسلام و تقام عليهم الحدود إن فعلوا فدخوله إليهم لا يعني أنه قد تم تأمينه من ناحية نيته على الفساد خصوصاً أنه قد أقيمت الحجة عليه أنه مريد للفساد و عدم ثبات وجود اهل الذمة تضاف على ما سبق فنحن لن نغير تشريعاً من أجل حالة غير ثابتة
ما رأيكم أن نفرض فتح باب الردة و لنرى ما الذي سيصيب دولة الإسلام و المسلمين
أولاً : سيفتح باب الإعلان لمن أسر في ردته
ثانياً : سيفتح الباب ليفعل المرتد ما يريده سواء أكان جاهل ينشر الجهالة التي ردته عن دينه فيخرج بها مسلمين أخرين جاهلين عن دينهم أو جاحد يفسد في الأرض سواء أقيم عليه حد لاحقاً أو لم يقم
ثالثاً : سيفتح باب الخروج و الدخول إلى الدين فيصبح الأمر كلعبة بيدي المنافقين
رابعاً : الإلتزامات الأخلاقية و التعبدية و التعاملية التي يفرضها الإسلام لمنع الفساد في الأرض و هذا سيفتح باب خرقها مما سينهي وجودها في البداية و يجعل الدولة تخسر ما يميزها
لاحظوا في ما سبق ... فكل ما حدث بعد إيقاف حد الردة هو فتح لأبواب الفساد و ليس الفساد بحد ذاته و من هنا نرد على من قال بأنه يمكن أن يؤخذ عهد على المرتد بأن لا يفسد
فنرد بشيئين الأول هو أنه قد قامت الحجة عليه على أنه باغي للفساد و الثاني هو .... منطقياً ... هذا المرتد هو جاحد لعهده مع الله بالإسلام بعد أن أقيمت الحجة عليه في هذا فكيف لن يجحد عهده للدولة ؟ و بأي شيء سيتعهد ؟ و بردته جحوداً أعلن الحرب على الله و العداء له فكيف سيسالم محيطه الإسلامي ؟ و كيف سيسالم الدولة التي تطبق شرع الله الذي عاداه ؟
و أضيف على هذا
لديك الان يا معترض كنز ثمين ... لنقل شيك بـ 100 مليار دولار ... هل ستقبل بإحتمال 1% لخسارته ؟ إن قبلت فقد خسرت عقلك
فأقول أن أمن المجتمع و ردع الفساد و الجهل عنه أكثر قيمة بمليار مليار مرة عن هذا الشيك الفاني فكيف أقبل بوجود من قامت الحجة عليه أنه سيعيث في الأرض الفساد و الجهل ؟ و كيف لي أن أقبل بفتح تلك الأبواب التي قد تجعل باب الإحتمالية مفتوحاً ؟
تقول لي هو (قد) يفسد و أنا أقول أنني لن أقبل بهذه الإحتمالية لنشر الفساد و ولله لو كانت 1 من مليار (و هي عملياً 100% ) ... لن أقبلها على أمن المجتمع المسلم و سلامته
و لقد ذم الله إتباع الظن و أتباعه كثيراً في القرأن لذلك فنحن المسلمون نرفض الظن رفضاً قاطعاً
أرجو أن تكون حجة هذا الحد قد قامت
اللهم أنصرني بالحق و أنصر الحق بي
و الحمد لله رب العالمين
تعليق