فعلا كثيرًا ما يكون البلاء نعمة ، ليكون بمثابة الصفعة التي تفيق الإنسان حتى يلتفت لحاله وهل هو مؤهل لاستقبال الموت في أي لحظة أم لا ..
وأن يفيق لنفسه وليعلم أن لا شئ في الدنيا يدوم على حال ..!
فها هي أختنا هالة في كامل صحتها وشهرتها في لحظة يأتي المرض والابتلاء والتي كانت بالأمس تملأ الدنيا صخبًا وشهرة... ولعل الله عز وجل أراد تطهيرها من الذنوب وتقريبها منه لكي تعلم أنه كل شئ زائل إلا وجهه ولئلا تلتجئ لسواه ..
ولعل الإنسان قد يكون لديه فرصة الاختيار في البداية بين الصالح والطالح ويكون مترددًا ، ثم يبتلى ابتلاءًا شديدًا يكون بمثابة الصفعة التي تفيقه وتعلمه أن لم يكن هناك داعيًا للتردد من البداية فالدنيا لا تدوم أصلا ..
فمثلا هناك من يستغل نعم الله عليه في المعصية كمن يهبه الله المال ويستخدمه في معصية الله ثم يأخذ الله منه هذه النعمة ليفيق وليعلم أن الذي رزقه هو الله لم يرزقه بها ليعصيه وهو قادر على أن يسحبها منه متى شاء
وقد يكون هذا الابتلاء في حد ذاته نعمة لأنه قربه لله عز وجل ... فلربما أراد الله عز وجل أن يعلمه أنه كان لديك فرصة الاختيار بين الحلال والحرام وهو مغمور بالنعم الذي كان مترددًا لاختيار طريقه بسببها ..
ثم يعود إلا الله نادمًا بعد أن منعت عنه هذه الأشياء التي كان مترددًا عن التوبة بسبب فتنتها .. يعود إلى الله منكسرًا بعد أن يكون قد علم مقدار تفاهة هذه الدنيا ..
مقدار خطأ أن يغتر المرء بنعم الله عليه فلا شئ يدوم على حال ... ولن يخلد فيها أحد ..
ولن يأخذ أي منا معه لآخرته سوى عمله الذي سيجزى به ...!
أتاني جبريل، فقال : يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس
الراوي: جابر بن عبدالله و سهل بن سعد المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 89
خلاصة حكم المحدث: صحيح
تعليق