من أروع أحاديث الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
روى البخارى وأحمد والترمذى عن النعمان بن بشير رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، كمثل قومٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مَرُّوا على من فوقهم فآذوهم، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا فى نصيبنا خرقاَ ولم نؤذِ مَنْ فوقَنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاًَ، وإن أخذوا على أيديهم نَجَوْا ونَجَوْا جميعاً"
أحمد فى المسند 4/268 والترمذى 2/26، والبخارى 2/111 - 164
هذا تمثيل لأولئك الذين أخطـأوا الطـريق وضلـوا عن سواء السبيل،
ففهموا حريتهم فهماً سقيماً، وساروا فى هذه الحياة عـلى غـير هـدى،
بل حَسب أهوائهم وشهواتهم .. وتمثيلُ آخرُ لأولئك الذين يَرون المنكر ويسكتون عليه، فلا تتمعر وجوههم غضبًا لله، ولا تتحرك نفوسهم لتغيير ذلك المنكر، بل يغمضون أعينهم عما يدور حولهم من ارتكاب المخالفات والموبقات، وكأن الأمر لا يعنيهم فى كثير أو قليل، ويظنون فى أنفسهم الصلاح والفلاح.
فالحديث إذاً تصوير للمجتمع بما فيه من أخيار وأشرار، متقين وفجار، يشبههم بركاب سفينة فى بحر خضم متلاطم الأمواج، تمخر السفينة عُبابه، وقد انقسم الركاب إلى قسمين، كلٌ أخذ مكانه بعد الاستهام والاقتراع، فصار قسمٌ أعلى السفينة يتمتعون بروعة الطبيعة ونضارة الحياة، وينعمون بوسائل الرفاهية والراحة، من عذب الماء، ووثير الفراش، وخدمٍ يسعون فى تلبية رغباتهم وحاجاتهم.
والقسم الآخر صار فى أسفل السفينة، لا ينعمون بما نَعِمَ به مَنْ فوقهم حتى الماءُ كانوا يجلبونه من أعلى. وهنا خطرت لهم فكرة أن يثـقبوا أسفل السفينة ليستخرجوا الماء من البحر، فلا يُتعبون أنفسهم فى حمل الماء، ولا يزعجون جيرانهم، فبدأوا بتنفيذ ما أرادوا وقرروا ثقب السفينة، فاستخرجوا معاولهم، وراحوا يضربون فى السفينة. وسمع الذين هم فى الطبقة العليا أصوات المعاول فهُرعوا نحو إخوانهم ووقفوا فى وجوههم يريدون منعهم، ولكن هؤلاء استاؤا من تدخل إخوانهم وقالوا : هذا مكاننا ونصيبنا نصنع فيه ما نشاء، إنها حريتنا فإن تركوهم وما أرادوا هلك ركاب السفينة جميعاً. وإن أصروا على منعهم وأخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعاً.
روى البخارى وأحمد والترمذى عن النعمان بن بشير رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، كمثل قومٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مَرُّوا على من فوقهم فآذوهم، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا فى نصيبنا خرقاَ ولم نؤذِ مَنْ فوقَنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاًَ، وإن أخذوا على أيديهم نَجَوْا ونَجَوْا جميعاً"
أحمد فى المسند 4/268 والترمذى 2/26، والبخارى 2/111 - 164
هذا تمثيل لأولئك الذين أخطـأوا الطـريق وضلـوا عن سواء السبيل،
ففهموا حريتهم فهماً سقيماً، وساروا فى هذه الحياة عـلى غـير هـدى،
بل حَسب أهوائهم وشهواتهم .. وتمثيلُ آخرُ لأولئك الذين يَرون المنكر ويسكتون عليه، فلا تتمعر وجوههم غضبًا لله، ولا تتحرك نفوسهم لتغيير ذلك المنكر، بل يغمضون أعينهم عما يدور حولهم من ارتكاب المخالفات والموبقات، وكأن الأمر لا يعنيهم فى كثير أو قليل، ويظنون فى أنفسهم الصلاح والفلاح.
فالحديث إذاً تصوير للمجتمع بما فيه من أخيار وأشرار، متقين وفجار، يشبههم بركاب سفينة فى بحر خضم متلاطم الأمواج، تمخر السفينة عُبابه، وقد انقسم الركاب إلى قسمين، كلٌ أخذ مكانه بعد الاستهام والاقتراع، فصار قسمٌ أعلى السفينة يتمتعون بروعة الطبيعة ونضارة الحياة، وينعمون بوسائل الرفاهية والراحة، من عذب الماء، ووثير الفراش، وخدمٍ يسعون فى تلبية رغباتهم وحاجاتهم.
والقسم الآخر صار فى أسفل السفينة، لا ينعمون بما نَعِمَ به مَنْ فوقهم حتى الماءُ كانوا يجلبونه من أعلى. وهنا خطرت لهم فكرة أن يثـقبوا أسفل السفينة ليستخرجوا الماء من البحر، فلا يُتعبون أنفسهم فى حمل الماء، ولا يزعجون جيرانهم، فبدأوا بتنفيذ ما أرادوا وقرروا ثقب السفينة، فاستخرجوا معاولهم، وراحوا يضربون فى السفينة. وسمع الذين هم فى الطبقة العليا أصوات المعاول فهُرعوا نحو إخوانهم ووقفوا فى وجوههم يريدون منعهم، ولكن هؤلاء استاؤا من تدخل إخوانهم وقالوا : هذا مكاننا ونصيبنا نصنع فيه ما نشاء، إنها حريتنا فإن تركوهم وما أرادوا هلك ركاب السفينة جميعاً. وإن أصروا على منعهم وأخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعاً.
تعليق