كل عام أنتم إلى الله أقرب أخوتي الكرام ..
أيام الفرص هي الآن ... وخاب وخسر من لم يغتنمها ويدركها ففي الأيام العشر الأولى رحمة ..
والعشر الثانية مغفرة ، والثلث الأخير عتق من النيران ... فبا باغي الخير أقبل واسأل الله مقعدًا في صفوف المقبولين وعباد الله الصالحين ..
لعل أول ما يقع في نفس المؤمن عند الحديث عن شهر رمضان هو القرآن الكريم ..
ليس لأننا اعتدنا على نهم القراءة للقرآن خلال الشهر ، إنما لأنه الشهر الذي نزل فيه القرآن لأول مرة على العالمين ليغمر سكان الأرض نور بعد طول ظلام وضلال ...
لتعم البركات والرحمة على سكان الأرض لنزول الرسالة الخاتمة المتممة المكملة التي تنذر باقتراب جني الحصاد لابتلاءات الإنسان في الدنيا على مدار ملايين السنين ..
واقتراب الفوز بالنهاية الحتمية المقدورة لكل إنسان بعد طول عناء ومكابدة وصراع مع الدنيا فإما نهاية سيئة مأساوية نتيجة اختيار طريق الباطل ( أعزنا وأعزكم الله ) وهي الخسارة الخالدة والعياذ بالله ..
وإما الفلاح والنجاة والفوز بالآخرة نتيجة اتباع الحق الذي أنزل على نبي الله محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء والمرسلين ..
ولعلنا عندما نتأمل سلسلة الأحداث فترة هبوط الوحي على نبي الله محمد صلوات الله وسلامه عليه ، والظروف والملابسات التي نزل فيها الوحي ( في أيام مثل أيامنا هذه ) ..
نجد أن الشخصية التي هبط عليها الوحي المتمثله في شخصه صلى الله عليه وسلم لم تكن بالشخصية العابثة المحبة للدنيا ..
ولم يكن مثل بقية قومه والمحيطين به محبًا للصخب وشهوات الدنيا الهالكة ومتاعها الزائل ، بل كان مفكرًا كثير التأمل والتعبد في الخلاء والطبيعة ...!
( يتبع بإذن الله ) ..
تعليق