نزولا عند رغبة القراء الكرام ونظرا لأن الكتاب نشر حضريا في الأكاديمية الهندية بدلهي ولم يخرج إلى حد الآن خارج الهند فقد ارتأيت أن أكتب هذا التقديم للقارئ الكريم حتى يكون عنده تصورا حول الكتاب في انتظار وصوله بحول الله قريبا إلى الأسواق العربية والعالمية..
المؤلف
تقديم
كتاب دين الفطرة:استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة انسانية.
يقع الكتاب في477 صفحة من الحجم المتوسط قدم له الأستاذ الدكتور محمد المختار ولد أباه رئيس جامعة شنقيط العصرية, والدكتور الداه ولد ممون أستاذ الفيزياء بجامعة أنواكشوط.
الطبعة الأولى أكاديمية الفقه الإسلامي بدلهي (الهند) سنة2010 م.
مفصلا حسب الآتي:
الفصل الأول
تمهيد
تصويب حول بعض الأخطاء الشائعة:
الإنسان بفطرته طلعة لا يقتنع من الحياة بمظاهر أشكالها وألوانها كما تنقلها إليه حواسه أو كما ينفعل بها شعوره، بل يتناولها بعقله، وينفذ إليها ببصيرته ليعرف حقيقة كل شيء.. من أين جاء؟ وكيف صار؟ وإلا ما ينتهي؟ وهو في إشباع رغبته تلك لا يدخر وسعا من ذكاء أو جهاد حتى يبلغ من ذلك ما يطمئن إليه عقله وتستريح به نفسه(6).
ومن أهم الأسباب التي تدعوا الباحث إلى التوسع فيما كتب، الأوضاع الفكرية والاجتماعية الطارئة التي تفرض نفسها على المجتمع لأسباب مختلفة.
ولعل أهم الأسباب التي جعلتني أتوسع في ما كتبت سابقا المفاهيم الفكرية التي ظهرت في العقدين الأخيرين مثل: النظام العالمي الجديد، نهاية التاريخ، صدام الحضارات، الهويات، العولمة، حوار الحضارات، وأخيرا وليس آخر: الرسوم المسيئة، وتصريحات البابا بنديكت السادس عشر عن الإسلام.. .
وكان علي أن أرجع إلى ما كتب عن هذه المفاهيم كي أحظى بمقارنة بين العالم الإسلامي والعالم الغربي، وبعد تصفحي لمئات الصحف، والكتب، والمواقع الالكترونية المختصة وغير المختصة، فلم أجد متصلا بالموضوع إلا القليل رغم أن بعض ما قرأته كان لمفكرين كبار.إ إ
من ثم أمسكت عن الرد حتى يكون بين يدي الدليل حيث أن المعلومات والمفاهيم التي بحوزتي قد لا تكفي للرد على مواضيع أصبحت اليوم من أهم قضايا الساعة، على الصعيدين الفكري والجيوسياسي. وقد يكفي، كدليل على هذا لاهتمام الزائد، أن نشير إلى أن الأمم المتحدة اعتمدت عام 2001م كسنة( لحوار الحضارات)، الشيء الذي فسح المجال لعقد المزيد من الندوات واللقاءات لمناقشة هذا الموضوع، في جميع أرجاء الكرة الأرضية فقد ألقيت محاضرات ووضعت بحوث وألفت كتب في هذا الموضوع، لكن حدثت مغالطات في أكثر تلك الكتابات، التي يكتبها بعضهم عن قصد، ويسكت عنها البعض الآخر عن قصور ...
ولعل ما يستحق الذكر هنا تلك الملاحظة الذكية التي ذكرها الدكتور محمد عايد الجابري في مقال له(7) بعنوان:(حوار الحضارات أية مصداقية؟)،بأن هذا لموضوع يرد تارة تحت عنوان (حوار الحضارات)، وأخرى باستعمال كلمة (ثقافة) بدل كلمة (حضارة) مشيرا أنه وبغض النظر عن الفرق الذي يمكن أن يقام بين الكلمتين، وهو فرق يختلق من لغة إلى أخرى، فإن للافت للانتباه حقا هو التركيز، في العالم الغربي كما في العالم الإسلامي، على موضوع معين، تحت عنوان (الإسلام وحوار الحضارات)، حتى غدا هذا الموضوع وكأنه وحده هو المقصود بهذا الحوار). مضيفا أنه من المفروض أن يكون مجرد واحد من الموضوعات التي يجب أن يشملها الحوار، متسائلا: لما الإسلام بالضبط؟ وما المقصود هنا (بالإسلام) ولماذا لم نسمع عن ندوة أو ندوات حول (المسيحية وحوار الحضارات) أو (اليهودية وحوار الحضارات). أو البوذية، أو الهندوسية أو غير هذه من الديانات ؟ مبينا أن هذا التخصيص الذي يصرف عبارة (حوار الحضارات) إلى دين واحد، يحمل على الشك في مدى الموضوعية.والتجرد اللذين تطرح بهما هذه المسألة ويريد الكاتب أن يقول: أن الكتاب الغربيين الذين يروجون لمقولة (صراع الحضارات) يضعون كمقابل («الغرب» (وحضارة الغرب). ليس (حضارة الإسلام) أو الحضارة الإسلامية)، بل الإسلام بدون تخصيص وهذا ما جعل هذا الطرح يضع (الغرب) وهو مصطلح جغرافي ومفهوم ثقافي حضاري في مقابل (الإسلام) الذي هو الدين.
والآن لنضع هذا الكلام جانبا ولنعرض لبعض الحقائق التاريخية لنعرف مدى مصداقية كل من القولين؛
يعترف الغرب بأن الحضارة اليونانية قد انتقلت إليهم عن طريق الحضارة العربية الإسلامية وأن معرفتهم بالحضارة الفارسية والهندية تدين بالكثير للعرب والمسلمين فكيف حصل هذا الانتقال ؟ وكيف صمدت الحضارة الإسلامية أمام تلك المنافسة الشرسة بين الثقافة الفارسية والرومانية ؟ رغم أنها كانت تدور داخلها، وما مدى مصداقية تجريد الغرب الآن للدين الإسلامي من حضارته؟!!
إن من يقرأ تاريخ الحضارات كثيرا ما يصادفه مصطلح الشعوبية وما هي إلا( نتاج تلاقح بين الحضارة الفارسية والعربية الإسلامية وقد شجع جو الحوار الثقافي الحضاري، الذي ساد فيها، المتخصصين الذين كانوا ذوي ميول يونانية إلى إبراز مآثر الحضارة اليونانية، فدخلوا في حوار تنافسي مع المتخصصين ذوي الميول الفارسية. وهكذا جرى داخل الحضارة العربية الإسلامية حوار تنافسي بين ثقافتين الفارسية واليونانية الشيء الذي حفز ذوي الثقافة العربية الإسلامية إلى الالتحاق بميدان المنافسة، فأبرزوا مآثر العرب ومناقب الإسلام مع الاعتراف للحضارات الأخرى بفضلها، الشيء الذي كرس النسبية في التفكير الحضاري في الفكر العربي الإسلامي، وخفف إلى حد كبير من التمركز حول الذات في هذا الفكر(8).
ولما كان أساس الحضارة الإسلامية فكريا، لذلك كانت حضارته مستقلة كاملة ذات دستور شامل مجرد، يختلف اختلافا جذريا عن مكونات الحضارة الغربية، مثلما اختلف جذريا مع الحضارات القديمة اليونانية والرومانية والهندية.
وإذا كان أساس الحضارة الإسلامية هو الفكر فإن الإسلام لا يعادي العلم الذي هو طريق الحضارة.
ولا يعادي القوة السياسية والعسكرية لأنها أداة ومظهر من مظاهر الحضارة. والإسلام بهذا الشمول يضع المنهج الملائم والسليم، والمقومات الأساسية لقيام حضارة إسلامية قائمة على الفكر الذي هو جماع كل مظاهر الحضارات، حتى يكون أساسها قويا متينا لذلك فإن حضارة الإسلام باقية متجددة، لا يصيبها الشلل أو تعتريها الشيخوخة(9).
ولأن الفكر أساس حضارة الإسلام لذا فإن الثقافة الإسلامية هي إحدى مستلزمات هذا الفكر وعليه يكون الحق مع ملاحظة الدكتور الجابري ويكون الطرح الجديد على الشكل التالي : (الحضارة الغربية) مقابل (الحضارة الإسلامية). ولعل أكثر الأخطاء التي وردت في بحوث من كتب عن هذه المواضيع هو عدم انتباههم للمنطلق الخاطئ الذي لم يتقيد بالملاحظة السالفة الذكر..
كذالك من يتناولون الدين على انه (مشكلة موضوعية) « Objective problème فهم يجمعون في سلة واحدة كل ما أطلق عليه اسم "دين" في أي مرحلة من التاريخ ثم يتأملون في ضوء هذا المحصول حقيقة الدين!!.
إن موقفهم ينحرف من أول مرحلة(70)، فيبدوا لهم الدين جراء هذا الموقف الفاسد ـ عملا اجتماعيا، لا كشفا لحقيقة، ومن المعلوم أن لكل ما يكشف عن حقيقة من الحقائق مثلا أعلى، ولا بد عند البحث عن هذه الحقائق أن ندرس مظاهرها وتاريخها في ضوء مثله الأعلى. أما الأمور التي تأتي بها أعمال اجتماعية فليس لها مثلا أعلى، وبقاؤها رهن بحاجة المجتمع إليها.
والدين يختلف عن ذلك كل الاختلاف، فليس من الممكن البحث عن حقائقه، كما يبحث عن تطورات فنون العمارة والنسيج والحياكة والسيارات، لان الدين علم على حقيقة يقبلها المجتمع أو يرفضها أو يقبلها في شكل ناقص(71) ويبقى الدين في جميع هذه الأحوال حقيقة واحدة في ذاتها، وإنما يختلف في أشكاله المقبولة، ولهذا لا يمكن أن نفهم حقائق الدين بمجرد فهرسة مماثلة لجميع الأشكال الموجودة باسم (الدين).
وبهذا يحكم الغرب قبضتهم على الفكر العربي والإسلامي ...
إن الدين إذا جرد عن المدنية- وقد جرد كثيرا- كان دينا ولا حضارة , كان دينا ولا دينا ولا اجتماع, كان دينا ولا حياة.
وكل دين يجرد من الحضارة دين صائر إلى الانقراض, ومصيره الزوال السريع.
وكل دين يرضى أهله بهذا الموقف الضعيف المتخاذل, فيرضون من الدين بالعقيدة ولا يلحون على مدنية خاصة عي نتاج هذا الدين, ويقتبسون أو يستوردون مدنية أخرى هي وليدة بيئة أخرى, وسليلة ديانة أخرى, ونتيجة أحداث وعوامل مرت بها أمة خاصة, أو بلد خاص, فإنهم يفقدون مع الأيام ومع تيار الزمان شخصيتهم, ويفقد الدين الذي دانو به السيطرة على نفوسهم وعقولهم, ويكونون صورة صادقة أو نسخة مطبوعة لأمة التى تطفلوا على مائدتها, واقتبسوا منها الحضارة ونمط الحياة , وهذا مانعيشه اليوم واقعا في مدنيتنا المستعارة وأساليب حياتنا..
وبانتهاجنا لهذا المنهج صار لزاما علينا سبر أغوار هذا الفكر والتعرف عليه.أكثر
يظهر ذالك من خلال مقارنة بين دلالة الإنسان في النسق الحضاري الغربي مع استحضار أصوله الفلسفية القديمة ومقارنتها بالنسق الحضاري الإسلامي.
وفي سياق النموذجين السرديين المتمثلين في قصتي (روبنسون كروزو) لدانيال ديفو, وجي ابن يقظان ( لابن الطفيل) حيث يغوص العقل الغربي في المادة ويغرق فيها فينسى ذاته وينسى سؤال الكينونة , وعقل يتشوف إلى ما وراء وينزع نحو تأمله.
هذه المقارنة أتى بها المفكر الجزائري مالك بن نبي في كتابه "مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي" للحضارة ووصفها كنسق كلي جامع يحدد عقليتها ونمط رؤيتها للوجود وفي سياق المقاربة بين قصتي روبنسون كروزو وحي ابن يقظان يستنتج التمايز بين العقلين الغربي والشرقي، حيث ينتهي إلى تقرير اختلاف جوهري في الرؤية إلى الكائن الإنساني ووظيفته في الوجود، إذ تنزع الرؤية الفلسفية للحضارة الإسلامية نحو نظرة كلية كيفية، وتنزع الرؤية الغربية نحو نظرة تحليلية كمية.
و هذه الرؤية الكمية لاتبدو فقط في هذا النتاج السردي الروائي ولا في النمط الثقافي الحضاري الغربي الراهن، بل حتى في الخلفية الثقافية الهلينية فقد مدرسة فرانكفورت مليا عند أسطورة أو ديسيوس في ملحمة الأوديسة كاشفة عن مركزية هذه الرؤية المادية التي سيصطلح عليها هوركايم وأدرولو بالأدائية.
وتمظهرها أيضا في علم الفيزياء مع جاليليو في رؤيته التحليلية الرياضية للكون.
وفلسفيا مع ديكارت في تمييزه بين الفكر والامتداد، وتأسيسه للعقل بوصفه قوة للسيطرة على الطبيعة واستغلالها. ومجتمعيا في النمط الليبرالي، كنمط يقتصد تأسيس واقع يعامل الذات الإنسانية بوصفها جسدا.
كما حرص المنظرين للفكرة الرأسمالية في الخطاب ألحدائي الرأسمالي على اختزال الدوافع والأشواق والغايات الإنسانية ـ حتى تلك التي تخرج عن نطاق العلاقة الاقتصادية ـ إلى رغبات وأشواق جسدية لتؤول إلى محض رغبة اقتصادية !.
وهذا ما نراه أيضا عند السيسيولوجى الألماني ماكس فيبر في كتابه الشهير «الأخلاق لبروتستانتية» حيث يؤول شخصية روبنسون كروزو رائيا فيها تجسيدا لنموذج «الإنسان الاقتصادي» ومحدد لنمط الحضارة الرأسمالية.
مما سبق نجد أن هذا النموذج ليس ملمحا من ملامح النمط المجتمعي الصناعي فقط، بل هو محدد من محددات نمط التفكير الغربي ككل.
لكن الإنسان بفطرته ـ ليس مجرد كائن يعيش وجوده بل هو فوق ذلك كائن ينزع نحو فهم الوجود بل حتى على مستوى وجوده الفردي يحرص على أن يجعل له معنى ودلالة ولا يكتفي بمجرد عيشه فقط.
. وهكذا حيثما اتجهنا وجدنا من الشواهد ما يكفي للدلالة على أن عدم تبديل المقاربة الأدائية المادية لنمط رؤيتها لماهية الإنسان إنما هو ناتج عن عدم انتباهها لمنطلقها الخاطئ المحكوم بالرؤية الكمية.
وإذا كنا اليوم نعيش في عصر أخص صفاته أنه ينتج من الأفكار بقدر ما ينتج من الأشياء وأنه ليس من الضروري أن نتطلب من الأفكار المنتجة أن تكون دائما نافعة كالأشياء فإنه لزاما علينا أن نتوخى الحظر في هذه الأفكار، خاصة وأن مصدرها هو الغرب الذي ينظر إلى الإنسان كحيوان اقتصادي محكوم بمعايير الحساب النفعي، أي بمنطلقه الخاطئ المحكوم بالرؤية المادية الكمية كما تقدم ذكره(40) وهو المنطلق الذي لا نكاد نخرج من الإشارة إليه في بحثنا هذا إلا لنعود إليه وكأننا في دائرة مغلقة فهل إلى الخروج من سبيل؟! يقول (نور ثروب):
«كيف ستؤثر ـ يريد نظرية الكم في مناطق العالم الأخرى ـ هذه الطريقة الجديدة في التفكير التي أنشأها الغرب الحديث ؟!!
لقد عالج (هايزنيرغ) هذه المسألة في بدء حديثه وفي ختامه فالطريقة الجديدة في التفكير ستؤدي كما بقول المؤلف، وسواء شئنا أم أبينا، في تغير أو تدمير جزئي في عاداتنا التقليدية وفي قيمنا الأخلاقية(41).
فكثير من قادة الشعوب في العالم غير الغربي، وكذلك غالبية مستشاريهم الغربيين يرون أن مسألة إدخال الآلات العلمية وطرق التفكير الحديثة إلى آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا لا تعدو منح هذه المناطق استقلالها السياسي، ومن ثم تزويدها بالأموال والآليات اللازمة.
لكن هذا الافتراض السهل يهمل عدة أمور:
ـ أولها أن أجهزة العلم الحديث مستمدة من نظرياته، وتتطلب لإتقان صنعها أو لحسن استعمالها فهما جيدا لتلك النظريات.
ـ وثانيها أن هذه النظريات تعتمد بدورها على عقائد فلسفية إذا فهمت على حقيقتها تولد عقلية شخصية وجماعية وشكوكا تختلف كلها عما ألفته الأسرة والطائفة والقبيلة من عقلية وقيم سائدة لدى شعوب آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا، وقد تتعارض معها في بعض الأمور.
وبموجز القول: لا يستطيع الإنسان أن يستورد آلات الفيزياء الحديثة دون أن يستورد عاجلا أو آجلا عقليتها الفلسفية وهذه العقلية(42) باستحواذها على تفكير الشباب العلمي تتغلب على الولاء العائلي والقبلي القديم. وإذا لم ينتج عن هذا بالضرورة توتر عاطفي وبأس اجتماعي، فمن المهم أن تتنبه لما يطرأ عليها وهذا يعني أن علينا أن ننظر إلى تجربتها على أساس أنها اجتماع عقليتين فلسفيتين مختلفتين، تلك التي تحمل الثقافة التقليدية، وتلك التي انبتت الفيزياء الحديثة ومن هنا تبرز لكل فرد أهمية فهم فلسفة الفيزياء الجديدة..
لكن المرء قد سأل : ألست الفيزياء مستقلة تماما عن الفلسفة ؟! ألم تعزز الفيزياء الحديثة فعاليتها إلا بهجر الفلسفة ؟!
إن (هايزنبرع) يجيب بكل وضوح عن كلا السؤالين بالنفي ... فلماذا ؟
لقد ترك (نيوتن) انطباعا بأن فيزياء خالية من الفرضيات التي لا تستلزمها المعطيات التجريبية. وهذا يتضح من إدعائه بأنه لم يضع أية فرضية وإنما استنبط مفاهيمه الأساسية وقوانينه مما وجده في تجاربه فإذا صح رأيه هذا في العلاقة بين الأرصاد الفيزيائية التجريبية وبين نظريته، فإن نظريته لن تحتاج أبدا إلى تعديل، ولا يمكن أن تنطوي على أية نتائج لا تؤكدها التجربة، أي أن اتفاق الوقائع معها يجعلها نهائية وخارج نطاق الشك»(43).
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نقبل هذه النظريات كما هي عليه في كشوف أصحابها؟ أليس من حقنا أن نحاول التعرف عليها على ضوء بناء هذا الوجود ؟!!