العلم الحديث والاسلام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

محمد الكتبي مسلم اكتشف المزيد حول محمد الكتبي
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الكتبي
    2- عضو مشارك
    • 2 ينا, 2011
    • 122
    • انسان عادي بالمدرسة
    • مسلم

    العلم الحديث والاسلام

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ارجو منكم يا أخوة أن تساعدوني في التوفيق بين بعض العلوم الحديثة التي ظهرت هذه الأيام وبين بعض الآيات القرآنية



    استمطار السحب Rainmaking

    http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/4/4c/Cloud_Seeding.svg

    إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ


    فكيف ينزل الله الغيث والبشر استطاعوا عن طريق الطائرات من إنزال المطر من السماء , وان كانت هذه الفكرة لم تنجح 100% ولكن بالفعل سقط المطر من الغيوم بعد استثارتها بالعناصر المطلوبة ,


    أطفال الأنابيب والقدرة على تحديد الجنس

    (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ)

    فكيف والان باستطاعة الاطباء تحديد جنس المولود عن طريق الانابيب والادوية المناسبة ؟


    - الصواريخ والأقمار الصناعية ومحاولة غزو السماء والوصول الى القمر والمريخ بالبشر والمعدات والالات

    (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ)

    فكيف نوفق ايضا بين معنى الاية والحدث العلمي


    واخيرا قال احدهم ان لو كان مكتشف هذه الاشياء من المسلمين , لتم الاعتراض عليهم ووقفهم ومعاقبتهم ومصاردة اكتشافاتهم لانها تعارض ظاهريا الايات القرانية الكريم , فما ردكم عليه , يعني لو جاء عالم مسلم الى حاكم مسلم وقال له اننا نستطيع امطار السماء وتحديد جنس المولود , فماذا ستكون ردة فعله يا ترى


    والسلام عليكم
  • أحمد عبدالله.
    3- عضو نشيط

    • 2 سبت, 2011
    • 458
    • طالب في الطب
    • مسلم

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم



    وعليكم السلام



    أخي إن كنت تقصد علم الله لناحية جنس الجنين أو أحوال الطقس وتقول أن العلم أصبح بإمكانه أن يكشف من عورة الأرحام أو يرصد أحوال الطقس فإليك على عجالة تفسير إبن كثير:



    "هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها، فلا يعلمها أحد إلا بعد إعلامه تعالى بها، فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبي مرسل، ولا ملك مقرب
    { لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ }
    [الأعراف: 187] وكذلك إنزال الغيث، لا يعلمه إلا الله، ولكن إذا أمر به، علمته الملائكة الموكلون بذلك، ومن يشاء الله من خلقه، وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى أو شقياً أو سعيداً، علم الملائكة الموكلون بذلك، ومن شاء الله من خلقه، وكذا لا تدري نفس ماذا تكسب غداً في دنياها وأخراها، { وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } في بلدها أو غيره من أي بلاد الله كان، لا علم لأحد بذلك، وهذه شبيهة بقوله تعالى:
    { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ }
    [الأنعام: 59] الآية. وقد وردت السنة بتسمية هذه الخمس مفاتيح الغيب."إنتهى



    نعم الله استأثر بهذه العلوم، ولا نعلمها إلا عندما يأذن بذلك تماما كما يأذن للملائكة.



    بالنسبة للمواضيع الأخرى فأخاف أن أتكلم فيها ما لا أعلم، مع ان الله من علي ببعض الردود ولكنها لا زالت قيد البحث.

    والأخوة والأساتذة في المنتدى سيعطونك بإذن الله الجواب الشافي.

    تعليق

    • محمد الكتبي
      2- عضو مشارك
      • 2 ينا, 2011
      • 122
      • انسان عادي بالمدرسة
      • مسلم

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم



      وعليكم السلام



      أخي إن كنت تقصد علم الله لناحية جنس الجنين أو أحوال الطقس وتقول أن العلم أصبح بإمكانه أن يكشف من عورة الأرحام أو يرصد أحوال الطقس فإليك على عجالة تفسير إبن كثير:



      "هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها، فلا يعلمها أحد إلا بعد إعلامه تعالى بها، فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبي مرسل، ولا ملك مقرب
      { لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ }
      [الأعراف: 187] وكذلك إنزال الغيث، لا يعلمه إلا الله، ولكن إذا أمر به، علمته الملائكة الموكلون بذلك، ومن يشاء الله من خلقه، وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى أو شقياً أو سعيداً، علم الملائكة الموكلون بذلك، ومن شاء الله من خلقه، وكذا لا تدري نفس ماذا تكسب غداً في دنياها وأخراها، { وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } في بلدها أو غيره من أي بلاد الله كان، لا علم لأحد بذلك، وهذه شبيهة بقوله تعالى:
      { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ }
      [الأنعام: 59] الآية. وقد وردت السنة بتسمية هذه الخمس مفاتيح الغيب."إنتهى



      نعم الله استأثر بهذه العلوم، ولا نعلمها إلا عندما يأذن بذلك تماما كما يأذن للملائكة.



      بالنسبة للمواضيع الأخرى فأخاف أن أتكلم فيها ما لا أعلم، مع ان الله من علي ببعض الردود ولكنها لا زالت قيد البحث.

      والأخوة والأساتذة في المنتدى سيعطونك بإذن الله الجواب الشافي.


      أخي الكريم على العموم شكرا لك على الرد ولكن ما قصدت هذا, أنا الذي أقصده إن باستطاعة الاطباء الان أن يحددو جنس المولود , كان ذكر ام انثى , اي مثلا لو كنت لا تنجب الا اناثا , باستطاعة الاطباء ان يقوموا بمساعدتك في انجاب ذكر , اي انك ان اردت انجاب ذكر تستطيع ذلك , الالية هي عزل الحيوان المنوي الحامل للكرموسوم y وجعله يتحد مع الوبيضة الحاملة للكرموسوم xوهكذا يستطيع الاطاباء (تحديد) وليس (معرفة) جنس المولود , وانا لم اتكلم عن احوال الطقس , بل ان تنكلوجيا استمطار السحب قادرة على ان تجعل السحب تمطر ماءا , باضافة بعض العناصر وهذا يختلفا كليا عن التنبؤ بالطقس , ارجو ان تكون الفكرة قد وصلت , والسلام عليكم ورحمة الله

      تعليق

      • أحمد عبدالله.
        3- عضو نشيط

        • 2 سبت, 2011
        • 458
        • طالب في الطب
        • مسلم

        #4
        حسنا إن طرحت أمامك هذه الشبهة فالجواب أصبح بين يديك!

        تعليق

        • محمد الكتبي
          2- عضو مشارك
          • 2 ينا, 2011
          • 122
          • انسان عادي بالمدرسة
          • مسلم

          #5
          حسنا إن طرحت أمامك هذه الشبهة فالجواب أصبح بين يديك!

          عفوا اخي ولكن اين الرد

          تعليق

          • أحمد عبدالله.
            3- عضو نشيط

            • 2 سبت, 2011
            • 458
            • طالب في الطب
            • مسلم

            #6
            السلام عليكم،



            أخي الكريم،



            لا ادعي أني امتلك جوابا على الشبهات. ولكن طرح الله في بالي عدة أفكار سأختار منها واحدة.

            لم تنضج بعد ولكن أراك تطلب ردا سريعا. ولا مانع مطلقا أن تأخذ بالفكرة لتطورها وتقوم ببحث يلقي صفعة على كل من بث هذه الشبهة من المبطلين.


            قال تعالى في سورة عبس : "ثم السبيل يسره"

            وقد فسرت هذه الآية بنزول الجنين من الرحم. قد يسأل سائل، أليست الداية أو طبيبة النساء هي من يقوم بذلك. نقول هم أسباب من أسباب التيسير فقد من الله علينا بتطور العلوم ويسر لنا عملية الولادة. ولكن مهلا، ماذا يفعل أطباء العالم لو لم يكن تشريح جهاز المرأة مناسبا. وعدد هنا تفاصيل لا يحصيها إلا البارئ في تكوين المرأة سأكتفي بذكر بعضها:

            1- حجم الحوض وشكله مختلفا عندها بالنسبة للرجل والله أعلم.

            2- الرحم تبدأ عضلاته بدفع الجنين إلى الخارج....



            إذا عملية تيسير الولادة لا تقتصر على الإخراج بل على عاومل عدة، ألا توافقني؟

            إنزال المطر ليس عن هذا ببعيد. ما يفعله الإنسان هو تلقيح السحابة- على حد علمي- أي فقط عملية واحدة من عدة عوامل. فمن ينشئ السحاب الثقال؟

            من يؤلف بينها؟ من؟ من..... الله جل وعلا. ألم يبلغك أخي أننا نفسر القرآن بالقرآن، أنظر إلى عملية إنزال المطر.



            (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].

            الودق انما يكون بعد أن يزجي ربي السحاب، ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما. وهنا استطاع الإنسان- هكذا أعرف وإن أخطأت فصحح لي- أن يتدخل وإن كان المردود ضعيفا.

            يتبع

            تعليق

            • أحمد عبدالله.
              3- عضو نشيط

              • 2 سبت, 2011
              • 458
              • طالب في الطب
              • مسلم

              #7
              ولكن مهلا. ساذهب بالشبهة إلا مكان أبعد، ففي الحقيقة عندما تستشهد بسورة لقمان أي ب" وينزل الغيث". فلا ترقى إلى مستوى الشبهة كثيرا.

              الشبهة التي يفوح نتنها على صفحات الإنترنت هي تلك التي تدعي الخطأ في سورة الواقعة:

              " أفرأيتم الماء الذي تشربون‏*أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون‏*لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون‏*‏"



              الرد سبق وبينته أعلاه. فإنزال المطر لا يقتصر على آخر مرحلة فقط. ولكن إن أصر المبطل وقال أن الآية واضحة ولا تحتمل التأويل فأرشده إلى معاجم اللغة فيما يخص لفظة "المزن":

              لسان العرب:



              "والمُزْنُ السحاب عامةٌ، وقيل: السحاب ذو الماء، واحدته مُزْنةٌ، وقيل: المُزْنَةُ السحابة البيضاء، والجمع مُزْنٌ، والبَرَدُ حَبُّ المُزْنِ، وتكرر في الحديث ذكر المزنِ. قال ابن الأَثير: المُزْنُ وهو الغيم والسحاب، واحدته مُزْنَةٌ، ومُزَيْنة تصغير مُزْنةٍ، وهي السحابة البيضاء، قال: ويكون تصغير مَزْنَةٍ. "



              القاموس المحيط:

              "والمُزْنُ، بالضم: السَّحابُ، أو أبْيَضُه، أو ذُو الماءِ،"



              مقاييس اللغة:

              "إنّ ابنَ المُزْنة: الهِلال.والثانية المازن: بيض النَّمل.والثالثة: مَزَنَ قِربَته: ملأَها." إنتهى

              أيضا اللون الأبيض.



              الصحاح في اللغة:

              "أبو زيد: المُزْنَةُ: السحابة البيضاء، والجمع مُزْنٌ.
              والبَرَدُ حُبُّ المُزْنِ.
              والمازِنُ بيض النمل."



              والسحاب الأبيض كما تراه عيني هو الذي يحتاج إلى أن يسوقه الله و يؤلف بينه- أيضا صحح لي إن أخطأت.

              فهل هذا ما يقوم به الإنسان؟ أشك بذلك.



              هذا وقد تحدثنا عن تكوين المرأة، أي "قوانين" إن صح التعبير تحكم جسدها، فماذا لو اذهب الله بجاذبية الأرض، أأنت من ينزل المطر؟ ماذا لو أمكن الله الهواء أن يحمل الماء كما يحمل بخاره فلا ينزل بعد ذلك؟ وماذا لو منع الله تجمع القطرات -والله أعلم- حول حبوب التلقيح؟ حبوب التلقيح!!! نعم، هذا ما اكتشفه العلم، ولكن القرآن أخبرنا بهذه الحقيقة:

              {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر: 22].

              ويا عجبا للمفسرين الذين اصابوا المعنى العلمي لتبحرهم في علوم اللغة:

              "فهم المفسرين:

              قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {وأرسلنا الرياح لواقح}؛ قال: لواقح للشجر والسحاب. وهو قول الحسن وقتادة والضحاك من التابعين. وذكر هذا القول أيضاً الطبري والقرطبي."

              http://www.maknoon.com/e3jaz/new_page_27.htm



              

              تعليق

              • أحمد عبدالله.
                3- عضو نشيط

                • 2 سبت, 2011
                • 458
                • طالب في الطب
                • مسلم

                #8
                نصيحة لك أخي،



                الشبهة بشكل عام لها جواب قد نعرفه الآن أو لا، لغياب المعنى عنا أو لنقص المعلومات العلمية أو غير ذلك.

                ولكن أيعقل أن يحتوي هذا الكتاب الرباني أخطاء وهو الذي يتميز بإعجازات لا يعلمها إلى ربي.

                هكذا يجب أن تتعامل مع الشبهة، بهدوء إلى أن يمن الله علينا بكشف تساؤلنا.



                أما بالنسبة لشبهة إختيار جنس الجنين، فايضا هناك عدة أفكار تجول في بالي ولكني سأبحث أكثر. وقد سقت الكلام أعلاه على عجالة ولا أدري إن كان كان يحمل الجواب الذي تنشده.

                فتعامل مع المسألة بهدوء.

                وأرجو من الإخوة التفاعل إن كان عندهم الجواب الشافي.

                تعليق

                • أحمد.
                  مشرف اللجنة العلمية

                  حارس من حراس العقيدة
                  • 30 يون, 2011
                  • 6655
                  • -
                  • مسلم

                  #9
                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                  فى الحقيقة لا أرى فى هذه الشبهات أى قيمة أو منطق أكثر مما يمكنك أن تأخذه من طفل صغير أجلسه والده على مقعد السائق فى سيارته فأخذ يدير عجلة القيادة ويعبث بذراع السرعات ثم التفت إلى والده قائلا "شفت بعرف أسوق أحسن منك أهه" .. أو إن شئنا الدقة فهى أشبه بسائقٍ التقى صاحب مصنع السيارات فقال له الأخير "أنا الذى أعطى السيارة القدرة على الحركة أنا الذى صممتها وأنشأتها وجعلتها قادرة على السير" فردَّ عليه قائلا "وأنا مثلك تماما لأننى أيضا أجعلها تسير" .

                  ولعلَّك تعجبُ أخى الكريم إنْ علمتَ أن هذه الشبهة ليست جديدة على الإطلاق بل موغلة فى القدم .. شبهة عمرها أكثر من عشرة آلاف عام .. فهل رأيت إلى الذى حاج إبراهيم فى ربِّه ؟ .. يقول الله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) ) [ البقرة ] .. فهذا الأبله اعتقد أنَّ قدرته على <استخدام> <السنن الكونية> التى أنشأها الله تعالى تجعله مساويا لله سبحانه الذى <أبدع> هذه <السنن الكونية> .. فظنَّ لغروره وكبره أنَّه عندما يأمر بقتل إنسان أو تخليته فهو يملك إماتته وإحياءه .

                  ثمَّ دعنى أبدأ معك من آية الرحمن وفيها يقول الرحمن ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) ) .. فالله تبارك وتعالى لم ينفِ مُطلق النفاذ بل قيده بالاحتياج إلى "سلطان" .. أى سبب ووسيلة تجعل البشر قادرين على النفاذ فمتى امتلكوا هذا السبب تحقق لهم النفاذ .. فهل عندما يملكون الوسيلة فيتحقق لهم النفاذُ نقول أنهم نفذوا بقوتهم أمْ بقوة الله تعالى الذى قضى بالنفاذ عند وجود الوسيلة .. الذى وضع السنن الكونية التى تسمح لهذا السبب بالنفاذ بالبشر .. هل نقول أن الذى ضغط على دواسة البنزين فى السيارة هو الذى أعطاها هذه القدرة أم أنه الذى صمم السيارة بطريقة تجعلها تسير عند الضغط على الدواسة ؟ .

                  وبالمثل فى تحديد نوع الجنين .. هل اخترع البشر سنة كونية تجعلهم المتحكمين فى نوع الجنين أم استخدموا تلك السنة التى استنها الله تعالى فى ذلك أنَّه سبحانه أبدع الصبغيات وفصلها إلى نوعين وأودع فى كل حيوان منوى صبغيا من أحد النوعين وجعل نتيجة ذلك أنه على أساس التقاء أىِّ نوع منهما مع صبغى البويضة يكون نوع الولد .. ألم يقتصر أمر العلماء على استخدام هذه السُنِّة أم تراهم ابتكروا شيئا جديدا لا على مِثالِ صَنيع الله ربِّ العالمين ؟ .. ولو كان الأمرُ بهذه السطحية أخى أنه من يستطيع العبث بالصبغيات يستطيع مضاهاة الله تعالى فى خلقه لكان الكافرون أيام نزول الوحى أول الناعقين "نحن نستطيع أن نجعل من نشاء عقيـــــــــــــما" فنحن إذا نُضاهى الله تعالى فى قدرته وقوته .

                  وأما استمطار السحب فيكفى فيه استخدامك لهذه الكلمة "استمطار" فهذه هى حقيقة الأمر أخى وغايته .. استخدام سُنن الله تعالى فى الكون لتحقيق شئ من المنافع فى الحياة .. هل تحسب أخى أنَّ الله تعالى عندما قال ( ويُنزِّل الغيث ) كان يَقصد أنه يأتى إلى سحابة فيستثيرها لينزل منها المطر لنساوى بين الله وبين خلقه ؟ .. بل الله تعالى يُنزِّل الغيث بسنته الكونية الباهرة فى دورة المياه وتكوين السحب والغلاف الجوى والأرض والشمس وقوة الجذب المركزى وقوة الطرد المركزى والبحار والأنهار وما بين طبقات الأرض والمخلوقات على سطحها وفى أعماق أنهارها .. الله عندما يقول عن نفسه سبحانه ( ويُنزِّل الغيث ) لا يعنى قطعا أنه يأتى إلى السحابة فيستثيرها لتتقيأ ماءها .. جلَّ فى علياءه .

                  يوجدُ أيضا فارقٌ مهم بين الله تعالى وبين مخلوقاته فى جميع هذه الأشياء وكثيرٌ غيرها هو .. هل القدرة على صُنع هذه الأشياء ( تحديد نوع الجنين - إنزال المطر ) مُعتلقة بالذات عند الله تعالى وعند مخلوقاته ؟ .. قطعا نعلم يقينا أنها <القدرة> عند الله تعالى مُتعلقة بذاته لا تنفكُّ عنها لكمال قدرته وحكمته وعلمه وقوته جلَّ فى علاه .. وأمَّا عند البشر فهى غير مُتعلقة بذواتهم بل بأسباب خارجة عنهم لا تلازم بينها وبينهم وإنما قدَّر الله تعالى لهم اكتسابها بسُنَّة أخرى من سُنَنه فى كونه الذى أبدعه .. بمعنى هل الإنسان القديم كان إنسانا كاملا أم لا ؟ .. قطعا كان إنسانا كاملا .. ولكنه مع ذلك لم يكن يقدر على صنع هذه الأشياء .. فهل تطور الإنسان إلى كائن أرقى يملك القدرة على صُنع هذه الأشياء ؟ .. لا الإنسان هو الإنسان ولكنه فقط اكتسب العلم الذى استطاع بواسطته أن يأتى ذلك .. وهذا العلم الذى اكتسبه الإنسان لا تلازم بينه وبين ذات الإنسان بل هو سبب خارجى مُكتَسب .. إذا فالقدرة الحقيقية على صُنع هذه الأشياء إنما هى قُدرَة العلم لا قُدرة الإنسان .. بمعنى أنه لو وُجدَ قردٌ يملك هذا العلم لاستطاع أن يصنع مثل ذلك .. ثُمَّ هذا العلمُ ما مصدره .. أقول هذا العلم جُملةً مصدره هو الله تبارك وتعالى فجميع هذه العلوم بجميع فروعها ونتائجها وآثارها مجرد استكشافات لسنن الله تعالى فى كونه وفى مخلوقاته .. وما يأتيه البشر فى هذه الحياة إنما غايته استخدام هذه السنن لسماح الله تعالى لهم باستخدامها كما يسمح صانع السيارة للسائق باستخدامها بعد أنْ يُصممها ملائمة لهذا الاستخدام .


                  ثُمَّ تقول أخى الكريم

                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد الكتبي

                  واخيرا قال احدهم ان لو كان مكتشف هذه الاشياء من المسلمين , لتم الاعتراض عليهم ووقفهم ومعاقبتهم ومصاردة اكتشافاتهم لانها تعارض ظاهريا الايات القرانية الكريم , فما ردكم عليه , يعني لو جاء عالم مسلم الى حاكم مسلم وقال له اننا نستطيع امطار السماء وتحديد جنس المولود , فماذا ستكون ردة فعله يا ترى

                  فأمَّا أحدُهم هذا فإننى أعذره على ما تجذر فى نفسيته من عُقد وأمراض .. فمثلُ هذا لا أغضب منه بل أشفق عليه .. فكما تُشفق إنسان مشوه خِلقيًّا فكذلك المشوَّه نفسيا يستحق الشفقة .. وإنى أعذره أيضا لأجل أنَّ ديانته التى دان بها كانت من السوء أن أوصلته إلى هذه الدرجة المتقدمة من الضياع والتشتت .. وكما يقول أهلنا "اللى يتلسع من الشوربه ...." وهؤلاء إنما احترقوا حرقا .. احترقوا على الصلبان مع علمائهم الذين حرمتهم الكنيسة لأجل أنهم فقط تفكروا فى الكون من حولهم .

                  ولكن يا أخى إذا كان هذا تاريخهم وتاريخ ديانتهم فعلام نؤاخذ نحن وتاريخنا فى مِثلِ ذلك أنصع من صفحة السماء فى جو الصفاء .. أما سَطَر التاريخ لعلماء المسلمين بصمتهم العظيمة التى وضعوها على جميع العلوم الإنسانية فى وقتهم وزمانهم بطريقة تبهر العقول والألباب ؟ .. أما سطر التاريخ اندفاعهم فى تقدمهم العلمى من مُنطلق إيمانى يحثُّ بشدة على طلب العلم ويُشجِّع عليه ويضعه فى منزلة أعلى من غيره ؟ .. فالإسلام لا يقف ضِدَّ العلم أيا ما كان نوعه او مجاله ولكن ......... العلم البشرى شأنه شأنَ كل شئ آخر فى هذه الحياة .. شان التجارة والصناعة والسياسة .. ليس علما أهوجا متحررا سيِّدا .. بل مُقنَّنٌ مُقيَّد محكوم بأحكام شريعة ربِّ العالمين الذى أبدع هذه السنن وأبدع هذه العقول القادرة على فهم هذه السنن وحرر إرادتها لتستطيع أن تختار أن تتعامل مع هذه السُنن .. فعندما يقول الله تبارك وتعالى أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا فلا يُباح لعالم أن يصنع قنبلة ذرية ليتمَّ إلقاؤها على مدينة يابانية هادئة مُسالمة مدنية .. أمَّا أن يُصبح مجرد استكشاف سنن الله تعالى فى الكون وما يليه من إحسان إعمار الأرض فهذا نتركه للتاريخ يشهد لنا فيه ويكفينا فقط أنَّنا الأمة الوحيدة على ظهر الأرض التى يُخاطبها إلهها بأنهم خلفاءُ له على الأرض .. والله المستعان .


                  فائدة : فى آية البقرة .. نلاحظُ أنه لما كان خليل الرحمن قد ترَك حُجة الكافر جون تفنيد بل احتج بحجة أخرى مباشرة .. نجد أن الله تعالى شأنه يُفنِّدُ لنا بنفسه تلك الحجة فيقول عزَّ مِنْ قائل ( أن آتاه الله الملك ) .. ولو قال سبحانه ( ألم تر إلى الذى حجَّ إبراهيم فى ربه إذ قال إبراهيم ربى الذى .... ) فلم تكن ثمَّ مشكلة - من منظور البشر - .. ولكنَّ الله تعالى يأبى إلا أنْ يُفنِّد لنا تلك الحجة الفاسدة ويختصرَ لنا سبحانه كلَّ ما قلتُه سابقا وأكثر فى أربع كلمات لا أكثر "أن آتاه الله الملك" .. فلو وضعتَ مكان هذه الجملة "أن آتاهم الله العلم" لعلمتَ أنَّ كلَّ ما قلتُه سابقا ينطبق على حالة النمرود أيضا .. فهو لا يُحى ويميت بقدرة ذاتية وإنما بملك آتاه الله إياه .. وهو لا يُحى ويميت بناموس يبتدعه وإنما بناموس الله تعالى فى الكون الذى قضى بأن يموت الإنسان بقطع عنقه مثلا .. ثمَّ هو لا يملك الإحياء بعد الإماتة فهو مُقيد بقدر ما آتاه الله مِنْ مُلك بخلاف الله تعالى الذى عندما يقول "أنا احى وأميت" فينصرف كلامه إلى مطلق القدرة المُتعلقة بذاته العلية وبناموسه الذى أبدعه ويقدر على خرقه أو تغييره أو إلغاءه .. فيقدر على خرقه بإحياء الميت فى الدنيا .. ويقدر على تغييره بأن يجعل الإنسان يبقى حيا ولو دُفع به إلى النار .. ويقدر على إلغاءه فيا اهل النار عذاب بلا موت ويا أهل الجنة نعيم بلا موت .. سبحانك ربى ما قدرناك حق قدرك .. ولا عبدناك حق عبادتك .. سبحانك يا ربُّ .. سبحانك يا ربُّ .
                  وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                  رحِمَ
                  اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                  تعليق

                  • نصير الدين
                    2- عضو مشارك

                    • 24 مار, 2012
                    • 128
                    • رجل من المسلمين
                    • مسلم

                    #10
                    تفضل هذا الموضوع يا أخي ، فيه رد لهذه الشبهة السقيمة التي أتى بها أحد الملحدين الحقودين
                    https://www.albshara.net/showthread.php?t=24039
                    أ
                    رجو أن تكون الردود في هذا الموضوع قاصمة لظهر هذا البعير المتحذلق

                    تعليق

                    • نصير الدين
                      2- عضو مشارك

                      • 24 مار, 2012
                      • 128
                      • رجل من المسلمين
                      • مسلم

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد.
                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                      فى الحقيقة لا أرى فى هذه الشبهات أى قيمة أو منطق أكثر مما يمكنك أن تأخذه من طفل صغير أجلسه والده على مقعد السائق فى سيارته فأخذ يدير عجلة القيادة ويعبث بذراع السرعات ثم التفت إلى والده قائلا "شفت بعرف أسوق أحسن منك أهه" .. أو إن شئنا الدقة فهى أشبه بسائقٍ التقى صاحب مصنع السيارات فقال له الأخير "أنا الذى أعطى السيارة القدرة على الحركة أنا الذى صممتها وأنشأتها وجعلتها قادرة على السير" فردَّ عليه قائلا "وأنا مثلك تماما لأننى أيضا أجعلها تسير" .

                      ولعلَّك تعجبُ أخى الكريم إنْ علمتَ أن هذه الشبهة ليست جديدة على الإطلاق بل موغلة فى القدم .. شبهة عمرها أكثر من عشرة آلاف عام .. فهل رأيت إلى الذى حاج إبراهيم فى ربِّه ؟ .. يقول الله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) ) [ البقرة ] .. فهذا الأبله اعتقد أنَّ قدرته على <استخدام> <السنن الكونية> التى أنشأها الله تعالى تجعله مساويا لله سبحانه الذى <أبدع> هذه <السنن الكونية> .. فظنَّ لغروره وكبره أنَّه عندما يأمر بقتل إنسان أو تخليته فهو يملك إماتته وإحياءه .

                      ثمَّ دعنى أبدأ معك من آية الرحمن وفيها يقول الرحمن ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) ) .. فالله تبارك وتعالى لم ينفِ مُطلق النفاذ بل قيده بالاحتياج إلى "سلطان" .. أى سبب ووسيلة تجعل البشر قادرين على النفاذ فمتى امتلكوا هذا السبب تحقق لهم النفاذ .. فهل عندما يملكون الوسيلة فيتحقق لهم النفاذُ نقول أنهم نفذوا بقوتهم أمْ بقوة الله تعالى الذى قضى بالنفاذ عند وجود الوسيلة .. الذى وضع السنن الكونية التى تسمح لهذا السبب بالنفاذ بالبشر .. هل نقول أن الذى ضغط على دواسة البنزين فى السيارة هو الذى أعطاها هذه القدرة أم أنه الذى صمم السيارة بطريقة تجعلها تسير عند الضغط على الدواسة ؟ .

                      وبالمثل فى تحديد نوع الجنين .. هل اخترع البشر سنة كونية تجعلهم المتحكمين فى نوع الجنين أم استخدموا تلك السنة التى استنها الله تعالى فى ذلك أنَّه سبحانه أبدع الصبغيات وفصلها إلى نوعين وأودع فى كل حيوان منوى صبغيا من أحد النوعين وجعل نتيجة ذلك أنه على أساس التقاء أىِّ نوع منهما مع صبغى البويضة يكون نوع الولد .. ألم يقتصر أمر العلماء على استخدام هذه السُنِّة أم تراهم ابتكروا شيئا جديدا لا على مِثالِ صَنيع الله ربِّ العالمين ؟ .. ولو كان الأمرُ بهذه السطحية أخى أنه من يستطيع العبث بالصبغيات يستطيع مضاهاة الله تعالى فى خلقه لكان الكافرون أيام نزول الوحى أول الناعقين "نحن نستطيع أن نجعل من نشاء عقيـــــــــــــما" فنحن إذا نُضاهى الله تعالى فى قدرته وقوته .

                      وأما استمطار السحب فيكفى فيه استخدامك لهذه الكلمة "استمطار" فهذه هى حقيقة الأمر أخى وغايته .. استخدام سُنن الله تعالى فى الكون لتحقيق شئ من المنافع فى الحياة .. هل تحسب أخى أنَّ الله تعالى عندما قال ( ويُنزِّل الغيث ) كان يَقصد أنه يأتى إلى سحابة فيستثيرها لينزل منها المطر لنساوى بين الله وبين خلقه ؟ .. بل الله تعالى يُنزِّل الغيث بسنته الكونية الباهرة فى دورة المياه وتكوين السحب والغلاف الجوى والأرض والشمس وقوة الجذب المركزى وقوة الطرد المركزى والبحار والأنهار وما بين طبقات الأرض والمخلوقات على سطحها وفى أعماق أنهارها .. الله عندما يقول عن نفسه سبحانه ( ويُنزِّل الغيث ) لا يعنى قطعا أنه يأتى إلى السحابة فيستثيرها لتتقيأ ماءها .. جلَّ فى علياءه .

                      يوجدُ أيضا فارقٌ مهم بين الله تعالى وبين مخلوقاته فى جميع هذه الأشياء وكثيرٌ غيرها هو .. هل القدرة على صُنع هذه الأشياء ( تحديد نوع الجنين - إنزال المطر ) مُعتلقة بالذات عند الله تعالى وعند مخلوقاته ؟ .. قطعا نعلم يقينا أنها <القدرة> عند الله تعالى مُتعلقة بذاته لا تنفكُّ عنها لكمال قدرته وحكمته وعلمه وقوته جلَّ فى علاه .. وأمَّا عند البشر فهى غير مُتعلقة بذواتهم بل بأسباب خارجة عنهم لا تلازم بينها وبينهم وإنما قدَّر الله تعالى لهم اكتسابها بسُنَّة أخرى من سُنَنه فى كونه الذى أبدعه .. بمعنى هل الإنسان القديم كان إنسانا كاملا أم لا ؟ .. قطعا كان إنسانا كاملا .. ولكنه مع ذلك لم يكن يقدر على صنع هذه الأشياء .. فهل تطور الإنسان إلى كائن أرقى يملك القدرة على صُنع هذه الأشياء ؟ .. لا الإنسان هو الإنسان ولكنه فقط اكتسب العلم الذى استطاع بواسطته أن يأتى ذلك .. وهذا العلم الذى اكتسبه الإنسان لا تلازم بينه وبين ذات الإنسان بل هو سبب خارجى مُكتَسب .. إذا فالقدرة الحقيقية على صُنع هذه الأشياء إنما هى قُدرَة العلم لا قُدرة الإنسان .. بمعنى أنه لو وُجدَ قردٌ يملك هذا العلم لاستطاع أن يصنع مثل ذلك .. ثُمَّ هذا العلمُ ما مصدره .. أقول هذا العلم جُملةً مصدره هو الله تبارك وتعالى فجميع هذه العلوم بجميع فروعها ونتائجها وآثارها مجرد استكشافات لسنن الله تعالى فى كونه وفى مخلوقاته .. وما يأتيه البشر فى هذه الحياة إنما غايته استخدام هذه السنن لسماح الله تعالى لهم باستخدامها كما يسمح صانع السيارة للسائق باستخدامها بعد أنْ يُصممها ملائمة لهذا الاستخدام .


                      ثُمَّ تقول أخى الكريم



                      فأمَّا أحدُهم هذا فإننى أعذره على ما تجذر فى نفسيته من عُقد وأمراض .. فمثلُ هذا لا أغضب منه بل أشفق عليه .. فكما تُشفق إنسان مشوه خِلقيًّا فكذلك المشوَّه نفسيا يستحق الشفقة .. وإنى أعذره أيضا لأجل أنَّ ديانته التى دان بها كانت من السوء أن أوصلته إلى هذه الدرجة المتقدمة من الضياع والتشتت .. وكما يقول أهلنا "اللى يتلسع من الشوربه ...." وهؤلاء إنما احترقوا حرقا .. احترقوا على الصلبان مع علمائهم الذين حرمتهم الكنيسة لأجل أنهم فقط تفكروا فى الكون من حولهم .

                      ولكن يا أخى إذا كان هذا تاريخهم وتاريخ ديانتهم فعلام نؤاخذ نحن وتاريخنا فى مِثلِ ذلك أنصع من صفحة السماء فى جو الصفاء .. أما سَطَر التاريخ لعلماء المسلمين بصمتهم العظيمة التى وضعوها على جميع العلوم الإنسانية فى وقتهم وزمانهم بطريقة تبهر العقول والألباب ؟ .. أما سطر التاريخ اندفاعهم فى تقدمهم العلمى من مُنطلق إيمانى يحثُّ بشدة على طلب العلم ويُشجِّع عليه ويضعه فى منزلة أعلى من غيره ؟ .. فالإسلام لا يقف ضِدَّ العلم أيا ما كان نوعه او مجاله ولكن ......... العلم البشرى شأنه شأنَ كل شئ آخر فى هذه الحياة .. شان التجارة والصناعة والسياسة .. ليس علما أهوجا متحررا سيِّدا .. بل مُقنَّنٌ مُقيَّد محكوم بأحكام شريعة ربِّ العالمين الذى أبدع هذه السنن وأبدع هذه العقول القادرة على فهم هذه السنن وحرر إرادتها لتستطيع أن تختار أن تتعامل مع هذه السُنن .. فعندما يقول الله تبارك وتعالى أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا فلا يُباح لعالم أن يصنع قنبلة ذرية ليتمَّ إلقاؤها على مدينة يابانية هادئة مُسالمة مدنية .. أمَّا أن يُصبح مجرد استكشاف سنن الله تعالى فى الكون وما يليه من إحسان إعمار الأرض فهذا نتركه للتاريخ يشهد لنا فيه ويكفينا فقط أنَّنا الأمة الوحيدة على ظهر الأرض التى يُخاطبها إلهها بأنهم خلفاءُ له على الأرض .. والله المستعان .


                      فائدة : فى آية البقرة .. نلاحظُ أنه لما كان خليل الرحمن قد ترَك حُجة الكافر جون تفنيد بل احتج بحجة أخرى مباشرة .. نجد أن الله تعالى شأنه يُفنِّدُ لنا بنفسه تلك الحجة فيقول عزَّ مِنْ قائل ( أن آتاه الله الملك ) .. ولو قال سبحانه ( ألم تر إلى الذى حجَّ إبراهيم فى ربه إذ قال إبراهيم ربى الذى .... ) فلم تكن ثمَّ مشكلة - من منظور البشر - .. ولكنَّ الله تعالى يأبى إلا أنْ يُفنِّد لنا تلك الحجة الفاسدة ويختصرَ لنا سبحانه كلَّ ما قلتُه سابقا وأكثر فى أربع كلمات لا أكثر "أن آتاه الله الملك" .. فلو وضعتَ مكان هذه الجملة "أن آتاهم الله العلم" لعلمتَ أنَّ كلَّ ما قلتُه سابقا ينطبق على حالة النمرود أيضا .. فهو لا يُحى ويميت بقدرة ذاتية وإنما بملك آتاه الله إياه .. وهو لا يُحى ويميت بناموس يبتدعه وإنما بناموس الله تعالى فى الكون الذى قضى بأن يموت الإنسان بقطع عنقه مثلا .. ثمَّ هو لا يملك الإحياء بعد الإماتة فهو مُقيد بقدر ما آتاه الله مِنْ مُلك بخلاف الله تعالى الذى عندما يقول "أنا احى وأميت" فينصرف كلامه إلى مطلق القدرة المُتعلقة بذاته العلية وبناموسه الذى أبدعه ويقدر على خرقه أو تغييره أو إلغاءه .. فيقدر على خرقه بإحياء الميت فى الدنيا .. ويقدر على تغييره بأن يجعل الإنسان يبقى حيا ولو دُفع به إلى النار .. ويقدر على إلغاءه فيا اهل النار عذاب بلا موت ويا أهل الجنة نعيم بلا موت .. سبحانك ربى ما قدرناك حق قدرك .. ولا عبدناك حق عبادتك .. سبحانك يا ربُّ .. سبحانك يا ربُّ .
                      و الله سبقتني يا أخي و قصمت ظهره تماماً

                      تعليق

                      • نصير الدين
                        2- عضو مشارك

                        • 24 مار, 2012
                        • 128
                        • رجل من المسلمين
                        • مسلم

                        #12
                        لكن اعلم أن الملحدين هم من يأتون بهذه الشبهات العقيمة و يدعون أنهم و العلم رفاق أحباب و و الله إن العلم يصرخ قائلاً ( أنا بريء من هؤلاء القوم الذين طغت شهواتهم عليهم فضلوا عن سبيل الله و صاروا أضل من البهائم )

                        تعليق

                        • أحمد.
                          مشرف اللجنة العلمية

                          حارس من حراس العقيدة
                          • 30 يون, 2011
                          • 6655
                          • -
                          • مسلم

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة نصير الدين
                          تفضل هذا الموضوع يا أخي ، فيه رد لهذه الشبهة السقيمة التي أتى بها أحد الملحدين الحقودين
                          https://www.albshara.net/showthread.php?t=24039
                          أ
                          رجو أن تكون الردود في هذا الموضوع قاصمة لظهر هذا البعير المتحذلق

                          الحقيقة أنَّ الأخت "ساجدة لله" قد قامت بالواجب ويزيد فى منتدى البشارة .. ردودها مفحمة ما شاء الله .. كفت ووفت بإذن الله .. بارك الله فيها وفى جميع الإخوة هناك .. وفيك أخى الحبيب .
                          وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                          رحِمَ
                          اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                          تعليق

                          • محمد الكتبي
                            2- عضو مشارك
                            • 2 ينا, 2011
                            • 122
                            • انسان عادي بالمدرسة
                            • مسلم

                            #14
                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                            فى الحقيقة لا أرى فى هذه الشبهات أى قيمة أو منطق أكثر مما يمكنك أن تأخذه من طفل صغير أجلسه والده على مقعد السائق فى سيارته فأخذ يدير عجلة القيادة ويعبث بذراع السرعات ثم التفت إلى والده قائلا "شفت بعرف أسوق أحسن منك أهه" .. أو إن شئنا الدقة فهى أشبه بسائقٍ التقى صاحب مصنع السيارات فقال له الأخير "أنا الذى أعطى السيارة القدرة على الحركة أنا الذى صممتها وأنشأتها وجعلتها قادرة على السير" فردَّ عليه قائلا "وأنا مثلك تماما لأننى أيضا أجعلها تسير" .

                            ولعلَّك تعجبُ أخى الكريم إنْ علمتَ أن هذه الشبهة ليست جديدة على الإطلاق بل موغلة فى القدم .. شبهة عمرها أكثر من عشرة آلاف عام .. فهل رأيت إلى الذى حاج إبراهيم فى ربِّه ؟ .. يقول الله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) ) [ البقرة ] .. فهذا الأبله اعتقد أنَّ قدرته على <استخدام> <السنن الكونية> التى أنشأها الله تعالى تجعله مساويا لله سبحانه الذى <أبدع> هذه <السنن الكونية> .. فظنَّ لغروره وكبره أنَّه عندما يأمر بقتل إنسان أو تخليته فهو يملك إماتته وإحياءه .

                            ثمَّ دعنى أبدأ معك من آية الرحمن وفيها يقول الرحمن ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) ) .. فالله تبارك وتعالى لم ينفِ مُطلق النفاذ بل قيده بالاحتياج إلى "سلطان" .. أى سبب ووسيلة تجعل البشر قادرين على النفاذ فمتى امتلكوا هذا السبب تحقق لهم النفاذ .. فهل عندما يملكون الوسيلة فيتحقق لهم النفاذُ نقول أنهم نفذوا بقوتهم أمْ بقوة الله تعالى الذى قضى بالنفاذ عند وجود الوسيلة .. الذى وضع السنن الكونية التى تسمح لهذا السبب بالنفاذ بالبشر .. هل نقول أن الذى ضغط على دواسة البنزين فى السيارة هو الذى أعطاها هذه القدرة أم أنه الذى صمم السيارة بطريقة تجعلها تسير عند الضغط على الدواسة ؟ .

                            وبالمثل فى تحديد نوع الجنين .. هل اخترع البشر سنة كونية تجعلهم المتحكمين فى نوع الجنين أم استخدموا تلك السنة التى استنها الله تعالى فى ذلك أنَّه سبحانه أبدع الصبغيات وفصلها إلى نوعين وأودع فى كل حيوان منوى صبغيا من أحد النوعين وجعل نتيجة ذلك أنه على أساس التقاء أىِّ نوع منهما مع صبغى البويضة يكون نوع الولد .. ألم يقتصر أمر العلماء على استخدام هذه السُنِّة أم تراهم ابتكروا شيئا جديدا لا على مِثالِ صَنيع الله ربِّ العالمين ؟ .. ولو كان الأمرُ بهذه السطحية أخى أنه من يستطيع العبث بالصبغيات يستطيع مضاهاة الله تعالى فى خلقه لكان الكافرون أيام نزول الوحى أول الناعقين "نحن نستطيع أن نجعل من نشاء عقيـــــــــــــما" فنحن إذا نُضاهى الله تعالى فى قدرته وقوته .

                            وأما استمطار السحب فيكفى فيه استخدامك لهذه الكلمة "استمطار" فهذه هى حقيقة الأمر أخى وغايته .. استخدام سُنن الله تعالى فى الكون لتحقيق شئ من المنافع فى الحياة .. هل تحسب أخى أنَّ الله تعالى عندما قال ( ويُنزِّل الغيث ) كان يَقصد أنه يأتى إلى سحابة فيستثيرها لينزل منها المطر لنساوى بين الله وبين خلقه ؟ .. بل الله تعالى يُنزِّل الغيث بسنته الكونية الباهرة فى دورة المياه وتكوين السحب والغلاف الجوى والأرض والشمس وقوة الجذب المركزى وقوة الطرد المركزى والبحار والأنهار وما بين طبقات الأرض والمخلوقات على سطحها وفى أعماق أنهارها .. الله عندما يقول عن نفسه سبحانه ( ويُنزِّل الغيث ) لا يعنى قطعا أنه يأتى إلى السحابة فيستثيرها لتتقيأ ماءها .. جلَّ فى علياءه .

                            يوجدُ أيضا فارقٌ مهم بين الله تعالى وبين مخلوقاته فى جميع هذه الأشياء وكثيرٌ غيرها هو .. هل القدرة على صُنع هذه الأشياء ( تحديد نوع الجنين - إنزال المطر ) مُعتلقة بالذات عند الله تعالى وعند مخلوقاته ؟ .. قطعا نعلم يقينا أنها <القدرة> عند الله تعالى مُتعلقة بذاته لا تنفكُّ عنها لكمال قدرته وحكمته وعلمه وقوته جلَّ فى علاه .. وأمَّا عند البشر فهى غير مُتعلقة بذواتهم بل بأسباب خارجة عنهم لا تلازم بينها وبينهم وإنما قدَّر الله تعالى لهم اكتسابها بسُنَّة أخرى من سُنَنه فى كونه الذى أبدعه .. بمعنى هل الإنسان القديم كان إنسانا كاملا أم لا ؟ .. قطعا كان إنسانا كاملا .. ولكنه مع ذلك لم يكن يقدر على صنع هذه الأشياء .. فهل تطور الإنسان إلى كائن أرقى يملك القدرة على صُنع هذه الأشياء ؟ .. لا الإنسان هو الإنسان ولكنه فقط اكتسب العلم الذى استطاع بواسطته أن يأتى ذلك .. وهذا العلم الذى اكتسبه الإنسان لا تلازم بينه وبين ذات الإنسان بل هو سبب خارجى مُكتَسب .. إذا فالقدرة الحقيقية على صُنع هذه الأشياء إنما هى قُدرَة العلم لا قُدرة الإنسان .. بمعنى أنه لو وُجدَ قردٌ يملك هذا العلم لاستطاع أن يصنع مثل ذلك .. ثُمَّ هذا العلمُ ما مصدره .. أقول هذا العلم جُملةً مصدره هو الله تبارك وتعالى فجميع هذه العلوم بجميع فروعها ونتائجها وآثارها مجرد استكشافات لسنن الله تعالى فى كونه وفى مخلوقاته .. وما يأتيه البشر فى هذه الحياة إنما غايته استخدام هذه السنن لسماح الله تعالى لهم باستخدامها كما يسمح صانع السيارة للسائق باستخدامها بعد أنْ يُصممها ملائمة لهذا الاستخدام .


                            ثُمَّ تقول أخى الكريم

                            المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الكتبي

                            واخيرا قال احدهم ان لو كان مكتشف هذه الاشياء من المسلمين , لتم الاعتراض عليهم ووقفهم ومعاقبتهم ومصاردة اكتشافاتهم لانها تعارض ظاهريا الايات القرانية الكريم , فما ردكم عليه , يعني لو جاء عالم مسلم الى حاكم مسلم وقال له اننا نستطيع امطار السماء وتحديد جنس المولود , فماذا ستكون ردة فعله يا ترى

                            فأمَّا أحدُهم هذا فإننى أعذره على ما تجذر فى نفسيته من عُقد وأمراض .. فمثلُ هذا لا أغضب منه بل أشفق عليه .. فكما تُشفق إنسان مشوه خِلقيًّا فكذلك المشوَّه نفسيا يستحق الشفقة .. وإنى أعذره أيضا لأجل أنَّ ديانته التى دان بها كانت من السوء أن أوصلته إلى هذه الدرجة المتقدمة من الضياع والتشتت .. وكما يقول أهلنا "اللى يتلسع من الشوربه ...." وهؤلاء إنما احترقوا حرقا .. احترقوا على الصلبان مع علمائهم الذين حرمتهم الكنيسة لأجل أنهم فقط تفكروا فى الكون من حولهم .

                            ولكن يا أخى إذا كان هذا تاريخهم وتاريخ ديانتهم فعلام نؤاخذ نحن وتاريخنا فى مِثلِ ذلك أنصع من صفحة السماء فى جو الصفاء .. أما سَطَر التاريخ لعلماء المسلمين بصمتهم العظيمة التى وضعوها على جميع العلوم الإنسانية فى وقتهم وزمانهم بطريقة تبهر العقول والألباب ؟ .. أما سطر التاريخ اندفاعهم فى تقدمهم العلمى من مُنطلق إيمانى يحثُّ بشدة على طلب العلم ويُشجِّع عليه ويضعه فى منزلة أعلى من غيره ؟ .. فالإسلام لا يقف ضِدَّ العلم أيا ما كان نوعه او مجاله ولكن ......... العلم البشرى شأنه شأنَ كل شئ آخر فى هذه الحياة .. شان التجارة والصناعة والسياسة .. ليس علما أهوجا متحررا سيِّدا .. بل مُقنَّنٌ مُقيَّد محكوم بأحكام شريعة ربِّ العالمين الذى أبدع هذه السنن وأبدع هذه العقول القادرة على فهم هذه السنن وحرر إرادتها لتستطيع أن تختار أن تتعامل مع هذه السُنن .. فعندما يقول الله تبارك وتعالى أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا فلا يُباح لعالم أن يصنع قنبلة ذرية ليتمَّ إلقاؤها على مدينة يابانية هادئة مُسالمة مدنية .. أمَّا أن يُصبح مجرد استكشاف سنن الله تعالى فى الكون وما يليه من إحسان إعمار الأرض فهذا نتركه للتاريخ يشهد لنا فيه ويكفينا فقط أنَّنا الأمة الوحيدة على ظهر الأرض التى يُخاطبها إلهها بأنهم خلفاءُ له على الأرض .. والله المستعان .


                            فائدة : فى آية البقرة .. نلاحظُ أنه لما كان خليل الرحمن قد ترَك حُجة الكافر جون تفنيد بل احتج بحجة أخرى مباشرة .. نجد أن الله تعالى شأنه يُفنِّدُ لنا بنفسه تلك الحجة فيقول عزَّ مِنْ قائل ( أن آتاه الله الملك ) .. ولو قال سبحانه ( ألم تر إلى الذى حجَّ إبراهيم فى ربه إذ قال إبراهيم ربى الذى .... ) فلم تكن ثمَّ مشكلة - من منظور البشر - .. ولكنَّ الله تعالى يأبى إلا أنْ يُفنِّد لنا تلك الحجة الفاسدة ويختصرَ لنا سبحانه كلَّ ما قلتُه سابقا وأكثر فى أربع كلمات لا أكثر "أن آتاه الله الملك" .. فلو وضعتَ مكان هذه الجملة "أن آتاهم الله العلم" لعلمتَ أنَّ كلَّ ما قلتُه سابقا ينطبق على حالة النمرود أيضا .. فهو لا يُحى ويميت بقدرة ذاتية وإنما بملك آتاه الله إياه .. وهو لا يُحى ويميت بناموس يبتدعه وإنما بناموس الله تعالى فى الكون الذى قضى بأن يموت الإنسان بقطع عنقه مثلا .. ثمَّ هو لا يملك الإحياء بعد الإماتة فهو مُقيد بقدر ما آتاه الله مِنْ مُلك بخلاف الله تعالى الذى عندما يقول "أنا احى وأميت" فينصرف كلامه إلى مطلق القدرة المُتعلقة بذاته العلية وبناموسه الذى أبدعه ويقدر على خرقه أو تغييره أو إلغاءه .. فيقدر على خرقه بإحياء الميت فى الدنيا .. ويقدر على تغييره بأن يجعل الإنسان يبقى حيا ولو دُفع به إلى النار .. ويقدر على إلغاءه فيا اهل النار عذاب بلا موت ويا أهل الجنة نعيم بلا موت .. سبحانك ربى ما قدرناك حق قدرك .. ولا عبدناك حق عبادتك .. سبحانك يا ربُّ .. سبحانك يا ربُّ .
                            بعد هذه الكلمات النفيسة, وهذا الرد القاصم لظهور النفوس الخبيثة, لا يسعنا ان نقول الا شكرا جزيلا وجزاك الله الف الجزاء على هذا الرد , بارك الله لكم وبارك في علمكم وبارك في منتداكم ,واشكر جميع الاستاذة والشيوخ الذين شاركوا في الرد على هذه الشبهة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            تعليق

                            • أحمد.
                              مشرف اللجنة العلمية

                              حارس من حراس العقيدة
                              • 30 يون, 2011
                              • 6655
                              • -
                              • مسلم

                              #15
                              وفيكم بارك الله أخى .. أسأله سبحانه أن يجعل لك مِثل ما دعوت وأكثر .
                              وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                              رحِمَ
                              اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
                              رد 1
                              40 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الراجى رضا الله
                              ابتدأ بواسطة كريم العيني, 13 يول, 2024, 08:09 م
                              ردود 0
                              29 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة كريم العيني
                              بواسطة كريم العيني
                              ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 02:48 م
                              ردود 0
                              31 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة كريم العيني
                              بواسطة كريم العيني
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 14 يون, 2024, 12:51 ص
                              ردود 3
                              39 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 يون, 2024, 04:25 ص
                              ردود 0
                              57 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              يعمل...