بمُناسَبة هذا التعقيبِ منكِ على أحدِ الاقتباساتِ لكلامى فأراكِ أسأتِ فهمَ عباراتى وإليكِ البيانُ.
قولُك "لو ثابته فبكده هى تبدلت وبالتالى نرجع ذلك الى قوه خالقه مسيطره هى التى حولت هذه الماده الثابته الى شىء اخر"
نعمْ هذا نظريا فقط إذا تغيَّر الأزلىُّ ذو الطبيعة الثابتة فلا ريبَ أنَّ هُناك قوَّة أقوى منه هى التى قامَت بهذا التغيير .. السببُ فى ذلك هو .. أنَّ طبيعته "ثابتة" فإذا تغيَّر من صورة إلى أخرى فهذا يعنى أنَّ طبيعته قد تحولَّت من طبيعةٍ ثابتة إلى طبيعة مُتغيِّرة .. مثلا لو قُمتِ بكِتابَة برنامج لا يقومُ بتحديثِ نفسِه تلقائيا - البرنامجُ هُنا مِثالٌ عن الأزلىِّ ذى الطبيعة الثابتة - هل يستقيمُ أن يتحوَّل البرنامج من كونه لا يستطيعُ تحديث نفسِه دون أن تقومى بإعادةِ برمَجَتِه لتُعطيه هذه القدرة ؟ .. هذه هى الفكرةُ النظريَّة ولكنَّ التطبيق الواقعىَّ يقتضى استحالة حدوثِ ذلك لوجودِ مُعطى آخر هو أنَّ الأزلىَّ لا يخضعُ للزمان وبالتالى لا يخضعُ للمؤثراتِ التى تؤثِّرُ فى طبيعته لأنَّ هذه المؤثرات تحتاجُ إلى زمنٍ تقعُ فيه وهو فى حالةِ الأزلىِّ مُحال .. أرجو أن تكون الفِكرة قد اتضحت.
نفسُ الكلامِ يُقال عن الجزء الثانى .. ماذا لو كانت طبيعتُه مُتغيِرة .. أيضا كان كلامى من حيثُ النظريَّة المُجرَّدة ولكن عند التطبيق سنأخذُ فى الاعتبار عُنصر عدم الخضوع للزمنِ والذى يُنافى مبدأ التغيُّر منافاة تامَّة .. لاحظى أنَّ كلامى فى الجُزء المُقتبس كان عنِ الصورة الأولية .. فقد كنت أناقش هذه الفِكرة كفِكرة مُجرَّدة ولكن لا يُمكننا بحالٍ أن نفصلها عنْ فِكرة عدمِ خضوعِ الأزلىِّ للزمنِ لا سيَّما وقد أسهبتُ كثيرا أيضا فى هذه الفكرة الأخيرةِ.
تعليق