\
سؤال مُهمٌّ كسائر أسئلتك أختى الكريمة انار الله تعالى عقلك بنور العلم والفهم .
فرضيتُك هى أنَّ الصورة الحالية للكون لا يُشترطُ عدمُ وقوعها قبلا فرُبَّما ظهرت هذه الصورة للكون مرَّة أو مرَّتين أو مرَّاتٍ قبل هذه المرَّة .. والرَّدُ على هذه الفرضية مِنْ وجوه .
أولا : هذه الفرضية ليس فيها نفعٌ فى محلِّ السؤال فسواءٌ وقع التكرار فى الصورة أم لم يقع يبقى أصلُ المسألة سالِما عن المُعارِض وهو "وقوع التغيير فى الصورة" .. وطالما ثبتَ لدينا وقوع التغيير فى الصورة ثبتت عدمُ أزليَّة الكونِ بالدليل العقلىِّ يستوى فى ذلك ما إذا تكررت الصور أو لم تتكرر .
ولتميم الفائدة أوجز لكِ شيئا يسيرا من أسباب عدم تصور الأزلية فيما يقعُ فيه التغييرُ فى الصورة - والتى ليس من بينها تكرار الصورة أو عدمه - .
* التغيير فى الصورة يقتضى الخضوع للزمن لأنَّ التغيير طروء والطروء - الحدوث - يحتاجُ لزمن .. والخضوع للزمن يُنافى الأزلية التى تعنى عدم وجود بداية زمنية للشئ الأزلىِّ .. أى عدم خضوعه للزمن .
* التغيير فى الصورة يقتضى فناء جميع الصور المُمكنة فى الأزل .. وعلَّة ذلك أنَّ عدم خضوعه للزمن يعنى عدم وجود ماض أو حاضر أو مُستقبل فيه .
* التغيير فى الصورة يقتضى حُدوث كلِّ صورة مِن صور الكون .. وإمَّا أن يجب ردُّ جميع هذه الصور إلى صورة أوليَّة بدأ عليها الكون وهذا يُنافى مبدأ التغيير فى الصورة الذى يقتضى استمرار وقوع التغيير وبالتالى عدم ردِّه إلى صورة أولية بعينها .. أو لا تُردُّ هذه الصور إلى صورة أولية فيقتضى هذا عدم وجود صورة أوليِّة للكون .. وهذا مُستحيل عقلا ويوقعنا فى نفس مُشكلة الخضوع للزمن لما ليس له بداية فى الزمن .. أى وجود الصور لما ليس له بداية فى التصوير .
ثانيا : هذا الافتراض - تكرار الصور - لا يوجد عليه أىُّ دليل عقلى أو علمىِّ فيبقى فى مجال التخيُّل او التوهم ولا يصمدُ أمام الأدلة النقلية القاطعة من الخبر الإلهى الصادق ولا الأدلة العقلية الصادقة من الكون المُحكم الواسع .. ومعلومٌ أنَّ الظنَّ لا يُغنى مِنَ الحقِّ شيئا .
ثالثا : سببُ عدم تأثير تكرار الصورة على أصل المسألة أنَّه لا ينفى الاحتياج إلى بداية زمنية - وهذا ضِدُّ الأزلية - فعلى نفس المِثال لو افترضنا أنَّ اللون الأحمر فى البيضة قد ظهر بعد عشرة أجيال ثمَّ تكرَّر ظهوره بعد عشرة أجيال أخرى ثمَّ تكرر ظهوره بعد خمسة عشر جيلا فسنكون أمام ذات المُشكلة .. لدينا خمسة وثلاثون جيلا لكلِّ جيل منها عمرٌ محدود .. فلو جمعنا أعمار جميع هذه الأجيال لوصلنا إلى بداية زمنية هى بداية الجيل الأوَّل وهذا منتهى التضادِّ مع مفهوم الأزلية .. فمهما تكررت الصور وتعددت لا يؤثر ذلك على مبدأ حُجيَّة تغيرها على نفى الأزلية .
رابعا : لا يُمكن أن يُعترض على هذا بأنَّ التغيير فى الصورة لانهائى لأسباب عديدة .. فلا شِبه دليل على أنَّ الكون قابل لهذا الافتراض الوهمىِّ - أن يتغير فى عدد لانهائى من الصور - .. ولأنَّ التغيير طروء - حدوث - يحدث فى زمن .. ولأنَّه لا يحلُّ مُعضلة الصورة الأولى التى يجب فيها أن تكون أزلية وبالتالى غير قابلة للتأثر بالزمن ومن ثَمَّ غير متحولة أو مُتغيرة .
خامسا : التنظير الحديث الذى يحظى ببعض القبول - على مضض - هو أنَّ صور الكون منظومة فى حلقة مُغلقة .. بين نُقطة واحدة ثُمَّ انفجارها ثُمَّ اتساعها ثُمَّ انكماشها ثُمَّ النقطة الواحدة ثُمَّ انفجارها .. وهكذا .
هذا التنظير بالحلقة المُغلقة تحكمه بصفة رئيسية نظريتا "الانفجار الكبير" و "الانسحاق الشديد" أى انفجارُ النقطة الواحدة ثُمَّ إعادة تجميعها .. وهو تنظير - وإن كان أكثر قبولا من مسألة تكرار الصورة - بالغ الهشاشة أيضا لذات الأسباب .. فأوَّلا ليس عليه دليلٌ .. وإن كان عليه شِبهُ دليل مِنْ نظرية الانفجار الكبير وحقيقة تمدد الكون ونظرية الانسحاق الشديد - بسبب تبرد الكون وفِعل الجاذبية - إلا أنَّه لا يوجد دليل واحد على على أنَّ هذه العملية قابلة للتكرار أكثر مِنْ مرَّة واحدة ناهيكِ عن قابليتها للتكرار لعدد لا نهائى مِن المَرَّات .. بل على النقيض من ذلك نجدُ أدلة على نهائية هذه القابلية للتكرار بسبب نِتاجِ الفقدِ فى الطاقة فى كلِّ دورة والذى لا شكَّ سيُفضى فى النهاية إلى فناء هذا الكونِ .. كما وأنَّه لا أحد يعلم حتى الآن تأثير هذا الفقد فى الطاقة على شكل الكون الناشئ فى الدورة التالية أى بعد الانفجار التالى لا سِيَّما وأنَّه قد ثبت بالأدلة والبراهين أنَّ هذا الكون منظوم على قوانين مُتناهية الدِّقة والحساسية بحيث أن اختلال بعض الموازين بنسبة مُتناهية الضآلة يُمكن انْ يُفضى إلى نتيجة كارثيَّة على الكون بأكمله .. كما وأنَّه لا يحلَّ باقى المُعضلات المُتعلقة بخضوع الكون للزمن بسبب حدوث التغيير - الطروء - .. إضافة إلى أنَّه يُثير قضية هامَّة وهى الصورة الأولى التى بدأ مِنها الكونُ .
إذا سِرنا مع هذا التنظير فإننا لا ريب سنصطدم بسؤال مُخيف هو .. هل بدأ الكون فى الأزل كنُقطة متناهية الضآلة .. أم ككون شديد الاتساع .. أم متوسط الاتساع .. أم ماذا ؟ .. إجابةُ هذا السؤال إمَّا أن تكون أنَّ الكون بدأ فى صورة مُعينة من هذه الصور المنظومة داخل الحلقة المُغلقة فيكون هذا إقرارا بالبداية الزمنية للكون وهو أصل الحدُوث وغاية معناه .. وإلا إن شئنا افتراض الأزلية فهذا يقتضى أنَّ لا يكون الكون قد بدأ من أى صورة داخل هذه الحلقة المُغلقة أى ببساطة عدمُ وجود بداية للكون فى الزمن مُقابل عدم وجود بداية له فى الصورة .. وهذا أشدَّ استحالة عقلا أن نتصور أنَّ كوننا لم يبدأ مِن نُقطة زمنية ولم يبدأ من صورة ومع ذلك يخضع للزمن ويسير فى حلقة مُغلقة من الصور .
ولتوضيح المسألة بمِثال نفترضُ وجودَ قِطار يسير فى مسار دائرى بصورة مُستمرَّة .. ويتوقف فى ثلاث محطات رئيسية على مساره .. يكونُ سؤالنا عن المحطَّة التى بدأ هذا القِطارُ مِنها سيره .. لا يستقيمُ فى العقل أنْ نقول أنَّه لا بداية زمنية لسيره لأنَّه لو كان لم يبدأ المسير فكيف يسير !!! .. ووجود ثلاث محطات رئيسية له يوجب أن يكون قد بدأ المسير من إحداها لأنَّه لو لم يكن قد بدأ مسيره من إحدى هذه المحطات فهذا معناه أنَّه لم يبدأ المسير وبالتالى لم يكن ليمرَّ على أىِّ محطة من هذه المحطات .. فبدايةُ مسيره من محطة مِنها يقتضى بداية زمنية وينفى الأزلية .. وعدم بداية زمنية لمسيره يقتضى عدم بداية المسير من أىِّ محطة وينفى تغيير الصورة .. فالحاصلُ أنَّ الأزلية وتغير الصورة ضِدَّان لا يجتمعان بل يلزمُ من صحة أحدهما فساد الآخر ومن تحقق أحدهما بطلان الآخر .. ولا مجال للجمع بينهما بِحال .
إذا أردتى رسم دائرة ما لعدد لا نهائى من المرات .. فتحتى البرجل وبدأتى الرسم من النُقطة (أ) ورسمتى دائرة كاملة حتى وصلتى إلى النقطة (أ) مرة أخرى ثم أكملتى الدوران مرة ثانية وثالثة ورابعة .. الدعوى أنَّ تكرار رسم الدائرة لعدد لا نهائى من المرات لا ينفى وجوب وجود نقطة بداية هى النُقطة التى تمَّ وضع البرجل عندها وبدأ مِنها الرسم وهى النقطة (أ) .. فلو قال قائل بدأنا من النقطة (أ) فهذا حدوث .. ولو قال لم نبدأ فى أىِّ نقطة فكيف رسمنا الدائرة ولم نبدأ فى رسمها !!! .
أعتذرُ عن الإطالة وأرجو أن أكون قد أحسنتُ التعبير .. وعلى الله قصدُ السبيل .
سؤال مُهمٌّ كسائر أسئلتك أختى الكريمة انار الله تعالى عقلك بنور العلم والفهم .
فرضيتُك هى أنَّ الصورة الحالية للكون لا يُشترطُ عدمُ وقوعها قبلا فرُبَّما ظهرت هذه الصورة للكون مرَّة أو مرَّتين أو مرَّاتٍ قبل هذه المرَّة .. والرَّدُ على هذه الفرضية مِنْ وجوه .
أولا : هذه الفرضية ليس فيها نفعٌ فى محلِّ السؤال فسواءٌ وقع التكرار فى الصورة أم لم يقع يبقى أصلُ المسألة سالِما عن المُعارِض وهو "وقوع التغيير فى الصورة" .. وطالما ثبتَ لدينا وقوع التغيير فى الصورة ثبتت عدمُ أزليَّة الكونِ بالدليل العقلىِّ يستوى فى ذلك ما إذا تكررت الصور أو لم تتكرر .
ولتميم الفائدة أوجز لكِ شيئا يسيرا من أسباب عدم تصور الأزلية فيما يقعُ فيه التغييرُ فى الصورة - والتى ليس من بينها تكرار الصورة أو عدمه - .
* التغيير فى الصورة يقتضى الخضوع للزمن لأنَّ التغيير طروء والطروء - الحدوث - يحتاجُ لزمن .. والخضوع للزمن يُنافى الأزلية التى تعنى عدم وجود بداية زمنية للشئ الأزلىِّ .. أى عدم خضوعه للزمن .
* التغيير فى الصورة يقتضى فناء جميع الصور المُمكنة فى الأزل .. وعلَّة ذلك أنَّ عدم خضوعه للزمن يعنى عدم وجود ماض أو حاضر أو مُستقبل فيه .
* التغيير فى الصورة يقتضى حُدوث كلِّ صورة مِن صور الكون .. وإمَّا أن يجب ردُّ جميع هذه الصور إلى صورة أوليَّة بدأ عليها الكون وهذا يُنافى مبدأ التغيير فى الصورة الذى يقتضى استمرار وقوع التغيير وبالتالى عدم ردِّه إلى صورة أولية بعينها .. أو لا تُردُّ هذه الصور إلى صورة أولية فيقتضى هذا عدم وجود صورة أوليِّة للكون .. وهذا مُستحيل عقلا ويوقعنا فى نفس مُشكلة الخضوع للزمن لما ليس له بداية فى الزمن .. أى وجود الصور لما ليس له بداية فى التصوير .
ثانيا : هذا الافتراض - تكرار الصور - لا يوجد عليه أىُّ دليل عقلى أو علمىِّ فيبقى فى مجال التخيُّل او التوهم ولا يصمدُ أمام الأدلة النقلية القاطعة من الخبر الإلهى الصادق ولا الأدلة العقلية الصادقة من الكون المُحكم الواسع .. ومعلومٌ أنَّ الظنَّ لا يُغنى مِنَ الحقِّ شيئا .
ثالثا : سببُ عدم تأثير تكرار الصورة على أصل المسألة أنَّه لا ينفى الاحتياج إلى بداية زمنية - وهذا ضِدُّ الأزلية - فعلى نفس المِثال لو افترضنا أنَّ اللون الأحمر فى البيضة قد ظهر بعد عشرة أجيال ثمَّ تكرَّر ظهوره بعد عشرة أجيال أخرى ثمَّ تكرر ظهوره بعد خمسة عشر جيلا فسنكون أمام ذات المُشكلة .. لدينا خمسة وثلاثون جيلا لكلِّ جيل منها عمرٌ محدود .. فلو جمعنا أعمار جميع هذه الأجيال لوصلنا إلى بداية زمنية هى بداية الجيل الأوَّل وهذا منتهى التضادِّ مع مفهوم الأزلية .. فمهما تكررت الصور وتعددت لا يؤثر ذلك على مبدأ حُجيَّة تغيرها على نفى الأزلية .
رابعا : لا يُمكن أن يُعترض على هذا بأنَّ التغيير فى الصورة لانهائى لأسباب عديدة .. فلا شِبه دليل على أنَّ الكون قابل لهذا الافتراض الوهمىِّ - أن يتغير فى عدد لانهائى من الصور - .. ولأنَّ التغيير طروء - حدوث - يحدث فى زمن .. ولأنَّه لا يحلُّ مُعضلة الصورة الأولى التى يجب فيها أن تكون أزلية وبالتالى غير قابلة للتأثر بالزمن ومن ثَمَّ غير متحولة أو مُتغيرة .
خامسا : التنظير الحديث الذى يحظى ببعض القبول - على مضض - هو أنَّ صور الكون منظومة فى حلقة مُغلقة .. بين نُقطة واحدة ثُمَّ انفجارها ثُمَّ اتساعها ثُمَّ انكماشها ثُمَّ النقطة الواحدة ثُمَّ انفجارها .. وهكذا .
هذا التنظير بالحلقة المُغلقة تحكمه بصفة رئيسية نظريتا "الانفجار الكبير" و "الانسحاق الشديد" أى انفجارُ النقطة الواحدة ثُمَّ إعادة تجميعها .. وهو تنظير - وإن كان أكثر قبولا من مسألة تكرار الصورة - بالغ الهشاشة أيضا لذات الأسباب .. فأوَّلا ليس عليه دليلٌ .. وإن كان عليه شِبهُ دليل مِنْ نظرية الانفجار الكبير وحقيقة تمدد الكون ونظرية الانسحاق الشديد - بسبب تبرد الكون وفِعل الجاذبية - إلا أنَّه لا يوجد دليل واحد على على أنَّ هذه العملية قابلة للتكرار أكثر مِنْ مرَّة واحدة ناهيكِ عن قابليتها للتكرار لعدد لا نهائى مِن المَرَّات .. بل على النقيض من ذلك نجدُ أدلة على نهائية هذه القابلية للتكرار بسبب نِتاجِ الفقدِ فى الطاقة فى كلِّ دورة والذى لا شكَّ سيُفضى فى النهاية إلى فناء هذا الكونِ .. كما وأنَّه لا أحد يعلم حتى الآن تأثير هذا الفقد فى الطاقة على شكل الكون الناشئ فى الدورة التالية أى بعد الانفجار التالى لا سِيَّما وأنَّه قد ثبت بالأدلة والبراهين أنَّ هذا الكون منظوم على قوانين مُتناهية الدِّقة والحساسية بحيث أن اختلال بعض الموازين بنسبة مُتناهية الضآلة يُمكن انْ يُفضى إلى نتيجة كارثيَّة على الكون بأكمله .. كما وأنَّه لا يحلَّ باقى المُعضلات المُتعلقة بخضوع الكون للزمن بسبب حدوث التغيير - الطروء - .. إضافة إلى أنَّه يُثير قضية هامَّة وهى الصورة الأولى التى بدأ مِنها الكونُ .
إذا سِرنا مع هذا التنظير فإننا لا ريب سنصطدم بسؤال مُخيف هو .. هل بدأ الكون فى الأزل كنُقطة متناهية الضآلة .. أم ككون شديد الاتساع .. أم متوسط الاتساع .. أم ماذا ؟ .. إجابةُ هذا السؤال إمَّا أن تكون أنَّ الكون بدأ فى صورة مُعينة من هذه الصور المنظومة داخل الحلقة المُغلقة فيكون هذا إقرارا بالبداية الزمنية للكون وهو أصل الحدُوث وغاية معناه .. وإلا إن شئنا افتراض الأزلية فهذا يقتضى أنَّ لا يكون الكون قد بدأ من أى صورة داخل هذه الحلقة المُغلقة أى ببساطة عدمُ وجود بداية للكون فى الزمن مُقابل عدم وجود بداية له فى الصورة .. وهذا أشدَّ استحالة عقلا أن نتصور أنَّ كوننا لم يبدأ مِن نُقطة زمنية ولم يبدأ من صورة ومع ذلك يخضع للزمن ويسير فى حلقة مُغلقة من الصور .
ولتوضيح المسألة بمِثال نفترضُ وجودَ قِطار يسير فى مسار دائرى بصورة مُستمرَّة .. ويتوقف فى ثلاث محطات رئيسية على مساره .. يكونُ سؤالنا عن المحطَّة التى بدأ هذا القِطارُ مِنها سيره .. لا يستقيمُ فى العقل أنْ نقول أنَّه لا بداية زمنية لسيره لأنَّه لو كان لم يبدأ المسير فكيف يسير !!! .. ووجود ثلاث محطات رئيسية له يوجب أن يكون قد بدأ المسير من إحداها لأنَّه لو لم يكن قد بدأ مسيره من إحدى هذه المحطات فهذا معناه أنَّه لم يبدأ المسير وبالتالى لم يكن ليمرَّ على أىِّ محطة من هذه المحطات .. فبدايةُ مسيره من محطة مِنها يقتضى بداية زمنية وينفى الأزلية .. وعدم بداية زمنية لمسيره يقتضى عدم بداية المسير من أىِّ محطة وينفى تغيير الصورة .. فالحاصلُ أنَّ الأزلية وتغير الصورة ضِدَّان لا يجتمعان بل يلزمُ من صحة أحدهما فساد الآخر ومن تحقق أحدهما بطلان الآخر .. ولا مجال للجمع بينهما بِحال .
إذا أردتى رسم دائرة ما لعدد لا نهائى من المرات .. فتحتى البرجل وبدأتى الرسم من النُقطة (أ) ورسمتى دائرة كاملة حتى وصلتى إلى النقطة (أ) مرة أخرى ثم أكملتى الدوران مرة ثانية وثالثة ورابعة .. الدعوى أنَّ تكرار رسم الدائرة لعدد لا نهائى من المرات لا ينفى وجوب وجود نقطة بداية هى النُقطة التى تمَّ وضع البرجل عندها وبدأ مِنها الرسم وهى النقطة (أ) .. فلو قال قائل بدأنا من النقطة (أ) فهذا حدوث .. ولو قال لم نبدأ فى أىِّ نقطة فكيف رسمنا الدائرة ولم نبدأ فى رسمها !!! .
أعتذرُ عن الإطالة وأرجو أن أكون قد أحسنتُ التعبير .. وعلى الله قصدُ السبيل .
تعليق