إلى أن يأتي الأخ الكريم هشام ويتفضل بالإجابة ، فأود الإشارة إلى أن المشار إليه بالموضوع هو "دراسة علمية"
ونحن نعلم الفارق بين "الدراسة العلمية" و"النظرية العلمية" و"الحقيقة العلمية"
فلنضع باعتبارنا أن الكلام عن محل العقل إلى هذا الحين لم يصل إلى مرتبة الحقيقة العلمية الثابتة المؤكدة وإنما هو مجرد دراسات ونظريات لم تثبت بشكل قاطع وبالتالي فلن يُحاسَب القرآن الكريم بناءًا عليها .. وشكراً ..

إستفسار ..

سلام الله لكى الاستاذة نصرة الاسلام
انا لم اقصد مهاجمة القران فى هذه الاية على قدر مهاجمة فكرة الدراسة التى قدمها ذلك الشاب الجامعى
وهو نفسه ثبت ان دراسته لا تستحق النظر فيها بقوله ان الانسان المجنون هو لديه مرض فى القلب اولا ثم العقل وقد ذكرت لحضرتك مشاركة تثبت فظاعة هذا الاعتقاد (الدراسة)
وشكرا لكى جزيلا

سلا الله لك استاذ هشام

انا تقريبا اتفق معك فى كل ما قلته استاذ هشام

الانسان مكون من روح وجسد ونفس
الروح هى نفحة من الله (الله المسئول عنها وحده وطبعا ملهاش مكان فى الجسد بمعنى اننا لا نستطيع لمسها)
الجسد هو مجرد تراب كون منه واليه يعود وهو عبارة عن مجموعة الاعضاء والاجهزة الملموسة (نستطيع اكتشافها ومعرفة سبب مرضها الى اخره)
النفس هى مجموعة المشاعر والانفعالات التى يتميز بها الكائن الحى خاصة الانسان فعلى سبيل المثال
الخوف هو لا يتبع الروح وايضا بما اننا لا نستطيع لمس الخوف اذا فهو امر حسى او معنوى

ايضا للنفس تاثير على الجسد
فعلميا ثبت انه فى اوقات الفرح او الحزن تتغير عدد دقات القلب لمقاومة التاثير او التغير الحادث فى الانسان
ومن هنا يتحول الاعتقاد بان الروح تمرض لمرض القلب او العكس الى ان النفس تمرض لمرض القلب او العكس ايضا

قول الامام الغزالى الذى ذكرته استاذ هشام ، الغرض منه معنويا وليس لفظيا
نحن نعلم ان لكل داء دواء فاذا لم يكن هناك دواء فلم يخلق الله الداء
واظن انك تقصد بالقلب الخفى انه جزء ما او تابع للروح وهنا المعنى يتحول الى مجازى

شاهدت مرة السير مجدى يعقوب وهو يتحدث عن احدى عملياته لنقل القلب
فذكر ان شخص كان يحب سماع الموسيقى الصاخبة وركوب الدراجات البخارية تبرع بقلبه لفتاة حياتها كلاسيكية بعض الشئ فهى تحب الموسيقى الهادئة ولا تطيق الموسيقى الصاخبة وركوب الدراجات البخارية فبعد نجاح العملية وعودة الفتاة لحياتها الطبيعة وجدت نفسها تحب ذلك النوع من الموسيقى وتلك الدراجات
وهنا اتفق معك فى الجزء الاخير من مشاركتك القيمة

ولكن ما يشوب صحة هذا الموضوع ان القلب هو مخزن الذاكرة او الافعال او الحس
ولكنه قد يتاثر احيانا ببعض الافعال وان مكانه معروف

اما هذا الجزء من الموضوع
واستشهد الطالب محمد فراج ببعض الإشاعات والتقرير والأبحاث العلمية والطبية، التى تؤكد أن القلب يعمل عمل العقل، وأشار إلى أن "الشخص المجنون" يعانى من خلل فى القلب أولاً وبذلك تأثر عقله ثانياً فهو مجنون القلب لا العقل، وقد نال البحث إعجاب وإقناع لجنة التحكيم والأساتذة الحاضرين ..
فليس له اى اساس من الصحة على الاقل من وجهة نظرى الضعيفة

وشكرا جزيلا

زميلنا الفاضل "أتعرف الله" .. أعتقد أننا متفقون أساسا على وجود غيب بديع بين ثنايا هذا الجسد الذى نحمله ويحملنا فى هذه الحياة .. ولا أشك لحظة فى أننا لم نكتشف من أسرار هذا الغيب إلا أقل القليل .. أقول هذه المقدمة لأؤكد على أنَّ ضحالة معلوماتنا فى هذا الجانب تجعلنا لا نقدر - فعليا - على إصدار أحكام صارمة فيما يتعلق بمكنونات هذا الكائن - الإنسان - إلا بعد أن تثبت بدليل علمى قطعى .. وقبل هذا الإثبات يبقى هذا الكائن محلا وموضعا للنظر والدرس والاستكشاف .. ولذلك كان تكرار الأمر الإلهى فى القرآن الكريم للناس جميعا أن ينظروا فى أنفسهم .. هذا الأمر الرائع فى شموله ودقته يلزم الإنسان بالتفكر فى كل مكنوناته النفسية والجسدية والروحية والسلوكية وكل شئ .. نظر الإنسان فى نفسه تقرب لله تعالى إن كان على النهج الذى يرضيه وسعادة للإنسان فى حياته ومساعدا له على أداء مهمته التى خُلِق من أجلها - خلافة الله تعالى فى أرضه - .. لذلك تظل تلك الدراسة التى أشرتَ إليها محل تقدير باعتبارها محاولة لفهم شئ يسير من مكنونات هذا الكائن .. والدليل العلمى فى النهاية هو الذى يقطع الخلاف .. لذا فإننى أراها محاولة تستحق التشجيع والاهتمام وليس التسفيه .

سلام الله معك استاذ احمد

نعم انا اتفق معك تمام الاتفاق
فحينما نتكلم عن الاتحاد او الربط بين الجسد والروح فنحن نعرف القليل
ولكن حينما نتكلم عن علاقة اعضاء الجسد ببعضها فنحن نعرف الكثير
انا لا اناقش علاقة الروح بالجسد واين مكان او موضع الروح فى الجسد وانما اناقش حول ان القلب يعمل عمل العقل وان الشخص المجنون هو مريض فى قلبه وليس عقله تلك هى نفطة اختلافنا فقط
واشكرك جزيلا الفاضل احمد

هذا تحديدا هو محل الخلاف يا صديقى .. هل العقل - تحديدا - هو مجرد "عضو" من "أعضاء الجسد" ؟ .. فى الحقيقة عندما يأتى الكلام عن العقل فإننى أفكر كثيرا جدا قبل أن أقرر شيئا .. العقل عندى ليس هو المخ بيقين .. المخ هو الذى يمكن أن نسميه "عضوا" من "أعضاء الجسد" أما العقل فشئ أعظم بكثير .. هذه هى نقطة الخلاف .. وهى نقطة الخلاف مع الملاحدة أيضا والذين يرفضون الغيب ويرفضون بالتالى الروح والعقل .. وأرى أن العلم البشرى - على الأقل حتى الآن - قاصر على إدراك كنه العقل وتحييده ومن ثم دراسته وتحليله ثمَّ أجد لدى نصوصا شرعية قاطعة فى الدلالة على أن القلوب تعقل .

باختصار هنا تثور أمامى عدة فرضيات .. هل العقل شئ متعلق بالروح فقط أم بالجسد فقط أم مشترك بينهما .. والقلب كذلك .. وبحسب كيفية تناولك لهذه الفرضيات والترجيح بينها يكون مفهومك عن هذه الأمور شديدة الدقة فى ذات كل إنسان وشديدة الأهمية فى حياته كذلك .. ربما يأتى وقتٌ لاحق نتدارس فيه سويا هذه المسائل باستفاضة .

شكرا لك زميلنا الفاضل .

سلام الرب معك ويحرسك اخى الفاضل

يعجبنى تفكيرك ومنطقيتك استاذ احمد
واحييك على ذلك

انظر استاذى الفاضل:
كلمة العقل تحتمل معنايين او بمعنى اصح تستخدم فى موضعين
1- حينما نقف امام جثمان انسان واسألك اين العقل فانك تشاور على الجمجمة حيث بداخلها العقل اى الجزء المادى الملموس
2- وحينما نتحدث عن امر ما فانك تقول العقل لا يستوعب هذا الشئ اى ان المقصود بالعقل هو التفكير والمنطق لا يقبلان فكرة معينة وهنا يتحول العقل الى معنى مجازى

فبالنسبة للنقطة الاولى فان العقل مرتبط بالجسد فقط لانه شئ مادى
اما النقطة الثانية فان العقل أى التفكير مرتبط بالنفس وقد يكون مرتبط ايضا بالروح

حقيقتا سعدت جدا بمشاركتك القيمة
اتمنى ان اتحاور معك كثيرا وكثيرا

سلام الله معك

أشكرك على هذه الكلمات الطيبة يا صديقى .. أتفق معك فى هذا التفصيل وإن كنتُ كما قلتُ سابقا أرى أنَّ إطلاق كلمة "العقل" على "المخ" خطأ لأسباب كثيرة .. وإن كان الواقع فعلا أن هذا التوصيف منتشر بين عامة الناس .. أشكرك مرة ثانية على إطراءك .

بما أننا فى منتدى لحوار الأديان وقد تعرضنا لموضوع العقل فلِمَ لا نجعل تناولنا لهذا الموضوع على مستوى آخر .. أعنى مستوى "عقل الإله" فى المسيحية والإسلام .. إن شئتَ أن تقبل فاقبل وإلا فلا إلزام عليك من أىِّ نوع زميلنا الفاضل .

أستاذ أحمد نبهك إلى خطأ الفهم الأول ..
ويجب أن تعرف ذلك .. فالقرآن يتكلم لغة عربية فصيحة هي نفس اللغة التي تكلم بها النبي وأصحابه ومن تلاهم ..

نحن الذين بدلنا وغيرنا وعوجنا ألسنتنا وأفهامنا ..

النقطة الأولى: خاطئة ..
وصوابها: أين المخ ؟ هنا تشير إلى الرأس .. الجمجمة ..

والجملة الثانية: أيضاً خاطئة
فالعقل ليس هو المنطق والتفكير .. فالتفكير عملية ميكانيكية تعتمد على عدة عوامل .. كذلك المنطق فهو الأسس الفكرية المرتبة التي يبنى عليها شيء ما ..

العقل شيء آخر ..

سلام الله معكم اخوانى الاعزاء


انظر اخى
الانسان = روح + نفس + جسد
فى العلم يوجد شئ اسمه central nervous system واختصاره cns اى الجهاز العصبى المركزى وده بيتكون من المخ (الدماغ) وجزء اخر
المخ موجود داخل عظام الجمجمة - حتى الان نحن نتكلم عن تركيب الجسد
المخ يتكون من عدة فصوص (الجبهى - القفوى - الجزيرة ....)
فى هذه الفصوص توجد مراكز (التفكير) ومراكز الذاكرة والمنطق وخلافه
معنى هذا ان التفكير وتعريفه انه عملية ميكانيكة كما وضح الاستاذ الساجد يرتبط وثيقا جدااااا بالجسد

اما اطلاق كلمة العقل على المخ فهذا من الناحية العلمية خطا كما ذكرت استاذ احمد ولكنه شائع بين الناس
ونحن نستخدمها عادة فى كلامنا اشارة على المخ (لا يشتمل ذلك على ما يكتب فى الكتب العقل)

فمن الناحية العلمية الجسدية المخ والتفكير وجهان لعملة واحدة

اما علاقة المخ (جسدى) بالروح (غير ملموس)
فلولا وجود الروح لما عمل الجسد وعمل المخ بمراكزه التفكيرية

وكون وجود اضطراب نفسى فمن شأنه ان يؤثر على عملية التفكير سلبيا
وهذا هو التعاون او التكامل بين مكونات الانسان النفس والروح والجسد

وانا على اتم الاستعداد باذن الله على المناقشة عن عقل الاله
ويكون شرف كبير جدا ليا


واشكركم جزيلا
سلام الله معكم

المشاركة الأصلية بواسطة أتعرف الله

وانا على اتم الاستعداد باذن الله على المناقشة عن عقل الاله
ويكون شرف كبير جدا ليا

رائع جدا زميلنا الفاضل .. وشرفٌ لنا قبولك بإذن الله تعالى .

بداية هل لكَ أنْ تُخبرنا عن أى إله سنتحدث فى الجانب المسيحى ؟

أعنى هل سنتحدث عن عقل الآب ؟ أم عقل الإبن ؟ أم عقل الروح القُدُس ؟ أم عقل الإله المُثلث الأقانيم ؟

بانتظارك زميلنا الفاضل .

سلام الله معك صديقى الفاضل

اشكرك على اهتمامك

بداية لك ان تعلم ان الابن والابن والروح القدس هم اله واحد
وان الابن (اقنوم الابن) ليس الها قائم بذاته وانما هو متحد بغير اختلاط او تغيير مع اقنومى الاب والروح القدس

فان الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون فى الارض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم فى الواحد. ( رسالة يوحنا الاولى 5 : 7-8 )

فى هذه الاية قول صريح ان الاب والابن والروح القدس الها واحدا
وان الابن هو الكلمة اى عقل الله الناطق

ولك ان تبدا كيفما شئت وباذن الله ربنا يدبر ويجيبك الله على اسئلتك وتاملاتك

سلام ونعمة الله معك

المشاركة الأصلية بواسطة أتعرف الله

سلام الله معك صديقى الفاضل

اشكرك على اهتمامك

بداية لك ان تعلم ان الابن والابن والروح القدس هم اله واحد
وان الابن (اقنوم الابن) ليس الها قائم بذاته وانما هو متحد بغير اختلاط او تغيير مع اقنومى الاب والروح القدس

الشكرُ موصول لك زميلنا الفاضل على خُلقك وحُسن أدبك .

بصراحة يا صديقى هنا شئٌ لم أفهمه .. ما أعرفه عن الآبِ أنَّه إله كامل .. فهل يوجد إله "كامل" بغير عقل ؟ .. وكذلك الابن وكذلك الروح القُدُس .. نعم هؤلاء الثلاثة هم واحد أعرف ذلك وأعرف أيضا أنهم متحدون بغير اختلاط أو انفصال .. ولكنى أعرف أيضا أنهم ليسوا أجزاء من إله مُركب وإلا صاروا أبعاضا .. هكذا أنت تقول إن كل إله من هذه الآلهة الثلاثة "ليس إلها كاملا" ولكنه "بعض إله" .. هل هذا مقبول لديك ؟

فان الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون فى الارض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم فى الواحد. ( رسالة يوحنا الاولى 5 : 7-8 )

بصراحة يا صديقى .. هل تؤمنُ بهذا النصِّ على أنَّه كلمة الله ؟ .. أعنى هل أنت متأكد أن هذا النص مُوحى به من الله سواء بالحرف أو بالمعنى ؟

فى هذه الاية قول صريح ان الاب والابن والروح القدس الها واحدا
وان الابن هو الكلمة اى عقل الله الناطق

لن أناقشك فى هذا الاستنتاج البعيد الذى لا دليل عليه فى النص .. ولكن هل أفهمُ من كلامك أنَّ المسيح هو "بعض إله" والآب "بعض إله" والروح القدس "بعض إله" ؟

هل أفهم من كلامك أنَّ الروح القدس إله "غير عاقل" .. فالروح القُدُس ليس سوى "روح الآب" .. وبالتالى يبقى الآب "إلها غير عاقل وغير حىٍّ" ؟

ولك ان تبدا كيفما شئت وباذن الله ربنا يدبر ويجيبك الله على اسئلتك وتاملاتك

أعذر كثرة أسئلتى يا صديقى .. بمجرَّدِ أن أفهم شيئا يسيرا أستطيعُ وضعه كأرضية للحوار وأساس للبدء أبدأ بغير إبطاءٍ .


هدانا الله تعالى وإياكم سواء السبيل .