اريد تفسير هذه الاية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مسلم الى الله مسلم اكتشف المزيد حول مسلم الى الله
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مسلم الى الله
    2- عضو مشارك
    • 26 يون, 2011
    • 202
    • غير ذالك
    • مسلم

    اريد تفسير هذه الاية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يارب تكونو بخير

    ممكن اعرف تفسير هذه الاية لأني مش عارف اجيبها بظبط كل موقع بيقول حاجة

    [وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا
  • في حب الله
    المشرفة على أقسام
    المذاهب الفكرية الهدامة

    • 28 مار, 2007
    • 8324
    • باحث
    • مسلم

    #2
    تفسير ابن كثير
    وقوله تعالى : " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء " الآية كان أهل الجاهلية إذا كان لأحدهم أمة أرسلها تزني وجعل عليها ضريبة يأخذها منها كل وقت فلما جاء الإسلام نهى الله المؤمنين عن ذلك وكان سبب نزول هذه الآية الكريمة فيما ذكر غير واحد من المفسرين من السلف والخلف في شأن عبد الله بن أبي بن سلول فإنه كان له إماء فكان يكرههن على البغاء طلبا لخراجهن ورغبة في أولادهن ورياسة منه فيما يزعم . ذكر الآثار الواردة في ذلك : قال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار رحمه الله في مسنده حدثنا أحمد بن داود الواسطي حدثنا أبو عمرو اللخمي يعني محمد بن الحجاج حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري قال كانت جارية لعبد الله بن أبي ابن سلول يقال لها معاذة يكرهها على الزنا فلما جاء الإسلام نزلت " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء " الآية وقال الأعمش عن أبي سفيان عن جابر في هذه الآية قال نزلت في أمة لعبد الله بن أبي بن سلول يقال لها مسيكة كان يكرهها على الفجور وكانت لا بأس بها فتأبى فأنزل الله هذه الآية " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء - إلى قوله - ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم " وروى النسائي من حديث ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر نحوه وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا عمر بن علي حدثنا علي بن سعيد حدثنا الأعمش حدثني أبو سفيان عن جابر قال كان لعبد الله بن أبي بن سلول جارية يقال لها مسيكة وكان يكرهها على البغاء فأنزل الله " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء - إلى قوله - ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم " صرح الأعمش بالسماع من أبي سفيان بن طلحة بن نافع فدل على بطلان قول من قال لم يسمع منه إنما هو صحيفة حكاه البزار وروى أبو داود الطيالسي عن سليمان بن معاذ عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أن جارية لعبد الله بن أبي كانت تزني في الجاهلية فولدت أولادا من الزنا فقال لها ما لك : لا تزنين قالت : والله لا أزني فضربها فأنزل الله عز وجل : " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء " . وروى البزار أيضا حدثنا أحمد بن داود الواسطي حدثنا أبو عمرو اللخمي يعني محمد بن الحجاج حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن أنس رضي الله عنه قال : كانت جارية لعبد الله بن أبي يقال لها معاذة يكرهها على الزنا فلما جاء الإسلام نزلت " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا - إلى قوله - ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم " وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أن رجلا من قريش أسر يوم بدر وكان عند عبد الله بن أبي أسيرا وكانت لعبد الله بن أبي جارية يقال لها معاذة وكان القرشي الأسير يريدها على نفسها وكانت مسلمة وكانت تمتنع منه لإسلامها وكان عبد الله بن أبي يكرهها على ذلك ويضربها رجاء أن تحمل من القرشي فيطلب فداء ولده فقال تبارك وتعالى : " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا " . وقال السدي أنزلت هذه الآية الكريمة في عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين وكانت له جارية تدعى معاذة وكان إذا نزل به ضيف أرسلها إليه ليواقعها إرادة الثواب منه والكرامة له فأقبلت الجارية إلى أبي بكر رضي الله عنه فشكت إليه فذكره أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم فأمره بقبضها فصاح عبد الله بن أبي من يعذرنا من محمد يغلبنا على مملوكتنا فأنزل الله فيه هذا وقال مقاتل بن حيان بلغني والله أعلم أن هذه الآية نزلت في رجلين كانا يكرهان أمتين لهما إحداهما اسمها مسيكة وكانت للأنصار وكانت أميمة أم مسيكة لعبد الله بن أبي وكانت معاذة وأروى بتلك المنزلة فأتت مسيكة وأمها النبي صلى الله عليه وسلم فذكرتا ذلك له فأنزل الله في ذلك " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء " يعني الزنا وقوله تعالى : " إن أردن تحصنا " هذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له وقوله تعالى : " لتبتغوا عرض الحياة الدنيا " أي من خراجهن ومهورهن وأولادهن وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الحجام ومهر البغي وحلوان الكاهن وفي رواية" مهر البغي خبيث وكسب الحجام خبيث وثمن الكلب خبيث " وقوله تعالى : " ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم " أي لهن كما تقدم في الحديث عن جابر وقال ابن أبي طلحة عن ابن عباس فإن فعلتم فإن الله لهن غفور رحيم وإثمهن على من أكرههن وكذا قال مجاهد وعطاء الخراساني والأعمش وقتادة وقال أبو عبيد حدثني إسحاق الأزرق عن عوف عن الحسن في هذه الآية " فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم " قال لهن والله لهن والله : وعن الزهري قال غفور لهن ما أكرهن عليه وعن زيد بن أسلم قال غفور رحيم للمكرهات حكاهن ابن المنذر في تفسيره بأسانيده وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا يحيى بن عبد الله حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء عن سعيد بن جبير قال في قراءة عبد الله بن مسعود " فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم " لهن وإثمهن على من أكرههن وفي الحديث المرفوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " .


    تفسير الجلالين
    "ولا تكرهوا فتياتكم" إماءكم
    "على البغاء" الزنا "إن أردن تحصنا" تعففا عنه وهذه الإرادة محل الإكراه فلا مفهوم للشرط "لتبتغوا" بالإكراه "عرض الحياة الدنيا" نزلت في عبد الله بن أبي كان يكره جواريه على الكسب بالزنا "ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور" لهن "رحيم" بهن


    تفسير القرطبي
    روي عن جابر بن عبد الله وابن عباس رضي الله عنهم أن هذه الآية نزلت في عبد الله بن أبي , وكانت له جاريتان إحداهما تسمى معاذة والأخرى مسيكة , وكان يكرههما على الزنى ويضربهما عليه ابتغاء الأجر وكسب الولد ; فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية فيه وفيمن فعل فعله من المنافقين . ومعاذة هذه أم خولة التي جادلت النبي صلى الله عليه وسلم في زوجها . وفي صحيح مسلم عن جابر أن جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة فكان يكرههما على الزنى , فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء - إلى قوله - غفور رحيم " . " إن أردن تحصنا " راجع إلى الفتيات , وذلك أن الفتاة إذا أرادت التحصن فحينئذ يمكن ويتصور أن يكون السيد مكرها , ويمكن أن ينهى عن الإكراه. وإذا كانت الفتاة لا تريد التحصن فلا يتصور أن يقال للسيد لا تكرهها ; لأن الإكراه لا يتصور فيها وهي مريدة للزنى. فهذا أمر في سادة وفتيات حالهم هذه. وإلى هذا المعنى أشار ابن العربي فقال : إنما ذكر الله تعالى إرادة التحصن من المرأة لأن ذلك هو الذي يصور الإكراه ; فأما إذا كانت هي راغبة في الزنى لم يتصور إكراه , فحصلوه. وذهب هذا النظر عن كثير من المفسرين ; فقال بعضهم قوله : " إن أردن تحصنا " راجع إلى الأيامى , قال الزجاج والحسين بن الفضل : في الكلام تقديم وتأخير ; أي وأنكحوا الأيامى والصالحين من عبادكم إن أردن تحصنا . وقال بعضهم : هذا الشرط في قوله : " إن أردن " ملغى , ونحو ذلك مما يضعف والله الموفق .




    تفسير الطبري
    القول في تأويل قوله تعالى :
    { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم } . يقول تعالى ذكره : زوجوا الصالحين من عبادكم وإمائكم ولا تكرهوا إماءكم على البغاء , وهو الزنا ; { إن أردن تحصنا } يقول : إن أردن تعففا عن الزنا . { لتبتغوا عرض الحياة الدنيا } يقول : لتلتمسوا بإكراهكم إياهن على الزنا عرض الحياة , وذلك ما تعرض لهم إليه الحاجة من رياشها وزينتها وأموالها . { ومن يكرههن } يقول : ومن يكره فتياته على البغاء , فإن الله من بعد إكراهه إياهن على ذلك , لهم { غفور رحيم } ووزر ما كان من ذلك عليهم دونهن . وذكر أن هذه الآية أنزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول حين أكره أمته مسيكة على الزنا . ذكر من قال ذلك : 19741 - حدثنا الحسن بن الصباح , قال : ثنا حجاج بن محمد , عن ابن جريج , قال : أخبرني أبو الزبير , أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : جاءت مسيكة لبعض الأنصار فقالت : إن سيدي يكرهني على الزنا ! فنزلت في ذلك : { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } . 19742 - حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي , قال : ثنا أبي , عن أبيه , عن جده , عن الأعمش , عن أبي سفيان عن جابر , قال : كانت جارية لعبد الله بن أبي ابن سلول يقال لها مسيكة , فآجرها أو أكرهها -الطبري شك - فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فشكت ذلك إليه , فأنزل الله : { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم } يعني بهن . 19743 - حدثنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس , قال : ثنا عبثر , قال : ثنا حصين , عن الشعبي , في قوله : { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } قال : رجل كانت له جارية تفجر , فلما أسلمت نزلت هذه . * - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , قال : أخبرني أبو الزبير , عن جابر , قال : جاءت جارية لبعض الأنصار , فقال : إن سيدي أكرهني على البغاء ! فأنزل الله في ذلك : { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } . 19744 -قال ابن جريج : وأخبرني عمرو بن دينار , عن عكرمة , قال : أمة لعبد الله بن أبي , أمرها فزنت , فجاءت ببرد , فقال لها : ارجعي فازني ! قالت : والله لا أفعل , إن يك هذا خيرا فقد استكثرت منه , وإن يك شرا فقد آن لي أن أدعه . قال ابن جريج , وقال مجاهد نحو ذلك , وزاد قال : البغاء الزنا . { والله غفور رحيم } قال : للمكرهات على الزنا , وفيها نزلت هذه الآية . 19745 -حدثنا الحسن , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن الزهري : أن رجلا من قريش أسر يوم بدر . وكان عبد الله بن أبي أسره , وكان لعبد الله جارية يقال : لها معاذة , فكان القرشي الأسير يريدها على نفسها , وكانت مسلمة , فكانت تمتنع منه لإسلامها , وكان ابن أبي يكرهها على ذلك ويضربها رجاء أن تحمل للقرشي فيطلب فداء ولده , فقال الله : { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا } قال الزهري : { ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم } يقول : غفور لهن ما أكرهن عليه . 19746 - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا ابن يمان , عن أشعث , عن جعفر , عن سعيد بن جبير , أنه كان يقرأ : " فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم " . 19747 - حدثنا علي , قال : ثنا أبو صالح , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قوله : { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا } يقول : ولا تكرهوا إماءكم على الزنا , فإن فعلتم فإن الله سبحانه لهن غفور رحيم وإثمهن على من أكرههن . 19748 - حدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس , قوله : { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } ... إلى آخر الآية , قال : كانوا في الجاهلية يكرهون إماءهم على الزنا , يأخذون أجورهن , فقال الله : لا تكرهوهن على الزنا من أجل المنالة في الدنيا , ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم لهن ; يعني إذا أكرهن . 19749 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } على الزنا . قال : عبد الله بن أبي ابن سلول أمر أمة له بالزنا , فجاءته بدينار أو ببرد - شك أبو عاصم - فأعطته , فقال : ارجعي فازني بآخر ! فقالت : والله ما أنا براجعة , فالله غفور رحيم للمكرهات على الزنا ! ففي هذا أنزلت هذه الآية . * - حدثني الحارث , قال : ثنا الحسن , قال : ثنا ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , نحوه , إلا أنه قال في حديثه : أمر أمة له بالزنا , فزنت , فجاءته ببرد فأعطته . فلم يشك . 19750 - حدثت عن الحسين , قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد , قال : سمعت الضحاك يقول في قوله { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } يقول : على الزنا . { فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم } يقول : غفور لهن , للمكرهات على الزنا . 19751 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال : ابن زيد , في قوله : { ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور } قال : غفور رحيم لهن حين أكرهن وقسرن على ذلك . 19752 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جرير , عن منصور , عن مجاهد , قال : كانوا يأمرون ولائدهم يباغين , يفعلن ذلك , فيصبن , فيأتينهم بكسبهن , فكانت لعبد الله بن أبي ابن سلول جارية , فكانت تباغي , فكرهت وحلفت أن لا تفعله , فأكرهها أهلها , فانطلقت فباغت ببرد أخضر , فأتتهم به , فأنزل الله تبارك وتعالى : { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } ... الآية .

    بإذن الله تعالى تستفيد من هذه التفاسير
    وفقكم الله ورعاكم

    وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
    وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
    @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
    --------------------------------------
    اللهم ارزقني الشهادة
    اللهم اجعل همي الآخرة

    تعليق

    • مسلم للأبد
      مشرف الأقسام العامة

      • 20 ماي, 2008
      • 11698
      • محاسب
      • مسلم

      #3
      أقوال علماء المسلمين رحمهم الله (ابن كثير، الطبري، جلال الدين المحلي، القرطبي، الشوكاني، السعدي، ابن عاشور) فى تفسير الآية:

      قال تعالى: ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
      {33}النور



      فتح القدير للشوكاني


      شرط الله سبحانه هذا النهى بقوله (إن أردن تحصنا) لأن الإكراه لا يتصور إلا عند إرادتهن للتحصن، فإن من لم ترد التحصن لا يصح أن يقال لها مكرهة على الزنا، والمراد بالتحصن هنا: التعفف والتزوج.
      وقيل إن هذا الشرط خرج مخرج الغالب، لأن الغالب أن الإكراه لا يكون إلا عند إرادة التحصن، فلا يلزم منه جواز الإكراه عند عدم إرادة التحصن. فإن الأمه قد تكون غير مريدة للحلال ولا للحرام كما فيمن لا رغبة لها فى النكاح، والصغيرة فتوصف بأنها مكرهه على الزنا مع عدم إرادتها للتحصن، فلا يتم ما قيل من أنه لا يتصور الإكراه إلا عند إرادة التحصن، إلا أن يقال أن المراد بالتحصن هنا مجرد التعفف، وأنه لا يصدق على من كانت تريد الزواج أنها مريدة للتحصن وهو بعيد، فقد قال الحبر ابن عباس: إن المراد بالتحصن التعفف والتزوج، وتابعه على ذلك غيره، ثم علل سبحانه هذا النهى بقوله: ( لتبتغوا عرض الحياة الدنيا) خرج مخرج الغالب، _فلا يتصور إكراه الرجل لأمته على البغاء دون فائدة_
      وقيل إن هذا التعليل للإكراه هو باعتبار أن عادتهم كانت كذلك، لا أنه مدار للنهى عن الإكراه لهن.
      (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم)
      هذا مقررلما قبله ومؤكد له، والمعنى أن عقوبة الإكراه راجعة إلى المكرهين لا إلى المكرهات، كما تدل عليه قراءة ابن مسعود وجابر بن عبد الله وسعيد بن جبير:فإن الله غفور رحيم لهن.قيل وفى هذا التفسير بعد، لأن المكرهة على الزنا غير آثمة. وأجيب بأنها وإن كانت مكرهة، فربما لا تخلو فى تضاعيف الزنا عن شائبة مطاوعة إما بحكم الجبلة البشرية، أو يكون الإكراه قاصرا عن حد الإلجاء المزيل للاختيار.
      وقيل إن المعنى: فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم لهـم: إما مطلقا، أو بشرط التوبة.
      (فتح القدير،الشوكانى_ بتصرف ج4 ص25 طبعة دار الفكر غير محققة).


      تفسير السعدي


      قال تعالى: (ولا تكرهوا فتياتكم) أى إماءكم(علىالبغاء) أى أن تكون زانية(إن أردن تحصنا) لأنه لا يتصور إكراهها إلا بهذه الحال. وأما إذا لم ترد تحصناً فإنها تكون بغيا، يجب على سيدها منعها من ذلك.
      ثم دعا من جرى منه الإكراه إلى التوبة فقال: (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم) فليتب إلى الله وليقلع عما صدر منه، مما يغضبه، فإذا فعل ذلك غفر الله ذنوبه.(تفسير القرطبي باختصار).



      مختصر تفسير ابن كثير
      اختصار الصابوني

      قوله تعالى: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} الآية، كان أهل الجاهلية
      إذا كان لأحدهم أمة أرسلها تزني وجعل عليها ضريبة يأخذها منها كل وقت، فلما جاء الإسلام نهى اللّه المؤمنين عن ذلك، وكان سبب نزول هذه الآية الكريمة في شأن (عبد اللّه بن أبي بن سلول) فإنه كان له إماء فكان يكرههن على البغاء طلباً لخراجهن، ورغبة في أولادهن، ورياسة منه فيما يزعم.

      - (ذكر الآثار الواردة في ذلك)

      - قال الحافظ البزار في مسنده: كانت جارية لعبد اللّه بن أبي بن سلول يقال لها (معاذة) يكرهها على الزنا فلما جاء الإسلام نزلت: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} الآية،
      - وقال الأعمش: نزلت في أمة لعبد اللّه بن أبي ابن سلول يقال لها (مسيكة) كان يكرهها على الفجور وكانت لا بأس بها فتأبى، فأنزل اللّه هذه الآية: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} الآية، وروى النسائي عن جابر نحوه.

      - وعن الزهري أن رجلاً من قريش أسر يوم بدر، وكان عند (عبد اللّه بن أبي) أسيراً وكانت لعبد اللّه بن أبي جارية يقال لها (معاذة) وكان القرشي الأسير يريدها على نفسها، وكانت مسلمة، وكانت تمتنع منه لإسلامها، وكان عبد اللّه بن أبي يكرهها على ذلك ويضربها رجاء أن تحمل من القرشي فيطلب فداء ولده، فقال تبارك وتعالى: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا}،

      - وقال السدي: أنزلت هذه الآية الكريمة في (عبد اللّه بن أبي بن سلول) رأس المنافقين، وكانت له جارية تدعى (معاذة) وكان إذا نزل به ضيف أرسلها إليه ليواقعها إرادة الثواب منه والكرامة له، فأقبلت الجارية إلى أبي بكر رضي اللّه عنه فشكت إليه ذلك، فذكره أبو بكر للنبي صلى اللّه عليه وسلم، فأمره بقبضها، فصاح عبد اللّه بن أبي من يعذرنا من محمد يغلبنا على مملوكتنا فأنزل اللّه فيهم هذا، وقول تعالى: {إن أردن تحصنا} هذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له، وقوله تعالى: {لتبتغوا عرض الحياة الدنيا} أي من خراجهن ومهورهن وأولادهن، وقد نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن كسب الحجام، ومهر البغي، وحلوان الكاهن، وفي رواية: "مهر البغي خبيث وكسب الحجام خبيث، وثمن الكلب خبيث"، وقوله تعالى: {ومن يكرههنَّ فإن اللّه من بعد إكراههن غفور رحيم} أي لهن، كما تقدم في الحديث عن جابر.

      - وقال ابن عباس: فإن فعلتم فإن اللّه لهن غفور رحيم، وإثمهن على من أكرههن؛
      - وقال أبو عبيد عن الحسن في هذه الآية {فإن اللّه من بعد إكرههن غفور رحيم} قال: لهن واللّه، لهن واللّه، وفي الحديث المرفوع عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".



      جامع البيان عن تأويل آي القرآن.
      للإمام الطبري


      القول في تأويل قوله تعالى: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم}.

      يقول تعالى ذكره: زوجوا الصالحين من عبادكم وإمائكم ولا تكرهوا إماءكم على البغاء، وهو الزنا؛ {إن أردن تحصنا} يقول: إن أردن تعففا عن الزنا.
      {لتبتغوا عرض الحياة الدنيا} يقول: لتلتمسوا بإكراهكم إياهن على الزنا عرض الحياة، وذلك ما تعرض لهم إليه الحاجة من رياشها وزينتها وأموالها.
      {ومن يكرههن} يقول: ومن يكره فتياته على البغاء، فإن الله من بعد إكراهه إياهن على ذلك، لهم {غفور رحيم} ووزر ما كان من ذلك عليهم دونهن.
      وذكر أن هذه الآية أنزلت في عبد الله بن أُبي ابن سلول حين أكره أمته مُسَيكة على الزنا.

      ذكر من قال ذلك:

      19741- - حدثنا الحسن بن الصباح، قال: ثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: جاءت مسيكة لبعض الأنصار فقالت: إن سيدي يكرهني على الزنا! فنزلت في ذلك: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}.

      ‏19742- - حدثني بن إبراهيم المسعودي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر، قال: كانت جارية لعبد الله بن أُبي ابن سلول يقال لها مسيكة، فآجرها أو أكرهها -الطبري شك- فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فشكت ذلك إليه، فأنزل الله: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم} يعني بهن.

      ‏19743- - حدثنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس، قال: ثنا عبثر، قال: ثنا حصين، عن الشعبي، في قوله: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} قال: رجل كانت له جارية تفجر، فلما أسلمت نزلت هذه.
      .
      - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، عن جابر، قال: جاءت جارية لبعض الأنصار، فقال: إن سيدي أكرهني على البغاء! فأنزل الله في ذلك: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}.

      19744- - قال ابن جريج: وأخبرني عمرو بن دينار، عن عكرمة، قال: أمة لعبد الله بن أُبي، أمرها فزنت، فجاءت ببرد، فقال لها: ارجعي فازني! قالت: والله لا أفعل، إن يك هذا خيرا فقد استكثرت منه، وإن يك شرا فقد آن لي أن أدعه. قال ابن جريج، وقال مجاهد نحو ذلك، وزاد قال: البغاء الزنا. {والله غفور رحيم} قال: للمكرهات على الزنا، وفيها نزلت هذه الآية.

      19745- - حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري: أن رجلا من قريش أسر يوم بدر. وكان عبد الله بن أُبي أسر، وكان لعبد الله جارية يقال: لها معاذة، فكان القرشي الأسير يريدها على نفسها، وكانت مسلمة، فكانت تمتنع منه لإسلامها، وكان ابن أُبي يكرهها على ذلك ويضربها رجاء أن تحمل للقرشي فيطلب فداء ولده، فقال الله: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا} قال الزهري: {ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم} يقول: غفور لهن ما أكرهن عليه.

      19746- - حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، أنه كان يقرأ: "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".

      19747- - حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا} يقول: ولا تكرهوا إماءكم على الزنا، فإن فعلتم فإن الله سبحانه لهن غفور رحيم وإثمهن على من أكرههن.

      19748- - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}... إلى آخر الآية، قال: كانوا في الجاهلية يكرهون إماءهم على الزنا، يأخذون أجورهن، فقال الله: لا تكرهوهن على الزنا من أجل المنالة في الدنيا، ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم لهن؛ يعني إذا أكرهن.

      19749- - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} على الزنا. قال: عبد الله بن أُبي ابن سلول أمر أمة له بالزنا، فجاءته بدينار أو ببرد -شك أبو عاصم- فأعطته، فقال: ارجعي فازني بآخر! فقالت: والله ما أنا براجعة، فالله غفور رحيم للمكرهات على الزنا! ففي هذا أنزلت هذه الآية.
      حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه، إلا أنه قال في حديثه: أمر أمة له بالزنا، فزنت، فجاءته ببرد فأعطته. فلم يشك.

      19750- - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} يقول: على الزنا. {فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم} يقول: غفور لهن، للمكرهات على الزنا.

      19751- - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال: ابن زيد، في قوله: {ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور} قال: غفور رحيم لهن حين أكرهن وقسرن على ذلك.

      19752- - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، قال: كانوا يأمرون ولائدهم يباغين، يفعلن ذلك، فيصبن، فيأتينهم بكسبهن، فكانت لعبد الله بن أُبي ابن سلول جارية، فكانت تباغي، فكرهت وحلفت أن لا تفعله، فأكرهها أهلها، فانطلقت فباغت ببرد أخضر، فأتتهم به، فأنزل الله تبارك وتعالى: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}... الآية.


      تفسير الإمام جلال الدين المحلي


      -(ولا تكرهوا فتياتكم) إماءكم (على البغاء) الزنا (إن أردن تحصنا) تعففا عنه وهذه الإرادة محل الإكراه فلا مفهوم للشرط (لتبتغوا) بالإكراه (عرض الحياة الدنيا) نزلت في عبد الله بن أبي كان يكره جواريه على الكسب بالزنا (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور) لهن (رحيم) بهن.


      قوله تعالى: "لتبتغوا عرض الحياة الدنيا" أي الشيء الذي تكسبه الأمة بفرجها والولد يسترق فيباع. وقيل: كان الزاني يفتدي ولده من المزني بها بمائة من الإبل يدفعها إلى سيدها. "ومن يكرههن" أي يقهرهن. "فإن الله من بعد إكراههن غفور" لهن "رحيم" بهن. وقرأ ابن مسعود وجابر بن عبدالله وابن جبير "لهن غفور" بزيادة لهن. وقد مضى الكلام في الإكراه في "النحل" والحمد لله.


      الجامع لأحكام القرآن "تفسيرالقرطبى"


      قوله تعالى: "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا"

      - روي عن جابر بن عبدالله وابن عباس رضي الله عنهم أن هذه الآية نزلت في عبدالله بن أبيّ، وكانت له جاريتان إحداهما تسمى معاذة والأخرى مسيكة، وكان يكرههما على الزنى ويضربهما عليه ابتغاء الأجر وكسب الولد فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية فيه وفيمن فعل فعله من المنافقين. ومعاذة هذه أم خولة التي جادلت النبي صلى الله عليه وسلم في زوجها.

      - وفي صحيح مسلم عن جابر أن جارية لعبدالله بن أبيّ يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة فكان يكرههما على الزنى، فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء - إلى قوله - غفور رحيم". "إن أردن تحصنا" راجع إلى الفتيات، وذلك أن الفتاة إذا أرادت التحصن فحينئذ يمكن ويتصور أن يكون السيد مكرها، ويمكن أن ينهى عن الإكراه. وإذا كانت الفتاة لا تريد التحصن فلا يتصور أن يقال للسيد لا تكرهها؛ لأن الإكراه لا يتصور فيها وهي مريدة للزني. فهذا أمر في سادة وفتيات حالهم هذه.

      - وإلى هذا المعنى أشار ابن العربي فقال: إنما ذكر الله تعالى إرادة التحصن من المرأة لأن ذلك هو الذي يصور الإكراه؛ فأما إذا كانت هي راغبة في الزنى لم يتصور إكراه، فحصلوه. وذهب هذا النظر عن كثير من المفسرين؛ فقال بعضهم قوله: "إن أردن تحصنا" راجع إلى الأيامى، قال الزجاج والحسين بن الفضل: في الكلام تقديم وتأخير؛ أي وأنكحوا الأيامى والصالحين من عبادكم إن أردن تحصنا. وقال بعضهم: هذا الشرط في قوله: "إن أردن" ملغى، ونحو ذلك مما يضعف والله الموفق.


      ابن عاشور:

      واعلم أن تفسير هذه الآية معضل وأن المفسرين ما وفوها حق البيان وما أتوا إلا إطنابا في تكرير مختلف الروايات في سبب نزولها وأسماء من وردت أسماؤهم في قضيتها دون إفصاح عما يستخلصه الناظر من معانيها وأحكامها.

      ولا ريب أن الخطاب بقوله تعالى (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) موجه إلى المسلمين، فإذا كانت قصة أمة ابن أبي حدثت بعد أن أظهر سيدها الإسلام كان هو سبب النزول فشمله العموم لا محالة، وإن كانت حدثت قبل أن يظهر الإسلام فهو سبب ولا يشمله الحكم لأنه لم يكن من المسلمين يومئذ وإنما كان تذمر أمته من داعيا لنهي المسلمين عن إكراه فتياتهم على البغاء. وأياما كان فالفتيات مسلمات لأن المشركات لا يخاطبن بفروع الشريعة؛
      وقد كان إظهار عبد الله بن أبي الإسلام في أثناء السنة الثانية من الهجرة فإنه تردد زمنا في الإسلام ولما رأى قومه دخلوا في الإسلام دخل فيه كارها مصرا على النفاق. ويظهر أن قصة أمته حدثت في مدة صراحة كفره لما علمت مما روي عن الزهري من قول ابن أبي حين نزلت: من يعذرنا من محمد يغلبنا على مماليكنا، ونزول سورة النور كان في حدود السنة الثانية كما علمت في أول الكلام عليها فلا شك أن البغاء الذي هو من عمل الجاهلية استمر زمنا بعد الهجرة بنحو سنة.

      ولا شك أن البغاء يمت إلى الزني بشبه لما فيه من تعريض الأنساب للاختلاط وإن كان لا يبلغ مبلغ الزنى في خرم كلية حفظ النسب من حيث كان الزانى سرا لا يطلع عليه إلا من اقترفه وكان البغاء علنا، وكانوا يرجعون في إلحاق الأبناء الذي تلدهم البغايا بآبائهم إلى إقرار البغي بأن الحمل ممن تعينه. واصطلحوا على الأخذ بذلك في النسب فكان شبيها بالاستلحاق على أنه قد يكون من البغايا من لا ضبط لها في هذا الشأن فيفضي الأمر إلى عدم التحاق الولد بأحد.
      ولا شك في أن الزنى كان محرما تحريما شديدا على المسلم من مبدإ ظهور الإسلام. وكانت عقوبته فرضت في حدود السنة الأولى بعد الهجرة بنزول سورة النور كما تقدم في أولها. وقد أثبتت عائشة أن الإسلام هدم أنكحة الجاهلية الثلاثة وأبقى النكاح المعروف ولكنها لم تعين ضبط زمان ذلك الهدم.

      ولا يعقل أن يكون البغاء محرما قبل نزول هذه الآية إذ لم يعرف قبلها شيء في الكتاب والسنة يدل على تحريم البغاء، ولأنه لو كان كذلك لم يتصور حدوث تلك الحوادث التي كانت سبب نزول الآية إذ لا سبيل للإقدام على محرم بين المسلمين أمثالهم.
      ولذلك فالآية نزلت توطئة لإبطاله كما نزل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) توطئة لتحريم الخمر البتة. وهو الذي جرى عليه المفسرون مثل الزمخشري والفخر بظاهر عباراتهم دون صراحة بل بما تأولوا به معاني الآية إذ تأولوا قوله ( إن أردن تحصنا ) بأن الشرط لا يراد به عدم النهي عن الإكراه على البغاء إذا انتفت إرادتهن التحصن بل كان الشرط خرج مخرج الغالب لأن إرادة التحصن هي غالب أحوال الإماء البغايا المؤمنات إذ كن يحببن التعفف، أو لأن القصة التي كانت سبب نزول الآية كانت معها إرادة التحصن.

      والداعي إلى ذكر القيد تشنيع حالة البغاء في الإسلام بأنه عن إكراه وعن منع من التحصن. ففي ذكر القيدين إيماء إلى حكمة تحريمه وفساده وخباثة الاكتساب به.
      وذكر )إن أردن تحصنا( لحالة الإكراه إذ إكراههم إياهن لا يتصور إلا وهن يأبين وغالب الإباء أن يكون عن إرادة التحصن. هذا تأويل الجمهور ورجعوا في الحامل على التأويل إلى حصول إجماع الأمة على حرمة البغاء سواء كان الإجماع لهذه الآية أو بدليل آخر انعقد الإجماع على مقتضاه فلا نزاع في أن الإجماع على تحريم البغاء ولكن النظر في أن تحريمه هل كان بهذه الآية.

      وأنا أقول: إن ذكر الإكراه جرى على النظر لحال القضية التي كانت سبب النزول.
      والذي يظهر من كلام ابن العربي أنه قد نحا بعض العلماء إلى اعتبار الشرط في الآية دليلا على تحريم الإكراه على البغاء بقيد إرادة الإماء التحصن. فقد تكون الآية توطئة لتحريم البغاء تحريما باتا، فحرم على المسلمين أن يكرهوا إماءهم على البغاء لأن الإماء المسلمات يكرهن ذلك ولا فائدة لهن فيه، ثم لم يلبث أن حرم تحريما مطلقا كما دل عليه حديث أبي مسعود الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن مهر البغي، فإن النهي عن أكله يقتضي إبطال البغاء.

      وقد يكون هذا الاحتمال معضودا بقوله تعالى بعده (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم) كما يأتي.
      وفي تفسير الأصفهاني( شمس الدين محمود بن عبد الرحمن الشافعي المتوفى سنة 749 هـ ): وقيل إنما جاء النهي عن الإكراه لا عن البغاء لأن حد الزنا نزل بعد هذا . وهذا يقتضي أن صاحب هذا القول يجعل أول السورة نزل بعد هذه الآيات ولا يعرف هذا.
      وقوله (لتبتغوا عرض الحياة الدنيا( متعلق بـ( تكرهوا) أي لا تكرهوهن لهذه العلة. ذكر هذه العلة لزيادة التبشيع كذكر (إن أردن تحصنا).
      و(عرض الحياة) هو الأجر الذي يكتسبه الموالي من إمائهم وهو ما يسمى بالمهر أيضا.
      وأما قوله (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم) فهو صريح في أنه حكم متعلق بالمستقبل لأنه مضارع في حيز الشرط، وهو صريح في أنه عفو عن إكراه.
      والذي يشتمل عليه هذا الخبر جانبان: جانب المكرهين (بكسر الراء ) وجانب المكرهات ( بفتح الراء ) ، فأما جانب المكرهين فلا يخطر بالبال أن الله غفور رحيم لهم بعد أن نهاهم عن الإكراه إذ ليس لمثل هذا التبشير نظير في القرآن.
      وأما الإماء المكرهات فإن الله غفور رحيم لهن. وقد قرأ بهذا المقدر عبد الله بن مسعود وابن عباس فيما يروى عنهما وعن الحسن أنه كان يقول غفور رحيم لهن والله . وجعلوا فائدة هذا الخبر أن الله عذر المكرهات لأجل الإكراه، وأنه من قبيل قوله ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم) . وعلى هذا فهو تعريض بالوعيد للذين يكرهون الإماء على البغاء.
      ومن المفسرين من قدر المحذوف ضمير ( من) الشرطية، أي غفور رحيم له، وتأولوا ذلك بأنه بعد أن يقلع ويتوب وهو تأويل بعيد.
      وقوله ( فإن الله غفور رحيم ) دليل جواب الشرط إذ حذف الجواب إيجازا واستغنى عن ذكره بذكر علته التي تشمله وغيره. والتقدير: فلا إثم عليهن فإن الله غفور رحيم لأمثالهن ممن أكره على فعل جريمة.
      والفاء رابطة الجواب.
      وحرف (إن ) في هذا المقام يفيد التعليل ويغني غناء لام التعلل.
      إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

      من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
      إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
      فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
      ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
      لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
      ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
      لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
      ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
      ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
      أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
      ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
      رد 1
      15 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, منذ 4 أسابيع
      ردود 7
      171 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة فارس الميـدان
      ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 11 أكت, 2024, 01:13 ص
      رد 1
      154 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة د.أمير عبدالله
      ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 10 أكت, 2024, 10:33 ص
      رد 1
      158 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة الراجى رضا الله
      ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:50 م
      ردود 4
      40 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة محمد,,
      بواسطة محمد,,
      يعمل...