كانت مملكة غابة "عراقستان" تنوء تحت حكم ملكها "نمران"، ورغم أنه كان يضرب حركات التمرد بقوة وعنف، إلا أنه نشر المدارس والمستشفيات والوظائف بطريقة خاصة، فكان الشعب ثلاث طبقات، طبقة عائلة نمران، وطبقة حزب نمران ومعاونيه، والطبقة الكادحة التي ترى النعيم حولها يبعثر يمنة ويسرة، وهي لا تلقى إلا القليل، تعيش بما يكفيها ويسد رمقها، ومع سوء إدارته لمملكته فقد صانها من عدوان الممالك الأخرى وحفظ وحدتها وكيانها...
قام بعض من أعيان الغابة لتدارس الموقف، وأسسوا حزبا سريا معارضا أسموه حزب "المخلصون الأحرار"، وكان من مؤسسي هذا الحزب مجموعة من الحمير والكلاب والضباع والثعالب والذئاب، وبعد مداولات لقلب نظام الحكم، خرج الثعلب بفكرة ذكية لرئيس الحزب " الذئب سستان" وملخص الفكرة الإتصال بملك غابة جورجستان "ضبعانوش" فلديه القوة والمنعة، ليُطلب منه التحالف والوقوف معهم لطرد الملك " نمران" من الحكم ، والعيش بعده في أمن ورخاء، وتسيير أمورهم حسب الإقتراع بحرية وديمقراطية واتزان!!
باركت جموع الحيوانات فكرة أبي الحصين "الثعلب"، ووكلوه للإتصال بـ"ضبعانوش" ملك "جورجستان"، فوافق شرط أن يصحبه الحمار ليركبه وليؤانسه طيلة السفر...
مثل الحمار "أبوصابر و الثعلب "أبوالحصين" مندوبا غابة "عراقستان" أمام الكلب رئيس مكتب "ضبعانوش"، وعندما عرف الكلب طبيعة المهمة رحب بهما أشد الترحيب، وطمأنهما إلى موافقة صاحب العظمة بمقابلتهما لسماع خبرهما بالتفصيل.
دخل الكلب ومعه الحمار والثعلب، وعندما رآهما "ضبعانوش" نهض لاستقبالهما والترحيب بهما قائلا:
ألم يجد حزب المخلصين الأحرار مندوبين غيركما؟
فرد أبو الحصين: أمرك مولاي، كل حزبنا يكن لكم الولاء والطاعة والحب والوفاء، ولولا خوفنا من الملك "نمران" لكان رئيس الحزب ونائبه معنا هنا!!
قال ضبعانوش: أضحك الله سنكما، قد عفونا عنكما، ولكما عندنا حق الضيافة وحسن الإستماع، فما حاجتكما؟
قال الثعلب: نحن في مملكتنا نشعر بعدم الإستقرار!!، و الملك "نمران" يوزع الوظائف المرموقة لحاشيته، ويدع لنا الوظائف الأخرى، ويطالبنا بضريبة 5% من رواتبنا، ونريد معاونتك ونصرتك لطرده من الحكم، وإنصافنا منه ومن ظلمه.
رد "ضبعانوش": أبشرا بالذي يسر مملكة عراقستان، فمن مهام سياستنا دعم أحزاب التحرر في جميع الغابات، ونشر الديمقراطية، وتوزيع الوظائف والإعفاء من الضرائب، قدما شكري وتحيتي لرئيس حزبكم المؤقر على الثقة التي أوليتموني إياها..
رجع الحمار والثعلب محملين بالهديا والأخبار السارة، وتواصلت المحادثات السرية والعلنية، وجهز ملك جورجستان "ضبعانوش" جيشا من الخنازير والجواميس وحمير الوحش والضباع والكلاب والنموروالفيلة والدببة لغزو مملكة "عراقستان"، وقام حزب " المخلصين الأحرار" بعمل الجواسيس والتخريب لإستقبال الفاتحين الجدد الذين سينشرون الديمقراطية والعدل والحرية..
تحرك "ضبعانوش" بجيشه نحو عراقستان، ونشبت معارك طاحنة كاد أن ينتصر فيها الملك "نمران" لولا خيانة حزب "المعارضين الأحرار" وطعنهم في الظهر، وهزمت عراقستان وألقي القبض على ملكها المخلوع، وأودع السجن ليلقى محاكمة عادلة بسبب جرائمه وطغيانه، واستقبل "الذئبُ سستان" رئيسُ حزب "المعارضين الأحرار" الملكَ المنتصر "ضبعانوش" وشكره على حسن صنيعه، وقام على التو ملك جورجستان بتنصيب رئيس مكتبه "الكلب شابور" ملكا على عراقستان فترة مؤقتة حتى يعم السلام والأمن ربوع الديار..
حزن الذئب سستان لهذا الخبر، فكان يتمنى أن يكون هو الملك لا غيره، ولما رآه الملك "ضبعانوش" حزينا، أصدر أمره للذئب سستان بمصاحبته إلى مملكة جورجستان ومعه كبار أعضاء الحزب الحليف " المعارضون الأحرار"!!
ذهبوا مع "ضبعانوش" وألقى الملك كلمة بهذه المناسبة، وأصدره أمره للذئب سستان بتولي منصب "حامي حظيرة الأرانب ورئيس فرقة الطباخين للملك"، وأصدر أمره بعدم دخوله عليه وجعل أحد كلابه رئيسا مباشرا للذئب سستان..
قال الذئب سستان لرئيسه الكلب: أهذا جزاؤنا من صاحب العظمة؟ نطلب منه المدد والعون ثم يفعل بنا هذا؟ رحم الله الملك "نمران" فقد كان عادلا رحيما وشهما إذا قارناه بـ"ضبعانوش"!!
رد الكلب على التو: لا عليك يا صديقي ها أنت انتقصت من ملكنا ولم نقتلك!! نحن ديمقراطيون وأحرار !! سنوات وتعود ملكا على عراقستان!! وسيعود الكلب شابور بعد انتهاء المهمة ليسلم لك عراقستان على طبق من ذهب!!
في مملكة عراقستان أعلن الكلب شابور حالة الطواريء، وألغى الجيش ، وأوقف المدارس لاستقبال السجناء والمتمردين، وأمر بإنشاء محكمة عاجلة وعادلة للملك "نمران"، ووعد جموع الحمير والكلاب والقطط والثعالب والذئاب بمستقبل مشرق وباسم!!
وبتعليمات ملك جورجستان "ضبعانوش"، أصدر الكلب شابور أوامره بفرض ضريبة 30% على الشعب، وإلغاء الوظائف العامة والخاصة وتحويلها إلى وظائف لضبط النظام والشرطة، ومطاردة المتمردين أعداء الديمقراطية والعدالة، وأمر بتوزيع حبوب الهلوسة والمنشطات بين أفراد الشعب وفتح مطاعم لبيع لحوم البقر المعدومة بسبب مرض جنون البقر، وعمل خصم خاص للمقربين من النظام الجديد، وقام بحملة عزل واسعة للذئاب وإقصائهم عن مناصب الحكومة، وأصدر أمره السري بتوعية الذئاب وتذكيرها بأمجادها العريقة كما يزعم، وأنها أولى من التمكين في مناصب الحكومة من الكلاب والحمير التي كانت سببا في إقصائها.
عاشت مملكة عراقستان تحت وصاية جورجستان، تنهب خيراتها، وتنشر الفساد والخراب في ربوعها، فانتشر الفقر والجوع ونشبت حرب أهلية بين الذئاب والكلاب ورئيس حزب المعارضين الأحرار قابع في الحظيرة يسمن الأرانب و يقدمها مشوية لجناب ملك جورجستان "ضبعانوش" حالما بمملكة عراقستان ومتوعدا كل حيوانات النظام البائد باجتثاثهم وإبادتهم بعد أن يُنعِم عليه ملك جورجستان بالعودة واستلام الحكم...
...
..
ملحوظة:
نزلت القصة ردا على أحد المواضيع ، و انتشرت في المنتديات بعناوين مختلفة ، وقمت هنا بتعديل بعض المسميات لأن التنزيل الأول كان على عجل ، و أول منتدى كتبتها فيه هو منتدى فضائيات ، وإسمي هناك كان جبرون ثم عدلته إلى الماوردي وفي مكان آخر بـ TheTiger.
http://muntada.islamtoday.net/showthread.php?t=22307
قام بعض من أعيان الغابة لتدارس الموقف، وأسسوا حزبا سريا معارضا أسموه حزب "المخلصون الأحرار"، وكان من مؤسسي هذا الحزب مجموعة من الحمير والكلاب والضباع والثعالب والذئاب، وبعد مداولات لقلب نظام الحكم، خرج الثعلب بفكرة ذكية لرئيس الحزب " الذئب سستان" وملخص الفكرة الإتصال بملك غابة جورجستان "ضبعانوش" فلديه القوة والمنعة، ليُطلب منه التحالف والوقوف معهم لطرد الملك " نمران" من الحكم ، والعيش بعده في أمن ورخاء، وتسيير أمورهم حسب الإقتراع بحرية وديمقراطية واتزان!!
باركت جموع الحيوانات فكرة أبي الحصين "الثعلب"، ووكلوه للإتصال بـ"ضبعانوش" ملك "جورجستان"، فوافق شرط أن يصحبه الحمار ليركبه وليؤانسه طيلة السفر...
مثل الحمار "أبوصابر و الثعلب "أبوالحصين" مندوبا غابة "عراقستان" أمام الكلب رئيس مكتب "ضبعانوش"، وعندما عرف الكلب طبيعة المهمة رحب بهما أشد الترحيب، وطمأنهما إلى موافقة صاحب العظمة بمقابلتهما لسماع خبرهما بالتفصيل.
دخل الكلب ومعه الحمار والثعلب، وعندما رآهما "ضبعانوش" نهض لاستقبالهما والترحيب بهما قائلا:
ألم يجد حزب المخلصين الأحرار مندوبين غيركما؟
فرد أبو الحصين: أمرك مولاي، كل حزبنا يكن لكم الولاء والطاعة والحب والوفاء، ولولا خوفنا من الملك "نمران" لكان رئيس الحزب ونائبه معنا هنا!!
قال ضبعانوش: أضحك الله سنكما، قد عفونا عنكما، ولكما عندنا حق الضيافة وحسن الإستماع، فما حاجتكما؟
قال الثعلب: نحن في مملكتنا نشعر بعدم الإستقرار!!، و الملك "نمران" يوزع الوظائف المرموقة لحاشيته، ويدع لنا الوظائف الأخرى، ويطالبنا بضريبة 5% من رواتبنا، ونريد معاونتك ونصرتك لطرده من الحكم، وإنصافنا منه ومن ظلمه.
رد "ضبعانوش": أبشرا بالذي يسر مملكة عراقستان، فمن مهام سياستنا دعم أحزاب التحرر في جميع الغابات، ونشر الديمقراطية، وتوزيع الوظائف والإعفاء من الضرائب، قدما شكري وتحيتي لرئيس حزبكم المؤقر على الثقة التي أوليتموني إياها..
رجع الحمار والثعلب محملين بالهديا والأخبار السارة، وتواصلت المحادثات السرية والعلنية، وجهز ملك جورجستان "ضبعانوش" جيشا من الخنازير والجواميس وحمير الوحش والضباع والكلاب والنموروالفيلة والدببة لغزو مملكة "عراقستان"، وقام حزب " المخلصين الأحرار" بعمل الجواسيس والتخريب لإستقبال الفاتحين الجدد الذين سينشرون الديمقراطية والعدل والحرية..
تحرك "ضبعانوش" بجيشه نحو عراقستان، ونشبت معارك طاحنة كاد أن ينتصر فيها الملك "نمران" لولا خيانة حزب "المعارضين الأحرار" وطعنهم في الظهر، وهزمت عراقستان وألقي القبض على ملكها المخلوع، وأودع السجن ليلقى محاكمة عادلة بسبب جرائمه وطغيانه، واستقبل "الذئبُ سستان" رئيسُ حزب "المعارضين الأحرار" الملكَ المنتصر "ضبعانوش" وشكره على حسن صنيعه، وقام على التو ملك جورجستان بتنصيب رئيس مكتبه "الكلب شابور" ملكا على عراقستان فترة مؤقتة حتى يعم السلام والأمن ربوع الديار..
حزن الذئب سستان لهذا الخبر، فكان يتمنى أن يكون هو الملك لا غيره، ولما رآه الملك "ضبعانوش" حزينا، أصدر أمره للذئب سستان بمصاحبته إلى مملكة جورجستان ومعه كبار أعضاء الحزب الحليف " المعارضون الأحرار"!!
ذهبوا مع "ضبعانوش" وألقى الملك كلمة بهذه المناسبة، وأصدره أمره للذئب سستان بتولي منصب "حامي حظيرة الأرانب ورئيس فرقة الطباخين للملك"، وأصدر أمره بعدم دخوله عليه وجعل أحد كلابه رئيسا مباشرا للذئب سستان..
قال الذئب سستان لرئيسه الكلب: أهذا جزاؤنا من صاحب العظمة؟ نطلب منه المدد والعون ثم يفعل بنا هذا؟ رحم الله الملك "نمران" فقد كان عادلا رحيما وشهما إذا قارناه بـ"ضبعانوش"!!
رد الكلب على التو: لا عليك يا صديقي ها أنت انتقصت من ملكنا ولم نقتلك!! نحن ديمقراطيون وأحرار !! سنوات وتعود ملكا على عراقستان!! وسيعود الكلب شابور بعد انتهاء المهمة ليسلم لك عراقستان على طبق من ذهب!!
في مملكة عراقستان أعلن الكلب شابور حالة الطواريء، وألغى الجيش ، وأوقف المدارس لاستقبال السجناء والمتمردين، وأمر بإنشاء محكمة عاجلة وعادلة للملك "نمران"، ووعد جموع الحمير والكلاب والقطط والثعالب والذئاب بمستقبل مشرق وباسم!!
وبتعليمات ملك جورجستان "ضبعانوش"، أصدر الكلب شابور أوامره بفرض ضريبة 30% على الشعب، وإلغاء الوظائف العامة والخاصة وتحويلها إلى وظائف لضبط النظام والشرطة، ومطاردة المتمردين أعداء الديمقراطية والعدالة، وأمر بتوزيع حبوب الهلوسة والمنشطات بين أفراد الشعب وفتح مطاعم لبيع لحوم البقر المعدومة بسبب مرض جنون البقر، وعمل خصم خاص للمقربين من النظام الجديد، وقام بحملة عزل واسعة للذئاب وإقصائهم عن مناصب الحكومة، وأصدر أمره السري بتوعية الذئاب وتذكيرها بأمجادها العريقة كما يزعم، وأنها أولى من التمكين في مناصب الحكومة من الكلاب والحمير التي كانت سببا في إقصائها.
عاشت مملكة عراقستان تحت وصاية جورجستان، تنهب خيراتها، وتنشر الفساد والخراب في ربوعها، فانتشر الفقر والجوع ونشبت حرب أهلية بين الذئاب والكلاب ورئيس حزب المعارضين الأحرار قابع في الحظيرة يسمن الأرانب و يقدمها مشوية لجناب ملك جورجستان "ضبعانوش" حالما بمملكة عراقستان ومتوعدا كل حيوانات النظام البائد باجتثاثهم وإبادتهم بعد أن يُنعِم عليه ملك جورجستان بالعودة واستلام الحكم...
...
..
ملحوظة:
نزلت القصة ردا على أحد المواضيع ، و انتشرت في المنتديات بعناوين مختلفة ، وقمت هنا بتعديل بعض المسميات لأن التنزيل الأول كان على عجل ، و أول منتدى كتبتها فيه هو منتدى فضائيات ، وإسمي هناك كان جبرون ثم عدلته إلى الماوردي وفي مكان آخر بـ TheTiger.
http://muntada.islamtoday.net/showthread.php?t=22307