المعجزة وخرق العادة
قد يكون خرق العادة أو المعجزات أدلة على كذب ما يدعيه البعض
فقبل أيام قدمت إحدى الأخوات محاضرة كان مما قالت فيها إن مسيلمة الكذاب وعد أتباعه بالإتيان بمثل ما يقوم به نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم من تكثير الماء وتكليم الحجر له
فقام بالبصق في بئر قليلة الماء فجف الماء على الفور
ثم إنه خاطب حجراً فرد عليه الحجر بكلمتين " أنت كذاب"
المعجزة: هي العملية الخارقة للعادة والتي تفوق تصور الإنسان, وبعيدة عن قدراته الاعتيادية,
وخرق العادة له أحوال ودرجات أربعة هي:
1) أن تخرق العادة لرجل صالح وهذه من باب الكرامة، وقد وقع هذا ولا يزال لصالحي أهل الإيمان في كل أمة ويبقى إلى قيام الساعة.
2) خرق العادة لفاجر أو كافر ويكون هذا من باب ابتلاء الله عباده ليفرقوا بين أولياء الله وأولياء الشياطين كما وقع هذا لكثير من مدعى النبوة كما سيقع من خوارق العادات على يد المسيح الكذاب فإنه يقول للسماء امطري فتمطر، وللأرض أخرجي كنوزك فتخـرج كنوزها، ويقتل رجلاً بسيفه ثم يحييه، وكما يقع هذا لكثير من أولياء الشياطين.
3) خرق العادة الذي هـو باب الشعوذة والتخييل والكذب وهذا يفعله السحرة، والكذابون، وهي أمور تعتمد على الحيلة، وسرعة الحركة، والتخييل، كما فعله سحرة فرعون حيث جاءوا بسحر عظيم. قال تعالى في ذلك )قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) (لأعراف:116) حتى إن موسى عليه السلام خشي أن تنطلي حيلتهم على الناس جميعاً، وتبطل آية الله مع ما جاءوا به من السحر. قال تعالى في ذلك )قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ إنها تَسْعَى))فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى) (طـه 66-67)
وهذا السحر والتخييل ليس من باب خرق العادة، ولكنه يظهر للناس إنه أمر خارق للعـادة وليس كذلك، فإن السحر لا يغير حقائق الأشياء ولا طبائعها، وإنما يغير فقط نظر الناس إليها فيبصرون الأمر على غير حقيقته.
4) أن تجري خوارق العادة على وجه التحدي والإعجاز، ولا يكون هذا إلا لنبي وتسمى المعجزة، وآيات الرسل من هذا القبيل كما أيد الله بموسى بمجموعة من المعجزات، وكذلك إبراهيم وصالح وهود وعيسى ومحمد وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وهي من دلائل النبوة فكل نبي لا بد أن يأتي بمعجزة تثبت نبوته وارتباطه بالسماء,
والمعجزات التي جاء بها الأنبياء على نوعين:
النوع الأول: معجزات مادية محسوسة مرتبطة بزمان ومكان كعصا موسى عليه السلام, وتسيير الرياح لسليمان عليه السلام, وقدرة عيسى عليه السلام على إحياء الموتى, وغيرها من المعجزات التي ظهرت على يد سائر الأنبياء وعلى رأسهم نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم, فقد ظهر على يده مئات المعجزات من شق القمر وتسبيح الحصى وغيرها.
النوع الثاني: معجزات معنوية التي لا ترتبط بزمان أو مكان, إذ تستمر في إعجازها إلى آخر الزمان , فقد أرسل الله آلاف الرسل لقوله سبحإنه وتعالى )وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (النحل:36) وقال عز وجل )إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ) (فاطر:24) وقد أيدهم بأدلة على صدق نبوتهم وانتهت تلك الأدلة بانتهاء نبوتهم وذلك لأن نبوتهم كانت خاصة في قوم وزمن محدد
ولم يحظَ بمعجزة تستمر إلى آخر الزمان إلا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم, إذ كان القرآن الكريم معجزته الخالدة, والكتاب الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه, وما يزال بين أيدينا إلى يومنا هذا كما أنزله الله على نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
قال الله تعالى )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)
السؤال هو : إذا كان نبينا الكريم هو مؤلف القرآن الكريم فكيف تمكن من تحقيق الآية الكريمة إلى يومنا هذا ؟
بمعنى
من الذي حمى القرآن الكريم من التحريف على مدى ما يزيد عن أربعة عشر قرناً ؟
وكل الكتب قبل ذلك طالتها يد التحريف
الأخت مسلمة
مشاركة 16 من هذا الموضوع
https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9140&page=2
قد يكون خرق العادة أو المعجزات أدلة على كذب ما يدعيه البعض
فقبل أيام قدمت إحدى الأخوات محاضرة كان مما قالت فيها إن مسيلمة الكذاب وعد أتباعه بالإتيان بمثل ما يقوم به نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم من تكثير الماء وتكليم الحجر له
فقام بالبصق في بئر قليلة الماء فجف الماء على الفور
ثم إنه خاطب حجراً فرد عليه الحجر بكلمتين " أنت كذاب"
المعجزة: هي العملية الخارقة للعادة والتي تفوق تصور الإنسان, وبعيدة عن قدراته الاعتيادية,
وخرق العادة له أحوال ودرجات أربعة هي:
1) أن تخرق العادة لرجل صالح وهذه من باب الكرامة، وقد وقع هذا ولا يزال لصالحي أهل الإيمان في كل أمة ويبقى إلى قيام الساعة.
2) خرق العادة لفاجر أو كافر ويكون هذا من باب ابتلاء الله عباده ليفرقوا بين أولياء الله وأولياء الشياطين كما وقع هذا لكثير من مدعى النبوة كما سيقع من خوارق العادات على يد المسيح الكذاب فإنه يقول للسماء امطري فتمطر، وللأرض أخرجي كنوزك فتخـرج كنوزها، ويقتل رجلاً بسيفه ثم يحييه، وكما يقع هذا لكثير من أولياء الشياطين.
3) خرق العادة الذي هـو باب الشعوذة والتخييل والكذب وهذا يفعله السحرة، والكذابون، وهي أمور تعتمد على الحيلة، وسرعة الحركة، والتخييل، كما فعله سحرة فرعون حيث جاءوا بسحر عظيم. قال تعالى في ذلك )قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) (لأعراف:116) حتى إن موسى عليه السلام خشي أن تنطلي حيلتهم على الناس جميعاً، وتبطل آية الله مع ما جاءوا به من السحر. قال تعالى في ذلك )قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ إنها تَسْعَى))فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى) (طـه 66-67)
وهذا السحر والتخييل ليس من باب خرق العادة، ولكنه يظهر للناس إنه أمر خارق للعـادة وليس كذلك، فإن السحر لا يغير حقائق الأشياء ولا طبائعها، وإنما يغير فقط نظر الناس إليها فيبصرون الأمر على غير حقيقته.
4) أن تجري خوارق العادة على وجه التحدي والإعجاز، ولا يكون هذا إلا لنبي وتسمى المعجزة، وآيات الرسل من هذا القبيل كما أيد الله بموسى بمجموعة من المعجزات، وكذلك إبراهيم وصالح وهود وعيسى ومحمد وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وهي من دلائل النبوة فكل نبي لا بد أن يأتي بمعجزة تثبت نبوته وارتباطه بالسماء,
والمعجزات التي جاء بها الأنبياء على نوعين:
النوع الأول: معجزات مادية محسوسة مرتبطة بزمان ومكان كعصا موسى عليه السلام, وتسيير الرياح لسليمان عليه السلام, وقدرة عيسى عليه السلام على إحياء الموتى, وغيرها من المعجزات التي ظهرت على يد سائر الأنبياء وعلى رأسهم نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم, فقد ظهر على يده مئات المعجزات من شق القمر وتسبيح الحصى وغيرها.
النوع الثاني: معجزات معنوية التي لا ترتبط بزمان أو مكان, إذ تستمر في إعجازها إلى آخر الزمان , فقد أرسل الله آلاف الرسل لقوله سبحإنه وتعالى )وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (النحل:36) وقال عز وجل )إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ) (فاطر:24) وقد أيدهم بأدلة على صدق نبوتهم وانتهت تلك الأدلة بانتهاء نبوتهم وذلك لأن نبوتهم كانت خاصة في قوم وزمن محدد
ولم يحظَ بمعجزة تستمر إلى آخر الزمان إلا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم, إذ كان القرآن الكريم معجزته الخالدة, والكتاب الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه, وما يزال بين أيدينا إلى يومنا هذا كما أنزله الله على نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
قال الله تعالى )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)
السؤال هو : إذا كان نبينا الكريم هو مؤلف القرآن الكريم فكيف تمكن من تحقيق الآية الكريمة إلى يومنا هذا ؟
بمعنى
من الذي حمى القرآن الكريم من التحريف على مدى ما يزيد عن أربعة عشر قرناً ؟
وكل الكتب قبل ذلك طالتها يد التحريف
الأخت مسلمة
مشاركة 16 من هذا الموضوع
https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9140&page=2
تعليق