[رواية] قلب اللهب - بين مصر وفلسطين

تقليص

عن الكاتب

تقليص

حاملة اللواء مسلمة اكتشف المزيد حول حاملة اللواء
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حاملة اللواء
    مشرفة شرف المنتدى
    عضو مجموعة الأخوات

    • 24 ديس, 2010
    • 1969
    • طاعة الله
    • مسلمة

    [رواية] قلب اللهب - بين مصر وفلسطين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بعد رواية عودة الذئب التي طرحتها أختنا ذات النطاقين من قبل وكانت تدور أحداثها في الشيشان ننتقل إلى فلسطين مع رواية أخرى للكاتبة نفسها : سامية أحمد
    ملحوظة : قد أتصرف في الرواية بشكل يسير في بعض الأحيان

    .~. قلب اللهب .~.



    جرت أحداث هذه القصة في القرن الجديد

    محمد ... محمد ... محمد ... محمد

    اطلع من ورا الستارة ... أني عارف انك هنه

    خرج الولد الصغير الهارب من بيت أبيه خوفا من بطشه إلى بيت جده الموجود في نفس الحي في إحدى قرى الشرقية والذي تجاوز عمره الثامنة ببضعة أشهر من وراء الستارة : جدي .... خبيني يا جدي

    ضحك الجد بحنان : انت مش هاتبطل شقاوه يا محمد ...
    يا ويلك من أبوك ... عملت ايه المره دي ؟

    يلقي محمد بنفسه في حضن جده : والله ما عملت حاجه

    الجد بحنان : كده طيب ... مانت كل مره مابتعملش حاجه أبدا
    الله الوكيل أبوك هاينجن من عمايلك
    يالله نتغدى الأول ... زمان ستك حضرت الغدا ... وبعدين نشوف أنهي عمله سوده عملتها

    بعد الغداء جلس الجد مع حفيده في حجرة القعاد في انتظار فنجان القهوة اليومي الذي لا يشربه إلا من يد الجدة الحنون
    ها ايه رأيك بقى ... أكملك حدوتة السلطان نعمان ؟

    محمد : لا ... عاوز حدوته تانيه

    الجد : هه ! حدوتة ايه ؟
    أشار محمد بأصبعه إلى صورة شاب في أوائل العشرينات وسيم ذي شعر بني ناعم وعينين خضراوين وملامح أقرب للغربيي منها للشرقيي
    محمد : حدوتة ده
    الجد : يوه يا محمد ! ماني حكيتهالك ميت مره
    محمد بعناد : ماليش دعوه أني عاوز الحدوته دي
    دخلت الجده حاملي صينية عليها فنجان القهوي : أني هاحكيهالك يا محمد
    وضعت الصينية على المنضده أمام الجد ووقفت تتأمل ملامح الشاب الذي في الصورة وقالت بحنان جارف :
    دي حكاية محمد !

    ثم غاصت نظراتها في العينين الخضراوين المتقدتين ببريق شديد يزيده انعكاس الضوء عليه توهجا
    كما لو كانتا جمرتين مشتعلتين ... من ... قلب ... اللهب

    ........................ (1) ........................
    ... محمد ...

    كانت منهمكة في تحضير طعام الإفطار
    انتفضت بشدة مطلقة وشهقت بفزع عندما نزل فوق رأسها كالسهم قفزا من سلم السطوح في وسط الدار القديمة

    محمد : صباح الخير يام محمد

    الأم : بسم الله الرحمن الرحيم ...
    كده يا محمد ؟ جعزتني يا وله
    محمد بمرح : بعد الشر عليكي يا ست الكل (يقبل يدها) ... أجيب لك طاسة الخضه ؟
    الأم : فايق ورايق ؟
    دا جدك هايطينها على دماغك ... وامبارح قلب عليك البلد كلها ...كنت فين امبارح يا وله ؟
    محمد : ماني قايلك امبارح يامه اني رايح الزقازيق
    ياسلام يامه لو كنتي جيتي معايه ... وشوفتي المحافظ وهو بيسلمني مداليه البطوله
    الأم : مدالية ايه يا عين أمك !
    محمد : بطولة المحافظه يامه ابنك بطل المحافظه في الكنغ فو
    الأم : آه لو جدك عرف !
    محمد : لااا واني مجنون أقوله ... الله الوكيل ده كان يحدفني في الترعه ... هو كان بيدور عليا ليه امبارح ؟
    الأم : عشان تروح معاه دار الخلايفه
    محمد : ليه ؟
    الأم : عشان يخطب لك زينب بنت سماعين خليفه
    محمد : (بطريقة تمثيلية جدا ) ايه ... لا... لا ...
    كده يامه ! عاوزين تخلصوا مني !
    تعالالي يابا ... هايجوزووووووووني
    الأم : يا وله عاوزين نفرح بيك
    محمد : لا ... انتوا عاوزين تخلصوا مني ... مش عاوزين تصرفوا على علامي ... (يندمج في الفيلم الذي يمثله)
    أني أول ما هاشوف جدي هاقوله أنا ...

    يلتفت فيفاجأ بجده واقفا ينظر إليه بغضب

    يكمل بمرح خائف : أنا المصري ... كريم ال...
    يعتدل بجدية : احم ... صباح الخير يا جدي
    الجد الغاضب : صباحك زي وشك ... طول عمري باقول عليك أراجوز ومشخصاتي ... من وانت عيل بتلعب مع العيال في الحاره كنت تعملهم أراجوز عشان تضحكهم
    عمرك ما هاتبقى راجل
    هربت امبارح من البلد كلها عشان ما تتجوزش ؟
    محمد بخوف واحترام : ياااا ... جدي ... اني عاوز أكمل علامي
    الجد بغضب : ياخي ان شالله ما عنك اتجوزت ... والله مانت فالح ... علام ايه يا وله ... بقى انت وش علام
    مش كفايه العمله السوده اللي عملتها ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍؟
    فيه حد في الدنيه يجيب 90 في الميه ويدخل الآداب ؟
    أمال الطب عملوه لمين يا وله ؟ ماترد ...
    لكن هاترد تقول ايه ؟ أحسن لك تسكت وتحط على خيبتك جله
    تعالى هنا يا وله (يشده من شعره ليريه مجموعة من الصور معلقة على الحائط) بص للرجاله دول ... بص واتعلم منهم
    محمد أي ... أي ... أي ... أييييييييييي
    شفتهم ... شفتهم 80 مره يا جدي ... وعارف حكايتهم واحد واحد
    الجد بغضب : لكن ماتعلمتش منهم حاجه ... هاتفضل طول عمرك عيل ... عمرك ما هاتبقى راجل

    يخرج بغضب متكئا على عصاه : جتكوا نيله عيال ناقصه ربايه (تم حذف جملة سنينكوا السوده لأنه لا يجوز سب الدهر)

    الأم : كده زعلت جدك ؟ يعني كان فيها إيه لما تدخل كليه قريبه بدل الغربه ياضنايه ؟
    محمد : يامه اني عاوز اشوف مصر ... أم الدنيا
    يسرح مع نفسه في الأحلام ...
    يمكن يوسف شاهين يشوفني ويكتشفني .. يا سلام يا ولاد
    داني ساعتها هامثل فى السيما ... الله الوكيل هابقى أجدع من حسين عبد العزيز ومحمود فهمي
    الأم بغضب : بينك اتخبط في نافوخك ... يبقى جدك عنده حق ... والله مانت فالح ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

    ........................ (2) ........................
    ... أيام الجامعة ...

    ضج مسرح الجامعة بالتصفيق الشديد للعرض المسرحي الرائع الذي قدمه طلبة الجامعة ومع دخول محمد لتحية الجمهور ازداد التصفيق بشدة وصحبه صفير وعبارات إعجاب انظلقت من جميع أنحاء المسرح
    بعد العرض ...
    فوزي صديق محمد : ايه ده، ايه يابني ده
    دانت الليله بدعت، ده ما فيش حد إلا وعجبه دورك ... مع اإنه دور شرير، دور واحد يهودي
    محمد بثقة : طبعا يابني، دي مسألة موهبة وقدرات، مش مهم الدور إيه، المهم بتأديه ازاي
    فوزي : والدور ده محدش يقدر يعمله زيك
    محمد : مفيش حد في الجامعه كلها يعرف ينطق اللغه زيي
    فوزي : أيوه ... وكل ما يجيلهم دور واحد يهودي في مسرحيه محدش يمثله غيرك، بقيت أشهر يهودي في الجامعه
    محمد : ده اسمه التقمص
    فوزي : أيوه يا خويا مانت رحت خيبت نفسك ودخلتلي قسم لغات شرقية -عبري ...
    والمصيبه، انك الأول على الكليه 3 سنين
    دا أنا نفسي أسألك سؤال حارقني من زمان ... بعد ما تتخرج هاتشتغل ايه بالعبري بتاعك ده ؟
    محمد : هاشتغل واحد يهودي
    يضحك الاثنان معا : هاهاهاهاهاهاها

    ........................ (3) ........................
    ... الرحلة ...

    ينزل الشباب من الحافلة لمشاهدة معالم سيناء وينتشرون في أرجاء المكان مستمتعين بالرحلة
    فوزي ينادي بأعلى صوته : محمد ... محماااد
    يا رجب ... مشفتش محمد ... ايه محدش شاف محمد ؟
    يظل يبحث حتى وصل إلى محمد الواقف في الشمس وهو شارد تماما وإحدى ساقيه تستند على صخرة والأخرى تغوص في رمال سيناء
    فوزي : ايه يابني انت دايما كده مدوخني وراك ؟ افتكرتك تهت
    محمد : هه ... بتقول حاجه
    فوزى : لااااااااا دانت مش هنا خالص ... سرحان في إيه ؟؟
    محمد دون أن يحول عينيه عن السور السلكي الذي يبعد عنه مئآت الأمتار : في اللي ورا السور
    ياعم احنا مالنا ومالهم، ماتخلينا في اللي قدام السور أحسن ...
    بالحق، في ناس سألوني عنك امبارح، انت كنت فين ؟
    محمد : كنت باخد درس خصوصي
    فوزي : درس خصوصي ؟ فين ؟
    محمد : في السفاره
    فوزي : سفارة ايه ؟
    محمد : لا دي حاجات كبيره عليك، مش للي في سنك
    فوزي : والناس اللي سألوني عنك كذا مره ؟
    محمد : يا عم أنا فاضيلهم ؟ أنا ورايا مذاكره
    داحنا في سنه رابعه
    فوزي : طول عمرك في حكاية البنات دي بالذات قفل مصوجر ...
    والله مانت فالح
    يالله ... يالله لاحسن الأتوبيس هايمشي
    يسير محمد مع صديقه بضعة خطوات، ثم يلتفت ليلقي نظرة أخيرة على السور، وتتوهج عيناه الخضراوان ببريق عجيب ... وكأنما اشتعل فيهما اللهب
    فوزي يشده : يالله يابني المشرف بينادي

    ........................ (4) ........................
    ... الأم ...

    قضى محمد عطلة نصف العام في بيت جده ولم يخرج للتنزه في أي مكان على غير عادته حتى شارفت العطلة على الانتهاء
    الأم : مالك يا ضنايا ؟
    انت متغير بقالك مده واني مش عاوزه أكلمك
    محمد : عشان قاعد في البيت يعني، أبدا يامه داني بس نفسي أقعد معاكي انتي وجدي، أصلكوا بتوحشوني قوي واني لوحدي هناك في مصر
    الأم بحنان : يا ضنايا يابني ... تحب اجي اقعد معاك في مصر؟
    محمد : ماينفعش يامه اني قاعد مع اصحابي، وبعدين هانت، كلها كام شهر وتلاقيني عندك هنا على طول
    حضرتيلي الشنطه يامه ؟
    الأم : طبعا يا عين أمك، وفيها شرز تقيل زي ما طلبت
    ولو اني مش عارفه لازمته ايه ؟ دا الشتا قرب يخلص
    محمد : لا ماهي الدنيا ساعات بتبرد بالليل في مصر
    وقف محمد على باب البيت مودعا أمه مقبلا يديها
    محمد : ادعيلي يامه ... ادعيلي جامد قوي
    الأم تقول والدموع تحاول أن تهرب من عينيها : قلبي بيدعيلك في كل صلاة يا قلب أمك
    محمد : لو غبت عليكي ماتقلقيش عليا ... أصلي ناوي أجيبلك هديه حلوه قوي معايا واني راجع ... أحلى هديه في الدنيا
    الأم وقد غلبتها دموعها : أني هديتي انك تاخد بالك من صحتك ومذاكرتك وترجعلي بسرعه
    محمد : ماتقلقيش عليا يامه، هارجعلك إن شاء الله ... هارجعلك بسرعه

    ودعته الأم وهي تحاول التغلب على ذلك الشعور الغريب بالانقباض في صدرها وحاولت أن تطمئن نفسها

    سافر محمد إلى القاهرة ...
    بعد عدة أيام رن جرس التليفون في منزل الحاج طه حسن الشرقاوي
    ردت الأم على التليفون، وكان المتحدث فوزي
    أيوه يا خالتي أم محمد ... محمد عندك ؟ عاوز أكلمه
    الأم بلوعة : ايه ! دا سافر مصر من كام يوم هو موصلش عندك
    فوزي مذعورا : لا ماوصلش، راح فين المجنون ده ؟
    دي الجامعه كلها مقلوبه عليه، بكره بطولة الكونغ فو والمدرب هايتجنن
    الأم تبعد الهاتف بحدة شديدة وتنظر إلى إحدى الصور المعلقة على الجدار، تنظر إليها نظرة غريبة وكأنما تطلب منها المساعدة

    ..................................................
    يُتبع إن شاء الله .....

    روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
    وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



  • (ذات النطاقين)
    4- عضو فعال

    حارس من حراس العقيدة
    • 11 فبر, 2010
    • 504
    • طالبة
    • مسلمة

    #2
    اسجل المتابعة
    واتشرف بأن اكون أول المتابعين
    جزاكم الله خيرا يا حاملة اللواء
    تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
    عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
    حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
    حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




    تعليق

    • عزام رائد
      4- عضو فعال
      • 12 نوف, 2011
      • 635
      • جهاد الكلمة
      • مسلم

      #3
      متاااااااابع بإذن الله حتى اخر الرواية
      بس خليني أفهم
      هو محمد و أهله بفلسطين و محمد مسافر على مصر
      ولا بالعكس
      ولا من مصر لمصر ؟؟؟

      تعليق

      • حاملة اللواء
        مشرفة شرف المنتدى
        عضو مجموعة الأخوات

        • 24 ديس, 2010
        • 1969
        • طاعة الله
        • مسلمة

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة (ذات النطاقين)
        اسجل المتابعة
        واتشرف بأن اكون أول المتابعين
        جزاكم الله خيرا يا حاملة اللواء
        الشرف لي حبيبتي ذات النطاقين وأنت من أهل الخير والجزاء
        وأتمنى لك قراءة ممتعة


        المشاركة الأصلية بواسطة عزام رائد
        متاااااااابع بإذن الله حتى اخر الرواية
        بس خليني أفهم
        هو محمد و أهله بفلسطين و محمد مسافر على مصر
        ولا بالعكس
        ولا من مصر لمصر ؟؟؟
        أشكر لكم متابعتكم أخي عزام
        أما بالنسبة لسؤالك فمحمد وعائلته من مصر ومحمد يسافر إلى مصر (يعني من منطقة إلى أخرى داخل مصر نفسها)


        روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
        وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



        تعليق

        • حاملة اللواء
          مشرفة شرف المنتدى
          عضو مجموعة الأخوات

          • 24 ديس, 2010
          • 1969
          • طاعة الله
          • مسلمة

          #5
          نتابع مع جزء جديد إن شاء الله

          ........................ (5) ........................
          ... التيه ...

          أعاد محمد النظر في الخريطة للمرة العشرين ثم نظر إلى البوصلة ...كان يحاول تحديد موقعه بدقة
          لقد عبر السور خلسة في الليل أي من عدة ساعات مرت إذا لا بد أن يكون في رفح
          لكن ...
          انتابه شعور قوي أن هناك شيء خطأ
          ظل يرتب أوراقه وخرائطه وأعياه البحث عن أية علامات في الطريق
          كان شعوره أن هناك شيئا خطأ يزداد ويزداد
          حتى تأكد حدسه بما لا يدع مجالا للشك
          تأكد مع صوت سيارة قادمة تشق الصحراء
          اختبأ بسرعة حتى يتبين ما هو الشيء القادم
          أطل بعينيه من مخبئه ليتأكد ظنه عندما رأى السيارة تحمل جنودا يضعون شارات تحمل شكلا مميزا لنجمة زرقاء

          اعتقد محمد زمنا طويلا أن الخوف هو ذلك الشعور الذي ينتابه كلما غضب منه جده
          لكنه أدرك أخيرا ومن خلال تجربة حقيقية أن هناك فرقا كبيرا بين الخوف والهيبة
          وكانت هذه هي أول تجربة له مع الخوف
          تسارعت دقات قلبه، وارتجفت أوصاله
          وجرى عرقه كالأنهار ...
          وبدأ يسأل نفسه : يا وقعتك السوده يا محمد ... ياترى لو العربيه وقفت هنا هايحصل ايه ... ياترى لوحد منهم لمحك هايعملوا فيك ايه
          بدأ يقوي من عزيمته : جرى ايه يله، ما تسترجل ... هي موته ولا أكتر ... هاتعيط من أولها ؟

          لكن ما كان يخاف منه لم يحدث أبدا ... وسارت السيارة في طريقها حتى توارت عن الأنظار
          التقط محمد أنفاسه ... وبدأ يدرس أبعاد الموقف
          لقد أخطأ فقط في بضعة كيلومترات
          بضعة كيلومترات ألقته بعيدا عن هدفه ... في قلب الصحراء
          في مكان مجهول، لا يدري من أين يأتيه الخطر
          أخذ يردد آيات وأدعية الكرب كما علمته أمه
          أمسك بالخريطة للمرة ال.... م يعد يستطيع العد
          قال بغيظ : حتى الخرايط مغشوشه ؟ مزق الخريطه بمنتهى الغيظ
          وبعدين يا محمد ؟ هاتعمل ايه دلوقتى ؟
          ... ظل يفكر حتى غابت الشمس وأظلمت الدنيا
          تدثر بالبلوفر الصوفي الذي وضعته أمه مع الملابس
          لكن هيهات أن يدفع عنه البرد ...كان البرد قارسا
          ولم يكن باستطاعته أن يشعل نارا ... فهو لا يعرف أين هو بالتحديد ولا من الذي يمكن أن يرى ضوء النار
          قضى الليل مستيقظا من شدة البرد والخوف
          أشرقت الشمس أخيرا ... وبعد أن صلى الفجر
          استسلم لقدر الله

          بدأ ينظم أفكاره ... أخرج كل أغراضه من الحقيبة وبدأ يفتشها بمنتهى الدقة والتأني وكلما وجد علامة أو ورقة أو كلمة تدل على هويته مزقها ودفنها في الصحراء بعناية
          بعدها خلع ملابسه قطعة قطعة وفتشها مثل الأغراض
          مر وقت طويل قبل أن ينتهي من مهمته
          توكل على الله ...
          وبدأ يسير في الصحراء على غير هدى ... يحاول أن يجد أية علامة
          بدأ الطعام ينفذ والماء يقل
          ولا يلوح له أي أمل في الأفق
          مر يوم ... والثاني ... والثالث ...
          وكلما نفذ منه شيء يدفنه في الرمال حتى لا يجده أحد
          انتهى الطعام والماء تماما ...
          لكنه لم يجد بدا من السير وإلا فسوف يموت في الصحراء
          تخفف من حمله ودفن حقيبته وأغراضه، ثم الساعة، ثم النظارة الشمسية ...
          لم يبق معه شيء
          بدأ يجف جسده ... خلع قميصه ووضعه على رأسه ليحميه من الشمس
          بدأ جسمه ينهار من التعب والإعياء والعطش والجوع ...
          سقط القميص وهو يجر نفسه جرا
          سقط على الأرض، ولاح له شبح الهلاك ...
          انهارت مقاومته تماما
          خيل إليه أنه يسمع صوت سيارة قادما من بعيد
          ضاع من عينيه ضوء النهار... وسقط في قاع بئر مظلم

          ........................ (6) ........................
          ... القرد ...

          قطرات من الماء البارد المنعش اللذيذ تتساقط على وجهه، يد ناعمه تمسح على وجهه، أصوات كثيرة متداخلة رجال ونساء يتحدثون بال... العبرية !
          أبقى عينيه مقفولتين حتى يستطيع أن يتبين موقفه
          صوت رجل يقول بالعبرية : ليليان حبيبتي لابد أن نرحل ... تأخرنا
          ليليان : انتظر موشي ... بدأ يتحرك ... لا يمكن أن نتركه في الصحراء
          موشي : حبيبتي ... يبدو عليه أنه لص أو مجند هارب من أحد معسكرات الجيش القريبة
          ابتسم محمد في نفسه لقد أعجبته الفكرة كثيرا
          ليليان : لا يبدو عليه أنه لص
          موشي : حبيبتي ... ضيعنا وقتا طويلا في هذا المكان
          والوقت يعني المال
          لم نتفق على هذا ... لقد اتفقنا أن أوصلك فقط للمدينة

          بدأ محمد يفتح عينيه ببطء ...
          أول ما رآه ... وجه الفتاة الجميلة التي كانت تمرضه ...كانت ترتدي زي عسكري
          دخل في الصورة وجه دميم ذو شفاه غليظة وأذنين بارزتين بشكل ملحوظ ...
          أحيت في قلبه ذكرى من الزمن البعيد
          عندما ذهب في رحلة مع المدرسة إلى حديقة الحيوان ووقف أمام إحدة القرود ساعة كاملة كان الحارس يسميها حسنيه
          موشي : هل أنت لص أو هارب من الجيش ؟
          محمد : لا أنا مجند ...كنت ألعب الورق مع أحد الضباط الكبار في المعسكر وهزمته فاغتاظ مني واتفق مع قائد المعسكر وسجنوني فهربت وضللت الطريق وكدت أهلك
          أرجوكم لا تبلغوا عني وإلا أعادتني الشرطة للمعسكر ... سوف ينتقم مني القائد
          بقيت ليليان طوال الطريق تحاول إقناع موشي بالموافقة على أن يعمل محمد عنده ... مثلا
          أخيرا نجحت عندما أوحت إليه بفكرة أنه يمكن أن يقوم بأعمال كثيرة دون أن يطلب أجرا كبيرا

          تقبل محمد أقداره بالرضا
          وعمل محمد ... أو( افرايم حاييم) عند موشي جدعون حمالا في أحد مخازن الطعام
          موشي جدعون متعهد توريد الطعام لمعسكرات الجيش في المنطقة الغربية
          كان محمد ... أو افرايم موضوعا تحت رقابة مشددة من عمال المخزن حسب تعليمات موشي الذي لم يكن يثق في أصبع قدمه
          كان يحبسه في المخزن ليلا حتى لا يهرب أو يقوم بعمل طائش
          أما موشي فبدأ يسأل في كل المعسكرات القريبة من المكان الذي وجد فيه افرايم فعلم أن هناك ثلاثة فروا من ثلاث معسكرات في نفس التوقيت أحدهم متهم بالسرقة والاعتداء على قائد المعسكر
          سعد موشي كثيرا بهذه المعلومات ... فمن وجهة نظره أعطته خيطا جديدا يلفه حول رقبة افرايم حتى لا يفلت منه وحتى لا يطلب أية زيادة في المال
          كان عمل افرايم هو نقل الطعام من المخزن إلى السيارات
          الذاهبة للمعسكرات

          مرت فترة طويلة قبل أن يستطيع افرايم كسب بعضا من ثقة موشي وانتقل للعمل كحمال على إحدى سيارات النقل
          ودخل افرايم معسكرات الجيش الإسرائيلي (أو بالأحرى الصهيوني) بعد أن تغير شكله كثيرا وطال شعره وذقنه
          وبعد أن قام موشي باستخراج بطاقة هويي مزوري له عن طريق معارفه من رجال الجيش
          شهر وراء شهر ... ازدادت ثقة موشي في افرايم
          بعد عام ونصف ...

          قرر موشي نقل افرايم للمدينة ليعمل نادلا في مطعمه الكبير وسط المدينة
          أدرك موشي أن افرايم سيجذب الزبائن للمطعم ويزيد من دخله بسبب وسامته وخفة ظله ولسانه الذي لا يكف عن الكلام
          ولأول مرة منذ غادر محمد قريته يشعر بشيء من الراحة والرفاهية بعد كل هذا الشقاء
          كان
          أغلب رواد المطعم من قادة الجيش وأسرهم
          فموشي استغل عمله في معسكرات الجيش ليعلن عن مطعمه في المدينة
          كان افرايم يقوم بعمله بشكل يلفت الانتباه مما جعله مسار حب وتقدير من كل الزبائن
          وكانت ابتسامته المشرقه كفيلة باجتذاب الزبائن وازدهر المطعم بسبب افرايم وسعد موشي كثيرا بهذا الازدهار وشعر أن افرايم كنز لا يستطيع أن يفرط فيه
          فافرايم يوفر له أجرة أكثر من عامل فهو يعمل كنادل يقدم الطلبات ويأخذ الحساب وبعد العمل يساعد في غسيل الصحون وتنظيف المطعم

          ........................ (7) ........................
          ... الحي العربي ...

          وفي أحد الأيام بعد منتصف الليل ورواد المطعم قليلون غادر أغلبهم ... أما زميله في العمل فلقد غادر مبكرا للقاء صديقته
          دخل شاب منظره غريب إلى المطعم ...كان يترنح كما لو كان سكرانا
          جلس إلى منضدة وطلب كوبا من العصير
          بعد قليل دخل أحد رجال الشرطة وسأل افرايم : هل رأيت شابا مصابا يجري من هنا ؟
          افرايم : لا لم أر أحدا ... ماذا حدث ؟
          الشرطي : أحدهم ألقى قنبلة على سيارة أحد قادة الجيش و رجال الشرطة أطلقوا عليه النار وأصابوه لكنه استطاع أن يهرب
          افرايم : رجال الشرطة يقومون بعمل صعب ... هل تريد شرابا ؟
          رحل الشرطي بعد أن شكر افرايم
          ذهب افرايم للشاب الذي لم يستطع الشرطي رؤيته لأنه يجلس في الركن خلف السلم
          أخرج الشاب بعض النقود وحاول إعطائها لافرايم
          لكن ... هوت رأسه على المنضدة التي أمامه

          صدقت توقعات افرايم وشعر أنه مقبل على ورطة كبيرة
          أغلق المطعم قبل الموعد بدقائق وحمل الشاب على كتفه وخرج من الباب الخلفي للمطبخ ووضعه داخل سيارة لنقل الخضر عليها شعار المطعم وغطاه جيدا ... ومر بين رجال الشرطة دون أن يتعرض له أحد
          سار بالسيارة مسافة كبيرة حتى وصل إلى الحي العربي
          أوقف السيارة بعيدا ... حمل الشاب على كتفه وسار به مسافة كبيرة حتى تعب
          وضعه على الأرض وجلس بجانبه يلتقط أنفاسه
          لم يكن في المنطقي أحد
          بدأ الشاب يفيق قليلا ... وعندما فتح عينيه ... ونظر في وجهه
          أطلق صرخة مدوية أفزعت افرايم وجعلته يقفز من مكانه
          وضع افرايم يده على فم الشاب محاولا إيقاف صراخه
          قبل أن يستيقظ الناس ... لكن الأنوار بدأت تضاء في البيوت القريبة ...
          و أدرك افرايم الموقف برمته
          شاب عربي مصاب ويصرخ وأمامه شاب يلبس الطاقية اليهودية كل هذا كفيل بشرح الموقف لمن لا يفهم
          بدأت الأبواب تفتح والناس يتوافدون
          لم يدرِ ماذا يفعل
          وشعر افرايم بالرعب

          صرخ في وجه الشاب بغيظ : آه يا ندل
          أطلق افرايم قدميه للرياح عندما وجد الناس يهرولون خلفه وكل منهم يحمل سلاحا مختلفا
          عصى ... سكين ... ساطور ... وأشياء أخرى
          ظل افرايم يجري بكل قوته حتى ...
          أصابته قذيفة حجرية موجهة في رأسه كادت تسقطه أرضا
          تمالك نفسه حتى وصل إلى السيارة وهرب بها
          ضغط افرايم على أسنانه بغيظ وهو يحاول إيقاف الدم من رأسه وقال لنفسه : بقالي سنتين عايش وسط القرود محدش فيهم قدر يمد صباع عليا ... ومانضربش الا من العرب !
          كله من الندل ده ... كان هايوديني في داهيه
          ومرت فترة طويلة على هذه الحادثة حتى أن افرايم نسيها

          ........................ (8) ........................
          ... لقاء غير عادي ...

          في صباح أحد الأيام ...
          كان افرايم يمارس عمله كما تعود ... وعلى أنغام أغنية شبابية صاخبة لأشهر مطرب في إسرائيل (أو بالأحرى فلسطين السليبة) كان يحرك قدميه ... ويداه تحمل الصينيه والأطباق بطريقة بهلوانية راقصة يعشقها الزبائن وترسم على وجوههم البسمة قبل أن يتجهوا لعملهم
          خرج من باب المطبخ الخلفي ليلقي بعض القمامهة
          توقف فجأة عندما شاهد إحدى سيارات الشرطة تقف بطريقة غريبة وتسد مدخل الشارع الضيق
          اتجه إليها بفضول شديد ... لم يجد فيها أحدا وكانت السيارة محكمة الغلق
          فجأة ...
          أطل وجه طفل (في حوالي العاشرة) من شباك السيارة المغلق
          ارتد افرايم للخلف من الدهشة والمفاجأة وسأل نفسه
          حاجه غريبه ! هو ايه اللي بيحصل هنا بالظبط ؟
          كانت عينا الطفل الفلسطيني الدامعتان تدعوه بشدة لتحريره
          خمن افرايم أنه قد اعتقل في مظاهرة أو ما شابه

          عاد للخلف وبحث في الشارع جيدا حتى اطمئن أنه لا أحد هناك ... عاد للمطبخ بسرعة واطمأن أن زميله مشغول مع الزبائن ... فتح أحد الأدراج وأخذ عتلة وخرج مسرعا إلى مكان السيارة
          كان الوضع كما هو ... اطمأن من جديد أن الشارع خالٍ تماما ... بعد جهد ... استطاع فتح السيارة بالعتلة
          خرج الطفل يجري وعندما أصبح في نهاية الشارع ...
          التفت وقذف بحجر في وجه افرايم الذي قفز بدهشة ليتفادي الحجر ... وقال بسخط : يابن ال... الناس الطيبين
          ظل افرايم يفكر يتلك الحادثة الغريبة وغير المنطقية
          والتي أعادت إليه ذكرى الحادثة السابقة
          الله يخرب بيتك يا محمد ... شكلك كده هاتودي نفسك في داهيه ... لازم تركز شويه ... وبلاش العواطف اللي تودي لحبل المشنقه دي ... انت نسيت انت جي هنا علشان ايه ؟
          لازم تركز عشان تخلص
          مر يومان لم يحدث خلالهما شيء ...

          في اليوم الثالث ...
          بعد أن أنهى أحد الزبائن غداءه أعطاه الحساب وغادر ... عد افرايم الحساب كعادته ... ففوجئ بورقة نقدية وسط المال مكتوب عليها بالعربية : ( الليلة ... بعد أن تغلق المطعم اذهب إلى هذا العنوان (.....)
          يجب أن تأتي ... لن تندم ... وتأكد جيدا من أنه لا أحد يتبعك
          ولا تنسَ أن تحرق هذه الورقة بعد قراءتها مباشرة)
          أصيب افرايم بالذهول ولم يدرِ ماذا يفعل
          أخفى الورقة بسرعه عندما سمع صوت زميله قادما
          حمل الصحون واتجه للمطبخ ... أحرق الوقة التي كتبت عليها الرسالة واستبدلها بأخرى من جيبه
          قضى النهار وذهنه مشغول بما حدث ... كان مترددا في الذهاب ترى هل هي لعبة ؟ هل كشفه أحد ؟ هل يشكون في أمره ؟

          بعد انتهاء العمل بعد منتصف الليل ... أغلق المطعم مع زميله ورحل زميله مثل كل يوم ... أما افرايم فكان ينام داخل المطعم حيث أنه إلى الآن لا يملك بيتا
          تأكد تماما من رحيل زميله ... وبطبيعته الفضولية المجازفة ... حسم أمره أخيرا وقرر الذهاب
          بعد أن قال لنفسه : هايسخطوك يا قرد قال ها يعملوني ايه ؟
          خرج من باب المطبخ بعد أن غير قليلا من هيئته زيادة في الحرص
          احتاط تماما لألا يتبعه أحد

          أخيرا وصل إلى العنوان
          رفع يده ليطرق الباب ... فتح الباب فجأة قبل أن تلمسه يده
          دخل بسرعه وخرج الذي فتح له ينظر يمينا ويسارا ليتأكد من أن أحدا لا يتبعه ... تأمل افرايم الشقة الفاخرة الواسعة التى دخلها ... بعد ذلك قاده الرجل الذي فتح الباب إلى حجرة بها مكتب كبير يجلس خلفه رجل كهل ... عرفه افرايم من أول نظرة فقال بالعبرية : أنت ... نعم أنت ... أنت زبون المطعم ... منذ شهرين وأنت تأتي كل يوم في الصباح تقرأ الجريدة وتشرب القهوة يوميا

          قام الرجل المهيب من خلف المكتب ليسلم على افرايم وقال بالعربية :
          هلا بيك ... بدي أتعرف عليك من زمان
          افرايم بشيء من التخابث التمثيلي : هه ... أنت عربي ؟ أين أنا ؟ وماذا تريدون مني ؟ أليس هذا موعدا غراميا ؟
          ابتسم الرجل وضغظ زرا على مكتبه ... بعدها بثوانٍ
          دخل اثنان عرفهما افرايم على الفور
          أحدهما الشاب المصاب والثاني الطفل سجين سيارة الشرطة
          أصبح الأمر واضحا الآن
          افرايم بدهشة : مين ! الندل وصبيه ؟
          الرجل الكبير بدهشه : ... مصري ؟ هالحين اتطمنت ؟
          افرايم : لأ ... انتوا مين بالظبط ؟ وعملتوا كده ليه ؟
          الرجل الكبير : اسمي حمزة ... لما زياد حكالي انك أنقذته ونقلته للحي العربي
          افرايم مقاطعا وهو ينظر لزياد : أيوه ... واستندل معايا جدا
          حمزة وهو يبتسم : هو كان شبه فاقد الوعي ما كان بيدري ايش بيسوي
          لما علمت باللي حدث قررت أراقبك ولما اتطمنت ...كان لازم امتحان صغير ... بعتلك ياسر
          افرايم : آآآه يعني كانت تمثيليه ... ورماني بطوبه في وشي
          كان بدنا نستفزك و نعرف مين انت وشو بتسوي هون ؟
          افرايم : ماشي يا زعيم ... ممكن أعرف انتوا مين بالظبط ؟
          حمزة : احنا من المقاومه
          افرايم بفرح : ياااه أخيرا وصلت ... دانا بقالي سنتين بدور عليكوا
          أجلسه حمزة وصرف ياسر الصغير وبقي زياد
          حمزة : احكي لي حكايتك ... مين انت ... وليش جيت فلسطين ؟

          حكى له افرايم أو محمد القصة من البداية الى الآن ...
          تبعها فترة صمت طويلة ...كان واضحا أن حمزة يفكر فيما سمعه
          حمزة : ما قلتلي ؟ ليش تركت وطنك وجيت لهون ؟
          فكر محمد قليلا ثم قال ببطء واهتمام : بصراحه بصراحه ... جيت أعزم أبويا على فرحي ...
          أصلي عقبال عندكم جميعا هاتجوز ... زينب بنت الحاج اسماعين خليفه ... راجل انما ايه ... حته سكره
          قلت آجي أعزم أبويا على فرح ابنه الوحيد بدل ماهو قاعد هنا لوحده ... بالمره ييجي يفرح معانا ... واهو كله بثوابه
          قال حمزة بشئ من الحزم القاسي مع بعض الغضب
          ليش جيت عافلسطين ؟
          بلع محمد ريقه ... واقترب من أذن الرجل وقال : أصل ... أصل عاوز أبقى من المجاورين
          الرجل بدهشة : ايش ؟
          افرايم يكمل بسرعة : أصل أمي قالت لي ان الصلاه هنا ب 500 صلاه من اللي عندنا في جامع بلدنا ... قلت أما آجي أصلـ...
          أسكته حمزة بغضب صارم : ليش ... جيت ... لهون ؟
          قال محمد : مانا جبت لسيادتك من الآخر وحضرتك ما صدقتنيش
          قال حمزة : وايش هو الآخر ؟
          محمد بمنتهى الجدية وبلهجة صادقه تماما : عاوز أرجّع أبويا
          الرجل باهتمام : مين أبوك ؟
          محمد :
          السيد طه حسن الشرقاوي ... أسير مصري من أيام 67
          ارتفع حاجبا حمزة بدهشة شديدة وصمت تماما ولم يرد

          ..................................................
          يُتبع إن شاء الله .....

          روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
          وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



          تعليق

          • عزام رائد
            4- عضو فعال
            • 12 نوف, 2011
            • 635
            • جهاد الكلمة
            • مسلم

            #6
            بلشت النار تبيين بالقصة
            بالأول قلت ببالي "بهل سهولة بصير يشتغل عند يهودي :$" أما هسة طلع شريف ... كنت على وشك أسب عليه ^^"
            لأشهر مطرب في إسرائيل (أو بالأحرى فلسطين السليبة)

            معسكرات الجيش الإسرائيلي (أو بالأحرى الصهيوني)


            يا ريت يا أختي شيلي الكلمة عل أخر ... كل كلمة "اسرائيلي" امحيها و حطي بدلها "صهيوني" .... ولا أنا رح ازعل :(

            بدأ محمد يفتح عينيه ببطء ...
            أول ما رآه ... وجه الفتاة الجميلة التي كانت تمرضه ...كانت ترتدي زي عسكري
            دخل في الصورة وجه دميم ذو شفاه غليظة وأذنين بارزتين بشكل ملحوظ ...
            أحيت في قلبه ذكرى من الزمن البعيد
            عندما ذهب في رحلة مع المدرسة إلى حديقة الحيوان ووقف أمام إحدة القرود ساعة كاملة كان الحارس يسميها حسنيه




            تعليق

            • عزام رائد
              4- عضو فعال
              • 12 نوف, 2011
              • 635
              • جهاد الكلمة
              • مسلم

              #7
              فش حلقة اليوم ؟

              تعليق

              • حاملة اللواء
                مشرفة شرف المنتدى
                عضو مجموعة الأخوات

                • 24 ديس, 2010
                • 1969
                • طاعة الله
                • مسلمة

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عزام رائد
                بلشت النار تبيين بالقصة
                بالأول قلت ببالي "بهل سهولة بصير يشتغل عند يهودي :$" أما هسة طلع شريف ... كنت على وشك أسب عليه ^^"
                ننتظر فربما هناك مفاجآت
                المشاركة الأصلية بواسطة عزام رائد

                يا ريت يا أختي شيلي الكلمة عل أخر ... كل كلمة "اسرائيلي" امحيها و حطي بدلها "صهيوني" .... ولا أنا رح ازعل :(
                أصلا أخي ما بين قوسين إضافة مني فلم أشأ أن أحذف الكلمة حتى تظهر الرسالة
                فنحن لا نعترف بشيء اسمه إسرائيل هم عصابة اغتصبوا أرضا لا حق لهم فيها فإما أن نقول عصابة الصهاينة أو ما شابه حال الحديث عن المحتل أو نقول فلسطين المحتلة حال الحديث عن الأرض
                لكن كما تحب لن أتركها فيما سيأتي بإذن الله

                المشاركة الأصلية بواسطة عزام رائد
                فش حلقة اليوم ؟
                أعتذر جدا فلم أتمكن من وضع الحلقة لأني لا أتواجد بالبيت كما أني انشغلت بالأحداث الجارية والله المستعان
                حال عودتي سأضع جزءين بإذن الله جل وعلا
                نعتذر عن التقصير مجددا

                روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                تعليق

                • حاملة اللواء
                  مشرفة شرف المنتدى
                  عضو مجموعة الأخوات

                  • 24 ديس, 2010
                  • 1969
                  • طاعة الله
                  • مسلمة

                  #9
                  نستأنف بعون الله ونعتذر عن الانقطاع والتأخير

                  ........................ (9) ........................

                  ... عيلة الشهدا ...

                  بعد شهر ونصف من تلك الأحداث
                  وفي مكان ما بعيدا عن أرض فلسطين بمئات الكيلومترات
                  يلتقي حمزة بأحد أصدقائه القدامى السيد سليمان الصيرفي
                  وبعد الاستقبال الحميم والسلامات الحارة واسترجاع الذكريات الجميلة والأيام الخوالي
                  سأله حمزة باهتمام : أحضرت المعلومات اللي طلبتها منك ؟
                  قال سليمان وهو يبتسم ويمد يده له بمظروف ورقي : طبعا وانا عمري خذلتك ؟
                  حمزة : وايش رأيك ؟
                  سليمان : 10 على 10
                  حمزة وهو يفتح المظروف ويقرأ الورق : متأكد ؟
                  سليمان : بص بنفسك وانت تعرف
                  حمزة يمر بعينيه على الورق وتظهر الدهشة الشديدة على وجهه ثم يضيء وجهه بابتسامة إعجاب كبيرة
                  حمزة : ها ؟
                  يشير سليمان إلى صورة فوتوغرافية لمحمد
                  يبتسم حمزة بارتياح : هو ... نعم هو
                  سليمان : لقتوه ازاي ده ؟
                  حمزة : قدرا، بتوفيق من الله ... جمعنا به ... لكن هذا غريب ... غريب كتير !
                  كل هدول شهدا في عيلته ؟
                  سليمان : في القرية عندهم الناس مسمينهم عيلة الشهدا
                  حمزة : معهم حق
                  يقرأ الورق بصوت عالي
                  طه حسن الشرقاوي 25 سنة ومحمد حسن الشرقاوي 26 سنة ويوسف حسن الشرقاوي 23 سنة : كتائب المتطوعين في حرب 48
                  عاد طه ... ومحمد ويوسف استشهدا (المفروض يقال نحسبهما كذلك ولا نزكي على الله أحدا)
                  ـــــ
                  طه حسن الشرقاوي 33 سنة ويس حسن الشرقاوي 28 سنة : حرب 56
                  طه : فرق المقاومة الشعبية فى بور سعيد
                  يس : مجند في الجيش
                  عاد طه واستشهد يس
                  ـــــ
                  صديق طه حسن الشرقاوي 25 سنة والسيد طه حسن
                  الشرقاوي 20 سنة وأحمد محمد حسن الشرقاوي 23 سنة : حرب 67
                  مجندين في الجيش
                  استشهد أحمد وصديق، والسيد ...
                  مفقود ؟
                  ـــــ
                  حمزة باستغراب : عم يدور عليه ؟
                  سليمان : لسه، كمل
                  حمزة يكمل القراءة :
                  نبيل يس حسن الشرقاوي 22
                  سنة وحسين سالم حجازي 24 سنة : حرب 73
                  نبيل عاد ... وحسين شهيد
                  ـــــ
                  ينظر حمزة إلى سليمان بتساؤل ؟
                  سليمان : حسين يبقى ابن اختهم ... خديجه حسن الشرقاوي
                  يطوي حمزة الورق : ما شفت أغرب من ها العيله
                  سليمان : أه عيله بطونها ما بتجبش غير شهدا ومجاهدين ... راضعين القضيه جيل ورا جيل
                  كل واحد فيهم مخلف ييجي سته سبعه واهب منهم اتنين تلاته للجهاد
                  حمزة : لكن شكله ... شكله ما يدل على اشي من هذا
                  سليمان باهتمام : شكله ايه ؟
                  حمزة بتردد : ما باعرف ... لص .. محتال .. أونطجي كيف ما بتقولوا عندكوا في مصر
                  سليمان بعد فترة صمت طويلة : هاتعمل معاه ايه ؟
                  حمزة : الأمر مش سهل ... محتاج خطه وتدريب كتير
                  بتحب تشوفه ؟
                  سليمان : لا مش دلوقتي بعد التدريب ... وكمان لازم أكون مستعد ومجهز إجابه لأي سؤال يسأله
                  أكيد في أسئله كتير في دماغه
                  امتى هاتبتدي التدريب ؟
                  حمزة : ها لحين ...
                  سليمان : على بركة الله ... وبلغني بالنتيجه أول بأول

                  دخل محمد مكتب حمزة بصخب شديد المرح وهو يفتح ذراعيه عن آخرهما
                  محمد : عم حمزة ... عم حااااااااااااامزة
                  عم الكل ... عم الناس الحلوين
                  (نظر لزياد المتجهم دائما نظرة متوعدة وهو يكمل )
                  الحلوين وبس
                  ضحك حمزة من أسلوب محمد الذي يخطف القلوب وهو يحتضنه ويجلسه بجانبه
                  محمد : ايه ده .. ايه يا عمنا ده !
                  دانا افتكرتكوا دلقتوني ... شهرين ؟ شهرين سايبيني في المدعوق ده ؟ الله الوكيل دانا حمضت هناك
                  هو أنا جي هنا علشان أبقى يهودي ولا ايه ؟
                  حمزة : ماقلتلك تصبر هالحين ؟ وتنفذ الأوامر
                  محمد يتنهد بضيق : ماشي يا عمنا .. تحت أمرك
                  حمزة : هالحين راح تبدأوا التدريب
                  لكن اولا بدي أسألك سؤال راح يتوقف عليه أشياء كتيره
                  انت جيت لهون لترجع والدك فقط ولا كمان تنضم للمقاومه ؟
                  محمد : الاتنين ... شوف يا عمنا ... أنا عارف ان حكاية أبويا دي مش سهله لكن هاوصله ... أكيد هاوصله
                  لكن بعد قد ايه ؟ الله أعلم
                  ولحد ما الاقيه أنا معاكوا
                  حمزة : يعني ... مافي خوف ؟
                  محمد : خوف مين يا عم ... خليها على الله
                  دانت بس لو تسيبني عليهم ..كنت ألبسهم طرح
                  حمزة : منيح ... تبدأوا التدريب على بركة الله
                  محمد : احنا مين ؟
                  حمزة : انت وزياد
                  محمد يظهر عليه أثر المفاجأة فيصيح : الندل ؟
                  حمزة غاضب ويضغط حروف كلماته : انت .. و زياد .. معا
                  بعد رحيل محمد يستوقف حمزة زياد الغاضب : زياد ؟
                  شو مالك ؟ ما بدك تتدرب مع محمد ؟
                  يحرك زياد رأسه بعدم الموافقة وينظر بعيدا وهو غاضب
                  يقترب منه حمزة ويضع يده على كتفه بحنان : زياد ... محمد شاب طيب ... بدو يكون معنا
                  زياد : ما بدو يكون معنا بدو ينجح في مهمته ويعود لبلده
                  يؤكد بلهجة ذات معنى : يعود لبلده

                  ........................ (10) ........................
                  ... وبدأ التدريب ...

                  في الساحه الكبيرة المخصصة للتدريب في مركز المقاومة السري البعيد عن الأعين البشرية والإلكترونية ... رسمت دائرة كبيرة على الأرض ومحمد وزياد يقفان على أطرافها مرتديان ملابس التدريب ... محمد يعلم زياد الكونغ فو
                  وقف زياد في مواجهة محمد وعيناه مملوءتان بالتحدي والاستفزاز الشديد
                  بدأ محمد الضربة الأولى وتوقفت قبضته على بعد سنتيمتر من بطن زياد ... جاوبه زياد بحركه أخرى موجهة لفك محمد ... إلا أن يده لم تتوقف وأكملت طريقها إلى فكه فآلمته بشدة
                  محمد : آآآآآآآآآي
                  ايه ده ؟ انت بتضرب بجد يله ؟
                  زياد بكراهية ظاهرة : ايش ؟ هاتبكي ؟ هدا تدريب رجال مو أطفال
                  محمد بغيظ : الله الوكيل من ساعة ما شوفتك وانت عاملي كالو في نافوخي جرى ايه يله ؟ مش مستنضفني ليه ؟
                  داحنا زملا في خندق واحد
                  زياد : عمرنا ما نكون في خندق واحد احنا في الخندق .. لكن انتوا .. فوق واللي بيشوف النار مو زي اللي بيتحرق فيها
                  محمد بمنتهى الجدية وهو يدور ببطء حول الدائرة مواجها زياد متحفزا لأية حركة مفاجئة يقوم بها : كلنا زي بعض ... النار حوالينا من كل حته
                  واللي ماطالتوش النار النهارده بكره يتحرق بيها
                  زياد وهو يدور حول الدائرة ويضغط قبضتيه بغضب واضح : كلام ... كلام ... كلام ... ما بناخد منكم غير الكلام
                  انتوا تتكلموا وتتفاوضوا واحنا ندبح .. وبعدين ... تتكلموا
                  ماحدا واقف معانا ... ما حدا حاسس بينا
                  يوجه له ضربة مفاجأة يتفاداها محمد ببراعة
                  محمد : ايه ده بتاخدني على خوانه ؟
                  يابني مانا جي معاكوا أهه وايدي بايدكوا
                  زياد يوجه له ضربة ثانية أكثر استفزازا وهو يقول : لغرض في نفس يعقوب
                  ما حدا يدافع عن الأرض إلا أصحابها
                  محمد بغيظ : انت عنصري ياد ؟ الله الوكيل انت عنصري
                  تكونش فاكر انها أرضك لوحدك ؟
                  يركله محمد بطريقة فنية فيسقط زياد وهو يتأوه
                  يكمل محمد بغضب ظاهر : الأرض دي شربت من دم أهلي واحد واحد ... جدي واخواته واولاده كلهم حاربوا عشان فلسطين
                  زياد باستفزاز صارخا وهو يضربه بعنف : عشان سينا مو فلسطين
                  فيطير محمد متفاديا الضربة ببراعة : ما تفرقش .. شوية حبر أحمر ادلقوا على ورق قديم مهري بينخر فيه السوس من سنين
                  الورق ده خلاني تهت في الصحرا 3 أيام ... وفي الآخر... بقيت افرايم
                  قال الكلمة الأخيرة وهو يضربه بغيظ في معدته
                  زياد يمسك بطنه : آآآآآآآه
                  ثم ينظر إليه بمقت شديد وهو يقول : مهما سويت ... عمرك ما هاتكون من ها الأرض
                  يا ... يا افرايم
                  يصرخ محمد بهستيريا ويهجم عليه ويسقطه ويركب فوقه ويضربه بشدة
                  يتوقف فجأة عندما يسمع صرخة غضب رهيبة من حمزة : مـحـمـد
                  يقف الاثنان أمامه صامتين
                  حمزة بغضب : كنت فاكركوا رجال ... لكن ... واضح انوا ناقصكوا حاجات كتير لتكونوا رجال
                  شايفين ها الكوم من الأحجار ... بدنا نبني سور حول الملعب
                  راح تنقلوه من هون لآخر الملعب ... هالحين
                  محمد ينظر لبعد المسافة بين كومة الأحجار وآخر الملعب ويصدمه حجم الحجر الواحد
                  يانهار ابيض ...
                  يستغرق في بكاء تمثيلي : لا ... أرجوك ... بلاش أشغال ... خليها حبس بس
                  قتل حمزة شبح ابتسامة كادت تفلت منه وقال بصرامة : هالحين

                  وقف سعد (مسئول التدريب عن محمد وزياد) يراقبهما صامتا من وراء زجاج الحجرة المطلة على الملعب وبجانبه حمزة
                  سعد يهز رأسه بأسف : ما بعرف ... ليش جمعتهم في تدريب واحد ؟
                  اجراء في غير محله
                  الاثنين مثل النار والماء .. ما يجتمعوا
                  حتى التأديب ... ما عرفوا كيف يعملوه
                  المفروض الاثنين يحملوا حجر ..حجر وينقلوه معا
                  حمزة : عارفين كويس الغرض من التأديب ... لكن ... عناد....!
                  الاثنين أعند من بعضهم
                  سعد : ما بدك تغير رأيك ؟ الفكرة فاشلة
                  يبتعد عن الزجاج بضيق
                  وظل حمزة يراقبهما باهتمام وصمت

                  سقط الاثنان على كومة الأحجار منهكين وأخذ صدراهما يعلوان ويهبطان بشدة
                  محمد : آآآآآه ... يآآآآآآآه ... ايه ده ... منتهى الافترا
                  بقولك ايه ..كده مش هانخلص في سنتنا .. أحسن حاجه ننقلهم سوا
                  زياد وهو يشيح بوجهه بعيدا : ما بدي ...
                  محمد يغتاظ : تصدق بالله .. دا أنا مصراني الغليظ مش طايقك بس هاعمل ايه اللهم لا اعتراض
                  يلا ... يلا ... خلينا نخلص
                  أخيرا ... قام زياد معه ... ونقلوا بقية الأحجار في زمن قليل
                  مازال حمزة يراقبهما .. بدأت الابتسامة تظهر على وجهه وظلت تكبر وتكبر وتكبر حتى ملأت كل وجهه
                  هز رأسه بالرضا ... وأسدل الستائر

                  ........................ (11) ........................
                  ... العملية ...

                  بعد مدة من الزمن ...
                  اجتاز محمد وزياد فترة التدريب بصعوبة شديدة جدا ليس بسبب قلة المهارة ... لكن بسبب مشاحناتهما المستمرة وشجارهما الدائم الذي كان يوقعهما كثيرا في التأديب والعقاب
                  فاستغرق الأمر منهما ضعف ما يستغرقه الشباب الآخرين
                  وحانت لحظة الخروج لأول عملية
                  حمزة : هادي العمليه كتير مهمه
                  بدنا نخطف كولونيل في جيش الدفاع لنبادله بالأسرى في السجون الصهيونية
                  3 من شبابنا المحترفين راح ينفذوا العمليه
                  مهمتكم : واحد راح يسوق السيارة
                  الاثنان بسرعة وبصوت واحد : أنا
                  ينظر كل منهما للآخر شذرا
                  ينظر حمزة إليهما ثم يكمل : الثاني راح ينقل الأغراض والأسلحة
                  الاثنان معا : هو
                  ينظر حمزة إليهما ويتنهد بضيق : واحد راح يكون قريب من الثلاثة ليراقب الموقف
                  الاثنان : أنا
                  حمزة بضيق : الثاني راح يكون في الخلف يراقب المؤخرة
                  الاثنان معا : هو
                  حمزة : في العودة واحد راح يقيد الكلونيل وما ينسى يغطي عينيه
                  الاثنان : أنا
                  يزداد ضيق حمزة : الثاني راح يكون في السيارة من الخلف ليراقب الطريق
                  الاثنان : هو
                  ألقى حمزة القلم الذي كان يرسم به الخطة على المنضدة بغضب وأخذ يقلب عينيه بين الاثنين
                  بعد عدة ساعات ...
                  حمزة يدور في الحجرة كالليث الغاضب ... محمد وزياد يقفان أمامه مطأطئي الرأس في خجل
                  حمزة بصوت كالرعد وهو يرغي ويزبد : هادا كتير ... أطفال ... أنا باتعامل مع أطفال
                  بعد كل ها التدريب ... ما اتعلمتوا شي
                  وبسببكوا فشلت المهمه
                  محمد بصوت خفيض يقطر منه الأسف : الرصاصه طلعت غصب عني ... كانت غلطه ..
                  حمزة يشتعل غضبا : غلطه ولا جريمه ؟
                  الخطأ وارد في التدريب ... لكن في مهمه ميدانيه !
                  لو كنتوا في الجيش كنتوا اتحولتوا لمحاكمه عسكريه
                  ما بعرف ايش أسوي فيكم ؟
                  زياد : نفترق وكل ...
                  يقاطعه حمزة بغضب شديد : ما تفتح تمك ... أنا هون اللي بعطي الأوامر .. وانت تنفذ
                  راح بعلمك كيف تطيع الأوامر ...
                  لما صدرت أوامر قائد المجموعه بالانسحاب .. ليش ما نفذت ؟
                  زياد : كان بدي ...
                  حمزة بغضب : ماحدا هون بدو كلنا بنطيع الأوامر
                  هالحين ... راح تنقلوا الأحجار من أول الملعب لآخره أربع مرات وتنتهوا قبل صلاة الفجر بعدها بيروح محمد على عمله في المطعم
                  ينظر محمد إلى كومة الحجارة ثم يصرخ بطريقة هستيرية ويلقي نفسه على الأرض وينتفض ويتشنج كمن صعقته الكهرباء
                  تخرج ابتسامة من شفتي حمزة رغما عنه ثم يقول بعد فترة صمت : هالحين ... ندمانين على عملتكوا
                  يقف محمد ويرد هو وزياد : نعم ...
                  حمزه وهو يزفر : ماراح تكرروها ؟؟؟
                  الاثنين : نعم ...
                  حمزة : بتطيعوا الأوامر ؟
                  الاثنين : نعم ...
                  حمزة : منيح ... سامحتكوا
                  يتنهد الاثنان براحة
                  يردف حمزة : لكن ... بتنفذوا التأديب
                  يتلقى الاثنان الصدمة في ذهول
                  هذه المرة كان نقل الأحجار أسهل بعد أن اعتاد الاثنان عليه من كثرة ما قاموا به
                  محمد وهو يضحك بغيظ : الله الوكيل عم حمزة ده حكايه ... شكله كده جايب لنا الطوب ده مخصوص علشانا
                  هو مفيش غيرنا هنا ولا ايه ؟؟؟؟
                  ثم ينظر لزياد الصامت دائما ويردف بضيق : أمر الله ... بلوه واتحدفت عليا
                  أسيب أبو الهول في مصر آجي ألاقيه هنا
                  زياد : ايش ؟؟؟
                  محمد وهو يبتسم بغيظ : ولا حاجه ... بكلم نفسي
                  بعد تلك التجربة الفاشلة ... استمر محمد وزياد في الخروج للمهمات الميدانية الناجحة ... وتعلم كل منهما كيف ينفذ الأوامر و يتعاون مع شريكه ... تلك الشراكة التي فرضها عليهما حمزة رغم أنفيهما
                  حتى اطمأن حمزة تماما لمهارتهما
                  وحينها بدأ يعد العدة للقاء المرتقب مع سليمان الصيرفي

                  ........................ (12) ........................
                  ... العودة للماضي ...

                  دخل محمد إلى حجرة الاجتماعات وكان بانتظاره حمزة وزياد وسعد واثنان آخران لا يعرفهما
                  قام حمزة بمهمة التعارف
                  السيد سليمان الصيرفي ... والسيد شاكر عبد الحميد
                  محمد وهو يصافحهما : أهلا وسهلا ... من مصر مش كده ؟
                  ايه ده دانا باين عليا واقف في سوق امبابه ولا ايه ؟
                  يضحك الجميع ويكمل حمزة : من الأمن المصرى
                  ينتفض محمد بعنف من على كرسيه : يانهار ابيض (تم حذف اسود وتعويضها بابيض لانه لا يجوز سب الدهر) ... جايين ورايا لحد هنا ؟؟ ... بلغت عني يا ندل ... جرى ايه يا عم حمزة ؟ ماحنا كنا حلوين مع بعض
                  ايه فيه ايه يا اخوانا ؟ أنا معملتش حاجه
                  حمزة بصرامة : اقعد يا محمد ... اقعد
                  يجلس محمد : حاضر ...
                  حمزة : السيد سليمان الصيرفي .. من المخابرات المصرية
                  محمد : أيوه ... أيوه ... عرفتكوا انتوا بتوع جمعه الشوان ورأفت الهجان ... مش كده ؟
                  يضحك سليمان : أيوه ... احنا
                  محمد بحماس مرح جدا : وعايزيني أعمل زيهم مش كده ؟
                  سليمان بجدية : لا ... احنا جايين علشان نساعدك
                  محمد ينظر إليه باستغراب : انتوا المخابرات ؟
                  سليمان : مش بالظبط .. بلغني انك بتدور على والدك ... وانا هاساعدك
                  أنا جي هنا بصفه شخصيه ... شخصيه جدا ...

                  بعد فترة صمت طويلة جدا
                  تضيق عينا محمد وتنبت ابتسامة صفراء شديدة السخرية على زاوية فمه تكبر حتى تملأ كل وجهه وهو يقلب عينيه بينهما
                  محمد يضحك بسخرية مريرة : هأ هأ هأ ... ياحلاوه
                  بقى سيادتكوا مستنيني 25 سنة علشان أجيب التايهه وأرجع اللي غايب ؟
                  طب وليه تتعبوا نفسكوا ؟؟ ماكنتوا تكملوا جميلكوا وتسيبوه مرمي هناك ... واهه بناقص واحد مش هاتفرق
                  سليمان بجدية شديدة مغلفة بالصرامة : مين قالك ان احنا سايبينه ؟
                  عارف فيه كام أسير مصري في السجون الصهيونية ؟
                  هز محمد رأسه بالنفي
                  عارف كام عملية تهريب ناجحه تمت في 25 سنه ؟
                  طبعا الكلام ده مش ممكن يتكتب في الجرايد
                  معلوماتنا بتقول ان فيه مجموعه معينه من الأسرى المصريين الصهاينة مهتمين بيهم بشكل خاص وبيعتبروهم من السجناء الخطرين
                  لدرجة انهم بيفصّلولهم سجون مخصوصه
                  كان محمد يستمع باهتمام شديد
                  سليمان : عملنا اكتر من 8 محاولات تهريب لكن للأسف فشلت
                  محمد : ليه ؟
                  سليمان : لأن الصهاينة مش بيلعبوا
                  وكل ما يحسوا ان فيه اي محاوله جديده مننا ... ينقلوا الأسرى لمكان تاني ... سنين طويله وهما بيلعبوا معانا لعبة القط والفار
                  يعقد محمد حاجبيه ويظهر على وجهه الإحباط ويقول كمن يحادث نفسه : وانا بقى اللي هانجح ؟
                  سليمان : مش لازم تيأس ... انت بالذات فيك ميزه مهمه جدا عننا ... انك حر ... مفيش أوامر بتقيدك
                  ينظر محمد له بتساؤل
                  لكن احنا في حاجات كتير بتقيدنا وتحجم شغلنا : الأوامر .. القياده السياسيه .. اتفاقيات السلام .. الموساد نفسه عينه دايما علينا
                  لكن انت !!!!!
                  مفاجأه كبيره جي من مكان محدش يقدر يتوقعه ..
                  من الماضي
                  محمد : وايه اللي ممكن أعمله ؟
                  سليمان : حاجات كتير ...
                  على الأقل لو فشلت المهمه مش هانتحط في مأزق سياسي
                  هانقول انك خرجت من مصر بدون علمنا
                  محمد بسخرية شديدة : على رأيك ... ويبقى الأسرى زادوا واحد ... واهه مفيش حاجه تخسّر
                  سليمان بجدية : أنا هنا علشان أساعدك وواجبي اني أشرحلك خطورة الموقف وطالما قبلت المخاطره من الأول وضحيت بكل حاجه علشان تيجي هنا يبقى لازم تعرف حقيقة الأرض اللي انت واقف عليها كويس
                  محمد يحاول استعادة مرحه : يالا ... يمكن يسجنوني مع أبويا في زنزانه واحده
                  سليمان بصدق مؤلم : أو يعدموك ...
                  يبلع محمد ريقه بصعوبة : طيب ... أنا بس كان نفسي أتجوز بنت الحاج اسماعين خليفه قبل ما اموت
                  يضج المكان بالضحك الشديد
                  سليمان يتنهد : زي والدك بالظبط .. وكأني قاعد بتكلم مع السيد
                  محمد بلهفة : تعرفه يا سيد سليمان ؟
                  سليمان : إلا أعرفه ... دا نجاني من الموت مرتين ...
                  في حياتي كلها مشفتش أرجل منه
                  سليمان يعود إلى الماضي : أنا وهو كنا في كتيبه واحده
                  كنت لسه ملازم أول وهو كان مجند
                  كان موقعنا غرب جبل شعيره عند بير المالح
                  صدرت لنا الأوامر بالانسحاب ...
                  السيد : يادي الفضيحه ... أرجع أقولهم ايه في البلد ؟
                  ماحاربتش ؟ دول كانوا يجرسوني
                  وأبويا !!! الله الوكيل دا كان يرجعني على سينا حافي
                  رفض ينفذ الأوامر وبدل ما ينسحب للغرب اتجه ناحية الشرق
                  ومعاه خمسه من زمايله
                  سألته : أقولهم ايه يا سيد ؟
                  السيد : قول لهم راح يبوس الأعتاب ويصلي ركعتين في الأقصى
                  ودي كانت آخر مره أشوفه فيها
                  رفع محمد عينيه المملوءتين بالدموع ... وابتسم بحنين
                  وقال وهو يتنهد : ها ... هانعمل ايه ؟
                  يفتح السيد سليمان خريطة معه وهو يقول : معلوماتنا بتقول ان المجموعه دي بالذات اتنقلت من أربع سنين لسجن جديد بنوهولهم مخصوص في قلب الصحرا ونظام الحراسه بتاعه حديث جدا ومعقد جدا
                  دا طبعا بسبب آخر محاولة تهريب حاولناها وفشلت
                  محمد : خرايط تاااااااني ... اوعى تكون مغشوشه
                  سليمان يبتسم : لا ماتخافش ... المعلومات دي مؤكده
                  السجن ده من الصعب جدا اقتحامه
                  دا غير انه فيه أحدث وأشرس وسائل التعذيب الرهيبه
                  علشان كده سموه ... اللهب
                  ومهمتك هي انك تدخل ... قلب اللهب
                  بس أحب أنبهك ... مفيش حاجه مضمونه
                  يعني ... ممكن يكون والدك هناك ...
                  ثم أردف بلهجة خافتة : أو يكون مدفون في قلب الصحرا
                  ساعتها هاتعمل ايه ؟
                  لمعت عينا محمد ببريق ساطع مخيف واشتعلت ملامحه بغضب رهيب : ... هاخد ... بتاره

                  ..................................................
                  يُتبع إن شاء الله .....

                  روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                  وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                  تعليق

                  • عزام رائد
                    4- عضو فعال
                    • 12 نوف, 2011
                    • 635
                    • جهاد الكلمة
                    • مسلم

                    #10
                    أصلا أخي ما بين قوسين إضافة مني فلم أشأ أن أحذف الكلمة حتى تظهر الرسالة
                    فنحن لا نعترف بشيء اسمه إسرائيل هم عصابة اغتصبوا أرضا لا حق لهم فيها فإما أن نقول عصابة الصهاينة أو ما شابه حال الحديث عن المحتل أو نقول فلسطين المحتلة حال الحديث عن الأرض
                    لكن كما تحب لن أتركها فيما سيأتي بإذن الله
                    أسف اذا ضايقتك بس انا عندي حساسية من هل كلمة
                    و حساسية الموسم لحالها قتلتني ... اذا شفتها رح أعطس عطسة يطلعو فيها عني من راسي
                    محمد بغيظ : انت عنصري ياد ؟ الله الوكيل انت عنصري
                    تكونش فاكر انها أرضك لوحدك ؟
                    #####
                    بس زياد أعند من محمد ... معروف انه الفلسطينيين أعند خلق الله



                    التعديل الأخير تم بواسطة wael_ag; 18 أبر, 2012, 01:11 ص. سبب آخر: حذف جملة لا داعي لها أخي .

                    تعليق

                    • (ذات النطاقين)
                      4- عضو فعال

                      حارس من حراس العقيدة
                      • 11 فبر, 2010
                      • 504
                      • طالبة
                      • مسلمة

                      #11
                      يلا يا حاملة اللواء نزلي الجزء الجديد
                      منتظرين
                      يا تري محمد هايدخل قلب اللهب ازاي ؟؟؟؟؟
                      تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
                      عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
                      حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
                      حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




                      تعليق

                      • عزام رائد
                        4- عضو فعال
                        • 12 نوف, 2011
                        • 635
                        • جهاد الكلمة
                        • مسلم

                        #12
                        لهسة
                        ؟؟

                        إن شاء الله خير

                        يلا دشوف مناقرة ثانية


                        تعليق

                        • حاملة اللواء
                          مشرفة شرف المنتدى
                          عضو مجموعة الأخوات

                          • 24 ديس, 2010
                          • 1969
                          • طاعة الله
                          • مسلمة

                          #13
                          الأخ عزام رائد والأخت ذات النطاقين
                          أعتذر منكما بشدة فقد انشغلت ولم أتمكن من وضع الحلقات
                          نستأنف إن شاء الله تعالى (تصبيرة صغيرة)

                          ــــــــــــ

                          ...... تابع ......



                          طوال أسبوعين كاملين استمرت جلسات العمل الطويلة بين الستة ... وبالرغم من أنه لم تكد تخلو جلسة واحدة من مشاكسات محمد وزياد المعتادة والتي كانت تتطور في بعض الأحيان إلى مشاجرات إلا أنهم استطاعوا جميعا بعد جهد جهيد رسم خطة شديدة الإحكام للدخول إلى قلب اللهب ... وتحرير الأسرى ... وسدوا كل الثغرات المحتملة
                          على ضوء المعلومات التي جمعتها المخابرات
                          وكانت الخطة تتضمن خمس خطوات أولية شديدة الأهمية تمهد لعملية اللهب
                          وبعد انتهاء أحد الاجتماعات
                          تحدث سليمان إلى حمزة : حاجه غريبه ... متأكد ان الولدين دول هايقدروا يقوموا بالمهمه ؟
                          حمزة : أكيد
                          سليمان : انت ليه مصر تجمعهم سوا مع انهم عاملين زي الديوك ؟
                          حمزة : هادا غيره و حماس شباب ... المفروض انهم يكملوا بعض وكل واحد يؤثر في التاني ويغير من عيوبه
                          سليمان : بس أنا شايف انهم مختلفين في كل حاجه ... ومابيقبلوش بعض
                          حمزة : ايه رأيك ان محمد قدر فعلا يأثر في زياد ويغير كتير من شخصيته

                          فيما بعد ...
                          حمزة : محمد ... بريدك ... تعالى
                          انتحى حمزة ومحمد جانبا وأغلق حمزة الباب
                          حمزة : محمد ... مابريدك تكره زياد
                          محمد بانفعال : أنا بكرهه !
                          ولا هوّ اللي عامل زي العقربه اللي شايله ديلها وماشيه عاوزه تلوش أي حد
                          يبتسم حمزة من أسلوبه ثم يقول بجدية : زياد عاش حياه صعبه كتير
                          أبوه كان قائد نشيط من المجاهدين ...كشفوه اليهود وضربوا بيته بصاروخ ... الكل مات .. أبوه .. أمه .. جده .. اخواته الأربعه .. ما لقينا تحت الأنقاض غيره حي ...كان عنده عشر سنين ..حتى اليوم ماحدا بيعرف يشفي جراحه ... ولا يطفي النار في قلبه
                          محمد يصمت طويلا ثم يتنهد : يا ستير
                          ايه الدراما المأساويه دي ؟ دا ألعن من الأفلام الهندي
                          حمزة : هادا حال كتير من الفلسطينيين
                          محمد : لا يا عم ... أنا هاخلص المهمه وآخد أبويا ونروح عالبلد عدل
                          ينهض محمد خارجا : حاجه تانيه يا عم حمزه
                          حمزة : نعم ... دير بالك على أخوك زياد
                          يبتسم محمد ويخرج من الباب ليفاجأ بوجود زياد وياسر يتحدثان معا
                          محمد بمرح : مين ؟ بوجي وطمطم ؟ بتعملوا ايه هنا
                          باين عليكوا كنتوا بتلمعوا أكر ولا حاجه
                          ياله يابني ورانا شغل

                          ..................................................
                          يُتبع إن شاء الله .....
                          التعديل الأخير تم بواسطة حاملة اللواء; 21 أبر, 2012, 03:14 ص.
                          روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                          وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                          تعليق

                          • عزام رائد
                            4- عضو فعال
                            • 12 نوف, 2011
                            • 635
                            • جهاد الكلمة
                            • مسلم

                            #14
                            سؤال فضولي .. هسة هاي القصة مقتبسة من أحداث واقعية ولا خيالية 100% ؟


                            تعليق

                            • حاملة اللواء
                              مشرفة شرف المنتدى
                              عضو مجموعة الأخوات

                              • 24 ديس, 2010
                              • 1969
                              • طاعة الله
                              • مسلمة

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عزام رائد
                              سؤال فضولي .. هسة هاي القصة مقتبسة من أحداث واقعية ولا خيالية 100% ؟
                              صراحة مدري بالضبط
                              لكن حسب الكاتبة (لأنها سئلت هذا السؤال أكثر من مرة) فهي أحيانا تستمد أفكارها من قصص واقعية وتغير الشخصيات وتضيف وتغير بحسب ما تتطلبه الحبكة الدرامية
                              فمثلا في هذه القصة أراها تمزج بين الخيال والحقيقة لتسلط الضوء على بعض ما يجري هناك
                              والله أعلم
                              روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                              وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                              ردود 8
                              11 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                              رد 1
                              6 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                              ردود 3
                              15 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                              رد 1
                              17 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                              ردود 2
                              13 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الفقير لله 3
                              بواسطة الفقير لله 3
                              يعمل...