كتاب قانون العهد الجديد
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
هذه أولى مشاركاتي الفاعلة في المنتدى .
أهدي هذه المشاركة إلى شيخي محمد عنان (أبو رائد) "رحمه الله" الذي تعلمت منه كل شيء عن المسيحية , أرجو من الله أن يقبل كل حرف من هذه المشاركة خالصا لوجهه و أن يجعله في ميزانه بما علمني و في ميزاني.
تعريف بالكتاب:
كتاب (قانون العهد الجديد: أصله , تطوره و أهميته) للعلامة: Bruce Manning Metzger , نشر لأول مرة عام 1987 لدار نشر جامعة أوكسفورد و أعيد نشره بنسخة منقحة عام 1989.
الموضوع:
الموضوع كما هو مبين بالعنوان دراسة قانونية أسفار العهد الجديد منذ نشأة المسيحية و حتى يومنا هذا , يمكن تلخيص الكتاب في عشرة أسئلة هم أدوات البحث و خمسة أخرى هم خلاصة البحث (ازعم أن من يعرفها بإجابتها فقد ألم بموضوع الكتاب) سأحاول جاهدا عرضها في هذه المشاركة باختصار شديد , يوصل إلى القاريء فكرة عامة عن الموضوع و عن ملامح قانون العهد الجديد في مراحله المختلفة , و عن وضعه الحالي , عن العوامل التي كونت هذا القانون.
الأسئلة الأساسية (أدوات البحث):
ما معنى مصطلح "قانون العهد الجديد" ؟
ما هو أول قانون كنسي للكتاب المقدس ؟
كيف كان قانون العهد الجديد عند الآباء الرسوليين؟
كيف شارك الهراطقة في تحديد قانون العهد الجديد؟
ما هي مراحل تطور قانون العهد الجديد في الشرق؟
ما هي مراحل تطور قانون العهد الجديد في الغرب؟
ما هي أشهر الكتب التي أثيرت خلافات حول قانونيتها؟
ما هي أول قوائم مسيحية بقانون العهد الجديد و أي كتب كانت بها؟
كيف حاول الشرق تثبيت القانون و غلقه , و ماذا وصلو إليه؟
كيف حاول الغرب تثبيت القانون و غلقه , و ماذا وصلو إليه؟
الاسئلة فرعية (خلاصة البحث):
ما هي معايير قانونية الأسفار و هل الوحي من بينهم؟
ما هي الأسفار التي اعترف بقانونيتها أولا؟
لماذا أربعة أناجيل , و هل سبب تعدد الأناجيل مشاكل لاهوتية؟
كيف أصبحت رسائل بولس خاصة الرسائل المحلية منها جزئا من العهد الجديد و ما أثر ذلك؟
هل هناك نص قانوني للأسفار القانونية؟
1. ما معنى مصطلح "قانون العهد الجديد" ؟
يرجع إلى مقدمة الكتاب و الملحق الأول المعنون (تاريخ كلمة قانون):
كلمة قانون (Canon) لها معان عديدة منها العصا المستقيمة مثل تلك التي كان يستخدمها النجار للتأكد من استقامة شيء معين أو ميزان الخيط الذي يستخدمه عامل البناء للتأكد من استقامة الجدار و قد تعني أيضا المسطرة , و عامة هي تطلق للتعبير عن نموذج قياسي لأشياء عديدة منها أيضا الإيمان. [1]
بدأ إستخدامها مع الكتاب المقدس بعد المسيحية بالرغم من وجود الفكرة سابقا في اليهودية. [2]
أما مصطلح قانون العهد الجديد , فيعني قائمة بأسفار العهد الجديد , المعترف بها لدى الكنيسة, عددا و ترتيبا .
2. ما هو أول قانون كنسي للكتاب المقدس ؟
منذ فجر المسيحية و كان الكتاب المقدس اليهودي أو ما صار يعرف فيما بعد بالعهد القديم هو قانون الأسفار المقدسة بالنسبة للكنيسة , كان منتشرا باللغة العبرية و بترجمة يونانية تسمى بالترجمة السبعينية , و بالرغم من أن قانون أسفار الكتاب المقدس اليهودي لم يكن محدد بشكل محسوم إلا أن ملامحه كانت معروفة بدرجة كبيرة. [3] و قد قبل يسوع الكتاب المقدس اليهودي على أنه كلمة الله و استدل به كثيرا في حواراته و مناظراته , و بالإضافة إلى الكتاب اليهودي كان لها (الكنيسة) مصدرا آخر وهو أقوال يسوع التي استلموها في الغالب عن طريق التقليد الشفهي.
انتقلت أقوال يسوع بين المسيحيين شفاهة ثم بدأو بعد ذلك في كتابتها في بعض الوثائق جمعت فيها الأقوال و في البعض الآخر جمعت الأفعال و في مجموعات أخرى جمعت المعجزات , و قد أشار إلى مثل هذه الوثائق القديس لوقا في بداية إنجيله , و مثلت تلك الأقوال البذرة التي تطور منها القانون المسيحي و خاصة الأناجيل.
بالتوازي مع تناقل هذه الأقوال كانت هناك الرسائل الرسولية إلى المجتمعات الجديدة التي نشأت في بداية المسيحية , لتفسر لهم أهمية شخص يسوع و حياته و أعماله للمؤمنين , و هي رسائل بولس و كانت تهدف إلى تسهيل الإشراف على المجتمع الناشيء بعد أن يتركه الرسول المبشر ذاهبا للكرازة في مجتمعا آخر أو إلى أماكن تمت زيارتها من قبل (إلى رومية , إلى كولوسي) , إلا أن بولس و كتبة باقي الرسائل لم يعتقدو فيما يكتبون أنه سيصبح المصدر الدائم للعقيدة المسيحية فقد كانو يكتبون لظروف معينة و لأشخاص معينين. [4]
3. كيف كان قانون العهد الجديد عند الآباء الرسوليين؟
الآباء الرسوليين : هو لقب يطلع على مجموعة من الكتاب لهم معرفة ما بالرسل (التلاميذ , الحواريين) لكنهم ليسو منهم. أطلق اللقب لأول مرة عالم الآبائيات J. B. Cotelier و كانت صيغته "آباء العصر الرسولي" و كان ذلك عام 1672 , في كتاب جمع فيه مؤلفات خمسة من الكتاب هم : (بارناباس , إكليمندس الروماني , هرماس , إغناطيوس , بوليكارب) صدرت لها ترجمة إنجليزية بعنوان: "الرسائل الأصلية للآباء الرسوليين " "The Genuine Epistles of the Apostolical Fathers. " أضيف إلى هذه المجموعة فيما بعد كل من (رسالة ديوجنيتيس , بقايا كتابات بابياس , و الديداخي) [5]
1. إكليمندس الروماني (ص40 - 43):
رسالت إكليمندس الأولى , أرسلها إلى كورنثوس بعد خلافات بين أعضاء الكنيسة هناك , كتبت عام 96/95 م.
إستشهد خلال رسالته بنصوص من العهدين القديم و الجديد.
كان يقدم نصوص العهد القديم , بعبارات مثل : (الكتاب المقدس يقول , كما هو مكتوب , إنه مكتوب) , إستشهاداته كانت مماثلة بدقة كبيرة لنص الترجمة السبعينية.
في إشارته إلى نصوص الأناجيل كان يدعو المسيحيين لتذكر كلمات السيد , بصيغة تدل على التقليد الشفهي و بعض ما نسبه إلى يسوع موجود بالأناجيل , غالبا بصيغة مختلفة و البعض الآخر ليس موجود بالأناجيل الاربعة.
أشار إلى العديد من رسائل بولس بصيغ أكثر وضوحا (رسالة كورنثوس , رومية , غلاطية , فيليبي , إفسس) , بالرغم من ذلك فكان يعتبرهم رسائل هامة على المستوى التعليمي و لم ينسب إليهم أي سلطان إلهي.
أشار أيضا إلى رسالة العبرانيين , أعمال الرسل , يعقوب , بطرس الأولى.
الكتاب المقدس بالنسبة لإكلمندس هو العهد القديم.
2. إغناطيوس الأنطاكي (ص43 - 49):
كتب سبع رسائل في طريقه من أنطاكيا حتى روما لتنفيذ حكم الإعدام.
نظرا لظروف كتابته , فإن استشهاداته باكتاب المقدس كانت قليلة و غير دقيقة حيث أنها كانت من الذاكرة.
إستخدم تعبيرات شبيهة بتعبيرات بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس , رومية , إفسس ,غلاطية , فيليبي , وكولوسي , تسالونيكي الأولى و يحتمل أنه كان على معرفة برسالة العبرانيين و بطرس الأولى.
بالنسبة للأناجيل الآزائية (متى , مرقص , لوقا) فله عبارات اقرب إلى عبارات إنجيل متى أكثر منها إلى مرقص و لوقا , و تبدو معرفته بإنجيل يوحنا أكثر وضوحا من معرفته بالأناجيل الآزائية .
لم يعتبر أي من أسفار العهد الجديد ككلام مقدس , بل كان يهتم بتعليم الرسل عن (حياة , موت و قيامة) يسوع سواء كان ذلك التعليم شفهي أو مكتوب.
3. الديداخي (ص49 - 51):
هو كتيب يحتوي على تعاليم روحية و طقوس كنسية , يشار إليه أيضا باسم , تعاليم الإثنى عشر رسولا. عرف من خلال اشارات الآباء إليه لكن لم يكن له نص حتى اكتشف عام 1975.
أين و متى و من كتب هذا الكتيب لا يمكن تحديده , اختلف العلماء في زمن كتابته بين القرن الأول و الرابع و الأغلب انه كتب في النصف الأول من القرن الثاني.
يشار فيه فقط إلى أقوال يسوع غالبا من إنجيل متى و هناك تشابه بسيط لبعض العبارات مع انجيل يوحنا.
لا يعتبر الأناجيل مصدرا إلهيا لكنه ينظر إليها على أنها تجميع لأقوال يسوع
.
4. بابياس أسقف هيرابوليس (ص52 - 56):
قال عنه إيرينيئوس أنه سمع القديس يوحنا في صباه, و أنه صديق القديس بوليكاربوس تلميذ يوحنا.
من خلال أقوال يسوع التي أوردها في كتاباته المتبقية حتى الآن يتبين أنه كان له مصدرين عن حياة يسوع: أحدهم التقليد الشفهي و الآخر الأناجيل المكتوبة , و يذكر أنه كان يفضل التقليد الشفهي عن المكتوب.
في وصفه لإنجيل متى قال أنه يحتوي على أقوال يسوع (لوجيا) و أنه كتب بالعبرانية.
و في وصفه لإنجيل مرقص قال أنه (مرقص) كان المساعد و المترجم للقديس بطرس و أنه كتب جميع ما تذكره من تعاليم القديس بطرس دون أن يركز على ترتيب الأحداث.
بتجميع أقواله من مفترق اقتباسات الآباء يتبين أنه كان على علم أيضا ب (إنجيل يوحنا , بطرس الأولى , يوحنا الأولى , و الرؤيا).
5. رسالة برناباس (ص56 - 59):
هي رسالة لاهوتية نسبها بعض الآباء مثل جيروم و ترتليان إلى برناباس رفيق القديس بولس لكن البحث التاريخي يرفض هذه النسبة.
إقتبس كاتب الرسالة كثيرا من العهد الجديد مفسرا هذه الإقتباسات بإسلوب رمزي , بالرغم من توجهه المعادي لليهودية بشكل شديد , و استشهد أيضا بكل من سفر (حكمة سليمان , سفر عزرا الثاني , باروخ الثاني).
الكتاب المقدس بالنسبة له كان هو العهد القديم يضاف إليه بعض الأسفار الأبوكريفية.
من خلال بعض الفقرات في الرسالة (vii.3 / iv.14 ) يتبين أنه كان على معرفة بإنجيل متى و ربما أيضا إنجيل مرقص , أما معرفته بإنجيل يوحنا فلا يمكن التثبت منها.
رأى بعض العلماء أنه ربما كان على علم أيضا بهذه الأسفار (تيموثاوس الأولى و الثانية و سفر الرؤية).
يذكر أن نصوص هذه الرسالة القليلة التي تتشابه مع الأناجيل ليست حرفية و يمكن أن يكون مصدرها التقليد الشفهي و بالتالي فمعرفته بالأناجيل لا يمكن الجزم بها , خاصة أنه استخدم إشارات مثل , كما هو مكتوب أو كما في الكتاب المقدس حين اقتبس العهد القديم و لم يستخدمها مع العهد الجديد.
.6 بوليكاربوس أسقف سميرنا:
· اقتبس بوليكاربوس من الكتاب المقدس 112 مرة منهم 100 من العهد الجديد و 12 فقط من العهد القديم.
كانت رسالته موجهة إلى أهل فيليبي و أشار فيها إلى تعليم من المسيح معروف لديهم , لا يتضح إن كان شفهيا أم مكتوبا , و فيه إشارات قريبة من إنجيلي متى و مرقص .
يبدو أنه كان على معرفة أيضا بهذه الأسفار (رومية , كورنثوس الأولى , غلاطية , أفسس , فيليبي , تسالونيكي الثانية , تيموثاوس الأولى و الثانية)
معرفته برسالة العبرانيين شبه مؤكده و له إقتباسات كثيرة شبيهة ببطرس الأولى و كان على معرفة بيوحنا الأولى.
خلال إقتباساته من أسفار العهد الجديد لم يشر إلى أي منها على أنها من الكتاب المقدس , باستثناء (أفسس 4 . 26) الذي يتشابه مع (مزمور 4 . 5) و يبدو أنه خلط بينهم.
7. راعي هرماس (ص 63 - 67)
ظلت الرسالة التي كتبت في الفترة بين نهاية القرن الأول و بداية القرن الثاني لفترة كبيرة معتبرة من ضمن الأسفار المقدسة و يوجد لها أكثر من عشرين مخطوط من القرن الثاني إلى السادس بعدة لغات : (اليونانية , اللاتينية , القبطية الصعيدية و الأخميمية).
تحتوي الرسالة على خمس رؤى و إثنى عشر وصية و على عشر أمثال.
أوريجانوس و جيروم رأو أن كاتبها هو هرماس الذي ذكره بولس في (رومية 10 . 16) , إلا أن البحث التاريخي يخالف ذلك.
لم يقتبس كاتب الرسالة من الكتاب المقدس بعهديه لكن له أفكار يمكن من خلالها إستنتاج أنه كان على معرفة بإنجيل يوحنا و على الأقل بواحد من الأناجيل الآزائية الثلاثة و رسالة إفسس و يعقوب.
8. الرسالة المسماة برسالة إكلمندس الثانية (ص 67 - 72)
هي ليست رسالة حيث أن الكاتب يذكر أنه يقرأ بصوت عالي , فهي إذا عظة و لا تصح نسبتها إلى إكلمندس.
عن طريق الإستدلال من الأدلة الداخلية رجح العلماء بصعوبة أن هذه الرسالة كتبت في الفترة بين عام 120 و 170 بعد الميلاد بهامش زمني ± 150 عام.
من المؤكد أن الكاتب كان على علم بإنجيلي متى و لوقا و رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس و رسالة إفسس.
لا يوجد أي أثر ولو ضعيف يشير إلى معرفته بإنجيل يوحنا أو بسفر أعمال الرسل.
و ربما كان على علم بيعقوب و العبرانيين و بطرس الأولى.
من بين إحدى عشر إقتباس لأقوال يسوع يوجد خمسة ليسو في الأناجيل الأربعة .
لم يشر إلى أي من أسفار الكتاب المقدس بعهديه , بصيغة تدل على إعترافه بقانونيته.
الإجابة على هذا السؤال بتلخيص شديد بعد أن استعرضنا سريعا نقاط البحث المتعلقه بهذا السؤال , هي:
أنه بالنسبة لليهود المتنصرين في هذا العصر كان الكتاب المقدس عبارة عن العهد القديم مع بعض الأسفار الأبوكريفية. يقف إلى جانب هذه الأسفار تقليدا في الغالب شفهي من أقوال منسوبة إلى يسوع. على الجانب الآخر فإن الجناح الهيليني من المتنصرين الأوائل أشار بصورة أكبر من الجناح اليهودي إلى بعض الأسفار التي أصبحت فيما بعد جزئا من قانون العهد الجديد , و مع ذلك فنادرا ما إعتبرو هذه الأسفار أسفارا مقدسة.
و بذلك يكون المصدر الأول للعقيدة و التعاليم المسيحية في هذا العصر هو أقوال يسوع التي أحيانا تتفق مع الأناجيل الأربعة و أحيانا لا تتفق.
4. كيف شارك الهراطقة في تحديد قانون العهد الجديد؟
من هم الهراطقة: « الهرطقة : هي مفرد لكلمة هرطقات وهي كلمة دخيلة على اللغة العربية من اللغة اليونانية التي عبرت عنها بكلمة airesij من الصفة airetikov وتعني في الأصل اللغوي لها انتقاء أو انتخاب لرأي ما مع تفضيله على غيره من الآراء . وكانت تستعمل للدلالة على مذهب من المذاهب الفلسفية أو مدرسة فكرية كما حدث عند اليونان المتأخرين وكذلك عند الرومان . أما في مجال الدين فأصبحت تطلق على الفرق والطوائف الفكرية المختلفة داخل الدين الواحد وأصبحت تعني الشقاق الضار بسلامة الكنيسة ... وأصبحت الهرطقة جريمة شنعاء يعد مؤسسها أو المنتمي إليها عدواً لله والكنيسة » . [6]
قد يستغرب الكثيرون من هذا السؤال فكيف للهراطقة (أعداء الله و الكنيسة) أن يساهمو في تحديد الأسفار القانونية للعهد الجديد , ولعل الإستغراب يزيد إذا علمت أنهم أكثر من ساهم في تحديد هذه الأسفار , و ليت الأمر يقف فقط عند حدود اختيار السفر بل كما سأحوال توضيحه إن شاء الله في تدوينات أو أبحاث أخرى فقد شاركو أيضا في إقصاء و إضافة و تعديل نصوص هذه الأسفار بل و ساهمو كذلك في تحديد العقيدة الأرثوذوكسية (القويمة) للإيمان المسيحي !
1. الغنوصية (ص 75 - 106):
الغنوصية هي مزيج من الفلسفة و الدين , لها العديد من الأشكال و الطوائف مختلفين بين بعضهم البعض بشكل كبير و متناقض جدا , ملامحها العامة هي أن الأرواح طاهرة نقية منبثقة من الذات الإلهية, محبوسة في الجسد نتيجة كارثة قبل كونية , يمكنها أن تخلص من ذلك المحبس عن طريق الحصول على معرفة باطنية (gnosis) .
لم تكن هناك أي مصادر أصلية يمكن من خلالها تحديد النظام الغنوصي إلا بعض اقتباسات الآباء في ردودهم عليهم حتى عام 1945 الذي تم فيه اكتشاف مخطوطات و وثائق نجع حمادي.
باسيليدس هو أحد زعماء الحركات الغنوصية المسيحية و كان يعلم في الأسكندرية بين عام 117 و عام 138.
- رد عليه إيرينائوس في كتابه ضد الهراطقة و أيضا هيبوليتس .
- روى قصة الغني و لعازر الموجودة في (لوقا 16 : 19 - 39) و أيضا العظة الجبل (متى 5: 12 - 30) و أيضا رسالة رومية و سفر الرؤية.
فالنتينوس من أصل مصري و انتقل إلى روما حيث أسس هناك مدرسة كبيرة نشرت تعاليمه في الغرب في الفترة من عام 140 إلى عام 165 م.
- كان يلجأ إلى تفسير رمزي باطني جدا , لأسفار الكتاب المقدس و كان على دراية كبيرة بالعهد القديم.
- كان على علم أيضا بإنجيل متى و يوحنا و رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس , غلاطية , كولوسي و سفر الرؤية.
- يحتمل أنه كان على علم أيضا بأعمال الرسل , و يوحنا الأولى , و بطرس الأولى.
· مخطوطات نجع حمادي:
- هي مجموعة من المخطوطات القديمة التي تم اكتشافها في نجع حمادي بمصر , 39 منها هي مخطوطات غنوصية خالصة و 20 مخطوطة مسيحية غنوصية.
- هناك 3 وثائق مسيحية لا تتضح فيها الملامح الغنوصية و هم (أعمال بولس و الإثنى عشر رسولا , أعمال بطرس , تعاليم سيلفانوس).
- إنجيل توما : هو عبارة عن تجميع لأقوال يسوع بعضها شبيه لأقوال من الأناجيل الأربعة خاصة العهد الجديد و البعض الآخر لا يوجد نظير له في الأسفار القانونية. هناك إشارات إلى معرفته بيوحنا الأولى , بطرس الأولى , رومية , كورنثوس الأولى و الثانية , غلاطية , إفسس.
مارقيون : كان أحد أعضاء الكنيسة الرومانية فيا النصف الأول من القرن الثاني , بدأ في عام 144 م في التبشير العلني بأفكار جديدة , لاقت رفضا قويا من المجتمع الكنسي , لكنه بدأ في حشد أتباع له و انتشرت أفكاره حتى أصبحت تمثل كيان يهدد التيار المسيحي الرئيسي.
- رفض مارقيون العهد القديم , حيث أنه كان يفرق بين إلهين إله المحبة و هو الأسمى و إله العدل و هو الأدنى و هو إله اليهود , و كان يعتبر المسيح رسول الإله الأعلى.
- يعتبر مارقيون أول من وضع قانون للعهد الجديد (بالرغم من وجود خلاف حول ذلك) : كان يحتوي فقط على إنجيل لوقا و رسائل بولس التسعة التي أرسهل إلى الكنائس السبع بالإضافة إلى رسالة فليمون .
- عدل بعض نصوص انجيل لوقا التي رأى انه تم تحريفها بإضافة عناصر يهودية عليها , و كذلك فعل مع الرسائل.
- لماركيون أثر كبير على العهد الجديد بصيغته الحالية , فتعديلاته على إنجيل لوقا و على رسائل بولس , التي انتشرت في الغرب , تعتبر هي السبب الرئيسي في وجود ما يعرف بالنص الغربي للعهد الجديد. غير أن اعتباره ان رسائل بولس مساوية للأناجيل لا غنى لأحدهم عن الآخر ساهمت في إضفاء أهمية أكبر لرسائل بولس نمت مع الوقت.
2. المونتانية :
- نسبة إلى موناتنوس نشأت في القرن الثاني في مدينة فريجا و كانت تعتبر نفسها الصيغة الصحيحة الوحيدة للمسيحية , إنتشرت بشكل كبير في روما و شمال إفريقيا.
- كان لهذه الحركة طابع أبوكاليبتي (ينتظر و يهتم بالأحداث المروعة التي ستحدث قبل نهاية العالم) .
- من أثر هذه الحركة هو تنامي الرفض الكنسي للأسفار الأبوكاليبتية منها سفر رؤية يوحنا و البعض رفض أيضا رسالة العبرانيين لكثرة إستدلال المونتانيين بها.
5. ما هي مراحل تطور قانون العهد الجديد في الشرق؟
حال القانون بعض انتهاء عصر الآباء الرسوليين : أصبح للأناجيل الأربعة قانونية محكمة لا يزاد عليها ولا ينقص منها , و اعتبرت رسائل بولس اسفارا مقدسة في مختلف الكنائس و أيضا سفر الرؤيا , و ظلت بعض الكتب تقف على ضفاف القانون , لم يكن معترفا بها في كل الكنائس , و هي العبرانيين , يعقوب , و رسائل يوحنا و يهوذا.
حين يذكر الشرق في المسيحية فيقصد به كنائس: سوريا , آسيا الصغرى , اليونان و مصر.
1. الكنيسة السيريانية (ص 113 - 120):
- بحسب إحدى الوثائق من القرن الرابع فإن أول هيئة للعهد الجديد عرفتها الكنائس السيريانية هي (الإنجيل , رسائل بولس , أعمال الرسل) و اللافت للنظر هنا أنه إستخدم كلمة الإنجيل و ليس الأناجيل و في الغالب فإنه يقصد الإنجيل الرباعي لتاتيانوس.
تاتيانوس:
- قام تاتيانوس بعمل إنجيل توفيقي بين الأناجيل الأربعة ليجمع الشتات و يحل المتناقضات بين مختلف نصوص الأناجيل الأربعة و أسماه "الدياتاسرون" (to dia tessaron) و هي كلمة مأخوذة من المصطلح الموسيقي و تعني تجانس أربع نغمات , و إتبع في ذلك الترتيب الزمني لأحداث قصة يسوع كما رتبها كاتب إنجيل يوحنا دون الإلتزام به حرفيا , ثم ترجم انجيله الرباعي بعد ذلك إلى السيريانية و قدمه إلى الكنيسة.
- يعتبر متزجر أن اختيار تاتيانوس فقط للأربعة أناجيل يعتبر دليل على أن الأناجيل الأربعة كانت هي فقط الاناجيل القانونية منذ البدء في الكنيسة السيريانية , بل و يزيد على ذلك أن تاتيانوس لم يخرج عن نصوص الأناجيل الأربعة في أي جملة أو مقطع و يعتبر أن ذلك يدعم الرأي بقانونية الأناجيل الأربعة فقط في الكنيسة السيريانية. يذكر أن العالم و الناقد الألماني Helmut Koester و آخرين يخالفونه في ذلك :
»The Diatessaron (Greek: dia tessaron) "through [the] four [gospels]") is a gospel harmony, created about the year 172. Its putative composer, Tatian, combined the four canonical Gospels with one or more extra-canonical sources, and wove them into a single continuous account. Duplications were removed, contradictions were reconciled, and parallel passages were harmonized. «[7]
الترجمة : الدياتسرون , هو إنجيل تجانسي , كتب تقريبا في عام 173 م. كاتبه المزعوم تاتيانوس , قام بتجميع الأناجيل الأربعة بالإضافة إلى مصدر أو أكثر من المصادر الغير قانونية , و دمجهم جميعا في رواية واحدة متصلة. حذفت التكرارات , جمع بين المتناقضات , و وفق بين المتشابهات.
- رفض تاتيانوس رسائل بولس التي لم يقبلها مارقيون باتثناء رسالة تيطس , و رفض أيضا تيموثاوس الأولى.
· ثاوفيلوس الأنطاكي:
- كان ينظر باحترام شديد للعهد القديم و يصف أسفاره بالأسفار المقدسة و للأنبياء بأنهم حملة الروح القدس , و نفس الأمر بالنسبة للرسل كتبة العهد الجديد , فقد وصف إنجيل متى بالكلام المقدس , و وصف يوحنا بحامل الروح القدس , و أشار مرة إلى لوقا , و يحتمل أن من مؤلفاته الضائعة تفسير للأناجيل الأربعه.
- وجد في كتاباته اقتباسات من بعض رسائل بولس : (رومية , كورنثوس الأولى و الثانية , إفسس , فيليبي كولوسي , و الرسائل الرعوية الثلاثة) , في إحدى إقتباساته من رسائل بولس , وصفها بالكلمة الإلهية.
- لم يشر في أي من كتاباته إلى رسالة العبرانيين ولا الرسائل الكاثوليكية , معرفته بأعمال الرسل لا يمكن التثبت منها.
2. أسيا الصغرى (ص 120 - 123)
· استشهاد بوليكاربوس:
- لا يوجد في ما نقل من أقواله استشهاد مباشر بالعهد الجديد , لكن هناك بعض النصوص تتشابه مع ما ورد في في إنجيل متى و بعض الرسائل الرسولية.
· ميليتو أسقف ساردس :
- له كتاب يسمى الإختيارات كتبه ردا على صديق طلب منه عدد و ترتيب أسفار العهد القديم , لكي يفرق ميليتو بين الأسفار القانونية و الأبوكريفية للعهد القديم, ذهب إلى فلسطين للتثبت من قانون العهد القديم و كانت النتيجة قائمة مماثلة لتلك الأسفار الموجود في الترجمة السبعينية , و كان أول من وصف أسفار الكتاب المقدس اليهودي بـ "أسفار العهد القديم" و يعد ذلك أيضا بداية لإعتبار الأسفار المسيحية أسفار "العهد الجديد".
3. اليونان (ص 123 - 128)
· أثيناجوراس:
- أحد أهم الدفاعيين المسيحيين في القرن الثاني و هو أول من كتب دفاعا فلسفيا عن الثالوث المسيحي.
- اقتبس في رسائله الدفاعية كثيرا من العهد القديم , من العهد الجديد اقتبس من متى و يحتمل أيضا من لوقا دون الإشارة إلى اسم الكتاب و أيضا من مرقص و يوحنا.
- أما بخصوص رسائل بولس , فقد اقتبس من رومية و غلاطية و تيموثاوس الأولى و لكن لا يمكن تحديد إذا ما كان يعتبرها أسفارا مقدسة أم لا.
4. مصر (ص 129 – 141)
· إكلمندس السكندري :
- إكلمندس السكندري أحد أهم الآباء المسيحيين , له مؤلفات عدة بها اقتباسات كثير من الكلاسيكيات الوثنية و من العهد القديم و الأسفار الأبوكريفية و من العهد الجديد , عدد الإقتباسات في كتاباته تقريبا 8000 إقتباس ثلثها من كتاب و ثنيين و استشهد بالعهد الجديد ضعف استشهاداته من العهد القديم.
- استشهد بكافة أسفار العهد الجديد باستثناء : فليمون , يعقوب , بطرس الثانية , يوحنا الثانية و الثالثة.
- يذكر أنه كان على علم بثلاث صيغ لإنجيل مرقص , الأولى كتبها مرقص في روما و الثانية كتبها في الأسكندرية بعد استشهاد بطرس و نسخة ثالثة حرفها الهراطقة.
- كان يرى أن رسالة العبرانيين كتبها بولس , ثم ترجمها لوقا إلى اليونانية.
- بجانب أقوال يسوع المدونة في الأناجيل استخدم أيضا أقوالا منسوبة ليسوع من التقليد الشفهي و وصفها بعبارة "agrafa" "أجرافا , أي الغير مدونة"
- العهد الجديد بالنسبة له كان مكونا من : الأناجيل الأربعة , رسائل بولس , أعمال الرسل , بطرس الاولى , يوحنا الاولى و سفر الرؤيا.
· أوريجانوس :
- هو علامة مدرسة الأسكندرية , و من أكثر الآباء المسيحيين كتابة , يذكر أنه قام بتفسير جميع أسفار الكتاب المقدس ثلاث مرات.
- هو أول من جمع الأسفار المسيحية تحت مسمى العهد الجديد , واصفا إياهم بالأسفار المقدسة التي كتبها الإنجيلين و الرسل من خلال نفس الروح القدس التي كتبت بوساطتها أسفار العهد الجديد. (المباديء 4 : 11 و 16)
- قال أن أناجيل , متى , لوقا , مرقص و يوحنا هي فقط الأناجيل التي لا خلاف عليها في كنيسة الله.
- و قد أشار في بعض المرات إلى أناجيل غير الأربعة القانونية بصيغ تشير إلى إعترافه بها منها إنجيل بطرس و إنجيل العبرانيين.
- لجأ في مرات كثير إلى تقليد شفهي غير مكتوب لأقوال يسوع .
- كان يرى أن لوقا هو كاتب أعمال الرسل و كان يقتبس من رسائل بولس بصيغة يقول بولس.
- أما عن رسالة العبرانيين فقد اقتبس منها اكثر من مائة مرة و كان ينسبها لبولس مع ذلك قال أن صحة هذه الرسالة مشكوك فيها.
- عن رسالة يعقوب كان يصفها برسالة يعقوب المتداولة .
- لم يقتبس ولا مرة من بطرس الثانية ولا يوحنا الثانية و الثالثة.
(يتبع و منتظر التصحيح و النقد و المناقشة و التعليق و الاسئلة.)
[1] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Pages: 289/290.
[2] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Page:Preface .
[3] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Page: 2.
[4] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Page: 3/4.
[5] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Page: 39.
[6] ( بولس عطيه بسليوس ( قمص ) ، الطوائف المسيحيه في التاريخ والعقيدة واللاهوت المقارن ، صفحة 10 و 11) .[2] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Page:Preface .
[3] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Page: 2.
[4] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Page: 3/4.
[5] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Page: 39.
[7] Ancient Christian Gospels, Their History and Development – By: Helmut Koester – Publisher: TRINITY PRESS INTERNATIONAL, Philadelphia & SCM PRESS LTD, London, 1990 – Page: 403 .
تعليق