المختصر المفيد من كتاب قانون العهد الجديد , للعلامة بروس متزجر.

تقليص

عن الكاتب

تقليص

مسلم عن حق مسلم اكتشف المزيد حول مسلم عن حق
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مسلم عن حق
    1- عضو جديد
    • 12 أكت, 2009
    • 56
    • مهندس
    • مسلم

    المختصر المفيد من كتاب قانون العهد الجديد , للعلامة بروس متزجر.



    كتاب قانون العهد الجديد

    بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

    هذه أولى مشاركاتي الفاعلة في المنتدى .

    أهدي هذه المشاركة إلى شيخي محمد عنان (أبو رائد) "رحمه الله" الذي تعلمت منه كل شيء عن المسيحية , أرجو من الله أن يقبل كل حرف من هذه المشاركة خالصا لوجهه و أن يجعله في ميزانه بما علمني و في ميزاني.


    تعريف بالكتاب:

    كتاب (قانون العهد الجديد: أصله , تطوره و أهميته) للعلامة: Bruce Manning Metzger , نشر لأول مرة عام 1987 لدار نشر جامعة أوكسفورد و أعيد نشره بنسخة منقحة عام 1989.

    الموضوع:

    الموضوع كما هو مبين بالعنوان دراسة قانونية أسفار العهد الجديد منذ نشأة المسيحية و حتى يومنا هذا , يمكن تلخيص الكتاب في عشرة أسئلة هم أدوات البحث و خمسة أخرى هم خلاصة البحث (ازعم أن من يعرفها بإجابتها فقد ألم بموضوع الكتاب) سأحاول جاهدا عرضها في هذه المشاركة باختصار شديد , يوصل إلى القاريء فكرة عامة عن الموضوع و عن ملامح قانون العهد الجديد في مراحله المختلفة , و عن وضعه الحالي , عن العوامل التي كونت هذا القانون.


    الأسئلة الأساسية (أدوات البحث):

    ما معنى مصطلح "قانون العهد الجديد" ؟
    ما هو أول قانون كنسي للكتاب المقدس ؟
    كيف كان قانون العهد الجديد عند الآباء الرسوليين؟
    كيف شارك الهراطقة في تحديد قانون العهد الجديد؟
    ما هي مراحل تطور قانون العهد الجديد في الشرق؟
    ما هي مراحل تطور قانون العهد الجديد في الغرب؟
    ما هي أشهر الكتب التي أثيرت خلافات حول قانونيتها؟
    ما هي أول قوائم مسيحية بقانون العهد الجديد و أي كتب كانت بها؟
    كيف حاول الشرق تثبيت القانون و غلقه , و ماذا وصلو إليه؟
    كيف حاول الغرب تثبيت القانون و غلقه , و ماذا وصلو إليه؟


    الاسئلة فرعية (خلاصة البحث):


    ما هي معايير قانونية الأسفار و هل الوحي من بينهم؟
    ما هي الأسفار التي اعترف بقانونيتها أولا؟
    لماذا أربعة أناجيل , و هل سبب تعدد الأناجيل مشاكل لاهوتية؟
    كيف أصبحت رسائل بولس خاصة الرسائل المحلية منها جزئا من العهد الجديد و ما أثر ذلك؟
    هل هناك نص قانوني للأسفار القانونية؟


    1. ما معنى مصطلح "قانون العهد الجديد" ؟

    يرجع إلى مقدمة الكتاب و الملحق الأول المعنون (تاريخ كلمة قانون):

    كلمة قانون (Canon) لها معان عديدة منها العصا المستقيمة مثل تلك التي كان يستخدمها النجار للتأكد من استقامة شيء معين أو ميزان الخيط الذي يستخدمه عامل البناء للتأكد من استقامة الجدار و قد تعني أيضا المسطرة , و عامة هي تطلق للتعبير عن نموذج قياسي لأشياء عديدة منها أيضا الإيمان. [1]

    بدأ إستخدامها مع الكتاب المقدس بعد المسيحية بالرغم من وجود الفكرة سابقا في اليهودية. [2]

    أما مصطلح قانون العهد الجديد , فيعني قائمة بأسفار العهد الجديد , المعترف بها لدى الكنيسة, عددا و ترتيبا .



    2. ما هو أول قانون كنسي للكتاب المقدس ؟

    منذ فجر المسيحية و كان الكتاب المقدس اليهودي أو ما صار يعرف فيما بعد بالعهد القديم هو قانون الأسفار المقدسة بالنسبة للكنيسة , كان منتشرا باللغة العبرية و بترجمة يونانية تسمى بالترجمة السبعينية , و بالرغم من أن قانون أسفار الكتاب المقدس اليهودي لم يكن محدد بشكل محسوم إلا أن ملامحه كانت معروفة بدرجة كبيرة. [3] و قد قبل يسوع الكتاب المقدس اليهودي على أنه كلمة الله و استدل به كثيرا في حواراته و مناظراته , و بالإضافة إلى الكتاب اليهودي كان لها (الكنيسة) مصدرا آخر وهو أقوال يسوع التي استلموها في الغالب عن طريق التقليد الشفهي.

    انتقلت أقوال يسوع بين المسيحيين شفاهة ثم بدأو بعد ذلك في كتابتها في بعض الوثائق جمعت فيها الأقوال و في البعض الآخر جمعت الأفعال و في مجموعات أخرى جمعت المعجزات , و قد أشار إلى مثل هذه الوثائق القديس لوقا في بداية إنجيله , و مثلت تلك الأقوال البذرة التي تطور منها القانون المسيحي و خاصة الأناجيل.

    بالتوازي مع تناقل هذه الأقوال كانت هناك الرسائل الرسولية إلى المجتمعات الجديدة التي نشأت في بداية المسيحية , لتفسر لهم أهمية شخص يسوع و حياته و أعماله للمؤمنين , و هي رسائل بولس و كانت تهدف إلى تسهيل الإشراف على المجتمع الناشيء بعد أن يتركه الرسول المبشر ذاهبا للكرازة في مجتمعا آخر أو إلى أماكن تمت زيارتها من قبل (إلى رومية , إلى كولوسي) , إلا أن بولس و كتبة باقي الرسائل لم يعتقدو فيما يكتبون أنه سيصبح المصدر الدائم للعقيدة المسيحية فقد كانو يكتبون لظروف معينة و لأشخاص معينين. [4]



    3. كيف كان قانون العهد الجديد عند الآباء الرسوليين؟

    الآباء الرسوليين : هو لقب يطلع على مجموعة من الكتاب لهم معرفة ما بالرسل (التلاميذ , الحواريين) لكنهم ليسو منهم. أطلق اللقب لأول مرة عالم الآبائيات J. B. Cotelier و كانت صيغته "آباء العصر الرسولي" و كان ذلك عام 1672 , في كتاب جمع فيه مؤلفات خمسة من الكتاب هم : (بارناباس , إكليمندس الروماني , هرماس , إغناطيوس , بوليكارب) صدرت لها ترجمة إنجليزية بعنوان: "الرسائل الأصلية للآباء الرسوليين " "The Genuine Epistles of the Apostolical Fathers. " أضيف إلى هذه المجموعة فيما بعد كل من (رسالة ديوجنيتيس , بقايا كتابات بابياس , و الديداخي) [5]

    1. إكليمندس الروماني (ص40 - 43):

    رسالت إكليمندس الأولى , أرسلها إلى كورنثوس بعد خلافات بين أعضاء الكنيسة هناك , كتبت عام 96/95 م.
    إستشهد خلال رسالته بنصوص من العهدين القديم و الجديد.
    كان يقدم نصوص العهد القديم , بعبارات مثل : (الكتاب المقدس يقول , كما هو مكتوب , إنه مكتوب) , إستشهاداته كانت مماثلة بدقة كبيرة لنص الترجمة السبعينية.
    في إشارته إلى نصوص الأناجيل كان يدعو المسيحيين لتذكر كلمات السيد , بصيغة تدل على التقليد الشفهي و بعض ما نسبه إلى يسوع موجود بالأناجيل , غالبا بصيغة مختلفة و البعض الآخر ليس موجود بالأناجيل الاربعة.
    أشار إلى العديد من رسائل بولس بصيغ أكثر وضوحا (رسالة كورنثوس , رومية , غلاطية , فيليبي , إفسس) , بالرغم من ذلك فكان يعتبرهم رسائل هامة على المستوى التعليمي و لم ينسب إليهم أي سلطان إلهي.
    أشار أيضا إلى رسالة العبرانيين , أعمال الرسل , يعقوب , بطرس الأولى.
    الكتاب المقدس بالنسبة لإكلمندس هو العهد القديم.

    2. إغناطيوس الأنطاكي (ص43 - 49):

    كتب سبع رسائل في طريقه من أنطاكيا حتى روما لتنفيذ حكم الإعدام.
    نظرا لظروف كتابته , فإن استشهاداته باكتاب المقدس كانت قليلة و غير دقيقة حيث أنها كانت من الذاكرة.
    إستخدم تعبيرات شبيهة بتعبيرات بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس , رومية , إفسس ,غلاطية , فيليبي , وكولوسي , تسالونيكي الأولى و يحتمل أنه كان على معرفة برسالة العبرانيين و بطرس الأولى.
    بالنسبة للأناجيل الآزائية (متى , مرقص , لوقا) فله عبارات اقرب إلى عبارات إنجيل متى أكثر منها إلى مرقص و لوقا , و تبدو معرفته بإنجيل يوحنا أكثر وضوحا من معرفته بالأناجيل الآزائية .
    لم يعتبر أي من أسفار العهد الجديد ككلام مقدس , بل كان يهتم بتعليم الرسل عن (حياة , موت و قيامة) يسوع سواء كان ذلك التعليم شفهي أو مكتوب.


    3. الديداخي (ص49 - 51):

    هو كتيب يحتوي على تعاليم روحية و طقوس كنسية , يشار إليه أيضا باسم , تعاليم الإثنى عشر رسولا. عرف من خلال اشارات الآباء إليه لكن لم يكن له نص حتى اكتشف عام 1975.
    أين و متى و من كتب هذا الكتيب لا يمكن تحديده , اختلف العلماء في زمن كتابته بين القرن الأول و الرابع و الأغلب انه كتب في النصف الأول من القرن الثاني.
    يشار فيه فقط إلى أقوال يسوع غالبا من إنجيل متى و هناك تشابه بسيط لبعض العبارات مع انجيل يوحنا.
    لا يعتبر الأناجيل مصدرا إلهيا لكنه ينظر إليها على أنها تجميع لأقوال يسوع
    .
    4. بابياس أسقف هيرابوليس (ص52 - 56):

    قال عنه إيرينيئوس أنه سمع القديس يوحنا في صباه, و أنه صديق القديس بوليكاربوس تلميذ يوحنا.
    من خلال أقوال يسوع التي أوردها في كتاباته المتبقية حتى الآن يتبين أنه كان له مصدرين عن حياة يسوع: أحدهم التقليد الشفهي و الآخر الأناجيل المكتوبة , و يذكر أنه كان يفضل التقليد الشفهي عن المكتوب.
    في وصفه لإنجيل متى قال أنه يحتوي على أقوال يسوع (لوجيا) و أنه كتب بالعبرانية.
    و في وصفه لإنجيل مرقص قال أنه (مرقص) كان المساعد و المترجم للقديس بطرس و أنه كتب جميع ما تذكره من تعاليم القديس بطرس دون أن يركز على ترتيب الأحداث.
    بتجميع أقواله من مفترق اقتباسات الآباء يتبين أنه كان على علم أيضا ب (إنجيل يوحنا , بطرس الأولى , يوحنا الأولى , و الرؤيا).

    5. رسالة برناباس (ص56 - 59):

    هي رسالة لاهوتية نسبها بعض الآباء مثل جيروم و ترتليان إلى برناباس رفيق القديس بولس لكن البحث التاريخي يرفض هذه النسبة.
    إقتبس كاتب الرسالة كثيرا من العهد الجديد مفسرا هذه الإقتباسات بإسلوب رمزي , بالرغم من توجهه المعادي لليهودية بشكل شديد , و استشهد أيضا بكل من سفر (حكمة سليمان , سفر عزرا الثاني , باروخ الثاني).
    الكتاب المقدس بالنسبة له كان هو العهد القديم يضاف إليه بعض الأسفار الأبوكريفية.

    من خلال بعض الفقرات في الرسالة (vii.3 / iv.14 ) يتبين أنه كان على معرفة بإنجيل متى و ربما أيضا إنجيل مرقص , أما معرفته بإنجيل يوحنا فلا يمكن التثبت منها.
    رأى بعض العلماء أنه ربما كان على علم أيضا بهذه الأسفار (تيموثاوس الأولى و الثانية و سفر الرؤية).
    يذكر أن نصوص هذه الرسالة القليلة التي تتشابه مع الأناجيل ليست حرفية و يمكن أن يكون مصدرها التقليد الشفهي و بالتالي فمعرفته بالأناجيل لا يمكن الجزم بها , خاصة أنه استخدم إشارات مثل , كما هو مكتوب أو كما في الكتاب المقدس حين اقتبس العهد القديم و لم يستخدمها مع العهد الجديد.

    .6 بوليكاربوس أسقف سميرنا:

    · اقتبس بوليكاربوس من الكتاب المقدس 112 مرة منهم 100 من العهد الجديد و 12 فقط من العهد القديم.
    كانت رسالته موجهة إلى أهل فيليبي و أشار فيها إلى تعليم من المسيح معروف لديهم , لا يتضح إن كان شفهيا أم مكتوبا , و فيه إشارات قريبة من إنجيلي متى و مرقص .
    يبدو أنه كان على معرفة أيضا بهذه الأسفار (رومية , كورنثوس الأولى , غلاطية , أفسس , فيليبي , تسالونيكي الثانية , تيموثاوس الأولى و الثانية)
    معرفته برسالة العبرانيين شبه مؤكده و له إقتباسات كثيرة شبيهة ببطرس الأولى و كان على معرفة بيوحنا الأولى.
    خلال إقتباساته من أسفار العهد الجديد لم يشر إلى أي منها على أنها من الكتاب المقدس , باستثناء (أفسس 4 . 26) الذي يتشابه مع (مزمور 4 . 5) و يبدو أنه خلط بينهم.
    7. راعي هرماس (ص 63 - 67)

    ظلت الرسالة التي كتبت في الفترة بين نهاية القرن الأول و بداية القرن الثاني لفترة كبيرة معتبرة من ضمن الأسفار المقدسة و يوجد لها أكثر من عشرين مخطوط من القرن الثاني إلى السادس بعدة لغات : (اليونانية , اللاتينية , القبطية الصعيدية و الأخميمية).
    تحتوي الرسالة على خمس رؤى و إثنى عشر وصية و على عشر أمثال.
    أوريجانوس و جيروم رأو أن كاتبها هو هرماس الذي ذكره بولس في (رومية 10 . 16) , إلا أن البحث التاريخي يخالف ذلك.
    لم يقتبس كاتب الرسالة من الكتاب المقدس بعهديه لكن له أفكار يمكن من خلالها إستنتاج أنه كان على معرفة بإنجيل يوحنا و على الأقل بواحد من الأناجيل الآزائية الثلاثة و رسالة إفسس و يعقوب.
    8. الرسالة المسماة برسالة إكلمندس الثانية (ص 67 - 72)

    هي ليست رسالة حيث أن الكاتب يذكر أنه يقرأ بصوت عالي , فهي إذا عظة و لا تصح نسبتها إلى إكلمندس.
    عن طريق الإستدلال من الأدلة الداخلية رجح العلماء بصعوبة أن هذه الرسالة كتبت في الفترة بين عام 120 و 170 بعد الميلاد بهامش زمني ± 150 عام.
    من المؤكد أن الكاتب كان على علم بإنجيلي متى و لوقا و رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس و رسالة إفسس.
    لا يوجد أي أثر ولو ضعيف يشير إلى معرفته بإنجيل يوحنا أو بسفر أعمال الرسل.
    و ربما كان على علم بيعقوب و العبرانيين و بطرس الأولى.
    من بين إحدى عشر إقتباس لأقوال يسوع يوجد خمسة ليسو في الأناجيل الأربعة .
    لم يشر إلى أي من أسفار الكتاب المقدس بعهديه , بصيغة تدل على إعترافه بقانونيته.

    الإجابة على هذا السؤال بتلخيص شديد بعد أن استعرضنا سريعا نقاط البحث المتعلقه بهذا السؤال , هي:

    أنه بالنسبة لليهود المتنصرين في هذا العصر كان الكتاب المقدس عبارة عن العهد القديم مع بعض الأسفار الأبوكريفية. يقف إلى جانب هذه الأسفار تقليدا في الغالب شفهي من أقوال منسوبة إلى يسوع. على الجانب الآخر فإن الجناح الهيليني من المتنصرين الأوائل أشار بصورة أكبر من الجناح اليهودي إلى بعض الأسفار التي أصبحت فيما بعد جزئا من قانون العهد الجديد , و مع ذلك فنادرا ما إعتبرو هذه الأسفار أسفارا مقدسة.

    و بذلك يكون المصدر الأول للعقيدة و التعاليم المسيحية في هذا العصر هو أقوال يسوع التي أحيانا تتفق مع الأناجيل الأربعة و أحيانا لا تتفق.



    4. كيف شارك الهراطقة في تحديد قانون العهد الجديد؟


    من هم الهراطقة: « الهرطقة : هي مفرد لكلمة هرطقات وهي كلمة دخيلة على اللغة العربية من اللغة اليونانية التي عبرت عنها بكلمة airesij من الصفة airetikov وتعني في الأصل اللغوي لها انتقاء أو انتخاب لرأي ما مع تفضيله على غيره من الآراء . وكانت تستعمل للدلالة على مذهب من المذاهب الفلسفية أو مدرسة فكرية كما حدث عند اليونان المتأخرين وكذلك عند الرومان . أما في مجال الدين فأصبحت تطلق على الفرق والطوائف الفكرية المختلفة داخل الدين الواحد وأصبحت تعني الشقاق الضار بسلامة الكنيسة ... وأصبحت الهرطقة جريمة شنعاء يعد مؤسسها أو المنتمي إليها عدواً لله والكنيسة » . [6]

    قد يستغرب الكثيرون من هذا السؤال فكيف للهراطقة (أعداء الله و الكنيسة) أن يساهمو في تحديد الأسفار القانونية للعهد الجديد , ولعل الإستغراب يزيد إذا علمت أنهم أكثر من ساهم في تحديد هذه الأسفار , و ليت الأمر يقف فقط عند حدود اختيار السفر بل كما سأحوال توضيحه إن شاء الله في تدوينات أو أبحاث أخرى فقد شاركو أيضا في إقصاء و إضافة و تعديل نصوص هذه الأسفار بل و ساهمو كذلك في تحديد العقيدة الأرثوذوكسية (القويمة) للإيمان المسيحي !

    1. الغنوصية (ص 75 - 106):

    الغنوصية هي مزيج من الفلسفة و الدين , لها العديد من الأشكال و الطوائف مختلفين بين بعضهم البعض بشكل كبير و متناقض جدا , ملامحها العامة هي أن الأرواح طاهرة نقية منبثقة من الذات الإلهية, محبوسة في الجسد نتيجة كارثة قبل كونية , يمكنها أن تخلص من ذلك المحبس عن طريق الحصول على معرفة باطنية (gnosis) .
    لم تكن هناك أي مصادر أصلية يمكن من خلالها تحديد النظام الغنوصي إلا بعض اقتباسات الآباء في ردودهم عليهم حتى عام 1945 الذي تم فيه اكتشاف مخطوطات و وثائق نجع حمادي.
    باسيليدس هو أحد زعماء الحركات الغنوصية المسيحية و كان يعلم في الأسكندرية بين عام 117 و عام 138.
    - رد عليه إيرينائوس في كتابه ضد الهراطقة و أيضا هيبوليتس .

    - روى قصة الغني و لعازر الموجودة في (لوقا 16 : 19 - 39) و أيضا العظة الجبل (متى 5: 12 - 30) و أيضا رسالة رومية و سفر الرؤية.

    فالنتينوس من أصل مصري و انتقل إلى روما حيث أسس هناك مدرسة كبيرة نشرت تعاليمه في الغرب في الفترة من عام 140 إلى عام 165 م.
    - كان يلجأ إلى تفسير رمزي باطني جدا , لأسفار الكتاب المقدس و كان على دراية كبيرة بالعهد القديم.

    - كان على علم أيضا بإنجيل متى و يوحنا و رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس , غلاطية , كولوسي و سفر الرؤية.

    - يحتمل أنه كان على علم أيضا بأعمال الرسل , و يوحنا الأولى , و بطرس الأولى.

    · مخطوطات نجع حمادي:
    - هي مجموعة من المخطوطات القديمة التي تم اكتشافها في نجع حمادي بمصر , 39 منها هي مخطوطات غنوصية خالصة و 20 مخطوطة مسيحية غنوصية.

    - هناك 3 وثائق مسيحية لا تتضح فيها الملامح الغنوصية و هم (أعمال بولس و الإثنى عشر رسولا , أعمال بطرس , تعاليم سيلفانوس).

    - إنجيل توما : هو عبارة عن تجميع لأقوال يسوع بعضها شبيه لأقوال من الأناجيل الأربعة خاصة العهد الجديد و البعض الآخر لا يوجد نظير له في الأسفار القانونية. هناك إشارات إلى معرفته بيوحنا الأولى , بطرس الأولى , رومية , كورنثوس الأولى و الثانية , غلاطية , إفسس.

    مارقيون : كان أحد أعضاء الكنيسة الرومانية فيا النصف الأول من القرن الثاني , بدأ في عام 144 م في التبشير العلني بأفكار جديدة , لاقت رفضا قويا من المجتمع الكنسي , لكنه بدأ في حشد أتباع له و انتشرت أفكاره حتى أصبحت تمثل كيان يهدد التيار المسيحي الرئيسي.
    - رفض مارقيون العهد القديم , حيث أنه كان يفرق بين إلهين إله المحبة و هو الأسمى و إله العدل و هو الأدنى و هو إله اليهود , و كان يعتبر المسيح رسول الإله الأعلى.

    - يعتبر مارقيون أول من وضع قانون للعهد الجديد (بالرغم من وجود خلاف حول ذلك) : كان يحتوي فقط على إنجيل لوقا و رسائل بولس التسعة التي أرسهل إلى الكنائس السبع بالإضافة إلى رسالة فليمون .

    - عدل بعض نصوص انجيل لوقا التي رأى انه تم تحريفها بإضافة عناصر يهودية عليها , و كذلك فعل مع الرسائل.

    - لماركيون أثر كبير على العهد الجديد بصيغته الحالية , فتعديلاته على إنجيل لوقا و على رسائل بولس , التي انتشرت في الغرب , تعتبر هي السبب الرئيسي في وجود ما يعرف بالنص الغربي للعهد الجديد. غير أن اعتباره ان رسائل بولس مساوية للأناجيل لا غنى لأحدهم عن الآخر ساهمت في إضفاء أهمية أكبر لرسائل بولس نمت مع الوقت.

    2. المونتانية :

    - نسبة إلى موناتنوس نشأت في القرن الثاني في مدينة فريجا و كانت تعتبر نفسها الصيغة الصحيحة الوحيدة للمسيحية , إنتشرت بشكل كبير في روما و شمال إفريقيا.

    - كان لهذه الحركة طابع أبوكاليبتي (ينتظر و يهتم بالأحداث المروعة التي ستحدث قبل نهاية العالم) .

    - من أثر هذه الحركة هو تنامي الرفض الكنسي للأسفار الأبوكاليبتية منها سفر رؤية يوحنا و البعض رفض أيضا رسالة العبرانيين لكثرة إستدلال المونتانيين بها.



    5. ما هي مراحل تطور قانون العهد الجديد في الشرق؟

    حال القانون بعض انتهاء عصر الآباء الرسوليين : أصبح للأناجيل الأربعة قانونية محكمة لا يزاد عليها ولا ينقص منها , و اعتبرت رسائل بولس اسفارا مقدسة في مختلف الكنائس و أيضا سفر الرؤيا , و ظلت بعض الكتب تقف على ضفاف القانون , لم يكن معترفا بها في كل الكنائس , و هي العبرانيين , يعقوب , و رسائل يوحنا و يهوذا.
    حين يذكر الشرق في المسيحية فيقصد به كنائس: سوريا , آسيا الصغرى , اليونان و مصر.
    1. الكنيسة السيريانية (ص 113 - 120):

    - بحسب إحدى الوثائق من القرن الرابع فإن أول هيئة للعهد الجديد عرفتها الكنائس السيريانية هي (الإنجيل , رسائل بولس , أعمال الرسل) و اللافت للنظر هنا أنه إستخدم كلمة الإنجيل و ليس الأناجيل و في الغالب فإنه يقصد الإنجيل الرباعي لتاتيانوس.

    تاتيانوس:
    - قام تاتيانوس بعمل إنجيل توفيقي بين الأناجيل الأربعة ليجمع الشتات و يحل المتناقضات بين مختلف نصوص الأناجيل الأربعة و أسماه "الدياتاسرون" (to dia tessaron) و هي كلمة مأخوذة من المصطلح الموسيقي و تعني تجانس أربع نغمات , و إتبع في ذلك الترتيب الزمني لأحداث قصة يسوع كما رتبها كاتب إنجيل يوحنا دون الإلتزام به حرفيا , ثم ترجم انجيله الرباعي بعد ذلك إلى السيريانية و قدمه إلى الكنيسة.

    - يعتبر متزجر أن اختيار تاتيانوس فقط للأربعة أناجيل يعتبر دليل على أن الأناجيل الأربعة كانت هي فقط الاناجيل القانونية منذ البدء في الكنيسة السيريانية , بل و يزيد على ذلك أن تاتيانوس لم يخرج عن نصوص الأناجيل الأربعة في أي جملة أو مقطع و يعتبر أن ذلك يدعم الرأي بقانونية الأناجيل الأربعة فقط في الكنيسة السيريانية. يذكر أن العالم و الناقد الألماني Helmut Koester و آخرين يخالفونه في ذلك :

    »The Diatessaron (Greek: dia tessaron) "through [the] four [gospels]") is a gospel harmony, created about the year 172. Its putative composer, Tatian, combined the four canonical Gospels with one or more extra-canonical sources, and wove them into a single continuous account. Duplications were removed, contradictions were reconciled, and parallel passages were harmonized. «[7]

    الترجمة : الدياتسرون , هو إنجيل تجانسي , كتب تقريبا في عام 173 م. كاتبه المزعوم تاتيانوس , قام بتجميع الأناجيل الأربعة بالإضافة إلى مصدر أو أكثر من المصادر الغير قانونية , و دمجهم جميعا في رواية واحدة متصلة. حذفت التكرارات , جمع بين المتناقضات , و وفق بين المتشابهات.

    - رفض تاتيانوس رسائل بولس التي لم يقبلها مارقيون باتثناء رسالة تيطس , و رفض أيضا تيموثاوس الأولى.

    · ثاوفيلوس الأنطاكي:
    - كان ينظر باحترام شديد للعهد القديم و يصف أسفاره بالأسفار المقدسة و للأنبياء بأنهم حملة الروح القدس , و نفس الأمر بالنسبة للرسل كتبة العهد الجديد , فقد وصف إنجيل متى بالكلام المقدس , و وصف يوحنا بحامل الروح القدس , و أشار مرة إلى لوقا , و يحتمل أن من مؤلفاته الضائعة تفسير للأناجيل الأربعه.

    - وجد في كتاباته اقتباسات من بعض رسائل بولس : (رومية , كورنثوس الأولى و الثانية , إفسس , فيليبي كولوسي , و الرسائل الرعوية الثلاثة) , في إحدى إقتباساته من رسائل بولس , وصفها بالكلمة الإلهية.

    - لم يشر في أي من كتاباته إلى رسالة العبرانيين ولا الرسائل الكاثوليكية , معرفته بأعمال الرسل لا يمكن التثبت منها.

    2. أسيا الصغرى (ص 120 - 123)



    · استشهاد بوليكاربوس:
    - لا يوجد في ما نقل من أقواله استشهاد مباشر بالعهد الجديد , لكن هناك بعض النصوص تتشابه مع ما ورد في في إنجيل متى و بعض الرسائل الرسولية.

    · ميليتو أسقف ساردس :
    - له كتاب يسمى الإختيارات كتبه ردا على صديق طلب منه عدد و ترتيب أسفار العهد القديم , لكي يفرق ميليتو بين الأسفار القانونية و الأبوكريفية للعهد القديم, ذهب إلى فلسطين للتثبت من قانون العهد القديم و كانت النتيجة قائمة مماثلة لتلك الأسفار الموجود في الترجمة السبعينية , و كان أول من وصف أسفار الكتاب المقدس اليهودي بـ "أسفار العهد القديم" و يعد ذلك أيضا بداية لإعتبار الأسفار المسيحية أسفار "العهد الجديد".

    3. اليونان (ص 123 - 128)

    · أثيناجوراس:
    - أحد أهم الدفاعيين المسيحيين في القرن الثاني و هو أول من كتب دفاعا فلسفيا عن الثالوث المسيحي.

    - اقتبس في رسائله الدفاعية كثيرا من العهد القديم , من العهد الجديد اقتبس من متى و يحتمل أيضا من لوقا دون الإشارة إلى اسم الكتاب و أيضا من مرقص و يوحنا.

    - أما بخصوص رسائل بولس , فقد اقتبس من رومية و غلاطية و تيموثاوس الأولى و لكن لا يمكن تحديد إذا ما كان يعتبرها أسفارا مقدسة أم لا.

    4. مصر (ص 129 – 141)

    · إكلمندس السكندري :
    - إكلمندس السكندري أحد أهم الآباء المسيحيين , له مؤلفات عدة بها اقتباسات كثير من الكلاسيكيات الوثنية و من العهد القديم و الأسفار الأبوكريفية و من العهد الجديد , عدد الإقتباسات في كتاباته تقريبا 8000 إقتباس ثلثها من كتاب و ثنيين و استشهد بالعهد الجديد ضعف استشهاداته من العهد القديم.

    - استشهد بكافة أسفار العهد الجديد باستثناء : فليمون , يعقوب , بطرس الثانية , يوحنا الثانية و الثالثة.

    - يذكر أنه كان على علم بثلاث صيغ لإنجيل مرقص , الأولى كتبها مرقص في روما و الثانية كتبها في الأسكندرية بعد استشهاد بطرس و نسخة ثالثة حرفها الهراطقة.

    - كان يرى أن رسالة العبرانيين كتبها بولس , ثم ترجمها لوقا إلى اليونانية.

    - بجانب أقوال يسوع المدونة في الأناجيل استخدم أيضا أقوالا منسوبة ليسوع من التقليد الشفهي و وصفها بعبارة "agrafa" "أجرافا , أي الغير مدونة"

    - العهد الجديد بالنسبة له كان مكونا من : الأناجيل الأربعة , رسائل بولس , أعمال الرسل , بطرس الاولى , يوحنا الاولى و سفر الرؤيا.

    · أوريجانوس :
    - هو علامة مدرسة الأسكندرية , و من أكثر الآباء المسيحيين كتابة , يذكر أنه قام بتفسير جميع أسفار الكتاب المقدس ثلاث مرات.

    - هو أول من جمع الأسفار المسيحية تحت مسمى العهد الجديد , واصفا إياهم بالأسفار المقدسة التي كتبها الإنجيلين و الرسل من خلال نفس الروح القدس التي كتبت بوساطتها أسفار العهد الجديد. (المباديء 4 : 11 و 16)

    - قال أن أناجيل , متى , لوقا , مرقص و يوحنا هي فقط الأناجيل التي لا خلاف عليها في كنيسة الله.

    - و قد أشار في بعض المرات إلى أناجيل غير الأربعة القانونية بصيغ تشير إلى إعترافه بها منها إنجيل بطرس و إنجيل العبرانيين.

    - لجأ في مرات كثير إلى تقليد شفهي غير مكتوب لأقوال يسوع .

    - كان يرى أن لوقا هو كاتب أعمال الرسل و كان يقتبس من رسائل بولس بصيغة يقول بولس.

    - أما عن رسالة العبرانيين فقد اقتبس منها اكثر من مائة مرة و كان ينسبها لبولس مع ذلك قال أن صحة هذه الرسالة مشكوك فيها.

    - عن رسالة يعقوب كان يصفها برسالة يعقوب المتداولة .

    - لم يقتبس ولا مرة من بطرس الثانية ولا يوحنا الثانية و الثالثة.





    (يتبع و منتظر التصحيح و النقد و المناقشة و التعليق و الاسئلة.)

    [1] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Pages: 289/290.

    [2] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Page:Preface .

    [3] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Page: 2.

    [4] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Page: 3/4.

    [5] THE CANON OF THE NEW TESTAMENT: Its Origin, Development, and Significance – By: B R U C E M. M E T Z G ER – Publisher: C L A R E N D O N P R E S S • O X F O R D, 1988 – Page: 39.
    [6] ( بولس عطيه بسليوس ( قمص ) ، الطوائف المسيحيه في التاريخ والعقيدة واللاهوت المقارن ، صفحة 10 و 11) .

    [7] Ancient Christian Gospels, Their History and Development – By: Helmut Koester – Publisher: TRINITY PRESS INTERNATIONAL, Philadelphia & SCM PRESS LTD, London, 1990 – Page: 403 .
  • مسلم عن حق
    1- عضو جديد
    • 12 أكت, 2009
    • 56
    • مهندس
    • مسلم

    #2
    رابط لتحميل الكتاب :
    http://www.mediafire.com/?ceafac78fov1vxm

    تعليق

    • مزلزل أعداء الإسلام
      1- عضو جديد
      • 18 نوف, 2011
      • 42
      • باحث
      • مسلم

      #3
      جزاك الله خيرا و وفقك إلى كل خير.... موضوع موفق و مفيد.

      تعليق

      • مسلم عن حق
        1- عضو جديد
        • 12 أكت, 2009
        • 56
        • مهندس
        • مسلم

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة مزلزل أعداء الإسلام
        جزاك الله خيرا و وفقك إلى كل خير.... موضوع موفق و مفيد.

        بروكت أخي الكريم

        تعليق

        • مسلم عن حق
          1- عضو جديد
          • 12 أكت, 2009
          • 56
          • مهندس
          • مسلم

          #5

          6. ما هي مراحل تطور قانون العهد الجديد في الغرب؟

          • روما(ص 143 - 151):

          يوسطينوس الشهيد:

          - أحد أبرز الآباء الدفاعيين , و له حوار دفاعي شهير مع اليهودي تريفو مكون من 142 فصلا و يعتبر أكبر مؤلف لأي كاتب مسيحي أرثوذوكسي .
          - من الغريب أن يوسطينوس الشهيد كان دائما ما يشير إلى الأناجيل بعبارة "المذكرات" أو كان يشير مباشرة إلى أقوال يسوع قائل "قال يسوع".
          - كان يرى أن أسفار العهد القديم مقدسة في ذاتها بينما كان يرجع أهمية الأناجيل لكونها شاهدة على حياة و تعاليم يسوع , و بالتالي فكان يهتم بالأناجيل الآزائية أكثر من إنجيل يوحنا.
          - استخدم أيضا بعض التقاليد الأبوكريفية عن حياة يسوع .
          - ذكر سفر الرؤيا بالإسم و كان يعتبره دليل على وجود سلطان للكنيسة.
          - لم يذكر أو يقتبس أي من رسائل بولس و يبدو أنه لم يعطي لهم أي ثقل إلهي .

          هيبوليتس الروماني:

          - أحد أهم الآباء الغربيين رسم أسقفا لروما عام 235 م .
          - يعتقد بعض الباحثين أن قانون موراتري ما هو إلا ترجمة لقائمة بالأسفار القانونية كان قد كتبها هيبوليتوس.
          - كان يعتبر الأناجيل الأربعة أسفارا مقدسة و قبل من رسائل بولس ثلاثة عشر رسالة حيث رفض رسالة العبرانيين.
          - اعترف ايضا بأعمال الرسل و بيوحنا الأولى و الثانية.
          - و له مؤلف يدافع فيه عن سفر الرؤيا و بذلك يكون عدد أسفار المقدس عنده 22 سفرا.
          - اقتبس من أسفار أخرى دون أن يعتبرها قانونية , و هم: راعي هرماس , الديداخي , رسالة بارناباس , رؤيا بطرس , أعمال بطرس و أعمال بولس.
          - يذكر أنه أول كاتب مسيحي يبدو معرفة ببطرس الثانية لكنه لم يعتبرها سفرا مقدسا .
          - هو آخر الكتاب المسيحيين الذين كتبو باليونانية , و بعده أسدل الستار على المسيحية اليونانية , و بدأ عهد المسيحية اللاتينية.


          • بلاد الغال (ص 151 - 156):

          إيرينائوس أسقف ليون:

          - سمع من القديس بوليكاربوس الذي يعتبر تلميذا للرسل , ذهب إلى الغال ثم أصبح أسقفا لمدينة ليون في النصف الثاني القرن الثاني.
          - يعد إيرينائوس أول الآباء الذي استشهدو بالعهد الجديد بشكل أساسي حيث كان الآباء الرسوليين يستشهدون بالتقليد الشفهي , و الآباء الدفاعيين كانو يستشهدو بالعهد القديم و بأقوال يسوع.
          - استشهد في كتابه ضد الهراطقة 1075 اقتباسا من العهد الجديد , 626 اقتباسا من الأناجيل , 54 من أعمال الرسل , 280 من رسائل بولس باستثناء (فليمون) و 15 من الرسائل الكاثوليكية باستثناء (بطرس الثانية , يوحنا الثالثة و يهوذا) و 29 اقتباسا من سفر الرؤيا.
          - من بين الأناجيل الكثيرة المنتشرة في عهده كان يعترف فقط بالأناجيل الأربعة , و كان يعتبرها إنجيلا واحدا في أربعة صيغ , و وضع للعدد تفسيرا رمزيا , قائلا : أن الأناجيل لا يمكن أن تكون أقل أو أكثر من أربعة , حيث أن زوايا الأرض أربعة و رياحها الأساسية أربعة , و بذلك فإن قانون الأناجيل عنده كان قانونا مغلق.
          - اعتبر سفر أعمال الرسل و رسائل بولس أيضا أسفارا مقدسة .
          - بالإضافة إلى الأسفار السابقة فكان يعتبر سفر الرؤيا و راعي هرماس أيضا سفرين مقدسين.


          • شمال أفريقيا (ص 156 - 164):

          ترتليانوس:

          - هو أهم الآباء اللاتينيين , درس القانون في قرطاج ثم سافر إلى روما و أصبح محاميا , ثم عاد إلى قرطاج مرة أخرى بعد تحوله للمسيحية , بعد ذلك بقليل إنضم للطائفة المونتانية .
          - كان له اثر كبير على المصطلح المسيحي حيث ساعده عليه تمكنه اللغوي الكبير , منها "قانون الإيمان" (regula fidei) و هو أول من وصف أسفار الكتاب المقدس بكلمة "Testamentum" كترجمة للكلمة اليونانية "Biblia".
          - أهميته بالنسبة للقانون ترجه لعاملين : أولا لدرجة قبوله لأسفار العهد الجديد ثانيا , لمحاربته للقانون الذي وضعه مارقيون في كتابه ضد مارقيون.
          - استشهد ترتليانوس بجميع أسفار العهد الجديد باستثناء: (بطرس الثانية , يعقوب , يوحنا الثانية و الثالثة) .
          - قبل رسالة راعي هرماس في بداية حياته لكنها رفضها حين تحول للمونتانية.
          - اعتبر أن لأسفار العهد الجديد نفس قدسية أسفار العهد القديم .
          - من معايير قبول الأسفار التي وضعها هي توافق السفر مع قانون الإيمان .

          كبريانوس أسقف قرطاج:
          - كان يحب العلم بشدة و عكف على دراسة الكتاب المقدس و كتب المعلمين السابقين أمثال ترتليانوس و في ظرف سنتان من تحوله للمسيحية أصبح أسقفا لقرطاج .
          - اقتبس كبريانوس 886 نصا من أصل 7966 هم عدد نصوص الكتاب المقدس , اي ما يعادل تُسع نصوص الكتاب.
          - اشتملت هذه الإقتباسات على اقتباسات من الأناجيل الأربعة , رسائل بولس , بطرس الأولى , يوحنا الاولى و سفر الرؤيا.
          - لم يقتبس من : (فليمون , عبرانيين , يعقوب , بطرس الثانية , يوحنا الثانية و الثالثة و يهوذا).
          - لجأ أيضا إلى استخدام الرمزية العددية لتحديد قانون العهد الجديد فبالنسبة له الأناجيل أربعة , كعدد أنهار الجنة , كل من بولس و يوحنا كتبو لسبعة كنائس , كما يشير الرمز في (1 صموئيل 2 : 5) حين تحدث عن أولاد حنة السبعة.



          7. ما هي أشهر الكتب التي أثيرت خلافات حول قانونيتها؟

          • هنا لا أقصد من السؤال , الأسفار القانونية التي تأخر أو تأرجح قبولها و رفضها داخل القانون الكنسي , لكن الكتب التي كان لها قبول بين الأسفار المقدسة عند بعض الآباء , و كانت تقرأ على العامة في الكنائس و مع ذلك ليست موجودة الآن ضمن قوانين الكنائس النهائية , و هي تنقسم إلى : أناجيل أبوكريفية , أعمال أبوكريفية , رسائل أبوكريفية , رؤى أبوكريفية.


          • أناجيل ابوكريفية (ص 166 - 174)

          إنجيل العبرانيين:

          - يرجع تاريخ كتابته إلى نصف القرن الثاني , و كتب باللغة العبرية أو الآرامية.
          - استمر تداول هذا الإنجيل و الاستشهاد به حتى القرن الرابع.
          - كان يقدره القديس جيروم بشكل شديد و ترجمه إلى اليونانية و اللاتينية و استشهد به كل من أوريجانوس , إكلمندس السكندري , و كيرلس أسقف أورشليم.
          - اقتبس منه اوريجانوس أقوال يسوع بصيغة : "كما في إنجيل العبرانيين , يقول يسوع: ..." .
          - نظرا لأنه مكتوب باللغة العبرية , فإن استخدامه كان قاصرا على اليهود المتنصرين , و بعد توسع الكنيسة قل استخدامه مع الوقت حتى أغلق القانون على الأسفار الحالية.

          إنجيل المصريين:

          - كتب في النصف الثاني من القرن الثاني , و أعتبر قانونيا في مصر , لم يتبقى منه سوى بعض الإقباسات في كتابات إكلمندس السكندري.
          - اقتبس منه إكلمندس في دفاعاته , أقوالا ليسوع.

          • إنجيل بطرس:
          - كان معروفا فقط بالإسم حتى عام 1886 حيث تم إكتشاف جزء كبير منه في مقبرة راهب بمنطقة أخميم بمصر.
          - كتب غالبا في سوريا في النصف الأول من القرن الثاني.


          • أعمال أبوكريفية (ص 174 - 180)

          أعمال بولس:

          - كتب تكريما للقديس بولس , لكن لاقى رفضا بين اعضاء الإكليروس , و حرم مؤلفه.
          - بالرغم من الرفض الكنسي للكتاب إلا انه وجد ترحيبا كبيرا بين العامة.

          أعمال بطرس:

          - ذكر كثيرا في العديد من الكتابات حتى القرن الرابع.
          - و كان من الأسفار المحبب قرائتها لدى الكثير من أعضاء الكنيسة لأجيال متعددة.
          - من أشهر ما فيه قصة إستشهاد بطرس مصلوبا رأسا على عقب.


          • رسائل أبوكريفية (ص 180 - 184)

          رسالة بولس الثالثة إلى كورنثوس:

          - لها تقدير كبير في الكنيسة الأرمينية , و وضعها Zohrab في نسخته من العهد الجديد للكنيسة الأرمينية.

          رسالة اللاذقية:

          - أشير إليها في رسالة بولس إلى كولوسي " ومتى قرئت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها تقرا ايضا في كنيسة اللاودكيين والتي من لاودكية تقراونها انتم ايضا." [كولوسي 4 : 16] .
          - كاتبها مجهول و كتبت غالبا في القرن الثالث.
          - ذكر جيروم أن البعض يقرأها , لكنه قال أيضا أن الجميع رفضها.
          - ظلت تحظى بتقدير كبير في الكنيسة الغربية لمدة ألف عام تقريبا.


          • رؤى أبوكريفية (ص 184 - 189)

          رؤيا بطرس:

          - ترجع كتاباتها بين عامي 125 و 150 م.
          - ذكرت في قانون موراتوري بعد رؤيا يوحنا , لكنه وضع معها تعليقا بأن البعض لا يريد لهذه الرسالة أن تقرأ في الكنيسة. و كانت أيضا آخر سفرا في قائمة مخطوطة كلارومونتانوس.
          - أقر إكلمندس السكندري نسبتها إلى بطرس , و قال المؤرخ الكنسي سوزمون , أن في زمانه (القرن الخامس) اعتادت بعض كنائس فلسطين اعتادت قرائتها كل سنة في الجمعة العظيمة.
          - رفض قانونيتها كل من يوسابيوس و جيروم.

          رسالة بارناباس:

          - ظلت لفترة كبيرة على حدود القانون , لأهميتها قام إكلمندس السكندري بكتابة تفسيرا لها , اعتبرها أوريجانوس من الرسائل الكاثوليكية , مثل بطرس الأولى و يوحنا الأولى , توجد أيضا بعد أسفار العهد الجديد في المخطوطة السينائية.

          راعي هرماس:

          - اعتبرها إيرينائوس من ضمن الأسفار المقدسة و كذلك ترتليانوس قبل تحوله للمونتانية , و أيضا إكلمندس السكندري و أوريجانوس بالرغم من إشارة الأخير أنها لم تكن معترفا بها في كل الكنائس.
          - أشار الكاتب المجهول لقائمة موراتوري إلى درجة التقدير االتي كانت تحظى به في عصره , لكنه قال أنه يمكن قرائتها دون اعتبارها سفرا مقدسا.


          8. ما هي أول قوائم مسيحية بقانون العهد الجديد و أي كتب كانت بها؟

          • قانون موراتوري (ص 191 - 201):

          - يرجع إسمها إلى اللاهوتي و المؤرخ الإيطالي Ludovico Antonio Muratori.
          - ال مخطوطة من القرن الثامن , و هي نسخة من أصل اختلف في تحديد زمن كتابته , و عن طريق بعض الأدلة الداخلية يرجح أنه كتب في النصف الثاني من القرن الثاني.
          - كاتبها مجهول و إستنتج بعض العلماء أنه ربما يكون هيبوليتوس الروماني.
          - الأناجيل: تضم الاناجيل الأربعة و تعتبرها قانونا مغلقا.
          - الأعمال : تضمنت أيضا سفر اعمال الرسل و نسبته إلى لوقا.
          - رسائل بولس: من رسائل بولس تضمنت ثلاثة عشر رسالة مستبعدا بذلك رسالة العبرانيين.
          - الرسائل الكاثوليكية: من الرسائل الأخرى ذكر يهوذا و رسالتين يوحنا (لا يعلم تحديدا إن كان يقصد الأولى و الثانية أم الثانية و الثالة).
          - الرؤى: بين الرؤى ذكر رؤيا يوحنا و رؤيا بطرس معلقا على الأخيرة , بأن البعض لا يريد لهذه الرسالة أن تقرأ في الكنيسة.
          - الأسفار التي لم ترد في القائمة هي : بطرس الأولى والثانية , يعقوب و العبرانيين.

          • تقسيم يوسابيوس لأسفار العهد الجديد:

          - قام يوسابيوس بعمل شبه استطلاع رأي للكنائس , و بناءا عليه قسم أسفار العهد الجديد إلى ثلاثة رتب (1. التي توافقت كل الكنائس محل استطلاع الرأي على قبولها2. التي توافقت كل الكنائس محل استطلا ع الرأي على رفضها , 3. الكتب التي قبلها البعض و رفضها البعض الآخر)
          - المجموعة الاولى التي توافقت عليها الكنائس سماها "homologoumena" و هم اثنين و عشرون سفرا : (الأناجيل الأربعة , أعمال الرسل , رسائل بولس , بطرس الأولى , يوحنا الأولى , و رؤيا يوحنا معلقا أنه وضعها في هذه المنزلة مؤقتا و سيستعرض مختلف الآراء حولها لاحقا).
          - المجموعة الثانية التي توافقت الكنائس على رفضها : أعمال بطرس , راعي هرماس , تعاليم الرسل , إنجيل العبرانيين , و بشكل غريب وضع ضمن هذه القائمة أيضا سفر الرؤيا قائلا إن البعض يقبله و البعض يرفضه.
          - المجموعى الثالثة التي اختلفت الآراء حولها : رسالة يعقوب , رسالة يهوذا , بطرس الثانية , يوحنا الثانية و الثالثة.
          - وضع مجموعة أخرى من الأسفار هي الأسفار التي يرى أن مؤلفيها من الهراطقة : إنجيل بطرس و توما و متياس , أعمال أندرو و يوحنا و الرسل الآخرين.


          9. كيف حاول الشرق تثبيت القانون و غلقه , و ماذا وصلو إليه؟

          • من كيرلس السكندري إلى مجمع ترولان (ص 209 - 218):

          - تبين لنا من خلال استطلاع يوسابيوس أنه كان هناك خلاف دائر في الكنيسة حول معظم الرسائل الكاثوليكية , و لمحاولة التغلب على هذه المشاكل قام العديد من الآباء في الشرق بكتابة قوائم لأسفار الكتاب المقدس.
          - كيرلس أسقف القدس , كتب قائمة بأسفار العهد الجديد في كتابه العظات التعليمية , احتوت بالترتيب على : الأناجيل الأربعة , أعمال الإثنى عشر رسولا , الرسائل الكاثوليكية السبع لـ (يعقوب , بطرس , يوحنا , يهوذا) و أخيرا رسائل بولس الأربعة عشر. و بذلك اخرج سفر الرؤيا من القانون.
          - أثناسيوس (296 - 373) في قائمته لأسفار العهد الجديد وضع السبعة و عشرون سفرا كاملين و قال أنهم هم فقط الأسفار القانونية , و رتبهم كما يلي : الأناجيل الأربعة , أعمال الرسل , الرسائل الكاثوليكة السبعة , رسائل بولس ضمنهم رسالة العبرانيين , رؤيا يوحنا. و كانت تلك أول مرة يتم قانون العهد الجديد سبعة و عشرون سفرا كما هو الآن و كان ذلك في عام 367 م , لكن لم يتفق الجميع على ذلك.
          - فمثلا غريغوريوس النزينزي الذي كان معاصر لأثناسيوس حذف سفر الرؤية من قائمته.
          - ديدموس الضرير (398) في تفسيره للعهد القديم استشهد بجميع اسفار العهد الجديد باستثناء (فليمون , يوحنا الثانية و الثالثة), و كان يستخدم أيضا أسفارا مثل (راعي هرماس , رسالة برناباس , الديداخي , و رسالة إلكلمندس الأولى) و كان يعتبرها أسفارا مقدسة. و هذا يدل على إستمرار الخلاف حول القانون حتى النصف الأول من القرن الرابع.
          - إبيفانيوس , في كتابه "بناريون" , للرد على مختلف الهرطقات , قام بكتابة قائمة بالأسفار القانونية تتفق تماما مع قائمة أثناسيوس , لكنه أضاف إليه سفرين غريبين و هما (حكمة سليمان , حكمة ابن سيراخ).
          - يوحنا ذهبي الفم أحد أهم الآباء المفسرين للكتاب المقدس (347 – 407 م) , في تفاسيره اقتبس من العهد الجديد 11 ألف مرة , من جميع الأسفار باستثناء (بطرس الثانية , يوحنا الثانية و الثالثة , يهوذا و الرؤية).
          - مجمع ترولان (691 – 692 م) , عقد هذا المجمع بغرض استكمال اعمال مجمعين آخرين , اعتمد هذا المجمع مصادر التشريع داخل الكنيسة و منها , 85 قانون رسولي , و قوانين مجمع اللاذقية و مجمع قرطاج و أخيرا قوانين عدد كبير من الآباء.

          • قانون الكنيسة السيريانية (ص 218 - 223):

          - بعد الحكم بهرطقة تاتيانوس , تم استبعاد الدياتسرون , حيث جمع ثيودورت (423 م) كل نسخه و استبدلها بالأناجيل الأربعة.
          - رسائل بولس : في القرن الثالث و الرابع كانت الكنيسة السيريانية , تقبل رسائل بولس باستثناء فليمون و كان بعض الآباء مثل إفرام السيرياني يقبلو رسالة بولس الثالثة إلى كورنثوس , في بداية القرن الخامس كتبت النسخة السيريانية "البسيطة" تضمنت (الأناجيل , أعمال الرسل , رسائل بولس الأربعة عشر متضمنين فليمون و العبرانيين و مستبعد منهم كورنثوس الثالثة , من الرسائل الكاثوليكية , يعقوب , بطرس الأولى , يوحنا الأولى , مستبعد بذلك , بطرس الثانية , يوحنا الثانية و الثالثة و يهوذا , و لم تحتوي كذلك على سفر الرؤيا). أعتبر قانون " البسيطة" قانونا مغلقا بالنسبة لمعظم السيريان.
          - بعد اعتماد قانون الإثنين و عشرين سفرا في نسخة البسيطة , لم يخرج عن القانون لدى السيريان إلا بعض الآباء في حدود بسيطة .

          • قانون الكنيسة الأرمينية (ص 223- 224):

          - يعتمد الأرمن على العهد الجديد السيرياني مترجما إلى اللغة الأرمينية , قام بإصدارها , "Zohrab" في مدينة فينيسا عام 1805 , و تضمنت أيضا ملحقا به ترجمة لرسالة بولس الثالثة إلى كورنثوس.
          - عام 1198 عقد مجمع بمدينة طرسوس , أقر أيضا بالإعتراف بسفر الرؤيا من ضمن أسفار الكتاب المقدس.

          • الكنيسة الجورجية (ص 224):

          - دخلت المسيحية هناك في القرن الرابع و بعد إختراع الابجدية الجورجية , تمت ترجمة العهد الجديد إليها , لا يعلم على التحديد إذا كانت الترجمة تمت مباشرة من اليونانية أم من الأرمينية , أضيف سفر الرؤية إلى قائمة أسفار الكنيسة في القرن العاشر.

          • الكنيسة القطبية (ص 224 -225):

          - بدأ الديانة في مصر باللغة اليونانية ثم انتقلت فيما بعد إلى القبطية , كانت تتداول في مصر العديد من الأسفار الأبوكريفية , اعتمدت بعد ذلك الكنيسة على قانون أثناسيوس , لكن مدى قبوله محل خلاف , حيث ان هناك بعض القوائم التي وجدت فيما بعد اختلفت عن قائمة أثناسيوس قليلا.

          • الكنيسة الأثيوبية (ص 225 - 228)

          - ظلت الكنيسة الأثيوبية تحت سلطة بطريرك الكنيسة القبطية حتى عام 1959 , و يترتب على ذلك تماثل قانون الكنيستين إلى حد كبير .
          - عدد أسفار الكتاب المقدس بعهديه في الكنيسة القبطية هو 81 سفرا , لكن هناك اختلاف حول الأسفار التي تحقق هذا العدد.
          - يمكن القول بأن العهد الجديد في الكنيسة الأثيوبية مكونا من 35 سفرا (الأناجيل الأربعة , أعمال الرسل , الرسائل الكاثوليكية السبعة , رسائل بولس الاربعة عشر , سفر الرؤيا , قوانين المجامع "عددهم 4" , رسائل إكلمندس , سفر العهد "عددين" و الديداسكاليا) .


          10. كيف حاول الغرب تثبيت القانون و غلقه , و ماذا وصلو إليه؟

          • من حكم دقليانوس إلى انتهاء العصر القديم (ص 229 - 239):

          - اضطهد دقليانوس المسيحية و المسيحيين و أمر بتسوية كل الكنائس بالأرض و بحرق كل أسفارهم المقدسة , و كان لذلك أثر بالغ على القانون , حيث كان على المسيحيين أن يقررو أي الأسفار تستحق الشهادة من أجلها و أي الأسفار ممكن تسليمها للحرق .
          - قائمة مخطوط كلارومنتانوس , وهي من أهم المخطوطات التي نعرف من خلالها شكل القانون في هذه الفترة , تحتوي على الأناجيل بهذا الترتيب (متى , يوحنا , مرقص , لوقا) ثم رسائل بولس بترتيب غريب أيضا (رومية , كورنثوس الاولى و الثانية , غلاطية , إفسس , تيموثاوس الأولى و الثانية , تيطس , كولوسي , و فليمون) غياب رسالتي تسالونيكي و العبرانيين ربما نتج عن خطأ الناسخ. بعد ذلك وضع رسالتي بطرس , ثم يعقوب ثم رسائل يوحنا الثلاث , و أعمال الرسل , ثم سفر الرؤيا.
          - هيلاري أسقف بواتييه , يلقب بأثناسيوس الشرق لدفاعه ضد الأريوسيين , في تفسيره للمزامير , قدم قائمة بأسفار العهد الجديد , نسب فيها العبرانيين إلى بولس و إعتبرها سفرا مقدسا , و قبل أيضا رسالة يعقوب و كان أول الآباء الغربيين الذين قبلوهنا.
          - روفينوس في كتابه "Exposition of the Apostles'" كتب قائمة بأسفار العهد الجديد كما يلي : الأناجيل الأربعة , أعمال الرسل , رسائل بولس الأربعة عشر , رسالتي بطرس , رسالة يعقوب , رسالة يهوذا , ثلاث رسائل يوحنا و رؤيا يوحنا . من الملفت أن روفينوس كتب قائمة أسفار أخرى و وصفها بالأسفار "الكنسية" , قائلا أنها يمكن قرائتها في الكنائس دون الإعتماد عليها في الأمور العقدية و هم (راعي هرماس , الديداخي , حكم بطرس).
          - جيروم , هو أهم الآباء الغربيين تأثيرا على القانون , فهو صاحب نسخة الفولجاتا اللاتينية للكتاب المقدس التي أصبحت أسفارها فيما بعد هي الأسفار المعتمدة لدى الكنيسة الغربية , و هم السبعة و عشرون سفرا المعترف بهم الآن. بالرغم من قبوله لرسالة يهوذا إلا أنه ذكر أن الكثيرين يرفضونه.

          • من العصور الوسطى حتى مجمع ترينت (ص 239 - 247)

          - في العصور الوسطى كان القانون مستقر بشكل كبير في الغرب على ما قدمه جيروم , و لم يكن يناقش القانون إلا نادرا , الملاحظة الوحيدة الملفتة هي وجود رسالة بولس إلى اللاذقية في أكثر من مائة مخطوطة لاتينية .

          - كل النسخ الألمانية للعهد الجديد , السابقة لنسخة لوثر , تضمنت رسالة بولس إلى اللاذقية , فقد استمرت هذه الرسالة ملاصقة للقانون لمدة 900 عام دون أن الإعتراف بها أو رفضها بشكل نهائي , حتى حسم أمرها نهائيا في مجمع فلورنس عام (1439 -1443)
          - مع عصر النهضة عادت مرة أخرى الشكوك حول العديد من الأسفار , و عادت الشكوك غالبا حول رسالة يعقوب و العبرانيين , بطرس الثانية , يوحنا الثانية و الثالثة و سفر الرؤيا.
          - إراسموس (1536) , رفض نسبة العبرانيين إلى بولس و شكك في نسبة رسالة يعقوب إلى يعقوب الرسول.
          - مارتن لوثر , كان له نظرة سلبية في أربعة أسفار : العبرانيين , يعقوب , يهوذا و سفر الرؤيا , من ضمن معايير القانونية الهامة بالنسبة للوثر هي التقييم اللاهوتي للأسفار.
          - و بعد ذلك قام النهضويين اللوثريين و الفرنسيين و غيرهم بتعديلات كثيرة في القانون و هو ما دعى البابا بولس الثالث , إلى عقد مجمع ترينت عام 1545.
          - ناقش المجمع مسألة هامة و هي هل تقسم الأسفار إلى (قانونية و أبوكريفية) أم تقسم (إلى قانونية , مختلف حولها , أبوكريفية) , و خرج المجمع بقرار بتحديد الأسفار القانونية و هي المتضمنة في نسخة الفولجاتا و اعتبار الأسفار الأخرى أبوكريفية , بشكل يحسم لأول مرة في التاريخ موضوع القانون , و حرم من يخالفه.

          ----------------------------------------------------------------------------------------------------------


          1. ما هي معايير قانونية الأسفار و هل الوحي من بينهم؟

          • معايير قانونية الأسفار تترتب على مستوايين الأول لاهوتي و هو (توافق محتوى السفر مع ما يسمى بقانون الإيمان) المستوى الثاني هو مستوى تاريخي ينقسم إلى معيارين (النسبة الرسولية المباشرة أو الغير مباشرة و قبوله في الكنائس المختلفة)
          • التوافق مع قانون الإيمان , يعني أن تتفق محتويات السفر مع الإيمان التقليدي المعترف به رسميا في الكنيسة .


          2. ما هي الأسفار التي اعترف بقانونيتها أولا؟

          • هنا السؤال حول إذا ما كنت قبلت رسائل بولس أم الأناجيل أولا كأسفار مقدسة بالنسبة للكنيسة ؟
          • اختلفت آراء العلماء في هذا تحديد ذلك فقال البعض أن الأناجيل كانت هي نواة القانون , ثم ألحقت بها رسائل بولس. و البعض الآخر رأى أن شخصا ما مجهول الإسم قام بجمع رسائل بولس لإعجابه به بعد قرائته لسفر أعمال الرسل و كانت هذه أول الأسفار التي تم جمعها.
          رجح متزجر القول بأن الأناجيل قبلت أولا , و أن أعمال الرسل كتبت لإضفاء قوة رسولية لرسائل بولس.



          3. لماذا أربعة أناجيل , و هل سبب تعدد الأناجيل مشاكل لاهوتية؟

          • تكمن المشكلة في أنه إذا كان من الضروري وجود أكثر من رواية للقصة الواحدة لحياة يسوع , التي هي مصدر الإيمان المسيحي , فهذا في حد ذاته إعتراف قوي بأنه لا توجد بينهم قصة كاملة.
          • بالرغم من أنه كان هناك ميول في البدء لكتابة أناجيل متعددة , كما ذكر لوقا في فاتحة إنجيله , فقد كان هناك أيضا محاولات لتحجيم هذا التعدد كما فعل تاتيانوس بمحاولة الجمع بين الروايات المختلفة في الدياتسرون.
          • من أجل الدفاع عن تعدد الأناجيل حاول إيرينائوس إضفاء سبب رمزي لهذا التعدد (رياح الأرض 4 , انهار الجنة 4 , الكائنات الأربعة في سفر الرؤيا) , و تبعه في ذلك آباء آخرين.


          4. كيف أصبحت رسائل بولس خاصة الرسائل المحلية منها جزئا من العهد الجديد و ما أثر ذلك؟

          • المشكلة تكمن في كيف يمكن لرسائل مكتوبة لكنائس معينة في ظروف معينة , أن يعترف بها عالميا ؟ و أن تعتبر إلهية و تقرأ في مختلف الكنائس ؟
          • تم مواجهة هذه المشكلة بطريقتين : الأولى لاهوتية و هي عن طريق الرمزية العددية للأسفار , بالقول أن بولس مثل يوحنا كتب لسبع كنائس و هو ما قاله كبريانوس وغيره , و هو ما كان سببا لدى الكثير في استبعاد رسالة العبرانيين التي بقبولها تم تدمير هذا الرمز.


          5. هل هناك نص قانوني للأسفار القانونية؟

          • إن الإختلاف بين مخطوطات العهد الجديد كثيرة جدا و معروفة للجميع , تنقسم الإختلافات إلى ثلاث مجموعات عامة من النص : (النص السكندري , النص الغربي , النص البيزنطي).
          • و المشكلة تكمن هنا انه في حالة اعتماد سفر ما ضمن الأسفار القانونية , فأي صيغة لنصه تعتبر قانونية ؟
          رأى بعض العلماء أن الصيغة التي قبلت في الكنيسة على نطاق واسع يجب أن تكون هي الصيغة القانونية للنص , لكن البحث عن هذه الصيغة ما هو إلا عبث فلا يمكن تحديده بأي شكل رأى البعض الآخر أنه يجب نقد النصوص في محاولة للوصول لما يسمى بالأوتوجراف , أي ما كتبه كاتب السفر.
          • و ما يزيد المشكلة هو وجود إختلاف ايضا داخل المجموعات النصية فهناك اكثر من صيغة للنص البيزنطي , و المشكلة الأكبر في درجة الإختلاف بين النص الغربي و النصوص الأخرى. فمثلا أعمال الرسل في النص الغربي أطول من نظيره المجموعتين الأخرتين ب8.5 % .
          • مثال آخر على الإختلاف النصي هو نهاية إنجيل مرقص (16 : 9 - 20) , حيث من المعروف أنها لا توجد في النسخ اليونانية و اللاتينية القديمة ولا النسخ السيريانية و القبطية و الأرمينية , وضعت في بعض المخطوطات الأخرى بين أقواس تدل على أنها نص مشكوك فيه , و بالرغم من علم آباء مثل جيروم و يوسابيوس بهذا الإختلاف إلا أنهم لم يعدو صيغة قانونية و الأخرى غير قانونية , و هو ما يعني أنه في هذه الفترة , بالرغم من تثبيت القانون على مستوى الأسفار إلا أنه كان يسع مختلف الصيغ.
          تلخيصا فإن مسألة القانونية تتوقف على السفر و لا تنزل على نصه , حيث أن الكنائس حول العالم تعترف بنسخ مختلفة لنفس السفر , لا تختلف فقط على مستوى الصياغة لكن ايضا على مستوى إضافة و حذف نصوص أو اعداد أو مقاطع كامله .

          تعليق

          • مسلم عن حق
            1- عضو جديد
            • 12 أكت, 2009
            • 56
            • مهندس
            • مسلم

            #6
            تم بحمد الله أرجو أن يكون فيه إفادة , فقد حاولت اختصار الكتاب قدر المستطاع علما أنه بالرغم من صغر حجم الكتاب , (حوالي 300 صفحة) إلا أن كل صفحة منه بها كم من المعلومات يصلح لأن يفرد في صفحات.

            تعليق

            • د.أمير عبدالله
              حارس مؤسِّس

              • 10 يون, 2006
              • 11252
              • طبيب
              • مسلم

              #7
              ما شاء الله تبارك الله

              جزاكم الله خير الجزاء أستاذنا الكريم , جهد ممتاز واضِح.

              وكتاب قانونية العهد الجديد لميتزجر لا غنى عنه لكل دارس.
              التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 28 مار, 2021, 03:23 ص.
              "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
              رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
              *******************
              موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
              ********************
              "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
              وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
              والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
              (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

              تعليق

              • مسلم عن حق
                1- عضو جديد
                • 12 أكت, 2009
                • 56
                • مهندس
                • مسلم

                #8
                الشكر لك يا أستاذي
                سعدت بتشريفك لي بقراءة هذا الملخص.

                تعليق

                • طالبه مسلمه
                  0- عضو حديث
                  • 16 يول, 2013
                  • 21
                  • لا اعمل
                  • مسلم

                  #9
                  ما شاء الله ربنا يحفظكم جميعا يا رب
                  اهم شيء الاخلاص لله ..
                  ذكر الشيخ العريفي مره عند زيارته لاحد السجون ان رجل من اهل الاجرام اسلم علي يديه اكثر من ثلاثين شخص بمجرد انه فقط يعرف ثلاث لغات فاستخدمها في قرائة الكتب وترجمتها للنصاري معه في السجن فكان سبب في اسلام اكثر من ثلاثين شخص فمابالك باهل التقوى اسال الله ان يجعلنا منهم واياكم

                  تعليق

                  • ابو عبد الرحمن 77
                    1- عضو جديد

                    • 26 يول, 2011
                    • 39
                    • عمل حر
                    • مسلم

                    #10
                    جهد متميز
                    جعله الله فى ميزان حسناتك

                    تعليق

                    • مسلم عن حق
                      1- عضو جديد
                      • 12 أكت, 2009
                      • 56
                      • مهندس
                      • مسلم

                      #11
                      جزيتم الفردوس جميعا.
                      أتمنى أن يكون الموضوع مفيد

                      تعليق

                      مواضيع ذات صلة

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ أسبوع واحد
                      ردود 0
                      61 مشاهدات
                      0 ردود الفعل
                      آخر مشاركة أحمد الشامي1
                      بواسطة أحمد الشامي1
                      ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ أسبوع واحد
                      ردود 0
                      16 مشاهدات
                      0 ردود الفعل
                      آخر مشاركة أحمد الشامي1
                      بواسطة أحمد الشامي1
                      ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 3 أسابيع
                      ردود 0
                      102 مشاهدات
                      0 ردود الفعل
                      آخر مشاركة أحمد الشامي1
                      بواسطة أحمد الشامي1
                      ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 26 أغس, 2024, 04:22 م
                      ردود 0
                      49 مشاهدات
                      0 ردود الفعل
                      آخر مشاركة أحمد الشامي1
                      بواسطة أحمد الشامي1
                      ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 22 أغس, 2024, 05:40 ص
                      ردود 0
                      53 مشاهدات
                      0 ردود الفعل
                      آخر مشاركة أحمد الشامي1
                      بواسطة أحمد الشامي1
                      يعمل...