بسم الله الرحمن الرحيم
وسائل تجنب سوء الفهم المتبادل
وسائل تجنب سوء الفهم المتبادل
كثيراً ما يحدث خلال عمليات التواصل اليومية مواقف سخيفة بسبب سوء فهم أحد طرفى التواصل للطرف الآخر. و يمكن تبسيط سوء الفهم بقيام المتلقى بتفسير الأمر بطريقة أخرى غير التى يقصدها المرسل. و ما قد يزيد الوضع تفاقماً هو إصرار أحد الطرفين (أو كلاهما) أن كلامه واضحاً بما يكفى و أنه غير مسؤول عن طريقة فهم الطرف الآخر للكلام على النحو الذى سبب سوء الفهم.
الحقيقة أن قبول المُتحدث أو الكاتب بجزء من المسؤولية عن وصول الكلام المباشر أو النص المكتوب على نحو غير الذى يقصده هو المفتاح الأول لحل هذه المعضلة. و إذا قبل المُتحدث نظرياً بينه و بين نفسه بنسبة 100% من مسؤولية جميع حالات سوء الفهم التى انخرط فيها رغم المبالغة الواضحة فى ذلك، فإنه يتعلم شيئاً من كل سوء تفاهم و ييبنى خبرة أفضل فى التواصل.
ما هو الفرق بين الحديث والتواصل؟ التواصل من جزأين: الحديث والاستماع. لذلك فإن التواصل الفعال يشمل التشارك. كيف يمكننا تبادل الأفكار ما لم يدخل جميع الأطراف في محادثة و يجيدون الاستماع مع الفهم، فضلا عن الكلام؟ ليس عن طريق الكلمات فقط يكون التواصل فاعلاً، ولكن من خلال الاستماع إلى ما لدى الطرف الآخر ليقوله. و هناك فرق بين السمع والاستماع الفعال، إذ يشمل السمع الموجات الصوتية التى تصل إلى أذن السامع، و تعامل الدماغ مع ما يُسمع. الاستماع الفعال يذهب أبعد من السمع فقط لما قال شخص ما. أنه ينطوي على التركيز والالتزام الصادق للتأكد من أن ما قد قاله شخصا ما مفهوم بشكل مناسب و هذا ليس بالأمر السهل.
لابد للمتحدث أو الكاتب أن يتقبل فكرة أن حالات سوء الفهم واردة بكثرة طوال الوقت و حتى يمكن تخيل ذلك يمكنك أن تطلب من الآخرين تكرار ما سمعوه منك أو إعادة صياغة ما كتبته بكلماتهم. ستكتشف أنه فى معظم الأحيان يحدث تغيير ما فى المضمون و قد يفسد المضمون أيضاً و تشعر أنهم يقولون كلام شخص آخر غيرك. لذلك فإن تكرار الفكرة بصياغات متعددة داخل نفس الرسالة قد يبدو مملاً لك ولكنه أيضا يقلل بشكل ملحوظ من خطر حدوث سوء تفاهم.
توجد علامات يمكنك من خلالها مشاهدة سوء الفهم و قد يكون من النظرة على وجه الطرف الآخر، أو تعليقاً مكتوباً يناقش غير الذى كنت تقصده. هذه العلامات من شأنها أن تعطيك وقفة للتساؤل إذا كان هناك حالة سوء فهم و هل من المحتمل أن تختمر؟
و هذه بعض النصائح لتجنب حالات سوء الفهم:
تأكد أن النص واضح
تأكد أن النص المكتوب واضح دائما، و ذلك بالتوقف قبل نقر زر الإرسال و السؤال "كيف يمكن أن يساء فهم هذه الرسالة؟". هذا المجهود سوف يتطلب وقتا أكثر من الوقت المعتاد بقليل و يتطلب التفكير في كل رسالة، ولكن هذا الوقت الاضافي هو ثمن الاستثمار فى قدرات التواصل الخاصة بك و كلما تركز على وضوح محتوى الرسالة الخاصة بك، كلما كان ذلك أفضل وأسرع فى وصول الرسالة الى المُستقبِل و تذكر أن الناس لا يقرأون الأفكار ويعرفون فقط ما تكتب لهم.
كن محدداً عند التواصل (تقول ما تعنيه وتعني ما تقوله)
من المهم جدا أن تكون تعبيراتك محددة عند التواصل مع الآخرين. لا تستخدم تعبيرات عامة أبداً فى الإشارة لشئ محدد.
لا تعطي إشارات اتصال مختلطة
تذكر، لغة الجسد، وتعبيرات الوجه، ونبرة الكلام تلعب دورا هاما في كيفية تفسير الرسائل الشفوية كما أن حجم الخط و لونه و علامات الإستفهام و التعجب تلعب نفس الدور فى النصوص المكتوبة.
ناقش مضمون الرسالة و لا تطلق النار على ناقلها
كثيراً ما يحدث أن ينقل عضو a فكرة أو مقالة ربما لا يتفق هو نفسه مع مضونها بنسبة 100% فيسارع عضو b بالقول "يا لها من فكرة سخيفة" فينظر العضو a الى تعليق العضو b على انه هجوم شخصى وليس كرد فعل على الاقتباس. إذا كنت ترد على عضو آخر فكن على بينة على ما أو من ترد (الرسالة أم ناقلها)، و إذا كنت تنقل فكرة أنت لا توافق عليها فاذكر ذلك بوضوح.
تعليق