بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام وشباب الأمة
الباب الثاني : أهمية العمل لدى الشباب
تكلمنا في اللقاءات السابق عن كيفية توجيه الشباب إلى الحرف.
ثم تدعيم التخصص لدى الشباب.
واليوم بعون الله نبين أهمية التكامل بين جميع التخصصات .
الفصل الثالث : التكامل بين جميع التخصصات وأهميته.
والأصل في ذلك الموضوع ( أن منظومة العمل واحدة ) ..لها هدف محدد.
فالهدف من منظومة العمل على الأرض تقديم الخدمات للإنسان أيا كان موقعه . والإرتقاء حضاريا بتلك الخدمات فتصبح في متناول الجميع يسعد بها كل إنسان..
فالكل يحتاج إلى عمل الكل إلا من كان صغيرا أو شيخا كبيرا وهذا ينطبق على الذكور والإناث.. والأرامل واليتامى والعاجزين.
قال تعالى في سورة البقرة :
لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ - 273
إن عمل الشباب يستوعب الجميع ونعم الله تعالى غامرة كثيرة ,
قال تعالى في سورة الأعراف :
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ - 96
فكل عمل مهم طالما كان نافعا , أما الأعمال الضارة فلا تدخل معنا في هذا البحث كصناعة التدخين والمخدرات والخمور. فهي مستبعدة شرعا..
أما جميع الأعمال والخدمات النافعة فهي ضرورية بل تصل إلى حد الفرض .. فهي فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الباقي, أما إن لم يقم بها أي فرد تعين تكليف أفراد بعينهم للقيام بها,
إن الخلل دخل إلى المجتمعات المتخلفة حين فرقت بين عمل وأخر في الشرف الإجتماعي والمركز الأدبي .. فأصبح أبن الفلاح الذي تعلم يكره أن يزرع الأرض , لأنه لا يتناسب مع مركزه الثقافي والإجتماعي . ويفضل أن يعيش عاطلا ولا يحرث الأرض .. مع أن هذا العمل من أشرف الأعمال التي يقوم عليها اقتصاديات الدخل القومي ...
فأصبح من العار أن يطلق على مجتمع ما - أنه مجتمع زراعي , إنها حالة من عدم الإدراك للثروة الحقيقية في البلاد...
وكان من المناسب أن يهتم المجتمع الواعي بما لديه من ثروات وينميها ويحرص على توسعتها , لتتناسب مع زيادة الثروة السكانية..
وإنشاء مجتمعات صناعية مساندة تقوم على الإنتاج الزراعي وهي كثيرة , لإحداث التكامل بين التخصصات...
وهذا المثال نموذج لجميع الحرف التي ينظر إليها المجتمع في البلدان المتخلفة أنها حرف حقيرة وغير لائقة إجتماعيا.
بل الأخطر من ذلك أن بعض الحرف التي لا تشكل أهمية للمجتمع من حيث البناء والتنمية أصبحت هامة ..
وترتب على ذلك الفهم الخاطئ أن وضع البلدان المتخلفة زاد تخلفا وأصبحت الفجوة كبيرة بين العالم المتحضر - الذي يطبق مبادئ الإسلام حتى ولم يعتنقه - وبين مجتمعات لا تطبق مبادئ الإسلام وتنبهر بقشور الحضارة من لهو وانحلال وتنسى أن الحضارة قامت على العمل الجاد في كل المجالات , فالعامل محترم في أي مجال إذا أتقن عمله ,
ففي الحديث الشريف :
إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.
الراوي: عائشة المحدث المصدر: صحيح الجامع : الألباني- الصفحة أو الرقم: 1880
خلاصة حكم المحدث: حسن
ووفقا لهذا الحديث فإن عموم العمل النافع للإنسان إذا أتقنه العامل يكون مقربا إلى الله ويصل إلى مرتبة حب الله تعالى ..
فإذا اتبعنا قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فسوف نصل إلى درجة حب الله تعالى ..
قال تعالى في سورة ال عمران :
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ – 31
وهذه الآية فيها وجوب محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها، فقال ﴿ قل إن كنتم تحبون الله ﴾ أي : ادعيتم هذه المرتبة العالية، والرتبة التي ليس فوقها رتبة فلا يكفي فيها مجرد الدعوى ، بل لابد من الصدق فيها ، وعلامة الصدق اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله ، في أقواله وأفعاله ، في أصول الدين وفروعه ، في الظاهر والباطن .
*********
إن التكامل بين جميع التخصصات يجعل المجتمع كالجسد الواحد ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مثل المؤمنين في توادهم و تعاطفهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى و السهر.
حديث صحيح
المصدر: مشكلة الفقر للألباني
فإذا ضعفت الزراعة تداعى لها سائر المجتمع بالحمى والسهر. وكذلك حرفة الصيد إذا ضعفت , وحرفت الرعي إذا ضعفت . وحرفة البناء إذا ضعفت وحرفة الطب إذا ضعفت , وحرفة النظافة إذا ضعفت..إلى أخر الحرف التي يعرفها الجميع ...
والحل هو وضع دراسة منهجية لإحداث التكامل بين جميع التخصصات.
ويعامل كل إنسان مهما كان عمله بكرامة ودخل مادي يكفيه ويكفي عائلته..
*********
وإلى الفصل الرابع إن شاء الله تعالى
تشجيع المهارات الفردية في كل التخصصات
الإسلام وشباب الأمة
الباب الثاني : أهمية العمل لدى الشباب
تكلمنا في اللقاءات السابق عن كيفية توجيه الشباب إلى الحرف.
ثم تدعيم التخصص لدى الشباب.
واليوم بعون الله نبين أهمية التكامل بين جميع التخصصات .
الفصل الثالث : التكامل بين جميع التخصصات وأهميته.
والأصل في ذلك الموضوع ( أن منظومة العمل واحدة ) ..لها هدف محدد.
فالهدف من منظومة العمل على الأرض تقديم الخدمات للإنسان أيا كان موقعه . والإرتقاء حضاريا بتلك الخدمات فتصبح في متناول الجميع يسعد بها كل إنسان..
فالكل يحتاج إلى عمل الكل إلا من كان صغيرا أو شيخا كبيرا وهذا ينطبق على الذكور والإناث.. والأرامل واليتامى والعاجزين.
قال تعالى في سورة البقرة :
لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ - 273
إن عمل الشباب يستوعب الجميع ونعم الله تعالى غامرة كثيرة ,
قال تعالى في سورة الأعراف :
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ - 96
فكل عمل مهم طالما كان نافعا , أما الأعمال الضارة فلا تدخل معنا في هذا البحث كصناعة التدخين والمخدرات والخمور. فهي مستبعدة شرعا..
أما جميع الأعمال والخدمات النافعة فهي ضرورية بل تصل إلى حد الفرض .. فهي فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الباقي, أما إن لم يقم بها أي فرد تعين تكليف أفراد بعينهم للقيام بها,
إن الخلل دخل إلى المجتمعات المتخلفة حين فرقت بين عمل وأخر في الشرف الإجتماعي والمركز الأدبي .. فأصبح أبن الفلاح الذي تعلم يكره أن يزرع الأرض , لأنه لا يتناسب مع مركزه الثقافي والإجتماعي . ويفضل أن يعيش عاطلا ولا يحرث الأرض .. مع أن هذا العمل من أشرف الأعمال التي يقوم عليها اقتصاديات الدخل القومي ...
فأصبح من العار أن يطلق على مجتمع ما - أنه مجتمع زراعي , إنها حالة من عدم الإدراك للثروة الحقيقية في البلاد...
وكان من المناسب أن يهتم المجتمع الواعي بما لديه من ثروات وينميها ويحرص على توسعتها , لتتناسب مع زيادة الثروة السكانية..
وإنشاء مجتمعات صناعية مساندة تقوم على الإنتاج الزراعي وهي كثيرة , لإحداث التكامل بين التخصصات...
وهذا المثال نموذج لجميع الحرف التي ينظر إليها المجتمع في البلدان المتخلفة أنها حرف حقيرة وغير لائقة إجتماعيا.
بل الأخطر من ذلك أن بعض الحرف التي لا تشكل أهمية للمجتمع من حيث البناء والتنمية أصبحت هامة ..
وترتب على ذلك الفهم الخاطئ أن وضع البلدان المتخلفة زاد تخلفا وأصبحت الفجوة كبيرة بين العالم المتحضر - الذي يطبق مبادئ الإسلام حتى ولم يعتنقه - وبين مجتمعات لا تطبق مبادئ الإسلام وتنبهر بقشور الحضارة من لهو وانحلال وتنسى أن الحضارة قامت على العمل الجاد في كل المجالات , فالعامل محترم في أي مجال إذا أتقن عمله ,
ففي الحديث الشريف :
إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.
الراوي: عائشة المحدث المصدر: صحيح الجامع : الألباني- الصفحة أو الرقم: 1880
خلاصة حكم المحدث: حسن
ووفقا لهذا الحديث فإن عموم العمل النافع للإنسان إذا أتقنه العامل يكون مقربا إلى الله ويصل إلى مرتبة حب الله تعالى ..
فإذا اتبعنا قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فسوف نصل إلى درجة حب الله تعالى ..
قال تعالى في سورة ال عمران :
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ – 31
وهذه الآية فيها وجوب محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها، فقال ﴿ قل إن كنتم تحبون الله ﴾ أي : ادعيتم هذه المرتبة العالية، والرتبة التي ليس فوقها رتبة فلا يكفي فيها مجرد الدعوى ، بل لابد من الصدق فيها ، وعلامة الصدق اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله ، في أقواله وأفعاله ، في أصول الدين وفروعه ، في الظاهر والباطن .
*********
إن التكامل بين جميع التخصصات يجعل المجتمع كالجسد الواحد ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مثل المؤمنين في توادهم و تعاطفهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى و السهر.
حديث صحيح
المصدر: مشكلة الفقر للألباني
فإذا ضعفت الزراعة تداعى لها سائر المجتمع بالحمى والسهر. وكذلك حرفة الصيد إذا ضعفت , وحرفت الرعي إذا ضعفت . وحرفة البناء إذا ضعفت وحرفة الطب إذا ضعفت , وحرفة النظافة إذا ضعفت..إلى أخر الحرف التي يعرفها الجميع ...
والحل هو وضع دراسة منهجية لإحداث التكامل بين جميع التخصصات.
ويعامل كل إنسان مهما كان عمله بكرامة ودخل مادي يكفيه ويكفي عائلته..
*********
وإلى الفصل الرابع إن شاء الله تعالى
تشجيع المهارات الفردية في كل التخصصات
تعليق