ليس في هذه الروايات - ولا غيرها - أي قبول للظلم هكذا بمجرده.

لم يأمرهم الصحابي الجليل بقبول الظلم أو الرضا به .. وإنما أمرهم بعدم الخروج على الحاكم .. لأن الخروج معناه حصول الهرج ، أي الاستهانة بالدماء وكثرة القتل وشيوعه ولو لأتفه سبب حتى لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل.

فالشرع الحكيم - الذي وضحه الصحابي الجليل - وازن بين مفسدتين :
الأولى : هي ظلم الحاكم في بعض الأمور ..
الثانية : هي الهرج

في هذه الحالة ، أرشد الشرع الحكيم إلى تحمل أدنى المفسدتين دفعاً لأشدهما.

وليس في هذا أن يسكت الرجل عن حقه ، أو عن المطالبة بحق أصحابه .. فأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر .. ولكن هذا شيء والخروج على الحاكم الذي قد يؤدي إلى الهرج شيء آخر.

أحسب أن الرواية مفهومة الآن. فليس فيها قبول الظلم ، ولكن فيها النهي عن الخروج عن الحاكم إذا أدى ذلك إلى الهرج.

ليس فيها قبول الظلم أو الرضا به .. وليس فيها عدم المطالبة بالحقوق للنفس أو للغير .. وليس فيها إعلان النكير على الباطل ..
لكن فيها التحذير من الخروج على الحاكم إذا أدى ذلك إلى مفسدة أكبر.

ليس فيها قبول الظلم أو المعصية .. بل فيها رفض الظلم والمعصية والأمر بكراهية هذا ..
لكن فيها النهي عن الخروج المؤدي إلى الفتنة ..
وليس فيها تعليم الناس أن هذه المعصية حسنة أو ما شابه ..


الفكرة هنا أن الأذهان قد تخلط بين عدم الخروج على الحاكم وبين عدم النكير عليه أو تعليم الناس الحق ..
فالبعض يتصور أنه إما أن ننكر المنكر ونخرج على الحاكم .. وإما ألا ننكر المنكر ولا نخرج على الحاكم ..
والشرع قد هدم هذا التصور ، وفرق بين المسألتين .. وأرشد إلى إنكار المنكر مطلقاً ، وأما الخروج على الحاكم فبحسب المصلحة..


الأمر بالصبر هنا مفسر في نفس الرواية ، فقد بينت أن الصبر هنا هو الصبر عن عدم مفارقة الجماعة ، أي عدم الخروج على الحاكم ..
لكن ليس في الرواية الرضى بالظلم أو المنكر للنفس أو للغير .. وليس فيها عدم بيان الحق والإنكار على المنكر بحسب الطاقة ..


أحسب أن الرواية واضح وضوح الشمس ..
فقد أمرالنبي عليه الصلاة والسلام بالإنكار وعدم الرضا .. ولكن نهى عن المنابذة بالسيف ، وهي الخروج على الحاكم ، لأن فيها من الفساد ما هو أكبر .


وبالجملة ، فالشرع فرق بين مقام إنكار المنكر أو الرضا به .. وبين الخروج على الحاكم .. وأرشد في كل مقام إلى الأفضل .. وسبحان من هذا شرعه !

وعن أم سلمة رضي الله عنه قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( سيكون بعدي أمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن كره فقد برئ ، ومن أنكر فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع ) قالوا : أفلا ننابذهم بالسيف ؟ قال : ( لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ) رواه مسلم .

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنا نائم في المسجد ، فقال : ماذا تفعل إذا أخْرجْتَ منه ؟ فقلت : أذهب إلى الشام . فقال : كيف تفعل إذا أخرجت منها ؟ فقلت أضرب بسيفي يا رسول الله! فقال : ( ألا أدلك على خير من ذلك وأقرب رشدا ؟ تسمع وتطيع ، وتساق كيف ساقوك ) حديث صحيح رواه أحمد وابن أبي عاصم والدارمي وابن حبان وصححه الألباني في [ ظلال الجنة ] .


هنا اذا اخرج الرجل من المسجد كيف يسمع و يطيع و فى الحديث الذى قبله يقول الرسول صلى الله عليه و سلم لا ما اقاموا فيكم الصلاة ارجو ان توضح لى هذا...

و ارجوا ان كنت تعرف احاديث اوضح اكثر فى الحكام و الظلم و المطالبة بالحق ان تأتى لى بها..

هل هذه الأحاديث صحيحة

يا ريت حد يرد على ضرورى

قد أجبناك أخي الكريم ..

سؤال :

هل يمكن لشخص ما أن يعترض على الحاكم دون أن يخرج عليه بالسيف ؟

أنتظر إجابتك ..
وأرجو أن تهتم أكثر بتماسك عبارتك .. لأنها من تفككها لا تكاد تفهم إلا بمشقة.

من المؤكد مثال الأعتصامات و الثورات السلمية...

و لكنى التبس على هذين الحديثين..



فى الحديث الأول يباح الخروج على الحاكم بالسيف لو انه منع الصلاة...

و فى الثانى لا يباح الخروج على الحاكم بالسيف لو انه اخرج الرجل من المسجد...(و هذا منع للصلاة)

هذا ما فهمته اريدك ان توضح لى الحديثين

ليس في الحديث الثاني منع للصلاة .. غاية ما فيه إجبار فرد مسلم على الخروج من مسجد بعينه في زمان محدد ..

إذا كان هذا على سبيل الظلم من الحاكم لهذا الفرد ، فالحديث ينصح بعدم الخروج عليه بالسيف.

شكرا جدا على الأيضاح...
و ايضا يجوز الخروج على الحاكم اذا لم يكن يعمل بكتاب الله صحيح؟

حبذا لو حددت تحديداً : ماذا تقصد بقولك "لم يعمل بكتاب الله" ؟

هو الشرع

إذا امتنع الحاكم تماماً عن الالتزام بالشرع ، كفر .. ووجب عزله ، ولو كان يطبق في الناس شرع الله !

وإذا نحى الحاكم شرع الله جانباً ، كفر .. ووجب عزله ، ولو كان يلتزم في نفسه باتباع الشعائر !

أما إذا حكم في الناس بشرع الله ، وخالف هو شرع الله في بعض أفعاله، بما دون الكفر ، فلا يجوز الخروج عليه لمجرد هذا، لأن في الخروج فتنة أكبر من فتنة فسق هذا الحاكم أو ظلمه.
وهذا لا يعني طبعاً الرضا عن ظلمه أو فسقه، ولا يعني كذلك عدم نصحه أو نصح الناس وتبيين الحق لهم.

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهديي ، ولا يستنون بسنتي ، وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ، قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع وتطيع ، وإن ضرب ظهرك ، وأخذ مالك ، فاسمع وأطع ) متفق عليه.

اليس ها الحديث معناه انه لا يقيمون شرع الله ام ماذا وضح لى من فضلك

يا ريت حد يرد ارجوكم..