~الحديث السادس والثلاثون من مشروع بستان السنة~
~ الحديث ~
عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
"كل معروف صدقة "
رواه البخاري

~أحاديث مشابههتحث على المعروف ~
((لا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:شَيْئاً، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ)).
عن أبي ذر رضي الله عنه أيضا أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم ، قال : أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر . رواه مسلم .
وعن أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة أخرجه البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن حبان.

~ شرح الحديث ~
عن جابر بن عبد الله


شرح المفردات (1) :
( معروف ) المعروف في اصطلاح الشارع ما عرف حسنه بالشرع، وبإزائه المنكر وهو ما أنكره وحرمه كذا قال القاضي، وقال الراغب : المعروف اسم لكل ما عرف حسنه بالشرع والعقل معا.
(صدقة ) أي له حكمها في الثواب.
من فوائد الحديث (2) :
1- الحث على فعل الخير مهما أمكن، وأنه لا ينبغي للمسلم أن يحتقر شيئا من المعروف.
2- قال الماوردي : المعروف نوعان : قول، وعمل؛ فالقول: طيب الكلام وحسن البشر، والتودد بجميل القول، والباعث عليه حسن الخلق ورقة الطبع، والعمل: بذل الجاه، والإسعاف بالنفس، والمعونة في النائبة، والباعث عليه حب الخير للناس وإيثار الصلاح لهم، وهذه الأمور تعود بنفعين نفع على فاعلها في اكتساب الأجر وجميل الذكر، ونفع على المعان بها في التخفيف والمساعدة فلذلك سماه هنا صدقة (3) .
3- يسر الشريعة واستيعابها للناس كافة؛ ففعل المعروف وتحصيل الثواب لا يختص بأهل اليسار بل كل مسلم قادر على أن يفعل أنواعاً من المعروف؛ من ذكر وتسبيح ودعاء، ونصيحة، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وإرشاد ضال، ومواساة محزون إلى غير ذلك من صنوف المعروف.
4- على المسلم أن يجتهد في فعل المعروف مما يستطيعه ولا يشق عليه، فبفعل المعروف يطيب عيشه، وتطمئن نفسه، وتتوثق صلته بمن حوله، مع ماله إن صلحت نيته من الأجر الجزيل والثواب العظيم.
(1) فتح الباري لابن حجر (10 / 448)، شرح النووي على مسلم - (7 / 91) .
(2) فتح الباري لابن حجر (9/ 31).
(3) أدب الدنيا والدين(1/247) مختصراً .
( معروف ) المعروف في اصطلاح الشارع ما عرف حسنه بالشرع، وبإزائه المنكر وهو ما أنكره وحرمه كذا قال القاضي، وقال الراغب : المعروف اسم لكل ما عرف حسنه بالشرع والعقل معا.
(صدقة ) أي له حكمها في الثواب.
من فوائد الحديث (2) :
1- الحث على فعل الخير مهما أمكن، وأنه لا ينبغي للمسلم أن يحتقر شيئا من المعروف.
2- قال الماوردي : المعروف نوعان : قول، وعمل؛ فالقول: طيب الكلام وحسن البشر، والتودد بجميل القول، والباعث عليه حسن الخلق ورقة الطبع، والعمل: بذل الجاه، والإسعاف بالنفس، والمعونة في النائبة، والباعث عليه حب الخير للناس وإيثار الصلاح لهم، وهذه الأمور تعود بنفعين نفع على فاعلها في اكتساب الأجر وجميل الذكر، ونفع على المعان بها في التخفيف والمساعدة فلذلك سماه هنا صدقة (3) .
3- يسر الشريعة واستيعابها للناس كافة؛ ففعل المعروف وتحصيل الثواب لا يختص بأهل اليسار بل كل مسلم قادر على أن يفعل أنواعاً من المعروف؛ من ذكر وتسبيح ودعاء، ونصيحة، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وإرشاد ضال، ومواساة محزون إلى غير ذلك من صنوف المعروف.
4- على المسلم أن يجتهد في فعل المعروف مما يستطيعه ولا يشق عليه، فبفعل المعروف يطيب عيشه، وتطمئن نفسه، وتتوثق صلته بمن حوله، مع ماله إن صلحت نيته من الأجر الجزيل والثواب العظيم.
(1) فتح الباري لابن حجر (10 / 448)، شرح النووي على مسلم - (7 / 91) .
(2) فتح الباري لابن حجر (9/ 31).
(3) أدب الدنيا والدين(1/247) مختصراً .
ما يؤخذ من الحديث :
1- أبواب طرق الخير كثيرة ، والمستحب للمسلم أن يضرب في كل باب بسهم؛ فقد قال تعالى:{وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم} [البقرة:215] وقال تعالى: {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه} [آل عمران:115]، وقال تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} [الزلزلة:7].
2- وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم جملةً طيبةً في بعض الأحاديث الصحيحة من أعمال الخير، وجعلها صدقة، فقال: (( كل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، تعدل بين اثنين صدقة، تعين الرجل فتحمل له على الدابة صدقة, والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة، وطلاقة الوجه بوجه أخيك المسلم صدقة )) ؛ وهذه الجمل الكريمات من ثلاثة أحاديث.
3- كل معروف يفعله الإنسان صدقة، والصدقة هي ما يعطيه المتصدق؛ فيشمل الواجبة والمندوبة، يبين أن له حكم الصدقة في الثواب.
4- الحديث يدل على أن الصدقة لا تنحصر فيما هو أصلها، وهو ما أخرجه الإنسان من ماله متطوعاً؛ فلا تخص بأهل اليسار، بل كل أحد قادر على أن يفعلها في أكثر الأحوال من غير مشقة؛ فإن كل شيء يفعله الإنسان، أو يقوله من الخير: يكتب له به صدقة.
5- لعل من حكم تنويع العبادات، وأنواع البر،هو امتحان العباد بالقيام بها؛ فإن منهم من تسهل عليه العبادات المالية دون البدنية، ومنهم من تسهل عليه العبادات البدنية دون المالية، فأراد جل وعلا اختبار عباده؛ من يقدم طاعة ربه على هوى نفسه، كما أن تنويعها؛ ليقوم كل مريد للخير بما يقدر عليه، وما يناسبه.
1- أبواب طرق الخير كثيرة ، والمستحب للمسلم أن يضرب في كل باب بسهم؛ فقد قال تعالى:{وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم} [البقرة:215] وقال تعالى: {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه} [آل عمران:115]، وقال تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} [الزلزلة:7].
2- وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم جملةً طيبةً في بعض الأحاديث الصحيحة من أعمال الخير، وجعلها صدقة، فقال: (( كل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، تعدل بين اثنين صدقة، تعين الرجل فتحمل له على الدابة صدقة, والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة، وطلاقة الوجه بوجه أخيك المسلم صدقة )) ؛ وهذه الجمل الكريمات من ثلاثة أحاديث.
3- كل معروف يفعله الإنسان صدقة، والصدقة هي ما يعطيه المتصدق؛ فيشمل الواجبة والمندوبة، يبين أن له حكم الصدقة في الثواب.
4- الحديث يدل على أن الصدقة لا تنحصر فيما هو أصلها، وهو ما أخرجه الإنسان من ماله متطوعاً؛ فلا تخص بأهل اليسار، بل كل أحد قادر على أن يفعلها في أكثر الأحوال من غير مشقة؛ فإن كل شيء يفعله الإنسان، أو يقوله من الخير: يكتب له به صدقة.
5- لعل من حكم تنويع العبادات، وأنواع البر،هو امتحان العباد بالقيام بها؛ فإن منهم من تسهل عليه العبادات المالية دون البدنية، ومنهم من تسهل عليه العبادات البدنية دون المالية، فأراد جل وعلا اختبار عباده؛ من يقدم طاعة ربه على هوى نفسه، كما أن تنويعها؛ ليقوم كل مريد للخير بما يقدر عليه، وما يناسبه.

من اثــر الحث على المعروف
أوصى الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- أحد أبنائه فقال: ما قدرت عليه من الخير فاعمله، فربما لا تدركه في الغد، ولا ترجئ عمل اليوم إلى غد، لعل غدا يأتي وأنت فقيد. فرُبّ كلمة من الخير تشجع بها طالب علم، صدقة تدفعها في فم مسكين، تبسم في وجه مغموم، أمر بالمعروف لمن تلوث في معصية، هدايتك للرجل الكفيف، تحصل أو تحظى بدعوة، كل هذا خير، وأضرب لكم مثالا واحدا أو مثالين: الإمام الذهبي -رحمه الله تعالى- كان في أول أمره كما قرأت قصر همته على التاريخ، فكتب أو أطلع أحد أشياخه على ورقة، على بحث له أو على كتابة له، فشيخ الذهبي أخذ الكتاب ينظر فيه، وكان بجانبه الإمام البرزالي، فلما رأى خط الذهبي قال له: يا بني، خطك هذا يشبه خط المحدثين، شجعه، قال الذهبي: فحبب الله إليّ علم الحديث، حتى قال السبكي: لو قام الذهبي على ثنية -على جبل صغير- وأُتي بالرواة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، إلى عهده، لقال: هذا فلان ابن فلان روى عن فلان عن فلان.
2 والبخاري، مر إسحاق وهم في مجلس مذاكرة، مجلس التحديث كان مجلسا، والمذاكرة مجلس يتذاكر فيه عشرة من الطلاب سويا وخمسة سويا، بعد ما يتفرقون من الدرس يجتمع كل ثلة مع بعضهم، فمر إسحاق على ثلة فيها البخاري مع بعض الشبيبة، فقال: لو أن أحدكم صنف مصنفا يجمع فيه ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال البخاري، فوقع ذلك في نفسي وحبب الله إلي ذلك: فلا تحقرن من المعروف شيئا .
~ مشــروع بستــان الســنّة ~
لا تنسـونا من طيّـب دُعائـكم