مقولة بعض الأديان تقرب علاقة الإنسان بالله بينما الإسلام يؤكد مذلة العبد لله

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد المسلم مسلم اكتشف المزيد حول وليد المسلم
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وليد المسلم
    مشرف عام
    • 11 يون, 2006
    • 762
    • مسلم

    مقولة بعض الأديان تقرب علاقة الإنسان بالله بينما الإسلام يؤكد مذلة العبد لله

    بعض الأديان تقرب علاقة الإنسان بالله بينما الإسلام يؤكد مذلة العبد لله

    لا أتصور أن من يعيبون الإسلام مثل هذه المقولة يريدون أن يكون الإله عند المسلمين مثلا على الصورة التى يراها اليهود لإلههم بأنه يخطئ ويندم ويعتذر لهم عما فعله بحقهم أو أنه يدخل فى مصارعة مع إسرائيل فيصرعه إسرائيل ولا يتركه حتى يعده بالتكفير عن خطئه فى حق الشعب اليهودى .‏ فليست هذه صورة إله ولكنها إفراز الخيال والإسقاط البشرى اليهودى الذى يحبون أن يكون عليه الإله ليكون طوع بنانهم والمتحدث باسمهم والمعبر دائما عن أمانيهم ..‏ وهنا يفقد هذا الإله المزعوم ألوهيته ويصبح واحدا من عداد الشعب يصرعونه ويفرضون عليه الندم والاعتذار.‏ أما الحديث عن الحميمية والعلاقة الودودة مع الإنسان والتى يزعمون أنها مفتقدة مع العبد الذى حالته دائما هى المذلة والخضوع بين يدى الرب الإله عند المسلمين .‏ فهذه العلاقة الحميمية الرحيمة الودودة بين الرب وبين العبد عند المسلمين أكثر من غيرهم فإن القرآن الكريم يعلنها بوضوح عظيم من خلال صفات الله التى يعلو فيها جانب الرحمة والرأفة والمغفرة وقبول التوبة والاستجابة للدعاء والقرب من العبد دائما تعلو فيها هذه الجوانب الرحيمة فى صفة الإله الرب على جانب العذاب والعقوبة .‏ وباستقراء هذه الصفات فى القرآن نراها تجاوز ‏365 خمسا وستين وثلاثمائة آية ،‏ بينما صفة العذاب ترد فى ‏260 ستين ومائتى آية بفارق مائة آية وخمس آيات أقل من صفات الرحمة .‏ على أن الأمر ليس بدلالة الأرقام والإحصاءات لكنه أمر ما تحمله الآيات من الحنو الربانى على العبد المذنب الذى يخاطبه سيده ليطمئنه ويزرع عنده الإحساس بالأمان وحسن الخاتمة فيقول (‏ قل لمن ما فى السموات وما فى الأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة )‏ .‏ ويقول فى رفق وتودد وهو يخاطب المذنبين (‏ وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم )‏ .‏ ويقول مهونا على من أسرفوا فى الخطايا فاتحا أمامهم أوسع أبواب الأمل فى العفو ( قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )‏ .‏ بل إنه سبحانه يعتبر مجرد اليأس من رحمته لا يصح أن يكون من خلق المسلم فيقول على لسان نبيه لوط عليه السلام (‏ قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون )‏ . ويقول على لسان نبى الله يعقوب (‏ يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )‏ .‏ وفى القضية ملحظ آخر لا ينبغى إغفاله وهو ذلك الفهم الساذج -‏ ممن يغمزون الإسلام -‏ لمسألة العبد والرب على أنها تعنى الاستعباد والاستعلاء فى جانب الرب بينما تعنى فى جانب العبد الهوان والمذلة .‏ ويبدو أن هذا التصور الساذج من نضح الرؤية الهزلية اليهودية عن الإله التى أشرنا إليها والتى تصور الإله وكأنه زميل نتعامل معه بلا كلفة بل لا بأس من أن نغالبه ونغلبه .‏ كما يبدو فيه القصور الفاضح فى فقه معنى العبودية فى جانب العلاقة مع الله حين يتصورونها كاستعباد البشر للبشر تسلب الإرادة وتضيع الحرية وتمحو حقيقة الذات .‏ مع أن العبودية لله هى فى جوهرها حقيقة الحرية بل منتهى الحرية حيث لا تعنو الوجوه إلا لخالقها ولا تنحنى الأعناق إلا لمن ركبها ،‏ ويبقى الناس -‏ كل الناس -‏ على قدم المساواة لا قداسة لأحد ولا تميز لأحد .‏ وعن العمق الجميل لهذه العبودية المختارة والتى لا نرضى بها بديلا يقول أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام فى رفضه معبودات آبائه :‏ (فإنهم عدو لى إلا رب العالمين الذى خلقنى فهو يهدين والذى هو يطعمنى ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذى يميتنى ثم يحيين والذى أطمع أن يغفر لى خطيئتى يوم الدين )‏ وعن العمق الجميل لهذه العبودية الحرة نرى هذه اللمسات الحانية من الرب يتقرب فيها الرب إلى عبيده فيقول :‏ (نبئ عبادى أنى أنا الغفور الرحيم )‏ .‏ ويقول (‏ وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى ).‏ وتكون الاستجابة فى الدعوات الحميمة الضارعة التى يدعو بها الأنبياء فيقول زكريا :‏ (رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا وإنى خفت الموالى من ورائى وكانت امرأتى عاقرا فهب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا قال رب أنى يكون لى غلام وكانت امرأتى عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا قال كذلك قال ربك هو على هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا )‏ .‏ أين تكون الربوبية الحانية إن لم تكن فيما قرأنا من نداء العبد ومن استجابة الرب ومثله نداءات أيوب وذى النون ومريموإبراهيم وغيرهم .‏ وليست الربوبية وقفا على الأنبياء ،‏ بل هى كذلك لكل العبيد الذين يحسنون الصحبة ويتوددون ويقتربون هى كذلك لأولى الألباب ( الذين يقولون ربنا إننا سمعنا مناديا ينادى للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد فاستجاب لهم ربهم )‏ هنا رأينا الحب وما رأينا مذلة فماذا يرى الآخرون ؟‏

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة محمد الفلسطيني, منذ يوم مضى
ردود 0
11 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة محمد الفلسطيني
ابتدأ بواسطة كريم العيني, 13 يول, 2024, 08:09 م
ردود 0
25 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة كريم العيني
بواسطة كريم العيني
ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 02:48 م
ردود 0
21 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة كريم العيني
بواسطة كريم العيني
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 14 يون, 2024, 12:51 ص
ردود 3
34 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 يون, 2024, 04:25 ص
ردود 0
53 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...