35 -يَـدُ اللهِ مَعَ الجَمَــاعَة / بستان السُنَّة ~

تقليص

عن الكاتب

تقليص

بستان السنة مسلمة ولله الحمد ,, أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة اكتشف المزيد حول بستان السنة
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بستان السنة
    2- عضو مشارك
    • 20 أغس, 2010
    • 119
    • لا أعمل
    • مسلمة ولله الحمد ,, أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة

    35 -يَـدُ اللهِ مَعَ الجَمَــاعَة / بستان السُنَّة ~

    ~الحديث الخامس والثلاثون من مشروع بستان السنة~











    ~الحديث~




    عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

    {يَـدُ اللهِ مَعَ الجَمَــاعَة}



    رواه الترمـذي







    ~أحاديث مشابهه~




    " يد الله على الجماعة "
    الراوي:عبدالله بن عباس و عبدالله بن عمر و أسامة بن شريك المحدث: الألباني - المصدر:صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 8065
    خلاصة حكم المحدث: صحيح






    ~شرح الحديث~




    ما المراد بـ '' يد الله مع الجماعة '' ؟


    الجواب:

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فقد روى الترمذي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يد الله مع الجماعة"،
    وله من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
    : "إن الله لا يجمع أمتي"،
    أو قال
    : "أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة، ويد الله مع الجماعة" والحديث صحيح كما في صحيح الجامع برقم (1848).
    وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن المراد بذلك هو رعاية الله لهم، وعنايته بهم، وأنهم في كنفه وحفظه.
    واختلف أهل العلم في المقصود بالجماعة، قال أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله (الاعتصام1/478): اختلف الناس في معنى الجماعة المرادة في هذه الأحاديث على خمسة أقوال:
    أحدها
    : أنها السواد الأعظم من أهل الإسلام، وهو الذي يدل عليه كلام أبي غالب: إن السواد الأعظم هم الناجون من الفرق، فما كانوا عليه من أمر دينهم، فهو الحق، ومن خالفهم مات ميتة جاهلية، سواء خالفهم في شيء من الشريعة، أو في إمامهم وسلطانهم، فهو مخالف للحق.
    فعلى هذا القول يدخل في الجماعة مجتهدو الأمة وعلماؤها وأهل الشريعة العاملون بها، ومن سواهم داخل في حكمهم، لأنهم تابعون لهم، ومقتدون بهم فكل من خرج عن جماعتهم، فهم الذين شذوا، وهم نهبة الشيطان، ويدخل في هؤلاء جميع أهل البدع، لأنهم مخالفون لمن تقدم من الأمة لم يدخلوا في سوادهم بحال.
    الثاني: أنها جماعة أئمة العلماء المجتهدين، فمن خرج مما عليه علماء الأمة مات ميتة جاهلية، لأن جماعة الله العلماء جعلهم الله حجة على العالمين.
    الثالث: أن الجماعة هي الصحابة على الخصوص.
    الرابع: أن الجماعة هي جماعة أهل الإسلام إذا أجمعوا على أمر، فواجب على غيرهم من أهل الملل اتباعهم، وهم الذين ضمن الله لنبيه عليه الصلاة والسلام أن لا يجمعهم على ضلالة.
    الخامس: ما اختاره الطبري الإمام، من أن الجماعة جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير.ا.هـ.
    فلكل هذه الأقوال وجه، وهي تلتقي عند نقطتين عليهما مدارها وهما: الاتباع، واعتبار أهل السنة.
    قال أبو إسحاق: فهذه خمسة أقوال دائرة على اعتبار أهل السنة والاتباع، وأنهم المراد بالأحاديث.
    والله أعلم.



    موقع الإسلام ويب
    المصدر



    وقال الفضيل: يد الله على الجماعة، ولا ينظر الله إلى صاحب بدعة . نعم الفضيل بن عياض يقول: "يد الله مع الجماعة".
    وهم أهل السنة والجماعة، ما كان عليه النبي
    -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فهم الجماعة، ولو كانوا قلة، فهم يقلون ويكثرون، وهم الطائفة المنصورة، وهم أهل السنة والجماعة، يد الله معهم، ومن شذ عنهم شذ في النار، من شذ عنهم فهو متوعد بالنار.
    قال الله -عز وجل- في كتابه المبين: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾1.
    هذا وعيد لمن شاق الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين، ومن سلك مسلك البدع وخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة، فقد اتبع غير سبيل المؤمنين، وشاق الله ورسوله، فيشمله هذا الوعيد ﴿ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾1.
    قال -عليه الصلاة والسلام- « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة. »2وهي الجماعة.
    وفي لفظ: « هي ما كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي»3.
    فالجماعة هم الفرقة الناجية، وهم أهل السنة والجماعة، وهم الصحابة والتابعون، ومن تبعهم من العلماء والأئمة، وهم أهل الحق، ولو كانوا قلة، فمن كان على الحق فهو الجماعة، ولو كان واحدا كما قاله بعض السلف، قال: إن كنت على الحق فأنت جماعة، ولو كنت وحدك.
    ولهذا قال الفضيل: "يد الله مع الجماعة، ولا ينظر الله إلى صاحب بدعة". لأنه شاذ وخارج عن الجماعة. نعم.


    __________________________________________________ __________

    1 : سورة النساء(سورة رقم: 4)؛ آية رقم:115
    2 : الترمذي: الإيمان(2640) , وأبو داود: السنة(4596) , وابن ماجه: الفتن(3991) ,وأحمد(2/332).
    3 : الترمذي: الإيمان(2641).



    شرح الشرح والإبانة (الإبانة الصغرى) لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
    المصدر







    واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا




  • بستان السنة
    2- عضو مشارك
    • 20 أغس, 2010
    • 119
    • لا أعمل
    • مسلمة ولله الحمد ,, أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة

    #2
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
    فقد أمرت الشريعة بالاعتصام، ورغبت فيه، ونهت عن الفرقة، ورهبت عنها، وفيما يلي تفصيل ذلك..

    الأمر بالاعتصام:
    قال تعالى: }وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا{ (آل عمران/103).
    قال ابن مسعود رضي الله عنه : "حبل الله الجماعة"([1]). وممن قال بهذا ابن المبارك رحمه الله.
    الترغيب في الجماعة:
    الجماعة نعمة؛ فإن الله امتن بها على الصحابة:
    قال تعالى: }هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ* وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{ (الأنفال/62-63).
    والجماعة رحمة:
    وفي ذلك يقول سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الجماعة رحمة» رواه أحمد.
    وفي الجماعة العصمة:
    قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا{ (النساء/59).
    ووجه الدلالة من الآية الكريمة: أنها دالة على حجية الإجماع، فإذا كان المؤمنون مأمورين برد الأمر إلى الله ورسوله حال النزاع فمفهوم ذلك أن إجماعهم لا يرد إليهما لكونه حجةً.
    ومثلها في إفادتها ودلالتها: }وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ{ (الشورى/10).
    وهذه من بركة الجماعة والاتفاق.
    والعلو على الأعداء يكون باجتماعنا:
    قال صلى الله عليه وسلم: «أفشوا السلام؛ كي تعلوا» رواه ابن حبان.
    وذلك لأن التسليم إذا فشا في أوساطنا وكان سمةً لمجتمعنا حلّ الود بيننا، وحطت الألفة رحلها في ساحتنا، فكنا يداً واحدةً، وكان الظهور لنا، والغلبة معنا.
    تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً --- وإذا افترقن تكسرت آحاداً

    وبالجماعة ينال عون الله:
    قال صلى الله عليه وسلم: «يد الله مع الجماعة» رواه الترمذي.
    والمعنى: أن الله يؤيد بعونه الجماعةَ التي تعتصم بحبله.
    وبالجماعة يُغاظ الكافرون:
    قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنهم –اليهود-لا يحسُدونا على شيءٍ كما يحسُدونا على يومِ الجمعة التي هدانا الله لها وضلُّوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين» رواه أحمد في المسند.
    والذي يجمع بين هذه الثلاثة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم كونها تبين وحدة المسلمين وتجسدها، ولهذا حسدونا على ذلك.
    فهذا يغيظهم وإغاظة هؤلاء مطلب شرعي. قال تعالى: }وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ{ (التوبة: 120).
    والجماعة سمة بارزة يتميز بها المجتمع الإسلامي:
    قال تعالى: } وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ { (التوبة: 71).
    وتأمل هذا المثل الذي ضربه نبينا صلى الله عليه وسلم؛ عن النعمان بن بشير ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى» متفق عليه.
    والتواد: بذل أسباب المحبة كالزيارة. والتراحم: يكون بالقلب. والتعاطف: الوقوف بجانبهم عند النكبات.
    وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: «المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً»وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ.
    وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ» رواه أحمد وأبو داود.
    وقوله: «وهم يد»؛ هم: ضمير منفصل يدل على الجمع، ويد: لفظ مفرد، فهذه جملة تدل على التماسك العظيم الذي ينبغي أن يكون عليه المسلمون.
    وقال الله تعالى: }وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ{ (الأنفال : 73)، ومعنى الآية: أن الكفار ينصر بعضهم بعضاً، ونحن إذا لن تحل هذه النصرة بيننا ساد الفساد، قال ابن كثير رحمه الله([2]):" أي: إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين، وإلا وقعت الفتنة في الناس، وهو التباس الأمر، واختلاط المؤمن بالكافر، فيقع بين الناس فساد منتشر طويل عريض".

    والجماعة سببٌ لنيل رضاء الله:
    فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا؛ فَيَرْضَى لَكُمْ: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ؛ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ» رواه مسلم.
    ورضوان الله أعظم من جنته:
    قال تعالى: }وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{ (التوبة: 72).
    الفوز بالجنة:
    قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فليلزم الجماعة» رواه الترمذي.
    وبحبوحتها: وسطها وأفضلها.

    تعليق

    • بستان السنة
      2- عضو مشارك
      • 20 أغس, 2010
      • 119
      • لا أعمل
      • مسلمة ولله الحمد ,, أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة

      #3
      ونهت نصوص الشرع عن التفرق:
      قال تعالى: }وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا{ (آل عمران/103).
      وقال: }وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ{ (الروم: 31-32).
      أي: ولا تكونوا من المشركين وأهل الأهواء والبدع الذين بدَّلوا دينهم، وغيَّروه، فأخذوا بعضه، وتركوا بعضه؛ تبعًا لأهوائهم، فصاروا فرقًا وأحزابًا، يتشيعون لرؤسائهم وأحزابهم وآرائهم.
      وقال: }وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{ (آل عمران/ 105).
      والمعنى: ولا تكونوا أيها المؤمنون كأهل الكتاب الذين وقعت بينهم العداوة والبغضاء فتفرَّقوا شيعًا وأحزابًا، واختلفوا في أصول دينهم من بعد أن اتضح لهم الحق، وأولئك مستحقون لعذابٍ عظيم موجع.
      وقال: }ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم{ (الأنفال/46).
      وقال: }وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ (الأنعام/153).
      وقال: }شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ{ (الشورى/13).
      وكما حذَّر ربنا من ذلك حذر نبينا صلى الله عليه وسلم فقال: «إياكم والفُرقة» رواه الترمذي.
      وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: خَرَجَ عَلَيْنَا فَرَآنَا حَلَقًا([3]) فَقَالَ: «مَالِي أَرَاكُمْ عِزِينَ» رواه مسلم.
      قال النووي رحمه الله: "معناه النهي عن التفرق والأمر بالاجتماع"([4]).
      وفي سنن أبي داود قال أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ رضي الله عنه : كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلُوا مَنْزِلًا تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِوَالْأَوْدِيَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنْ الشَّيْطَانِ». فَلَمْ يَنْزِلْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلًا إِلَّا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى يُقَالَ: لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ.

      ورهبت النصوص من التفرق:

      فقد برأ الله نبيه صلى الله عليه وسلم من أهل التفرق:
      قال تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ{ (الأنعام/159).
      والتفرق إرضاء للشيطان:
      قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم» رواه مسلم.
      وعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول:فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئا. ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت» رواه مسلم.
      والتفرق تشبه بالمشركين:
      قال تعالى: }وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ{ (الروم: 31-32).
      والتفرق سبب للعذاب:
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الجماعة رحمة الفرقة عذاب» رواه أحمد.
      فإن الناس إذا تفرقوا كانت الحروب والفتن.
      وهو من أسباب دخول النار:
      فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ» رواه ابن ماجة.

      تأمل!!
      في سنن ابن ماجه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث جيشا من المسلمين إلى المشركين، فحاصر مسلم كافر، فقال الكافر: إني مسلم . فطعنه فقتله . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هلكت، قال «وما الذي صنعت»؟
      فأخبره بالذي صنع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهلا شققت عن بطنه فعلمت ما في قلبه»؟
      قال: يا رسول الله لو شققت بطنه لكنت أعلم ما في قلبه.
      قال فلا أنت قبلت ما تكلم به، ولا أنت تعلم ما في قلبه»!
      فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم، فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات، قال الراوي:فدفناه، فأصبح على ظهر الأرض. فقالوا: لعل عدوا نبشه. فدفناه . ثم أمرنا غلماننا يحرسونه. فأصبح على ظهر الأرض . فقلنا لعل الغلمان نَعَسُوا . فدفناه ثم حرسناه بأنفسنا فأصبح على ظهر الأرض . فألقيناه في بعض تلك الشعاب فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «إن الأرض لتقبل من هو شر منه، ولكن الله أحب أن يريَكم تعظيم حرمة لا إله إلا الله». ومع ذلك فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم بقتل من أراد أن يفرق جمعنا، لأن حرمة اجتماع المسلمين أعظم من حرمة المسلم.
      رب صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
      ----------------------

      [1] / تفسير ابن كثير (2/89).
      [2] / التفسير(4/98).
      [3] / يجوز بفتح الحاء وكسرها.
      [4] / شرح النووي (4/153).




      تعليق

      • بستان السنة
        2- عضو مشارك
        • 20 أغس, 2010
        • 119
        • لا أعمل
        • مسلمة ولله الحمد ,, أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة

        #4
        ~ الأدلة من الكتاب على لزوم الجماعة~
        لقد وردت في كتاب الله الكريم، آيات تأمر المؤمنين وتحثهم على لزوم الجماعة، والائتلاف، وتبين لهم أن الأمة الإسلامية أمة واحدة، وهي حقيقة جاء تأكيدها في أكثر من موضع في القرآن الكريم

        الدليل الأول :
        قوله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ "[آل عمران: 102-103]
        قال الشوكاني –رحمه الله-:" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا"الحبل لفظ مشترك، وأصله في اللغة السبب الذي يتوصل به إلى البغية، وهو إما تمثيل أو استعارة. أمرهم سبحانه بأن يجتمعوا على التمسك بدين الإسلام أو بالقرآن، ونهاهم عن التفرق الناشئ عن الاختلاف في الدين)
        وأما قوله تعالى في آخر الآية:" وَلاَ تَفَرَّقُواْ "ولا تتفرقوا عن دين الله وعهده الذي عهد إليكم في كتابه من الائتلاف والاجتماع على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والانتهاء إلى أمره .
        الدليل الثاني :
        قوله تعالى:" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ "[الحجرات: 10].
        نصت هذه الآية الكريمة على مبدأ عظيم من مبادئ دين الإسلام ألا وهو التآخي في الله والتحابب فيه.
        وقد أولى الإسلام هذا الجانب عناية كبيرة، ويعتبر من الدعائم الرئيسية التي تقوم عليها وحدة المسلمينوائتلافهم واجتماعهم. لذلك نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان من أول الأعمال العظيمة التي قام بها بعد هجرته إلى المدينة المنورة، هو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
        وقد كان لهذا التآخي عظيم الأثر في وحدة المجتمع المسلم وفي تماسكه وترابطه. يقول الشيخ محمد الصادق عرجون رحمه الله: وبهذه المؤاخاة الاجتماعية في الارتفاق والمناصرة، والتعاون والتساعد والتعاضد، والحب في الله ولله الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم، أساساً لهذه المؤاخاة بقوله لأصحابه من المهاجرين والأنصار:"تآخوا في الله، أخوين، أخوين"تم تصحيح تركيب المجتمع المسلم.
        والتآخي في الله هو الثمرة الجنية العملية للحب في الله الذي اتخذته الوحدة الإيمانية عنواناً على وجودها في واقع حياة المجتمع المسلم لقوله صلى الله عليه وسلم، في حديث البخاري:((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه)).
        الدليل الثالث:

        قوله تعالى: " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ " [التوبة: 71].
        تقرر هذه الآية الكريمة مبدأ (الولاء) بين المؤمنين والمؤمنات، وهو مبدأ أوسع من المبدأ السابق الذي هو (التآخي). وما التآخي إلا جزء من الولاء، قال الشيخ محمد بن سعيد القحطاني في تعريف الولاء: (الولاية هي النصرة والمحبة والإكرام والاحترام والكون مع المحبوبين ظاهراً وباطناً) .
        وإن كان رابط التآخي قد وهن بين المسلمين فهذا الموضوع -وهو الولاء- قد وهن وضعف من باب أولى وذلك لأسباب أهمها:
        الأول : تفرق المسلمين إلى فرق وشيع وأحزاب حيث أصبح مبدأ الولاء مرتبطاً بالحزب والجماعة لا بالإسلام وهذا غبش في التصور.
        الثاني : تكالب المسلمين على الدنيا وتنافسهم عليها مما سبب بينهم الأحقاد والحسد فأصبحت علاقات الناس مبنية على أمور الدنيا ومصالحها الزائلة وهذا انقلاب في المفاهيم.
        ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم، أمته من التنافس على الدنيا وعلل ذلك بأنه سبب للهلاك، وأخبر بأن هذا الأمر قد وقع في الأمم السابقة.

        الدليل الرابع :
        قول تعالى: " فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ " [الأنفال: 1].
        وقال تعالى: " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا " [الحجرات: 9].
        فقد حث سبحانه وتعالى في هذه الآيات الكريمات على إصلاح ذات البين، وعلى الإصلاح بين المؤمنين إذا حصل بينهم ما يفرق جماعتهم، وما يكدر عليهم صفو ألفتهم، وما ذلك إلا ليبقى المجتمع المسلم مترابطاً متحاباً متآلفاً.








        ~ الأدلة من السنة في الحث على الجماعة والأمر بلزومها ~
        الحديث الأول:

        "
        إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم"
        الراوي: - المحدث: ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 352/12
        خلاصة حكم المحدث: صحيح

        الحديث الثاني:
        " نضر الله عبدا سمع مقالتي فحفظها فأداها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله ومناصحة أئمة المسلمين ولزوم جماعتهم ، فإن دعوتهم تحيط من وراءهم "
        الراوي : عبدالله بن مسعود المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: موافقة الخبر الخبر -الصفحة أو الرقم: 1/364
        خلاصة حكم المحدث:صحيح

        الحديث الثالث:
        خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالجابية فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم فقال: " أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولم يستحلف ويشهد ولم يستشهد فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ولا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن"
        الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم: 7/335
        خلاصة حكم المحدث: سنده صحيح


        تعليق

        • بستان السنة
          2- عضو مشارك
          • 20 أغس, 2010
          • 119
          • لا أعمل
          • مسلمة ولله الحمد ,, أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة

          #5
          الحديث الرابع:
          كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : ( نعم ) . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : (نعم ، وفيه دخن ) . قلت : وما دخنه ؟ قال : ( قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر) . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، قال : ( هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ) . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) .قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : ( فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) .
          الراوي:حذيفة بن اليمان المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7084
          خلاصة حكم المحدث: [ صحيح]

          الحديث الخامس:
          " إن الله تعالى : لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله على الجماعة ومن شذ، شذ إلى النار"
          الراوي:عبدالله بن عمر المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1818
          خلاصة حكم المحدث: حسن

          الحديث السادس :
          " إن أمتي لن تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم "
          الراوي: أنس بن مالك المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 2221
          خلاصة حكم المحدث: صحيح

          الحديث السابع :
          " اثنان خير من واحد، وثلاثة خير من اثنين، وأربعة خير من ثلاثة، فعليكم بالجماعة، فإن الله لن يجمع أمتي إلا على هدى "
          الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 163
          خلاصة حكم المحدث:صحيح

          الحديث الثامن :
          " إن الله تعالى قد أجار لي على أمتي من ثلاث : لا يجوعوا و لا يجتمعوا على ضلالة و لا يستباح بيضة المسلمين"
          الراوي: كعب بن عاصم الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 92
          خلاصة حكم المحدث: حسن

          الحديث التاسع :
          " الجماعة رحمة ، والفرقة عذاب"
          الراوي:النعمان بن بشير المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3109
          خلاصة حكم المحدث: حسن

          الحديث العاشر :
          " إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها ، وإنه كاد أن يبطئ بها . وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن : السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة ، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر ، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع . ومن ادعى دعوى الجاهلية ، فإنه من جثى جهنم ، فقال رجل : يا رسول الله وإن صلى وصام ؟ فقال : وإن صلى وصام . فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله "
          الراوي: الحارث الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2863
          خلاصة حكم المحدث: صحيح

          وتوجد أحاديث أخرى في الباب تعاضد الأحاديث السابقة وتدل إجمالاً على ما دلت عليه.
          فمنها حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا . وشبك أصابعه "
          الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 481
          خلاصة حكم المحدث: [ صحيح]
          ومنها حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
          الراوي: النعمان بن بشير المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2586
          خلاصة حكم المحدث:صحيح





          ذم التفرق والاختلاف

          الأدلة من الكتاب على ذم التفرق والتحذير منه
          يلاحظ الباحث في آيات القرآن الكريم أن الآيات التي جاءت في ذم الفرقة أكثر عدداً من الآيات التي جاءت في الحث على الجماعة، ولا غرابة في ذلك لأن الجماعة هي الأصل وملازمتها هو الواجب والمطلوب، أما مفارقة الجماعة فأمر طارئ وحادث وهو مع ذلك أمر خطير وشنيع، فلذلك جاءت الآيات الكثيرة التي تحذر منه وتحمل في ثناياها الوعيد الشديد لمن ترك الجماعة وفارقها.
          وفيما يلي ذكر هذه الأدلة:

          الدليل الأول:
          قوله تعالى:" وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " [آل عمران: 105-107].
          الدليل الثاني:
          قال تعالى: " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ"[الأنعام: 153].
          الدليل الثالث:
          قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ"[الأنعام: 159].
          الدليل الرابع:
          قال تعالى:" وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ "[هود: 118-119].
          الدليل الخامس :
          قوله تعالى: " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " [الروم: 30-32].
          الدليل السادس:
          قوله تعالى: " شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ " [الشورى: 13].






          الأدلة من السنة على ذم التفرق والتحذير منه
          الحديث الأول :
          " من فارق الجماعة شبرا ؛ فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه "
          الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 183
          خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح
          الحديث الثاني :
          " من فارق الجماعة وخرج من الطاعة فمات فميتته جاهلية ومن خرج على أمتي بسيفه يضرب برها وفاجرها لا يحاشى مؤمنا لإيمانه ولا يفي لذي عهد بعهده فليس من أمتي ومن قتل تحت راية عمية يغضب للعصبية أو يقاتل للعصبية أو يدعو إلى العصبية فقتلة جاهلية "
          الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 15/201
          خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح
          الحديث الثالث :
          " من خرج عن الجماعة و فارق الجماعة مات ميتة جاهلية "
          الراوي:أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 90
          خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح
          الحديث الرابع :
          " إنه سيكون بعدي هنات وهنات ، فمن رأيتموه فارق الجماعة ، أو يريد يفرق أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، كائنا من كان ، فاقتلوه ، فإن يد الله على الجماعة ، فإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض "
          الراوي: عرفجة بن شريح الأشجعي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 4032
          خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح
          الحديث الخامس :
          " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة"
          الراوي:عوف بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3241
          خلاصة حكم المحدث:صحيح

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 5 مار, 2023, 03:34 م
          ردود 0
          29 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة صلاح عامر
          بواسطة صلاح عامر
          ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 10:00 ص
          ردود 2
          36 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة صلاح عامر
          بواسطة صلاح عامر
          ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 08:33 ص
          ردود 0
          65 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة صلاح عامر
          بواسطة صلاح عامر
          ابتدأ بواسطة mohamed faid, 16 فبر, 2023, 08:41 ص
          ردود 0
          150 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة mohamed faid
          بواسطة mohamed faid
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 20 نوف, 2021, 03:50 ص
          ردود 0
          52 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          يعمل...