~الحديث الخامس والثلاثون من مشروع بستان السنة~
~الحديث~
عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
{يَـدُ اللهِ مَعَ الجَمَــاعَة}
~الحديث~
عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
{يَـدُ اللهِ مَعَ الجَمَــاعَة}
رواه الترمـذي
~أحاديث مشابهه~
" يد الله على الجماعة "
الراوي:عبدالله بن عباس و عبدالله بن عمر و أسامة بن شريك المحدث: الألباني - المصدر:صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 8065
خلاصة حكم المحدث: صحيح
~شرح الحديث~
ما المراد بـ '' يد الله مع الجماعة '' ؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى الترمذي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يد الله مع الجماعة"،
وله من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لا يجمع أمتي"،
أو قال: "أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة، ويد الله مع الجماعة" والحديث صحيح كما في صحيح الجامع برقم (1848).
وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن المراد بذلك هو رعاية الله لهم، وعنايته بهم، وأنهم في كنفه وحفظه.
واختلف أهل العلم في المقصود بالجماعة، قال أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله (الاعتصام1/478): اختلف الناس في معنى الجماعة المرادة في هذه الأحاديث على خمسة أقوال:
أحدها: أنها السواد الأعظم من أهل الإسلام، وهو الذي يدل عليه كلام أبي غالب: إن السواد الأعظم هم الناجون من الفرق، فما كانوا عليه من أمر دينهم، فهو الحق، ومن خالفهم مات ميتة جاهلية، سواء خالفهم في شيء من الشريعة، أو في إمامهم وسلطانهم، فهو مخالف للحق.
فعلى هذا القول يدخل في الجماعة مجتهدو الأمة وعلماؤها وأهل الشريعة العاملون بها، ومن سواهم داخل في حكمهم، لأنهم تابعون لهم، ومقتدون بهم فكل من خرج عن جماعتهم، فهم الذين شذوا، وهم نهبة الشيطان، ويدخل في هؤلاء جميع أهل البدع، لأنهم مخالفون لمن تقدم من الأمة لم يدخلوا في سوادهم بحال.
الثاني: أنها جماعة أئمة العلماء المجتهدين، فمن خرج مما عليه علماء الأمة مات ميتة جاهلية، لأن جماعة الله العلماء جعلهم الله حجة على العالمين.
الثالث: أن الجماعة هي الصحابة على الخصوص.
الرابع: أن الجماعة هي جماعة أهل الإسلام إذا أجمعوا على أمر، فواجب على غيرهم من أهل الملل اتباعهم، وهم الذين ضمن الله لنبيه عليه الصلاة والسلام أن لا يجمعهم على ضلالة.
الخامس: ما اختاره الطبري الإمام، من أن الجماعة جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير.ا.هـ.
فلكل هذه الأقوال وجه، وهي تلتقي عند نقطتين عليهما مدارها وهما: الاتباع، واعتبار أهل السنة.
قال أبو إسحاق: فهذه خمسة أقوال دائرة على اعتبار أهل السنة والاتباع، وأنهم المراد بالأحاديث.
والله أعلم.
" يد الله على الجماعة "
الراوي:عبدالله بن عباس و عبدالله بن عمر و أسامة بن شريك المحدث: الألباني - المصدر:صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 8065
خلاصة حكم المحدث: صحيح
~شرح الحديث~
ما المراد بـ '' يد الله مع الجماعة '' ؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى الترمذي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يد الله مع الجماعة"،
وله من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لا يجمع أمتي"،
أو قال: "أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة، ويد الله مع الجماعة" والحديث صحيح كما في صحيح الجامع برقم (1848).
وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن المراد بذلك هو رعاية الله لهم، وعنايته بهم، وأنهم في كنفه وحفظه.
واختلف أهل العلم في المقصود بالجماعة، قال أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله (الاعتصام1/478): اختلف الناس في معنى الجماعة المرادة في هذه الأحاديث على خمسة أقوال:
أحدها: أنها السواد الأعظم من أهل الإسلام، وهو الذي يدل عليه كلام أبي غالب: إن السواد الأعظم هم الناجون من الفرق، فما كانوا عليه من أمر دينهم، فهو الحق، ومن خالفهم مات ميتة جاهلية، سواء خالفهم في شيء من الشريعة، أو في إمامهم وسلطانهم، فهو مخالف للحق.
فعلى هذا القول يدخل في الجماعة مجتهدو الأمة وعلماؤها وأهل الشريعة العاملون بها، ومن سواهم داخل في حكمهم، لأنهم تابعون لهم، ومقتدون بهم فكل من خرج عن جماعتهم، فهم الذين شذوا، وهم نهبة الشيطان، ويدخل في هؤلاء جميع أهل البدع، لأنهم مخالفون لمن تقدم من الأمة لم يدخلوا في سوادهم بحال.
الثاني: أنها جماعة أئمة العلماء المجتهدين، فمن خرج مما عليه علماء الأمة مات ميتة جاهلية، لأن جماعة الله العلماء جعلهم الله حجة على العالمين.
الثالث: أن الجماعة هي الصحابة على الخصوص.
الرابع: أن الجماعة هي جماعة أهل الإسلام إذا أجمعوا على أمر، فواجب على غيرهم من أهل الملل اتباعهم، وهم الذين ضمن الله لنبيه عليه الصلاة والسلام أن لا يجمعهم على ضلالة.
الخامس: ما اختاره الطبري الإمام، من أن الجماعة جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير.ا.هـ.
فلكل هذه الأقوال وجه، وهي تلتقي عند نقطتين عليهما مدارها وهما: الاتباع، واعتبار أهل السنة.
قال أبو إسحاق: فهذه خمسة أقوال دائرة على اعتبار أهل السنة والاتباع، وأنهم المراد بالأحاديث.
والله أعلم.
وقال الفضيل: يد الله على الجماعة، ولا ينظر الله إلى صاحب بدعة . نعم الفضيل بن عياض يقول: "يد الله مع الجماعة".
وهم أهل السنة والجماعة، ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فهم الجماعة، ولو كانوا قلة، فهم يقلون ويكثرون، وهم الطائفة المنصورة، وهم أهل السنة والجماعة، يد الله معهم، ومن شذ عنهم شذ في النار، من شذ عنهم فهو متوعد بالنار.
قال الله -عز وجل- في كتابه المبين: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾1.
هذا وعيد لمن شاق الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين، ومن سلك مسلك البدع وخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة، فقد اتبع غير سبيل المؤمنين، وشاق الله ورسوله، فيشمله هذا الوعيد ﴿ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾1.
قال -عليه الصلاة والسلام- « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة. »2وهي الجماعة.
وفي لفظ: « هي ما كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي»3.
فالجماعة هم الفرقة الناجية، وهم أهل السنة والجماعة، وهم الصحابة والتابعون، ومن تبعهم من العلماء والأئمة، وهم أهل الحق، ولو كانوا قلة، فمن كان على الحق فهو الجماعة، ولو كان واحدا كما قاله بعض السلف، قال: إن كنت على الحق فأنت جماعة، ولو كنت وحدك.
ولهذا قال الفضيل: "يد الله مع الجماعة، ولا ينظر الله إلى صاحب بدعة". لأنه شاذ وخارج عن الجماعة. نعم.
__________________________________________________ __________
1 : سورة النساء(سورة رقم: 4)؛ آية رقم:115
2 : الترمذي: الإيمان(2640) , وأبو داود: السنة(4596) , وابن ماجه: الفتن(3991) ,وأحمد(2/332).
3 : الترمذي: الإيمان(2641).
وهم أهل السنة والجماعة، ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فهم الجماعة، ولو كانوا قلة، فهم يقلون ويكثرون، وهم الطائفة المنصورة، وهم أهل السنة والجماعة، يد الله معهم، ومن شذ عنهم شذ في النار، من شذ عنهم فهو متوعد بالنار.
قال الله -عز وجل- في كتابه المبين: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾1.
هذا وعيد لمن شاق الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين، ومن سلك مسلك البدع وخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة، فقد اتبع غير سبيل المؤمنين، وشاق الله ورسوله، فيشمله هذا الوعيد ﴿ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾1.
قال -عليه الصلاة والسلام- « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة. »2وهي الجماعة.
وفي لفظ: « هي ما كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي»3.
فالجماعة هم الفرقة الناجية، وهم أهل السنة والجماعة، وهم الصحابة والتابعون، ومن تبعهم من العلماء والأئمة، وهم أهل الحق، ولو كانوا قلة، فمن كان على الحق فهو الجماعة، ولو كان واحدا كما قاله بعض السلف، قال: إن كنت على الحق فأنت جماعة، ولو كنت وحدك.
ولهذا قال الفضيل: "يد الله مع الجماعة، ولا ينظر الله إلى صاحب بدعة". لأنه شاذ وخارج عن الجماعة. نعم.
__________________________________________________ __________
1 : سورة النساء(سورة رقم: 4)؛ آية رقم:115
2 : الترمذي: الإيمان(2640) , وأبو داود: السنة(4596) , وابن ماجه: الفتن(3991) ,وأحمد(2/332).
3 : الترمذي: الإيمان(2641).
واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا
تعليق