بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }
فقد منتدى حراس العقيدة الأخ الأستاذ المشرف الفاضل (الأخ المهندس/محمد عنان "أبو رائد "، Direct-Trust)
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتغمده برحمته
وهذا الموضوع سيكون بإذن الله مرجعا نحاول أن نجمع فيه كل أعمال أستاذنا أبي رائد رحمه الله كأقل ما يمكن أن نقدمه له بعد مماته
سائلين المولى عز وجل أن يتقبل منه ويجزيه خير الجزاء على ما قدمه وما بذله
اللهم آمين
من هو الأستاذ أبو رائد رحمه الله ؟ (بقلم الشيخ عمرو بسيوني "ستيودنت")
محمد إبراهيم عنان
لم أكن أتصور أن أكتب في ترجمة أحد أصدقائي ، ولكم عانيت في التحكم لسوق كلامي ، ولم يكن دافعي الأول في تلك الترجمة محبتي إياه ، بل كونه واحدا من علماء تلك الأمة في مجاله ، وراجيا أن يترحم عليه قاص أو دان ، وأن يُعْتَبر بحياته القصيرة المليئة بالأحداث.
- النشأة :
ولد بمحافظة المنصورة بمصر سنة 1969 م.
بدأ حياته متدينا ، حيث تربى في مساجد السلفية بمحافظته ، واعتقل لأيام قصيرة من أمن الدولة وهو في مقتبل الشباب.
تخرج في كلية الهندسة جامعة المنصورة ، وكان ذكيا فائقا - وله في ذلك أقاصيص مع أساتذته وزملائه وبعض مشروعاته في التخرج - وكان من أوائل دفعته ، وعين فيها معيدا ، ثم تركها لظرف شخصي.
- طلب العلم :
بدأ مشواره الفعلي مع العلم عقب سفره إلى الكويت سنة 1996 م ، حيث عمل مهندسا للكمبيوتر في بعض الشركات الخاصة ، حتى استقر به الحال في وزارة الإعلام ، ثم لجنة التعريف بالإسلام ، ثم مبرة الآل والأصحاب.
طلب العلم الشرعي أول مقدمه الكويت ، فكان يحضر في بعض الأيام خمسة دروس ، بعد الفجر والعصر والمغرب والعشاء ، إضافة لدوامه وعمله الرسمي .
سمع الكتب الستة ومسند أحمد وموطأ مالك وغير ذلك في مشاريع سماع الكويت منذ أول انعقادها ، وله شهادات الاعتماد الخاصة بذلك ، وله تعليقات وتقييدات مما كان يذكره المشايخ المجيزون أثناء القراءة.
وحضر على أغلب المشايخ وطلبة العلم في الكويت ، وأبرزهم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق وقرأ عليه ، والشيخ عثمان الخميس ـ وله به علاقة خاصة ـ ، والشيخ صالح النهام ، والشيخ شافي العجمي ، والشيخ مبارك الميلي في علم المخطوط ، وغيرهم.
وكان وطيد العلاقة بالمشايخ محمد سالم الخضر ، وعلي بن حمد التميمي ، وبدر الباقر ، وغيرهم.
وحضر في مصر للشيخ الحويني والشيخ مصطفى العدوي والشيخ النقيب والشيخ محمد حسان ، وله علاقة حسنة بأغلب طلبة العلم والمشايخ في المنصورة .
- التخصص العلمي :
بدأت رحلة أبي رائد مع المسيحية ودراستها بحادث طارئ ، حيث كان من زملائه في العمل بعض المسيحيين ، وكانت تجري بينهم بعض المناقشات بطبيعة الحال ، وفي بعض تلك النقاشات جرى على لسان بعض المسيحيين ما معناه أنه يفهم أكثر منه في الإسلام ، وهو لا يعلم شيئا عن المسيحية ! ، فكان أن صمم أبو رائد على دراسة المسيحية دراسة معمقة.
ولم يكن ذلك غريبا عليه ، فقد كان أبو رائد شغوفا طلعة طبعًا في أي مجال يقرأ فيه ، سواء في علوم الشريعة ، أو علوم الحياة على اختلاف أنواعها ، محبا للتصوير ، والأجهزة الكهربية ، والطبخ ، والمخطوطات.
كان أبو رائد عصاميا ، سواء في حياته العملية ، حيث نشأ في أسرة متوسطة ، وكافح في دراسته وكان مجيدا فيها ، وتزوج وأنجب وسافر.
وكذلك في حياته العلمية حيث بدأ تعلم المسيحية من الصفر ، فأخذ يجمع الكتب ، والمخطوطات ، ونسخ الكتاب المقدس ، ويقرأها ، وتعلَّم الأبجدية اليونانية وقواعدها العامة ، وكان مجيدا للإنجليزية بطلاقة ، وسأل من تقدمه في طلب ذلك العلم ، فاستشار الأخ / علي الريس ، وكان يثني عليه كثيرا ويقدمه على من سواه ، واتصل بالأخ / حسام أبو البخاري ، والأخ / حسن علي حسن ، والدكتور / منقذ السقار ، وغيرهم من المهتمين بذلك المجال ، وكان له بهم جميعا علاقة حسنة فاضلة ، حتى استوى عوده ، واستقام له الطريق ، وتوسع فيه جدا ، وجد واجتهد.
طوَّف أبو رائد البلاد ليجمع أمهات كتب المسيحية ، ونسخ الكتاب المقدس ، فسافر لبنان وسوريا وغيرها مما لا أضبطه الآن لشراء الكتب ، واتصل بأمريكا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا والهند والعراق ، وغيرها ، واشترى من تلك البلاد مئات الكتب والمخطوطات ، وأنفق في ذلك أموالا طائلة.
تحصل لديه آلاف الكتب عن المسيحية ، باختلاف فروعها ، مما لا يكون عند غيره في أمة المسلمين ، إلا أن يعلم الله.
ولم يبخل بتلك الكتب ، فجعل يصورها ، ويعطي من يراه مستحقا لتلك الكتب حسب اجتهاده ، وعمله ، واحتياجه ، وكان له نظر واجتهاد في عدم نشرها لئلا يستفيد منها النصارى ، وبعض المتعالمين في ذلك المجال.
- الدعوة :
كان له نشاط دعوي دؤوب ، ليس له هم إلا نصر الإسلام ، والدفاع عن التوحيد ، ونبوة محمد عليه الصلاة والسلام ، وبراءة عيسى من الشرك ، ولا أبعد إذا قلت إنني لم أر مثله في ذلك الحرص والدأب ، في صحوه ونومه ، كان يقوم من الليل فزعا يبحث عن كتاب تذكَّر معلومة قرأها فيه ليدونها ، وكان يأكل والكتاب والقلم والأوراق في يده ، يأكل باليمني ويكتب باليسرى ، وكان يقرأ في كل أحواله ، حتى في الخلاء عنده كتبه وأوراقه وأقلامه ، وهو من القلة التي قرأت كل مكتبتها ، فقرأ عشرات الآلاف من الكتب تحقيقا لا ظنا ، يعزو إليها بالصفحات ، ويصف لون غلافها وتصميمه ، على اختلاف طبعاتها ، وفجْأَةِ ورودها أمامه ، ويغالط فيها الناشرين وأصحاب المكتبات في مكتباتهم ، ويخضعون له غاية الخضوع بعد استيثاقهم من مَلَكته ، وقد رأيت منه في ذلك ما لا يسع المقام ولا البال لذكره.
مارس دعوته فعليا في أرض الواقع ، فدخل كنائس بيروت ودمشق وسائر أرجاء مصر ، وناقش كثيرا من القساوسة ، والتقى كثيرا من أعلام المسيحية المعاصرة مثل بولس الفغالي ، وبيشوي حلمي ، وغيرهما ، وأذعنوا له.
ناقش كثيرا من المسيحيين ، والمتنصرين ، والمسلمين المتشككين ، عربا وعجما ، بلا كلل ولا ملل ، وأسلم على يديه غير واحد.
انطلق للدعوة عبر الإنترنت باعتبارها أسهل انتشارا ، وأكثر تأثيرا ، وأليق بظروفه حال مرضه وعدم قدرته على الحركة بسهولة ، وشارك في برنامج البالتوك الشهير ، في غرف الرد على النصارى ، ومن أهم تلك الغرف التي كان فاعلا فيها ( غرفة الحوار الإسلامي المسيحي ) المعروفة ، وهي غرفة الأخ / وسام عبد الله ، وكان اسمه الرمزي في البالتوك ( دايركت ترست ) direct trust.
وكانت له مشاركة في المنتديات ، سيما المتخصصة في مقارنة الأديان حيث كانت بدايته كمشرف في قسم التوثيق والكتب والدراسات النقدية بمنتديات حراس العقيدة لدعوة النصارى لدين الله ، ثم صار مشرفَ شرفِ المنتدى وظل كذلك حتى توفاه الله ، وكتب في منتديات ابن مريم ، وغيرها ، وكان له معرف ومشاركة يسيرة في ملتقى أهل الحديث باسم ( أبو رائد المصري ).
- التأليف :
كذلك اتجه أبو رائد للتأليف ، وله في التأليف آلاف الأوراق ، في موضوعات شتى ، سيما النقد النصي ، وتاريخ الآباء ، والهرطقات ، واللاهوت المسيحي المقارن والطقسي.
وكان يعمل دائما على تهذيب تلك الأوراق ليخرج منها كتبا ، فأخرج كتابه الأول ( ما لا تعرفه عن المسيحية ) منذ نحو السنتين ، والذي كان على وجازته جامعا لكم هائل من المعلومات وعلى طريقة غير مألوفة من حيث الجمع والتصنيف والمصادر والإخراج ، وشاملا لأهم مسائل الاعتقاد المسيحي ، وفارقا بمسافة ضخمة ثابتة عن المؤلفات العربية في مقارنة الأديان عموما ، والمسيحية خصوصا.
ثم كان كتابه الثاني ( إخوة الزيف ) ، وقد صدر في آخر معرض الكتاب القاهري الأخير ، وهو دراسة معمقة لخاتمة إنجيل مرقس ، من الناحية الكتابية ، والعقدية ، والتاريخية ، وهو نوع من الدراسات غير المألوفة بالعربية كذلك ، من حيث حجم المادة ، وكم المراجع الأصلية ، وجودة الترتيب والوضع.
وكتابه الثالث ـ وهو قيد الطباعة يسر الله إخراجه بعد أيام ـ ( الدم والنار ) ، درس فيه أوجه التأثير والتأثر بين النصرانية والإمامية الاثني عشرية ، جمع فيه مادة مميزة ووثائق كثيرة ، وصورا فريدة في بابها.
- معي :
تعرفت على أبي رائد قبل أن آتي الكويت بأكثر من سنتين ، عن طريق برنامج البالتوك ، وكان بيننا احترام وتقدير ، ثم التقيته في مصر في المنصورة ، وكان في إجازة ، في جلسة علمية رائعة جمعتنا مع الأخ محمد مصطفى ، والدكتور حسام أبو البخاري ، وأحمد سالم ( أبو فهر السلفي ) ، وانعقدت محبتنا حينها أكثر ، ووجه إليَّ بعض الأسئلة الخاصة وخصني بكثير من طيب الكلام بيني وبينه.
سافرت بعدها إلى السعودية ، ثم لم ألبث أقل من عام حتى وجدته يكلمني ، ويلح عليَّ إلحاحا شديدا أن آتي الكويت ، فقبلت ومشى الأمر على ذلك.
كان اتفاقي معه أن أنزل عليه حتى أدبر أمر المسكن ، فقال لي : الله يسهل ! ، تعال بس.
بمجرد دخولي عليه في بيته - حيث لا ترى إلا كتباً في كل شيء وفوق كل شيء وجانب كل شيء وتحت كل شيء - قال لي : أنا لم أسكن مع أحد منذ أكثر من سنتين ، فقد مللت من السكن المشترك خصوصا مع المصريين ! ، لكن اعمل حسابك أنك ستسكن معي ! ، وقد كان.
عشت مع أبي رائد أكثر من سنتين حتى وفاته ، ومنها استقيت كلَّ ما ذكرته هاهنا - وهو قليل جدا مما يسمح المقام والبال بذكره - ، فمنه ما رأيته بعيني ، ومنه ما سمعته منه كثيرا.
تعلمت منه أكثر معارفي عن المسيحية ، فهو شيخي الأول فيها ، وكان حريصا على تعليمي إياها ، ويرى في ذلك فائدة كبيرة للأمة - وكان أمميا في تصوراته ولفظ الأمة مما يروج في كلامه - ، فكان يضع لي سلما للقراءة ، وكنا نتناقش بالساعات الطويلة في أدق أمور المسيحية الكتابية واللاهوتية ، وتبادلنا كثيرا من المعارف على طريق التكامل بين الفلسفة الإسلامية والكلام الإسلامي ، ومتون اللاهوت المسيحي الكلامية ، وشبهات النصارى ضد القرآن والنبي عليه الصلاة والسلام.
وكان حريصا على انتقاء بعض الإخوة ممن يرجو فيه خيرا فيوجهه لسد ذلك الفرض الكفائي ، وينصحه بالكتب المفيدة في ذلك المجال ، ولا يبخل عليه بالنصيحة والإجابة والإفادة ، وكان ممن يثني عليهم كثيرا الأخ هيثم سمير في إيطاليا ، وكان لهما مشروع مشترك في ترجمة وجرد موسوعة الآباء اليونانية المترجمة بالإنجليزية في أكثر من مائة مجلد ، والتي اشتراها مؤخرا ، ولم يرها عربي قط! ، في حدود ما نعلم.
كذلك كان بيننا كثير من المشاريع المشتركة ، لا أبوح بها ، وأسأل الله أن يعينني على إقامتها ، كي أنشر علومه وفوائده وقراءاته ، لما في ذلك من نفع للأمة ، ورفعة لحجة الإسلام وإظهار لها ، وأجر وثواب في ميزانه يوم القيامة ، فإن العلم الذي ينتفع به من آكد ما ينفع المسلم بعد موته ، فالمال ينقطع ، والولد يرجى صلاحه ، والعلم لا حاجز بينه وبين مريده.
- محنة المرض :
بدأت محنة المرض مع أبي رائد منذ ست سنين تقريبا ، حيث أصيب بالسرطان فجأة دون مقدمات ، نام واستيقظ واجدا ورما في رأسه ، وكان في حج أو عمرة ، ثم تلقى ذلك الأمر صابرا محتسبا ، بل مرحا ساخرا في أغلب الأحيان.
بدأ رحلة العلاج الطويلة المؤلمة ، حيث كان يعالج علاجا كيماويا ، يهد الأركان ويفقد الحركة ، ويسقط شعر الإنسان كله ـ حتى الحاجبين ـ ، وكان صابرا محتسبا لا يترك كتبه وأوراقه وحاسوبه الشخصي ، حتى انتهت تلك الرحلة.
ثم استمرت صحته بخير نحو السنة حتى هاجمه المرض من جديد ، وعلى نحو أشرس من ذي قبل ، فغزا الورم الخبيث جسمه في أماكن كثيرة ، مع أمراض الكبد ، ومشاكل في القلب ، وظل معانيا آلامه نحو السنة ونصف ، حتى دخل المستشفى منذ نحو الأربعين يوما ، قضى العشرة الأيام الأخيرة منها غائبا عن الوعي ، حتى توفاه الله عز وجل ليل الإثنين الخامس من مارس 2012 م ، في شرخ الأربعين ، مبطونا شهيدا ، غفر الله له ورحمه رحمة واسعة ، وبلغه رجاءه ، وجمعنا به على خير.
وعلى قدر حزن الإنسان على فقد أخ كبير ، ومعلم ، وحبيب ، فإنه يحزن على ما دفن معه من العلم ، فإنه بهذا تثلم الأمة ، وينزع العلم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عمرو
الكويت ، فجر الثلاثاء الثالث عشر من ربيع الأول 1433 هـ ، 6/3/2012 م .
قالوا عن أبي رائد رحمه الله :
- د. أمير عبد الله :
" إنا لله وإنا إليه راجعون .. نحسبك يا أخي ويا حبيبي من المخلصين ، رحمكَ الله يا محمد عنان أبو رائِد ..
وهب وقته وعمره لله ، ونصرة الحق ، وما تأخر قط في أن يتبرع بماله لتوفير العلم لإخوانه ، أنفق ماله على العلم والكتب وعلى طلبةِ العلم .. وعند مرضِه بالكاد يجِد ما قد يُنفِقُه .. عاش وماله في سبيل لله .. وتوفي وما ترك شيْئًا إلا كتبه وعلمه وما زرعه في نفوسِنا من حب الجهاد بالكلمة والتفاني والإخلاص في مرضاةِ الله ..
أحببناه في الله .. وحزنا على مصابنا فيه .. اللهم اجبرنا فيه ...
حادثته الأسبوع الماضي ، وكان يؤكد في آخر لحظاته مع تعثره في الكلام على الدعوة والدعاة وعلى أن تنقل أعماله وتُنشر لعلها تكون سببا في مغفرة الله له .. أوصى بمكتبته العلمية لأخوة ثلاثة ، وأن يُراعى حقّ الله فيها .. لم يوصي على نفسِهِ وأهله إلا بالدعاء .. كان لآخر أيامِه مجاهدًا مخلصًا متفانيًا هكذا نحسبه والله حسيبه.
تقلبنا وثبته الله .. زغنا وكان دومًا مصباحا ونورا وطريقا للعودة إلى الله ، رحم الله محمد عنان أبورائِد وأسكنه فسيح جناته .. ونسأل الله أن يجعل عمله الصالح وما خطته يداه في ميزان أعماله ..
اللهم اغفر له وارحمه وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه .. ولا تفتنا بعده يا رب يا رب "
- دكتور محمد على يوسف :
" رحمك الله يا أبا رائد
كل من عرفك شهد لك بما لمسته فيك
رجل خلوق دمث متواضع لا يملك من يجالسه إلا أن يألفه و يحبه
خفي لا يحرص على الظهور رغم ثقله العلمي و اطلاعه الواسع كما نحسبه و لا نزكي على الله أحدا
رحل أمس بهدوء و دون أن يشعر به الكثيرون رغم أن ما تركه سينتفع به الكثيرون
رحلت هادئا خفيا و قد أثريت المكتبة الإسلامية بكتابين رائعين سطرت فيهما خلاصة عمرك القصير و المبارك بإذن الله
جعل الله كل من أسلم على يديك و اهتدى بما سطرت و دعوت و ناظرت فى ميزانك و ثبتك الله عند سؤال الملكين اليوم و رزقك الله أجر شهادة المبطون بعدما عانيت طويلا دون أن يشعر أحد بآلامك مع المرض
أرجو ألا تبخلوا على هذا الداعية و المناظر و الكاتب و المحاور بشيء من دعواتكم و سلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل
إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و إنا لفراقك يا عنان لمحزونون و لا نقول إلا ما يرضي ربنا
اللهم لا تفتنا بعده و لا تحرمنا أجره و اغفر لنا و له"
- الأخ أبو الحارث الشافعي Dr-Deyaa Baddour :
" إنا لله وإنا إليه راجعون
توفي منذ قليل أخي وحبيبي ورفيق عمري / أبو رائد محمد عنان رحمه الله
أسأل الله أن يتقبله في الشهداء .. وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى مع سيد الأنبياء
فقد كان رحمه الله من أقوى طلبة العلم في الرد على شبهات النصارى والرافضة ..
وله بحوث متينة في هذا الباب .. أسأل الله أن تكون في ميزان حسناته "
- الأخ مسلم عن حق :
" رحمك الله شيخي و حبيبي و صديقي محمد عنان ، أشهد الله أني لم أعرف مخلصا مثله ، كان وقته كله لله ، و كان باحثا فريدا نهما في القراءة واسع العلم و الاستقراء ، كان شخصا رسائليا كرس وقته و جهده و ماله لرسالته : الدعوة إلى دين الله و محاربة الكفر و الشرك و البدع ، كنت أنظر إليه و أستحي من نفسي كيف لمريض مثله أن يمتلك همة عشرة رجال ، و لم أستطع يوما أن أجاريه في همته.
كان صاحب فضل على كثيرين أنا منهم ، و له آلاف الأبحاث لم تر النور ، أرجو من الله أن يمكن لها من الخروج "
- الأخ fares_273 :
" لا حول و لا قوة إلا بالله
رحمه الله رحمة واسعة
كان أخي أبو رائد من أكثر الناس الذين أكلمهم على البالتوك و أشهد له أنه كان لا يكتب معلومة إلا بأن يوثقها و لا يعتمد فيها على نقل ناقل ، بل كان أحيانا إذا استمع إلى مقطع يرفعه أحد الإخوة على اليوتيوب لا يدرجه فى بحثه إلا إذا حصل على نسخته الأصلية في شريط كامل ليوثق الكلام بالدقيقة و الثانية
عرفت بمرضه منذ زمن طويل و كنت أتعجب من مواصلته للحياة و للبحث العلمي على الرغم من ذلك .. لو كان غيره لأقعده المرض و اليأس عن مواصلة الحياة و البحث العلمي
الله يرحمه "
تعليق