تنبيهات للرد على الشبهات - الشيخ ابو عبد الرحمن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

الحميدي اكتشف المزيد حول الحميدي
هذا موضوع مثبت
X
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الحميدي
    0- عضو حديث
    • 29 مار, 2007
    • 20

    تنبيهات للرد على الشبهات - الشيخ ابو عبد الرحمن

    تنبيهات للرد على الشبهات


    وجزى الله كل من ساهم في هذا العمل كل الخير ومن ساهم في نشرها فيها الكثير من الفائدة


    لتحميل المادة صوتيا اضغط هنا

    أهل العلم لهم في دعوتهم إلى الله تبارك وتعالى عدة مسالك أو مناهج ذكرها الله في قوله تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل : 125.



    وجادلهم بالتي هي أحسن هذا الجدال لا يكون يا رعاكم الله إنما يكون مع من عنده شبهات أو عنده إشكالات أو عنده مايراه هو حججا ولذلك نبينا صلى الله عليه وسلم عندما أرسل معاذ إلى أهل اليمن قال له يا معاذ انك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله فقوله صلى الله عليه وسلم انك تأتي قوما من أهل الكتاب هذا يدل بارك الله فيكم كما يقول أهل العلم على التنبيه على الاستعداد لمجادلة أولئك وتحديد وتعيين أهل الكتاب بالمجادلة نص عليه القرآن في قوله تعالى : (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) العنكبوت : 46



    الذين ظلموا منهم ليس معناها أننا لا نجادلهم إلا بالكلام السيئ لا هؤلاء ليس معهم جدال أصلا لأن الجدال في القرآن نص العلماء على أنه أربعة أقسام وذكرُ منهُ الجدال بالتي هي أحسن وهذا هو الجدال المحمود أما الجدال المذموم كالجدال في الحق بعد ما تبين أو الجدال بلا علم ولا هدى ولا نور ولا سلطان منير بارك الله فيكم هذا من الجدال المذموم فلا جدال إلا بالتي هي أحسن ولا جدال إلا لمعرفة الحق ولذلك قال صلى الله عليه وسلم 2344 - أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه . تخريج السيوطي ( د الضياء ) عن أبي أمامة . تحقيق الألباني



    ( حسن ) انظر حديث رقم : 1464 في صحيح الجامع . المراء ليس هو الجدال المحمود بل هو الجدال المذموم وهو الذي نص عليه ربنا سبحانه وتعالى في قوله : (لْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ) البقرة:197 .



    الجدال هنا وإن جاءت مطلقة إلا أن أهل العلم قالوا أن المراد هنا هو الجدال المذموم لأن الجدال بالحق بمعنى



    الجدال العلمي ومناقشة المسائل العلمية في ما يتعلق بفقه الحج أو غيره هذا كله من التواصي بالحق والتواصي بالصبر ، لكن المذموم هو الذي ينهى عنه في كل حال وفي حال الإحرام والحج يكون النهي عنه أأكد كما أن النهي عن الفسوق في كل وقت ينهى عنه إلا انه في الحج يكون النهي أأكد فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.



    المجادل من غير المسلمين - الآن الكلام مع غير المسلمين بارك الله فيكم - ممن لا يسلم بصحة القرآن ولا بصحة السنة النبوية يعني لا يرى هو أن هذه من الوحي وأن هذا من كلام الله هذا الكلام ليس بغريب عليكم أجمعين



    وإذا أتاك آتي وحاول يستخدم معك التقية ليقول أن القرآن نعم أنا اعترف انه حق هذا يجامل وهذا في الغالب أن الجدال معه لا يؤتي بثمار طيبة سيطأطئ لك رأسه ويقول لك نعم على الرحب والسعة لكنه في الحقيقة لا يتدبر ولا يتأمل ولا يحرص على الإستفاده من الجدال .



    الغير المسلم جدالك معه ينحصر في نقطتين اثنتين وأحرص يا أخي الكريم على أن تحرص الجدال معه



    في هاتين النقطتين المهمتين .





    النقطة الأولى :



    الكلام في دينه هو أن تناقش دينه كتابة المقدس اعتقاده شرائعه إن وجدت .



    النقطة الثانية :



    أن يناقشك في دينك أنت في الإسلام وهذه هي التي أريد أن نقف معها .




    أما الأولى فلها أهلها وفقنا الله وإياهم للخير الذي تحرص على أن لا يجرك إليه هو الكلام في واقع الناس اليوم



    سواء كانوا من النصارى أو من المسلمين لأن أتباع الأديان وأحوالهم لا تدل على صحة الدين إلا إذا كانت شريعة هذا الدين أدت إلى هذه الأحوال فمثلا الدليل على أن الأديان لا تدل على صحة أو أن الواقع مهما بلغ فيه من التقدم لا يدل على صحة دينه مثلا نأخذ إمبراطورية اليابان كدولة بلغت من التقدم مبلغا عظيما جدا أليس كذلك يا أخوان وهم مع ذلك وثنيون يعبدون بوذا , ومع ذلك عندهم من الدقة والتقنية وغيره الشيء الكثير أليس كذلك ؟ إذا جئنا مثلا أضرب لكم أمثلة على المسائل التي قد تكون بسبب التشريعات أضرب لك مثال حين ما نتكلم عن القضايا والفضائح الجنسية التي قد توجد أو وجدت كثيرا في الكنائس النصرانية نحن نناقشهم من خلال أن التشريع النصراني هو الذي أدى إلى هذا الحال الرهبنة خلوة الرجل بالمرآة فيما يسمى بجلسات الاعتراف الراهبات وترك الزواج إلى أخره من هذه الأمور هي التي أدت إلى مثل هذه الأحوال وربما أيضا هي التي تقود أو ننقاد معه لنتكلم عن موضوع الطلاق أو غيره من هذه الأمور .



    إذا جئنا للإسلام نعم يوجد الآن في دول المسلمين تخلف و تخلف كبير لكن إذا تأملت فإن هذا التخلف إنما طرأ على الدول المسلمة بعد أن تنازلت عن دينها وأحكام ربها سبحانه وتعالى وأبتعد الناس حكاما ومحكومين إلا من رحم الله عن دينهم ، لست ممن يسلط الضوء فقط على الحكام ، حتى المحكومين أيضا ابتعدوا عن دينهم وإلا الكثير من البنوك الربوية لو تركها المسلمون ولم يتعاملوا معها لأغلقت لكن مع الأسف هي في البلاد الإسلامية في كل بلد روادها إنما هم المسلمين غفر الله لنا ولهم وهدانا الله وأيا هم سواء السبيل . نعود الآن بارك الله فيكم إلى الجدال في الإسلام حين يأتي شخص يريد يطرح عليك تساؤلات في الإسلام أريد كل أخ الآن يفترض لي افتراض وهو مثلا أنا اعتقد أن المجادل لك في الإسلام إما أن يعترض على أية في القرآن أو يعترض على حكم دلت عليه أيه من القرآن أو يعترض على حديث نبوي أو يعترض عليك بقول عالم من علماء المسلمين



    النقطة الأخيرة إذا اعترض عليك وذكر أقوال لأهل العلم فأنت أمام احتمالين إما أن تكون ممن يرى أن الحق في قول هذا العالم تدين الله سبحانه وتعالى أن الحق في قول هذا العالم يأتيك شخص يقول قال الشافعي كذا وقال أحمد كذا مثلا فتكون أنت ترى أن هذا هو الحق فهنا يجب عليك أن تدافع وترد على الاعتراض على هذا القول وإما أن تكون لا ترى هذا هو الحق وأن قول هذا العالم هو من الأقوال المرجوحة فحين إذ تنبه على أنه لا عبرة بأقوال العلماء ولا يحتج بها على الإسلام وإنما يحتج على الإسلام بما في الكتاب والسنة وما دل عليه الكتاب والسنة



    وهذا محل أتفاق عند كل من كتب في أدب البحث والمناظرة أن الناس وأن المذهب وأن الدين إنما ينتقد بما أتفق عليه أهله أما ما أختلفُ فيه فهذا ليس محل نقاش بارك الله فيكم .



    لو أعترض عليك من خلال أية من القرآن الكريم . ما هو الاعتراض الذي قد يطرقه هذا المعترض ؟ قد يقول لك أن هذه الآية تناقض أية أخرى من القرآن قد يقول لك أن الآية فيها خطأ من حيث اللغة وقد يقول لك أن هذه الآية تخالف حقيقة علميه هذه من الاحتمالات أنت في كل الأحوال الذي تفعله حين يطرح عليك اعتراض من اعتراضات المعترضين على الإسلام أول أمر إذا كان هذا الأمر اعتراض على آية من كتاب الله القرآن الكريم أول أمر تفعله هو أن تراجع كتاب من كتب التفسير نراجع كتاب من الكتب التفسير المتاحة و الآن أغلب كتب التفسير ولله الحمد والمنة موجودة في الانترنت بل أدق الطبعات التي ربما لو بحثت الآن في المكتبات لا تجد هذه الطبعات يعني أضرب لكم مثال تفسير الطبري رحمه الله بتحقيق العلامة محمود شاكر ليس له وجود في الأسواق فتتعب وأنت تبحث ولن تجد له وجودا ولكن الآن ولله الحمد موجود الكتاب بتعليقات الشيخ محمود شاكر في المكتبة الشاملة في الانترنت موجود بتعليقات الشيخ محمود شاكر والشيخ أحمد قبله موجود حققوا المجلدات الستة عشر الأولى - طيب - والطبعة الجديدة للدكتور التركي أيضا نزلت في الانترنت مصورة بالكامل في المكتبة الوقفية
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 26 أكت, 2020, 05:00 ص.





    الآن برابط دائم : موسوعة نور الحق 4
  • الحميدي
    0- عضو حديث
    • 29 مار, 2007
    • 20

    #2
    تابع
    فأول إجراء تفعله أن تراجع كتب التفسير ركز على تفسير البغوي تفسير ابن كثير تفسير القرطبي وتفسير الطبري ومن التفاسير المتأخرة تفسير أضواء البيان وتفسير الساعدي وتفسير الألوسي وبقي كتاب أرجو الله تبارك وتعالى أن ييسر له من ينزله في الانترنت وهو كتاب تفسير الشيخ القاسمي رحمه الله رحمة واسعة نعم هذه أغلبها الآن - الذي ذكرتها - موجودة في الموسوعة الشاملة وهذه والله يا أخوان نعمة من الله وفضل كبير من الله لكم أنتم ، يقول أحد العلماء المعاصرين يقول حين ضعفت ذاكرة الأمة وأصبح الناس لا يحفظون كالسابق هيأ الله لهم هذه الأجهزة الحاسوبية حتى تكون عونا لهم على فقه دينهم وبحث مسائل الدين الشرعية .
    فإن تحصيل الكتب بحد ذاته ليس معناه علم ليس هو تحصيلا للعلم وربما تجد عالما بحرا وليس معه من الكتب شيء وربما تجد من عنده من الكتب الكثير لكن قد يصدق عليه قول الله تبارك وتعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) الجمعة : 5 .
    حمار حملت عليه كتب كثيرة جدا هل يفهم منها شيء ؟ لا ، فكذلك الذي يحضر الكتب وهولا يعرف كيف يتعامل معها ولا يعرف ما مضمون هذا الكتاب وما طريقة هذا الكتاب إلى آخره لا يكون بارك الله فيكم ممن قد فقه ما في هذه الكتب .
    بالنسبة لما زعم أنه اعتراض أو أنه تناقض في القرآن الكريم مثلا ما هي الكتب التي ممكن أن نرجع إليها في هذا الباب ؟ نريد من كتب المتقدمين وكتب المتأخرين ما هي الكتب التي ممكن تساعدني في هذا من غير كتب التفسير؟
    مع أن كتب التفسير تجد فيها الخير الكثير مثلا من كتب المعاصرين دفع أيهام الاضطراب للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ، وكتاب تأويل مشكل القرآن للعلامة الأمام الكبير أبن قتيبه ، من الضروري والمهم جدا أن تقتني هذا الكتاب .
    طيب إذا زعم أن ما في القرآن يخالف حقيقة علمية معاصرة ، نحن أولا نريد أن نقف مع ما يسمى بالحقائق العلمية اليوم ودعوني أسألكم سؤالا هل الاكتشافات الطبية أو الفلكية أو ما يتعلق بالملاحة والبحار وغيرها هل يحصل فيها أحيانا اضطراب بمعنى هل ممكن أن يكتشفون اليوم أن هذا الآمر نافع ثم يكتشفون أنه ضار هل ممكن يكشفون اليوم أن هذا فعله كذا وكذا ثم بعد فتره يقولون أن هذه النظرية خاطئة ؟ الجواب نعم إلى الآن نعم والواقع يؤكد ويدلل على أن هناك أمور مهمة جدا بل وحتى بعض البقاع من الأرض لم يستطع العلم الحديث بكل ما أوتي من الامكانات أن يتوصل إلى حقيقتها فمثلا مثلث برمودا كلكم تعرفون هذه البقعة ما حقيقة الأمر ما الذي يحدث كيف وكيف هل أحد يستطيع أن يثبت ؟ بالطبع لا .
    السؤال الثاني : هناك أمور فعلها الناس في سالف الزمن إلى الآن عجز العلم الحديث أن يتوصل إلى شيء مثلا كيف بنا المصريون القدامى الأهرامات ؟ كيف بنيت هذه الأهرامات إلى الضخمة العظيمة جدا كيف بنيت إلى ألان لم يعرفُ ولم يتوصلوا إلى الطريقة ... صح ، مع أن هذه الأهرامات من صنع البشر وكانت الامكانات عندهم بالنسبة للأمكانات التي عندنا اليوم وعند العلم الحديث تعتبر امكانات ساذجة وبسيطة جدا ومع ذلك إلى الآن لم يكتشفُ كيف بنيت هذه الأهرامات ، إذا نخلص إلى نقطة مهمة أنه ليس كل اكتشاف علمي يسلم له ، قد يكون اكتشافا خاطئا قد نكتشف في ما بعد أن هذا الموضوع غير صحيح قد نكتشف في ما بعد أن هذه المعلومة منقوضة وهكذا
    لكن هناك نظريات علمية لا يجادل فيها أحد كون البحر مالح كون السمك لا يعيش إلا في الماء أليس كذلك ؟ - بالنسبة للحيوانات المائية - كون الإنسان بارك الله فيكم لا بد في وجوده على الأرض أو لا بد في ولادته من عنصر ذكري وعنصر أنثوي بأي طريقة لا بد فالحقائق العلمية الثابتة لا يمكن أن تتناقض مع القرآن لا يمكن بحال من الأحوال وليس هناك مثال واحد يرقى بأن يقال له تناقض مع القرآن بأن يقال له حقيقة علمية ، أما الحقائق العلمية المضطربة فهذه لا اعتبار لها ولا اعتبار بها ، ومع ذلك إذا زعم هذا الأمر فهناك كتب كثيرة وبحوث منشورة حتى على الانترنت تتكلم عن هذه النقاط وتبين بطلان هذه المزاعم .
    طيب ننتقل يا أخوان إلى الاعتراضات على السنة النبوية ، طبعا لاحظوا الآن أننا دخلنا في أمور تفصيلية وإلا هناك طعون توجه إلى القرآن من حيث المصدر مصدر القرآن فقد يقول قائل أنه أخذ من البشر وقد يقول قائل أصلا هو من اختلاق محمد صلى الله عليه وسلم قد يقول قائل هذا الكلام وهذه كلها منقوضة أظنكم تعرفون الرد عليها أكثر مني ، أو قد يقولون أنه اخذ من أهل الكتاب أو يقول قائل أنه اخذ من الوحي النفسي ، ولكن الآن لم يعد احد يطرق هذا الكلام بعد المستشرقين ، الآن من يقول انه من الوحي النفسي عنده شيء من ألحاد ، الآن خلونا نأخذ هذه الافتراضات افتراض افتراض ، الآن ربما بعض الأخوة ليس عنده معلومة سابقة عن هذا الموضوع خلونا نأخذ الافتراض الأول الافتراض الاول أن يكون هذا القرآن من محمد صلى الله عليه وسلم نأخذ هذا الافتراض ونناقشها في نقاط محدده نقول بارك الله فيكم أولا محمد صلى الله عليه وسلم مكث أربعين سنة من عمره عليه الصلاة والسلام وهو لا يعرف عن الوحي شيء ولا يعرف عن النبوة شيئا ومكث أربعين سنة لم يتكلم عن الكتب السابقة ولا عن الأنبياء السابقين ولم يتكلم عن مريم عليها السلام ولا عن قصص الأمم السابقة ومكث عليه الصلاة والسلام هذه الفترة وهو إلى أن توفاه الله - كما تعلمون - وهو لا يعرف القراءة ولا الكتابة ثم نزل عليه هذا الوحي من ربه سبحانه وتعالى ، هذه النقاط التي ذكرتها لكم الآن وهي أحوال النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة هي التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة يونس كما قال لرسوله صلى الله عليه وسلم (قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) يونس : 16 .
    عمر أربعين سنة لا يعرف هذه الأمور أي شيء أطلاقا لا من أمور الوحي ولا يسفه الأصنام ثم بعد أن أتاه الوحي عليه الصلاة والسلام بين هذه المسائل المهمة ، طيب أنا أسألكم سؤال أخواني ، لو كان القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا يحسن الشعر ولا يحسن القراءة ولا الكتابة بل ولم يطلع على كتب السابقين بل ولا على أي كتاب أخر ومع ذلك يأتي بمثل هذا القرآن العظيم - أيها الاكارم - لماذا لم يأتي أعدائه بمثل هذا القرآن ؟ وفيهم الأدباء وفيهم الكتاب وفيه الشعراء والفصحاء لماذا عجز أعداءه عن محاكاته وعن تحديه الذي تحداه الله تبارك وتعالى به ؟ (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) الإسراء : 88
    لو كان هذا القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم هل كنا نجد فيه هذه الآيات من العتاب وفي بعضها ما فيها من عتابه صلى الله عليه وسلم ؟ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) التحريم : 1 , (عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ) التوبة : 43 .
    (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً ) الأحزاب : 37 .
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 26 أكت, 2020, 05:00 ص.





    الآن برابط دائم : موسوعة نور الحق 4

    تعليق

    • الحميدي
      0- عضو حديث
      • 29 مار, 2007
      • 20

      #3
      هل من المعقول رجل بهذا الذكاء والدهاء الذي تحاولوا أن تصفوا به محمد صلى الله عليه وسلم يترك هذه الآيات مكتوبة في القرآن الذي دعا الناس إلى أتباعه ؟ آيات العتاب في القرآن كثيرة ( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) عبس : 1 .


      خطأه الله عز وجل ، هذه بارك الله فيكم بعض النقاط في ما يتعلق بهذه الأمور يعني هناك بعض الآيات (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )


      الأنفال : 1 . قال تعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) القصص : 56 .


      هذه الآية نزلت في عمه ، بل في نزل في عمه أيضا عليه الصلاة والسلام قوله تعالى (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) ) المسد : 1ـــ 3 .


      لو كان هذا القرآن من عند محمد لكان فيه الأخطاء الكثيرة الأخطاء التاريخية الأخطاء العلمية على الأقل ، إذا أخبر بخبر لا يقع ولو خبر واحدا !!! ومع ذلك لم نجد هذا كله فالقول بأن القرآن من عند النبي صلى الله عليه وسلم سفاهة وسذاجة بالغة ، دعونا نأخذ الاحتمال الذي يليه ، بعضهم قال أن هذا القرآن من المحتمل أن يكون من وحي الشيطان لمحمد صلى الله عليه وسلم هذا الاحتمال يطرقه الكثيرون وهو احتمال عليل وساذج - حقيقة - لماذا ؟ لأن من المفترض أن يكون هذا القرآن من وحي الشيطان أن يأمر بتباع الشيطان أليس كذلك ؟ لو كان هذا الوحي من الشيطان لكان يثني على الشيطان ويمدح الشيطان ويذكره بالخصال العظيمة ، في حين أن الشيطان لا يذكر في القرآن إلا على سبيل الذم والتقبيح والاستعاذة منه والتحذير منه بل قال الله تبارك وتعالى (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) فاطر : 6 .


      بل نهى عن أتباع خطوات الشيطان ، بل لم نجد أمرا يكرهه الشيطان إلا وأمر القرآن به مثل توحيد الله تبارك وتعالى ومثل بر الوالدين و الإحسان إلى الجيران ومكارم الأخلاق ومحبة الأنبياء وتنزيه الأنبياء وأتباع الأنبياء وترك السرقات والأخلاق الرذيئه و ، و ، و الخ .... - بارك الله فيكم - لا يمكن أن يكون هذا من وحي الشيطان وهذا رد على من قال وحي من الشيطان . قد يقول قائل أن الشيطان قال هذا على سبيل التمويه طيب ، لو كان هذا على سبيل التمويه لأوحى الشيطان بمبادئه الشيطانية لا بهذه المبادئ الربانية والالهيه مثل الإحسان إلى الزوجات والمعاملة بالتي هي أحسن وغيرها الكثير حتى الأحسان إلى الحيوانات أمر به ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ، إذا هذه الشبهه ساقطة ولذلك نحن عندما نقرأ القرآن ماذا نقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذا شيطان غبي الذي يوحي للناس أن يستعيذوا بالله منه قبل قراءة القرآن ، لو كان هذا وحي من الشيطان لوجدنا المسلمون كلهم يحبون الشيطان ومع ذلك من أحب الشيطان من المسلمين فقد كفر ، قد مرق من الدين يجب أن يتخذ عدوا وأن يبغض في الله .


      الاحتمال الثالث الذي قد يذكرونه مع أنني أرى أنا قد خرجنا من الموضوع ولكن أنا أرى أن مصدرية القرآن من المهم جدا أن يقطع الطريق على من يحاول التسلل إليها ، الاحتمال الثالث قالوا انه قد اخذ هذا الكتاب من أهل الكتاب أو أنه أخذ من احد أهل الكتاب فمثلا الرسول صلى الله عليه وسلم قد لقي ورقة أبن نوفل وأيضا جاء في بعض كتب السير أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لقي بحيرة الراهب عندما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم مع القافلة إلى الشام وكان صغير إلى أخره من هذه الأمور، نقول لهؤلاء جميعا لو كان القرآن مأخوذا من آهل الكتاب أو من كتب أهل الكتاب لما وجدناه يكفر أهل الكتاب (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) المائدة : 17 .


      لو كان هذا الكلام من وحي رجل نصراني (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المائدة : 73 .


      اليهود (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) المائدة : 64 .


      لو كان هذا الكتاب من عند أهل الكتاب لكان يقر بصلب المسيح لأن اليهود يعتقدون بصلب المسيح بناء على ماذا ؟ أنه أخبث رجل عرفه التاريخ وأنه شرير قاتلهم الله فيما يعتقدون والنصارى يعتقدون صلب المسيح كما تعلمون وفق عقيدتهم الباطلة ، فلو كان هذا القرآن من عند أحد أصحاب هذه الطوائف لما نفى الصلب ومثل ذلك الكثير ولله الحمد والمنة .


      هذه بعض الشبهات حول مصدرية القرآن .




      نعود الآن إلى موضوع السنة النبوية ، في الغالب الآن بارك الله فيكم كان هناك ظاهرة تسمى ظاهرة السنة النبوية يعني ماذا إنكار السنة يعني التشكيك في ثبوت السنة أصلا ، أن هذه الكتب ككل لم تثبت وطريقة وصولها إلينا مشكوك فيها ، تولى كبر هذه الدعوى إبتداءا المعتزلة ، أول من تولى إنكار السنة هم المعتزلة ثم انبثقت طوائف أخرى تنكر السنة ، إجتمع في عصرنا الحالي على أنكار السنة طوائف كثيرة منهم القرآنيون ومنهم الرافضة والعلمانيون والمستشرقون ومنهم المنصرون ، لكن في الآونة الأخيرة هم شبه يأسو من هذا الموضوع ، سلطوا حربهم على رجلين أثنين لأنهم بعد الدراسة المستفيضة توصلوا إلى إسقاط هذين الرجلين إلى إسقاط السنة نفسها فأول من سلطوا عليه الحرب أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه ، لماذا ؟ لأنه راوية الإسلام فإذا أسقطت أبا هريرة وأسقطت مرويات أبو هريرة وكان إسقاط مرويات غيره من الصحابة ومروياتهم من باب أولى ، ولكن الله تبارك تعالى رد كيدهم في نحورهم أجمعين ، والشخصية الثانية التي سلطوا السهام والحرب عليها هي شخصية الأمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله رحمة واسعة ، لكن الله تبارك وتعالى رد كيدهم في نحورهم لأنه إذا اسقط صحيح البخاري ، الآن إذا جئنا للمسلمين وأثبتنا لهم بطلان صحيح البخاري من حيث الثبوت ومن حيث النقلة و ، و، و الخ .. كان من باب أولى إسقاط مسلم واسقاط من دونه من باب أولى ، إذا سقط البخاري هل يستطيع أن يصمد مثلا جامع الترمذي أو سنن أبي داوود أو سنن أبن ماجة ، لا خلاص إذا أسقط البخاري لن يجادلك في من دونه من الكتب الأخرى ، كما أنك إذا اسقط أبو هريرة لن يجادلك في باقي الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ولكن الله تبارك وتعالى رد كيدهم في نحورهم ، لهم شبهات من هنا وهنا كالتشكيك في عدالة الصحابة أو التشكيك في تدوين السنة متى كتبت وكيف كتبت ومن كتبها و ، و ، الخ ... هناك شخصية ثالثة ، أنا أشير إليها أشارة ، ثم أتركها بارك الله فيكم لاحقا وهي شخصية الأمام الزهري رحمه الله رحمه واسعة .


      الآن الأمر الذي استقروا عليه في شبهاتهم حول السنة النبوية هو الطعن في بعض الأحاديث ، أولا يا أخوان نحن يجب أن نسلم بحقيقة شرعية و عقيدة راسخة في القلوب وهي أن نصوص الشرع منها ما هو محكم يعني بين واضح ومنها ما هو متشابه يحتمل أكثر من معنى وقد يحتمل معاني لا تليق لكنه لا بد أن يدل على معنى سليم


      هذا المعنى نعرفهم من خلال العودة للنصوص المحكمة هذا التقسيم ذكره الله في سورة آل عمران (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ) : 7 .


      هذا إذا كان في القرآن فهو في السنة النبوية من باب أولى ، تجد هناك نصوص نبوية واضحة لا أشكال فيها وتجد بعض النصوص فيها إشكالات ، أريد أن ننتبه إلى نقطة مهمة جدا هذه الإشكالات التي استشكلت حول بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ليست وليدة العصر كما يحاول البعض أو كما يظن البعض هذا الظن ، لا ، هي قديمة ، من الصحابة من إستشكل نصوصا من القرآن ومن الصحابة من إستشكل نصوصا من السنة النبوية ، وجاء الطاعنون في السنة النبوية فيما بعد فطعنوا في بعض النصوص من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وربما سلطوا الضوء على صحيح البخاري وصحيح مسلم ومن فضل الله انبرى لهذه الطعون أهل العلم من ذالك العصر منذ أن ظهرت هذه الظاهرة النتنة وقد انبرى أهل العلم لمثل هذه الشبهات المطروقة حول سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، دعونا نأخذ مثال ذكر أحد الأخوة وفقه الله قبل قليل الإمام ابن قتيبه وكتابة مشكل القرآن، ابن قتيبه


      ألف كتاب رحمه الله أسمه تأويل مختلف الحديث رد فيه على كثير من الشبهات المطروقة حول سنة
      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 26 أكت, 2020, 05:00 ص.





      الآن برابط دائم : موسوعة نور الحق 4

      تعليق

      • الحميدي
        0- عضو حديث
        • 29 مار, 2007
        • 20

        #4
        تابع
        النبي صلى الله عليه وسلم ، دعونا نأخذ مثال ذكر أحد الأخوة وفقه الله قبل قليل الإمام ابن قتيبه وكتابة مشكل القرآن، ابن قتيبه
        ألف كتاب رحمه الله أسمه تأويل مختلف الحديث رد فيه على كثير من الشبهات المطروقة حول سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا تعجبوا أيها الأخوان أن أفضل رد على شبهة رضاع الكبير على الإطلاق هو رد الإمام ابن قتيبه إنما نعرف هذا إذا راجعنا هذا الكتاب العظيم وأنا أقول أن هذا الكتاب الذي لا يقتنيه قد فاته من الخير الشيء الكثير جدا فاحرصوا على هذا الكتاب بارك الله فيكم عيب على هذا الكتاب نقطة بسيطة جدا وسهله إن شاء الله وهي أن الإمام ابن قتيبه رحمه الله لا يذكر الأحاديث بنصها وإنما يذكرها بمعناها مع الأسف الشديد وإلا فالكتاب مبارك نفع الله به منفعة عظيمة وقد طبع الكتاب طبعة جديدة أرجو أن تكون من أفضل الطبعات جزا الله من طبعة خير الجزاء كذلك يا أخواني بارك الله فيكم الإمام الطحاوي رحمه الله من أوائل من كتب حول الإعتراضات حول السنة النبوية وبعض النصوص النبوية في كتابة مشكل الآثار .
        نعود الآن إلى نقطة مهمة جدا الآن إذا اعترض معترض عليك على آية من كتاب الله تبارك وتعالى أنت إما أن تكون تحفظ هذه الآية لا تحتاج إلى بحث ومراجعة هل هي أية ثابتة أم لا أو أن لا تكون تحفظ هذه الآية فتراجع المصحف لأن المعترضين قد يقولون لك في القرآن كذا والحقيقة أن هذا لا وجود له في كتاب الله لكن إذا وجدت الآية في القرآن لا تحتاج إلى بحث في صحة نسبتها من عدمه ، لكن الحديث الوضع يختلف المقام يتغير قد يذكر لك حديثا ليس بصحيح وقد يذكر لك حديثا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أول خطوة تقوم بها إذا طرح عليك حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما هي ؟ هي معرفة الصحيح من الضعيف من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .
        أنا لأني أتحدث مع أخوة أكارم وأخوات كريمات يعني ربما فيهم من هو متخصص في الحديث وعنده اطلاع واسع وربما فيهم من لا يعرف كيفية البحث في الأحاديث ، كنا قبل خروج الحاسوب ، كنا نحتاج إلى معرفة طرق التخريج ، تخريج الحديث له خمس طرق عملية من خلال الكتب تعرف من خلالها تخريج الحديث لأن المسألة في السابق كانت مشكلة كبيرة جدا وإلى الآن المشكلة قائمة إذا ذكر لك حديث بالمعنى ، إذا ذكر لك حديث بالفظ مباشرة تذهب إلى البحث وتجد هذا الحديث وبفضل الله المكتبة الشاملة لوحدها تكفي لمعرفة يعني تقريبا 95%
        من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تستطيع أن تعرف حكمها من حيث الصحة والضعف من خلال المكتبة الشاملة فيها كتب الألباني فيها كتب التخريج فيها مسند أحمد بتعليق شعيب الأرنأوطي ، طيب الآن جاءك نصراني علماني ، جاءك رافضي وطرح عليك شبهه حول حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا كان الحديث في الصحيحين فالغالب الأعم أنه ثابت ولا تحتاج إلى مراجعة صحته أو ضعفه في الغالب لا أقول الكل حتى المسندة المرفوعة قد يكون منها ما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، هناك أحاديث انتقدت على الإمام البخاري و الإمام مسلم منذ العصور الأولى للتدوين بارك الله فيكم ، وبعض الأحاديث انتقدت من جهة المتن ، أن متنه يخالف ظاهر القرآن أو يخالف ما ثبت في الأحاديث الأصح يعني مثل حديث التربة في صحيح مسلم جمهور أهل العلم على ردة وأنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال إذا كان الحديث في الصحيح فإن كان في صحيح الإمام البخاري ما عليك إلا أن ترجع إلى كتاب معين وهو فتح الباري للإمام أبن حجر العسقلاني ، أبن حجر يذكر إذا كان اعتراض على راوي يذكره إذا كان اعتراض لفظة ما يذكرها هو نفسه قد يطرح مشكلة ما مثلا قد يقول وقد يشكل على بعضهم في الحديث كذا وكذا والجواب كذا وقد يقال فإن قيل كذا وكذا ويطرح الإجابة أحيانا ، المنصر يأخذ الإشكال ويترك الإجابة على هذا الإشكال ما وجدت الإجابة في فتح الباري
        ترجع إلى بعض الكتب التي شرحت صحيح البخاري مثل البدر العيني و أيضا كتاب عمدة القاري وهناك كتاب يا أخواني أسمه كشف المشكل لأحاديث الصحيحين للإمام ابن الجوزي رحمه الله رحمة واسعة في أربع مجلدات هذا كل ما أشكل على الصحيحين يذكره وأيضا كتاب تأويل مختلف الحديث لأبن قتيبه أيضا يذكر أحاديث من البخاري أيضا وكتاب شرح مشكل الاثار أيضا يذكر أحاديث من البخاري فتحتاج ترجع إلى هذه الكتب حتى ترجع إلى بغيتك بارك الله فيكم من كتب المعاصرين المهمه جدا جدا وأنا أظن والله أعلم أن هذا الكتاب لم يترك اعتراضا على أحاديث من البخاري ومسلم إلا رد عليه ، كتاب أسمه الدفاع عن السنة النبوية للشيخ المجاهد بقلمة الشيخ محمد أبن محمد أبي شهبه رحمه الله رحمة واسعة من علماء مصر كتاب غاية في الأهمية وأيضا ، الشيء بالشيء يذكر دائما علماء السنة والهدى يؤلفون المؤلفات التي تنصر الإسلام أما أهل البدع كالصوفية الضلال أو الرافضة الضلال أو غيرهم فإنهم يؤلفون المؤلفات التي تفتح باب الشر على المسلمين بسبب ما يذكرونه من خرافات وأساطير وترهات لا تقوم إلا لمناقضة القرآن أو لصحيح النبي صلى الله عليه وسلم وغير هذا الكتاب كثير.
        الآن إذا كان هذا الحديث خارج الصحيحين أنت الآن بحاجة إلى بحث في صحة هذا الحديث من عدمها ، والعلماء المتقدمون والمتأخرون رحمهم الله أجمع قد خدموا السنة في هذا الباب غاية الخدمة في تمحيص السنة ودفع الضعيف عن حديث النبي صلى الله عليه وصحبه وسلم ، طيب الآن من يستطيع أن يخبرني إذا وجدنا حديث في مسند الدارمي أو في مسند الشاشي أو في مسند أبي يعلى الموصلي أو في سنن أبي داوود أو في السنن الكبرى في البيهقي أو أو او الخ ... كيف أستطيع أن أبحث في صحة هذا الحديث ؟ طبعا لا أحل لأحد أن يدرس الإسناد بنفسه إلا إن كان مؤهلا غاية الأهلية ، طيب أسمعوا يا أخوان رحمكم الله الشيخ الألباني رحمه الله رحمه واسعة حقق ودرس وحكم على بعض الكتب المهمة جدا الشيخ أولا حكم على أحاديث السنن الأربعة سنن الترمذي أبي داوود أبن ماجة والنسائي ، النسائي التي حكم عليها الشيخ هي السنن الصغرى المجتبى وليس الكبرى بارك الله فيكم ، إذا كان الحديث في أحد هذه السنن الأربع ننظر ماذا قال الشيخ الألباني رحمه الله رحمة واسعة لكن يجب أن تعلموا نقطة مهمة أن الشيخ الألباني رحمة الله له تراجعات عن بعض الأحاديث وهذا بارك الله فيكم الإنسان مهما يكن كلما تقدم في البحث وازداد إطلاعا كلما تبحر في العلم أكثر وأكثر، والشيخ الألباني بالذات في بدايات نصرته للسنة كان هناك كتب كثيرة لم تطبع أصلا وكان الشيخ ربما راجع بعض الكتب وهي مخطوطة ، الذي يقرأ في السلسلة أو في السلسلتين يجد أن الشيخ الألباني رحمه الله يراجع كتاب الجرح والتعديل لأبن أبي حاتم المخطوط يحيلك إلى المخطوط لم يكن مطبوعا مع أن طبعته متقدمة جدا ألان مصنف عبد الرزاق لم يكن مطبوعا يا أخوان مصنف أبن أبي شيبة الشيخ أحيانا صحيح أبن حبان والاطلاع على هذا الكتاب متعذر
        ( أستطراد ) الشيخ أحمد شاكر رحمه الله كان يتمنى أن يرى صحيح أبن حبان بعينيه كان يتمنى أن يراه رؤيا فقط وسبحان الله لما وصله الكتاب وهو في الرمق الأخير من الحياة عمل حتى حقق الجزء الأول الشيخ أحمد
        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 26 أكت, 2020, 05:00 ص.





        الآن برابط دائم : موسوعة نور الحق 4

        تعليق

        • الحميدي
          0- عضو حديث
          • 29 مار, 2007
          • 20

          #5
          تابع
          شاكر رحمه الله طبع الجزء الأول من صحيح أبن حبان )((((( الشاهد ))))) نعود للشيخ الألباني رحمه الله بعد أن طبعة هذه الكتب الشيخ أطلع على أسانيد كثيرة الشيخ يعني طبع مسند أبي يعلى مسند الشافي طبعت كتب كثيرة لم تكن مطبوعة وبالأطلاع عليها يتغير الحكم على الحديث بارك الله فيكم ثانيا يا أخواني الشيخ الألباني كغيره من العلماء يصيب ويخطئ كغيره من العلماء وقد يخطئ هو بشر ولذلك أكثر ما يناقش الشيخ في مسألة التحسين إذا حسن حديثا أما التضعيف إذا ضعف الشيخ حديثا فلا تتعب نفسك بعده إذا قال ضعيف فلا تبحث عن شواهد أو متابعات لهذا الحديث ولذلك يا أخواني عند التدقيق السلسلة الضعيف عند الشيخ الألباني للشيخ هي أقوى كتب الشيخ رحمه الله رحمة واسعة أيضا من الكتب المهمة التي حكم عليها الشيخ الألباني رحمة الله كتاب الجامع الصغير للسيوطي رحمه الله رحمة واسعة الأمام السيوطي رجل جماع ورجل دقيق وصاحب اطلاع ليس له نظير في عصره وهو معروف عنه الموسوعية في التأليف يعني يجعل مؤلفاته موسوعات يعني خذ مثلا الدر المنثور كتاب موسوعي خذ الجامع الكبير كتاب موسوعي لا يكاد يوجد حديث خارج هذا الكتاب يندر أن تجد حديثا خارج هذا الكتاب العظيم جدا للسيوطي رحمه الله وهو أيضا يحكم على الأحاديث يعني يشير إلى حسنها أو صحتها أو ضعفها ولكنه يناقش كثيرا في أحكامه هذا الكتاب الجامع الكبير للسيوطي تقريبا جمع كل كتب الحديث ورتبها على حروف المعجم يعني الأحاديث التي تبدأ بحرف الألف يجعلها أولا والتي تبدأ بحرف الباء ثانيا وهكذا هذا الكتاب الجامع الكبير للسيوطي ذكر فيه الأحاديث القولية يعني التي هي من قول النبي صلى الله عليه وسلم و الأحاديث الفعلية يعني التي من فعل النبي صلى الله عليه وسلم رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعل كذا وكذا جاء في ما بعد عليه رحمة الله فأختصر هذا الكتاب الكبير جدا رحمه الله في كتابة الجامع الصغير للسيوطي جعل الأحاديث القولية فقط وأضاف إليها فقط الأحاديث المتعلقة بشمائله صلى الله عليه وسلم يعني من أوصافه كذا وكذا هذا الكتاب يا أخوان كتاب عظيم جدا وحوى من الأحاديث الشيء الكثير جدا يعني مثلا هذا الكتاب تقريبا فيه خمسة عشر ألف حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قولي وأيضا التي من شمائله صلى الله عليه وسلم ماذا فعل الإمام الألباني رحمه الله جاء إلى هذه الأحاديث التي بلغت العدد الكبير جدا فقسمها إلى صحيح وضعيف من ضمنها أحاديث الكتب الأربعة وأحاديث مسند الإمام أحمد و المسانيد ومعاجم الطبراني و , و , الخ .....
          فهو عمل يا أخوان والله ليس بالهين فهو كتاب عظيم جدا جدا رحمة الله على المؤلف والمحقق طبعا جاء الإمام الميناوي رحمة الله فزاد على الجامع الصغير وضم الشيخ رحمة الله ألف كتاب أسماه جامع الأزهر وجمع فيه الجامع الكبير وضاف عليه بعض الأحاديث التي فاتت الإمام السيوطي رحمه الله رحمة واسعة الشيخ الألباني زاد هذه الأحاديث ضمنها بصحيح الجامع وضعيف الجامع .
          طيب كتب أخرى نستطيع أن نعرف حكم الحديث من حيث الصحة والضعف شروح الحديث شروح كتب السنن مثلا إذا جئنا إلى كتاب جامع الترمذي نرجع إلى شروحه مثل تحفة الأحوذي ومثلا عارضة الأحوذي وهكذا نرجع للشروح .
          طيب نقسم الكتب إلى قسمين كتب متقدمة من خلالها نعرف صحة الحديث وكتب متأخرة ظهرت قريبا
          طيب عندنا كتاب أسمه العلل لابن أبي حاتم يسأل أباه عن بعض الأحاديث و يبينها وأيضا العلل للدار القطني وأيضا ممكن تستفيد مجمع الزوائد للإمام الهيثمي طبعا أريد أن أعطيكم معلومة تبين لكم أهمية كتاب مجمع الزوائد للإمام الهيثمي رحمه الله عندنا ما يسمى بالكتب الستة , ما هي الكتب الستة ؟ صحيح البخاري وصحيح مسلم وجامع الترمذي وسنن أبي داوود وسنن أبن ماجة وسنن النسائي إذا جاء وقال لك قائل زوائد أبن حبان تعرف أن هذه الأحاديث هي التي رواها أبن حبان وهي ليست في الكتب الستة إذا قيل لك زوائد أحمد المقصود بها أنها في مسند أحمد وليست في الكتب الستة .. واضح إن شاء الله ... الهيثمي رحمه الله جمع زوائد كتب كثيرة جدا مثل معاجم الطبراني الثلاثة المعجم الصغير والمعجم الأوسط والمعجم الكبير , ومسند أحمد ومسند الدارمي ومسند أبي يعلى وصحيح أبن خزيمة و , و , كتب كثيرة وأحاديث كثيرة ليست في الكتب الستة جمع لك هذه الزوائد فقط وحكم على أغلب الأسانيد بأحكام دقيقة مثلا يقول رواه فلان وفيه فلان وهو ضعيف رواه فلان وهو منقطع وهكذا معجم الطبراني الكبير فقدت منه خمسة أجزاء خمس مجلدات مفقودة غالب الصحابة الذين يبدءون بحرف العين غالبهم أحاديثهم ليست موجودة في المعجم الكبير المطبوع ألان إذا رجعت ألان إلى المعجم الكبير فغالب هذه المجلدات مفقودة الهيثمي رحمه الله يذكر هذه الأحاديث المفقودة يذكرها بالنص ويحكم عليها أين في كتابة مجمع الزوائد .
          (( والله وبالله وتالله أقسم بالله ما أحد خدم الإسلام مثل علماء الحديث والله ما أحد خدم الإسلام مثل علماء الحديث أشياء عجيبة والله ألان تحضرني مصنفات أتحاف المهرة لأبن حجر وتحفة الأشراف لو أشرح لكم الذي فعلوه قد لا تصدقون يا أخوان أن هذا يا أخوان قد عمل من قبل وجود الحواسيب الأليه سبحان الله العظيم )) .
          فكتاب مجمع الزوائد للشيخ الهيثمي يستفاد منه في هذا الباب جدا مع أن الشيخ الألباني رحمه الله له خدمات لبعض كتب الزوائد فمثلا الشيخ حكم على كتاب موارد الضمئان بزوائد أبن حبان رحمه الله .
          ملاحظة : (( غالبا الذي يطلب الحديث غالبا لا يكون من أهل الدنيا نعم قد يكون من يطلب الفقه هو من يريد الدنيا يطلب الإفتاء أو يطلب القضاء الخ .... ))
          أما أهل الحديث فهم كما قالوا (( أهل الحديث مفاليس )) ينفقون على الكتب أكثر مما ينفقون على أولادهم ويحتاجون للكتب الكثيرة لا أظن أن طالب حديث إلا وهو يقتني كل كتاب يستطيع أقتناءة .
          أنتــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــى
          نسأل الله الأخلاص وأسأل الله أن يتقبل منا وأن يجزي كل من ينشر هذه المادة كل الخير
          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 26 أكت, 2020, 04:59 ص.





          الآن برابط دائم : موسوعة نور الحق 4

          تعليق

          • السيف العضب
            1- عضو جديد
            حارس من حراس العقيدة
            عضو شرف المنتدى

            • 25 ينا, 2009
            • 76
            • مسلم

            #6
            بارك الله في شيخنا الفاضل ابو عبد الرحمن وزاده من فضله .
            منتديات تهمك

            تعليق

            • ابراهيم مرعي
              1- عضو جديد
              • 13 سبت, 2009
              • 43
              • داعية اسلامي
              • مسلم

              #7
              بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية علي ما هديت دلالة علي الاعتراض الجاهلي علي القران الكريم وانا احب ان اضيف دلالات نورانية ان صحت التسمية علي المعترض علي سنة نبينا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم. فلنتبين معاني الاسلام حتي لا نظهر باتخاذل امام عدو الاسلام الذي لا ينفك ان يدع الاسلحة الفتاكة بل ما براح ترك الاعتراضات في الاسلام قران وسنة وسكوتنا او نكوصنا نصر مزيف لهذا العدو---واليك هذه البيانات:
              النبوة الخاتمة
              بسم الله الرحمن الرحيم تمهيد
              مما هو معروف تاريخيا إن القران الكريم كتاب اللغة العربية الخالد جاء معجزة رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم علي سنة ما بعث الله تعالي رسله وأنبياء فكانت معجزات الانبياء من جنس ما تفوق به أقوامهم فمنهم من كانت معجزته خرقا للسحر ومنه من كانت معجزته خرقا للطب ومنهم من كانت معجزته خرقا للأسباب الطبيعية كالنار التي أضرمها الكفار لإبراهيم عليه السلام فقد سلب الله منها خاصية الإحراق.
              وكانت معجزات محمد عليه الصلاة والسلام شاملة لكل هذا فمنها ماهو خرق للطب كالعين التي تفل فيها النبي فشفيت وكذا خرق الأسباب حين نبع الماء من بين أصابعه الشريفة وكالعنزة التي ما كانت تحلب عند أم معبد فمسح ضرعها فاتت بالبن فشرب وشرب أبو بكر وبقي لأصحابها ما كفاهم .
              وكانت المعجزة الحقيقية من جنس ما برع القوم فيه وهو البلاغة والبيان والشعر والنثر والنظم الإنشائي فكان القران الكريم بنظمه وأسلوبه وما كان شعرا ولا نثرا بل كان بلاغة وبيانا سحريه عقول من سمعه من أول ما سمع.
              بل انه تحداهم أن يأتوا بمثلها (فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله ثم تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله وفي كل ذلك عجزوا وقال قائلهم والله ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وان أسفله لمغدق وانه والله يعلو وما يعلو عليه وهذه إن أخذت فإنها لا تؤخذ إلا من باب وشهد شاهد من أهلها أو من باب الشهادة للعدو بالبطولةوالفراسةوعلي ذلك فكان القران الكريم
              المستشهد به علي صحة القواعد البلاغية والنحوية والصرفية فما خالفه فباطل والقران هو الصحيح لان أهل البيان والبلاغة الذين تحداهم القران لغويا أنسا وجنا لم يعيبوا عليه مخالفة في قاعدة ولا كسرا لأسلوب ولا مخالفة لعادة نحوية أو بلاغية وهم فرسان الكلام واللغة لم يعب احدهم شيئا من القران ولكنهم كانوا يشهدون بصدقه ويقولون لولا نزل هذا القران علي رجل من القريتين عظيم فكانوا يعظمون القران ويريدون أن يعظموا به عظيما من قريش في نظرهم .
              فإذا جاء من لا يعرف القواعد البلاغية والعربية ولم يدرس منها إلا قشورها الخارجية بل وربما لم يصل إلي آخر القشرة الخارجية من فصاحة اللغة العربيةوالالمام بأطرافها البلاغية والنحوية والصرفية ليقول إن في القران أخطاء إملائية فعليه أن يعلم انه مخطئ بل الخطأ قد غطاه من أخمص القدم إلي اعلي رأسه ولم يعل بل انحط وانخفض وكذب والقران صدق وان بان انه مخالف في الظاهر فالقاعدة اللغوية توضح وتبين الصدق في القران بل هناك من أقوال العرب ما تشهد للقاعدة القرآنية أنها صحيحة (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)
              وها هي بعض ما يختلط علي بعض الأفكار غير السوية في اللغة العربية والتي لم تستوي علي سوقها وانأ عجبت الكفار شكلا ومظهرا إلا أنها وراءها الحقيقة كامنة وظاهرة واضحة وهي صحة بلاغة وبيان القران الكريم الذي سحر أهل البيان في حينه
              وهذه بعض القواعد اللغوية التي جاء بها القران الكريم بعلاتها ومعلولاتها ولكن بعد بيان واثبات نبوة محمد صلي الله عليه وسلم وصحة ما يقول وحجية ما يقول وبالله التوفيق ومنه العون والمدد.:
              النبوة الخاتمة
              قال ابن القيم رحمه الله:
              "وذكر الترمذي وغيره من حديث عبد الرحمن بن غزوان - وهو ثقة -: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبيه ، قال : خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب حطوا عن رحالهم ، فخرج إليهم الراهب ، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت ، قال : فهم يحلون رحالهم ، فجعل يتخللهم الراهب حتى إذا جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، يبعثه الله رحمة للعالمين ، فقال له أشياخ من قريش : ما علمك ؟ ، فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجداً ، ولا يسجدون إلا لنبي ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفيه مثل التفاحة ، ثم رجع فصنع لهم طعاماً فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل ، قال : أرسلوا إليه ، فأقبل وعليه غمامة تظله ، فلما دنى من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة ، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه ، فقال : انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه : قال : فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم ، فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه ، وإذا بسبعة قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم ، وقال : ما جاء بكم ؟ ، قالوا : بلغنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر ، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس ، وإنا قد خبرنا خبره ، فبعثنا إلى طريقك هذا ، فقال : لعل خلفكم أحدا هو خير منكم ، قالوا : إنا قد أخبرنا خبره بطريقك هذا ، قال : أفرأيتم أمراً أراد الله أن يقضيه ، فهل يستطيع أحد من الناس رده ؟ ، قالوا : لا ، قال : فبايعوه ، وأقاموا معه ، قال : أنشدكم الله أيكم وليه ؟ ، قالوا : أبو طالب ، فلم يزل يناشدهم حتى رده" . اهــ
              ص132 .
              فذلك لقاء بحيرا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وفيه استدل على النبوة الخاتمة بالمسلك الشخصي ، إذ رأى من علامات النبوة الحالية والجسدية ما جعله ، كعالم بالكتاب الأول والبشارات المتقدمة بنبي آخر الزمان وأوان ظهوره ، يجزم بكون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نبي آخر الزمان فمن القرائن الحالية المحتفية بالنبي : "إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجداً ، ولا يسجدون إلا لنبي" ، ومن القرائن الجسدية : "وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفيه مثل التفاحة" ، وليست هي العلامة الوحيدة ، كما زعم بعض السفهاء ممن لا يقدرون النبوة حق قدرها ، فيجعلها دعوى من الهوان بحيث يكون مستند صاحبها : خاتم النبوة ، مع أن تلك الدعوى من العظم والجلال بمكان ، فلا يدعيها إلا أصدق الصادقين ، أو أكذب الكاذبين فلا واسطة بينهما في هذا الشأن ، إذ بعظم الدعوى يكون عظم التبعة ، فمن رحمة الله ، عز وجل ، أن أقام على النبوة الصحيحة من الدلائل الموجبة لصحتها ما يحصل به العلم الضروري المتواتر بذلك ، وأقام على ضدها من دعوى المتنبئ الكذاب من الدلائل الناقضة الفاضحة ما يحصل به ، أيضا ، العلم الضروري بكذب مدعيها ، فإن ذلك أمر لا توسط فيه ، كما تقدم ، فلا تكون نبوة بأدلة ظنية توجب العلم الراجح ، أو أدلة شكية يتوقف الناظر فيها فلا يحكم بصدق أو كذب ، أو موهمة يغلب على الظن كذب مدعيها دون أن يجزم بذلك فقد يصدق الكذوب ! ، فإن ذلك قد يصح في دعوى خاصة كدعاوى القضاء التي يلحن فيها كل بحجته فيحكم القاضي بما يراه من الظاهر وإن كان خلاف الحق فتلك مفسدة ، أي مفسدة ، ولكنها مفسدة قاصرة على صورة تلك الدعوى بعينها فلا يتعدى ضررها إلى صور أخرى ، فدليلها من جنسها : دليل جزئي خاص قد يعجز صاحب الحق عن إقامته لجهله به أو لخفائه عليه ........ إلخ من العوارض التي تضعف حجة صاحبها ولو كان صاحب الحق ، وكلما عظم شأن الدعوى : عظم الدليل المطلوب لإثباتها ، فليس الدليل المطلوب لإثبات جريمة سرقة ، على سبيل المثال ، كالدليل المطلوب لإثبات جريمة زنى ، فجريمة الزنى لا تثبت إلا بدليل الشهادة العينية التي تورث العلم القطعي بوقوع الفعل من اثنين بعينهما دون أدنى شبهة أو شك ، احتياطا للأنساب ، مع كون مفسدتها ، أيضا ، قاصرة على تلك الصورة بعينها ، إذ هي جريمة فردية ، فكيف بالدعاوى العامة ، كدعاوى الصديقية والولاية والإمامة في الدين ............. الخ ، فإن تلك الدعاوى تتطلب أدلة أعظم إذ بصحتها يثبت لصاحبها من المكانة ما يجعله محل الاقتداء في أمور الديانة التي تحصل بها النجاة ، فكيف بدعوى النبوة ، ولو كان النبي مبعوثا إلى قوم بعينهم ، فإنها أعظم شأنا بكثير ، إذ بصحتها تحكم عرى الإيمان في القلوب فينتحل أصحابها مقالة بعينها على حد الجزم فلا ينتصرون إلا لها ولا ينهضون إلا إلى نصرتها والذب عنها ، فهي مقالة أممية أو عالمية كما في الرسالة الخاتمة ، وهي لذلك : لا تحتمل إلا طرفي العلم : اليقين الجازم الذي يورث العلم الضروري بصحة القول ، أو : الجهل الفاضح الذي يورث العلم الضروري ببطلان القول . وذلك أمر يحصل في دعاوى أقل شأنا من النبوات ، كما تقدم ، فقد يظهر الإنسان خلاف ما يبطن ، ولو في أمر جزئي خاص ، ثم لا يلبث أن يظهر مكنون صدره على فلتات لسانه ، على حد قول عثمان رضي الله عنه : مَا أَسَرَّ أَحَدٌ سَرِيرَةً إلَّا أَظْهَرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى صَفَحَاتِ وَجْهِهِ وَفَلَتَاتِ لِسَانِهِ . وَقَول ابْنُ عَقِيلٍ ، رحمه الله ، فِي الْفُنُونِ : لِلْإِيمَانِ رَوَائِحُ وَلَوَائِحُ لَا تَخْفَى عَلَى اطِّلَاعِ مُكَلَّفٍ بِالتَّلَمُّحِ لِلْمُتَفَرِّسِ ، وَقَلَّ أَنْ يُضْمِرَ مُضْمِرٌ شَيْئًا إلَّا وَظَهَرَ مَعَ الزَّمَانِ عَلَى فَلَتَاتِ لِسَانِهِ وَصَفَحَاتِ وَجْهِهِ .
              فلا بد أن يظهر الله ، عز وجل ، حقيقته ، ولو لبعض من حوله ، فيخفى أمره على بعضهم أو أكثرهم ، ولكنه لا يخفى على جميعهم ، وإن فتن به فئام من البشر على حد فتنة أتباع المتنبئين فقد ظهر بعد ذلك من فساد مقالهم وحالهم ما جعل كل عاقل يجزم بكذبهم ، فتلك سنة الله ، عز وجل ، الجارية فيمن افترى عليه ، على حد قوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) .
              يقول ابن تيمية ، رحمه الله ، في "الجواب الصحيح" :
              "والرجل الصادق البار يظهر على وجهه من نور صدقه وبهجة وجهه سيما يعرف بها وكذلك الكاذب الفاجر وكلما طال عمر الإنسان ظهر هذا الأثر فيه حتى إن الرجل يكون في صغره جميل الوجه فإذا كان من أهل الفجور مصرا على ذلك يظهر عليه في آخر عمره من قبح الوجه ما أثره باطنه وبالعكس .

              وقد روي عن ابن عباس أنه قال : "إن للحسنة لنورا في القلب وضياء في الوجه وقوة في البدن وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق وإن للسيئة لظلمة في القلب وسوادا في الوجه ووهنا في البدن وبغضة في قلوب الخلق" .

              وقد يكون الرجل ممن لا يتعمد الكذب لكن يعتقد اعتقادات باطلة كاذبة في الله أو في رسله أو في دينه أو عباده الصالحين وتكون له زهادة وعبادة واجتهاد في ذلك فيؤثر ذلك الكذب الذي ظنه صدقا وتوابعه في باطنه ويظهر ذلك على وجهه فيعلوه من القترة والسواد ما يناسب حاله كما قال بعض السلف : "لو ادهن صاحب البدعة كل يوم بدهان إن سواد البدعة لفي وجهه" .

              وهذه الأمور تظهر يوم القيامة ظهورا تاما قال تعالى : {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} وقال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فأما الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وأما الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} .
              قال ابن عباس وغيره : "تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة" . اهــ

              والمقصود أن ما في القلوب من قصد الصدق والمحبة والبر ونحو ذلك قد يظهر على الوجه حتى يعلم ذلك علما ضروريا من أبلغ العلوم الضرورية وكذلك ما فيها من قصد الكذب والبغض والفجور وغير ذلك والإنسان يرافق في سفره من لم يره قط إلا تلك الساعة فلا يلبث إذا رآه مدة وسمع كلامه أن يعرف هل هو مأمون يطمئن إليه أو ليس كذلك وقد يشتبه عليه في أول الأمر وربما غلط لكن العادة الغالبة أنه يتبين ذلك بعد لعامة الناس وكذلك الجار يعرف جاره والمعامل يعرف معامله ولهذا لما شهد عند عمر بن الخاطب رجل فزكاه آخر قال : هل أنت جاره الأدنى تعرف مساءه وصباحه . قال : لا . قال : هل عاملته في الدرهم والدينار الذين تمتحن بهما أمانات الناس . قال : لا قال هل رافقته في السفر الذي ينكشف فيه أخلاق الناس . قال : لا . قال : فلست تعرفه . وروي أنه قال : لعلك رأيته يركع ركعات في المسجد .

              وذلك أن المنافق قد يظهر الصلاة فمن لم يخبره لا يعرف باطن أمره كما قيل :
              ذئب تراه مصليا ******* فإذا مررت به ركع
              يدعو وجل دعائه ******* ما للفريسة لا تقع
              وإذا الفريسة خبلت ******* ذهب التنسك والورع
              فإذا كان كذلك فمن نبأه واصطفاه للرسالة كان قلبه من أفضل القلوب صدقا وبرا ومن افترى على الله الكذب كان قلبه من شر القلوب كذبا وفجورا كما قال عبد الله بن مسعود : "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لرسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فاتخذهم لصحبة نبيه وإقامة دينه فما رآه المؤمنون حسنا فهو عند الله حسن وما رآه المؤمنون سيئا فهو عند الله سيء" .

              وقال عبد الله بن مسعود : "من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم"

              وإذا كان من أعظم بل أعظم أهل زمانه صدقا وبر فإنه لا بد أن يظهر على فلتات لسانه وصفحات وجهه ما يناسب ذلك كما أن الكاذب الكافر لا بد أن يظهر على وجهه وفلتات لسانه ما يناسب ذلك" . اهــ
              "الجواب الصحيح" ، (3/547_550)

              ويقول ابن أبي العز رحمه الله :
              "وَمَا مِنْ أَحَدٍ ادَّعَى النُّبُوَّةَ مِنَ الْكَذَّابِينَ إِلَّا وَقَدْ ظَهَرَ عَلَيْهِ مِنَ الْجَهْلِ وَالْكَذِبِ وَالْفُجُورِ وَاسْتِحْوَاذِ الشَّيَاطِينِ عَلَيْهِ - مَا ظَهَرَ لِمَنْ لَهُ أَدْنَى تَمْيِيزٍ . فَإِنَّ الرَّسُولَ لَا بُدَّ أَنْ يُخْبِرَ النَّاسَ بِأُمُورٍ وَيَأْمُرَهُمْ بِأُمُورٍ ، وَلَا بُدَّ أَنْ يَفْعَلَ أُمُورًا يُبَيِّنُ بِهَا صِدْقَهُ . وَالْكَاذِبُ يَظْهَرُ فِي نَفْسِ مَا يَأْمُرُ بِهِ وَيُخْبِرُ عَنْهُ وَمَا يَفْعَلُهُ مَا يَبِينُ بِهِ كَذِبُهُ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ . وَالصَّادِقُ ضِدُّهُ . بَلْ كُلُّ شَخْصَيْنِ ادَّعَيَا أَمْرًا : أَحَدُهُمَا صَادِقٌ وَالْآخَرُ كَاذِبٌ - لَا بُدَّ أَنْ يَظْهَرَ صِدْقُ هَذَا وَكَذِبُ هَذَا وَلَوْ بَعْدَ مُدَّةٍ ، إِذِ الصِّدْقُ مُسْتَلْزِمٌ لِلْبِرِّ ، وَالْكَذِبُ مُسْتَلْزِمٌ لِلْفُجُورِ ، كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : « عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا » . وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ }{ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ }{ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ }{ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ }{ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ }{ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ } . فَالْكُهَّانُ وَنَحْوُهُمْ ، وَإِنْ كَانُوا أَحْيَانًا يُخْبِرُونَ بِشَيْءٍ مِنَ الْغَيْبِيَّاتِ ، وَيَكُونُ صِدْقًا - فَمَعَهُمْ مِنَ الْكَذِبِ وَالْفُجُورِ مَا يُبَيِّنُ أَنَّ الَّذِي يُخْبِرُونَ بِهِ لَيْسَ عَنْ مَلَكٍ ، وَلَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلِهَذَا « لَمَّا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِابْنِ صَيَّادٍ : قَدْ خَبَّأْتُ لَكَ خَبِيئًا ، فَقَالَ : هُوَ الدُّخُّ - قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اخْسَأْ ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ يَعْنِي : إِنَّمَا أَنْتَ كَاهِنٌ » . وَقَدْ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ . وَقَالَ : أَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ ، وَذَلِكَ هُوَ عَرْشُ الشَّيْطَانِ وَبَيَّنَ أَنَّ الشُّعَرَاءَ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، وَالْغَاوِي : الَّذِي يَتَّبِعُ هَوَاهُ وَشَهْوَتَهُ ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مُضِرًّا لَهُ فِي الْعَاقِبَةِ .
              فَمَنْ عَرَفَ الرَّسُولَ وَصِدْقَهُ وَوَفَاءَهُ وَمُطَابَقَةَ قَوْلِهِ لِعَمَلِهِ - عَلِمَ عِلْمًا يَقِينًا أَنَّهُ لَيْسَ بِشَاعِرٍ وَلَا كَاهِنٍ .
              وَالنَّاسُ يُمَيِّزُونَ بَيْنَ الصَّادِقِ وَالْكَاذِبِ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الْأَدِلَّةِ ، حَتَّى فِي الْمُدَّعِي لِلصِّنَاعَاتِ وَالْمَقَالَاتِ ، كَمَنْ يَدَّعِي الْفِلَاحَةَ وَالنِّسَاجَةَ وَالْكِتَابَةَ ، وَعِلْمَ النَّحْوِ وَالطِّبِّ وَالْفِقْهِ وَغَيْرَ ذَلِكَ .
              وَالنُّبُوَّةُ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى عُلُومٍ وَأَعْمَالٍ لَا بُدَّ أَنْ يَتَّصِفَ الرَّسُولُ بِهَا ، وَهِيَ أَشْرَفُ الْعُلُومِ وَأَشْرَفُ الْأَعْمَالِ . فَكَيْفَ يَشْتَبِهُ الصَّادِقُ فِيهَا بِالْكَاذِبِ ؟ وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْمُحَقِّقِينَ عَلَى أَنَّ خَبَرَ الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ : قَدْ يَقْتَرِنُ بِهِ مِنَ الْقَرَائِنِ مَا يَحْصُلُ مَعَهُ الْعِلْمُ الضَّرُورِيُّ ، كَمَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ رِضَى الرَّجُلِ وَحُبَّهُ وَبُغْضَهُ وَفَرَحَهُ وَحُزْنَهُ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا فِي نَفْسِهِ ، بِأُمُورٍ تَظْهَرُ عَلَى وَجْهِهِ ، قَدْ لَا يُمْكِنُ التَّعْبِيرُ عَنْهَا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : { وَلَوْ نَشَاءُ لأرينا كهم فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم اعمالكم } ثُمَّ قَالَ : { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } . وَقَدْ قِيلَ : مَا أَسَرَّ أَحَدٌ سَرِيرَةً إِلَّا أَظْهَرَهَا اللَّهُ عَلَى صَفَحَاتِ وَجْهِهِ وَفَلَتَاتِ لِسَانِهِ .
              فَإِذَا كَانَ صِدْقُ الْمُخْبِرِ وَكَذِبُهُ يُعْلَمُ بِمَا يَقْتَرِنُ مِنَ الْقَرَائِنِ ، فَكَيْفَ بِدَعْوَى الْمُدَّعِي أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، كَيْفَ يَخْفَى صِدْقُ هَذَا مِنْ كَذِبِهِ ؟ وَكَيْفَ لَا يَتَمَيَّزُ الصَّادِقُ فِي ذَلِكَ مِنَ الْكَاذِبِ بِوُجُوهٍ مِنَ الْأَدِلَّةِ ؟" . اهــ

              والشاهد : أن الله ، عز وجل ، يقيم لكل نبي دلائل يحصل بها لمن بعث إليهم العلم اليقيني بصحة مقالته حتى تصح إقامة الحجة عليهم ، فبالنبوة تقام الحجة على المكذبين لخبر الرب ، جل وعلا ، الخارجين عن أمره الشرعي ، فلا بد أن تكون في نفسها بينة قاطعة لتصح إقامة الحجة بها ، فما لم يَبِن ابتداء ويحصل العلم اليقيني الجازم بصحته كيف يكون دليلا على غيره ؟ ، وهو في نفسه مفتقر إلى ما يوجبه ! فالحجة لا بد أن تكون صحيحة في النقل ، صريحة في العقل ، مؤيدة بالبراهين الشرعية والكونية والعقلية ، فلا يكفي في إثبات تلك الدعوى : خاتم النبوة ، أو انشقاق القمر ، أو سلام الحجر والشجر ........... إلخ من الأدلة الكونية الصحيحة المنقولة بالتواتر لمن له دراية بعلوم الرواية ، فمع صحتها في نفسها إلا أنها كالأجزاء التي تجتمع فتفيد بمجموعها من العلم اليقيني ما لا تقيده آحادها ، فضلا عن أنها كسائر معجزات الأنبياء السابقين ، قد انقضت ، وإذا جاز ذلك في الرسالات السابقة لكونها محلية لا يلزم منها بقاء معجزاتها حاضرة في عالم الشهادة ، فإن ذلك غير جائز في الرسالة الخاتمة فهي رسالة عالمية لا بد لها من معجزة باقية تقام بها الحجة في كل عصر ومصر ، ولا تكون تلك الحجة الباقية : خاتم النبوة بداهة ! ، إذ هو من العلامات الشخصية التي حجبت عن الأنظار وانتفى وجودها من الأعيان بوفاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فهو دليل من ضمن جملة أدلة متكاثرة يحصل بمجموعها ، كما تقدم ، العلم اليقيني الذي قد يعجز العقل عن ذكر أدلته منفردة لكثرتها وتداخلها كمن يشعر بالجوع أو العطش أو أي عارض وجداني تدركه القوى الباطنة فهو يحس به يقينا وإن عجز عن سرد أدلته ، ولكنه ، ليس دليلا صالحا لإقامة الحجة على الأجيال التالية ، فالحجة الباقية يجب أن تكون : حجة معنوية لا حسية ، وذلك أمر قد سلم به المخالف والموافق ، فالقرآن : حجة الإسلام العظمى ، قد نقل بالتواتر ، فلا يقدر من له أدنى مسكة من دراية بعلوم الرواية ونقد الأخبار والتواريخ وهي من العلوم التي ابتكرها المسلمون فكل من جاء بعدهم من أساطين مدارس النقد التاريخي فإنما اقتبس شعبة من علومهم المحكمة ، وفيه من الأخبار ما شهدت كتب الأولين وعلوم الآخرين الكونية بصحته ، فلا يخالف قياس عقل صريح ظهر له من أسرار الكون ما كان خافيا ، وبحوث الإعجاز العلمي في الوحيين : الكتاب المنزل والسنة المشرفة خير شاهد على ذلك ، وفيه من الأحكام العادلة ما يجعل أهل القوانين ، إن كانوا على سنن الإنصاف جارين ، يقرون بإعجازه التشريعي ، وإن ادعى من جهل الشرع المنزل : عجزه عن مسايرة المدنية الحديثة بنوازلها المعقدة ، مع أنه نجح في معالجة نوازل أهل الشام والعراق ، وكانت زمن الرسالة حواضر لأعظم أمتين في ذلك الوقت ، مع كونه خارجا من أرض الحجاز التي تغلب عليها البداوة والسذاجة ، فليس العمى مسوغا للقول باحتجاب الشمس ، فعدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود .
              فتلك هي معجزة الإسلام العظمى ، ولا يمنع ذلك من تضافر بقية الأدلة لتورث العلم اليقيني آنف الذكر ، وهو ما فعله هرقل ، كما تقدم في أكثر من مناسبة ، إذ استدل بجملة من الأدلة الشخصية والنوعية ، فحصل له بها يقين جازم بكون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : نبي آخر الزمان ، فأدلة النبوة من الظهور والكثرة بمكان ، فمن ادعاها فإما أن يكون صادقا فلا يتخلف شيء منها في حقه لعناية الرب ، جل وعلا ، الكونية به ، فلا يخذله ، ولا يبطل حجته النقلية أو العقلية ، ولا يظهر أعداءه على دينه ، وإن ظهروا على أتباعه فشوشوا عليهم بالشبهات واستدرجوهم بالشهوات ، وإما أن يكون كاذبا فيتخلف في حقه دليل بل جملة أدلة منها فيظهر كذبه وتدليسه لمن حوله ، وإن خفي عليهم أمره ابتداء .
              يقول ابن تيمية ، رحمه الله ، في "شرح الأصفهانية" في معرض التعليق على حديث هرقل ، وقد استعمل كما تقدم مزيجا من الأدلة الشخصية الخاصة والنوعية العامة لتقرير نبوة صحة دعوى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
              "فمثل هذا السؤال والبحث أفاد هذا العاقل اللبيب علما جازما بأن هذا هو النبي الذي ينتظره .
              وقد اعترض على هذا بعض من لم يدرك غور كلامه وسؤاله كالمارزي ، (وهو من أئمة المالكية ، رحمهم الله ، وينسب إلى : "مازر" في صقلية) ، ونحوه وقال إنه بمثل هذا لا تعلم النبوة وإنما تعلم بالمعجزة وليس الأمر على ما قال بل كل عاقل سليم الفطرة إذا سمع هذا السؤال والبحث علم أنه من أدل الأمور على عقل السائل وخبرته واستنباطه ما يتميز به هل هو صادق أو كاذب وأنه بهذه الأمور تميز له ذلك ومما ينبغي أن يعرف أن ما يحصل في القلب لمجموع أمور قد يستقل بعضها به بل كل ما يحصل للإنسان من شبع وري وسكر وفرح وغم بأمور مجتمعة لا يحصل ببعضها، لكن ببعضها قد يحصل بعض العلم .
              وكذلك العلم بمجرد الأخبار وبما جربه من المجربات وبما في نفس الإنسان من الأمور فإن الخبر الواحد يحدث في القلب نوعا من الظن ثم الآخر يقويه إلى أن ينتهي إلى العلم حتى يتزايد فيقوى وكذلك ما يجربه الإنسان من الأمور وما يراه من أحوال الشخص .
              وكذلك ما يستدل به على كذبه وصدقه وأيضا فإن الله سبحانه وتعالى أبقى في العالم الآثار الدالة على ما فعله بأنبيائه والمؤمنين من الكرامة وما فعله بمكذبيهم من العقوبة وذلك أيضا معلوم بالتواتر كتواتر الطوفان وإغراق فرعون وجنوده" . اهــ


              فضلا عن تمكينه لدينه وظهوره في أرض النبوات على سائر الرسالات السابقة ، ودخول أهل تلك الأرض وهم أصح الناس عقولا وأعلمهم بالوحي دخولهم على حد الاختيار فيه ، فلا يرتد أحدهم سخطة ، وإنما يرتد شبهة تنطلي على مقصر في باب العلم ، أو شهوة تستدرج مقصرا في باب العمل ، وظهور حجته العلمية من لدن ظهر إلى الآن ، فلا يقدر أحد على إبطال حجته بدليل نقلي صحيح أو آخر عقلي صريح ، واطراد ظهور أتباعه وعلو شأنهم في أمر الدنيا والآخرة ، في علوم الكون وعلوم الشرع معا في ثنائية لم تتحقق في سائر الأديان الكهنوتية القائمة على تجهيل الأتباع والاستخفاف بعقولهم ، فذلك الظهور لا يكون إلا لمن هو على الحق بداهة لئلا يوصف الله ، عز وجل ، بالعجز إذ لم يقدر على فضح أمر كاذب يدعي عليه ، بل أيده في حياته وأيد رسالته بعد مماته بالبراهين القاطعة بالصحة ، فلازم ذلك أيضا : ظلم العباد بتعمد إضلالهم لعجزهم عن نقض حجته فلا يملكون إلا التسليم لها تباعا ، ولازمه أيضا : السفه إذ وضع الله ، عز وجل ، وصف جلاله من نصرة وتأييد بالأدلة الكونية والعقلية الباهرة في كاذب مدع لأعظم دعوى يدعيها بشر ! .

              وسبقت الإشارة إلى ذلك من كلام ابن القيم وابن أبي العز ، رحمهما الله ، في أكثر من موضع .

              وأما دعوى أخذ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الرسالة جملة وتفصيلا عن بحيرا ! فهو من جنس الدعوى بأن في القرآن أخطاء نحوية وبلاغية أدركها المحققون المعاصرون ممن لا يعرفون حكم الفاعل من المفعول . فهؤلاء على حد الجهل المركب في اللسان ، وأولئك على حد الجهل المركب في التاريخ ، فهي من الكذبات التي انطلت على كثير من المغفلين ثم تطورت تطور الخلايا السرطانية حتى وصلت إلى حد كون الكتاب العزيز من تأليف بحيرا ، وليس من تأليف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ففرية تأليف عربي لكتاب عربي أقرب إلى العقل ، من فرية تأليف أعجمي لكتاب أعربي أعجز أصحاب اللسان أنفسهم ، فهي على حد : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) ، فذلك حال من لا يحسن حتى الكذب والافتراء ، ثم تطورت أخيرا لتصل إلى إنكار وجود النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن بحيرا هو بطل القصة الحقيقي ، فهو كاتب السيناريو وهو البطل في نفس الوقت ! . وضلال العقول ليس له حد ، وتصديق العقول بالمحالات في باب الإلهيات لا يبعد معه تصديق المحالات في النبوات وذلك جار على ما تقدم من سوء الظن بالباري ، عز وجل ، إذ حدث كل هذا التلفيق والتلبيس على أمم من البشر ، انتحلت هذه المقالة التي لا طاقة لأحد بنقضها بحجة صحيحة ، وهي في حقيقتها ، بزعم منكريها ، فكرة من بنات أفكار راهب منعزل في صومعته بعيدا عن الحياة وصخبها ، لم يعلنها إلا بعد أن قابل رجلا من العرب في قافلة مرت عليه مرتين ، فاختاره دون غيره من المقربين له ليكون هو رسوله إلى البشرية بالكتاب الذي عكف على تأليفه على طريقة من ينعزل ليكتب مذكراته ! ، ثم ينشرها في آخر حياته ! . فذلك قدر النبوات عندهم ، وذلك ، كما تقدم ، إنما تولد من سوء الظن برب العالمين : (فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) : أعجز عن فضح تلك المؤامرة الساذجة بين الرجلين فلم يجر حجة واحدة صحيحة على لسان أحد أعداء الرسالة وما أكثرهم !

              ثم ذكر ابن سعد ، رحمه الله ، هذه القصة مطولة كما يقول ابن القيم ، رحمه الله ، وقد أوردها بعد الرواية السابقة ، وفيها إعراض بحيرا عن ذلك الركب ، حتى إذا مروا به بصحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم استوقفهم لما رأى من إظلال الغيم والشجر للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فصنع لهم طعاما ودعاهم إليه فلما حضروا وخلفوا النبي صلى الله عليه على آله وسلم في رحالهم قال بحيرا :
              "ادعوه ليحضر طعامي ، فما أقبح أن تحضروا ويتخلف رجل واحد ، مع أني أراه من أنفسكم ، فقال القوم : هو والله أوسطنا نسباً وهو ابن أخي هذا الرجل ، يعنون : أبا طالب ، وهو من ولد عبد المطلب ، فقال الحارث بن عبد المطلب : والله إن كان بنا للؤم أن يتخلف ابن عبد المطلب من بيننا ، ثم قام إليه فاحتضنه ، وأقبل به حتى أجلسه على الطعام ، والغمامة تسير على رأسه ، وجعل بحيرا يلحظه لحظاً شديداً وينظر إلى أشياء في جسده قد كان يجدها عنده في صفته ، فلما تفرقوا عن الطعام قام إليه الراهب، فقال : يا غلام أسألك بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك ؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسألني باللات والعزى ، فوالله ما أبغضت شيئاً بغضهما ، قال : فبالله ألا أخبرتني عما أسألك عنه .
              قال : سلني عما بدا لك ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عنده ، ثم جعل ينظر بين عينيه ، ثم كشف عن ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على الصفة التي عنده ، فقبل موضع الخاتم ، وقالت قريش : إن لمحمد عند هذا الراهب لقدراً ، وجعل أبو طالب لما يرى من الراهب يخاف على ابن أخيه ، فقال الراهب لأبي طالب : ما هذا الغلام منك ؟ ، قال : هو ابني ، قال : ما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حياً ، قال : فابن أخي ، قال : فما فعل أبوه ؟ ، قال : هلك وأمه حبلى به ، قال فما فعلت أمه ؟ ، قال : توفيت قريباً ، قال : صدقت ، ارجع بابن أخيك إلى بلده ، واحذر عليه اليهود ، فوالله لئن عرفوا منه ما أعرف ليبغنه عنتاً ، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم نجده في كتابنا ، واعلم أني قد أديت إليك النصيحة ، فلما فرغوا من تجارتهم خرج به سريعاً ، وكان رجال من يهود قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفوا صفته ، فأرادوا أن يغتالوه فذهبوا إلى بحيرا فذكروا له أمره ، فنهاهم أشد النهي ، وقال لهم : أتجدون صفته ؟ ، قالوا : نعم ، قال : فما لكم إليه سبيل ، فصدقوه وتركوه ، ورجع أبو طالب ، فما خرج به سفراً بعد ذلك خوفاً عليه" . اهــ
              ص133 ، 134 .

              فاستدلال بحيرا جار على ما اطرد من المسلك الشخصي ، إذ سأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن أشياء يجدها في نفسه ، هي عند ذلك الراهب العالم الذي جمع العلم إلى العمل ، من علامات نبي آخر الزمان ، والحق إذا اشتدت الحاجة إليه كثرت الوسائل الموصلة إليه والدلائل الدالة عليه ، فذلك من رحمة الرب ، جل وعلا ، وأي حاجة أعظم من حاجة الناس إلى النبوات عموما ، والنبوة الخاتمة خصوصا ؟! ، فحاجتهم إليها أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب ، فإنهم يحتاجون الطعام مرة أو مرتين أو ثلاثا ، ولكنهم يحتاجون علم النبوات حاجة المضطر في كل وقت ، فحاجتهم إلى قوت الأديان أعظم من حاجتهم إلى قوت الأبدان ، إذ غاية الفساد من غياب السبب الكوني من مطعوم أو مشروب فساد الدنيا ، وهي إلى فساد مهما استصلحها أهلها ، وإن كان حفظها من الضروريات الخمس ، فغياب السبب الشرعي : فساد عاجل في دار الابتلاء بفساد الأحوال إذا جرت على غير منهاج الشريعة ، وفساد آجل بإفلاس العبد من مادة النجاة : مادة العلم النافع والعمل الصالح التي لا تستخرج إلا من معدن النبوات .
              يقول ابن تيمية ، رحمه الله ، في "النبوات" في معرض بيان حاجة الناس إلى النبوات :
              "وكلما كان الناس إلى الشيء أحوج ، كان الربّ به أجود ، وكذلك كلما كانوا إلى بعض العلم أحوج ، كان به أجود ؛ فإنه سبحانه الأكرم ، الذي علّم بالقلم ، علّم الإنسان ما لم يعلم ، وهو الذي خلق فسوّى ، والذي قدَّر فهدى ، وهو الذي أعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى .

              فكيف لا يقدر أن يهدي عباده إلى أن يعلموا أنّ هذا رسوله ، وأنّ ما جاء به من الآيات أنّه من الله ، وهي شهادة من الله له بصدقه ، وكيف تقتضي حكمته أن يسوي بين الصادق والكاذب ؛ فيؤيد الكاذب من آيات الصدق ، بمثل ما يؤيّد به الصادق ؛ حتى لا يعرف هذا من هذا ، وأن يرسل رسولاً يأمر الخلق بالإيمان به وطاعته ، ولا يجعل لهم طريقاً إلى معرفة صدقه .
              وهذا كتكليفهم بما لا يقدرون عليه ، وما لا يقدرون على أن يعلموه . وهذا ممتنع في صفة الرب ، وهو منزّه عنه سبحانه ؛ فإنه لا يكلّف نفساً إلا وسعها .
              وقد علم من سنته وعادته : أنّه لا يؤيد الكذاب ، بمثل ما أيّد به الصادق قط ، بل لا بد أن يفضحه ولا ينصره ، بل لا بد أن يهلكه . وإذا نصر ملكاً ظالماً مسلطاً ، فهو لم يدع النبوة ، ولا كذب عليه ، بل هو ظالم سلّطه على ظالم ؛ كما قال تعالى :{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضَاً} ، بخلاف من قال : إنّه أرسله ؛ فهذا لا يؤيده تأييداً مستمراً إلا مع الصدق ، لكن قد يمهله مدّة ، ثم يهلكه ؛ كما فعل بمن كذّب الرسل : {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدَاً وأَكِيدُ كَيْدَاً فَمَهِّلِ الكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدَاً}" . اهــ

              ويقول في "الصارم المسلول" في معرض في بيان فضل الرسل عليهم السلام :
              "وبالجملة فينبغي للعاقل أن يعلم أن قيام دين الله في الأرض إنما هو بواسطة المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فلولا الرسل لما عبد الله وحده لا شريك له ولما علم الناس أكثر ما يستحقه سبحانه من الأسماء الحسنى والصفات العلى ولا كانت له شريعة في الأرض .

              ولا تحسبن أن العقول لو تركت وعلومها التي تستفيدها بمجرد النظر عرفت الله معرفة مفصلة بصفاته وأسمائه على وجهه اليقين فإن عامة من تكلم في هذا الباب بالعقل فإنما تكلم بعد أن بلغه ما جاءت به الرسل واستصغى بذلك واستأنس به سواء أظهر الانقياد للرسل أو لم يظهر وقد اعترف عامة الرؤوس منهم أنه لا ينال بالعقل علم جازم في تفاصيل الأمور الإلهية وإنما ينال به الظن والحسبان .

              والقدر الذي يمكن العقل إدراكه بنظره فإن المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم نبهوا الناس عليه وذكروهم به ودعوهم إلى النظر فيه حتى فتحوا أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا .
              والقدر الذي يعجز العقل عن إدراكه علموهم إياه وأنبئوهم به فالطعن فيهم طعن في توحيد الله وأسمائه وصفاته وكلامه ودينه وشرائعه وأنبيائه وثوابه وعقابه وعامة الأسباب التي بينه وبين خلقه بل يقال : إنه ليس في الأرض مملكة قائمة إلا في نبوة أو أثر نبوة وإن كل خير في الأرض فمن آثار النبوات ولا يستر يبن العاقل في هذا الباب أن الذين درست النبوة فيهم مثل البراهمة والصابئة والمجوس ونحوهم فلاسفتهم وعامتهم قد أعرضوا عن الله وتوحيده وأقبلوا على عبادة الكواكب والنيران والأصنام وغير ذلك من الأوثان والطواغيت فلم يبق بأيديهم لا توحيد ولا غيره .
              وليست أمة مستمسكة بالتوحيد إلا أتباع الرسل قال الله سبحانه : {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} فأخبر أن دينه الذي يدعوا إليه المرسلون كبر على المشركين فما الناس إلا تابع لهم أو مشرك وهذا حق لا ريب فيه" . اهــــ

              وأتباع الرسالة الخاتمة هم حملة هذا الإرث التوحيدي الخالص المشترك بين كل الرسالات ، الذي جمعه الله ، عز وجل ، في النبوة الخاتمة ، فهي زبدة ما تقدمها من علوم وأعمال النبوات ، فما حمله الأنبياء عليهم السلام إجمالا ، فصلته الرسالة الخاتمة ، وما حملوه إلى أممهم حمله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى كل أمم الأرض ، فرسم نبواتهم : الأممية ، ورسم نبوته الخاتمة------ صلي الله عليه وعلي اله وصحبه أجمعين. وختاما وليس ختاما كوعدي لكم ---تقبلوا التحية من ابراهيم مرعي----الداعية الاسلامي



              تعليق

              • ابراهيم مرعي
                1- عضو جديد
                • 13 سبت, 2009
                • 43
                • داعية اسلامي
                • مسلم

                #8
                بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                تقدمة وتمهيد:
                يحاول أعداء الاسلام – منملاحدة ومستشرقين – أن يثيروا على النظام الإسلامي اتهاما باطلة ، وشبهات مغرضة،وحملات حاقدة ، ليشككوا بصلاحية هذا النظام ، ومقومات خلوده على مدى الزمانوالأيام ، وليجدوا من المسلمين من يستجيب لآرائهم ويؤمن بمعتقداتهم وأفكارهم ، ويقعفي حبائل شكوكهم واتهاماتهم.


                فمن هذه الاتهامات التي يثيرونها ، والحملات المغرضة التي يشنونها:
                إباحة الإسلام لنظام تعدد الزوجات، وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم بين
                تسع زوجات في وقت واحد ويتخذ أولئك الأعداء من هذا التعدد ذريعة للطعن بنظام الإسلام ، وبالرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، بل يتهمون الإسلام بأنه أهدر كرامة المرأة ، وأسقط اعتبارها الذاتيفي الحياة !!
                هذا الكلام المعسول الذييروّج له
                أولئك المثيرون قد يستهوي بعض العقول القاصرة بادئ ذي بدء ، بل ربما يتأثر البعض – ممن ينتسب إلى الإسلام – بهذه الاتهامات المغرضة ، فيذهبون إلى ترويجها وإشاعتها ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
                وهؤلاء المروّجون لمثل هذه الشبهات والاتهامات
                : إما أن يكونوا عالمين بالحقائق وحكمة التشريع ، وإما أن يكونوا جاهلين بها.
                فإن
                كانوا عالمين ، فإنهم يبرهنون بشكل قاطع لا يقبل الريبة والشك أنهم عملاء لأعداء الإسلام، بل أداة تنفذ لإشاعة كل ما يثيرونه من أراجيف ، وما يروجونه من أكاذيب ، وما أكثر أولئك الذين يرتبطون بالأعداء ، ويوصمون بالعمالة ، وما هم في الحقيقة إلا طابور خامس لإثارة الفتن ، وتمزيق وحدة الأمه ، وربط البلاد بعجلة الدول الأجنبية ، والسير بالجيل الناشئ نحو الإلحاد الشائن ، والضلال الممقوت.
                وإن كانوا جاهلين ،
                فإن من الواجب عليهم أن يسألوا ويفهموا ، قبل أن يحكموا ويروّجوا ، حتى تظهر لهم الحقائق ناصعة بأجلى مظاهرها ومعانيها ، وليس عاراً على الإنسان أن يبحث ويسأل ويتعلم ، ولكن العار كل العار أن يعيش في بيداء الجهل ، ويسير في متاهات الضلالة ، يتبع كل ناعق ، ويخطو وراؤ كل عميل ، ورحم الله من قال:
                لاتــأخــذ العــلم إلا
                عــن جــهــابــذة
                بالعلــم نحيــا وبـالأرواح نفديــه
                أما ذوو الجهل فارغب
                عن مجالسهم
                قذ ضّل من كانت العميان تهديه
                وقبل أن أشرع في دفع هذه الاتهامات
                الباطلة التي يثيرها الأعداء على نظام تعدد الزوجات أريد أن أبيّن حقيقة هامة ، لها أكبر الارتباط بالكتّاب الإسلاميين الذين يكتبون عن الإسلام في هذا العصر ، وهي أنهم – في أكثر مايكتبون – يظهرون الإسلام بمظهر المتهم ، ويضيعونه حين يتولون الدفاع عنه في موضع الريبة والشك ، بل يصل الأمر عند البعض يؤولوا النصوص ، ويقلبوا الحقائق ، إبعاداً للإسلام عن التهمة ، وتوفيقاً بين مبادئ الإسلام وأراجيف الأعداء.
                وهذا من الخطأ الفادح الذي وقع فيه كثير من الكتّاب في هذا العصر ، وفي
                تقديري أنهم يسيئون أكثر مما يحسنون ، ويزيدون التهمة تعميقاً وتثبيتاً أكثر مما يدافعون ، وما كان عليهم لو أنهم وقفوا في ردودهم وكتاباتهم مقف الهجوم لكل من ينال من نظام الإسلام ، أو يمس قدسية الرسول عليه الصلاة والسلام؟ فلو أنهم فعلوا مثل هذا لأفهموا خصوم الإسلام: أن مبادئ الشريعة ةنظم القرآن ، هي الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وماعداه من أنظمة وضعية وقوانين بشرية ، فيها الكثير من القصور والنقص والباطل .. ولا شك من ذلك . ولو أنهم وقفوا من أعداء الإسلام موقف الهجوم لوضعوا التشريع الإسلامي موضعه اللائق به من التشريف والتكريم، ليعلم كل ذي عقل وفيهم أن للإسلام دوره العظيم ، ومهمته الكبرى ، في رد الناس إلى الحق ، وهداية البشرية الحائرة .. وما أجمل تعبير القرآن حين أعلن حكم الله ، وهاجم حكم الجاهلية في قوله : {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}(1) ، ألا فليأخذ كتّاب الإسلام من القرآن الكريم طريقة الرد ومنهج المناظرة في دفاعهم عن نظام الإسلام ، حتى لايقعوا في الخطأ الذي وقعوا فيه ، وعلى الله قصد السبيل.
                وبعد هذه التقدمة سأشرع في بيان
                نظام الإسلام في تعدد الزوجات ، ثم أعّرج على ذكر الحكمة من تعدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأرى – إن شاء الله – بعد ذكر هذه الحقائق أن شبابنا وشاباتنا الذي تأثروا بالدعايات المغرضة ، والإشاعات الكاذبة سيؤوبون إلى الحق ، ويثوبون على الرشد ، ويؤمنون من قرارة نفوسهم: أن الإسلام دين العزة والكرامة ، وتشريع الحق والهداية ، ومبدأ العدالة والمساواة ، ومنهج حكم ، ونظام حياة . صدق الله العظيم القائل في محكم كتابه {وَأَنّ هَـَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَلاَ تَتّبِعُواْ السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ}(2)
                (1) سورة المائدة الآية 50
                (2) سورة الأنعام الآية
                15
                لمحة تاريخيّة عن التعدُّد لم يكن الإسلام أول من شرع نظام تعدد الزوجات ، بل
                كان موجوداً في الأمم القديمة كلها تقريباً: عند الأثينيين ، الصينيين ، الهنود ، البابليين ، الآشوريين ، المصريين . ولم يكن له عند أكثر الأمم عدد محدود ، فقد سمحت شريعة (ليكي) الصينية بتعدد الزوجات إلى مائة وثلاثين امرأة ، وكان عند أحد أباطرة الصين نحو من ثلاثين ألف امرأة.
                والديانة اليهودية كانت تبيح التعدد بدون
                حد ، وأنبياء التوراة جميعاً بلا استثناء كانت لهم زوجات كثيرات(1) ، ويقول الاستاذ عباس محمود العقاد في كتابه (حقائق الإسلام وأباطيل خصومة)(2) ما يلي (ولا حجر على تعدد الزوجات في التوراتة أو في الانجيل ، بل هو مباح ومأثور عن الأنبياء أنفسهم ، من عهد إبراهيم الخليل عليه السلام إلى عهد الميلاد ...).
                أما في الديانة
                النصرانية فلم يرد في الأناجيل نص صريح بمنع التعدد ، بل ورد في بعض الرسائل (بولس) مايفيد أن التعدد جائز فقد قال (فعلى الاسقف أن يكون منزهاً عن اللوم ، زوج امرأى واحدة)(3) وقد ثبت تاريخياً أن بين المسيحيين الأقدمين من كانوا يتزوجون أكثر من واحدة ، وفي آباء الكنيسة الأقدمين من له كثير من الزوجات ، وقد كان في أقدم العصور المسيحية من يرى إباحة تعدد الزوجات في أمكنة مخصوصة وأحوال استثنائية ، وإليكم الشواهد على ذلك:
                أ- ذكر الاستاذ عباس محمود العقاد في كتابة المرأة في القرآن
                الكريم أن (مستر مارك) العالم الثقة في تاريخ الزواج يقول: (إن تعدد الزوجات باعتراف الكنيسة بقي إلى القرن السابع عشر ، وكان يتكرر كثيراً في الحالات التي لاتحصيها الكنيسة والدولة) ويقول هذا العالم : (إن ملوك النصارى كانوا يتزوجون أكثر من واحدة ، فهذا (ديار مات) ملك إيرلندة كان له زوجتان وسريتان ، وكان (لشارلمان) زوجتان وكثير من السراري . وبعد ذلك بزمن كان (فيليب أوفاهيس) و(فريديريك وليام) الثاني البروسي يبرمان عقد الزواج مع اثنتين بموافقة القساوسة اللوثريين: وكان (لوثر) يتكلم في شتى المناسبات عن تعدد الزوجات بغير اعتراضي ، فإنه لم يحرم بأمر من الله ، ولم يكن إبراهيم عليه السلام يحجم عنه إذ كان له زوجتان).
                ب-وذكر
                العقاد في كذلك في كتابة (المرأة في القرآن الكريم) : ( أن مجلس الفرنكيين بنورمبرج أصدر قرارً يجيز للرجل أن يجمع بين زوجتيين ، وذلك سنه 1560 ميلادية بعد صلح وستفاليا ، وبعد أن تبين النقص في عدد السكان من جراء حروب الثلاثين)، ويقول: (بل ذهبت بعض الطوائف المسيحية إلى إيجاد تعدد الزوجات ، ففي سنة 1531 نادى (اللامعدانيون) في مونستر صراحة : بأن المسيحي ينبغي أن تكون له عدة زوجات ، ويعتبر (المرمون) كما هو معلوم أن تعدد الزوجات نظام إلهي مقدس).
                ج- وقال جرجي زيدان(4
                ) : ( فالنصرانية ليس فيها نص صريح يمنع أتباعها من التزوج بأمرأتين او اكثر ، ولو شاؤوا لكان تعدد الزوجات جائزاً عندهم ، ولكن رؤساءها القدماء وجدوا الاكتفاء بزوجة واحدة أقرب لحفظ نظام العائلة واتحادها ، وكان ذلك شائعاً في الدولة الرومانية ، فلم يعجزهم تأويل آيات الزواج حتى صار التزوج بغير امرأة واحدة حراماً كما هو مشهور)
                د- والمسيحية المعاصرة تعترف بالتعدد في افريقيا السوداء للإفريقيين
                المسيحيين إلى غير حدود ، فقد ذكر (نورجيه) مؤلف كتاب (الإسلام والنصرانية في أواسط افريقية) هذه الحقيقة في قوله: ( فقد كان هؤلاء المرسلون يقولون: إنه ليسمن السياسة أن نتدخل في شئون الوثنيين الاجتماعية التي وجدناهم عليها ، وليس من الكياسه ان نحرم عليهم التمتع بأزواجهم ماداموا نصارى يدينون بدين المسيح ، بل لا ضرر من ذلك مادامت التوراة وهي الكتاب الذي يجب على المسيحيين أن يجعلوه أساس دينهم يبيح هذا التعدد ، فضلاً عن أن المسيح أقر في ذلك بقوله : ( لاتظنوا أني جئت لأنقض الناموس او الانبياء ماجئت لأنقض بل لأكمل). وأخيراً أعلنت الكنيسة رسمياً السماح للإفريقيين النصارى بتعدد الزوجات إلى غير حد.
                هـ- والشعوب الغربيةالنصرانية
                وجدة نفسها تجاه زيادة عدد النساء على الرجال –وبخاصة بعد الحربين العالميتين- إزاء مشكلة اجتماعية خطيرة ، لاتزال تتخبط في إيجاد الحل المناسب؛ وقد كان بين الحلول التي برزت إباحة تعدد الزوجات.
                ففي عام 1948م عقد مؤمتر للشباب في (ميونخ
                ) بألمانيا ، وبحث مشكلة زيادة عدد النساء في ألمانيا أضعافاً مضاعفة عن عدد الرجال بعد الحرب ، وقد استعرضت مختلف الحلول لهذه المشكلة ، وكانت النتيجة أن أقرت اللجنة توصية المؤتمر بالمطالبة بإباحة تعدد الزوجات لحل المشكلة.
                وفي عام 1949م ، تقدم
                أهالي (بون) عاصمة ألمانيا الاتحادية بطلب إلى السلطات المختصة ، يطلبون فيه أن ينص في الدستور الألماني على إباحة تعدد الزوجات(5). ونشرت الصحف منذ عشر سنوات تقريباً أن الحكومة الألمانية أرسلت إلى مشيخة الأزهر تطلب منها نظام التعدد في الإسلام ، لأنها تفكر في الاستفادة منه كحد لمشكلة ازدياد النساء ، ثم اتبع ذلك وصول وفد من العلماء الألمان اتصلوا بشيخ الأزهر لهذه الغاية(6)
                (1) عن كتاب (المرأة بين
                الفقة والقانون) للدكتور مصطفى السباعي رحمه الله ص71
                (2) ص237 في بحث
                الاسرة.
                (3) رسالة تيموثاوس الأولى الاصحاح 3 العدد 2
                (4) عن كتاب (المرأة
                بين الفقة والقانون) للسباعي رحمه الله ص74
                (5) عن كتاب (المرأة بين الفقة
                والقانون) ص57.
                (6) عن كتاب (أحكام الأحوال الشخصية) د.محمد يوسف موسى
                ثناء
                المفكّرين الغربيّين على نظام التعدُّد
                تطالعنا الصحف والمجلات والكتب
                الاجتماعية بين الحين والآخر بكلمات لكثير من الكتاب الاجتماعيين والمفكرين الغربيين ، ويحبذون فيها نظام تعدد الزوجات ، وينادون به ويشجعون عليه؛ لما له من أثر كبير في إصلاح المجتمع والأخلاق ، وإليكم طرفاً من أقوالهم وكتاباتهم :
                أ
                - فقد عرض (جروتيوس) العالم القانوني المشهور لموضوع تعدد الزوجات ، فاستصوب شريعة الآباء العبرانيين والأنبياء في العهد القديم(1)
                ب- وقال الفيلسوف الألماني
                المشهور (شوبنهور): في رسالته (كلمة عن النساء): (إن قوانين الزواج في أوروبا فاسدة المبنى بمساوات المراة بالرجل ، فقد جعلتنا نقتصر على زوجة واحدة فأفقدتنا نصف حقوقنا ،وضاعفت علينا واجباتنا .. إلى أن يقول: ولاتعدم المرأة من الأمم التي تجيز تعدد الزوجات زوجاً يتكفل بشؤونها ، والمتزوجات عندنا نفر قليل ، وغيرهنَّ لايحصين عدداً ، تراهن بغير كفيل: بين بكر من الطبقات العليا قد شاخت وهي هائمة متحسرة ، ومخلوقات ضعيفة من الطبقات السفلى ، يتجشمن الصعاب ، ويتحملن مشاق الأعمال ، وربماابتذلن فيعشن تعيسات متلبسات بالخزي والعار ، ففي مدينة (لندن) وحدها ثمانون ألف بنت عمومية(2) ، سفك دم شرفهن على مذبح الزواج ، ضحية الاقتصار على زوجة واحدة، ونتيجة تعنت السيدة الأوربية ، وما تدعية لنفسها من الأباطيل ، أما آن لنا أن نعد بعد ذلك تعدد الزوجات حقيقة لنوع النساء بأسره)(3)
                جـ- ويقول (غوستاف لوبون) في
                كتابه (حضارة العرب): (إن مبدأ نظام تعدد الزوجات الشرقي نظام طيب ، يرفع المستوى الأخلاقي في الأمم التي تقول به ، ويزيد الأسرة ارتباطاً ، ويمنح المرأة احتراماً وسعادة لاتراهما في أوربا).
                د- ذكر العقاد في كتابه (المرأة في القرآن الكريم
                ) طائفة من آراء الفلاسفة الأوربيين في التعدد ، فينقل عن الدكتور (ليبون) قوله (إن القوانين الأوربية سوف تجيز التعدد) ، ونقل عن الاستاذ (أهرنفيل) قوله : (إن التعدد ضروري للمحافظة على بقاء السلالة الآرية).
                هـ- وقالت (أني بيزانت) زعيمة
                التصوفية العالمية في كتابها (الأديان المنتشرة في الهند): (ومتى وَزَنَّا الأمور بقسطتط العدل المستقيم ، ظهر لنا أن تعدد الزوجات الإسلامي –الذي يحفظ ويحمي ويغذي ويكسو النساء- أرجح وزناً من البغاء الغربي ، الذي يسمح بأن يتخذ الرجل امرأة لمحض إشباع شهواته ، ثم يقذف بها إلى الشارع متى قضى منها أوطاره).
                و- وجاء في مجلة
                (الفتح) القاهرية نقلاً عن جريدة (ديلي ميل) الأنكليزية المشهورة ، التي نشرت مقالاً تدافع فيه عن تعدد الزوجات بسبب الأزمة التي وقعت في إنجلترا ، وبلاد الغال في زيادة عدد النساء على الرجال والتي قدرت بمليونين.) جاء في هذه المجلة المذكورة: ( إن إباحة تعدد الزوجات هي الطريقة الوحيدة للعلاج الناجح ، وليست مسألة الزوجة الواحد إلا مسألة اعتقاد واتفاق ، وهي في الحق الواقع نتيجة نسبة عددية . ثم ذكرت أن نظرية المرأة الواحدة للرجل الواحد هي نظرية الأنسب والأوفق ،ولكن الاستمساك بها لايستحسن إلا عند التعادل العددي في الجنس ، أما إذا زاد عدد جنس النساء على العدد الآخر ، ولم تتخذ التدابيرفي ذلك فلا مفر من حرب طاحنة تنشب بين الجنسين).
                ز
                - وقال الدكتور نظمي لوقا في كتابه (محمد الرسالة والرسول) ما يلي:
                ( وما من شك في
                أن نظام الزوجة الواحدة الدائم نظام مثالي ... ونظرة إلى واقع الحياة البشرية في تاريخ مجتمعاتها الغابر والحاضر ، تطلعنا على تعدد النساء في حياة الرجل الواحد سواء جهراً او سراً ، سواء برخصة من القانون أو الدين ، أو رغم القانون والعقيدة . وما من عاقل يفضل التعدد بغير رخصة على التعدد برخصة ... وعندئذ لا حيلة إلا في التعدد ، لأنه الحل السليم الوحيد لأساس الجماعة ، والضرورات تبيح المحضورات ، وماالقول في زوجة أقعدها المرض ؟ وماالقول في الزوجة العقيم ؟ وماالقول في الزوجة الفاترة؟ وماالقول في الزوجة سقيمة الأعصاب؟ طلاقها أرحم بها أم اردافها بزوجة أخرى؟ لا شك أن الامر واضح ، هي رخصة إذن تستخدم بحقها ، ولكنها ليست إلزاماً ..).
                وهذا الذي ذكرناه من ثناء المفكريين الغربيين غير المسلمين عن نظام التعدد
                ، ماهو إلا غيض من فيض ، وغرفة من بحر ، ومن أراد أن يتتبع آراء الفلاسفة وعلماء الاجتماع والتربية في هذا المجال ، يجدها أكثر من أن تحصى ، وأعظم من أن تستقصى ، ولابد من أن يأتي اليوم الذي تثوب فيه البشرية إلى الإسلام ؛ لكونه دين حق وفطرة ، وتنزيلاً من رب العالمين ، وصدق الله العظيم القائل: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الاَفَاقِ وَفِيَ أَنفُسِهِمْ حَتّىَ يَتَبَيّنَ لَهُمْ أَنّهُ الْحَقّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبّكَ أَنّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}(4)
                (1) العقاد في كتاب
                (حقائق الإسلام) ص167.
                (2) هذا في عهد شوبنهور ، قد توفي سنة 1860م
                (3) مصطفى
                الغلاييني في كتابة (الإسلام روح المدينة) ص224
                (4) سورة فصلت الآية
                53
                الحكمة من التعدُّد في نظر الإسْلام
                لاشك أن الإسلام حين شرع التعدد ، كان
                ذلك لحكمة سامية ، ومصلحة عامة ، وضرورات اجتماعية وشخصية ، وسبق أن ذكرنا قبل قليل طرفاً من هذه الضرورات والحكم التي جاء ذكرها على ألسنة العلماء والمفكرين ، والتي دفعتهم إلى أن يثنوا على نظام التعدد ، وينادوا بأحقيته وضرورته لتخليص المجتمعات البشرية من المشكلات الاجتماعية ، والمفاسد الخلقية.
                وتوضيحاً للبحث نحصر الحكمة
                من نظام تعدد في الأمور التالية:
                أ‌- الفائدة الاجتماعية
                ب‌- المصلحة
                الشخصية
                ت‌- الحكمة الخلقية
                أما الفائدة الاجتماعية فتظهر في حالتين
                لايُنْكِر أحدٌ وقوعها:
                1- عند زيادة النساء على الرجال
                ، كما هو الشأن في كثير من البلدان كشمال أوربا ، فإن النساء حتى في غير اوقات الحروب تفوق الرجال بكثير ، وقد دلت الإحصائيات في (فنلندا) أنه من بين كل أربعة أطفال ألا ثلاثة يولدون يكون واحد منهم ذكراً ، والباقون إناثاً ، ففي هذه الحالة يكون التعدد أمراً واجباً.
                2- عند قلة الرجال عن النساء قلة بالغة نتيجة الحروب الطاحنة أو الكوارث
                العامة ، وقد دخلت أوربا حربين عالميتين خلال ربع قرن ، فهلك فيها ملايين الرجال ، وأصبحت جماهير غفيرة من النساء – مابين أبكار وما بين متزوجات – فقد فقدن عائلهن وأصبحن بلا زواج ، وسبق أن ذكرنا أن قامت بعض بلاد أوربا – ولاسيما ألمانيا- جمعيات نسائية واجتماعية تطالب بالسماح بتعدد الزوجات ، أو بتعبير آخر أخف واقعاً في أسماع الغربيين وهو: (إلزام الرجل بأن يتكفل امرأة أخرى غير زوجته).
                وضرورات الحرب
                ونقصان الرجال فيها ، لاتدع مجالاً للمكابرة في أن الطريق الوحيد لتلافي الخسارة البالغة بالرجال هو السماح بتعدد الزوجات.
                رد على اعتراض: ورب سائل يقول: في
                حالة زيادة الرجال على النساء لماذا لا يباح للمرأة تعدد الأزواج؟
                أقول في الرد
                على هذا الاعتراض: إن المساواة بين الرجل والمرأة في أمر التعدد مستحيلة طبيعةً وخِلقةً وواقعاً ،ذلك لأن المرأة في طبيعتها لاتحمل إلا في وقت واحد ، ومرة واحدة في السنة كلها ، أما الرجل فغير ذلك؛ فمن الممكن أن يكون للرجل أولاد متعددون من نساء متعددات ، ولكن المرأة لايمكن أن يكون لها مولود واحد من أكثر من رجل واحد ، وأيضاً تعدد الأزواج بالنسبة إلى المرأة يضيع نسبة ولدها إلى شخص معين ، وليس الأمر كذلك بالنسبة غلى الرجل في تعدد زوجاته.
                وشيء آخر وهو أن للرجل حق رئاسة الأسرة
                في جميع شرائع العالم ، فإذا أبحنا للزوجة تعدد الأزواج فلمن تكون رئاسة الأسرة ؟ أتخضع لهم جميعاً ؟ وهذا غير ممكن لتفاوت رغباتهم ، أم تخص واحداً دون الآخر ؟ وهذا مايسخط الآخرين.
                وهناك أمور تتعلق بنسبة الولد إلى أحد الأزواج ، وأمور تتعلق
                بالإتصال الجنسي ، لاتخفى على من كان عنده أدنى إدراك أو بصيرة : من إرهاق للمرأة وإضرار بها ، ومن وقوع في المشاكل العائلية ، والأمراض الجسمية والنفسية ... إلى غير ذلك من الأضرار البالغة ، والعواقب الوخيمة .
                إذن فتعدد الأزواج بالنسبة
                للمرأة مستقبح عقلاً ، وحرام شرعاً ، ومستحيل طبيعة وواقعاً ، فلا يقول به إلا من كان إباحي النزعة ، مدنس السمعة ، فاسد الخلق ، عديم الغيرة ، ملوث الشرف.
                أمَّا
                المصلحة الشخصية ، فإنها تعود إلى مصحلة الشخص بالذات ، وهي كثيرة نجتزئ منها بأهمها:
                1- أن تكون الزوجة عقيمة لاتلد ، والزوج يحب انجاب الأولاد والذرية ،
                ومثل هذا ليس أمامه إلا أحد أمرين: إما أن يطلق زوجته العقيم ، أو أن يتزوج عليها ، ولا شك في أن الزواج عليها أكرم للمرأة ، وأصلح لها ، والمرأة العاقلة تفضل التعدد على الطلاق ، لكون الطلاق ضياعاً وتشرداً.
                2- أن يصاب الزوجة بمرض مزمن أو معدٍ
                أو منفر ، بحيث لايستطيع الزوج أن يعاضرها معاشرة الأزواج ، فالزوج هنا بين حالتين: إما أن يطلقها ، وإما أن يتزوج عليها ويبقيها في عصمته وتحت رعايته ، ولايشك أحد في أن الحالة الثانية أكرم وأنبل ، وأضمن لسعادة الزوجة المريضة وزوجها على السواء.
                3- أن يكون الرجل بحكم عمله كثير الاسفار ، وتكون إقامته في غير بلدته
                تستغرق في بعض الأحيان شهوراً ، ويتعذر عليه نقل زوجته وأولاده كلما سافر ، وهنا يجد نفسه كرجل بين حالتين: إما أن يشبع ميلة الجنسي عن طريق غير مشروع وهذا هو الزنى(1) ، وإما أن يتزوج أخرى ، ولاشك أن الزواج بأخرى هو من مصلحة الدين والأخلاق والمجتمع.
                4- أن يكون عند الرجل من القوة الجنسية ما لايكتفي معها بزوجته ، إما
                لشيخوختها ، أو لضعفها ، أو لكثرة الأيام التي لاتصلح فيها المعاشرة الجنسية – وهي أيام الحيض والحمل والنفاس والمرض وما أشبهها – في هذه الحالة إما أن يكون إشباع غريزته بالمعاشرة المحرمة ، وإما أن يكون عن طريق الزواج المشروع ، ولاشك أن مبادئ الأخلاق ، وأحكام الشريعة تختار الزواج المشروع على المعاشرة المحرمة.
                5- أن
                يكون عند الرجل الرغبة الأكيدة ، والعزم الصادق في إنجاب الأولاد ، وتكثير الذرية ، إما ليستعين بهم على أعباء الحياة ، وإما ليعدهم شباباً مؤمنين ، ودعاة صادقين ، يبلغون رسالات ربهم ، ويخشونه ولايخشون أحداً إلا الله ، وإما ليحظى بالأجر والمثوبة حين يحسن أدبهم وتربيتهم ، لكي تقرعين رسول الله صلى الله عليه وسلم في مباهته الأمم يوم القيامة بكثرة أمته (2)
                (1) ومنه نكاح المتعه
                (2) في الحديث
                الذي رواه أبوداود والنسائي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (تناكحوا تكثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة).
                أمَّا الحكمة الخلقية: فلأن الأمة التي يكون فيها
                عدد النساء أكثر من عدد الرجال يكون التعدد واجباً أخلاقياً ، وواجباً اجتماهياً على السواء ، لأن التعدد أفضل من تسكع النساء العازبات الزائدات عن الرجال في الطرقات أو أماكن الفجور ، لا عائل لهن ، ولا بيت يؤويهن . ولا يوجد إنسان يحترم كرامة المرأة ، ويقدر مصلحة المجتمع يفضل انتشار الدعارة على تعدد الزوجات. ومنذ أوائل هذا القرن تنبه المنصفون الغربيين إلى ماينشأ من منع تعدد الزوجات من تشرد النساء ، وانتشار الفحشاء ، وكثرة الأولاد غير الشرعيين ، وأعلنوا أنه لا علاح لذلك إلا السماح بتعدد الزوجات. فقد نشرت جريدة (لاغوص ويكلي ركورد) نقلاً عن جريدة (لندن تروث) بقلم إحدى السيدات الانجليزيات مايلي : ( لقد كثرت الشاردات من بناتنا، وعم البلاء ، وقل الباحثون عن أسباب ذلك ، وإذ كنت امرأة تراني أنظر إلى هاتيك البنات وقلبي يتقطع شفقة عليهن وحزناً ، وماذا عسى يفيدهن بثي وحزني ، وإن شاركني فيه الناس جميعاً ؟ لافائدة إلا العمل بما يمنع هذه الحالة الرجسة ، ولله در العالم الفاضل (تومس) فإنه رأى الداء ووصف له الدواء الكامل الشفاء ، وهو الإباحة للرجل أن يتزوج بأكثر من واحدة ، وبهذه الواسطة يزول البلاء لامحالة ، وتصبح بناتنا ربات بيوت ، فالبلاء كل البلاء في إجبار الرجل الأوربي على الاكتفاء بامرأة واحدة).
                (أي ظن يحيط بعدد الرجال المتزوجين الذين لهم أولاد غير شرعيين أصبحوا
                كَلاًّ وعاراً وعالة على المجتمع؟! فلو كان تعدد الزوجات مباحاً لما حاق بأولئك الأولاد وأمهاتهم ماهم فيه من العذاب والهون ، ولسلم عرضهن وعرض أولادهن .. إن إباحة تعدد الزوجات تجعل كل مرأة ربة بيت ، وأم أولاد شرعيين)(1)
                وتدلنا
                الإحصائيات التي تنتشر في أوربا وأمريكا عن ازدياد نسبة الأولاد غير الشرعيين زيادة مستمرة ، تقلق الباحثين الاجتماعيين وهؤلاء ليسوا إلا نتيجة اقتصار الرجل على امرأة واحدة ، وكثرة النساء اللواتي لايجدن طريقاً مشروعاً للاتصال الجنسي ، وبناء على هذه الإحصائيات المؤلمة ، والأوضاع الاجتماعية المزرية ، أباحت ألمانيا أخيراً تعدد الزوجات(2) ، وتسوية للمشكلة . ولا يبعد أن تحذوا أوربا وأمريكا حذو ألمانيا في إباحة التعدد ، لأن تعدد الحلائل خير من تعدد الخلائل(3) ، والزواج المشروع خير من الاتصال المحرم ، والفاحشة الممقوتة ، ومن أحسن مِن الله حكماً لقوم يوقنون؟.
                (1) مجلة المنار للسيد رشيد رضا المجلد الرابع ص485-486
                (2) ذكرت
                الخبر مجلة صوت الإسلام العدد/90/ نقلاً عن صحيفة الأهرام القاهرية.
                (3) على حد
                تعبير الشيخ محمد أبوزهره رحمة الله

                تعدد الزوجات

                مقارنة بين تعدادنا
                وتعدادهم
                إن نظام التعدد في الشريعة الإسلامية أخلاقي إنساني
                :
                أما أنه
                أخلاقي، فلأنه لا يسمح للرجل أن يتصل بأية امرأة إلا إذا كانت زوجته (1) بشرط ألا يتجاوز عدد الزوجات الأربع.
                وأما إنه إنساني فلأنه يخفف من مشكلات المجتمع ،
                بإيواء امرأة لازوج لها ، ونقلها إلى مصاف الزوجات المصونات المحصنات ؛ ولأنه يعترف بالأولاد الذين أنجبتهم ، ويقوم بحقهم ورعايتهم كما يجب؛ ولأنه يدفع مقابل هذا الزواج مهراً وأثاثاً ونفقات باعتبارها زوجه ولها حقوق.
                أين هذا التعدد الواقع
                في حياة الغربيين؟ فإنه واقع من غير شرع ولا قانون ، بل واقع تحت سمع القانون وبصره. وإنه لايقع باسم الزوجات ، ولكن يقع باسم الصديقات والخليلات. وإنه ليس مقتصراً على أربع فحسب ، بل هو إلى مالا نهاية له من العدد. إنه لا يقع علناً تفرح به الأسرة ، ولكنه سر لايعرف به أحد.
                إنه لايلزم صاحبه بأية مسئولية مالية نحو
                النساء اللاتي يتصل بهن ، بل حسبه أن يلوث شرفهن ، ثم يتركهن للخزي والعار والفاقة، وتحمَّل آلام الحمل والإجهاض والولادة غير المشروعة. إنه لايلزم صاحبه بالاعتراف بما نتج عن هذا الاتصال من أولاد ، بل يعتبرون غير شرعيين ، يحملون على جباههم خزي السفاح والعار ماعاشوا.
                إنه تعدد خال من كل تصرف أخلاقي أو يقظة وجدانية أو شعور
                إنساني. إنه تعدد تبعث عليه الشهوة الأنانية ، ويفر من تحمل كل مسؤولية. فأي النظاميين ألصق بالأخلاق ، وأكبح للشهوة ، وأكرم للمرأة ، وأدل على الرقي ، وأبر بالإنسانية؟.
                بعد هذا يحق لك أن تتعجب من إثارة الغربيين وأعداء الإسلام للضجة
                التي يحدثونها على نظام الإسلام في تعدد الزوجات !!!
                وتتساءل أنت أيها العاقل
                المنصف: ألا يشعرون في قرارة نفوسهم بأنهم ليسوا على حق في إثاره الضجة ، وافتعال هذا الاتهام ؟! ألا يشعرون بأن من يقتصر على أربع خير ممن يجدد كل ليلة امرأة؟.
                وأن من يلتزم نحو من يتصل بها مسؤوليات أدبية ومالية ، أنبل ممن يتخلى نحوها
                عن كل مسؤولية ؟!. ألا يشعرون أن إنجاب نصف مليون ولد - مثلاً - عن طريق الزواج أكرم وأحسن للنظام الاجتماعي من انجابهم عن طريق السِّفاح.
                في الحقيقة إنهم
                يشعرون بذلك لو تخلوا عن غرورهم وتعصبهم.
                أما الغرور: فهو اعتقادهم أن كل ماهم
                عليه حسن وجميل ، وأن ماعلية غيرهم من الأمم والشعوب سئ وقبيح.
                أما التعصب: فهو
                هذا الذي يتوارثونه جيلاً بعد جيل ضد الإسلام ، ونبي الإسلام ، والقرآن الكريم (2)
                (1) أو أمته في حال وجود الرقيق وهو الآن غير موجود
                (2) بحث المقارنه بين
                تعدادنا وتعدادهم اقتبست أكثر فقراته من كتاب (المرأة بين الفقه والقانون) للدكتور السباعي ص93-94 مع بعض التصرف

                تعدد الزوجات

                أحكام التعدُّد في
                الشريعة الإسْلامية
                قبل أن نشرع في أحكام التعدد في الشريعة الإسلامية يحسن بنا
                أن نبين وجه الارتباط بين قوله تعالى {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَىَ .. }(1) وقوله : {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مّنَ النّسَآءِ مَثْنَىَ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ }(1) .
                ذكر المفسرون في ذلك عدّة آراء أظهرها
                رأيان:
                الأول: ] وإن حفتم ألا تعدلوا في تزوجكم بيتامى النساء المشمولات
                بولايتكم فتزوجوا غيرهن مما طاب لكم من النساء إثنين إن شئتم ، أو ثلاثاً ، أو أربعاً ، لأن العاقل يترك الذي يترك الزواج الذي يفضي به إلى الظلم إلى الزواج الذي لاظلم فيه[.
                وهذا التفسير مروي عن السيدة عائشة رضي الله عنها ووجه الارتباط
                واضح عليه.
                الثاني: ] وإن خفتم ألا تعدلوا في اليتامى ، فكذلك خافوا ألا تعدلوا
                في النساء اللاتي تتزوجون بهن ، فتزوجوا منهن ما لا تخافون فيه الظلم: اثنين ، أو ثلاثاً ، أو أربعاً ، فإن خفتم ألا تعدلوا بين الأكثر من واحدة فتزوجوا واحدة أو ما ملكت أيمانكم . لأن من تحرج من عمل ما يُفضي إلى الظلم كظلم اليتامى عليه أن يتحرج من أن يتحرج من كل عمل يُفضي إلى ظلم كظلم الزوجات [.
                هذا التفسير مروي عن سعيد
                بن جبير ، والسدي ، وقتادة .. ورجحة شيخ المفسرين ابن جرير الطبري وقال ( إنه أولى الأقوال بالقبول).
                فالآية – على حسب ما رجحة الإمام الطبري – تحذر الأولياء
                والأوصياء من سلوك الطريق المفضلة بهم إلى ظلم الزوجات الذي لايقل قبحاً وشناعة عن ظلم اليتامى الذي يخافونه ويتحرون منه.
                كما أنهم يتحرون من ظلم اليتامى فعليهم
                أيضاً أن يتحروا من ظلم الزوجات حين يريدون التعدد ، فإن خافوا ألا يعدلوا فعندئذ يقتصرون على واحدة.
                وبعد أن بيّنا وجه الارتباط في الآية نشرع في تبيان أحكام
                التعدد والله المستعان:
                1- الأمر بقوله تعالى {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ
                مّنَ النّسَآءِ}(1) للإباحة لا للإيجاب ، وإذا كان للإباحة فالمسلم مخير بين أن يقتصر على زوجة واحدة أو يعدد ، وعلى ذلك إجماع المجتهدين والفقهاء في مختلف العصور لا نعلم في ذلك خلافاً
                2- لايجوز الجمع بين أكثر من أربع زوجات في وقت واحد
                لقوله تعالى {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مّنَ النّسَآءِ مَثْنَىَ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ .. } ، على ذلك إجماع الصحابة والأئمة المجتهدين في جميع العصور ، ولا عبرة بمن خالف ذلك من أهل الأهواء والبدع ، فخلافهم ناشئ من جهلهم ببلاغة القرآن الكريم ، وأساليب البيان العربي ، ومن جهلهم بالسنة النبوية كما قال القرطبي.
                وإلا فمن يقول: إن هذه الكلمات {مَثْنَىَ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} في
                الآية جاءت لمطلق الجمع ، فيصبح مجموع الزوجات تسع؟ ومن يقول أيضاً: إن هذه الكلمات جاءت لجمع اثنين مع اثنين ، ثلاثاً مع ثلاث ، وأربعاً مع أربع ، فيصبح المجموع العام ثماني عشرة زوجة؟ إن هذه التقوّلات الباطلة تتنافى مع أبسط الأذواق في الفهم العربي ، وتتعارض مع فصاحة القرآن الكريم وأسلوبه البياني المعجز ..
                فحين نقول
                : حضر أعضاء المؤتمر مثنى وثلاث ورباع ..فهم العربي صاحب الذوق السليم من هذا التعبير أن بعض أعضاء المؤتمر حضروا اثنين اثنين وبعضهم حضر ثلاثة ثلاثة ، وبعضهم حضروا أربعة أربعة ولايمكن أن يفهم أحد أن جمهلة من حضر تسعة أو ثمانية عشر ...
                وكذلك
                حين قال الله عز وجل {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مّنَ النّسَآءِ مَثْنَىَ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ .. } فيفهم من هذه الآية كما دلّ عليها ظاهر لفظها ، وأسلوب بيانها: يباح لكم – يامسلمين – أن تنكحوا من النساء زوجتين إن شئتم ، أو ثلاث زوجات إن أردتم إلى أربع زوجات ، وهذا هو الحد الأعظم؛ فلا يجوز لكم أن تزيدوا على الأربع بحال من الأحوال. والسنة النبوية الصحيحة قد أكدت من أن المراد من الجمع في الآية أربع زوجات.
                1 2 3
                (1) سورة النساء الآية 3

                وإليكم ماذكرته السنة
                الصحيحة:
                أ- أخرج مالك في الموطأ ، وأحمد في مسنده ، وابن ماجه والترمذي في
                سننهما ، والشافعي في الأم أن غيلان الثقفي أسلم وفي عصمته عشر نسوة ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: (اختر منهنّ أربعاً وفارق سائرهن).
                ب
                - وروى ابن ماجه وأبوداود في سننهما أن قيس بن الحارث أسلم وعنده ثماني نسوة ، فذكر ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم فقال له: (اختر منهنّ أربعاً).
                جـ- وقد روت كتب
                السنة غير هذين الحديثين ، فقد رُوي أن نوفل بن معاوية الديلمي قال: أسلمتُ وتحتي خمس نسوة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فارق واحدة منهن) قال: فعمدتُ إلى عجوز عاقر معي منذ سنتين فطلّقُتها.
                فهذه الأحاديث متفقة على أن الرسول صلى الله عليه
                وسلم أمر من أسلم وفي عصمته أكثر من أربع زوجات أن يتخيّر منهن أربعاً ، ويفارق سائرهن.
                ويفهم من فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا أن السنة جاءت متضافرة
                ومؤكّدة لما صّرح به القرآن الكريم ألا وهو: لايجوز الجمع بين أكثر من أربع نسوة في آن واحد ، فأصبح للمنع دليلان: دليل القرآن ، ودليل السنة ، عدا من دليل الإجماع الذي هو حجة تشريعية بعد القرآن والسنة . فبأي حديث بعد ذها يؤمنون؟!.
                وأما ماصح
                عنه عليه الصلاة والسلام أنه جمع بين تسع نسوة في آن واحد ..
                فأولاً: كان هذا
                الجمع –كما سيأتي- خصوصية من خصوصياته ، وثانيا كان لأسباب تشريعية وإنسانية ، وأغراض سياسية واجتماعية .. وسوف يأتي الحديث عنها ، والتفصيل فيها في بحث الحكمة من تعدّد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في القسم الثاني من هذا الكتاب إن شاء الله.
                3- إن التعدد مشروط بالعدل بين الزوجات لقوله تعالى {فَإِنْ خِفْتُمْ
                أَلاّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَىَ أَلاّ تَعُولُواْ}(1) ، فمن لم يتأكد من قدرته على العدل لم يجز له شرعاً أن يتزوج بأكثر من واحدة ، ولو تزوج كان العقد صحيحاً بالإجماع ، ولكنه يكون آثماً ؛ لما روى أبو داود وابن ماجه والترمذي وابن حبان في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل).
                وروى مسلم وغيره عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول
                الله صلى الله عليه وسلم : (إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وماولوا)(2)
                وقد أجمع
                العلماء – وأيده تفسير الرسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله – أن المراد بالعدل المشروط هو العدل المادي في المسكن واللباس والطعام والشرب والمبيت ، وكل مايتعلق بمعاملة الزوجات مما يمكن فيه تحقيق العدل ، ومما يدخل في طوق الإنسان وإرادته.
                4- إن العدل في الحب بين الزوجات غير مستطاع ، وليس في طوق البشر لقوله
                تعالى {وَلَن تَسْتَطِيعُوَاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتّقُواْ فَإِنّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رّحِيماً}(3) ؛ فتفيد هذه الآية الكريمة أن على الزوج ألا يميل عن الزوجة الأولى كل الميل ، فيذرها كالمعلقة لا هي زوجة يؤديها حقوقها ، ولا مطلقة تعرف سبيلها ، بل عليه أن يعاملها باللطف والحسنى بما استطاع عسى أن يصلح قلبها ، ويكسب مودتها؛ وقد فهم النبي صلى الله عيه وسلم أن المراد من آية: {وَلَن تَسْتَطِيعُوَاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ .. } الحب القلبي لأن الإنسان لايستطيع أن يعدل فيه ولو حرص ، ولكنه خارجاً عن طاقة البشر ، فقد كان حبه للسيد عائشة – رضي الله عنها – أكثر من حبه لباقي زوجاته ، فكان صلى الله عليه وسلم حين يعدل بين زوجاته بالأمور المادية يقول: (اللهم هذا قَسْمي فيما أملك ، فلا تؤاخذني فيما لا أملك)(4) (ملاحظة: هذا الحديث ضعيف)(5)
                هذا التفسير لآية {وَلَن تَسْتَطِيعُوَاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ
                النّسَآءِ} وعليه إجماع المفسرين قديماً وحديثاً ، وعليه إجماع الفقهاء والمجتهدين في كل العصور ولو أخذنا بآية {وَلَن تَسْتَطِيعُوَاْ أَن تَعْدِلُواْ.. } على ظاهرها لكان بينها وبين آية {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مّنَ النّسَآءِ مَثْنَىَ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ .. } تناقض ، والقرآن الكريم منزة عن الخلل والتناقض ، بل هو غاية في الإبداع والإحكام ورصانة النظم ، وسمو التشريع ، لقوله تبارك وتعالى {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمّ فُصّلَتْ مِن لّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}(6) ، {أَفَلاَ يَتَدَبّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}(7) ؛ ويتلخص مما تقدم: أن المقصود بالعدل في الآية هو الحب القلبي ، وهذا ما عليه تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للآية ، وما عليه إجماع الأئمة كما بيّنا سابقاً.
                1 2 3
                (1) سورة النساء الآية
                3
                (2) أي ومادخل تحت ولايتهم
                .
                (3) سورة النساء الآية 129
                (4) رواه أصحاب
                السنن وابن حبان في صحيحه.
                (5) هذه ملاحظة من موقع "طريق الحقيقة" ، ضعف هذا
                الحديث الإمام الألباني رحمة الله في ضعيف سنن أبي داود رقم الحديث 2134
                (6) سورة هود الآية 1
                (7) سورة النساء الآية 82
                - من العلماء الموثوقين وعلى
                رأسهم الإمام الشافعي – رحمة الله – من اشترط القدرة على الإنفاق لمن أراد التعدد ، وهذا الاشتراط للإمام الشافعي مبني على فهم خاص للآية: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً ... ذَلِكَ أَدْنَىَ أَلاّ تَعُولُواْ} ، وهذا الفهم تؤيده قواعد اللغه كما سيأتي. قال الإمام البيهقي في كتابه (أحكام القرآن) الذي جمعه من كلام الشافعي –رحمه الله- في مصنفاته: (وقوله: {أَلاّ تَعُولُواْ} أي لايكثر من تعولون إذا اقتصر المرء على واحدة وإن أباح له أكثر منها) ا هـ صحيفة 260 . وقد أيد الكسائي وأبو عمر الدُّوري وابن الأعرابي ماذهب إليه الشافعي في تفسير قوله تعالى {أَلاّ تَعُولُواْ} أي لاتكثر عيالكم ، قال الكسائي – أبوالحسن علي ابن حمزة - : العرب تقول: عال يعول، وأعال يُعيل أي كثر عياله(8) . ومما يؤيد مايذهب إليه الشافعي لغة حمير ، قال الثعلبي المفسّر: قال أستاذنا أبوالقاسم بن حبيب: سألتُ أبا عمر الدُّوري عن هذا –وكان إماماً في اللغة غير مدافع- فقال: هي لغة حمير ، وأنشد:
                إن الموت يأخذ كل حيّ بلاشك وإن أمشي وعَالا
                يعني وإن كثرت ماشيته
                وعياله(8)
                وقال أبو حاتم: (كان الشافعي أعلم بلغة العرب منا) ، وقرأ طلحة بن
                مصِّرف (ألّا تُعِيلوا) والمعنى ألا تكثر عيالكم وهي حجة الشافعي. وهذا الفهم للإمام الشافعي ومن ذهب مذهبه يفيد ضمناً اشتراط القدرة على الإنفاق لمن أراد التعدد إلا أنه شرط ديانة(9) لا شْرط قضاء.
                * * *
                وبعد: فهذه هي أهم الأحكام
                التي شرعها الله في نظام التعدد ، وهي متفقة كل الاتفاق مع الواقع الاجتماعي والحالة المادية ، فالذي يأنس من نفسه أنه لايستطيع أن يعدل إن تزوج بأكثر من واحدة، أو لم يكن عنده النفقة مايسد حاجة الزوجتين أو الثلاث : من مسكن ، وطعام ، وكسوة؛ فلا يجوز له شرعاً أن يعدد ؛ حتى لايقع في الظلم الذي حرمه الإسلام ، وبالتالي لاتقع الزوجة الثانية بالمضارَّة التي نهي عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (لاضرر ولاضرار)(10) ، فهو حديث ، وقاعدة أصولية كما هو معلوم.
                هذا وإن
                التعدد – حين لايتحقق فيه جانب العدل – يوقع الزوج في مشاكل عائلية ، تؤدي في الغالب إلى تنافر بغيض ، وعداوَة مستحكمة ؛ مما يجعل حياة الزوج جحيماً لايطاق ، وربما انتقل هذا التنافر والعداء إلى أولاد الزوجات ، فينشأ الإخوة بينهم من البغضاء والشحناء ما يؤول إلى الفرقة والهجران ، وعدم استقرار الحياة الزوجية.
                وفي تقديري أن المشاكل العائلية ناتجة عن سبيين رئيسيين
                :
                الأول
                : ناتج عن الرجل لكونه لم يتحقق جانب العدل المادي في جميع المجالات: العدل في النفقة، العدل في المعاملة ، العدل في القسمة ، العدل في الحقوق.
                الثاني: ناتج عن
                المرأة لكونها تنظر إلى الحياة بمنظار الأنانية وعدم تفهم الواقع ، ومصلحة المجتمع، بل تنساق وراء عواطفها وأهوائها انسياقاً أعمى دون تحكيم لعقل ، أو نظر إلى مصلحة.
                وإذا قامت الحياة الزوجية على أساس من التربية الإسلامية ، والتهذيب
                الاجتماعي ، والرقابة الإلهية ، عاش المجتمع في ظلال الزوجية على أحسن مايكون من السعادة الحقة ، والاستقرار الكامل ، والعيش الهانيء الرغيد. ومثل هذه التربية تجعل التعدد – حين تقتضية الظروف – قليل المساوئ والأضرار ، حسن النتائج والآثار ، فلا زوجات تحركها العواطف والأهواء ، ولا أولاد تفرقهم العداوات والخصومات ، بل بيت إسلامي تعمره الفضيلة والأخلاق ، ويملؤه الحب والإخلاص ، ويشيع في رحابه الهناءة والاستقرار.
                فما أحوجنا أن نعود إلى الدين الحق ، والإسلام الصحيح ، والتبرية
                الإسلامية المثلى ، وما أحوجنا أن نقوي في نفوسنا جانب التقوى والمراقبة والخشية من الله ، حتى تكون أعمالنا ومعاملاتنا على الوجه الذي يرضي الله ، ويحقق الخير لعباده.
                1 2 3
                (1) سورة النساء الآية 3
                (2) أي ومادخل تحت
                ولايتهم.
                (3) سورة النساء الآية 129
                (4) رواه أصحاب السنن وابن حبان في
                صحيحه.
                (5) هذه ملاحظة من موقع "طريق الحقيقة" ، ضعف هذا الحديث الإمام الألباني
                رحمة الله في ضعيف سنن أبي داود رقم الحديث 2134
                (6) سورة هود الآية 1
                (7) سورة النساء الآية 82
                (8) ذكره القرطبي في تفسيره ج/5/ص22
                .
                (9) والمعنى أنه
                إن كان يعلم أنه لايستطيع الإنفاق على الزوجة الثانية فلا يجوز له ديانة أن يعدد.
                (10) رواه ابن ماجه والدارقطني
                محَاولات لِمنع التّعدُّد
                من المؤسف
                حقاً أن نسمع من بعض المسؤولين في الدول التي تنتمي إلى الإسلام ، ومن بعض من ينتمي إلى جمعيات نسائية من النساء الدعوة إلى إلغاء تعدد الزوجات ، أو تقييده بقيود شديدة ،تجعل الزواج بأكثر من واحدة ضرباً من المستحيل ، لقد كان لهذه الدعوه صدى سيء بالغ الأثر على الأوساط الإسلامية ، أما في الأوساط التبشيرية والاستعمارية فكان لها صدى مستحب ، وتأييد مطلق ، حيث نُعتت هذه المحاولات بأنها خطوة تقدمية في سبيل تحرير المرأة.
                هذا الذي يريد المسؤولون أن يفعلوه في بعض الدول ، وتحاول أن
                تنتهج منهج بعض الدول العربية ، وتسعى لتحقيقه بعض الجمعيات النسائية في بلادنا ، ليس إلا مجرد استرضاء للغربيين ، أو للدول التي تنادي بدعوة التقدمية ، إثباتاً لانسلاخهم من الإسلام ، وتحررهم من ربقة الدين والأخلاق ، وهو في الوقت ذاته دليل تهافت الشخصية ، واحتقار الذات ، والترامي على اقدام المتعصبين الغربيين ، الماديين الشرقيين ، لاستجلاب عطفهم ، واسترضاء مبشريهم وملاحدتهم على حساب كرامتنا وديننا ومبادئ شريعتنا.
                ياليت عند هؤلاء المفترين المتأثرين بالدعايات الغربية ،
                والأفكار الإلحادية ، العقل الناضج ، والتفكير الصحيح ، ليناقشوا القضايا على ضوء الواقع والمصلحة ، والظروف الاجتماعية !!. وياليتهم حين يتكلمون يتجردون عن الهوى والعاطفة والتعصب! ... لو فعلوا هذا لما قبلوا الحقائق ، ولما وقفوا من نظام التعدد هذا الموقف الملتوى ، ولما أعلنوا تطاولهم على شريعة الله ، ونظام الإسلام.
                ألم
                يسمعوا أن كثيراً من المفكريين ، والمصلحين الاجتماعيين في اوربا وفي كثير من بلاد العالم ، ينادون بنظام التعدد ، وأنه العلاج الناجح لحل مشكلة الأخلاق ، وحل أزمة ازدياد عدد النساء؟
                ألم يعلموا أن الله سبحانه حين يشرع لعباده الأنظمة ، ويقرّ
                لهم المبادئ؛ هو الأعلم بما يصلحهم ، والأدرى بما يحقق سعادتهم واستقرارهم؟.
                ألم
                يقرأوا في الصحف والمجلات عن ازدياد نسبة الأولاد غير الشرعيين ، للعلاقة الجنسية المحرمة بين الرجال والنساء؟
                ألم يدركوا أن نظام التعدد يخلّص الكثير من النساء
                من ذل الحاجة ، وغائلة الفقر ، ويحفظ لهن كرامتهن وعفافهن ؟ فبأي حديث بعد هذا يؤمنون ؟!.
                -----------------
                الحِكمة من تعدُّدِ أزواج النّبّي صلى الله
                عليه وسلم
                تقديم وتمهيد

                انتشار التعليم

                كسب التأييد

                اكتمال التشريع

                تحقيق التكافل

                توثيق روابط الصحبة

                إعطاء القدوة

                السؤال الأول
                : زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة مع فارق السن؟
                السؤال الثاني : نبذة عن
                أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
                تقديم وتمهيد
                :
                يتخذ أعداء الإسلام من جمع
                الرسول صلى الله عليه وسلم بين تسع نسوة في وقت واحد ، منفذاً للطعن ، ووسيلة للاتهام ، وحين يبحثون عن الأسباب فلا يجدون تعليلاً لهذا الجمع سوى الشهوة الجنسية والثورة الغريزية ، دون أن يحيطوا بالظروف التي صحبت هذا الزواج ، ودون أن يبحثوا عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الجمع.
                وأراهم حين يسددون هذه المطاعن ،
                ويثيرون تلك الشبهات منساقين كل الإنسياق وراء التعصب الأعمى ، والحقد الأسود على الإسلام ورسول الإسلام ، بل عداوتهم لهذا الدين قديمة متأصلة توارثوها عن الحروب الصليبية جيلاً بعد جيل ، فترسخت حتى خالطت اللحم والعظم ، وتأصلت حتى انطبعت في سويداء القلوب ، وماذا تنتظر من اللئيم غير الخبث واللؤم ، ومن الحقود غير العقد والظلم ؟.
                ومع كل هذا لابد أن يوجد من غير المسلمين عقلاء منصفون تجردوا من
                مؤثرات العصبية والهوى ، فتكلموا بلسان المنطق والحق ، وكشفوا عن وجه الحقيقة في تعداد أزواجه عليه الصلاة والسلام . ومن هؤلاء (توماس كارليل) الذي يقول في هذا المقام : ( ماكان محمد أخا شهوات ، برغم ما اتهم به ظلماً وعدواناً ، وشدَّ مانجور ونخطئ إذا حسبناه رجلاً شهوانياً ، لا همّ له إلا مآربه من الملاذ . كلا! فما أبعد ماكان بينه وبين الملاذ أياً كانت ..(1)
                بعد هذه التقدمة سأشرع بعون الله في
                بيان الحكمة من تعداد أزواجه صلى الله عليه وسلم مفصلاً الأسباب التي دعت إلى التعدد ، ومبيناً الظروف التي أحاطت بهذا الجمع ، ليعلم القارئ الكريم لماذا تزوج النبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة في آن واحد ؟.
                ولكن قبل أن أسرد الحكمة من
                هذا الزواج أريد أن يضع في ذهن القارئ حقيقتين هامتين :
                الحقيقة الأولى : أن
                الجمع بين عدة زوجات كان شائعاً في البيئة الإنسانية والعربية قبل الإسلام . ومما يدل على هذا أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة ، وأن الحارث ابن قيس حين أسلم كان عنده ثمان نسوة ، وسبق أن ذكرنا في مبحث (أحكام التعدد) أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرهما أي يختارا منهن أربعاً ويفارقن سائرهن.
                ولقد كان كثير من
                العرب يعددون ولا يرون في ذلك حرجاً ولا غضاضة ، فلما رأى أعداء الإسلام النبي صلى الله عليه وسلم وحده ، ولم يروا العصر كله ، ولماذا خصوا الرسول عليه الصلاة والسلام بالذكر ، ولم ينظروا إلى التعدد الذي رافق أبياء التوراة عبر التاريخ؟.
                يقول الدكتور مصطفى السباعي – رحمه الله – في كتابه (2): ( حين كنت في
                دبلن (ايرندا) عام /1956 / زرت مؤسسة الآباء اليسوعيين فيها ، وجرى حديث طويل بيني وبين الأب المدير لها ، وكان مما قلته له: لماذا تحملون على الإسلام ونبيه بخاصة في كتبكم المدرسة بما لا يصلح أن يقال في مثل هذا العصر ، الذي تعارفت فيه الشعوب والتقت الثقافات؟!
                فأجابني : نحن الغربيين لا نستطيع أن نحترم رجلاً تزوج تسع
                نساء ! ..
                قلت له: هل تحترمون نبي الله داود ، ونبيه سليمان ؟
                .
                قال : نعم
                ! وهما عندنا من أنبياء التوراة !
                قلت : إن النبي داود كانت له مائة زوجة كما هو
                معلوم ، ونبي الله سليمان كانت له – كما جاء في التوراة - سبعمائة زوجة من الحرائر، وثلاثمائة من الجواري ، وكن أجمل أهل زمانهن ، فَلِمَ يستحق احترامكم من تزوج ألف امرأة ، ولا يستحق من يتزوج تسعاً ؟ ثمانية منهن ثيبات وبعضهن عجائز ، والتاسعه هي الفتاة البكر الوحيدة التي تزوّجها طيلة عمره .
                فسكت قليلاً وقال: لقد أخطأت
                التعبير ، أنا أقصد أننا نحن الغربيين لا نستسيغ الزواج بأكثر من امرأة ، ويبدو لنا أن من يعدد الزوجات غريب الأطوار ، أو عارم الشهوة !.
                قلت: فما تقولون في داود
                وسليمان – عليهما السلام – وبقية أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا جميعاً معددين الزوجات بدءاً من جدهم إبراهيم عليهم السلام.
                فسكت ولم يُحِرْ جواباً ..)(3
                ) .
                ورب سائل يقول: لماذا جمع الرسول صلى الله عليه وسلم بين تسع نسوة ، بينما كان
                التشريع الذي شرعه الله للأمة مقيداً بأربع زوجات.
                الجواب: إن جمع الرسول صلى
                الله عليه وسلم بين تسع نسوة في وقت واحد كان خصوصية من خصوصياته عليه الصلاة والسلام ، وهذه خصوصية خاصة به لايجوز لأحد من الأمة أن يقتدي بالإضافخ إلى خصوصياته الكثيرة التي عددتها كتب السنة ، وتكلم عنها الفقهاء والمفسرون .
                نذكر
                منها على سبيل المثال وصاله عليه الصلاة والسلام الصوم (معنى الوصال: وصل صيام اليوم بالذي بعده دون الإفطار بينهما. ) ، ولما واصل الصحابة نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم الوصال(4) ، ثم قال لهم : ( إني لست مثلكم ، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني(5) .. )
                ومن خصوصياته أنه لا يحل له أن يتزوج على نسائه التسع أو
                يطلق واحدة منهن ، مكافأة لهن على اختيارهن مرضاة الله ورسوله ، وثواب الدار الآخرة على نعيم الحياة الدنيا وزينتها ، ودليل هذا التحريم قوله تعالى {لاّ يَحِلّ لَكَ النّسَآءُ مِن بَعْدُ وَلاَ أَن تَبَدّلَ بِهِنّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنّ ..} (6)
                ومن خصوصياته : أنه لا يحل لأحد من المسلمين أن يتزوج بعد
                وفاته صلى الله عليه وسلم واحدة من نسائه؛ لأنهن أمهات المؤمنين ، قال تعالى { .. وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ اللّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوَاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً .. }(7) .
                إلى غير ذلك من هذه الخصوصيات التي ذكرها
                العلماء ، وعددها المجتهدون . وإذا كان من وراء كل خصوصية حكمة وقصة ، فعمّا قريب سيجد القارئ الحكمة من تعدد أزواجه عليه الصلاة والسلام ، وقصته ، عليه السلام مع كل زوجة تزوجها .
                الحقيقة الثانية : زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بأكثر من
                واحدة كان في المدينة وفي سن الكهولة. فمن المعلوم تاريخياً أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بعد وفاة السيدة خديجة – رضي الله عنها – إلا سوداء بنت زمعه وإلى أن هاجر إلى المدينة ولم يعدّد إلا بعد أن ولِدت الدولة الإسلامية ، وقامت على أرجلها قوية متينة ، وكان لهذا التعدد أغراض إصلاحية وتشريعية سنذكرها في حينها .
                ومن الثابت تاريخياً كذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بالسيدة خديجة
                وهو شاب ابن خمس وعشرين سنة ، وكانت هي ثيباً(8) بنت اربعين سنة ، فعاشت معه خمس عشرة سنة قبل البعثة ، وتوفيت قبل الهجرة بثلاث سنين ، وكان عمرها يومئذ خمساً وستين سنة.
                فهل من المعقول أن نحكم على إنسان أنه شهواني وقد قضى زهرة شبابه ،
                وعنفوان رجولته بزواجه من امرأة تزيد على عمره خمسة عشراً عاماً ؟ إذن لماذا يسدد أعداء الإسلام سهام طعنهم لرسول الإسلام وهم يعلمون الحقيقة بأجلى معانيها .
                إنهم يحرفون الكلم عن مواضعه ، ليشفوا حقدهم القديم ، وعداوتهم اللئيمة
                !! فإذا عدَّد بعد أن جاوز الخمسين ، درج في سن الكهولة لحكم اجتماعيه ، وأغراض تشريعية ، أيكون قد أتي بشئ عظيم ؟.
                ثمّ مَن اللواتي تزوجهن ، ألسْنَ أيامى
                وثيبات(9) ؟ ألسْنَ عجائز وفقيرات ؟ إذا كان الأمر كذلك ؛ فلم هذه الإثارة والضجة ؟ وَلِمَ هذا الطعن والاتهام ؟ اما يدل هذا على التعصب الأعمى ، والحقد الدفين؟.
                فياليتهم ينكلمون حين يتهمون بلسان الحث والمنطق
                !.
                وياليتهم حين يتقولّون
                يزنون الأمور بميزان العقل السليم والمنهج العلمي الصحيح !.
                بعد ذكر هاتين
                الحقيقتين أشرع في بيان الحكمة من تعدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي سرد الملابسات التي اقضت الجمع بين تسع نسوة في آن واحد ، وأرى أن الحكمة من هذا التعدد، والملابسة لهذا الجمع ترتكز على الأمور التالية:
                1- انتشار التعليم
                .
                2- كسب
                التأييد.
                3- اكتمال التشريع
                .
                4- تحقيق التكافل
                .
                5- توثيق روابط
                الصحبة.
                6- إعطاء
                القدرة.
                ---------------------------------------------------------
                (1) كتاب
                الأبطال ص83
                (2) المرأة بين الفقه والقانون ص96
                (3) عن كتاب المرأة بين الفقه
                والقانون بتصرف يسير
                (4) معنى الوصال : وصل صيام اليوم بالذي بعده دون الإفطار
                بينهما.
                (5) أي يعينني ويقويني ، والحديث رواه البخاري ومسلم
                .
                (6) جزء من
                الآية (52) سورة الأحزاب
                (7) جزء من الآية (53) من سورة الأحزاب
                (8) والثيب
                هي التي تزوجت من قبل ، ومن المعروف أن خديجة تزوجت مرتين قبل زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم
                (9) من الثابت تاريخياً أن جميع النسوة اللاتي تزوجهن الرسول
                صلى الله عليه وسلم كن متزوجات من قبل ؛ عدا السيدة عائشة رضي الله عنها فإنها كانت بكراً.
                أما انتشار التعليم: فيكفي أن نعلم أنّ نصف المجتمع نساء وأنهن بحاجة إلى
                الثقافة والتعليم كالرجال سواء بسواء ، وإن واحدة أو اثنتين أو ثلاثة لايمكن أن يقمن بدورهن في إرشاد النساء ، وتعليم البنات في المجتمع الإسلامي الجديد ؛ إذن فالأمر يتطلب أن يقوم بعض نسوة في آداء رسالتهن كمرشدات ومعلمات ، حتى يتعلم النساء كل ما ينفعنت في امور دينهن ، ولا سيما في الأمور التي يستحيين أن يسألن عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأحكام الزوجية ، ومسائل الحيض والنفاس ، وقضايا الحنابة والطهارة وغيرها.
                ومن الشواهد على هذا: ماروى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها
                : أن مرأة من الأنصار سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غُسلها من المحيض ، فأمرها أن تغتسل ثم قال ( خذي فرصة (10) فتطهري بها ) قالت: كيف أتطهر بها ؟ قال: (تطهري بها ) ، قالت : كيف ؟ قال: ( سبحان الله تطهري ) قالت عائشة : فا جذبتُها إليّ ، فقلت : ( تتبعي بها أثر الدم ).
                فالرسول صلى الله عليه وسلم استحيى بأن يصرح لها بوضع
                القطنة المطيّبة بالمسك في المكان الذي كان يخرج منه الدم إتماماً لطهارة ، فأخذتها عائشة وأفهمتها المراد .
                وفي صحيح مسلم أن المرأة من الأنصار اسمها أسماء ، سألت
                النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض ، فقال : ( تأخذ إحدكنّ ماءها وسِدْرَها(11) فتطَّهر فتحسن المطهر ، فتصب على رأسها ، فتدلكه دلكاً شديداً حتى يبلغ شؤون رأسها ، ثم تصب عليها الماء ، ثم تأخذ فرصة ممسكة فتطَّهَّر بها) قالت اسماء : وكيف اتطهر بها ؟ قال : ( سبحان الله تطهري بها ! ) سبح الله تعجباً من عدم فهمها حتى كفته زوجه عائشة ذلك .
                والشواهد على ذلك كثيرة ، وليس أمر التعليم
                منوطاً في امور الحيض والطهارة فقط كما يفهم البعض وإنما كان يشمعل كل مايرفع من مستوى المرأة من ناحية العبادة والمعاملة والأخلاق ، فكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم خير مبلغ عن رسول الله في حياته ، وخير مرجع في الاستفتاء ورواية الحديث بعد وفاته.
                ومن ذا الذي يقول إن زوجاً واحدة كانت تقوم بهذا العبء والواجب وحدها ؟
                ومَنْ ذا الذي ينكر هذه الحقيقة بعد أن ظهر الحق ، وبان الدليل؟.
                --------------------------------
                (10) الفرصة : قطعة أو صوفة أو خرقة
                مطيبة بالمسك .
                (11) السدر : شجر النبق ، كان يستعمل في الغسل لأنه نبات منظف
                كالصابون .
                أما كسب التأييد: فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نفع الدعوة
                الإسلامية بزواجه من قبائل قريش ، باعتبار أن قريشاً سيدة العرب ، وإذا أسلمت قريش أسلمت العرب ، وفعلاً قد وجد من هذه القبائل التي صاهرها العطف الكامل ، والتأييد المطلق ، بل أصبحوا يدخلون في الإسلام تباعاً ، ويعتنقون الدين الجديد طواعية واختياراً ، وكان لهذا التعدد للزوجات دون في تشجيع الناس على الدخول في الإسلام وكان له دور في كسب النبي صلى الله عليه وسلم هذا العطف والتأييد.
                فهذه جويرية
                بنت الحارث رضي الله عنها : لما أُسِرَت مع قومها في غزوة بني المصطلق ، استأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أذن لها قالت: يا رسول الله أنا بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه ، وقد أصابني من البلاء مالم يخف عليك ، فوقعت في السهم لثابت بن قيس ، فكاتبته (12) على نفسي ، فجئتك أستعينك على أمري : فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فهل لك في خير من ذلك ؟ ) قالت: وما هو يا رسول الله؟ فأجاب صلى الله عليه وسلم : ( أقضي عنك كتابتك وأتزوجك ) فقالت في فرحمة غامرة : نعم يارسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قد فعلت )(13) .
                فما هي
                نتائج هذا الزواج ؟ أقبل الناس وبأيديهم أسرى قومها ، فأرسلوهم أحراراً وهم يقولون : ( أصهار رسول الله ) ! فما كانت إمرأة أعظم على قومها بركة منها ، فأعتق المسلمون بزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع الأسرى السبايا ، ودخل الجميع في الإسلام وهم راضون وراغبون ، وكان لهذا الزواج من جويرية أفضل الآثار ، وأحسن النتائج .
                وروت كتب السيرة أن أباها جاء النبي صلى الله عليه وسلن فقال : يا
                محمد أصبتم ابنتي وهذا فداؤها ، فإن ابنتي لا يسبى مثلها !! ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم ان يخيرها ، فسرَّ أبوها بذلك ، فخيّرها ، فاختارت الله ورسوله ، وكانت من أعبد امهات المؤمنين.
                وذكر ابن هشام في السيرة أن والدها سمع حديثاً من رسول
                الله صلى الله عليه وسلم عما جاء فيه من فداء ابنته ، فصاح بصوت جهير : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله ) وأصدقها النبي صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم.
                وهذه أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الأموى رضي الله عنها ، تزوجها النبي
                صلى الله عليه وسلم سنة سبع من الهجرة ، وكان تزوجه بها تأليفاً لأبي سفيان سيد قريش وزعيم مكة ، وترغيباً له في الدخول بالإسلام ، ومن ناحية أخرى كان هذا الزواج جبراً لخاطرها ، وجمعاً لشملها ، وإنهاءً لوحشة الهجرة وسوء تصرف زوجها ؛ ولزواج الرسول صلى الله عليه وسلم بها قصة ،تتلخص في أن أم حبيبة أسلمت مع زوجها (عبيد الله بن جحش الأسدي ) بمكة ، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة ، فتنصر زوجها هنالك وفارقها ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي فخطبها له ، وأصدقها عنه أربعمائة دينار مع هدايا نفيسة ، ولما عادت إلى المدينة بني بها وتزوجها ، ولما بلغ أبا سفيان الخبر قال : ( هو الفحل لايقدع أنفه ) ويقصد أنه الكفء الذي لايماثلة أحد، وكانت هذه المصاهرة فيما بعد من العوامل الأساسية التي دفعت أبا سفيان إلى الدخول في الإسلام في العام التالي عام الفتح .
                وهذه صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله
                عنها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة سبع من الهجرة ، وكانت من يهود بني النضير ، وأُسرت بعد قتل زوجها في غزوة خيبر ، فأخذها دحية بن خليفة الكلبي في سهمه، فقال أهل الرأي من الصحابة : يارسول الله إنها سيدة قومها لا تصلح إلا لك ، فاستحسن رأيهم أسباب منها : إباؤهه عليه الصلاة والسلام أن تذل هذه السيدة بالرق عند من تراه دونها في المكانة ، وتشجيعه الناس على إعتاق الرقيق ، أما بيت القصيد من هذا الزواج فهو رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في تحريض اليهود على اعتناق الإسلام ، أو على الأقل تخفيفهم من عداوتهم للإسلام ، ومكرهم بالمسلمين وروى الإمام في مسنده أن الرسول صلى الله عليه وسلم خير صفية بين أن يعتقها وتكون زوجته أو يلحقها بأهلها ، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته.
                فإذا أضفنا إلى هذا الزواج زواج
                الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر وهي من بني عدي ، وزواجه بزينب بنت جحش وهي من بني أسد ، وزوجه من أم سلمة وهي من بني مخزوم ، وزواجه من ميمونة بنت الحارث وهي من بني هلال ، وزواجه من سودة بنت زمعة وهي من بني عامر بن لؤي . إذا اضفنا كل هذا إلى باقي الزوجات اللاتي تحدثنا عنهن قبل قليل ؛ يتبين لنا بشكل قاطع لايتحمل الشك أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بهؤلاء النسنوة يستهدف في الدرجة الأولى مصاهرة هذه القبائل ، ليكسب تأييدها في المهمة التي كلف بها ، وبعث من أجلها ، ألا وهي رسالة الإسلام . ثم بالتالي كان يطمع بهدايتهم واعتناقهم هذا الدين الجديد ، ولو اقتصر الرسول صلى الله عليه وسلم على زوجة واحدة لما كان هذا التأليف ، ولما حظي بهذا التأييد .
                ------------------------------------
                (12) الكتابة
                اشتراء الرقيق نفسه من سيدة بمال يؤديه أقساطاً.
                (13) كان زواجه عليه السلام
                منها سنة خمس من الهجرة
                أما اكتمال التشريع فلا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم
                تزوج بعدة نسوة في وقت واحد لأغراض تشريعية ، نذكر منها ما يلي :
                أ‌- إبطال
                عادة التبني التي كانت متبعة في الجاهلية : كان من عادات العرب الشائعة في الجاهلية أنهم يتخذون لأنفسهم أبناء أدعياء يلصقونهم بأنسابهم ، ويعطونهم جميع حقوق الأبناء حتى في المواريث ، ومحرمات النكاح ، ولما أراد الله أن يبطل عادة التبني أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوج زينب بنت جحش الأسدية لزيد بن حارثة مولاه ومتبناه (14) ، والله سبحانه يعلم أنهما لايتفقان على بقاء هذه الزوجية ؛ بسبب التفاوت في المكانة ، والاختلاف في النسب ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى زينب وقال لها : ( إني أريد أن أزوجك زيد بن حارثة ، فإني قد رضيته لك ) ، قالت يارسول الله : لكني لا أرضاه لنفسي ، وأنا أيّم قومي ، وبنت عمتك فلم أكن لأفعل ، فنزلت الآية {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً مّبِيناً}(15) ، فقالت زينب للنبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية : قد أطعتُك فاصنع ما شئت ، فزوجها زيداً ودخل عليها ، فكانت بعد الزواج تغلظ له القول ، وتتعاظم عليه بالضرف والمنزلة ، فيذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاكياً منها ، ويستأذنه في طلاقها ، فيقول له صلى الله عليه وسلم : ( أمسِك عليك زوجك واتّقِ الله ) وهو يعلم أنه لابد له من طلاقها ، وأن الله سيأمره بالتزوج بها إبطالاً لبدعة التبنّي ، وتجويزاً لنكاح أولاد الأدعياء.
                ولكنه صلى
                الله عليه وسلم لم يظهر هذا لزيد ، ولا لغيره من الناس خشية أن يقولوا : إن محمداً تزوج امرأة ابنه المتبنّى ، فأنزل الله تعالى في ذلك قوله : {وَإِذْ تَقُولُ لِلّذِيَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتّقِ اللّهَ وَتُخْفِي فِي نِفْسِكَ مَا اللّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النّاسَ وَاللّهُ أَحَقّ أَن تَخْشَاهُ ..}(16) .
                فلما طلقها زيد بمحض اختياره
                وإرادته ، زوَّجه الله إياها بدون عقد ، وفي هذا نزل قوله تعالى : {.. فَلَمّا قَضَىَ زَيْدٌ مّنْهَا وَطَراً زَوّجْنَاكَهَا .. } (17) .
                ثم عللت الآية هذا
                الزواج فقالت : {لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيَ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ}.
                وبعد نزول هذه الآيات التشريعية بطلت عادة التبنّي ، وحلّ
                الزواج بزوجات الأدعياء.
                ويتلخص مما تقدم : أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم
                بزينب الأسدية كان لغرض تشريعي ، وغاية اجتماعية ألا وهي إبطال عادة التبنّي.
                ب‌- المساهمة الكبرى في رواية السنة : إن السنة النبوية هي المصدر
                الثاني من مصادر التشريع ، وإن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن قد ساهمن مساهمة فعالة في رواية كل قول سمعنه ، وفي نقل كل فعل رأينه من النبي صلى الله عليه وسلمه ، فوصل بذلك كثير من السنة إلى الأمة الإسلامية ، عن طريق الرواية من نساء مقطوع بصدقهن ، ومجمع على أمانتهن وعدالتهن ، ويكفيهن فخراً وشرفاً أن سماهن القرآن أمهات المؤمنين وخطابهن بقوله : { يا نساء النبي ... } إلى غير ذلك من هذه الألقاب والصفات .
                ولقد ذكر الرواة أن عدد الأحاديث التي رواها نساء الرسول صلى الله عليه وسلم
                عنه جاوزت ثلاثة آلاف حديث ، وأن صاحبة السهم الأكبر في رواية الحديث السيدة عائشة رضي الله عنها ، فقد روت عنه 2210 حديثاً ، ويليها أم سلمة رضي الله عنها التي روت 378 حديثاً ، وباقي الزوجات كن تتراوح أحاديثهن بين 11 إلى 65 حديثاً ، وهذا التفاوت في رواية الحديث يرجع بسببه إما إلى الذكاء ، أو مدة الحياة الزوجية ، أو امتداد العمر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد اجتمعت هذه الأسباب للسيدة عائشة رضي الله عنها ، فقد كانت ذكية ، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم بها في أول الهجرة ، وعاشت بعدة حتى سنة 58 هـ
                أما السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها
                فكانت آخر نسائة زواجاً ، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة سبع للهجرة ، فروايتها للحديث كانت اقل من باقي الزوجات لقصر الإقامة ، وقس على ذلك صفية وزينب الأسدية .
                ويتلخص مما تقدم عن حكم تعدد أزواج النبي صلى الله
                عليه وسلم مساهمتهن الفعالة في رواية الحديث لاكتمال التشريع ،، والحفاظ على السنة النبوية .
                سنة مبدأ العدل والأخلاص السمحة : باعتبار أن النبي صلى الله عليه
                وسلم قدوة ، أقواله وأفعالة تشريع ، وجب على كل من يرغب بالزواج ، أو يجد في نفسة حاجة ملحة إلى التعدد ، أن يكون على اطَّلاع تام بكل ما صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال في ملاطفة الأهل ، والعناية بالزوجات ، وإحقاق الحق لهن، وتطبيق مبدأ العدل والمساواة بينهن ؛ حتى لا يحيف مسلم ، ولا يتطاول متزوج؛ وسبق أن ذكرنا في بحث (أحكام التعدد في الشريعة الإسلامية ) طائفة من الأحكام القرآنية ، فارجع إلى البحث تجد مافيه الكفاية.
                أما فعلة عليه الصلاة والسلام في سنة مبدأ
                العدل بين زوجاته ، وإعطائه المثل الكامل في الأخلاق الرضية والملاطفة؛ فإن رواة الحديث مؤرخي السيرة قد أفاضوا في معاشرته أزواجه بالمعروف ، والقسمة بينهن بالعدل، في كل من المبيت والنفقة واللطف والتكريم . وحين يأتي الكلام عن حكمة إعطاء القدوة في تعدد أزواجه عليه الصلاة والسلام ، سنفصل القول في ملاطفة الرسول صلى الله عليه وسلم لأزواجه وحسن معاشرته لهن ، وعندئذ يتضح للقارئ الكريم السر من هذا التعداد ، والحكمة من هذا الجمع .
                ------------------------------------------
                (14) كان النبي صلى الله عليه
                وسلم قد تبني زيد بن حارثة لاختياره البقاء في جواره على أبيه وأهله ، فما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أعتقه ، وأخرجه إلى الحجر فقال : (اشهدوا أن زيداً ابني يرثني وأرثه ) فكان يدعي بعد هذا التبني بزيد بن محمد ، حتى جاء الله بالاسلام، وابطل هذه العادة .
                (15) الآية (36) من سورة الأحزاب
                (16) (17) جزء من
                الآية (37) سورة الأحزاب
                أما تحقيق التكافل : فمن المعلوم بداهة أن من الأسباب
                التي دعت إلى التعدد؛ هي رحمة ببعض نسوة كن لايجدن من يرعاهن ، ويقوم على امرهن بعد فقد ازواجهن .
                فهذه سودة بنت زمعة رضي الله عنها ، اول إمرأةتزوجها رسول الله
                صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة رضي الله عنها ، وكان تّوفي عنها زوجها الذي هو ابن عمها بعد الرجوع من هجرة الحبشة الثانية ، والحكمة في اختيارها أنها لو عادت إلى أهلها في مكة لأكرهوها على الشرك بالفتنة والعذاب ، فختار النبي صلى الله عليه وسلم كفالتها ، ورغب في زواجها . وكان الزواج منها قبل عام الذي هاجر فيه إلى المدينة بثلاثة أعوام .
                وهذه هند أم سلمة المخزومية رضي الله عنها ، كانت هاجرت
                إلى الحبشة مع زوجها عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ، وقد توفي زوجها بعد غزوة أحد، وعزاها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( سلي الله يأجرك في مصيبتك ، ويخلفك خيراً ) ، فقالت : ومن يكون خيراً من أبي سلمة ؟، ولما خطبها لنفسة اعتذرت بأنها مسنة وأم أيتام (18) وذاتُ غَيْرة ، فأجابها صلى الله عليه وسلم بأنه أكبر منها سناً ، وبأن الغيرة يذهبها الله سبحانه وتعالى ، وبأن الأيتام إلى الله ورسوله .
                فهذا النص يدل دلالة وضحة على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على رعاية الأيتام
                ، وكفالة الأرمل ، وتعزية المصابين .
                وهذه أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله
                عنها كانت أسلمت في مكة وهاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة ، فتنصر زوجها هنالك وفارقها ، فأرسل النبي صلى الله عليه سلم إلى النجاشي فخطبها له ، وأصدقها عنه أربعمائة دينار ، ولما عادت إلى المدينة بني بها ، وكان من دوافع هذا الزواج احترامهاوكفالتها وجبر خاطرها بعد مصابها بتنصّر زوجها ، وعداوة أبيها .
                ويتلخص
                مما تقدم أن من دوافع هذا الزواج ، أسباب هذا التعدد الرحمة بالأرامل وكفالة النساء المسنّات الأيامى ، فهل يكون التزوج بهؤلاء النسوة وأمثالهن لغرض الشهوة والاستمتاع كما يتقوّل البعض ؟.
                -----------------------------
                (18) وكانوا ثلاثة: سلمة
                وعمر وزينب.
                اما توثيق روابط الصحبة: فظاهر في زواج الرسول صلى الله عليه وسلم
                بابنتي احب الناس إليه ، وأعزهم عليه: عائشة بنت ابي بكر الصديق ، وحفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعاً . أما زواجه بعائشة أم المؤمنين فقد ؤوى ابن سعد وابن أبي عاصم من طريق عائشة قالت : لما توفيت خديجة – رضي الله عنها – قالت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خَلّة لفقد خديجة ، فقال: أجل ، كانت أم العيال ، وربة البيت .
                قالت: أفلا
                أخطب عليك ؟ قال: بلى ، فإنكن معشر النساء أرفق بذلك ، فخطبت عليه سودة بنت زمعة ، و عائشة بنت أبي بكر . وفي رواية : قالت خولة للنبي صلى الله عليه وسلم : أي رسول الله ألا تزَوَّج؟ قال: من ؟ قالت : إن شئت بكراً ، وإن شئت ثيّبا ، قال : فمن البكر ، قالت : بنت أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر ، قال : ومن الثيب ؟ قالت : سودة بنت زمعة؛ آمنت بك واتبعتك ، قال: فاذهبي فاذكريهما عليّ .. قالت عائشة: فجاءت فدخلت بيت أبي بكر فوجدت أمّ رومان ، فقالت خولة : ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة ؟!. قالت: وماذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة ، قالت : وددت ، لو تنتظرين أبا بكر ، فجاء أبوبكر فذكرت له ، فقال : وهل تصلح له وهي بنت أخية ؟ فرجعت فكذرت ذلك لنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( قولي له : أنت أخي في الإسلام وابنتك تحل لي ).
                وهنا نقف لحظة لنعرف ماذا يقصد
                الدِّيق أبو بكر من قوله : ( وهل تصلح له وهي بنت أخيه ؟) يقصد أن الرابطة الأخوية الصادقة التي تربطه برسول الله صلى الله عليه وسلم بلغت في القوة والمتانة مبلغ رابطة إخوّة النسب ، فما كان يتصور رضي الله عنه أن عائشة تحل له ، وماكان يدور في خلده أن يجوز للرسول صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بابنته ؛ ولكن لما علم أبو بكر قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي نقلته له خولة : (أنت أخي في الإسلام وابنتك تحل لي ) ، لما علم ذلك هشّ لهاذا الزواج وفرح به ، بل كان مفتخراً بهذه المصاهرة معتزاً بها على مدى الأيام ؛ فإذا اجتمعت فضيلة وإخوة الدين ، وفضيلة المصاهرة ، وفضيلة الصحبة والسبق إلى الإسلام في إنسان ، فلتكن في أبي بكر الصديق ، فقد جمع الخير من كل جهاته ، وحاز المجد من جميع أطرافه رضي الله عنه وأرضاه .
                أما زواجه
                بحفصة بنت عمر أم المؤمنين ، فقد روى ابن الأثير في أسد الغابة حفصة كانت متزوجة بخنيس بن حذافة السَّهمي ، وكان من المهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة ، وممن شهدوا بدراً ، ومات في المدينة متأثراً بجراحه بعد موقعة أحد ، فرأى عمر أن يزوجها ، فعرضها على أبي بكر فسكت ، وعرضها على عثمان بعد موت زوجه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: ماأريد أن أتزوج اليوم ، وإنما كان يرجوا أن يزوجه النبي صلى الله عليه وسلم بنته أم كلثوم ، وقد ساء عمر رضي الله عنه ماكان من أبي بكر وعثمان ، وهنا الكفئان الكريمان لابنته ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة )، فلقي أبو بكر عمر فقال : لا تَجدْ عليّ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر حفصة فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها لتزوجتها ، وكان زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصه سنة ثلاث من الهجرة على القول الراجح.
                نعم إن رسول الله صلى
                الله عليه وسلم تزوج عائشة في السنة الثانية من الهجرة ، فكان هذا قرّة عين لوزيره الأول ، وصاحبه في الغار ، وتزوج في حفصة في السنة الثالثة من الهجرة ليسوي بين عمر وبين أبي بكر في شرف المصاهرة ، ومتانة الصحبة ، ولم يكن في الإمكان أن يكافئهما على صدقهما وإخلاصهما وجهادهما في هذه الحياة بشرف أعلى من هذا الزواج ، وأكرم من تلك المصاهرة.
                لولا الذي فعلة الرسول صلى الله عليه وسلم من الزواج بحفصة لكانت
                حسرة في قلب عمر ، ولوعة تعتلج نفسه وصدره ؛ فما أكرم سياسته صلى الله عليه وسلم ، وما أعظم وفاءه للأصحاب المخلصين! ..
                ---------------------------------------
                (19) خلة: حاجة
                .
                (20) هي ام
                عائشة.
                وأما إعطاء القدوة فإن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة
                والمثل الكامل في حسن معاشرته لأزواجه ، وإرادة الخير لهن ، وتحقيق العدل بينهن ، ولا بأس أن نذكر طرفاً من هذه المعاملة الطيبة حتى يتأسى المتزوجون بها ، ويمشوا على هديها ونهجها ، وبالتالي حتى يعلم كل ذي عقل وبصيرة الحكمة من هذا التعدد والسر من هذا الجمع.
                أ‌- القسمة بالعدل: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على أن
                يقسم أوقاته بالعدل بين نسائه جميعاً ، وكان يدور عليهن كل يوم امرأةً امرأةً ، إلى أن يصل إلى التي عندها الدور (فيبيت عندها) ، ولما كبرت سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة ، تبغي رضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ، روى أحمد وأصحاب السنن أن سودة بنت زمعة لما أسنّت وخافت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قالت يارسول الله: وهبتُ يومي لعائشة ، فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك منها .
                وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد السفر أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها
                خرج بها ؛ تحقيقاً لجانب العدل ، ولما حج أخذهن كلهن معه . ولما مرض عليه السلام مرضه الأخير شقّ عليه أن ينتقل بين بيوت نسائة كل يوم كما كان يفعل في حال صحته ، فكان يسأل – كما روى البخاري - : أين أنا غداً ؟ أين أنا غداً ؟ يريد يوم عائشة ، فأذن له أزواجه كلهن أن يكون حيث شاء ، فختار بيت عائشة وفيه توفي ، وروى أبو داود أنه بعث في مرضه إلى نسائة فاجمعهن ، فقال : ( إني لا أستطيع أن أدور بينكن ؛ فإن رأيتنّ أن تأذنّ لي أن أكون عند عائشة ) فأذنّ له ، ومن حكمة ذلك أن يدفن في بيتها، وقد كان صرح من قبل بأنه يدفن حيث يموت.
                وقس على عدله بالمبيت عدله صلى الله
                عليه وسلم بالنفقة واللطف والبشاشة والتكريم.
                ب‌- احترامه لآرائهن: كان عليه
                الصلاة والسلام يقبل من نسائه أن يراجعنه فيما لا يرضين به ، فلا يسخطه ذلك ، حتى أصبح نساء الصحابة يقتدين بهن ، فقد روى الطبري عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال : ( فَصِحْتُ على امرأتي فراجعتني ، فأنكرت أن تراجعني ، فقالت : ولِمَ تُنكِر أن أراجِعَك ؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه ).
                ت‌
                - مساعدته في خدمة البيت: روى الطبري وغيره عن عائشة أنها لما سئلت : ماذا كان يصنع الرسول صلى الله عليه وسلم في البيت قالت: ( كما يصنع أحدكم ، يشيل هذا ، ويحط هذا، ويخدم في مهنة أهله ، ويطح لهن اللحم ، ويقمّ البيت ، ويعين الخادم في خدمته ) وفي رواية : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ، ويخيط ثوبه ، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته ).
                ث‌- استنكاره ضرب النساء: روى ابن سعد في طبقاته
                أن سبعين امرأة شكين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب رجالهن لهن ، فأغضبه ذلك، وقال : إنه لا يحب أن يرى ذلك أبداً ، وقال : عندما شكت له مرأة ضرب زوجها : ( يظل أحدكم يضرب امرأته ضرب العبد ، ثم يظل يعانقها ولا يستحي ) وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينكر على الناس ضرب نسائهم ، فإن أعطى لأصحابه القدوة العملية في الملاطفة ، وعدم ضرب النساء ، فقد روى ابن سعد عن عائشة أنها قالت : ( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط ، ولا خادماً ، ولا ضرب شيئاً قط ؛ إلا أن يجاهد في سبيل الله ) .
                ج‌- وفاؤه لمن مات منهن: من المعلوم أن خديجة بنت خويلد
                رضي الله عنها ، كانت أول زوجاته صلى الله عليه وسلم فقد قضى معها زهرة شبابه ، وعنفوان رجولته ، ولما ماتت ظل النبي صلى الله عليه وسلم طول عمره يذكرها ، ويكرم صديقاتها ومعارفها.
                وذكرت كتب التاريخ والسِّير أن عجوزاً زارت النبي صلى الله
                عليه وسلم في بيت عائشة ، فأكرم مثواها ، وبسط لها رداءه فأجلسها عليه ، فلما انصرفت سألته عائشه عنها لتعلم سبب إكرامه لها ، فأخبرها أنها كانت تزور خديجة .
                وروى ابن عبد البر والدَّوْلابي أن عائشة كانت تغار من خديجة كلما ذكرها رسول
                الله صلى الله عليه وسلم ، وقالت له مرة: هل كانت إلا عجوزاً أبدلك الله خيراً منها؟ - تعني نفسها- فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ( لا والله ماأبدلني خيراً منها ، آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من الناس ) قالت عائشة : فقلت في نفسي لا أذكرها بعدها بسيئة أبداً.
                وروى الشيخان عن عائشة أنها قالت : (ماغرتُ
                على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة ، وما رأيتها قط ، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها ، وربما ذبح الشاة ، ثم يطعها أعضاءً ، ثم يبعثها في صدائق خديجة ، وربما قلت له : لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة ؟! فيقول إنها كانت وكانت ، وكان لي منها ولد ، وإني لأحب حبيبها ).
                ح‌- مداعبتهن
                والبشاشة لهن: كان عليه الصلاة والسلام يبسم دائماً في وجه نسائه ، ويلين لهن ، ويجاملهن ويؤانسهن ، فقد روى ابن سعد عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ألين الناس ، وأكرم الناس ، وكان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان يسّاماً ).
                أما المداعبة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يداعب نساءه
                ويمازحهن ، وحينما يجلس معهن ويخلو بهن ، وقد كان لعائشة بنت الصديق من قلب رسولا لله صلى الله عليه وسلم ما لم يكن لأحد من نسائه بعد خديجة رضي الله عنها ، فكانت الحبيبة بنت الحبيب ، وكانت هي أكثرهن إدلالاً عليه لصغر سنها ، وفرط ذكائها ، ومنزلة والدها . وفي الصحيحين عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قَالَتْ فَقُلْتُ مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ فَقَالَ أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلْتِ لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ قَالَتْ قُلْتُ أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ
                وروى الإمام أحمد في مسنده أن
                عائشة أم المؤمنين خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد أسفاره ، وكانت صغيرة لم تبدُنْ بعد ، فتسابق وإياها فسبقته ، فسكت عنها إلى أن بَدُنتْ ، وخرجت معه مرة أخرى فتسابقا ، فسبقها ، فجعل يضحك وهو يقول لها (هذه بتِيك) أي واحدة بواحدة.
                خ‌- موقفه منهن موقف الصلح: المرأة بما جبلت عليه من عاطفة فياضة ،
                وغيرةٍ متقدمة ، تتأثر دائماً بأي موقف يثيرها ، وبأية حادثة تحدث لها ، وما نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا من جملة نساء البشر ؛ لهن عواطف تتأثر ، ومشاعر تتحرك، فمن الطبيعي أين يقع بينهن شئ من الخصومات وسوء التفاهم ، ومن الطبيعي كذلك أن يقف الرسول صلى الله عليه وسلم منهن موقع المصلح المعلم ، حتى إذا صلح أمرهن ، وتهذبت نفوسهن كن لغيرهن من النساء قدوة ، وللزوجات والأمهات مثالا .
                وإليكن
                طرفاً من هذا التعليم والإصلاح :
                • روى الترمذي أن صفية بلغها أن عائشة وحفصة
                قالتا : نحن أكرم على رسول الله منها ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: ( ألا قلت : وكيف تكونان خيراً مني ، وزوجي محمد ، وأبي هارون ، وعمي موسى ؟! ) وقد لقبتها زينب مرة باليهودية ، فهجرها النبي صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً عقوبة لها.
                • وروى ابن سعد أن عائشة اختصمت مرة مع زينب – إحدى ضرائرها – أمام النبي
                صلى الله عليه وسلم ، فنظر الرسول إليهما نظرة المغضب ولم يكلمهما ، فانتبهت عائشة لنظرات الرسول صلى الله عليه وسلم ، فاستطاعت بلباقتها أن تضفي على الجو روح الألفة والسرور ،فبتسم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : ( إنها بنت أبي بكر !! ).
                • وروى أبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( قلا للنبي صلى الله عليه
                وسلم : حسبك من صفية كذا وكذا – تعني أنها قصيرة – فقال صلى الله عليه وسلم : ( لقد قلتِ كلمة واحدة لو مزجت بماء البحر لمزجته ) أي أن كلمتها لو ألقيت في البحر لأفسدته.
                • وقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف أن لا يقربهن
                شهراً ، واعتزلهن كلهن زجراً وتأديباً لتواطئهن والائتمار بينهن ، حتى يكنَّ قدوة صالحة لسائر النساء.
                تلكم أهم المواقف التي سلكها الرسول صلى الله عليه وسلم في
                ملاطفته لأهله ، وحسن معاشرته لأزواجه ، ألا فليأخذ المتزوجون من هذه المواقف دروس القدوة ، وليستلهموا منها مواطن العبرة ، حتى لا يقعوا في الجور ، ولا يتعثروا في أوحال الانحراف والظلم . ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم مقتصراًعلى زوجة واحدة لما عرف الناس هذه التعاليم العملية ، ولما اتضح لهم المنهج السليم في معاشرة الأهل ومعاملة الزوجات ، ولما اتضح لهم مواطن الأسوة الحسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب .
                ---------------------------------------------------------
                (21) المسند 6
                : 108.
                (22) أما رواية ابن سعد في طبقاته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد
                فراقها فناشدته أن يمسكها فإنها ضعيفة
                (23) ابن سعد
                .
                (24) أي يكنسه
                .
                (25) ابن سعد ( 8 : 148
                ).
                (26) وإذا كان القرآن الكريم أباح للزوج أن يضرب زوجته في
                حال النشوز ضرباً غير مبرح؛ فينبغي ألا يعرب عن البال أن هذا الضرب يأتي بالمرحلة الأخيرة بعد الوعظ والهجر في المضجع كما نصت عليه الآية ، ثم بالتالي إن كان ينفع ولم يترتب على الضرب فتنة أشد ولا مصيبة أعظم ، وأن لا يضرب في أماكن الخطر كالوجه مثلاً ؛ والأفضل في حق الزوج أن لا يلجأ إلى الضرب اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام لأنه لم يضرب امرأة قط كما مر.
                (27) لم تبدن : أي لم يصيبها
                السمن,
                (28) قد كان نساء النبي صلى الله عيه وسلم تواطأن على طلب التوسعه في
                النفقة ، وإفشاء السر ، والكيد لبعض النساء من زوجاته ، وارجع إلى القرطبي في تفسيره لسورة التحريم ، وآية : {لاّ يَحِلّ لَكَ النّسَآءُ ...}(52) الموجودة في الأحزاب تجد ما فيه الكفاية .

                وتقبلوا تحية الاسلام من ابراهيم مرعي الداعية الاسلامي وظيفة ورسالة

                تعليق

                • ابراهيم مرعي
                  1- عضو جديد
                  • 13 سبت, 2009
                  • 43
                  • داعية اسلامي
                  • مسلم

                  #9
                  الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين بسم الله الرحمن الرحيم
                  []المرأة فيما قبل الإسلام وبعده
                  تمهيد عا م:
                  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين.. أما بعد
                  إخوتي الأعزاء : لقد كلفني هذا البحث وقتاً لا يستهان به ، وكلي رجاء أن ينال حظ القراءة منكم ، حتى يتم لي مناي المتمثل في تعميم الفائدة ، وعند الله كرم الأجر ، وجزيل الثواب
                  المرأة فيما قبل الإسلام
                  الحقيقة الغائبة:
                  الحق أن هذه المرأة عانت معاناة كثيرة ، بل كانت ضحية كل نظام ، وحسرة كل زمان ، صفحات الحرمان ، ومنابع الأحزان ، ظلمت ظلماً ، وهضمت هضماً ، لم تشهد البشرية مثله أبداً ويمكن ان نضع ذلك تحت عدة نقاط تالية:
                  وإنه لمن صفحات العار على البشرية ، أن تعامل المرأة على أنها ليست من البشر ،و لم تمر حضارة من الحضارات الغابرة ، إلا وسقت هذه المرأة ألوان العذاب ، وأصناف الظلم والقهر علي مرور التاريخ.
                  إذن :فمن أنصفها ومن داسها بالأقدام حتى عنت وماجت من صنوف القهر والتمييز الجنسي. فمن إذن-----------؟
                  إن الجواب علي ذلك يستلزم مراجعة التاريخ ثم شهادة الخصوم لنكون ويكون الجميع علي بينة من صدق دعوانا ودعوتنا الاسلامية التي تقبل الاخر بشكل علمي. وكذا ومنهجيتنا في البحث العلمي في إثبات صدق قضايانا الإسلامية وذلك في الجولة العلمية التالية:
                  أولا
                  أ- فعند الاغريق: قالوا عنها :شجرة مسمومة ، وقالوا هي رجس من عمل الشيطان ، وتباع كأي سلعة متاع.
                  ب- وعند الرومان: قالوا عنها :ليس لها روح ، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار ، وتسحب بالخيول حتى الموت .
                  ج- وعند الصينيين:قالوا عنها :مياه مؤلمة تغسل السعادة ، وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية ، وإذا مات حُق لأهله أن يرثوه فيها .
                  د- :وعند الهنود :قالوا عنها :ليس الموت ، والجحيم ، والسم ، والأفاعي ، والنار ، أسوأ من المرأة ، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها ، بل يجب أن تحرق معه .
                  ه- وعند الفرس: أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء ، ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت .
                  و- وعند اليهود : قالوا عنها : لعنة لأنها سبب الغواية ، ونجسة في حال حيضها ، ويجوز لأبيها بيعها .
                  ز- وعند النصارى: عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ ! وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً" قرروا أنَّها إنسان ، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب". وأصدر البرلمان الإنكليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب (العهد الجديد) أي الإنجيل(المحرف)؛ لأنَّها تعتبر نجسة .
                  ح- وعند العرب قبل الإسلام: تبغض بغض الموت ، بل يؤدي الحال إلى وأدها ، أي دفنها حية أو قذفها في بئر بصورة تذيب القلوب الميتة .
                  ثانيا
                  تحــــــــرير المـــــــــرأةمن القيود بالإسلام:
                  ثم جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء بالإسلام وتشريعاته ،وبصفات وبصمات غيرت وجه التاريخ القبيح ، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبداً ،ولتصنع للتاريخ وجها جديدا يري العالم ويراه العالم بالوجه الصحيح وجاء الإسلام ليقول وهو وحده الذي يقول:
                  جاء الإسلام ليقول:(( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِن بِالْمَعْــــــــــــــــــــــرُوف ))
                  جاء الإسلام ليقول :((ٍ وَعَاشِــــــــــــــــرُوهُــنَّ بِالْمَعْــــــــــــــــــــرُوفِ))
                  جاء الإسلام ليقول :(( فَـــلا تَعْضُــــــــــلـُـــــــــــــــــوهُـــــــــــ ـــنّ لتذهبوا ببعض ما أتيتموهن إلا أن ياتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيراَ )
                  جاء الإسلام ليقول: (( وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَـدَرُهُ متاعا بالمعروف حقا علي المحسنين))
                  جاء الإسلام ليقول: (( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْــثُ سَكَنْتُـــــــمْ مِنْ وُجْدِكُــــم ْولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وان كن اولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن وأتمروا بينكم بمعروف وان تعاسرتم فسترضع له أخري))
                  جاء الإسلام ليقول:(( فَآتُـــوهُنَّ أُجُـــــورَهُنَّ فَــرِيضَـــــــــــــــــــــــة ))
                  جاء الإسلام ليقول)): للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وَلِلنِّسَـــــاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُــونَ مما قل منه او كثر نصيبا مفروضا ((
                  جاء الإسلام ليقول:(( للرجال نصيب مما اكتسبوا وَلِلنِّسَـــــــــــاءِ نَصِيــــــبٌ مِمَّا اكْتَسَبْــــــــــــنَ واسألوا الله من فضله))
                  جاء الإسلام ليقول:(( وَآتُوهُـــــمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُــــــــــــــــــم ولا تكرها فتياتكم علي البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فان الله من بعد إكراههن غفور رحيم))
                  جاء الإسلام ليقول)) هن لباس لكم وَأَنْتُـــــــــــــــــمْ لِبَــــــــــــــــاسٌ لَهُـــــــــــــنّ ))
                  جاء الإسلام ليقول :(( هَـــــؤُلاءِ بَنَـــــاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُــــــــــــــــــــمْ ))
                  جاء الإسلام ليقول: ((فإن أطعنكم فَلا تَبْغُـــــــــوا عَلَيْهِــــنَّ سَبِيـــــــــــــــــــــــلاً ))
                  جاء الإسلام ليقول :(( لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهــــــــــــــــــــاً ))
                  جاء الإسلام ليقول :(( وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُـــــــــن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرها شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا((
                  جاء الإسلام ليقول :((ِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَـــــــــــــانٍ ))
                  وجاء الرسول الكريم ليبين لنا مكانة المرأة فسئل صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك ؟ قال : " عائشة " ..وكان يؤتى صلى الله عليه وسلم بالهدية ، فيقول : " اذهبوا بها على فلانة ، فإنها كانت صديقة لخديجة " .
                  وهو القائل : (( استوصوا بالنساء خيـــــــــــــــــراً ))
                  وهو القائل : (( لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها آخـر ))
                  وهو القائل : (( إنما النـســــــــــــــاء شقـــــــــــائق الرجــــــــــــــــال )
                  وهو القائل : (( خيركم خيركم لأهـــــــــــــــله وأنا خيركم لأهــــــــــلي ))
                  وهو القائل : (( ولهن عليـــــــــكم رزقهن وكسوتهـــــن بالمعـــــــــروف ))
                  وهو القائل : (( أعظمها أجرا الدينـار الذي تنفقــــــه على أهـــــــــــلك ))
                  وهو القائل : (( من سعــــــــــادة بن آدم المــــــــــرأة الصـــــالحــــــــة ))
                  ومن هديه : ((عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ))
                  وهو القائل : (( وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك ))
                  ومن مشكاته : (( أن امرأة قالت يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليك وعلى زوجك ))
                  وهناك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين ، على أن الإسلام هو المحرر الحقيقي لعبودية المرأة ، وحتى يُعلم هذا الأمر بصورة أو ضح ، سأبين حفظ حقوق المرأة في الإسلام وهي جنين في بطن أمها إلى أن تنزل قبرها
                  آيات بينات:
                  1.حفظ الإسلام حق المرأة :- وهي في بطن أمها ، فإن طُلقت أمها وهي حامل بها ، أوجب الإسلام على الأب أن ينفق على الأم فترة الحمل بها (( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُن))
                  2. حفظ الإسلام حق المرأة :- بحيث لا يُقام على أمها الحد ، حتى لا تتأثر وهي في بطن أمها (( ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول الله طهرني فقال لها : حتى تضعي ما في بطنك ))
                  3. حفظ الإسلام حق المرأة :- راضعة ؛ فلما وضعت الغامدية ولدها ، وطلبت إقامة الحد قال صلى الله عليه وسلم (( اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه ))
                  4. حفظ الإسلام حق المرأة :- مولودة من حيث النفقة والكسوة (( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف))
                  5. حفظ الإسلام حق المرأة:- في فترة الحضانة التي تمتد إلى بضع سنين ، وأوجب على الأب النفقة عليها في هذه الفترة لعموم أدلة النفقة على الأبناء
                  6. حفظ الإسلام حق المرأة:- في الميراث عموماً ، صغيرة كانت أو كبيرة قال الله تعالي (( فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ))
                  7. حفظ الإسلام حق المرأة :- في اختيار الزوج المناسب ، ولها أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيباً لقوله عليه الصلاة والسلام (( لا تنكح الأيم حتى تستأ مر ))
                  8. حفظ الإسلام حق المرأة :- إذا كانت بكراً فلا تزوج إلا بإذنها لقوله عليه الصلاة والسلام (( ولا تنكح البكر حتى تستأذن ))
                  9. حفظ الإسلام حق المرأة :- في صداقها ، وأوجب لها المهر (( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ))
                  10.حفظ الإسلام حق المرأة :- مختلعة ، إذا بدَّ لها عدم الرغبة في زوجها أن تخالع مقابل الفداء لقوله عليه الصلاة والسلام (( أقبل الحديقة وطلقها ))
                  11. حفظ الإسلام حق المرأة:- مطلقة ، (( وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ))
                  12. حفظ الإسلام حق المرأة :- أرملة ، وجعل لها حقاً في تركة زوجها ، قال الله تعالي (( وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ ))
                  13. حفظ الإسلام حق المرأة:- في الطلاق قبل الدخول ، وذلك في عدم العدة ، قال الله تعالي (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ))
                  14. حفظ الإسلام حق المرأة :- يتيمة ، وجعل لها من المغانم نصيباً ، قال الله تعالي(( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى )) وجعل لها من بيت المال نصيباً قال الله تعالي (( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى)) وجعل لها في القسمة نصيباً (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى )) وجعل لها في النفقة نصيباً (( قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى ))
                  15. حفظ الإسلام حق المرأة :- في حياتها الاجتماعية ، وحافظ على سلامة صدرها ، ووحدة صفها مع أقاربها ، فحرم الجمع بينها وبين أختها ، وعمتها ، وخالتها ، كما في الآية ، والحديث المتواتر
                  16. حفظ الإسلام حق المرأة :- في صيانة عرضها ، فحرم النظر إليها (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ))
                  17. حفظ الإسلام حق المرأة :- في معاقبة من رماها بالفاحشة ، من غير بينة بالجلد (( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ))
                  18. حفظ الإسلام حق المرأة :- إذا كانت أماً ، أوجب لها الإحسان ، والبر ، وحذر من كلمة أف في حقها
                  19. حفظ الإسلام حق المرأة :- مُرضِعة ، فجعل لها أجراً ، وهو حق مشترك بين الراضعة والمرضعة (( فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ))
                  20. حفظ الإسلام حق المرأة:- حاملاً ، وهو حق مشترك بينها وبين المحمول (( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ))
                  21. حفظ الإسلام حق المرأة :- في السكنى (( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ))
                  22. حفظ الإسلام حق المرأة :- في صحتها فأسقط عنها الصيام إذا كانت مرضع أو حبلى
                  23. حفظ الإسلام حق المرأة:- في الوصية ، فلها أن توصي لِما بعد موتها قال الله تعالي(( مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ))
                  24. حفظ الإسلام حق المرأة:- في جسدها بعد موتها ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم (( كسر عظم الميت ككسره حيا ))
                  25. حفظ الإسلام حق المرأة :- وهي في قبرها ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم (( لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس على قبر ))
                  والحق إنني لا يمكنني أن أجمل حق المرأة في الإسلام وما منحه لها الإسلام فضلا عن تفصيلها:
                  وهذه شهادة الخصوم:
                  المرأة في الحضارة الغربية:
                  المرأة كما تصورها الحضارة الغربية الحديثة:
                  وبما ان هذه الحضارة تعتبر نفسها المحرر العصري للمرأة ونادت بما نادت به من شعارات ومؤتمرات وجمعيات فهل هي تكرم المرأة ؟أم ماذا ؟
                  نقرا ونتدبر ثم لنري ماذا قالت حضارة الغرب:
                  والسؤال هنا لأي شيءٍ دعت الحضارة المدنية اليوم ؟ وماهي الحقوق التي ضمنتها للمرأة ؟
                  1. أجمل لك القول أن الحضارة الغربية اليوم هي : ضمان لممارسة قتل هوية المرأة ، وهضم لأدنى حقوقها .
                  2. المرأة الغربية حياتها منذ الصغر نظر إلى مستقبل في صورة شبح قاتل ، لا تقوى على صراعه ، فهي منذ أن تبلغ السادسة عشرة تطرد من بيتها ، لتُسلِم أُنوثتها مخالب الشهوات الباطشة ، وأنياب الاستغلال العابثة ، أوساط الرجال .
                  3. فما إن تدخل زحمة الأوهام الحضارية ، وإذا بأعين الناس تطاردها بمعاول النظر التي تحبل منها العذارى .
                  4. تتوجه نحوها الكلمات الفاسدة ، وكأنها لكمات قاتلات ، تبلد من الحياء ، وتفقدها أغلى صفة ميزها الله بها ، هي : " حلاوة أنوثتها " التي هي أخص خصائصها ، ورمز هويتها .
                  5. تُستغل أحوالها المادية ، فتدعى لكل رذيلة ، حتى تصبح كأي سلعة ، تداولها أيدي تجار الأخلاق ، وبأ بخس الأثمان ، فإذا فقدت شرفها ، وهان الإثم عندها ، هان عليها ممارسته .
                  6. يخلق النظام الأخلاقي الغربي اليوم في المجتمعات ثمرات سامة لكل مقومات الحياة ، أولها الحكم على هوية المرأة بالإعدام السريع ، على بوابة شهوات العالم الليبرالي ، الديمقراطي ، والرأسمالي .
                  7. فالمرأة اليوم أسوأ حالاً مما مضى ، كانوا من قبل يقتلون المرأة ، فاليوم يجعلون المرأة هي التي تقوم بقتل نفسها.
                  • شهـــــادات الغرب *
                  شهد القوم على فساد نهجهم ..
                  • تقول " هيليسيان ستانسيري "" امنعوا الاختلاط ، وقيِّدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجا ب ، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا ، وأمريكا ."
                  • وتقول " بيرية الفرنسية " وهي تخاطب بنات الإسلام " لا تأخذنَّ من العائلة الأوربية مثالاً لكُنَّ ، لأن عائلاتها هي أُنموذج رديء لا يصلح مثالاً يحتذي .
                  • وتقول الممثلة الشهيرة "مارلين مونرو" التي كتبت قبيل انتحارها نصيحة لبنات جنسها تقول فيها : " أحذري المجد …أحذري من كل من يخدعك بالأضواء …إني أتعس امرأة على هذه الأرض… لم أستطع أن أكون أما … إني امرأة أقفل البيت …إني امرأة أغلق الحياة العائلية الشريفة على كل شيء … إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة بل إن هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة بل الإنسانية " وتقول في النهاية " لقد ظلمني كل الناس … وأن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة " ,والمال الذي لا يعطي السعادة.
                  • وتقول الكاتبة " اللادى كوك " أيضا : " إن الاختلاط يألفه الرجال ، ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها ، وعلى قدر الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا ، ولا يخفى ما فى هذا من البلاء العظيم عن المرأة فيه أيها الآباء لا يغرونكم بعض دريهمات تكسبها بناتكم باشتغالهن فى المعامل ونحوها أو السينما وأشباهها ومصيرهن إلى ما ذكرنا فعلموهن الابتعاد عن الرجال ، إذا دلنا الإحصاء على أن البلاء الناتج عن الزنا يعظم ويتفاقم حيث يكثر الاختلاط بين الرجال والنساء . ألم تروا أن أكثر أولاد الزنا أمهاتهن من المشتغلات فى المعامل ومن الخادمات فى البيوت ومن أكثر السيدات المعرضات للأنظار .. ولولا الأطباء الذين يعطون الأدوية للإسقاط لرأينا أضعا فا مما نراه الآن ، ولقد أدت بنا الحال إلى حد من الدناءة لم يكن تصوره فى الإمكان حتى أصبح رجال مقاطعات فى بلادنا لا يقبلون البنت ما لم تكن مجربة ، أعنى عندها أولاد من الزنا ، فينتفع بشغلهم وهذا أمر في غاية الهبوط فى المدنية الحديثة التي يتغنون بها فكم قاست وعانت
                  هذه المرأة من مرارة الحياة في هذه المدنية وما أتعسها من مدنية .
                  • وتقول . تقول الكاتبة الإنجليزية " أنى رود " عن ذلك : " إذا اشتغلت بناتنا فى البيوت خواد م أو كالخواد م خير وأخف بلاء من اشتغالهن فى المعامل حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ... أياليت بلادنا كبلاد المسلمين حيث فيها الحشمة والعفاف والطهارة رداء الخادمة والرقيق اللذين يتنعمان بأرغد عيش ويعاملان معاملة أولاد رب البيت ولا يمس عرضهما بسوء . نعم إنه عار على بلاد الإنكليز أن تجعل بناتها مثل للرذائل بكثرة مخالطتهن للرجال ، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل ما يوافق فطرتها الطبيعية كما قضت بذلك الديانة السماوية وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها
                  • نشرت صحيفة الأخبار المصرية ( في عددها الصادر في 20/10/1972م ، ص 4) : أنه قد أقيمت في هذا الأسبوع الحفلة السنوية لسيدة العام وحضرها عدد كبير من السيدات على اختلاف مهنهن .. وكان موضوع الحديث والخطب التي ألقيت في حضور الأميرة ( آن ) البريطانية هو حرية المرأة وماذا تطلب المرأة .. وحصلت على تأييد الاجتماع الشامل فتاة عمرها 17 عاماً رفضت رفضاً باتاً حركة التحرير النسائية وقالت أنها تريد أن تظل لها أنوثتها ولا تريد أن ترتدي البنطلون بمعنى تحدي الرجل . وأنها تريد أن تكون امرأة وتريد زوجها أن يكون رجلاً . وصفق لها الجميع وعلى رأسهن الأميرة ( آن ) ( كتاب المرأة العربية المعاصرة إلى أين ؟! ص 50 ) .
                  • ومن هذا صرح الدكتور " جون كيشلر " أحد علماء النفس الأمريكيين في شيكاغو ( أن 90% من الأمريكيات مصابات بالبرود الجنسي وأن 40% من الرجال مصابون بالعقم ، وقال الدكتور أن الإعلانات التي تعتمد على صور الفتيات العارية هي السبب في هبوط المستوى الجنسي للشعب الأمريكي . ومن شاء المزيد فليرجع الى تقرير لجنة الكونجرس الأمريكية لتحقيق جرائم الأحداث في أمريكا تحت عنوان ( أخلاق المجتمع الأمريكي المنهارة ) . ( المجتمع العاري بالوثائق والأرقام ، ص 11) .
                  خاتمــــــــــــــــــــــــــــة *
                  يتضح لنا جلياً مما مضى أن الَّذين يدعون لتحرير المرأة من تعاليم الإسلام ينقسمون إلى ثلاثة أقسام
                  1- إما أن يكونوا أعداءً للإسلام وأهله ، ممَّن لم يدينوا بالملة السمحة ، ولزموا الكفر ، وهنا ليس بعد الكفر ذنب كما يقال .
                  2- وإما أن يكونوا تحت مسمى الإسلام من المنافقين ، والعلمانيين ، لكنهم عملاء يتاجرون بالديانة ، ولا يرقبون في مخلوقٍ إلاً ولا ذمة .
                  3- أن يكون مسلماً لكنه جاهل لا يعرف الإسلام ولا أحكامه ولا يعرف معنى الحضارة القائمة اليوم ملبس عليه
                  ولكن كيف يصل هذا البيان إلى نساء أهل الإسلام ، ليعلمنَ أنهنَ أضاعنَ جوهرة الحياة ، ودرة الوجود ، ومنبع السعادة ، وروح السرور ، ونكهة اللذائذ ، عندما تركنَ تعاليم هذا الدين
                  ومن يخبر المسلمة إن الكافرات يتمنين أن يعشنَ حياتهنَ على منهج أهل الإسلام ؟‍ من يقنع المسلمات اليوم أن الحضارة الغربية هي :- الحكم السريع بالإعدام على هوية المرأة .
                  ولكم التحية والسلام والشكر من إبراهيم مرعي—داعية إسلامي--

                  تعليق

                  • ابراهيم مرعي
                    1- عضو جديد
                    • 13 سبت, 2009
                    • 43
                    • داعية اسلامي
                    • مسلم

                    #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فنقدم
                    معركة الحجاب والسفور بين الاسلام ومدعي التقدمية
                    الحمد لله الذي اخمد ذكر الطواغيت فصار بعز التوحيد والإسلام مطموساً وأذل بقهره منهم أعناقاً ورؤوساً وصرف عن أهل طاعته بلطفه وإسعاده أذى و بوساً ورفع كيد شياطين الإنس والجن عن قلوب أهل الإيمان فأصبح عنها محبوساً .

                    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مخلص في معتقده وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى اللهم وسلم عليه وعلى آله وصحبه وعلى سائر التابعين مقصده الصابرين من البلاء على أشده .
                    أما بعد :
                    فما أشد حاجتنا إلى إعادة النظر في تقويم الرجال بعد رحلة الشقاء التي تركت قلوبنا مجرحة وأيدينا مرتعدة وسيوفنا ملثمة تلك الرحلة التي قام فيها على امرنا فريق التحف الإسلام وتبطن الكفر حمل بين فكيه لساناً مسلماً وبين جنبيه قلباً كافراً مظلماً حرص كل الحرص على أن يطفئ نور الإسلام ويهدم عز المسلمين فلم يجد أعون له على هذا الغرض السيئ من أن يقدم لنا الكفر والفسوق والعصيان في ثوب إسلامي ويتولى تزيينه لنا سدنته من الزعماء وربائبه من المفكرين فكانت النتيجة ركاماً ضحلاً تافهاً مظلماً من المبادئ التي أخذناها لنستر بها عُريَنا فعرينا ! والمناهج التي اقتبسناها لننسج بها آمالنا فنسجنا بها أكفاننا !
                    ( إن كثيراً ممن نعتبرهم اليوم دعائم النهضة الحديثة لم يصبحوا كذلك في أوهام الناس إلا بسبب الدعايات المغرضة التي أرادت أن تضعهم في هذه المنزلة لتحقق بذلك أغراضها في نشر مذاهبهم والتمكين لأرائهم ولأن كثيراً من الآراء المنحرفة التي لم تكن تستطيع أن تجد طريقها إلى الفكر الإسلامي وإلى مجتمعاته قد أصبح قبولها ممكناً بنسبتها إلى هذه الزعامات وإلى هؤلاء الأئمة الذين لا يتطرق إلى الناس شك في إخلاصهم وعلمهم والواقع أن كثيراً من هؤلاء الرجال قد أحيطوا بالأسباب التي تبني لهم مجداً وذكراً بين الناس ولم يكن الغرض من ذلك خدمتهم ولكن الغرض منه كان ولا يزال هو خدمة المذاهب والآراء التي نادوا بها والتي وافقت أهداف الاستعمار ومصالحه
                    وخطة الاستعمار واليهودية العالمية في ذلك كانت تقوم – ولا تزال – على السيطرة على أجهزة النشر التي نسميها الآن " الإعلام " وإلقاء الأضواء من طريقها على كُتاب ومفكرين من نوع خاص يبنون وينشئون بالطريقة التي يبني بها نجوم التمثيل
                    والرقص والغناء بالمداومة عن الإعلان عنهم والإشادة بهم وإسباغ الألقاب عليهم ونشر أخبارهم وصورهم وذلك في الوقت الذي يُهمل فيه الكتاب والمفكرون الذين يمثلون وجهات النظر المعارضة أو تُشوه آراؤهم وتُسفه و يُشهَّر بهم ثم هي تقوم على تكرار آرائهم آناً بعد آن لا يملون من التكرار لأنهم يعلمون أنهم يخاطبون في كل مرة جيلاً جديداً أو هم يخاطبون الجيل نفسه فيتعهدون بالسقي البذور التي ألقوها من قبل .
                    ونحن حين ندعو إلى إعادة النظر في تقويم الرجال لا نريد أن ننقص من قدر أحد ولكننا لا نريد أن تقوم في مجتمعنا أصنام جديدة معبودة لأناس يزعم الزاعمون أنهم معصومون من كل خطأ وأن أعمالهم كلها حسنات لا تقبل القدح والنقد حتى أن المخدوع بهم والمتعصب لهم والمروج لآرائهم ليهيج ويموج إذا وصف أحد الناس إماماً من أئمتهم بالخطأ في رأي من آرائه في الوقت الذي لا يهيجون فيه ولا يموجون حين يوصف أصحاب رسول الله r ورضي الله عنهم بما لا يقبلون أن يوصف به زعماؤهم " المعصومون " ! ويحتمون بحرية الرأي في كل ما يخالفون به إجماع المسلمين ويأبون على مخالفيهم في الرأي هذه الحرية يخطئون كبار المجتهدين من أئمة المسلمين ويجرحونهم بالظنون والأوهام ويثورون لتخطئة ساداتهم أو مواجهتهم بالحقائق الدامغة )اهـ (1)
                    * ويرهق كثير من الكتاب عقولهم في تحديد هوية أولئك المتآمرين وهذا لا مبرر له إذ يكفينا أنهم ( كارهون لما أنزل الله ) فلا نبالي حينئذ أن يكونوا حقاً صنائع اليهودية أو الصليبية أو الماسونية أو الشيوعية لأن الكفر مهما تعددت ألوانه فهو كفر ينبغي محاربته واستئصاله ودين الشيطان لا يعرف الجنسية .
                    * وهؤلاء الذين ما يزالون يتعامَون عن رؤية الواقع الصارخ الذي يؤكد أن هناك مؤامرة وتدبيراً خفياً يستهدف القضاء على الإسلام – غافلون مخدوعون بأصحاب القفازات الحريرية الذين هم " من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " .
                    إن من الغفلة أن نعمى عن أعداء ديننا بل ونتخذهم أولياء من دون المؤمنين وهم – في ذات الوقت – لا يدخرون وسعاً في تحطيم مقومات الأمة وتنفيذ مخططات أعدائها :
                    بأبي وأمي ضـاعت الأحلام أم ضاعت الأذهان والأفهام
                    من حاد عن دين النبي محمد أله بـأمـر المـســلمـين قـيام
                    إن لا تكن أسـيافهم مشـهورة فـينا فتـلك سـيـوفـهـم أقـلام(2)
                    وعلي من أراد الاطلاع للمعرفة وتقنين معارفه ليعرف اين هو واقف فلربما يكون قد وقف علي راس نفسه او كتم انفاسه بنفسه وهو لا يدري فليقرا

                    (1) ( الإسلام والحضارة الغربية ) للدكتور محمد محمد حسين رحمه الله ، ص ( 47-49 )
                    (2) ( غذاء الألباب بشرح منظومة الآداب ) لمحمد بن أحمد السفاريني (2/14) .
                    * وإذا كنا بصدد الحديث عن المؤامرة على المرأة المسلمة كجزء من مشروع استعماري شامل لتغيير وجه الحياة في مصر واقتلاع المجتمع الإسلامي من جذوره فلا ريب يستوقفنا مواقف رضعاء ألبان الغرب والشرق الذين غسلت أدمغتهم في دهاليز الكفر وترعرعوا في كنف الإلحاد وعادوا إلى بلادنا لترتفع على أكتافهم أعمدة الهيكل العلماني من هنا كان لابد من وقفات معهم تبين بالوثائق والأدلة موقفهم من الإسلام وعليه موقف الإسلام منهم .
                    ولئن كان هناك رجال وقفوا حياتهم على هدم الإسلام فلابد أن يكون مصيرهم الهدم ومن عجيب أمر بعض السذج أنهم تأخذهم بأولئك الهدامين رأفة في دين الله وينكرون على من يكشف كيدهم قائلين : " وما يدريك لعلهم تابوا ! ففلان حج أو اعتمر وفلان بنى مسجداً وفلان أعلن أنه يستمع إلى إذاعة القرآن الكريم " !
                    نقول : هذا فهم قاصر لمعنى التوبة في حق هؤلاء فإن من شرط توبتهم أن يتوبوا عن مظالمهم وان يقلعوا عن غيهم ويتبرأوا مما بدر منهم في حق دين الحق ويندموا على ما بارزوا به الإسلام والمسلمين ويعلنوا ذلك على الملأ .
                    وقد يقول قائل : " لعلهم تابوا ولكن حيل بينهم وبين إعلان توبتهم "
                    نقول : هذا محتمل وقد قال الله تعالى : ) إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ( البروج ( 10) وهذا الذي يدعيه اهل هذه التوبة ما يسمي بلغة العصر(غسيل الاموال)مع الفارق ولا ننسي قول الرسول الكريم:
                    ( ..... وإنما الأعمال بالخواتيم )(3)وليس الخةاتيم بنسيان ما مضي الا أنتتوب منه سواء كان حقا لله او لعباده هذه المرادة من الخواتيم
                    والمعرفة بالخواتيم الان مغيبة في خضم المادية المطبقة علينا من كل جانب فلهذا كان من أصول أهل السنة عدم الحكم لمعين بالجنة ولا الحكم على معين بالنار إلا بنص من الوحي وبيان من التشريع وما طابق ذلك من عمل وقبوله الي الله وحده.
                    ولكن هذا لم يمنعهم من أن يجروا أحكام الإسلام على من كان يظهر الإسلام في الدنيا وأحكام الكفر على من أظهره في الدنيا وانشرح به صدره ولم يمنعهم ذلك أيضاً من أن يحذروا من ضلال المضلين وتلبيس الملحدين مع علمهم بأن الخواتيم مغيبة إذ إن ذلك من واجبات الديانة .
                    وحينما نعرض الوثائق التاريخية التي تنطق بإدانة أولئك المتمسلمين الذين رفعوا شعارهم بالصد عن سبيل الله فإن مقصودنا الأول هو تحذير المسلمين من ضلالهم أما القطع بخاتمة شخص معين أو الحكم عليه بجنة أو نار فهذا لا يملكه إلا العزيز الغفار .

                    (3) قطعة من حديث رواه الشيخان – انظر " جامع الأصول " ( 10/220- 221).
                    4

                    ومن هنا يتضح لك الجواب عما رمانا به أحد " عُباد الصليب " وقد أخذته الحمية وتدفقت من قلبه الغيرة على شخصيات تناولها البحث بالنقد فكتب في ( الأهرام )
                    تحت عنوان :" تشويه العظماء " :

                    (إن محاولات هؤلاء المتخلفين وهجماتهم لم تقتصر على أعلامنا الأحياء بل امتدت لتشمل روادنا الراحلين أي أن حقد المتخلفين لم يقف احتراماً للموت بل استطاع أن يتجاوز حواجزه حتى ينفث سمومه هناك حيث رحاب الله وانهالت عليهم تهم الإلحاد
                    والكفر والزندقة وكأن هؤلاء المتخلفين قد ورثوا بابوات روما في العصور الوسطى المظلمة في منح صكوك الغفران لمن يحبونه وحجبها عمن يحقدون عليهم !!
                    ( قلت : أنت أدرى !!) .
                    وقد آن الأوان ليعلم هؤلاء المتخلفون الجهلاء أن السلطة الوحيدة التي تملك حق اتهام الآخرين على وجه هذه الأرض هي السلطة القضائية وذلك بناء على قرائن و شواهد محددة أما أن يتخيل جاهل متخلف أن في قدرته تحديد الذاهبين إلى الجنة والساقطين في الجحيم فإنه بهذا يتدخل في إرادة الله سبحانه وتعالى )اهـ
                    ولا أجد جواباً عليه إلا أن أنقل قوله :
                    ولكي ندرك خطورة ما يجري الآن فلنا أن نتخيل حياتنا الثقافية بدون طابور روادنا العظام وغيرهم ممن حملوا شعلة الثقافة المستنيرة عبر ما يزيد عن قرن ونصف من الزمان ثم أتساءل : ما هو الذي يجمعك يا عابدغير الله مع هؤلاء الرواد " العظام " الذين حملوا مشاعل الاسلام لتنير الادغال وكل الاركان سوى وحدة الهدف ؟
                    إن وثائق الإدانة لهؤلاء الرواد العظام ربما تتزاحم أمامي الآن كل منها يستبق ليحتل السطور القليلة في هذه المقدمة ولكني أرجئ أغلبها وأتخير وثيقة واحدة وهي عبارة مظلمة نطق بها يوماً أحد روادك العظام وهو من هو قد يعرفه القاريء اللبيب منة خلا ل تلك السطور بل ومن بين السطور قال :
                    (لابد من مواجهة الدعوات الإسلامية في أيامنا مواجهة شجاعة بعيداً عن اللف والدوران وإن الإسلام كغيره من الأديان يتضمن قيماً خلقية يمكن أن تستمد كنوع من وازع الضمير أما ما جاء فيه من أحكام وتشريعات دنيوية فقد كانت من قبيل ضرب المثل ومن باب تنظيم حياة نزلت في مجتمع بدائي إلى حد كبير ومن ثم فهي لا تلزم عصرنا ومجتمعنا )اهـ(4)
                    إن الإسلام دين الله الحق لا يهزم أبداً في معركة شريفة ولا يهاب الصراع مع الباطل أياً كان إذ (ليس الخطر الذي يهدد المجتمع الإسلامي ناشئاً عن هذا الصراع فالصراع بين الأصيل والدخيل سنة من سنن الله العليم الحكيم يضرب فيها الحق والباطل
                    ) فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ( الرعد آية 17 ليس هذا الصراع إذاً مصدر خطر بل إنه ربما يدعو إلى التفاؤل والاطمئنان ولكن مصدر الخطر وعلامته هي أن يزول هذا الصراع وأن يفقد الناس الإحساس بالفرق بين ما هو إسلامي وبين ما هو غربي إن فقدان هذا الإحساس هو النذير بالخطر لأنه يعني فقدان الإحساس بالذات فالجماعات البشرية إنما تدرك ذاتها من طريقين معاً : من طريق وحدتها التي تكونها المفاهيم والتقاليد المشتركة ومن طريق مخالفتها للآخرين التي تنشأ عن المغايرة والمفارقة ولذلك كان الخطر الذي يتهدد هذه الوحدة يأتيها من طريقين : الشعوبية التي تفتتها والعالمية التي تميعها فزوال الإحساس بالمغايرة والمفارقة هو هدم لأحد الركنين اللذين تقوم عليهما الشخصية وهذا هو ما لا نريد أن يكون ، نريد أن يظل هذا التمييز بين ما هو إسلامي وبين ما هو طارئ مستجلب – شرقياً كان أو غربياً – حياً في نفوس الأجيال الصاعدة والتالية وهي أمانة تلقاها جيلنا عمن قبله ولابد أن يحملها إلى من يجئ بعده )(5)

                    وأخيراً لا يفوتني في هذا المقام أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من أعان على نشر هذا المقال او قراه
                    والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
                    وتقبلو تحية الاسلام من ابراهيم مرعي--الداعية الاسلامي-وظيفة ورسالة

                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة أحمد هاني مسعد, منذ 4 يوم
                    ردود 0
                    18 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة أحمد هاني مسعد
                    ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 4 أسابيع
                    ردود 0
                    15 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة أحمد الشامي1
                    بواسطة أحمد الشامي1
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 أكت, 2024, 01:29 ص
                    رد 1
                    12 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                    ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
                    رد 1
                    36 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة الراجى رضا الله
                    ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 29 سبت, 2024, 08:36 م
                    ردود 0
                    389 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة أحمد الشامي1
                    بواسطة أحمد الشامي1
                    يعمل...