كرمن في حفل بعاصمة الإقليم
في شبه جزيرة القرم نساء أنقذن الهوية
أطفال ينشدون لجداتهم في الحفل التكريمي (الجزيرة)
محمد صفوان جولاق-القرم
خلف تجاعيد وجه وأيادي كل جدة تترية في إقليم شبه جزيرة القرم جنوبي أوكرانيا حكايات ومواقف من تاريخ حفل بالقهر والمآسي خلال عقود القرن الماضي إبان الحقبة السوفياتية، وهي حقبة ساهمن خلالها في حماية الهوية التترية الإسلامية من الاندثار.
لعدد من هؤلاء النسوة نظم في عاصمة الإقليم حفل تكريمي عرفانا لدورهن في حماية الهوية التترية الإسلامية.
كان للنساء التتريات آنذاك دور كبير وبارز في الحفاظ على الهوية التترية الإسلامية ونقلها إلى الأبناء فالأحفاد، رغم كل التحديات والصعوبات التي تعرض لها التتار.
حرم النظام السوفياتي التتار وغيرهم من ممارسة تعاليم الدين، وحرق ودمر وصادر معظم مساجدهم وكتبهم ومؤسساتهم التعليمية الدينية، ثم هجر تتار القرم قسرا إلى دول آسيا الوسطى وشمال روسيا في 1944، بدعوى الخيانة ومساعدة القوات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية.
وبسبب ظروف الهجرة وسلسلة الإعدامات لقي نحو 300 ألف من التتار مصرعهم، ومعظمهم من الذكور، ليبرز دور المرأة معيلة ومعلمة للأبناء في المهجر، بسبب وفاة الزوج، أو غيابه في ساحات العمل أو الحرب.
التتريات كان لهن دور رئيسي في حماية الهوية الإسلامية للتتار (الجزيرة)
حكايات
تحكي بعض نساء الأمس التتريات وجدات اليوم قصصا من ذكريات تلك السنين.
تقول الحاجة صفية (79 عاما) للجزيرة نت إنها خبأت القرآن الكريم في بطنها كالحامل عندما أمرت بالخروج والهجرة، ثم دفنته في مخزن طعام تحت الأرض في بيتها بأوزباكستان.
وتضيف أنها مزقت كتبا أخرى، وحشت بها ثيابها لتجمعها من جديد فيما بعد، وأكدت أن كثيرات فعلن الأمر نفسه، فالرقابة عليهن كانت أخف من الرقابة على الأزواج.
وتقول الجدة آسيا (81 عاما) للجزيرة نت "منحنا 15 دقيقة لنحمل ما يلزمنا ونخرج من بيوتنا، فجمعت الذهب ومجموعة من الألبسة، ووضعت القرآن داخلها فلم أكشف".
وتضيف "كنا في المهجر نصلي خفية في الأقبية في أوقات متأخرة من الليل، ونخاف أن نعلم الأبناء القرآن خشية أن يرددوه أو يحدثوا غيرهم عنه في المدارس، وبعد أن خفت الرقابة على التدين أواخر السبعينيات، علمناهم سورا وآيات كنا نقرؤها ونحفظها، وكنا حريصين على التحدث معهم باللغة التترية دائما".
أوضاع المسلمين التتار تحسنت بعد زوال الحقبة السوفياتية (الجزيرة)
حفل تكريم
ساهمت الجدات التتريات في الحفاظ على الهوية التترية الإسلامية قدر المستطاع، وتكريما لهن أقام اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" حفلا في المركز الثقافي الإسلامي بمدينة سيمفروبل عاصمة الإقليم، دعيت إليه العشرات.
تقول فاطمة عمرواللايفا رئيسة القسم النسائي في الاتحاد إن "الحفل تكريم رمزي للجدات، وتسليط للضوء على الصعوبات التي واجهنها في حياتهن للحفاظ على مستقبل الأحفاد".
وتخلل الحفل كلمات مؤثرة لبعض هؤلاء النسوة، ومنها كلمة للحاجة علية (75 عاما) وجهتها إلى الأحفاد، دعتهم فيها إلى التمسك بدينهم وثقافتهم التترية "وفاء لمن ضحوا من أجل هويتهم ومستقبلهم، وأعدموا لأنهم صلوا أو حاولوا تعليم القرآن على سبيل المثال".
وقالت علية "من الخيانة ألا يكترث الأبناء والأحفاد بالتعلم وتعليم أبنائهم الإسلام واللغة التترية، في زمن لم يعد ذلك عليهم ممنوعا".
http://www.aljazeera.net/news/pages/...4-46a2571c2665
في شبه جزيرة القرم نساء أنقذن الهوية
أطفال ينشدون لجداتهم في الحفل التكريمي (الجزيرة)
محمد صفوان جولاق-القرم
خلف تجاعيد وجه وأيادي كل جدة تترية في إقليم شبه جزيرة القرم جنوبي أوكرانيا حكايات ومواقف من تاريخ حفل بالقهر والمآسي خلال عقود القرن الماضي إبان الحقبة السوفياتية، وهي حقبة ساهمن خلالها في حماية الهوية التترية الإسلامية من الاندثار.
لعدد من هؤلاء النسوة نظم في عاصمة الإقليم حفل تكريمي عرفانا لدورهن في حماية الهوية التترية الإسلامية.
كان للنساء التتريات آنذاك دور كبير وبارز في الحفاظ على الهوية التترية الإسلامية ونقلها إلى الأبناء فالأحفاد، رغم كل التحديات والصعوبات التي تعرض لها التتار.
حرم النظام السوفياتي التتار وغيرهم من ممارسة تعاليم الدين، وحرق ودمر وصادر معظم مساجدهم وكتبهم ومؤسساتهم التعليمية الدينية، ثم هجر تتار القرم قسرا إلى دول آسيا الوسطى وشمال روسيا في 1944، بدعوى الخيانة ومساعدة القوات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية.
وبسبب ظروف الهجرة وسلسلة الإعدامات لقي نحو 300 ألف من التتار مصرعهم، ومعظمهم من الذكور، ليبرز دور المرأة معيلة ومعلمة للأبناء في المهجر، بسبب وفاة الزوج، أو غيابه في ساحات العمل أو الحرب.
التتريات كان لهن دور رئيسي في حماية الهوية الإسلامية للتتار (الجزيرة)
حكايات
تحكي بعض نساء الأمس التتريات وجدات اليوم قصصا من ذكريات تلك السنين.
تقول الحاجة صفية (79 عاما) للجزيرة نت إنها خبأت القرآن الكريم في بطنها كالحامل عندما أمرت بالخروج والهجرة، ثم دفنته في مخزن طعام تحت الأرض في بيتها بأوزباكستان.
وتضيف أنها مزقت كتبا أخرى، وحشت بها ثيابها لتجمعها من جديد فيما بعد، وأكدت أن كثيرات فعلن الأمر نفسه، فالرقابة عليهن كانت أخف من الرقابة على الأزواج.
وتقول الجدة آسيا (81 عاما) للجزيرة نت "منحنا 15 دقيقة لنحمل ما يلزمنا ونخرج من بيوتنا، فجمعت الذهب ومجموعة من الألبسة، ووضعت القرآن داخلها فلم أكشف".
وتضيف "كنا في المهجر نصلي خفية في الأقبية في أوقات متأخرة من الليل، ونخاف أن نعلم الأبناء القرآن خشية أن يرددوه أو يحدثوا غيرهم عنه في المدارس، وبعد أن خفت الرقابة على التدين أواخر السبعينيات، علمناهم سورا وآيات كنا نقرؤها ونحفظها، وكنا حريصين على التحدث معهم باللغة التترية دائما".
أوضاع المسلمين التتار تحسنت بعد زوال الحقبة السوفياتية (الجزيرة)
حفل تكريم
ساهمت الجدات التتريات في الحفاظ على الهوية التترية الإسلامية قدر المستطاع، وتكريما لهن أقام اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" حفلا في المركز الثقافي الإسلامي بمدينة سيمفروبل عاصمة الإقليم، دعيت إليه العشرات.
تقول فاطمة عمرواللايفا رئيسة القسم النسائي في الاتحاد إن "الحفل تكريم رمزي للجدات، وتسليط للضوء على الصعوبات التي واجهنها في حياتهن للحفاظ على مستقبل الأحفاد".
وتخلل الحفل كلمات مؤثرة لبعض هؤلاء النسوة، ومنها كلمة للحاجة علية (75 عاما) وجهتها إلى الأحفاد، دعتهم فيها إلى التمسك بدينهم وثقافتهم التترية "وفاء لمن ضحوا من أجل هويتهم ومستقبلهم، وأعدموا لأنهم صلوا أو حاولوا تعليم القرآن على سبيل المثال".
وقالت علية "من الخيانة ألا يكترث الأبناء والأحفاد بالتعلم وتعليم أبنائهم الإسلام واللغة التترية، في زمن لم يعد ذلك عليهم ممنوعا".
http://www.aljazeera.net/news/pages/...4-46a2571c2665