رواية عودة الذئب _ عن الشيشان المحتل _

تقليص

عن الكاتب

تقليص

(ذات النطاقين) مسلمة اكتشف المزيد حول (ذات النطاقين)
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 15 (0 أعضاء و 15 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • (ذات النطاقين)
    4- عضو فعال

    حارس من حراس العقيدة
    • 11 فبر, 2010
    • 504
    • طالبة
    • مسلمة

    #91
    جزاكم الله خيرا حاملة اللواء
    وإن شاء الله نردها لك في الافراح عن قريب


    المشاركة الأصلية بواسطة عزام رائد
    لا أنسى
    لا أسامح
    لا أساوم

    شعار يحمله كل شعب محتل ... و لا يفهمه الا من فقد وطنه


    والله يا اخي هذا شعارنا جميعا , لأن كل بلاد الاسلام بلادنا
    عندنا شباب إن سنحت له الفرصة بالذهاب لأرض فلسطين والمجاهدة مع أهلها لن يتخلي عن هذه الفرصة
    أعرف شابا كان طبيبا , اول سنة تكليف له , وجاء تكليفه في رفح بعدما استقرت اموره في رفح وعرف ما يحدث علي الحدود بيننا وبين فلسطين , عبر الحدود علي أمل أن يصل إلي هناك ويجاهد مع أهلها لكن لم يقدر له الله فأعيد إلي مصر وظل معتقلا سنتين إلي أن قامت ثورة 25
    تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
    عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
    حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
    حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




    تعليق

    • (ذات النطاقين)
      4- عضو فعال

      حارس من حراس العقيدة
      • 11 فبر, 2010
      • 504
      • طالبة
      • مسلمة

      #92
      التفتت كاترين الى الصغير الذى تحول الى تمثال صامت يحدق باتجاه واحد فقط, وكأن الحياة قد خلت حوله الا من الذئب, فلم يعد ينظر الى سواه

      أحست الأم بقلقها على الصغير فوضعت حدا للموقف بقولها : أعتقد أنكم بحاجة الى النوم بعد يومكم الشاق

      اتجهت كاترين مع الصغير الى الغرفة التى أعدتها الأم لهما

      وأخذت تتأمل الغرفة ومحتوياتها, كانت غرفة واسعة مريحة, ومرتبة جيدا وتحوى كل الأثاث الضرورى وسبل الراحة

      أخذت الأم تدور فى الغرفة وتتأكد من ان جهاز التكييف يعمل بشكل جيد, وكذلك الإضاءة

      سألتها كاترين بدهشة : يبدو أن جهاز التكييف لم يعمل من مدة طويلة

      قالت الأم : نعم, فمنذ وقت طويل لم يأتينا ضيف

      قالت بدهشة : الا تستخدمون تلك الغرفة الا عندما يأتيكم ضيف؟

      الأم : في كل منزل في القرية غرفة مخصوصة للضيف، تسمى "غرفة الضيف"، جاهزة دوما للإستقبال في أي وقت, ولا أحد من أهل البيت يمكنه استخدامها ، إكرام الضيف واحترامه له مكانة عظيمة لدى الشيشانيين, وخاصة فى القرى

      " فالبيت الذي لا يدخله ضيف- لا تدخله البهجة والسرور "، كما يقول المثل الشيشاني

      كاترين بامتنان كبير : لا أدرى ماذا أقول, ولكنى حقا سعيدة للتعرف باناس مثلكم
      أتمنى الا يتسبب وجودنا هنا فى أية مشكلات أو يعرضكم لأية مضايقات


      اقتربت منها الأم وأمسكت بيديها وهى تبتسم مطمئنة وقالت بلهجة حانية : نامى قريرة البال, واطمئنى
      فمن قواعد إكرام الضيف عندنا، الحفاظ على حياته، والدفاع عن كرامته، وحماية ممتلكاته مهما حدث
      ونحن قوم نحب أن نتمسك بتقاليدنا


      التفتت الأم للصغير, فوجدته قد توسد الفراش واستغرق فى نوم عميق

      اقتربت منه وخلعت حذائه بهدوء ووضعت رأسه على الوسادة برفق, وغطته بالأغطية الثقيله

      قالت كاترين براحه : أحمد الله أنه نام أخيرا

      أردفت بأسف كبير : كنت أظنه لن ينام أبدا بعد ما رآه اليوم, لكم أشعر بالألم والشفقة لحاله

      تنهدت الأم بعمق وقالت بحزن : هناك آلاف من الأطفال مثله, بل وأسوأ حالا منه,
      لهم الله, فهو نعم المولى ونعم النصير


      قالت كاترين : هل يمكن أن أتحدث الى زميلى؟

      الأم : بالتأكيد,

      خرج عمر من حجرة الفتى آدم بعد أن نادته الأم بناء على طلب من كاترين


      قال الذئب بهدوء : هل تشعرين بالراحة هناك؟

      هزت رأسها وقالت باسمة : بالتأكيد, فالسيدة لا تدخر وسعا لطمأنتى واشعارى بالراحة

      قالت بعجب : هل كل العائلات الشيشانية بتلك الحفاوة؟

      قال بتأكيد : كما تقول الأساطير، وُلِد الشيشاني و قطعة حديد في إحدى يديه- رمز المحارب، وقطعة جبن في اليد الأخرى- رمز إكرام الضيف.

      قالت متعجبة : لم يسألونا أى سؤال, لم أتينا, أو من نحن!

      قال بهدوء : خلال الأيام الثلاثة الأولى من غير اللائق أن يٌسأل الضيف أي سؤال,فالضيف لدينا يعيش في البيت كعضو شرف بين العائله.

      تنهدت وقالت : أظن أنك تشعر بالراحة هنا فآدم فتى لطيف, أليس كذلك؟

      شرد قليلا وقال : نعم, يذكرنى بشخص ما

      قالت بعد تردد : أود أن أقول لك شئ, عليك أن تكون أكثر حرصا فى اظهار مشاعرك السلبية تجاه الروس أمام الصغير
      فكما أخبرتك, هو ينظر اليك كمثل أعلى, ويراقب كل حركاتك وتصرفاتك, ويتوحد مع مشاعرك أيا كانت


      التفت اليها وقال بهدوء يشع بالغضب العارم المعربد فى أعماقه : أتظنى أنه ينتظرنى لأعلمه كيف يكره قتلة أهله وشعبه؟

      لم لا تسألينه عن أمه المعتقلة فى جروزنى؟

      لم لاتسألينه أين أباه الآن هل فى إحدى المعتقلات يتجرع العذاب ألوانا بأحط الطرق وأشنعها على الإطلاق

      أم رحمه الله بالإستشهاد فى مقبرة جماعية لم تكتشف حتى الآن

      لم لاتسألينه عن أهله, وماذا يفعلون فى المستشفى الجنوبى؟

      كم منهم لايزال على قيد الحياة

      وكم منهم استشهد متأثرا بجراحه من جراء القصف الروسى؟

      وكم منهم فقدوا أعضاءهم أو أصيبوا بعاهات لن يبرأوا منها مدى الحياة؟

      لم لاتسألينه أين بيته؟

      وهل لازال هناك منه بقايا؟ أم محى من الوجود؟

      الروس لاينتظرون منا أن نعلم أولادنا كراهيتهم, فهم يقومون بهذا الدور ببراعة منقطعة النظير

      وفى كل الأحوال, نحن الخاسرون, يخسر أبناءنا سلامهم النفسى, ويعيشون ماأراد لهم الله البقاء معاقين نفسيا, يحملون أمراضا لا شفاء منها

      ظلت تتأمله وهو يتحدث, وعينيها تتسع بتأثر كبير, وعجز جفناها عن حمل كل هذا القدر من الدموع, فتركتها تنسكب على خديها
      ظلت صامتة لفترة, حتى وجدت أخيرا ما تقوله : اذا فقضية السلام, قضية خاسرة؟


      عقد حاجبيه بشدة وقال بنفس صوته الهادئ الذى يحمل الغضب الكثير : هناك حكمة شيشانية تقول (من لاينشد السلام, يقع فى الحرب)
      وجهت السؤال الى الجانب الخاطئ, عليك أن تسأليهم هم, هل يريدون السلام؟


      قالت بتعاطف كبير : لقد عانيت كثيرا, أليس كذلك؟

      قال مؤكدا : كأى انسان يحيا على هذه الأرض, ويسكن تلك الجبال, يسعى الى الحرية ويرفض أن يترك وطنه للغزاة

      قال منهيا الحوار : والآن عليك الذهاب الى النوم, فغدا أمامنا رحلة شاقة

      اتجه الى باب البيت, فاستوقفته قائلة بدهشة كبيرة : الى أين فى هذه الساعة المتأخرة؟ والجو شديد البرودة

      قال وهو يفتح الباب ليخرج : سأتفقد الطريق, لتأمين المكان

      قالت قبل أن يخرج : فقط سؤال أخير

      نظر اليها فقالت بتردد : هل.....هل زوجتك جميله ؟

      شعرت كاترين بالندم وتمنت لو لم تسأله وذلك عندما شاهدت النظرة الحزينة التى هربت من عينيه قبل أن يخرج بسرعة ويغلق الباب خلفه دون أن ينطق بكلمة أخرى

      تنهدت بعاطفة كبيرة وهى تقول بحنان : أيها الوحيد الغريب

      لكم تفتقد أحضان أهلك وأحبتك,

      لكم تشتاق الى دفء بيتك

      و تراب وطنك
      تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
      عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
      حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
      حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




      تعليق

      • عزام رائد
        4- عضو فعال
        • 12 نوف, 2011
        • 635
        • جهاد الكلمة
        • مسلم

        #93
        يا ريتني ما غبت :(
        شو خلصت الرواية ؟

        تعليق

        • (ذات النطاقين)
          4- عضو فعال

          حارس من حراس العقيدة
          • 11 فبر, 2010
          • 504
          • طالبة
          • مسلمة

          #94
          المشاركة الأصلية بواسطة عزام رائد
          يا ريتني ما غبت :(
          شو خلصت الرواية ؟
          اسفة علي التأخير
          لكني لما لم أجد أي ردود أصبت بإحباط
          لكن علي ك
          لٍ سأكملها لأن نهايتها قد اقتربت
          تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
          عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
          حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
          حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




          تعليق

          • (ذات النطاقين)
            4- عضو فعال

            حارس من حراس العقيدة
            • 11 فبر, 2010
            • 504
            • طالبة
            • مسلمة

            #95
            ذاب الثلج تحت قدميه من وطأة الحرارة المنبعثة من لهيب الحزن والغضب الذى يعربد فى أعماقه, والذكريات تطارده من كل مكان

            عمر .....

            ارتجف قلبه بقوه عندما رأى تلك النظرة الأليمة فى عينى القائد

            كان وجهه يقطر حزنا وأسفا . وعيناه تهربان بعيدا حتى لا تلتقيان بعينى عمر

            ابتلع القائد ريقه وقال بتردد : لقد . لقد قصفوا مخيمات اللآجئين وقوافل المهاجرين

            قاموا بمجزرة بشعة لأهلنا المدنيين

            دمروا ثلاث حافلات مدنية محملة بالمهاجرين وقتلوا جميع من فيها من أطفال ونساء وشيوخ

            عمر....أوصيك بالصبر كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم

            احمد الله واسترجع ...فزوجتك....

            من الشهداء

            زلزل جسده ولم يستطع الوقوف على قدميه وكاد جسده يهوى أرضا, لولا أنه استند بكفيه الى سطح مكتب القائد

            سقط رأسه بين كتفيه وأغمض عينيه بقوة وأخذ جسده ينتفض بعنف

            وضع القائد يده فوق كتفه وهو يقول بحزن عميق : أوصيك بالصبر يا عمر

            خرج صوته مشروخا ممزقا من الحزن والغضب : احترقت أشجار الصبر, واستحالت رمادا تذروه الرياح.

            ولن تعود أبدا الا اذا ارتوت من دمائهم

            طال صمته, ثم رفع رأسه, كان وجهه كقطعة من لهب, وتساقطت حبات العرق على جبينه ووجهه برغم برودة الجو

            أطلت من عينيه نظرة ترجف أعتى القلوب صلابة وبحروف انطلقت من بين أسنانه كسهام نارية قال :
            سنشعل الأرض جحيما من تحت أقدامهم,


            لم يتركوا لنا خيارا سوى القتال حتى الشهادة,

            يجب أن نحرر أرضنا مهما كان الثمن

            أغمض عينيه بحزن بالغ وظهرت عاطفة جياشة فى وجهه وهو يكمل : وليرحم الله شهداءنا


            منذ هذه اللحظه ...........

            والمقاومة لا ينطفئ اوارها,

            سنوات عديدة لم تخمد فيها جذوة المقاومة لحظة واحدة

            قاموا خلالها بضربات موجعة للقوات الروسيه وكبدوا الروس خسائر فادحة

            كانت عملياتهم الحربية مضرب المثل فى الدقة والمهارة واعمال الخسائر الكبيرة فى قوات العدو

            كانوا حقا شوكة فى حلوقهم

            وكلما ظن الروس انهم قضوا على المجاهدين, واخمدوا ثورتهم وسيطروا على الشيشان

            خرجوا اليهم من عمق الجبال بعملية جديدة أشد وأنكى, تحطم الروح المعنوية للجنود فى صفوف الجيش الروسى

            استطاعوا أن يوقعوا بالروس شر هزيمة فى مواقع عديدة حتى أن الجنود الروس كانوا يفرون ويخلفون وراءهم أسلحتهم وعتادهم

            ليثبتوا من جديد أن المقاومة لازالت تسرى فى روح ذلك الشعب الأبى, وأن
            الغازى لا يمكنه أن يتمتع بالنصر لمدة طويلة، حتى ولو بقي قرونًا،


            وهذا ما عبَّر عنه الكاتب الأمريكي "سكوت روبنسون" الذي يكتب لصحيفة الكريستيان ساينس مونيتور- عندما قال
            :


            "من السهل على روسيا أن تعلن انتصارها في الشيشان، لكن الواقع غير ذلك. وفي الوقت الذي يعلن فيه كبار القادة الروس أنه لم يَعُد هناك متمردون،توافينا الأخبار بعكس ذلك، فهناك اشتباكات وعمليات قتالية وضحايا روس"

            هذه الدولة الصغيرة "المشاكسة" أثبتت دوما بما يتوافر لشعبها من قوةالإرادة ورصيد الإيمان أنها دولة عصية على التطويع , وأن شعبها تتأبى عليه نفسه أن يرضى بتذويب هويته وطمس حضارته الإسلامية العريقة

            وكان الذئب واحدا من أشد القادة بأسا على الأعداء, وأشرسهم على الإطلاق, حتى أكسبته عملياته العسكرية البارعة شهرة واسعة بين شباب المقاومة, وجعلت اسمه أمل لكل شاب يتمنى الإلتحاق بكتيبة الذئب

            وكذلك اكتسب شهرة كبيرة بين صفوف الجنود الروس, الا أنها كانت شهرة عكسية تنبع من الكراهية الشديدة والخوف بلا حدود

            فذكره فقط يعنى بأسا شديدا ودماء جنود وضباط مهدرة, وخسائر فادحة فى العدة والعتاد الروسى

            مما جعلهم يطلبون رأسه وبشدة, ورصدت المكافآت الكبيرة لمن يدل على أية معلومات تقودهم الي الذئب, أو حتى تكشف عن شخصيتة الحقيقية الغامضة, التى لا يعرفون عنها شيء

            وباءت كل محاولاتهم للوصول اليه بالفشل

            وكلما حاولوا الوصول اليه, فاجأهم بعملية جديدة تهز صفوفهم وتقوض أحلامهم بالقضاء علي الذئب, أو حتى التوصل الى أية معلومات تقود اليه

            صار أسطورة وأمل وقدوة لكل شباب المجاهدين

            صار رعب وخزى وهزيمة فى نفوس أعدائه,

            صار علامة استفهام كبيرة بعد سؤال بسيط, لا يحتمل سوى اجابة بسيطة : من هو الذئب؟

            هو ذلك الإنسان الوحيد الغريب المتألم, المحترق الفؤاد لفقد أغلى الأحباب

            ذلك الإنسان الذى يحيا فقط ليصنع لنفسه موتة كريمة, ويبنى لنفسه قبرا فى أرض حرة

            ذلك الإنسان الذى كل أمله فى الحياة أن ينال شهادة تحمله ليحيا مع من يحب فى عالم لايعرف الظلم أو الغدر أو الخيانة

            ذلك الإنسان الذى لايرضى سوى بالإسلام دينا مهما بذل من تضحيات, ومهما فقد كل غال




            ألقي عمر برأسه على الوسادة, خائر القوى بعد المجهود الذى بذله طوال اليوم, والسير الذى أضناه طوال الليل, حتى أنه لم يدخل الى غرفة آدم الا بعد أن صلى الفجر,

            وظن أنه لن يستطيع النوم كعادته كل ليلة, ولكنه نام بالفعل

            وكان نومه امتداد آخر لذكرياته وآلآمه ظل يسبح فيها حتى الصباح

            وعندما بدأ يشعر بالحياة من حوله, أحس بشئ ما يستقر بين ذراعيه

            شئ يمتلئ حياة, وتنبعث منه أنفاس تدفئ وجهه

            انتفض مستيقظا, ورفع الغطاء عن رأسه ووجهه ليرى ذلك الشئ الملتصق به

            تأمل ذلك الوجه الملائكى عبر شعاع الضوء القادم من النافذة, وتعجب كثيرا

            كيف استطاع هذا الصغير أن يهرب من كاترين ويدخل الى غرفته دون أن يشعر به أحد, ويختبئ بين أحضانه حتى الصباح؟

            انتبه على صوت طرقات متعجلة على باب الحجرة

            خلص ذراعه برفق من تحت رأس الصغير النائم بعمق, وفتح الباب بسرعة ليجد أمامه كاترين بوجهها القلق

            قالت بسرعة : عفوا اذ أيقظتك ولكن الصغير....

            وضع سبابته على فمه مشيرا اليها لتخفض صوتها, ثم افسح الطريق وأشار بيده الى الصغير النائم فى الفراش

            ولم يكن يتوقع أن تندفع كاترين الى الداخل بسرعة وتقف أمام الفراش تنظر الى الصغير, ثم انحنت تمسح على شعره بحنان وقالت بقلق : يا الهى, لقد أفزعنى حقا, تخيلت أنه رحل وحده

            التفتت الى عمر الذى لايزال متجمدا عند الباب المفتوح

            اتسعت ابتسامتها وهى تقول : انه يحبك, ولا يشعر بالأمان الا فى جوارك.
            لك تأثير عجيب على كل من يقترب منك

            كانت نظرات الإعجاب تشتد من عينيها ثم انقلب الإعجاب فجأة الى ضيق شديد واحباط عندما خفض بصره وأشاح بوجهه الى الحائط متجنبا النظر اليها

            قال بصرامة وهو يهم بمغادرة الحجرة : استعدى,علينا الرحيل فى أسرع وقت

            تناولوا افطارهم, ثم قاموا بتوديع الأسرة الطيبة الكريمة التى استقبلتهم

            وشكرتهم كاترين بامتنان كبير لحسن ضيافتهم

            ولم تنس الأم الطيبة أن تجهز لهم كمية من الطعام ليتزودوا بها فى رحلتهم

            طوال الطريق وكاترين تحاول باستماته جذبه للحديث من جديد

            الا أن صمته هذه المرة كان أشد وأقوى

            وكلما اضطر للكلام كان يرد عليها باجابات مقتضبه للغاية, مما أورثها شعورا بأن سؤالها الأخير الذى سألته اياه هو السبب فى ذلك الجدار السميك الذي بناه حول نفسه

            ترى هل تجاوزت منطقة محرمة لديه؟

            كان السؤال يلح عليها بشدة. لكنها انتبهت فجأة عندما أوقف السيارة وتكلم أخيرا : سأتركك هنا, ادخلى هذه القريه التى أمامك, ستجدى هناك ممثلى اللجان الدولية والصليب الأحمر ومخيمات اللآجئين

            نزلت من السيارة ببطء وقالت بصوت رقيق وهى تبتسم له : أشكرك لكل ما فعلته لأجلى

            لم يرد عليها, بل لم يلتفت اليها

            فانتقلت عيناها تلقائيا الى الصغير ومسحت على شعره وقالت بحنان وهى تنظر فى عينيه الوديعتين : كنت أتمنى أن أظل معك حتى تعود الى أهلك وأطمئن عليك
            أنا متأكدة أنك ستكون فى أمان معه

            قبلت رأس الصغير بحب وتنهدت بعمق وهى تقاوم دمعة تصر على مغادرة جفنيها : وداعا يامن لا أعرف اسمه
            أتمنى حقا أن تعود لأهلك,
            فليرعاك الله


            التفتت الي الذئب قائله : أتعلم أن هناك تشابه كبير بينكما, أنت أيضا لا أعرف اسمك

            أدركت تماما ان سؤالها الضمنى لن يحظى باجابة سوى صمته المعتاد, لكنها لم تغضب من صمته هذه المرة, بل قالت بصدق :
            سأنشر كل ما سمعته ورأيته ..أعدك أن يصل صوتكم الى العالم


            قال ساخرا دون أن يلتفت اليها : ان كان للعالم آذان . فليس لهم قلوب ..ورغم كل مايفعلوه بنا فسوف نعود وننتزع حريتنا بأنيابنا

            ارتجف قلبها من كلماته وهى تراقبه وهو ينطلق بالسيارة بسرعة, ورحلت عيناها خلفه باعجاب كبير, ثم رفعت احدى حاجبيها لأعلى وهمست بابتسامة كبيرة :أنا واثقة من أننا سنلتقى ثانية


            دخلت القرية وظلت تبحث عن زملائها حتى وجدتهم واستقبلوها بفرحة وترحاب كبير بعد أن ظنوا أنها اختطفت

            وهب المصور المرافق لها من مكانه وهو يهتف بدهشة عارمة : كاترين, أين كنتى؟ وكيف وصلتى الى هنا؟

            قالت وهى تنظر الى مدخل القرية هناك حيث رحل الذئب : لو قلت لك اننى جئت الى هنا فى رعاية ذئب ..ما صدقتنى

            فجأة دب فى أطرافها نشاط غريب وقالت بحماس وهى تتجه بسرعة الى الحمام : أحتاج الى أخذ حمام وتبديل ملابسى بسرعة, فعلى المغادرة الآن

            سألها المصور بدهشة عارمة : الى أين؟

            هل نسيت أن علينا العودة الى الديار غدا؟


            قالت بسرعة :لن أعود, فلم أكمل موضوعى بعد, عليك بتدبير سيارة لنا, سترافقنى الى المستشفى الجنوبى

            قال بذهول : ماذا؟

            التفتت اليه والتمعت عيناها ببريق عجيب : حدسى يخبرنى أن قصة كبيرة بانتظارى هناك
            تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
            عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
            حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
            حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




            تعليق

            • حاملة اللواء
              مشرفة شرف المنتدى
              عضو مجموعة الأخوات

              • 24 ديس, 2010
              • 1969
              • طاعة الله
              • مسلمة

              #96
              المشاركة الأصلية بواسطة (ذات النطاقين)
              اسفة علي التأخير
              لكني لما لم أجد أي ردود أصبت بإحباط
              لكن علي ك
              لٍ سأكملها لأن نهايتها قد اقتربت
              لا عليك أخية فأنت أعلم بالظروف نسأل الله أن يفرجها على الجميع
              أكملي بارك الله فيك فما زلنا متابعين



              روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
              وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



              تعليق

              • عزام رائد
                4- عضو فعال
                • 12 نوف, 2011
                • 635
                • جهاد الكلمة
                • مسلم

                #97
                المشاركة الأصلية بواسطة (ذات النطاقين)
                اسفة علي التأخير
                لكني لما لم أجد أي ردود أصبت بإحباط
                لكن علي ك
                لٍ سأكملها لأن نهايتها قد اقتربت
                خلص مادامت الرواية شغالة مش رح أحاول أوصل القدس مرة ثانية <_< !! فعلا انا حبيت الرواية ... متابع
                احمد الله واسترجع ...فزوجتك....

                من الشهداء

                :(





                تعليق

                • (ذات النطاقين)
                  4- عضو فعال

                  حارس من حراس العقيدة
                  • 11 فبر, 2010
                  • 504
                  • طالبة
                  • مسلمة

                  #98
                  وصل الذئب الى المستشفى الجنوبى, وهناك قابل مدير المستشفى وحكى له قصة الصغير الذى لم يتكلم كلمة واحدة منذ التقاه

                  وكان الطبيب رحيما ومتفهما الى أقصى مدى, فتطوع برعاية الطفل والبحث عن أهله, وأوصى احدى الممرضات باحتضانه ورعايته حتى يعثر على أهله

                  شكره عمر كثيرا ورحل

                  رحل دون أن يودع الصغير, أو حتى ينظر فى عينيه

                  فلم يعد فى قلبه مكان لألم فراق جديد

                  لم يعد هناك مكان لحزن, فقد طفح الكيل وزاد

                  رحل وحيدا...........

                  فعليه العودة الى المجاهدين, الى حياة الجهاد والسلاح, تلك الحياة التى لايعرف غيرها من أعوام بعيدة

                  منذ أن فقد كل أحبته, ولم يعد له فى هذه الحياة رفيقا سوى سلاحه

                  منذ أن فقد بيته, وأصبحت كهوف الجبال بيتا له

                  رحل وحيدا, لايحمل معه شئ سوى ذكرياته,

                  وأمل............

                  أمل أن يعود يوما الى وطنه ليدفن هناك بين أهله وأحبته الذين رحلوا

                  هل يمكن أن يراها مرة أخرى قبل موته؟

                  وقف بجوار السيارة, ورفع هامته, وامتد بصره بعيدا عابرا الأميال والمسافات

                  هناك, وكأنه يراها, وكأنه يشم عطرها الذى يدفئ قلبه رغم البعد

                  قد تمحى جروزني عن الخريطة كما يتمنون ويقولون

                  ولكن هل يمحى المعنى!

                  الرعب أو الرهب ..

                  تلك هى جروزنى

                  سميت باسم قيصر روسيا "إيفان الرهيب"

                  لم يكن يخطر بباله أن الاسم الذي اختاره لها كان ضده لا له ، فقد كانت دائماً شديدة عليهم

                  سنة 1818 أراد الجنرال يرملوف أن يجعل من تلك المدينة أو الحصن آنذاك رمزا للإرهاب أو الرعب الروسي, حتى لا تستيقظ جذوة الجهاد وروح النضال وحب الحرية في نفوس الشيشانيين على مر الأزمان ..

                  يرملوف, عمل الإستراتيجية ذلك الزمان ..

                  لكن إستراتيجيتهم الآن,هى محو جروزني عن الخريطة ..

                  ولكن...محو جروزني يعني تهجير آلاف المواطنين الشيشان المسلمين من ديارهم..

                  قسما من المهجرين سيذوبون في الشعب الروسي, وعندها, علينا كمسلمين محاربتهم انذاك لأنهم معتدون واعداء..

                  وقسماً منهم سيذوبون في بقية الشعوب يسهل السيطرة عليها .

                  إما بقية العظمى سيلجأون إلى الجبال ويعيشون مع البورز صديقهم الوفي (( البورز أي الذئب )) وعلى مر الأيام والأزمنة ستعاود تلك القبائل الجبلية الشرسة محاربتهم لبني جلدتهم الذين ذابوا في الشعب الروسي.

                  وهذا هو الجنون بعينه, ولكنه حدث!

                  حدث عبر مئات السنين من الحروب المتواصلة

                  يتمنى الروس محو جروزني في التاريخ

                  واذا اختفى الرمز هل سيختفي المعنى !

                  لقد انقلب المعنى إلى الضد

                  فكل لغات العالم تنطق بـ(جروزني)

                  أصبحت تلك الكلمة رمزا,ً

                  بمعادلة رياضية قلبت معادلات الأرقام في الحسابات العسكرية في العالم لصالح المناضلين ضد إرهاب واستعمار الدول

                  جروزني, أو كوكاسيا

                  (بوابة آسيا)

                  قلب القوقاز

                  فطالما اللغات تحمل المعاني, معيدة إلى الذاكرة جروزني .. المخيف , المرعب , الرهيب ..

                  فلا تزال بوابة آسيا عصية على الروس

                  والمقاومة الشيشانيّة ستستمرّ على الجبال وفي أيّ مكان

                  طالما هناك شيشانيّ واحد ينبض قلبه إيمانًا ويدافع عن بلده وعن حريته،

                  وإنّ الله ناصر لعباده،

                  وسيأتي يوم يندم فيه الروس على غطرستهم.

                  لم يدرى كم من الوقت ظل واقفا بجوار سيارته أمام المستشفى

                  فقد جرفته ذكرياته وأفكاره بعيدا من جديد

                  لكن يدا امتدت اليه لتعيده قسرا الى محيطه الذى لم يغادره سوى بعقله وأفكاره فقط

                  أدرك أخيرا أنه لم يرحل بعد

                  وعندما استدار ليرى صاحب اليد التى أعادته الى الواقع

                  فوجئ بعينى الصغير تتطلعان اليه بتوسل

                  ورغما عنه قرأ ما فيهما تلك الكلمة التى حاول كثيرا تجنبها

                  (ابق معى)

                  لم يعد الهروب يجدى

                  وعليه المواجهة

                  نزل على احدى ركبتيه واقترب من الصغير, وتطلع برهة الى عينيه

                  لكنه هز رأسه وقال بحسم : لا أستطيع, يجب أن أعود الآن
                  انت هنا فى أمان
                  اطمئن, سيجدوا أهلك, وستعود الى أحضانهم من جديد


                  هب من مكانه بسرعة واتجه الى السيارة وفتح بابها, وهم بالركوب حتى لا يرى دموع الصغير التى تجمعت بغزارة فى عينيه

                  أبى..

                  تجمد تماما فى مكانه, وعصفت الدهشة بعقله وقلبه

                  التفتت ببطء الى الصغير الذى بدأت دموعه فى الهطول, ليسمعه من جديد يردد باصرار : أنت أبى

                  لم يدرى مايمكن أن يقوله,

                  ولا كيف يتصرف,

                  فظل على صمته للحظات,

                  حتى نطق أخيرا : أنا...لست.....


                  انعقد لسانه وعجز عن النطق,


                  واتسعت عيناه بشدة,


                  وارتج قلبه بعنف,


                  حينما أخرج الصغير من جيبه شئ يعرفه جيدا


                  حافظة سوداء صغيرة


                  حافظة زهرة

                  ومن داخل الحافظة أخرج صورة ضوئية أعادت اليه ذكرياته دفعة واحدة

                  صورته مع زهرة




                  تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
                  عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
                  حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
                  حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




                  تعليق

                  • (ذات النطاقين)
                    4- عضو فعال

                    حارس من حراس العقيدة
                    • 11 فبر, 2010
                    • 504
                    • طالبة
                    • مسلمة

                    #99
                    المشاركة الأصلية بواسطة عزام رائد
                    خلص مادامت الرواية شغالة مش رح أحاول أوصل القدس مرة ثانية <_< !! فعلا انا حبيت الرواية ... متابع

                    :(





                    يعني كنت هتروح القدس بس الرواية هي اللي عطلتك , طيب مش تقول من زمان كنت نزلتها مرة واحدة

                    قربت علي النهاية , واستعد للذهاب للقدس خلال هذا الاسبوع
                    تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
                    عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
                    حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
                    حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




                    تعليق

                    • عزام رائد
                      4- عضو فعال
                      • 12 نوف, 2011
                      • 635
                      • جهاد الكلمة
                      • مسلم

                      يعني كنت هتروح القدس بس الرواية هي اللي عطلتك , طيب مش تقول من زمان كنت نزلتها مرة واحدة

                      قربت علي النهاية , واستعد للذهاب للقدس خلال هذا الاسبوع
                      لا مش هيك ... قصدي انه انا كنت غايب عشان كنت بدي اروح على المسيرة العالمية للقدس gm2j "لكن ما عرفت أوصلها" و لما رجعت لقيت انه الرواية ما نزلت بأجزاء جديدة عشان هيك تفاجأت ^^"
                      و عشان قلتي انه ما حد متابع فقلت "يا ريتني ضليتني متابع" ^^"

                      تعليق

                      • (ذات النطاقين)
                        4- عضو فعال

                        حارس من حراس العقيدة
                        • 11 فبر, 2010
                        • 504
                        • طالبة
                        • مسلمة

                        أيها الأحباب في الشيشان صــبراً إن من ينصر حقاً يستميـــــتُ

                        أيها العالمُ ما هذا الســـــكوتُ أوما يؤذيك هذا الجــــبروتُ؟

                        أوما تُبصر في الشيشان ظلمــــاً أوما تُبصر أطفالاً تمـــــوتُ؟

                        أوما يُوقظ فيك الحسَّ شعــــبٌ جمعُه من شدَّة الهول شَتِــــتُ؟

                        أرضه تُصلى بنيران رصــــاصٍ وشظايا هُدمت منها البيــــوتُ

                        أوما تُبصر آلاف الضحايـــــا

                        ما لها اليوم مقيلٌ أو مبيــــتُ؟

                        شرَّدتها الحربُ في ليلٍ بهيــــمٍ ما لها في زحمة الأحداث قُـــوتُ

                        تأكل الأخضر واليابس حـــربٌ كل ما فيها من الأمر مقيــــتُ

                        أين منها مجلس الأمن ومــــاذا صنع الحلفُ وأين الكهنُــــوتُ؟

                        أيها العالمُ ما هذا التغاضـــــي كيف وارى صوتك العالي الخفـوتُ؟

                        أوما صُنعت قوانين ســـــلامٍ عجزت عن وصف معناها النُعـوتُ؟

                        قاذفات الروس إعلان انتهــــاكٍ لقوانينك ، واللًّص فَلُـــــوتُ

                        فرصة أن تُعلن الحق ولكـــــن فرص الحق على الباغي تفـــوت

                        ربما تعلن قول الحق لكـــــن بعد ما يعلنه في البحر حــــوت

                        أيها الأحباب في الشيشان صــبراً إن من ينصر حقاًيستميـــــتُ

                        إن يكن للروس آلات قتــــالٍ فلنا في هجعة الليل القنــــوتُ


                        أعجبتني فنقلتها
                        تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
                        عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
                        حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
                        حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




                        تعليق

                        • عزام رائد
                          4- عضو فعال
                          • 12 نوف, 2011
                          • 635
                          • جهاد الكلمة
                          • مسلم

                          آآآآهآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
                          الولد الصغير هو إبن عمر نفسه ×_× !!؟؟
                          كنت رح أحكي عنه "لبط"



                          تعليق

                          • (ذات النطاقين)
                            4- عضو فعال

                            حارس من حراس العقيدة
                            • 11 فبر, 2010
                            • 504
                            • طالبة
                            • مسلمة

                            حمله فوق كتفه وانطلق يجرى به بعيدا


                            كان الخوف يعبث بقلبه


                            لقد عادت اليه الآلام من جديد, وكأنما لم تمر السنون, وكأن الزمن قد توقف عند تلك اللحظة الأليمة


                            لحظة موت مالك


                            أول ألم شعر به فى حياته, وأقسى ألم


                            وبرغم سيل الآلام التى عاناها عبر حياته القصيرة


                            الا أن المرة الأولى تبقى دائما هى الأشد والأقسى على النفس والروح


                            ما أشبه اليوم بالبارحة


                            أعادت اصابة جوهر الى عقله حادثة استشهاد مالك, وكأنما حدثت الآن


                            أخذ يسترجع ماحدث


                            لقد تم الهجوم على موقع كتيبته ومحاصرتها فوق الجبل


                            لكن جنوده المجاهدين قاتلوا بشراسة واستبسال لفك الحصار


                            ونجحوا أخيرا فى دحر الروس الذين تراجعوا تحت وطأة نيران المجاهدين


                            وتفقدالذئب رجاله, ليجد جوهر مسجى على الأرض وصدره ينزف بغزارة, وأحمد يحتضن رأسه, ويضع يده على صدره محاولا ايقاف النزيف


                            نزل على احدى ركبتيه وقال لأحمد بقلق : كيف حاله؟


                            قال أحمد والخوف يملأ عينيه : اصابته شديدة


                            نظرالذئب فى وجه جوهر الشاحب, وعقد حاجبيه بقلق


                            أحمد : علينا نقله الى المستشفى على الفور


                            بدأ الشرود يحتل عقله وهو يستمع الى جوهر بصوته الواهن: لن يجدى, لن يسعفكم الوقت بعد أن دمروا السيارة, والطريق الى المستشفى طويل
                            لدى طريق أقرب بكثير



                            احتضن السماء بعينيه وقال بابتسامة شاحبة : طريق الجنة


                            اعتصرالذئب عينيه بقوة, وهز رأسه, وكأنما يريد ابعاد صورة ما تصر احتلالها


                            فتح عينيه ليجد أمامه وجه آخر, وجه يألفه ويحبه كثيرا


                            أشاح بوجهه وأغلق عينيه بألم, وهو يحاول باستماته أن يبعد عن عينيه ملامح مالك التى احتلت قسرا وجه جوهر
                            مما جعل جوهر يقول بحزن : هل ملامحى قاسية الى هذه الدرجة؟
                            رغم كل شئ, كان العمل فى فريقك هو أفضل شئ حدث لى على الإطلاق
                            لقد كانت الأيام التى قضيتها بصحبتك من أفضل الأيام التى قضيتها فى حياتى
                            لقد علمتنى الكثير ....
                            كنت أعلم أنك فى النهاية ستقودنى الى الجنة



                            عجز عمر عن تحمل كلمة اخرى


                            أخذ نفس عميق, وهز رأسه بقوة, وأجبر نفسه على النظر فى وجه جوهر, وحاول أقصى جهده استعادة ملامحه الأصلية


                            فجأة, أطبق بيده على ملابس جوهر وهو يقول بغضب : لازال الوقت مبكرا يا فتى, أتظن أن الوصول الى الجنة بتلك السهولة؟
                            عليك أولا أن تدفع مهرها



                            رفعه عمر بذراعه وحمله فوق كتفه وجوهر يتأوه


                            هتف أحمد بدهشة : الى أين تأخذه؟ الطريق طويل, لن تقدر


                            قال بعزم : فعلتها من قبل
                            والآن, على أن أحاول من جديد




                            .................................................. .................................................. .................

                            وضم عمر جوهر برفق على المحفة الطبية ذات العجلات, ووقف يراقبه وهو يتجه اليحجرة العمليات, ولكنه مرة أخرى عجز عن النظر فى

                            وجهه عندما تذكر مالك, فابتعد متألما وألقى ببصره الى نافذة قريبة

                            وبعد فترة, شعر بيد قوية تربت على كتفه, التفت ببطء الى القائد الكبير الذى قال باعجاب: تبهرنى دائما بأفعالك
                            لقد نجحت فى انقاذ حياته



                            أغمض عينيه وقال براحة : حمدا لله


                            وقف القائد بجواره يتطلع الى الجبال البعيدة عبر النافذة وهو يقول : ما رأيك فى هذا الشاب ؟


                            صمتالذئبقليلا ثم قال : يشبه شخصا كنت أعرفه


                            ابتسم القائد وقال : لهذا اخترته من بين 50 شابا وأرسلته اليك , كنت أعلم مدى احتياجك لإنسان مثله


                            صمت القائد قليلا ثم قال : عمر..لم لا تعود الى بيتك؟
                            أستطيع تدبير هوية جديدة لك, كما أن الروس لا يعرفون شخصيتك الحقيقية



                            أطرق عمر بحزن ثم رفع رأسه وقال بأسي : ولمن أعود ؟ لقد رحل الأحبة جميعا


                            القائد بتعاطف : أتخشى من ألم الذكريات؟


                            تنهد بعمق وقال بحنان أبوي : لم أخش عليك يوما من الموت, ولا من الأسر وما يمكن أن يفعله الروس بك ..

                            ولكن كل ما أخشاه أن تسحق الأحزان روحك, سيظل الحزن يأكل من قلبك وشبابك حتى يفنيك بأسرع مما تفعل رصاصات الأعداء
                            انظر لنفسك يا بنى, انك لم تغادر العشرينات بعد



                            أغمض عمر عينيه بألم وقال بصوت يقطر حزنا : لقد كانت تحمل طفلى الأول, لكم تمنيت أن أحمله, أضمه الى قلبى, أسمع بكاءه, ألمس وجهه الصغير وأصابعه الدقيقه


                            القائد باشفاق : هون على نفسك يا بنى فلست وحدك المكلوم


                            أشار الى الجبال البعيدة وقال : كل من يحيا على هذه الأرض, وفى تلك الجبال, مصاب بجراح قد لا تندمل مدى الحياة
                            لكن الحياة لابد وأن تستمر ولابد أن نحياها طالما كتب الله لنا الحياة



                            عمر بأسي: لكم دعوت الله أن أموت شهيدا لألتقى بأحبتى .. انتظرت طويلا أن يأتى الموت لكنه لم يأتى


                            القائد بعطف : لكن الله كتب لك الحياة فيجب أن تخضع لمشيئته


                            صمت قليلا ثم قال : عمر .. لقد رزقك الله الصبر ولكنى أرى أنك بحاجة الى أن ترتقى الى درجة أعلى ..
                            أنت بحاجة الى الرضا ..فارض يابنى بما قسمه الله لك وعش حياتك بما يرضى الله حتى يحين أجلك الذى كتبه الله لك ..
                            تزوج واعمل وعمر هذه الأرض
                            فلا يعقل أن نتركها اليهم ليعمروها ونظل نحيا فى الجبال
                            أما ان كنت عاجز عن تحمل الذكريات الأليمه, فلن أكلفك مالاتطيق
                            ولكن لدى حل آخر..



                            صمت قليلا ثم قال : ما رأيك أن تعود الى مصر؟


                            نظر اليه باستنكار وقال بألم : وحدى؟


                            القائد : نعم, ربما يشفى جراحك هواءها ونسيمها وذكريات طفولتك وصباك , وربما تجد هناك من تتزوجها وتستطيع أن تخفف من أحزانك


                            هز عمر رأسه نفيا ببطء, ومد عينيه الى قمم الجبال البعيدة : لم يعد بامكانى أن أعود الى مصر..
                            أصبحت جزءا من هذه الأرض وقطعة من هذه الجبال , كل أحبتى هنا .
                            ان كل ما أتمناه الآن أن أموت وأدفن بجوارهم حتى لا أستوحش فى حياتى وفى قبرى أيضا



                            زفر القائد بأسى وقال باشفاق : ما رأيك فى رحلة أخرى؟ زيارة الى بيت الله الحرام؟


                            التفت عمر اليه وظهر فى عينيه الحنين وقال : نعم ..نعم ..أتوق الى هذه الزيارة بكل جوارحى


                            قال بحزن : لكم تمنيت أن تكون زهرة معى فى هذه الرحلة, لكم تمنت أن ترى بيت الله الحرام بعينيها


                            القائد : هون على نفسك يا عمر ..فإنها شهيده


                            أغلق عمر عينيه بقوة وقال : ولكنى أشعر بها حولى فى كل مكان, لاترى عينى سواها, ولاتسمع أذنى الا صوتها


                            القائد بتعاطف : ارض يابنى, ارض بقضاء الله حتى يرضيك الله
                            سأرحل الآن لأدبر لك الرحلة التى اتفقنا عليها, وعندما تعود, سيكون لناحديث آخر, ربما تصبح أكثر قدرة على تقبل فكرة زوجة جديدة وحياة جديدة



                            همس بحنين جارف وهو يعصر عينيه ألما : ولكن قلبى لا يسع سوى زهرة واحدة


                            سمع صوتها يشدو فى قلبه : وستظل تحيا فى قلبك ترتوى من حبك لهذه الأرض


                            تنهد بعمق وقال : آه يا أحبتى ..كم أشتاق اليكم


                            رفع عينيه الى السماء وقال برجاء : رب لا تذرنى فردا وأنت خير الوارثين



                            تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
                            عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
                            حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
                            حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




                            تعليق

                            • (ذات النطاقين)
                              4- عضو فعال

                              حارس من حراس العقيدة
                              • 11 فبر, 2010
                              • 504
                              • طالبة
                              • مسلمة

                              لأول مرة منذ زمن بعيد تطل أنهار الرضا من عينيه وتنفرج أساريره بابتسامة حانية تمتلئ حبا وشوقا

                              لم يصدق أبدا أن بامكانه أن يستعيد ذلك الشعور الرائع الذى فقده من سنين طويلة,

                              حمله وضمه الى صدره بذراعيه, كما لو كان يتمنى أن يذوب فى دمائه ليملأ قلبه

                              أبقى عينيه مغمضتين بقوة وكأنما يتمنى أن يدوم ذلك الشعور للأبد

                              ملأ صدره بتلك الرائحة التى افتقدها طويلا, رائحة الحياة

                              لكم عاش طويلا ميت بين الأحياء, أو حى بين الأموات

                              حتى أتى ذلك الصغير الجميل ليعيد اليه كل المشاعر التى افتقدها طويلا

                              وكأنما تجمع فيه كل من أحبهم فى حياته

                              حب زهرة,

                              حنان مالك,

                              عطف محمد

                              احتضن طفله الذى لم يراه أبدا بقوة كبيرة,

                              وكأنما يحتضنهم جميعا,

                              وهمس فى أذنه بشوق عارم : مالك

                              أخذ يمسح على ظهره وشعره

                              أبعد رأسه قليلا عنه وأخذ يتحسس ملامحه الصغيرة بأنامله, وكأنما يريد أن يحفظها فى قلبه, ثم أمسك بيده وانهال يقبل أصابع يديه الصغيرة بحب طاغى

                              انطلق فيض الحب والحنان المكبوت طويلا فى أعماقه,

                              انطلق سيلا يحطم كل السدود ليتحول الى أنهار من القبلات أغرق بها صغيره الذى أعاد الى قلبه دماء الحياة لينبض بالحب من جديد,

                              وأشرقت ابتسامته من جديد لتذيب جليد حرمان السنوات الطويلة



                              سأعود من أجلها..


                              .................................................. .....................................


                              رفعت كاترين عينيها عن الصورة الفوتوغرافية الصغيرة التى تحملها بين أصابعها, وأخذت تتأملالذئب بذهول

                              كان يجلس الى منضدة مستندا بمرفقيه اليها ورأسه بين كفيه, وحول المنضدة جلست هى والقائد وسيدة أخرى لا تعرفها,

                              أما الصغير, فقد كان نائما فى الدور العلوى

                              أرادت كاترين أن ترد عليه, كانت تحمل الكثير والكثير من الكلمات التى يمكن أن تقال

                              لكنها هربت كلها من رأسها عندما فاجأها بعد الصمت الطويل بكلماته الممتلئة باصرار وعناد لم تقابل مثله فى حياتها

                              أدارت عينيها فى وجوه الجميع علها تجد من يقول كلمة تثنيه عن عزمه

                              لكنها أدركت أن حالة الذهول التى أصابتها قد أصابت الجميع أيضا

                              شخص واحد فقط من الجلوس استطاع أن يكسر حالة الصمت التى طغت على كل من فى الحجرة

                              وبعينين سكنتهما الدموع فلا هى عادت من حيث أتت, ولا هى غادرت الى خديها قالت أم مالك وزهرة بصوت يقطر بالألم : لم تفعل مافعلته الا لأنها كانت تريد انقاذك
                              بمجرد أن وصلنا نبأ اصابتك ونقلك الى مستشفى فى جروزنى, لم تستطع البقاءليلة واحدة, فاصطحبت مالك وغادرت الى جروزنى, وأصر خالد على مرافقتها حتى لا تكون وحيدة

                              تنهدت بألم وهى تكمل : كان الأمر كله مجرد خدعة لإستدراجها الى جروزنى لتقع فى قبضتهم
                              لقد جاءت الطعنة من شخص شديد الثقة, لم نكن ندرى أنهم استطاعوا شراءه
                              لا أحد يمكن أن يتوقع ابدا أنه خائن


                              ضرب المنضدة بقبضته بغيظ شديد وهب واقفا, ثم استدار الى النافذة ليخفى الغضب الرهيب الذى غزا ملامحه

                              قال بعد صمت : تلك هى معركتنا الحقيقية
                              مع الخونة والعملاء
                              لن تدرى أبدا من أين تأتيك الطعنه


                              استند بكفيه الى النافذة وطال صمته, وخيم الصمت على الجميع,

                              لقد نجت زوجته من موت محقق عندما فاجأها المخاض بعد تركه لها بسويعات قليلة

                              تخلفت عن حافلة المهجرين التى كان يجب أن تركبها

                              أنقذها مالك الصغير من هلاك محقق

                              وفى نفس اللحظة التى عرف فيها بنجاتها, صدمته الحقيقة المؤلمة

                              فهى الآن أسيرة بين أيديهم, بين أيدى الأعداء

                              تنتظر أن يبادلوها به

                              فاما حياته ....أو حياتها

                              نطق أخيرا بصوت ينتفض غضبا : لم أكن أتوقع أن هناك ما هو أشد وأقسى على النفس من الوحدة وفقد الأحبة
                              جحيم الإنتظار وأن تكون سببا فى ايذاء أقرب الناس اليك
                              سأعود من أجلها مهما كان الثمن


                              هتفت كاترين بعد أن عجزت عن الصمت : هل جننت؟ أتريد أن تحقق لهم ما يريدونه؟
                              لن يتركوك حيا أبدا, اذا ما وضعوا يدهم عليك
                              يمكننا ان ننقذها بطريقة أخرى
                              أستطيع أن أحرض عليهم الصليب الأحمر, ومنظمات حقوق الإنسان, بامكانهم التدخل و.......


                              التفتت اليها عمر ببطء وهو يقول : يبدو أنك لم تدركى بعد طبيعة الصراع الروسى الشيشانى
                              استطاعت روسيا اقناع العالم أن القضية هى شأن روسى داخلى, وأن الشيشانيون ماهم الا مجموعة من المجرمين الخارجين على القانون الروسى


                              هتفت بغضب : مابك؟ أتلك هى نظرتك للأمور

                              قال بأسى : بل نظرة العالم الينا والى قضيتنا

                              لن يتدخل أحد من أجل مجموعة ينظرون اليها كارهابيين, خاصة فى ظل التحالف العالمى الذى تقوده أمريكا ضد الإرهاب
                              وطالما أننا مسلمون, فنحن اذا........ مدانون


                              هتفت كاترين بعناد : لا يمكن أن تيأس الآن, هناك الكثيرين يؤمنون بعدالة قضيتكم ويتعاطفون معكم

                              قال : ولكنهم للأسف, ليسوا فى موقع سلطة, أو بيدهم قوة يمكن أن تساعدنا
                              ليس لنا سوى ثقتنا بالله, ومواصلة المقاومة والصمود حتى نحرر أرضنا ولو بعد آلاف السنين


                              هتفت كاترين : وماذا عن صغيرك؟ الى من تتركه, وماذا سيكون مصيره بعد رحيلك ورحيل أمه؟

                              قال ببطء : له الله.. ثم جدته وخالته, وكل الشيشانيين, هم أهله

                              كاترين : اذا فلقد اخترت .......حياتها مقابل حياتك

                              نظر اليها وقال : بل حياتى مقابل حريتها

                              عقدت حاجبيها بدهشة وتساءلت بشك : تقصد زوجتك؟

                              أخيرا تحدث القائد قائلا بحزم : ومن أجل هذا فأنا أمنعك من العودة
                              لا يمكننى التضحية بقائد مثلك
                              المقاومة تحتاجك بشدة,
                              نستطيع أن نتدبر الأمر,
                              سنبحث عن طريقة لإخراجها من هناك, ولكن دون التضحية بك


                              قال بهدوء : المقاومة ستستمر بى أو بدونى,
                              من مئات السنين, وطوال حروبنا معهم لم تتوقف المقاومة أبدا لموت واحد منها
                              فالمقاومة ليست فردا, بل هى الشعب بأكمله


                              التفت مجددا الى النافذة, وراح يتأمل الجبال البعيدة والوديان والأشجار وهو يقول بشرود : وحتى لو أفنوا شعبنا, ستحاربهم الجبال والسهول والأشجار والجليد
                              ستحاربهم الأرض والسماء
                              رحم تلك الجبال لن ينضب أبدا عن اخراج المجاهدين
                              أعلم أنها هناك, تنتظرنى وواجبى يحتم على أن أعود اليها


                              تأمله الجميع بصمت ولم يجروء أحدهم على قول أى شئ

                              ومرة ثانية ظل عقل كاترين يردد نفس السؤال دون أن يتحرك لسانها : أزوجته يقصد؟

                              تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
                              عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
                              حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
                              حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




                              تعليق

                              • حاملة اللواء
                                مشرفة شرف المنتدى
                                عضو مجموعة الأخوات

                                • 24 ديس, 2010
                                • 1969
                                • طاعة الله
                                • مسلمة

                                أشرفت الرواية على الانتهاء
                                سنفتقدها بصراحة
                                روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                                وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة راجي رحمة ربي, منذ 4 يوم
                                رد 1
                                11 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة الراجى رضا الله
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                11 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                11 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                                ردود 0
                                9 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 أسابيع
                                ردود 8
                                17 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                يعمل...