رواية عودة الذئب _ عن الشيشان المحتل _

تقليص

عن الكاتب

تقليص

(ذات النطاقين) مسلمة اكتشف المزيد حول (ذات النطاقين)
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 4 (0 أعضاء و 4 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • (ذات النطاقين)
    4- عضو فعال

    حارس من حراس العقيدة
    • 11 فبر, 2010
    • 504
    • طالبة
    • مسلمة

    #76
    قالت والدموع فى عينيها وصوتها يكاد يختنق من البكاء : ولكن لم يفعلون ذلك؟

    لم يرد عليها ..كان عقله فى مكان آخر, وروحه تحلق
    بعيداهناك



    عمر ..أرى فى عينيك خوف وقلق


    ابتسم عمر وقال
    : كيف أستطيع أن أخفى عنك شيئا؟ لديك كاشف للأسرار أعجز تماما عن خداعه

    زهره بحنان : هيا . اعترف ..ماذا يقلقك الآن؟

    اختفت ابتسامته وقال بأسف
    : أصدرت القياده أوامرها لنا بالإنسحاب من العاصمه وتركها للروس, لم يعد أهل البلاد المدنيين بقادرين على تحمل هذا الجحيم

    لقد صبروا معنا طوال اشهر, فقدوا فيها كل شئ, وبقوا صامدين تحت الحصار فى
    أقسى ظروف يمكن أن يعيشها انسان, والآن, علينا الخروج

    حتى لا تفنى
    جروزنى
    ...

    تنهد بأسى وهو يقول
    : لأشد ما يؤلمنى هو أننى سأضطر لتركك هنا أنت وأمك وأخويك وطفلتنا والرحيل مع المجاهدين

    ابتسمت محاوله التخفيف عنه وقالت محاوله تغيير مجرى الحديث
    : مازلت مصرا أنها طفله وليس طفل !!

    تعود لعمر ابتسامته وهو يقول
    : طفله أو طفل ..المهم أن يشبهك

    زهره باصرار
    : ولكنى أريد ولدا يشبهك أنت

    ينتفض عمر بطريقه طفوليه ويهتف
    : يفتح الله ..هارجع فى البيعه

    مش كفايه واحد منى فى العيلة؟

    ضحكت زهره بشده وقالت
    : لم تنسى أبدا اللهجه المصريه ..مازال يجرى فى دمائك حبك لمصر

    ابتسم بحنين كبير وظهر فى وجهه عاطفه جياشه وهو يقول
    : وكيف أنسى أجمل سنوات عمرى ..ملاعب الطفوله والصبا ومراتع الفتوه ..

    أمى فتحية وأبويا بسيونى
    ,

    قهوة عم جاد . القلعه . مسجد السلطان حسن ..بوابة المتولى
    ..

    الكره الشراب والطيارات الورق وهي مالية السما زى النجوم
    ,

    وشمس الأصيل ونسيم العصارى ونهر النيل


    وريحة الورد البلدى
    ..

    بحر اسكندريه وهواه


    أغمض عينيه واستنشق الهواء بقوة وكأنما يستشعر طعم الهواء فى خياله وقال
    : كيف أنسى الدفء بلا حدود؟

    ابتسمت زهره وقالت
    : لقد أحببت مصر دون أن أراها .. تصفها كأجمل ما تكون.. حقا أثرت شوقى لرؤياها

    التفت اليها وقال بسعاده
    : حقا؟

    هزت رأسها بالموافقه فأكمل بحماس
    : أعدك عندما أعود . ويخرج الروس من الشيشان . سأعمل كل جهدى لنزور مصر معا ..اتفقنا؟

    هزت رأسها موافقه بسعاده, فجأة فقد ابتسامته وشرد بعيدا وقال
    : هذا ان عدت

    هتفت بقوه
    ستعود ان شاء الله ...أعلم أنك ستعود .فيجب أن يعود الذئب مهما طال الزمن وقست الظروف



    عدت لشرودك من جديد

    ألا تسمعنى اخاطبك؟

    أدار عمر رأسه ببطء تجاه كاترين التى أصابتها الدهشة من منظر عينيه الحزينتين الخاويتين وكأنما ينظر الى الماضى لا اليها

    قالت بتعاطف كبير
    : كان الأمر بشعا..أليس كذلك؟

    أكملت بأسف دون انتظار رده
    : وجروزنى هى دائما الأكثر معاناة

    عجز عمر عن اخفاء الألم الممزوج بالغضب فى صوته وهو يقول
    : شهور تحت القصف الرهيب والحصار الحديدي

    ثلاثة آلاف بالأسلحة الخفيفة, أكبرها الهاون 120مم، وقليل من القذائف التي
    نغنمها من الروس مقابل مائة ألف جندي أو يزيد تدعمهم

    المدفعية والطائرات


    جرّب الروس فيها كل الأسلحة المحرمة دوليا, القديمة والجديدة الكيماوية منها والعنقودية والفراغية


    دمروا المدينة تماماً تقريباً وحتى الطرقات لدرجة أنهم عندما دخلوها لم تستطع الدبابات أن تمر فيها
    .


    تنهد بمرارة كبيرة وقال
    : هل شاهدت يوما قنابل فراغية 9طن ؟

    انها تقسم المبنى عشرة طوابق إلى قسمين حتى الملجأ السفلي،


    قتل الكثير والكثير من المجاهدين والسكان العزل تحت الهدم ، ورغم هذا كان تقدم الروس في المدينة بطيئاً جداً


    كل يوم وبعد معارك عنيفة فى مائة متر فقط ، يسوون البيوت بالأرض فيتراجع
    المجاهدون إلى المربع التالي بعد خسائر فادحة في الروس حتى

    المستشفيات التي
    تحت الأرض قصفها الروس بشدة

    وقلّت المؤن والذخيرة ولم يبق في المدينة مدينة ، حتى أن الروس عندما
    دخلوها بعد خروجنا لم يجدوا فيها مبنىً سليماً فقرروا أن يجعلوا مدينة

    "جود
    رميس" العاصمة المؤقتة ،

    كاترين بتفهم
    : ولهذا انسحبتم متسللين خارج العاصمة

    التفت اليها بحدة وقال بغضب
    : لم نتسلل ابدا, أهذا هو ما يسوقه اعلامهم وترمى اليه صحافتهم؟

    لقد اجتمع القادة وتشاورا وقرروا الخروج من جروزني بكامل أسلحتهم في اتجاه ممر"يرمولوفكا" المعروف والمحاط بالروس


    وتقدم القادة في البداية يفتحون الطريق بأنفسهم وقد قتل وجرح معظمهم لكثرة الألغام والقصف المباشر ولم ينج منهم إلا قليل


    واستمرت القافلة إلى أن وصلت إلى الجبال الجنوبية ورغم الجراح والمعاناة لم يجرؤ الروس على المواجهة المباشرة

    كاترين بتأثر شديد
    : وماذا عن المدنيين؟ ماذا فعل بهم الروس عندما دخلوا المدينة
    ................



    عندما ترك عمر جروزنى لم يكن يتوقع ابدا أنه سيعود اليها بهذه السرعه وبهذه الطريقة وقبل أن يخرج الروس منها


    علم المجاهدون أن القوات الروسيه التى احتلت جروزنى قد اشترت بعض الخونه
    والعملاء وأغرتهم بالمال للإبلاغ عن أى معلومات عن

    المجاهدين وأهليهم
    وأماكن بيوتهم

    عندها جن جنونه وقرر العودة الى جروزنى ليلا ليرى زهره مهما كان الثمن ومهما كانت المجازفه وبرغم اعتراض القاده جميعا


    الا أن أحد منهم لم يستطع الوقوف أمام اصراره الرهيب على العوده ليطمئن
    على زوجته فسمحوا له مضطرين بالعوده الى جروزنى ومعه اثنين

    من المجاهدين
    لمساعدته على التسلل ليلا الى هناك

    وبالفعل استطاع عمر التسلل الى جروزنى والوصول الى بيته الذى تهدم نصفه تقريبا
    .

    دخل الى البيت دون أن يشعر به أحد فوجد البيت مظلم تماما

    أخذ يدور فى أنحاء البيت بهدوء حتى وصل الى حجرة المعيشه ..وهناك وجد زهره
    تجلس فى مكانها المفضل بجوار المكتبه الكبيره وهى تقرأ

    القرآن فى ضوء شمعه
    بجوارها وبقية الحجره غارقه فى الظلام تقرأ

    أجفلت زهره متعوذه عندما فوجئت بشبح أسود يقف فى الظلام ..لكنها عرفته بسرعه وقالت بدهشه وهى تحتضنه بحب وشوق
    : عمر

    كيف أتيت الى هنا, يجب أن ترحل عن جروزنى فأنت فى خطر محقق

    خلع عمر لثامه الأسود عن وجهه
    وقال بلهفه وهو يتمسك بها بقوة وكأنما يخشى أن تبتعد عنه
    : لايهمنى أى شئ..لقد أتيت من أجلك ....زهره ..يجب أن ترحلى عن هنا

    فهناك خونه في
    جروزنى يرشدون الروس الى بيوت المجاهدين فى مقابل المال ..يجب أن ترحلى قبل أن يخبروا الروس عنكى

    زهره
    : لا يمكننى الرحيل ..أنت تعلم أننى طبيبه والمستشفى بحاجه الى, لدينا نقص فظيع فى الأطباء وأعداد الجرحى كبير,لا يمكننى الرحيل

    قال باصرار
    : اسمعينى .لو أبلغوا عنكى فستفقد المستشفى طبيبه أخرى الى الأبد, لا يمكنك أن

    ابعدت رأسها عن كتفه لتنظر الى عينيه وتتأمل ملامحه على ضوء الشمعة وهى تهتف بأسي

    : أنت لم تر ما وصل اليه الحال فى المستشفى

    اننا نجرى العمليات الجراحية على ضوء المصابيح اليدوية ولمبات الغاز
    , والجرحى المساكين يقاسون البرد الشديد بالإضافة لآلامهم وجراحاتهم

    بعد
    انقطاع الغاز بسبب الحرب ،

    الطعام غير موجود حتى للأطباء والعاملين في المستشفى وان وجد فهو لا يكفى
    لتغذية المريض ، فالجرحى يتكفلون شراءه من خارج المستشفى

    بالإضافة لشراء
    الدواء

    كيف اشرح لك؟

    النقص فظيع فى الدواء والأدوات الجراحية من غياب القفازات الجراحية التي
    يستخدمها الجراح في عمله ، وعدم وجود الشاش الذي لايمكن

    إجراء أي عمليه
    أو حتى ضماد بسيط بدونه ، المريض الذي يريد أن يغير ضماد جرحه يأتى حاملا معه الضماد والمطهر والدواء

    عمر..لا يمكننى المغادرة ابدا. فهم بحاجة ماسة الىّ

    الوضع في المستشفيات أشبه بصراع بين طرفين أولهما صواريخ الروس وقنابلهم ،وثانيهما الطعام والدواء والكادر الطبي المحدود
    .

    وإذا استمر هذا العدوان الوحشي وبقيت حالة العجز في المستشفيات فإن الشعب بأكمله معرض للإبادة الجماعية لا محالة

    تأمل عمر وجهها بحب وفخر كبير وهمس قائلا
    : لهذا بقيت في المستشفي اكثر من ستين يوما ليل نهار مع الجرحى تحت القصف بالقنابل

    الفراغية والعميقة التي تزلزل الأسس


    وحتى عندما نقل مكان المستشفي ثلاث مرات لم تتخلفى عنه ابدا

    أقدر تماما كل ما تفعلينه يا حبيبتى

    ولكن الأمر مختلف تماما هذه المرة, فحيـ
    .....

    لم يتم عمر الكلمة, فجأة صمت تماما وعقد حاجبيه بشدة وأصغى سمعه باهتمام ثم التفت اليها بحده وأمسك ذراعيها وقال بجزع
    :

    انهم قادمون


    انهم قادمون .أسمع صوت آلياتهم

    أنصتت باهتمام وظهر فى وجهها الخوف وتشبثت به وهى تقول
    : انهم يقتربون, عمر . يجب أن ترحل فورا قبل أن يجدوك

    ألقى عمر نظرة من النافذة,و عبر الظلام ومن خلف الستائر المسدلة, شاهد
    العربات المدرعة وهى تسير آمنة ببطء مستفز وكأنهم فى نزهة,

    التفت اليها
    وقال بقلق : توقفوا هنا

    تشبث بسلاحه بقوة وأسند ظهره للجدار بجوار الباب وبيده الأخرى أمسك بيد
    زهره وتشابكت أصابعهما بقوة وبدأ الرعب يدب فى قلبه

    ..وبرغم البرودة
    الشديدة وانقطاع الكهرباء وتعطل أجهزة التكييف بدأت حبات العرق تتراص علي جبينه وبدأت صورة قديمة مرعبة تقتحم

    عقله ..صورة لم يراها بعينيه لكنه رآها
    بخياله

    صورة أمه وأبيه واخوته الذين ذبحوا فى بيتهم بيد الإحتلال... ولم يستطع أن
    ي منع الخوف عن قلبه عندما سمع وقع أقدام الجنود الروس يقترب

    بسرعة وضغط يد
    زهرة فى قوه ونظر فى عينيها وكأنه يستمد منهما الأمان وتسارعت دقات قلبه وصوت أقدام الجنود يقترب ويقترب


    تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
    عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
    حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
    حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




    تعليق

    • (ذات النطاقين)
      4- عضو فعال

      حارس من حراس العقيدة
      • 11 فبر, 2010
      • 504
      • طالبة
      • مسلمة

      #77
      احذرى ......

      صرخ
      الذئب وهو يدفع كاترين بقوه فسقطت على الأرض بعنف وهى تصرخ من الألم

      نهضت ببطء متأوهه وهى تنظر اليه بغضب وتصرخ قائله
      : لماذا فعلت ذلك؟

      أشار الى الأرض وهو يقول
      : قذائف فقاس

      نظرت حيث يشير وقالت بدهشه
      : ماذا؟ ....لم أفهم

      قال بهدوء
      : فقاس ألغام بشرية مضادة للأفراد وهى كثيرة الشظايا وصغيرة بحيث لا تلاحظ بسهوله ...يلغمون بها طريق القرى لتنفجر فى

      طريق المهاجرين الذين سيمرون من على
      هذا الطريق

      تأملت القذيفة بدهشة وخوف وابتلعت ريقها ثم نظرت اليه قائله بامتنان
      : كدت أموت ...لقد أنقذت حياتى

      قال بلامبالاه
      : هذا فى أسوأ الظروف ..ولكن فى الغالب كنت ستفقدين ساقا أو يدا ..انهم يتقنون صنعها بحيث لا تقتل مباشرة فهم يريدون

      جعل موتنا بطيئا


      نظرت اليه بذهول .لكنه تركها تكمل عملها وأخذ يدور فى أرجاء القرية

      انشغلت كاترين بالتقاط الصور وأخذها الحماس الشديد وحبها لعملها, لكنها
      استفاقت فجأة لتجد نفسها وحيدة فى المكان, أخذت تتلفت

      حولها باحثة عن
      الذئب, لكنها لم تجده

      بدأ الخوف يزحف بقوة الى قلبها, لكنها تماسكت وأخذت تبحث عنه فى المناطق القريبة وهى تنادي
      : أيها القائد, أين أنت؟

      هل انتهيت؟

      أجفلت بشدة وهى تلتفت الى مصدر الصوت, رأته وهو يخرج من بيت قريب ويقترب منها

      أخذت تلهث وعلامات الخوف تتبدل فى ملامحها الى الغضب وهى تهتف
      : الى أين ذهبت؟

      قال بطريقته المباشرة المختصرة, والتى بدأت فى التأقلم معها
      : كنت أبحث عن سيارة

      تأملته مليا بدهشة, كان قد بدل ملابسه العسكرية بأخرى مدنيه
      وأخذ يبحث فى أرجاء المكان عن سيارة

      تبعته بصمت وقد بدأ الهدوء يعود اليها, وغمرتها الطمأنينة عوضا عن الحنق الشديد من طريقته الجافة فى التعامل معها

      استطاع أخيرا العثور على سيارة سليمة فى احدى الجراجات لمنزل تهدم أغلبه


      سألته كاترين بدهشه
      : سياره سليمه وسط كل هذا الدمار ؟ !!

      علق قائلا بسخريه
      : يبدوا أنهم كانوا متعجلين فلم ينجزوا عملهم بدقه

      نجح
      الذئب فى جعل السيارة تدور بمهارة بدون المفاتيح (التى أضناهما البحث عنها) عن طريق سلكى التشغيل فى مقدمة السيارة

      قالت كاترين وهى تبتسم
      : أنت ماهر فى ذلك

      قال بسخريه
      : فعلتها مرات عديده فيما مضى

      انطلق بالسيارة مغادرا القرية التى أصبحت خرابا


      وفى الطريق أفصحت له عن السؤال الذى يدور فى رأسها
      : لم بدلت ملابسك العسكرية؟

      رد مباشرة
      : علينا أن نكون أكثر حرصا فى تحركاتنا, فلا يمكن أن نتوقع ما الذى يمكن ان نقابله فى طريقنا

      قالت بخبث وابتسامة ماكرة تنبت على شفتيها
      : أتخشى الروس؟

      قال بجديه
      : أخشى ألا يصل حملى الثقيل الى منطقة آمنة

      أشاحت بوجهها بعيدا بغضب وهى تشعر باستياء شديد لتلك الصفة التى أطلقها عليها

      زفرت بضيق شديد, وقالت بسخريه
      : أعلم الآن لم يسميكم الروس [ الشعب الذي لا يرهب الموت ].


      مرت فترة طويلة من الصمت والسيارة تقطع الأرض فى طريقها, حتى قالت كاترين أخيرا
      : أتعلم لم كنت أبحث عنكم؟

      عاد لصمته من جديد فقالت بخيبة أمل
      : لا تريد أن تعرف , ولكنى سأخبرك على الرغم من ذلك ....

      كنت أريد أن أعرف لماذا تقومون بتفجيرات وعمليات ارهابيه داخل المدن الروسيه؟

      أدارت وجهها للطريق من جديد وتنهدت بضيق وهى تعلم أنها لن تتلقى اجابه , وقالت بيأس
      : عدت لصمتك من جديد...

      فوجئت بصوته يصل الى أذنها وهو يقول
      : وهل تصدقينى ان تكلمت؟

      التفتت اليه بدهشه وقررت الا تضيع الفرصه وتجعله يتكلم فقالت له
      : لو لم أكن مستعده لأن أصدقك ما كنت سألتك

      قال
      : التفجيرات التى حدثت فى المدن الروسيه وخاصة للمدنيين ليس لنا يد فيها...فنحن لا نضرب الا قواعد عسكريه

      صمتت كاترين ولم ترد فقال
      : كنت أعلم أنك لن تصدقينى

      قالت بصدق
      : على العكس, أنا أصدقك أكثر مما تتوقع..

      لقد حصلت على معلومات مؤكده تنفى أن لكم يدا فى تلك التفجيرات ومن مصدر لا يخضع لأى شك
      ...

      من ضابط روسى فى فرقة (قرؤوا
      )

      عقد حاجبيه بشدة ونظر اليها مندهشا لكنها أكملت بجديه
      : لقد أخبرنى بلسانه أن هذه التفجيرات تم تنفيذها من قبل مجموعة خاصة من

      ( f.s.p) (المخابرات الروسية) ومجموعة من فرقة قرؤوا بإيعاذ من رئيس الوزراء لتغيير
      الرأى العام الروسى ليكون ضد شعب الشيشان

      ..وحتى يكون لديهم المبرر الكافى
      لخوض تلك الحرب واحتلال الشيشان وكذلك ليرتفع اسم رئيس الوزراء عاليا في صفوف شعبه

      هل هذا هو ما كنت ستخبرنى به؟

      نظر اليها بدهشة ثم سألها فجأه
      : كيف استطعت أن تنتزعى منه كل تلك المعلومات التى تعتبر أسرارا عسكريه شديدة السرية

      قالت بغرور وهى سعيدة أنها استطاعت جذبه للحديث
      : كل صحفى وله طرقه الخاصة

      تغير وجهه ومط شفتيه ثم أدار وجهه للطريق وعاد لصمته

      لم تعجبها النظرة التى رماها بها فقالت بانفعال وكأنما تحاول الدفاع عن نفسها
      : لقد اعترف بكل ذلك وهو تحت تأثير الخمر ..وبعد أن أخذت

      منه كل المعلومات التي
      اريدها تركته مسجى على الأرض بعد تناوله جرعة كبيرة من الدواء المنوم الذي أحمله دائما فى حقيبتى , وغادرت المعسكر

      سألته مرة أخري
      : أخبرنى ..كيف تحصلون على الأسلحه رغم أنكم ..تعتبرون دولة فقيرة؟

      رد مباشره
      : أغلبها أسلحه روسيه نغنمها من معاركنا التى ننتصر فيها

      سألته بدهشه
      : وهل تنتصرون؟

      أردفت بسرعه
      : عفوا لكن مصادر الأخبار تقول ..

      قاطعها قائلا
      : من مصلحة الروس أن يهونوا من شأن انتصاراتنا ويخفوا خسائرهم حتى لا يثور الشعب ضدهم

      أردف بلهجة تمتلئ بالسخريه
      : يظن الرئيس الروسى أنه اللاعب الوحيد الذي بإمكانه أن يصرع المجاهدين الشيشان , وأن يكسر أنف الشعب

      الشيشانى, فبكل قسوة وعنفوان لاعب الجودو عمل على قمع
      الشعب الشيشاني, ونفذ بحقه حملته البشعة لـ"التطهير العرقي" حتى قتل من

      الشعب الصغير الذي يجاوز المليون بقليل أكثر من مائة وخمسين ألفا وشرد وهجر
      ما بين 200 و500 ألف مسلم شيشاني بحسب المصادر

      القوقازية الرسمية وغير
      الرسمية (أي نحو نصف عدد سكان الجمهورية على حد قول بعض المصادر الإنسانية)

      أكثر من نصف الشعب لا يجدون مأوى لهم , ويعانون من قلة الطعام وأحوال الطقس الشديدة وندرة الرعاية الصحية
      .

      ومع كل هذا الدمار, ظن أن الأمور تسير دوما لصالحه لكن الرياح لم تأت بما
      يشتهيه البحار الروسي , فالذى حدث خلال الأشهر القليلة

      الماضية أن كثرة
      رماح الروس لم تستطع أن تحن جباهنا,

      لاشك أن بعض أخبار العمليات الفدائية الضخمة التى قمنا بها خلال الأشهر
      القليلة الماضية قد وصلتكم, على الرغم من أن الحكومة الروسية

      تعمد دائما
      الى اخفاء أرقام خسائرها الحقيقية

      قالت باسمة
      : لا أعتقد أن الروس بامكانهم اخفاء كل تلك الأعداد من القتلى من جنودهم, خاصة عندما يصل الأمر الى أرقام ذات صفرين

      وثلاثة حسب إحصاءات جمعية أمهات
      الجنود الروس

      والمصادر الرسمية الروسية

      قال ساخرا
      : ولكنهم لا يزالون يعتبرون أن هذا ثمن بخس لتطويع الجمهورية المسلمة الأبية الغنية بالنفط

      عقدت حاجبيها قائله
      : قد يطول الأمر لسنوات حتى تستطيعوا اقناعهم بعكس ذلك

      قال بثقه
      : نحن أيضا لسنا متعجلين, إن طريق الإستقلال لايزال طويلا

      وهذا ما كان يدركه تماما الرئيس الشيشاني الراحل جوهر دوداييف عندما قال
      : "إن المعركة الحالية مع روسيا ستستمر50 سنة على الأقل

      لتحقيق الاستقلال الكامل
      " ورغم كل مكابرتها فلقد بدأت روسيا طريق الاندحار في الشيشان وهي في النهايه ستذعن, فسخونة معارك

      الصيف القادم ستذيب جليد الثلج الروسي

      كان صوته العميق يحمل الكثير وهو يقول بثقة لا حدود لها
      : على العالم ان يدرك -وروسيا من قبلهم- أن القضية الشيشانية لا يمكن للروس

      "حلها" عسكريا مهما فعلوا



      تنفس عمر الصعداء عندما عبر الجنود من أمام باب البيت ولم يتوقفوا .. بل استمروا فى سيرهم وعندما ابتعدت أصواتهم

      خارت قواه وانزلق جسده الى الأرض وظهره للجدار ..أسند رأسه الى الجدار وأغلق عينيه وهو يلهث بقوه

      وجلست زهره الى جواره وهى لاتزال ممسكة بيده وبيدها الأخرى مسحت حبات العرق التى تناثرت فوق جبينه
      وهى تقول بحنان : عمر ..هل أنت بخير الآن؟

      أخذ نفس عميق .وهز رأسه موافقا و
      قال بعد تردد : نعم ..ولكن عليك أن تغادرى جروزنى الليلة

      هتفت باعتراض : ولكن...

      قاطعها بانفعال : ألا تدركين الخطر المحدق بك؟

      انهم يبحثون عنى كالكلاب المسعورة..وأنا...أنا...


      صمت قليلا وأدار وجهه بعيدا عنها حتى لا ترى الضعف فى عينيه

      قالت بصوت بالغ الحنان : عمر..ما بك؟

      قال بعد تردد : ..أخشى ..أخشى..أن يحترق قلبى وأفقد زهرة فؤادى ..

      قد أتحمل كل عذابات الحياه لكنى لن أستطيع أن أتحمل أبدا أن تذبل زهرة روحى ..


      نظر فى عينيها من جديد محاولا أن يستمد منهما القوه

      فقالت بعد تفكير : عمر.. ان احترقت زهرة , فجبال بلادنا تنبت أجمل واندر الزهور

      قال بحنين : ولكن قلبى لا يسع سوى زهرة واحده

      ابتسمت بحب : وستظل تحيا فى قلبك ترتوى من حبك لهذه الأرض

      أكملت فى شجاعه : لا تقلق علىّ ..سيصبح كل شئ بخير ان شاء الله

      قال برجاء : زهره, يجب أن تغادرى جروزنى من أجلى, لن أتحمل أن أكون هناك وقلبى يتمزق من القلق عليكى فى كل دقيقة

      عدينى أنك سترحلى مع قوافل المهاجرين أنت وأمك وأخوتك.

      ولا تنسى أنك على وشك وضع طفلنا الأول


      تنهدت باستسلام
      ثم قالت وهى تبتسم بحب : ماذا أقول ...لا أستطيع أن أخالف أمر زوجى, سأغادر غدا مع قوافل المهاجرين

      ابتسم ابتسامة كبيرة وهو ينظر الى بطنها المتكور الذى يحمل طفلهما الأول ووضع كفه عليها
      وقال : وانت أيها الولد الشقى ..كن رجل

      البيت , ولترعى أمك فى غيابى..هل تفهم؟ كن ولدا مطيعا


      خفتت ابتسامته وتنهد بقوه
      وهو يقول : لن يطول الأمر , سأعمل على أن نعود الى بيتنا سريعا


      تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
      عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
      حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
      حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




      تعليق

      • عزام رائد
        4- عضو فعال
        • 12 نوف, 2011
        • 635
        • جهاد الكلمة
        • مسلم

        #78
        فش حلقة اليوم ؟؟

        تعليق

        • حاملة اللواء
          مشرفة شرف المنتدى
          عضو مجموعة الأخوات

          • 24 ديس, 2010
          • 1969
          • طاعة الله
          • مسلمة

          #79
          المشاركة الأصلية بواسطة عزام رائد
          فش حلقة اليوم ؟؟


          الأخت ذات النطاقين لديها امتحانات هذه الأيام لذلك التمسوا لها العذر وادعوا لها بالتوفيق
          بارك الله فيكم
          عذرا سؤال على الهامش : هو حضرتك فلسطيني ؟ ولا الأردن لهجتهم مثل لهجة فلسطين ؟
          لأنه لهجتك فلسطيني خالص


          روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
          وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



          تعليق

          • أحمد.
            مشرف اللجنة العلمية

            حارس من حراس العقيدة
            • 30 يون, 2011
            • 6655
            • -
            • مسلم

            #80
            المشاركة الأصلية بواسطة حاملة اللواء



            الأخت ذات النطاقين لديها امتحانات هذه الأيام لذلك التمسوا لها العذر وادعوا لها بالتوفيق
            بارك الله فيكم

            حسبت من سنين أننى قد ارتحت - نهائيا - من "نكد" الامتحانات .. وها هى تلاحقنى مجددا .. ليس أصدق من مقولتنا التى طالما امتثلناها "الامتحانات ورانا ورانا" .. متابع .. لحين انتهاء الامتحانات .
            وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

            رحِمَ
            اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

            تعليق

            • حاملة اللواء
              مشرفة شرف المنتدى
              عضو مجموعة الأخوات

              • 24 ديس, 2010
              • 1969
              • طاعة الله
              • مسلمة

              #81
              المشاركة الأصلية بواسطة أحمد.
              حسبت من سنين أننى قد ارتحت - نهائيا - من "نكد" الامتحانات .. وها هى تلاحقنى مجددا .. ليس أصدق من مقولتنا التى طالما امتثلناها "الامتحانات ورانا ورانا" .. متابع .. لحين انتهاء الامتحانات .
              البعض ما زالت تأتيه كوابيس الامتحانات إلى الآن من قبيل يا ربي جيت متأخر ويا حظي نسيت اللي ذاكرته ويا الله ما كنت أدري إن اليوم امتحان ما ذاكرت
              عافانا الله وإياكم
              *****
              نكمل الرواية إن شاء الله إلى أن تعود صاحبة الموضوع وتستأنف

              اشتعلت عيناه ببريق غاضب شديد الشراسة : لن ندعهم يهنأون فيها ... سنخرجهم منها صاغرين
              ...............................................
              انتفض الذئب مستفيقا من ذكرياته عندما لمع ضوء سريع قوي على وجهه ونظر إلى كاترين فوجدها تبتسم والكاميرا على عينها فقال بغضب : صورتي ليست للنشر
              أنزلت الكاميرا ببطء وهي تبتسم وتقول : أعلم .. اطمئن فهذه الصورة ليست للنشر، فقط أحببت أن أحتفظ بصورة لذئب أنقذ حياتي
              نظر إلى الطريق بصمت، وشاركته صمته، حتى بدأ يهدئ من سرعة السيارة تدريجيا

              التفتت إليه فوجدته قد عقد حاجبيه بقلق وهو ينظر بعيدا
              قالت حينما انتقل إليها قلقه : ماذا حدث؟
              قال مباشرة : هذا ما كان ينقصنا، حاجز تفتيش
              لم يجد الذئب مناصا من التقدم، فتقدم بالسيارة نحو حاجز التفتيش المقام على الطريق

              أخذت كاترين تتأمل المشهد والقلق يزداد بداخلها
              طابور طويل من السيارات يتوقف أمام حاجز التفتيش الذي يقف عنده مجموعة من قوات الأمن الروسية وتقوم بتفتيش السيارات وتفحص أوراق وهويات العابرين على الطريق
              انضم الذئب قسرا إلى طابور السيارات، ولم يلبث أن اقترب منه أحد الجنود وطلب منه مغادرة السيارة هو ورفيقته، كما فعل مع جميع السيارات
              غادرا السيارة باستسلام والقلق ينهشهما واقتربت كاترين منه وسارت بجواره وكأنما تحتمي به، وشعر هو بخوفها فقال بهمس وهو يسير بخطوات متمهلة : اطمئني، سأتحدث إليهم، أعلم تماما مايريدونه

              فكرت كاترين قليلا ثم قالت عندما أعطتها شجاعته الكثير من الطمأنينة : دعني أحاول معهم، لا تنسى أنني صحفية ولي طرقي الخاصة
              قال بسخرية ضايقتها : منوم أيضا؟
              رفعت إحدى حاجبيها بضيق وقالت : لدي أشياء أخرى أكثر فاعلية ..
              قالت وهي تتقدم : انتظر هنا فقد يرتابون بأمرك، سأذهب أنا إليهم
              أجاب بصرامة وهو يضغط حروف كلماته مؤكدا : خلفك تماما
              التفتت إليه بدهشة وقالت وهي تبتسم : حقا .. مسلم !

              لم تنتظر كاترين تعليقا منه على عبارتها، ولم يهتم هو بالتعليق بل تجاهل الأمر تماما، فقد كان ذهنه مشغولا بالجنود وهم ينظرون إليهما وهما يتقدمان نحوهم
              استجمعت كاترين شجاعتها وابتسمت وهي تتحدث إلى جنود قوات الأمن الروسية
              لكنها فجأة شعرت بالخوف، كانت ردود أفعالهم غير متوقعة أبدا بالنسبة لها
              فقد ظهر في وجوههم القلق والارتياب، وبات واضحا لها عدم ارتياحهم لتواجد اثنين من الصحفيين في ذلك المكان
              وعبثا حاولت كاترين إقناعهم بالسماح لهما بالعبور للحاق ببقية الصحفيين
              وارتعد قلبها رعبا عندما أمرها أحد الجنود أن تتنحى جانبا لحين التأكد من هويتهما وصدق روايتهما
              واستسلمت كاترين وتبعت الذئب الذي انتحى جانبا وسار يفكر في موقفهما الدقيق وهي بجواره حتى انضما إلى مجموعة العابرين الذين غادروا سياراتهم بأمر من الأمن

              جلس الذئب يراقب الموقف بهدوء وجلست كاترين بجواره والخوف يكاد أن ينتزع قلبها من مكانه برغم محاولاتها المستميتة لترسم على وجهها تعبيرا طبيعيا
              قالت بصوت هامس : ماذا سنفعل الآن ؟
              قال بثقة شديدة : اطمئني، حفنة من المال ستسوي الأمر على نحو جيد
              أذهلها هدوؤه الشديد في ذلك الموقف الصعب وأخذت تنظر إليه نظرات تمتلئ بالإعجاب ..
              ولكنه لم يلاحظ نظراتها فقد كانت عيناه مشغولتان بمراقبة المكان وعقله يحسب حسابات الموقف الراهن بسرعة ..

              تنهدت بإحباط عندما أدركت أنه لا يعيرها أدنى اهتمام برغم حرصه الشديد على حياتها ..
              أدارت وجهها تتأمل فيمن حولها ..
              كان المكان يمتلئ بأعداد كبيرة من الشيشانيين ينتظرون الجنود أن يفرجوا عنهم وعن أوراقهم، وبسرعة أخرجت الكاميرا من حقيبتها وبدأت تلتقط الصور
              لكنها توقفت فجأة عندما هتف أحد الجنود وهو يقترب منها بسرعة : ممنوع التصوير .. ممنوع التصوير
              أراد أخذ الكاميرا منها، لكن الذئب تدخل ووعده بعدم التصوير، ولم يتركها إلا عندما أقنعه بأن أخذ الكاميرا قد يفسر على أنه اعتداء على حرية الصحافة وقد يسيء لسمعة روسيا بأكملها

              دست كاترين الكاميرا فى حقيبتها وهى تكاد تنفجر غيظا، وشغلت نفسها بتأمل ما حولها والتحدث إلى الناس وتكوين صورة متكاملة عن الوضع في تلك البلاد وأحوالها
              جذب عينيها طفل صغير في حوالي السادسة يجلس بالقرب منها وبجواره رجل كهل يبدو عليه الضجر الشديد، اقتربت كاترين من الصغير وبدأت تداعبه بحنان وتمسح على شعره، ثم أخذت تحادث الرجل الكهل حديثا طويلا ..
              كانت فرصة لا يمكن أن تضيعها كصحفية للاقتراب من هؤلاء البشر ومعايشة واقعهم على الطبيعة ومعرفة المزيد عن مأساتهم عن قرب
              نظر الذئب قليلا إليها وهي منهمكة في الحديث مع الرجل، وتداعب الطفل بحنو، ثم أدار وجهه وأخذ يتفحص وجوه البشر من حوله والتي يحكي كل منها دون كلام قصة مأساة يحياها كل يوم من قلة الغذاء وتدني الخدمات إلى انعدام الأمن

              فجأة علا في المكان صوت سيدة تتحدث بحدة وغضب، التفت إلى الصوت ليجد سيدة شيشانية تقف أمام جنديين ومشتبكة معهما في مشادة حادة
              تأمل السيدة التي توليه ظهرها، وقفزت إلى رأسه صورة زهرة
              فقد كانت السيدة تشبهها كثيرا من الخلف وهي ترتدي حجابها
              بدأت الدماء تغلي في عروقه وتتصاعد إلى رأسه عندما رأى الجنديين يتعمدان مضايقة السيدة والتحرش بها
              انتفض قائما من مكانه وتقدم من السيدة وصورة زهرة لاتفارق قلبه، وقف أمام الجنديين مباشرة وحال بجسده بينهما وبين السيدة، وأخذ يتحدث إليهما بهدوء بصوت لم يصل إلى كاترين التي وقفت تراقبه من بعيد بخوف وقلق
              ازداد خوفها وهي ترى الجنديين يدفعانه في صدره ولكنه لم يمد إليهما يدا، بل عاد يتحدث إليهما من جديد، بهدوء
              لكن أحد الجنديين اقترب من السيدة وبدأ يضايقها من جديد
              وحاول الذئب إبعاده عنها بالحسنى بلا جدوى

              وتفجر الموقف فجأة نيرانا ملتهبة مع صرخات مستنجدة أطلقتها السيدة عندما نزع الجندي حجابها من فوق رأسها بعنف وبصورة مفاجأة، ووجدت كاترين الذئب يهجم على الجندي بغضب هادر ويكيل له اللكمات العنيفة
              تراجعت عدة خطوات للوراء برعب وجسدها كله يرتجف عندما أخرج الجندي الثاني سلاحه وصوبه نحو الذئب المشغول بعراكه مع الجندي الأول
              وفجأة اندفع الكهل الذي يصاحب الطفل الصغير يجري بسرعة، ودفع الجندي الممسك بالسلاح في صدره، مما جعل الرصاصة تخطئ طريقها إلى ظهر الذئب وتطيش في الهواء
              وازداد الموقف اشتعالا عندما انضم عدة رجال آخرين إلى الذئب والكهل في معركتهما مع الجنديين
              وأتى بقية الجنود يطلقون أسلحتهم بغزارة
              وفجأة تشبثت كاترين بالطفل الصغير الواقف بجوارها، واحتضنته بقوة، وأصابها ذعر شديد
              لم تكن تدري لحظتها هل تحاول أن تحمى الطفل أم تحتمي به؟
              وجد الذئب نفسه في قلب النيران هو ورفاقه المدنيين الذين انضموا إليه برغبتهم
              وتساقط قتلى من المدنيين الشيشانيين، وتفجرت الساحة بالدماء
              مما دفع الذئب أن يرفع كفيه فوق رأسه ويصرخ بأعلى صوته : لا تطلقوا النار، نحن نستسلم

              أدرك الذئب بخبرته في التعامل مع الروس أنهم لن يتوقفوا إلا عندما يصير المكان حماما من الدماء، كان يخشى على النساء والأطفال المتواجدين في المكان
              وبرغم أن الرجال الذين انضموا إليه دون ترتيب لم يكونوا يعرفونه، إلا أنهم توقفوا على الفور عن القتال وكأنهم تلقوا ذلك الأمر من قائد لهم
              وتوقفت أيضا النيران الروسية بعد أن خلفت عددا من القتلى، واقتادوا المجموعة الباقية المتمردة تحت تهديد السلاح إلى بيت قريب كانوا قد أخلوا سكانه قسرا ليتخذوه مقرا لهم
              وسار الذئب بين طابور الأسرى مستسلما ويده فوق رأسه، وعيناه تدوران في المكان بحثا عن كاترين، وبمجرد أن رآها أشار إليها برأسه إشارة تعني أن تذهب بالسيارة وتتركه لمصيره

              ظلت كاترين ترتجف وهي تحتضن الصغير بقوة وبدأ الجنود في صرف الناس حتى لا يحدث تمرد آخر
              وانصرف البشر وقلوبهم تتميز من الحقد والغضب، وجوارحهم المكبلة تتمنى الانتقام
              بدأت كاترين بالتحرك وهي تبحث عن الكهل الذي يصحب الصغير، ولكنها كادت تخر على وجهها رعبا عندما وجدته بين الجثث المفترشة الطريق، وفي أثناء ارتدادها للخلف، كادت تتعثر بجثة أخرى، جثة المرأة التي بسببها، قامت تلك المذبحة
              احتضنت الطفل بإشفاق كبير وأدارت وجهه إلى كتفها حتى لا يرى ذلك المشهد الرهيب، ودموعها تتفجر بغزارة
              واستسلم الصغير لها وأسند رأسه إلى كتفها، لكن لدهشتها لم يبكِ ..
              لم يبكِ أبدا ..

              بدأت الشرطة الشيشانية تتوافد إلى المكان، وكاترين تتراجع وهي تحمل الصغير المتعلق بعنقها
              انتفضت فزعا عندما اصطدمت بأحد الأشخاص، والتفتت بحدة لتجده أحد رجال الشرطة الشيشانية
              حاول أن يهدئ من روعها، وسألها عما حدث، فقصت عليه كل شيء وأخبرته أن صديقها معتقل هناك في ذلك المنزل، طمأنها الشرطي ووعدها بأنه سيحاول إخراجه من هناك، ثم طلب منها طلبا غريبا،
              طلب منها أن تقود السيارة وتنتظره على الطريق بعد مائتي متر
              لا تدري كاترين كيف عادت إلى السيارة ومعها الصغير ولا كيف قادتها وجسدها يرتجف من الرعب، والأعجب أنها لم تدرِ كيف وثقت بذلك الشرطي وأطاعته وانتظرت في السيارة في المكان الذي حدده لها ..
              ربما لأنها لم تكن تمتلك أى حل بديل، أو ربما لأن الرعب قد شل تفكيرها ..

              جلست في السيارة تنظر للصغير الذي استكان تماما في المقعد المجاور لها وأدار وجهه إلى النافذة ينظر إلى السماء
              تنهدت كاترين بإشفاق كبير على هذا الصغير الوحيد، وتساءلت في نفسها : لماذا لا تبكي؟
              هل تكرر ذلك المشهد كثيرا أمام عينيك حتى لم يعد يثير فيك مشاعر الفزع؟
              هل جفت دموعك من كثرة المعاناة والألم؟

              أسندت رأسها إلى المقعد باستسلام وتنهدت بقوة وهي تسترجع صورة الذئب والجنود يقتادونه مع الأسرى، وبدأت تشعر بألم كبير في قلبها وهي تتذكر كيف كان حريصا عليها، وكيف أنقذ حياتها، وهي الآن عاجزة تماما عن تقديم أية معونة له
              تمتمت بأسى : ترى ماذا يفعلون بك الآن؟ ..
              أغمضت عينيها وأردفت بحزن وهي تتذكر ملامح وجهه : هل سنلتقي ثانية؟
              طال الوقت عليها وهي جالسة في السيارة تنتظر ...
              تنتظر ماذا؟
              لاتدري ...

              نعرف ذلك في الجزء القادم بإذن الله
              روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
              وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



              تعليق

              • عزام رائد
                4- عضو فعال
                • 12 نوف, 2011
                • 635
                • جهاد الكلمة
                • مسلم

                #82
                متابع ... و ثالث مرة في الأسر عند الروس
                فعليا يا أختي أنا أصولي فلسطينية (أم فلسطينية و اب فلسطيني) لكن عايش بالاردن (فلسطينيين الشتات)

                تعليق

                • (ذات النطاقين)
                  4- عضو فعال

                  حارس من حراس العقيدة
                  • 11 فبر, 2010
                  • 504
                  • طالبة
                  • مسلمة

                  #83
                  جزي الله خيرا الحبيبة حاملة اللواء علي التكملة
                  نكمل ان شاء الله
                  .................................................. ............


                  انتفضت فجأة بفزع شديد عندما فتح باب السيارة المجاور لها, ثم انقلب الفزع الى دهشة عارمة عندما وجدت
                  الذئب أمامها
                  انتقلت الى المقعد المجاور بسرعة مفسحة له كرسى السائق, وتلقت الصغير على ساقيها وهى تتأملالذئب وهو ينطلق بالسيارة بصمت وبسرعة كبيرة, وهى لا تكاد تصدق ما يحدث

                  كيف نجا من الأسر؟

                  شغل هذا السؤال تفكيرها تماما وهى تتأمل ملامحه الجامدة ووجهه الذى لم يلتفت اليها ابدا منذ ان انطلق بالسيارة

                  هتفت اخيرا بعد ان تمالكت اعصابها : كيف...كيف هربت؟

                  قال باقتضاب زاد من حيرتها وفضولها : تلقيت بعض المساعدة

                  ضاقت عيناها بشدة وقالت متسائله : الشرطى الشيشانى..أليس كذلك؟

                  هز رأسه موافقا دون ان يتكلم, مما زاد من فضولها وغيظها من صمته

                  فهتفت بغيظ : ألن تخبرنى بالتفاصيل؟

                  قال بصرامه : التفاصيل ليست ذات أهمية
                  لقد ساعدنى على الهرب وكفى
                  المهم الآن أننا مطاردون, وعلينا الوصول لمكان آمن قبل أن يصلوا الينا

                  استشاطت كاترين غيظا من أسلوبه الكتوم وعدم بوحه بتفاصيل هروبه والتى تتحرق فضولا لتعرفها

                  ولكنها أدركت من سابق تعاملها معه أنه ليس هناك قوة فى الأرض تجبره على الكلام مالم يكن راغبا بذلك
                  فآثرت الصمت على مجادلة عقيمة معه وأدارت وجهها الى النافذة المجاورة لها وهى تزفر بضيق شديد

                  لكن الذئبالتفت اليها متسائلا : من هذا؟

                  نظرت اليه بدهشة وقالت ساخرة : لاحظته أخيرا !
                  انه الطفل الذى كان بصحبة الكهل الذى انضم اليك عند حاجز التفتيش

                  امتلئت عيناه بالأسف الشديد وهو يتأمل الطفل الذى استكان تماما بين ذراعي كاترين وبادله الصغير نظرات طويلة لم يستطع أن يتحملها فأدار وجهه الي الطريق بصمت

                  أكملت كاترين بلهجة غلب عليها الأسي : تعلق بعنقى, وعجزت عن تركه هناك وحيدا بعد أن فقد مرافقه



                  أدار وجهه الى الطريق من جديد بصمت

                  قالت بعد أن عاد اليها الهدوء : علينا أن نعيده لأهله

                  قال باقتضاب : وهل تعرفينهم؟

                  قالت : أخبرنى الرجل الكهل أنهم فى المستشفى الجنوبى
                  الغريب أنه هو ايضا لا يعرف أهله, لقد تولى مسؤلية اعادة الطفل لأهلة بعد أن اعتقلوا أمه فى جروزنى

                  عقد الذئبحاجبيه ولاح فى وجهه الألم, ثم عاد من جديد يتأمل ملامح الصغير ولانت عضلات وجهه بالحنان

                  ابتسمت كاترين قائله : لم يرفع عينيه عنك منذ رآك, ترى , هل وجودك يشعره بالأمان؟ أم أنه ينظر اليك كمثل أعلى يتمنى أن يصبح مثله؟

                  أردف بلهجة حزينه : أو ربما كمجرم سلبه الأمل الوحيد المتبقى لديه ليعود الى أهله

                  قالت كاترين بتعاطف : علي العكس, لو كان هذا هو ما يدور بذهنه لرفض البقاء معنا, لقد كنت أراقبه جيدا, كان منجذبا اليك من قبل أن تبدأ تلك الأحداث الرهيبة عند الحاجز

                  قالت بتعجب : مازلت لا أفهم...كيف ألقيت بنفسك فى ذلك الموقف الرهيب؟ لقد نجوت بأعجوبة
                  أتزج بنفسك الى الهلاك من أجل امرأة لا تعرفها؟

                  قال بجديه : وماذا لو كانت تلك المرأة هى انت, أما كنت تتمنين أن يسعى اى انسان لإنقاذك؟

                  تفجرت نظرات الأعجاب الغامر من عينيها وارتسمت ابتسامة عاطفية على شفتيها وهى تقول بصوت يمتلئ بالعاطفه : أتمنى من كل قلبى لو كان هذا الإنسان ......هو أنت,

                  تنهدت بيأس عندما تجاهل الذئب مشاعرها الممتلئة بالإعجاب ولم يلتفت حتى اليها بل بقى صامتا وعيناه مشغولتان بالطريق,

                  قالت بعد صمت ولازالت الصدمة تؤثر فيها : لازلت عاجزة عن استيعاب ماحدث, لقد حدث الأمر بسرعة كبيرة وبشكل دموى يفوق حد التصور
                  لم يكن الأمر يستدعى كل هذا العنف

                  قالالذئب باقتضاب : (Up Mopping)

                  كاترين بدهشه : ماذا قلت؟

                  كررالذئب :((Up Mopping الكنس أو المسح
                  وباللغة الروسية (zakhistki ).

                  كاترين باهتمام : وماذا يعنى ذلك؟

                  الذئب : (الكنس, أو المسح) هى الخطة التى وضعها الكرملين ووزارة الدفاع للتعامل مع الشيشان

                  وتقضي هذه الخطة بقيام قوات الأمن الروسية بتمشيط ومسح القرى والبلديات التي تمثِّل أماكن يشتبه بأن بها مقاتلين والقضاء عليهم في أماكنهم، فلا وقتلديهم للاعتقالات،

                  ثم تقام حواجز تفتيش يتم من خلالها اعتقال كل من يحاول الخروج، وإدخاله ما يعرف بمعسكرات الفرز,
                  أو(filtration camps ) والتي تحولت بدورها إلى معسكرات تصفية،

                  يتم من خلالها القضاء على من يشتبه في انتمائه للمقاتلين، وإطلاق سراح من تبقى
                  وذلك بالطبع مقابل رشوة مالية تدفع للجنود والضباط.


                  عقدت كاترين حاجبيها وقالت بدهشة عظيمه : أذكر أن منظمة العفو الدولية أصدرت تقرير موجز قالت فيه
                  (إنها عثرت على نمط جديد من انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة شمال القوقاز،فبعض الأشخاص يُعتقلون بصورة تعسفية ويُحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي،وهناك يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة لإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يقترفوها.
                  وبمجرد توقيعهم على "اعتراف"، يُنقلون إلى مكان احتجاز آخر، حيث يُسمح لهم بالاتصال بذويهم وبمحامين من اختيارهم، إلا إن الاعتراف يبدو "دليلاً" كافياً لضمان إدانتهم.)

                  شردت كاترين بعيدا ودار فى رأسها شريط طويل من الذكريات وهى تسترجع كل ما رأته وكل مامر بها منذ أن دخلت أرض الشيشان وقالت ببطء : هل كان هذا هو مصيرك المحتوم لو لم يتدخل ذلك الشرطى لإنقاذك؟

                  أجابها صمته بأكثر مما كانت تريد

                  أسندت رأسها الى المقعد وأغمضت عينيها وكأنما لا تصدق : الآن فقط فهمت, إن "الحرب على الإرهاب" التي تشنها روسيا ما هى الا ذريعة لتبرير الانتهاكات المنظمة لحقوق الإنسان فى الشيشان

                  تنهدت بعمق وهى ممتنة فى أعماقها أنها نجت من ذلك المصير المظلم

                  قالت والدهشة لم تزايلها بعد : تساءلت كثيرا عن السبب الذى يضطر صحفية روسية كآنا بوليتكوفسكايا أن تقول فى صحيفة "نوفايا جازيت" أن دور قوات الأمن في الشيشان يتميز بالفوضي واللاقانون, لا يوجد أي قرار من أجل تنظيم عمل هذه القوات في الشيشان،ويبدو أن القرار الوحيد الذي اتخذ هو السماح لهذه القوات بفعل أي شيء"



                  قالت بعد صمت طويل : أخبرنى ..لم يطلقون عليك الذئب؟

                  قال بهدوء: لست وحدي الذئب .. كلنا ذئاب

                  قالت وهى تبتسم : أقصد لم اتخذتم الذئب شعار لكم؟

                  قال بعد صمت : هناك أسطورة في ثقافتنا تقول :

                  أنّ عاصفة هوجاء تهبّ،

                  فيخاف منها الناس والحيوانات،

                  فتدمّر العاصفة كلّ شيء حتى لا يجد الناس مكانًا يجتمعون فيه،

                  فالشجر قد اقتلع من جذوره،

                  والبيوت قد تهدّمت،

                  ويبقى ذئب وحيدا يقف بشموخ على صخرة ناظرًا إلى العاصفة،

                  فيتشبث الذئب بمكانه دون حراك،

                  حتى عندما ينسلخ جلده يبقى صامدًا لا يتحرّك ولا يصرخ عند الموت,

                  ويبقى محدقًا بعدوّه إلى أن يموت


                  وهذا هو حال الشيشانيّ، فهو سيبقى على الجبل ينظر إلى الموت المحيط به دون أن يخاف منه

                  لهذا يشبّه المقاتل الشيشانيّ نفسه بالذئب ويعتدّ بصفاته التي يتميّز بها،

                  فجعله فى علم الشيشان شعارًا له جالسًا على صخرة تحت ضوء القمر وحيدًا, للدلالة على عزلة الشعب الشيشانيّ من بقيّة الشعوب،



                  ان الذئب يستحيل ترويضه, تماما كالشعب الشيشانى .

                  وهو مخلص لشريكه، ويساهم الذكر في تربية الجراء.

                  وهو الحيوان الوحيد الذي يزداد شراسة مع التقدّم في العمر.

                  و يكون في قمّة شراسته عندما يجرح.

                  ولا يصرخ عند الموت, ويبقى محدقًا بعدوّه حتى يموت.

                  صمت قليلا, ثم أردف بلهجة عميقة اهتز له فؤادها : هكذا الشيشانى

                  قالت بسرعه حتى لا يعود لصمته وقد سرها كثيرا جذبه للحديث : كيف احتلت القوات الروسيه الشيشان؟

                  طال صمته لكنها لم تيأس من أن تجعله يتكلم فقالت : أريد أن أعرف الحقيقه

                  قال بهدوء: وبعد أن تعرفى الحقيقه؟

                  قالت بدهشه : أنشرها للعالم

                  قال بسخريه مريره : وهل سيغير هذا من الواقع ؟

                  عاد لصمته من جديد فقالت بدهشه : الا يهمك أن يعرف العالم الحقيقه ..أن يفهم قضيتكم ..أن يتدخل لحلها؟

                  قال : وهل تعتقدى أنهم لا يعرفون؟..انهم يعرفون منذ زمن بعيد ..منذ أول مرة اقتحم فيها الروس الشيشان بعد استقلالها عام 1994 وأجبرناهم على الخروج من أرضنا أذلاء عام 1996

                  خرج الروس ومنهم من يبكي من مرارة الهزيمة التي لحقت بهم على أيدي قلة من المجاهدين ، وقد كان الخروج بعد المفاوضات التي جرت بين الجنرال ليبدال ممثل عن الحكومة الروسية ووزير الدفاع الشيشاني ،

                  وقد صرح الجنرالات الروس للوفد الشيشاني : أننا سوف نعود إلى الشيشان ولو بعد خمسين سنة .

                  ولقد صدقوا.....وعادوا مرة, ومرات, وكلما أخرجناهم, يعودوا من جديد

                  وفى كل مرة يكررون نفس السيناريو بحذافيره ..يتحرشون بنا, ويعملون على اثارة الفتن والقلاقل ويحاولوا اغتيال الزعماء وقادة الجهاد ليحطموا معنوياتنا ويزرعوا عناصر من استخباراتهم داخل المجاهدين ويمارسوا علينا حصارا اقتصاديا شديدا بهدف تجويعنا , ويمنعونا من التعامل مع العالم الخارجى

                  وهكذا يمهدوا الطريق أمام التدخل العسكرى ..بعدها يقوموا بعمل سلسله من التفجيرات والعمليات الإرهابيه فى روسيا يتهمونا بها..وهكذا يكون المبررأمام شعبهم وجنودهم وأمام العالم لغزونا موجود

                  قالت بدهشه : ولكن لماذا أنتم بالذات؟


                  قال بغضب : يريدون استغلالنا والاستفادة من النفط الشيشاني، ومن المناطق الزراعية والصناعية في الشيشان
                  كما أن الشعب الشيشانى من أبغض الشعوب إلى الروس، كما تذكر الأساطير والروايات الروسية.
                  يحلمون بتكوين إمبراطورية روسية على غرار أوروبا الموحدة وهذه الإمبراطورية لا مكان للإسلام فيها


                  هتف بمرارة : العالم كله يعرف ويبارك المجازر والإنتهاكات الروسيه فى حقنا
                  فى الحرب السابقة والتى قبلها, والتى قبلها, كم أعطونا من مواعيد لإيقاف الحرب دون أن نرى تحركا حقيقيا على الساحه مثل ما تحركت قوات الناتو خلال 48 ساعه فقط واتخذت قرارات صارمه فى تيمور الشرقيه منذ سنوات عديده .....ولكن


                  نحن....مسلمون

                  قال الكلمه الأخيره بسخريه لاذعه شديدة المراره

                  همت أن تقول شئ ...

                  لكنه سبقها قائلا : اقتربنا من القرية, سنبيت ليلتنا هنا فى مكان آمن, لدى عائلة شيشانية, فلا شك أنكما متعبان وجائعان

                  قالت باسمة : وأنت أيضا, أم أنك لا تجوع؟

                  قالت عندما لم يرد عليها : هل هذه العائلة هى احدى المساعدات التى قدمها لك الشرطى الشيشانى؟

                  قال بهدوء : الكثيرمن عناصر الشرطة الشيشانية متعاطفون مع القضية ومع المجاهدين, بل ان بعضهم سعى بنفسه للعمل فى الشرطة فى محاولة منه لتسخير جهوده فى مساعدة المجاهدين والتخذيل عنا

                  قالت باسمة : كما حدث اليوم!

                  لم يجيب ولكنه قال : وصلنا الى البيت المقصود




                  تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
                  عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
                  حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
                  حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




                  تعليق

                  • عزام رائد
                    4- عضو فعال
                    • 12 نوف, 2011
                    • 635
                    • جهاد الكلمة
                    • مسلم

                    #84

                    ما زلت متابع ... و بالتوفيق في الامتحانات أختي ذات النطاقين

                    تعليق

                    • حاملة اللواء
                      مشرفة شرف المنتدى
                      عضو مجموعة الأخوات

                      • 24 ديس, 2010
                      • 1969
                      • طاعة الله
                      • مسلمة

                      #85

                      المشاركة الأصلية بواسطة عزام رائد
                      فعليا يا أختي أنا أصولي فلسطينية (أم فلسطينية و اب فلسطيني) لكن عايش بالاردن (فلسطينيين الشتات)
                      حيا الله أهل فلسطين
                      نسأل الله أن
                      يجمع شملكم ويردكم لأرضكم سالمين غانمين ويخرج المغتصبين منها صاغرين
                      اللهم آمين

                      المشاركة الأصلية بواسطة (ذات النطاقين)
                      جزي الله خيرا الحبيبة حاملة اللواء علي التكملة
                      وإياك أختي الحبيبة بارك الله فيك
                      روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                      وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                      تعليق

                      • عزام رائد
                        4- عضو فعال
                        • 12 نوف, 2011
                        • 635
                        • جهاد الكلمة
                        • مسلم

                        #86
                        المشاركة الأصلية بواسطة حاملة اللواء


                        حيا الله أهل فلسطين
                        نسأل الله أن
                        يجمع شملكم ويردكم لأرضكم سالمين غانمين ويخرج المغتصبين منها صاغرين
                        اللهم آمين

                        اللهم أمين
                        شكرا أختي الكريمة

                        تعليق

                        • (ذات النطاقين)
                          4- عضو فعال

                          حارس من حراس العقيدة
                          • 11 فبر, 2010
                          • 504
                          • طالبة
                          • مسلمة

                          #87
                          المشاركة الأصلية بواسطة حاملة اللواء


                          حيا الله أهل فلسطين
                          نسأل الله أن
                          يجمع شملكم ويردكم لأرضكم سالمين غانمين ويخرج المغتصبين منها صاغرين
                          اللهم آمين



                          اللهم امين

                          نسأل الله ان يرد جميع بلاد الاسلام للمسلمين ويخرج الكفرة منها اذلة صاغرين


                          المشاركة الأصلية بواسطة عزام رائد

                          ما زلت متابع ... و بالتوفيق في الامتحانات أختي ذات النطاقين
                          جزاكم الله خيرا , واستمر في الدعاء
                          تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
                          عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
                          حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
                          حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




                          تعليق

                          • (ذات النطاقين)
                            4- عضو فعال

                            حارس من حراس العقيدة
                            • 11 فبر, 2010
                            • 504
                            • طالبة
                            • مسلمة

                            #88
                            كان الظلام قد زحف على المنطقة كلها عندما دخل الثلاثة الى احدى منازل القرية الصغيرة

                            من أول لحظة وضعت كاترين قدمها فى ذلك المنزل وشعور عجيب بالراحة والأمان يغمرها

                            فبرغم موقفهم الدقيق ومطاردة الروس لهم, وقلقها من أن ينكشف سرهم أو أن يقوم أى شخص بالإبلاغ عنهم
                            وبرغم عدم سابق معرفتهم بأهل هذا البيت, الا أنها تعجبت تماما من كم الحفاوة والترحيب الذى غمرهم منذ أن وطأت أقدامهم ذلك البيت القروى الصغير


                            فالسيدة ربة البيت قامت بنفسها بالترحيب بهم وتقديم الطعام لهم, وابنها آدم الفتى الوسيم الملتحق حديثا بالجامعة وقف على خدمتهم والعمل على راحتهم

                            وعندما التف الجميع حول المائدة الزاخرة بالطعام الساخن الشهى. أخذت الأم الطيبة الطفل الصغير وأجلسته على ساقيها وبدأت تداعبه بحنان وتطعمه بيديها

                            لكن دهشتها كانت كبيرة عندما رفض الطفل أن يفتح فمه, أو يتناول أى طعام

                            نظرت الأم لكاترين بدهشة وسألتها : ألن يأكل؟

                            زفرت كاترين وقالت باحباط : لاأدرى كيف أتصرف..أخشى أن يكون مصاب بصدمه أو شئ من هذا القبيل, فهو لم يفتح فمه منذ أن التقيته, حتى أننى لا أعرف حتى الآن ما اسمه

                            مسحت الأم على شعر الصغير بحنان وحاولت اطعامه من جديد

                            لكن الصغير أبى

                            نقلت الأم عينيها بين الصغير والذئب, وقالت له : ربما لو رآك تأكل فقد يأكل

                            نظر اليها الذئب بدهشة وقال متسائلا : أنا؟

                            هزت رأسها قائلة : نعم, فهو لم يكف عن مراقبتك منذ أن جلست الى المائدة

                            ابتسمت كاترين مؤيدة : ألم أقل لك؟انه لا يشعر بالأمان الا فى وجودك

                            دارت عيناه فى وجوههم, ثم مد يده أخيرا الى الطعام وبدأ يأكل عندما وجد الجميع ينظر اليه فى انتظار أن يأكل

                            ولكم كانت دهشته عظيمة عندما فتح الصغير فمه هو أيضا وبدأ يأكل

                            ابتسمت الأم برضا واطمئنان, وهدأت كاترين وأخذت تستمتع بطعامها بهدوء بعد أن اطمأنت على الصغير

                            أما عمر فأخذ يتأمل ملامح الصغير مندهشا, من تلك النظرات العميقة الصامته التى يختصه بها دون الآخرين

                            لكن شعور ما انتابه فجأة وجعله يعجز عن تحمل نظرات ذلك الصغير فدفن بصره فى الطعام بصمت

                            بعد الطعام, جلس الجميع فى البهو الواسع يتسامرون بود حول المدفأة والتلفاز, وانضم اليهم الجد الكبير, الذى تجاوز الثمانين بأعوام عديدة

                            ودار الحديث حول أحوال القرية وأحوال البلد عموما, ولأشد ما أدهش كاترين أن أى منهم الجد أو الأم أو حتى الفتى آدم لم يسألونهما عن اى شئ أو عن سبب مقدمهم فى ذلك الوقت واكتفوا بما قاله الذئب لهم من أنهما صحفيان ضلا الطريق وساعدهما الشرطى الشيشانى وأعطاهما هذا العنوان ليبيتا ليلتهما, ويلحقا فى الصباح ببقية الصحفيين

                            لكن الصمت هبط فجأة على الجميع عندما بثت نشرة الأخبار فى التلفاز نبأ الأحداث الدامية التى حدثت اليوم عند حاجز التفتيش, وانتبهت

                            كاترين بشدة
                            وعقدت حاجبيها باهتمام كبير عندما سمعت المذيع يقول أن ثلاثة من الإرهابيين هربوا من الموقع بعد أن قتلوا اثنين من قوات

                            الأمن الروسية وجرحوا خمسة


                            وهبط قلب كاترين فى قدميها وسكن الرعب خلاياها عندما قال المذيع أن قوات الأمن الروسية تبحث عن رجل وامرأة انتحلا صفة صحفيان

                            نظرت السيدة فى وجه كاترين ولاحظت قلقها الشديد وفهمت بذكائها سبب القلق الذى اعتراها فقالت مطمأنة : لاأظن أن باستطاعتهم

                            الإمساك بالصحفيين, فلا شك أنهما ابتعدا تماما عن
                            المكان وربما يكونان الآن فى مكان آمن يعجز أحد عن الوصول اليه


                            نظر اليها الذئب بامتنان كبير وقال بلهجة ذات مغذى : وربما يبيتان ليلتهما فى أمان بين أناس طيبون

                            هدأت كاترين تماما وشعرت بالأمن يحيط بها من جديد وهى تتأمل تلك الوجوه الودودة الطيبة, مما جعلها تتحدث براحة ودون تحفظ

                            تنهدت بأسى وهى تسترجع تلك المشاهد المؤلمة فى ذاكرتها قائلة
                            : لا أدرى كيف بدأ الأمر؟ ولأى سبب تسال كل تلك الدماء؟
                            أمن أجل امرأة ترتدى الإيشارب يقتل كل هؤلاء البشر؟

                            ألم يكن من الأسهل أن تخلعه بهدوء ويمر الأمر بسلام؟


                            قال الذئب بلهجة صارمة : المشكلة ليست فى الحجاب, لو لم تكن تلك المرأة ترتدى حجابا لبحثوا عن الف وسيلة أخرى لإذلالنا واهانة مقدساتنا

                            نظرت اليها الأم وقالت بهدوء : يا بنيتى, الأمر ليس مجرد غطاء تضعه المرأة على رأسها, بل هو عقيدة فى صميم ديننا, وهم يفهمون ذلك جيدا

                            إنها حرب على الإسلام


                            هتف الفتى آدم : هذا ليس موقفا فرديا, أو مصادفة, بل هى سياسة منظمة ومتعمدة

                            قرأت تصريحا للرئيس الروسى يقول فيه : (إني أحارب عدوي الإسلام حتى لاتفشوا وتتجاوز إلى آخرين .) كما قال في تصريح آخر : (إننا

                            سوف نقضي على
                            الإرهابيين في داغستان والشيشان ثم نحول الباقين إلى النصرانية .)


                            أجابه الذئب : الرئيس الروسي لا هم له الا اصدار التصريحات التي يزايد فيها على تصريحات الرئيس الأمريكى، حين أعلن أن البلدين معًا في

                            وجه "الإرهاب الإسلامي، أو الإرهاب الذي يشجع عليه الإسلام".أو الإسلام الفاشى كما يطلق عليه


                            قالت الأم والأسى يغمر كلماتها : يريدوننا عبيداً وخدماً لهم ويريدون أراضينا مرتعاً خصيباً لهم؟ ذلك المعنى ثابت ومترسخ فى العقلية الروسية, يتوارثونه جيل بعد جيل

                            قالت كاترين بألم : ولكن ماحدث هناك كان فظيع
                            قتل عدد كبير بلا ذنب ولا جريرة, وأسر عدد أكبر, يعلم الله الى أين أخذوهم ولا ماذا يفعلون بهم الآن


                            آدم بانفعال : لقد اعتدنا ذلك, القتل والخطف عند حواجز التفتيش يحدث بصورة كبيرة ومتكررة حتى أننا نصدق أنها عملية مدبرة ومقصودة
                            لقد استشهد أخى محمد عند أحد حواجز التفتيش, وبنفس الطريقة, ولسبب تافه للغاية


                            أكمل والغضب يقطر من كلماته : قوات الأمن تعتبر كل شيشاني إرهابيًّا، وتقتل المدنيين بلا حساب، مما اضطر رئيس وزرائهم إلى القول: (إن هذه العمليات ضد الإرهاب لا يمكن تفادي وقوع ضحايا مدنيين فيها.)

                            ومع ازدياد الوضع سوءاً, وكثرة أعداد القتلى والأسرى بدأ يظهر بوضوح الدور الإجرامي لهذه القوات،

                            خصوصًا ما يتعلق بالرشاوى، فالمواطن الذي لديه وثائق يدفع 200 روبل رشوة حتى يمر،

                            والذي لا يملك وثائق قد يدفع قرابة ألف روبل حتى يتم الإفراج عنه،

                            إضافة إلى أعمال السلب والنهب والقتل، وهذا ما دفع "فيكتوركازينوف" موفدالكرملين أن يقول : "هناك جرائم ترتكب عند نقاط التفتيش، ويجب أن نعتذرعنها، ونطلب الصفح ممن جرت بحقهم".


                            تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
                            عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
                            حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
                            حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




                            تعليق

                            • حاملة اللواء
                              مشرفة شرف المنتدى
                              عضو مجموعة الأخوات

                              • 24 ديس, 2010
                              • 1969
                              • طاعة الله
                              • مسلمة

                              #89
                              لن تتمكن أختنا ذات النطاقين من الدخول اليوم لذلك طلبت مني إنزال جزء جديد من الرواية
                              *****
                              أما وزير الداخلية الروسي فهو يعتبرالعمليات -على قسوتها- ضرورية، بل وتمت بصورة قانونية.
                              وساند الكرملين وزير الداخلية عدة مرات : الأولى حين رفض الكرملين طلبًا للبرلمان بفرض حالة الطوارئ على الشيشان، والتي تسمح بتطبيق القانون العسكري على أي مخالفات تقع من الجنود والضباط الروس، والثانية حين رفض السماح للسفير الأمريكي في روسيا بزيارة الإقليم، كما رفض السماح لمنظمات وجمعيات حقوق الإنسان بالتواجد.
                              وأغلق في وجهها الحدود، ومنعها من الاقتراب من الواقع المأساوي في الشيشان.
                              لقد أصمَّت روسيا أذنها عن صرخات جماعات حقوق الإنسان ..

                              قالت الأم بسخرية مريرة : مع ما تفعله بنا السلطات الروسية من عمليات التعذيب والاختطاف والاحتجاز السري للمدنيين.
                              فلا حقوق لأي إنسان، هذا إن بقي على قيد الحياة.

                              آدم : "الاغتصابات والتعذيب وأحكام الإعدام التي تنفذها القوات الروسية خارج سلطة المحكمة، تحدث هنا تقريبا بشكل يومي " - وكالة الأنباء الفرنسية-.
                              لذا فالجميع هنا في حالة من الرعب جعلتهم لا يستطيعون حتى مساعدة جيرانهم، الأمر أسوأ بكثيرمن الحرب، وبإمكانك أن تسألي أي فرد هنا، الجميع يرتعد خوفا.

                              قالت كاترين بعد أن أصبح الوضع شديد الوضوح بالنسبة لها : ولهذا لم يرتاحوا لوجودنا بوصفنا صحفيين عند حاجز التفتيش، لا شك في أنهم يخشون أن نفضح ممارساتهم وأفعالهم اللآ إنسانية
                              يريدون غلق الحدود، ومنع تسريب أخبار عن ممارساتهم في الشيشان سوى ما يمليه الروس فقط على الإعلام.

                              الذئب : "لقد وضع رئيس الوزراء هدفه من الحملة على الشيشان، وهو، باختصار، أن تختفي الشيشان من الصفحات الأولى للصحف"
                              ونجحت الماكينة الإعلامية الروسية إلى حد بعيد في تشويه صورة الشيشانيين في عيون الرأي العام الروسي، وبفضل خطتها الإعلامية المحكمة التي تقوم على التعتيم والانتقاء في البث والنشر خففت -إلى حد كبير- من الضغط الشعبي الداخلي على الكرملين، كما تمكنوا من منع وصول الحقيقة إلى الرأي العام العالمي، وتحولت القضية من قضية شعب يبحث عن الاستقلال إلى شعب إرهابي بأكمله.

                              ترددت كاترين طويلا قبل أن تقول : أرجو ألا تسيئوا فهمي ..
                              ولكني أتساءل، ما جدوى المقاومة، والعمليات المسلحة وهل تستطيع بلد صغير كبلدكم الصمود أمام الدب الروسي العملاق بكل عتاده وما يتلقاه من دعم خارجي وداخلي،
                              هل النضال ضد المحتل حقا مُجدٍ أم أنه مجرد انتحار كما يرى البعض؟


                              تخلل صوت الذئب العميق أذنيها وشعرت وكأنه يتسلل إلى خلاياها : لولا هذا النضال لكانت قضية الشيشان عنوانًا كبيرًا في الصفحة الأخيرة –صفحة الوفيات- بدلاً من بقائها عنوانًا –ولو صغيرًا- على الصفحات الأولى.

                              الحرب ليست عسكرية فقط، بل إعلامية بالدرجة الأولى، ورغم محدودية إمكاناتنا فقد بقيت القضية حية حتى الآن.
                              إن صمود الشعب الشيشاني وتماسكه، وصمود مقاومته -والأهم من ذلك كله عدم استجابته لما تريد روسيا فرضه علينا- كل ذلك ساهم في إحياء القضية إعلاميًّا مرة أخرى ...


                              التفت الجميع عندما سمعوا صوتا عجوزا واهنا يتنحنح ..
                              لقد انضم الجد الكبير أخيرا للحوار، مال قليلا للأمام وبدا وكأنه يحكي عمرا طويلا، وسنين غابرة :
                              الحرب بين الروس والشيشان ليست وليدة، بل هي قديمة، قد مضى عليها أكثر من أربع مائة سنة، حدثت فيها مذابح كثيرة للشيشان على أيدي الروس، وتهجير الشعب الشيشاني إلى سيبيريا وكازاخستان بأمر من الطاغية ستالين، حيث قتل من البرد الأعداد الكبيرة، وكذلك حروبهم الماضية ضد الشعب الشيشاني.

                              أعوام كثيرة مضت، لاهي بالقريبة ولا بالبعيدة ..
                              سنوات عايشت تفصيلاتها وأحداثها وتجرعت آلامها ومرارتها قطرة قطرة ..
                              أهوال وعذابات يعجز أعظم المؤلفين عن مجرد وصفها ..
                              حكايات وأحداث كان بطلها الأوحد هو الموت، فقط الموت ..


                              تنهد بعمق، وابتلع ريقه بصعوبة وكأنما يتجرع مرارات أعوام طوال بعدد سنوات عمره الكثيرة وبدأ يحكي بصوت حزين : من أزمان بعيدة وهم لا يحملون لنا سوى الكراهية والغدر والقتل ..

                              وإذا ما حاولوا التقرب إلينا فهذا لا يكون إلا بهدف مصالحهم الخاصة ليجعلوا منا سلما يصعدون عليه ليصلوا لأهدافهم ..
                              حدث في عهد روسيا الشيوعيّة بعدما أطيح بالقيصريّة الروسيّة على أيدي الحركة الاشتراكيّة الشيوعيّة بزعامة لينين عام 1917م،
                              اتبع لينين استراتيجية قذرة ليكسب التأييد العام، فقام بإلقاء خطب تنادي بحريّة الأقليّات التي اضطهدها القياصرة،
                              وأصدر وعودًا لهذه الأقليات بالانفصال والاستقلال وبالحريّة الدينيّة، بل قام شخصيّا بتسليم مصحف عثمان -رضي الله عنه- الذي كان بحوزة القياصرة ومجموعة من الوثائق الإسلاميّة والتاريخيّة الهامّة.
                              ومن هنا بدأت جمهوريّات إسلاميّة بالاستقلال بمباركة لينين نفسه،
                              ولكن كل ذلك كان يدار بخسة وغدر شديدين، فبعدما بدأت آثار قوّة النظام الجديد بالظهور أمر لينين بالزحف نحو البلاد الإسلاميّة دون سابق إنذار، ليبدأ المسلسل الجديد لإبادة المسلمين بشكل أبشع وأقذر ممّا كان عليه في العهد القيصريّ الروسيّ بمرات عديدة.
                              إنّه عصر دمويّ بكل معنى الكلمة، ونقطة حمراء في تاريخ البشريّة من صنع أكبر سفّاحين: ستالين ولينين، لقد تسببوا بقتل الملايين من المسلمين من دون ذنب،

                              قتل لينين حوالي 8 مليون نسمة من مسلمي القوقاز،

                              وبعد ذلك خلفه ستالين بقتله ما لا يقلّ عن 20 مليون نسمة بأبشع الطرق منها :
                              مليون رميًا بالرصاص
                              ومليونان من المعارضين، ومليون على أعواد المشانق
                              و7 ملايين من الريفيين نتيجة التأميم ..
                              و11 مليونا في معسكرات العمل ..
                              ومليون نتيجة النفي الجماعي ..


                              وكان من أحد الشعوب التي تعرضت لهذا القهر والقتل هم شعب الشيشان.
                              لقد واجه الشيشان الاحتلال الشيوعيّ بقوّة، فظهرت ثورات عديدة ضدّ هذا الظلم، منها ثورة (إبراهيم قلدقت) عام 1934م وغيرها الكثير، وكان الشيوعيون يخمدونها بالقوّة وبالمجازر.
                              وفي أثناء الحرب العالميّة الثانية زادت أهمية القوقاز حينما قرّر هتلر ضمّها مع أوكرانيا للدولة النازية لتمدّها بالطعام والوقود،
                              ولكنّ الشيشان لم تتدخّل بين الفريقين، وعندما انتهت الحرب أعلنت حكومة ستالين اعتبارها لشعوب الشيشان والأنجوش والقرم (شعوبا خائنة) نتيجة لعدم تدخلهم لصالح الشيوعيين وقت الحرب وزعموا كذبا بأن الشيشان اشتركوا في صفوف الألمان، وعليه بدأت في 23 فبراير عام 1944 م عمليات الترحيل الجماعي إلى كازاخستان وسيبيريا المتجمدة التي تصل درجة الحرارة فيها إلى- 58 س تحت الصفر.
                              تمت عمليات الترحيل بواسطة القاطرات الطويلة البطيئة، و كانت الرحلة تستغرق ثلاثة أسابيع تقريبا في قطارات لم يكن فيها مرافق صحية ولا تدفئة ولا حتى مقاعد،
                              الكثير من المعمرين يذكرون هذه الرحلة الشاقة الرهيبة : كنا نتوضأ بالثلج ونصلي ... وربما شاهدت كثيرا منا ملقى على الأرض ميتا قد انكسر ظهره من شدة الصقيع ..
                              الكلاب القطبية كانت تجد فريستها منا فكانت تأكل أحشاء الإنسان وهو يصرخ : أبعدوا الكلب عني، وقد خارت قواه من شدة الجوع والبرد ولا يستطيع الهرب ... وأين يهرب هذا المسكين والكلاب كثيرة تهاجم المخيم بشراسة ؟!

                              ولعدم وجود المرافق الصحية كان البالغون يضغطون على أنفسهم في القطارات، فمات كثيرون منهم من تمزق المثانة ..
                              إلا أن الأطفال لم يكونوا قادرين على ذلك، مما كان يؤدي إلى تبلل القش الذي فرشت به أرضيات العربات فتنبعث الروائح الكريهة غير المطاقة،
                              فيلجأ المهجرون إلى إخراج القش عند توقف القطار، فتتسرب الرياح القارصة داخل القطار.
                              أما الحياة في المهجر فكانت صعبة جداً ومليئة بالعقبات والصعوبات، كانت درجة الحرارة تتدنى من الصفر بكثير، ومع عدم وجود بيوت وملاجئ للمهجرين ..

                              في عام 1957م، أي بعد 13 سنة في المنفى، أعلن الرئيس ( خورتشوف) براءة الشيشان والشعوب الأخرى من التهم التي وجهت ضدهم،
                              فسمح لهم بالرجوع إلى بلادهم، فرجع معظمهم إلا ما يقارب من 150 ألف بقوا في كازاخستان وهاجر بعضهم إلى دول أخرى كبلاد الشام والعراق وتركيا.


                              اتسعت عينا كاترين بشدة وتجمعت دموع غزيرة فى مقلتيها قاومتها بقوة حتى استطاعت التغلب عليها وأبت أن تنحدر على خديها
                              قالت بصوت متهدج :
                              لا أصدق .. أكاد حقا لا أصدق كيف لكم بتحمل كل تلك الأهوال والمصائب؟
                              كيف لم تخضعوا في ظل كل تلك المآسى؟
                              كيف تسري فيكم روح المقاومة حتى الآن؟


                              قال آدم بحماس : الشعب الشيشاني لا يعرف الهزيمة، فكما يسمينا الروس [ الشعب الذي لا يرهب الموت ].
                              وكما قيل عنا :" لك أن تكسر ظهورهم ولكن لا تستطيع أن تنال من روحهم المعنوية"
                              لقد استشهد أخواي وزوج أختي في الحرب الأخيرة


                              تساءلت كاترين بدهشة عارمة : فقدت ثلاثة من إخوتك ؟
                              لم؟ وكيف؟ وأين هي أختك؟


                              قالت الأم بأسى : تزوجت من جديد وهاجرت مع زوجها الطبيب مصطحبة طفليها لكي لا ترى وجوه قتلة شعبها.
                              وهي الآن تعمل في مخيمات اللاجئين في أنجوشيا ..


                              شردت عينا عمر بعيدا، وقال بصوت حزين : هنا، على هذه الأرض يتكرر هذا المشهد بالعشرات، بل بالمئات ..
                              أعرف أُسرا عديدة فقدت كل أبنائها الاثنين أو الثلاثة أو الخمسة ولازالت الشيشان صامدة، تقدم أبناءها ثمنا لدينها وحريتها منذ مئات السنين، وحتى الآن.


                              نظرت كاترين إلى الأم وقالت بتعاطف كبير : وأنت .. لم لم تغادري؟
                              رفعت الأم رأسها وقالت بعزة وإباء : لأن أرضنا هاهنا، وسنظل هنا حتى ندفن فيها، لن نتركها لهم ..

                              كاترين بدهشة : مع كل ما يحدث لكم؟ وكل هؤلاء القتلى؟
                              ألا تشعرون بالخوف؟


                              قال الجد بصوت يفيض إيمانا وصدقا : هذا لأن ما نحمله في قوبنا وما يريدون هم نزعه منا راسخ فينا كرسوخ الجبال في أرضنا ...
                              قالت الأم بصوت يمتلئ فخرا : إنه الإيمان يا ابنتي .. الإيمان

                              اشتعل المكان بصوت الذئب وهو يمتلئ برائحة الثأر والانتقام وعيناه تنضحان بغضب مرعب : "الشيشانيون لن يسامحوا أبدا روسيا المجرمة التي تبيد الشعب الشيشاني .. سوف يحاسبون على موت مئات الألوف من الأطفال و النساء الشيشانيات المسنات، على التعذيب الوحشي و المعاملة المهينة التي يعاملونا بها .. على المعتقلين في مخيمات الاعتقال الجماعي، على المقابر الجماعية الممتلئة بجثث أشخاص قضوا نحبهم من جراء التعذيب دون ذنب أو جريرة .. على دموع أطفالنا الذين تيتموا، على آلام الأمهات اللاتي فقدن أطفالهن، أغلى ما لديهن في الدنيا."

                              ارتجف قلب كاترين رعبا وهي تتأمل وجهه الذي احمر غضبا وهو يردف : في الجرائم المرتكبة ضد الله و الإنسانية، لا وجود للزمان ولا النسيان ولا يُعفى عنها أبدا.

                              يُتبع إن شاء الله
                              روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                              وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                              تعليق

                              • عزام رائد
                                4- عضو فعال
                                • 12 نوف, 2011
                                • 635
                                • جهاد الكلمة
                                • مسلم

                                #90
                                لا أنسى
                                لا أسامح
                                لا أساوم

                                شعار يحمله كل شعب محتل ... و لا يفهمه الا من فقد وطنه




                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة راجي رحمة ربي, منذ 4 يوم
                                رد 1
                                11 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة الراجى رضا الله
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                11 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                11 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                                ردود 0
                                9 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 أسابيع
                                ردود 8
                                17 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                يعمل...