يااااااه يا مولانا ...ايه ده...دا انتوا بلدكوا فى آخر بلاد المسلمين
صاح عمر وهو يركب السياره بجوار محمد
محمد : لقد حذرتك من البدايه أنها بلاد بعيده والحياه فيها شاقه للغايه
عمر : بس أنا كنت فاكر اننا هانركب لها مركب ..طياره...لكن دا احنا ركبنا كل الركايب اللى اخترعها البنى آدمين
طياره ومركب وقطر وعربيه..........يا خبر أبياااااض ..ايه ده؟؟ ما فاضلش غير الصاروخ....واللى مجننى ...اننا عمالين نعدى على بلد ونسيب بلد ...ودنك منين ياجحا؟
ابتسم محمد ابتسامه صغيره وقال : يبدو أنك معجب كثيرا بجحا؟
الأمر ببساطه أنه هناك توتر فى العلاقات السياسيه بيننا وبين الدول المجاوره ..لذلك اضطررنا الى تجنب العبور خلال أراضيهم
عموما أوشكنا على الوصول .
توقفت السياره ؟أمام منزل كبير بدورين له فناء كبير
ترجل الإثنان ودخلا الى المنزل ومعهما الأمتعه..
استقبل أهل المنزل محمد استقبالا حارا وأدرك عمر من حرارة الإستقبال أنهم عائلته والغريب أن الجميع كان يتكلم العربيه الفصيحه
بعدها ..بدأوا يغدقون مشاعر الود والمحبه لهذا الضيف الجديد وسلموا عليه وكانت لحظات التعارف تحمل مشاعر دافئه صادقه لم يعرفها عمر من قبل
السيده الكبيره ..ربة المنزل وزوجة محمد وهى أم لأربعه
مالك ...فتى يماثله فى العمر ودود مرح له ابتسامه طفوليه لا تختفى ابدا
زهرة فتاه جميله هادئه فى الخامسة عشر لها وجه ملائكى يزيده حجابها الأبيض جمالا ونورا
خالد ..طفل لطيف فى السادسه ..وزينب ..لم تتجاوز الثالثه
ازال استقبالهم الحار وترحيبهم الودود من نفس عمر كل توتر وخوف وزاد من شعوره بالأمان
بعد أن تناول الجميع الطعام .. طلب محمد من مالك أن يصحب عمر الى غرفته ليرتاح من عناء السفر
فى اليوم التالى......أخذه محمد الى حجرة المكتب وبدأ يتحدث معه
عمر : ها يا مولانا....كلنا وارتحنا وكله تمام ...ايه بقى الشغل اللى هاشتغله؟
نظر اليه محمد طويلا وقال بهدوء : لقد كان استنتاجك صحيحا ... أنا حقا أعرف والدك
عمر بضجر : يا عم فضنا من دى سيره...مانا قلتلك مش عاوز أعرف حاجه
محمد : لا تريد أن تعرف أن أمك كانت أختى؟
عمر بذهول : أختك ؟؟....يعنى انت.....
محمد : نعم ...أنا خالك أخو أمك
عمر بتوتر محاولا التغلب عليه بضحكه ساخره : هأ هأ ...ايه؟؟ جرى ايه يا مولانا؟؟ انت هاتسوق فيها؟ خالى ايه وبتاع ايه؟
لا ...أنا محبش اللعبه دى...عاوز تلفنى بكلمتين وتبلعنى بلقمه واحده؟؟ لااااا دا انتا ما تعرفنيش...دا انا ابن سوق
يصمت محمد طويلا ..ثم يخرج من درج مكتبه صوره قديمه ويعطيها لعمر وهو يقول : انظر الى هذه الصوره وتأمل وجوه من فيها
تأمل عمر الصوره مليا ..ودهش تماما عندما وجد احدهم يشبهه كثيرا
رفع عينين ملؤهما التساؤل والحيره الى محمد
محمد بهدوء : هل لاحظت الشبه الكبير؟..انه هو
يهز عمر رأسه برفض وعناد وهو يقول : شوف ...أنا ممكن أصدق أى حاجه...ممكن حتى أصدق لو قلتلى انى ابن الدكتور صابر...انما اللى انت بتقوله ده ..مش ممكن يدخل دماغى أبدا
أنا لا ابن ده ..ولا أنا من البلد دى..أنا عمر ..عمر الديب
اقترب محمد منه وقال بتفهم : الدكتور صابر ليس والدك لكنه أنقذ حياتك ولم يكن باستطاعته أن يقول لخادمته أن اسمك
عمر ديساروف.....لم تكن لتستوعب ذلك أو يستوعبه أى من من حولها...لذلك أطلق عليك عمر الذئب
وضع محمد يده على كتف عمر بقوه ونظر فى عينيه مباشرة وهو يكمل : نعم ..أنت حقا ذئب ......ذئب شيشانى
اتسعت عينا عمر بخوف ...وسقط قلبه فى قدميه
تعليق