إلى قاصرات الطرف ... عثرات الطريق @ متجدد بإذن الله @

تقليص

عن الكاتب

تقليص

حاملة اللواء مسلمة اكتشف المزيد حول حاملة اللواء
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 4 (0 أعضاء و 4 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حاملة اللواء
    مشرفة شرف المنتدى
    عضو مجموعة الأخوات

    • 24 ديس, 2010
    • 1969
    • طاعة الله
    • مسلمة

    إلى قاصرات الطرف ... عثرات الطريق @ متجدد بإذن الله @




    إلى قاصرات الطرف ... عثرات الطريق




    الإهداء :
    إلى من رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً..
    إلى حفيدة عائشة وحفصة وفاطمة..
    ***
    إلى من صبرت ... وإن طال المسير..
    وجاهدت .. وإن تراجع الكثير
    ***
    إلى جوهرة في جبين الأمة .. وجمانة في قلب كل مسلم ..
    إلى من اعتلت هامات المجد .. أمًّا وأختًا وزوجة ..
    ***
    إلى مربية الأجيال وملهمة الرجال وأم الشهداء والأبطال ..
    إلى من قصدت بعملها وجه الله والدار الآخرة..

    المقدمة :
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد ..
    فإن الطريق إلى الدار الآخرة طويلة وشاقة .. لا تخلو من عثرة وغفلة .. ومن تأخر وزلة ..
    ولكل مسلم ومسلمة عثرة يعقبها استغفار وتوبة ورجوع وأوبة ..
    من عثرات الطريق إهمال الطاعات وإضاعة النوافل وإتيان المحرمات والمكروهات .. وعلم على ذلك .. إضاعة الأعمار والأوقات.
    والعثرات قلت أو كثرت تكون هاوية يصعب صعودها والخروج منها على من لم يتجهز ويستعد ويستنفد الوسع ..
    وربما تكون هذه العثرات فاتحة خير وطريق توبة .. وبداية انطلاقة للوصول إلى النهاية .. هناك حيث تغرب شمس الدنيا ويبدأ إشراق الآخرة .. في جنات عدن وروح وريحان.
    جمعنا الله وإياكم في تلك المنازل وغفر لنا ولكم الزلات والمثالب .. وجعلنا ممن إذا أذنب استغفر وإذا زل ثاب وتاب.
    وهذه هي المجموعة الأولى من عثرات الطريق آملاً أن لا تكون اليتيمة في يد القارئ.
    جعل الله أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.


    عبد الملك بن محمد القاسم



    ملاحظة صغيرة : الموضوع منقول من فرسان السنة عن الأخت روعة الإسلام وقد تصرفت فيه بعض الشيء


    يُتبع بإذن الله


    روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
    وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



  • حاملة اللواء
    مشرفة شرف المنتدى
    عضو مجموعة الأخوات

    • 24 ديس, 2010
    • 1969
    • طاعة الله
    • مسلمة

    #2

    العثرة الأولى :


    والجوع يطوي البطون في شهر رمضان المبارك .. طاعة لله وقربة .. آذنت شمس النهار على الرحيل ..
    اجتمعت العائلة حول مائدة الإفطار العامرة .. وعيون الأبناء تلاحق والدتهم لترى ماذا تحمل من أصناف الطعام وألوان الشراب؟!
    لم يبق إلا ثوان .. غُسلت الأيدي وشُمرت السواعد .. ثم ارتفع صوت المؤذن يعلن رحيل اليوم العاشر من أيام الشهر المباركة.
    أسرع الجميع يتسابقون فلا تسمع إلا أصوات الأيدي تلامس الأطباق!!
    قطع السكونَ صوت جرس الباب .. وعلامات الاستفهام في العيون .. من يطرق في مثل هذا الوقت؟!
    أسرع أحد الأبناء ممن لم يصم إلا نصف النهار أو أقل .. وسأل : من بالباب؟!
    جاء الصوت وقد أضعفه الجوع ولفه الحياء .. أنا فلانة جارتكم!!
    هرول مسرعًا إلى أمه ليخبرها .. مفاجأة تجمع أطراف الخوف!!
    ماذا أتى بها في هذا الوقت؟! هل حدث مكروه لها أو لأحد أبنائها؟!
    تذكرت أن زوجها غائب منذ فترة طويلة!!
    فتحت الباب .. ورحبت بالجارة وسألتها .. خيرًا إن شاء الله .. ما بك؟!
    طأطأت رأسها وقالت على استحياء : نبحث عن إفطار .. عن طعام!!
    أبنائي يتضاغون جوعًا .. وأنا لا أزال صائمة!!
    جذبتها إلى الداخل .. تفضلي ..
    خرج الزوج لصلاة المغرب مع الجماعة وحانت منه التفاتة ليرى منزل جارتهم .. فإذا به لا يفصل بين الجوع والشبع .. والنعمة والفقر .. سوى جدار واحد .. ثم سأل نفسه : هذه جارتنا لم تأت إلا من حاجة .. كيف لا نتفقدها؟! لم نسأل عنها؟! لم نزرها؟!
    سأل نفسه : لماذا لم تطرق سوى بابنا؟! هل لأننا أقرب البيوت لبيتها؟! أم لأننا من بلد آخر وتخشى أن يعرف قومها وأهلها ما بها من الحاجة والعوز؟!

    أختي ..
    هناك كثير مثل هذه الأسرة .. بيوت متعففة لا يُعلم من أين تأكل وتشرب؟
    ألا نخاف من العقوبة الإلهية ونحن ننام وجارنا المسلم جائع وقريبنا مهموم وأختنا في أمس الحاجة؟!
    حدثني قريب لنا ذهب لإجراء بحث في إحدى الجمعيات الخيرية أنه وجد أسماء عوائل معروفة يأخذ أبناء عمومتهم وأقاربهم الصدقات والتبرعات من الجمعية .. وذكر اسم أكثر من عائلة يكفي ما لدى أغنيائهم من زكاة عام واحد أن تعف أسر أقاربهم طوال حياتهم.

    أختي المسلمة :
    والمادة تضرب بسهامها في قلوبنا نخشى أن يتحول مجتمعنا المسلم إلى مجتمع مادي لا يعرف الأخ أخاه، ولا القريب قريبه .. ولا الجار جاره.
    إذا لم نبحث عنهم ونعرفهم في وقت الشدة والكربة فمتى نبحث عنهم؟!
    إذا ابتسمت لهم الدنيا وأرسل الله لهم الخيرات؟! آنذاك نعرفهم!!
    لا يا أخية : حولك أيتام .. وقربك أرامل .. وتحت عينيك محتاجون.
    تفقدي أمرهم وسدي حاجتهم .. ربما بدعوة منهم لا تشقين أبدًا.

    ما بعد العثرة :
    قال شقيق بن إبراهيم : بينما نحن ذات يوم عند إبراهيم بن أدهم إذ مر رجل فقال إبراهيم : أليس هذا فلان؟
    فقيل : نعم، فقال لرجل أدرِكه، فقل له : قال لك إبراهيم لمَ لم تسلم؟
    فقال له، فقال : والله إن امرأتي وضعت وليس عندي شيء، فخرجت شبه المجنون، قال : فرجعت إلى إبراهيم فقلت له، فقال : إنا لله .. كيف غفلنا عن صاحبنا حتى نزل به هذا الأمر؟
    وقال : يا فلان ائت صاحب البستان فتسلف منه دينارين فادخل السوق فاشتر له ما يصلحه بدينار وادفع الدينار الآخر إليه، فدخلت السوق فأوقرت([1]) بدينار من كل شيء وتوجهت إليه فدققت الباب، فقالت امرأته : من هذا؟ قلت : أنا أردت فلانًا، فقالت : ليس هو هاهنا، قلت : فمري بفتح الباب وتنحي.
    قال : ففتحت الباب، فأدخلنا ما على البعير وألقيته في صحن الدار وناولتها الدينار، فقالت : على يدي من بعث هذا؟ فقلت : قولي على يد أخيك إبراهيم بن أدهم، فقالت : اللهم لا تنس هذا اليوم لإبراهيم. [صفة الصفوة: 4/155].
    ــــــــــ


    ([1]) أوقر الدابة: حملها ثقيلاً.


    يُتبع بإذن الله



    روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
    وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



    تعليق

    • قلب ينبض بحب الله
      مشرفة عامة

      • 24 سبت, 2010
      • 3429
      • طاعة الله
      • مسلمة

      #3
      جزاكِ الله خيراً أختنا الحبيبة حاملة اللواء
      متابعة بإذن الله تعالى
      وَريحُ يوسفَ لا تَأتي نَسائمُها
      إِلا لِقلبٍ كانَ هواهُ يَعقوبا



      تعليق

      • حاملة اللواء
        مشرفة شرف المنتدى
        عضو مجموعة الأخوات

        • 24 ديس, 2010
        • 1969
        • طاعة الله
        • مسلمة

        #4

        المشاركة الأصلية بواسطة قلب ينبض بحب الله
        جزاكِ الله خيراً أختنا الحبيبة حاملة اللواء
        متابعة بإذن الله تعالى
        وإياكِ حبيبتي قلب ينبض بحب الله
        أسعد وأتشرف جدا بمتابعتكِ بارك الله فيكِ

        روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
        وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



        تعليق

        • حاملة اللواء
          مشرفة شرف المنتدى
          عضو مجموعة الأخوات

          • 24 ديس, 2010
          • 1969
          • طاعة الله
          • مسلمة

          #5

          العثرة الثانية :

          لا تسعني الدنيا ... ولا أخبئ فرحتي .. أخفيت ابتسامة عريضة يلونها الخجل وأنا أسمع أعز صديقاتي تحدثني عن أخيها .. يريدكِ زوجة له!!
          قلت في نفسي : متى يجتمع لي أعز صديقة .. وزوجي أخ لها.
          أثنت على خلقه وعلى أدبه .. وقالت وهي تضحك : ستعيشين كأميرة في القرون الوسطى ..
          سيحملك على كفوف الراحة .. وسيغدق عليك أنهار المحبة ..
          تسارعت الأحداث .. والفرحة أعمت البصر والبصيرة .. لم أسأل عن شيء .. ولا حتى المهر .. ولا أين سأسكن؟!
          ولم ندقق في عمله .. وأين يعمل؟!
          يكفي أنه أخ لأعز صديقة وأغلى أخت .. بدأت أرسم معها تصميم الفساتين واستشيرها في ألوان الأقمشة .. وحتى الذهب سألتها عنه .. بل حتى أثاث المطبخ .. بل سألتها عن ما يحب وما يكره .. وما هي أغلى هدية تقدم له؟!
          والدي .. أصابه ذهول من تصميمي وحرصي على هذا الزوج .. وكلما رآني دعا لي بالتوفيق .. فأنا وحيدته من البنات.
          اختار أفضل الأماكن وأغلى الفنادق .. واحتار في هديته التي سيقدمها إليَّ ..
          أما أنا فحلم عشته في الليل والنهار .. عاطفة هوجاء تحركني .. تقتلع جذور التفكير من قلبي .. مندفعة في تصرفاتي وفي حديثي عنه .. وعن أخته ..
          وبعد زواجي منه وعيني لا تستقر من الفرح .. ..
          ولكن بدأت رويدًا رويدًا .. أرى الحلم كابوسًا .. والفرحة دمعة .. والسعادة وهمًا ...
          تطغى عليه الهواجس .. ويبدو مهمومًا .. ويسهر كثيرًا .. وتقلب عينيه بدأ يخيفني!!
          في داخلي صوت يرتفع .. وأنا أرى زميلتي .. تقول .. لا تدققي .. ولا تفكري .. يكفي أنه أخي!!
          ولكني يومًا .. فكرت .. لم أتزوج زميلتي .. بل تزوجته ..
          رفعت سماعة الهاتف .. فإذا صوت أبي يطير من الفرح .. ولكن أتاه صوتي المتعب .. ونبراتي المجهدة ..
          لا أريده إنه مدمن مخدرات!!
          كيف .. ؟ صوت أبي القوي .. بدأ ينهار وهو يقول .. أين أنت الآن؟!
          أيام فإذا السعادة وهم .. وإذا الفرح غم.
          وإذا بي أقول .. كيف ترضين يا صديقتي -السابقة- أن تكذبي عليّ؟!
          لو تقدم لك أترضين؟! .. كيف تخدعينني؟!

          أختي المسلمة :
          كثيرات يخطبن لأقاربهن أو إخوانهن يسبغن المدح والثناء والصفات الحميدة!! وأنه .. وأنه!! وهي كلها أو بعضها كلمات كاذبة وعبارات خاطئة .. تضلل المسكينة وأهلها ..

          أختي المسلمة : لو كذب عليك طفل صغير لتضايقت من كذبه وسوء تربيته ..
          ما بالك تكذبين على الناس؟! وهل ترضين ذلك لابنتك؟ هل تقبلينه لمسلمة!!

          ما بعد العثرة :
          جاءت أخت الربيع بن خثيم إلى بني له، فانكبت عليه، فقالت : كيف أنت يا بني؟ فقال الربيع : أرضعتيه؟ قالت : لا، قال : ما عليك لو قلت يا ابن أخي، فصدقت!!
          [كتاب الصمت: 255].



          يُتبع بإذن الله



          روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
          وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



          تعليق

          • (ذات النطاقين)
            4- عضو فعال

            حارس من حراس العقيدة
            • 11 فبر, 2010
            • 504
            • طالبة
            • مسلمة

            #6
            اكملي حاملة اللواء سريعا
            القصة بتاعت الزواج ديه مخيفة , هتخلي الواحد مش هيثق في حد خالص
            ربنا يسترها علينا وعلي بنات المسلمين
            تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
            عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
            حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
            حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




            تعليق

            • حاملة اللواء
              مشرفة شرف المنتدى
              عضو مجموعة الأخوات

              • 24 ديس, 2010
              • 1969
              • طاعة الله
              • مسلمة

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة (ذات النطاقين)
              اكملي حاملة اللواء سريعا
              تفضلي أخية

              العثرة الثالثة :


              بكامل زينتها .. وبغطاء خفيف تصلحه كلما سقط عن وجهها .. سارت خطوات عجلى في حديقة المنزل .. ثم نادت بصوتها «بيتر» (إنه السائق)!
              أتى مسرعًا يظهر الذل والخضوع بين يديها .. ووقف على بعد خطوات منها .. ماذا تطلبين؟! ماذا تريدين؟!
              مدت يدها ببضع ريالات نحوه .. جعلته يتقدم خطوات حتى أخذ منها المبلغ وطلبت منه شراء حليب لطفلها .. وأعادت اسم الحليب مرة أخرى.
              أسرع السائق خارجًا وقفلت عائدة .. ويدها تصلح الغطاء.
              يطرق الباب ابن العم .. تهب مسرعة تفتح له الباب وتصافحه .. وهي بادية الشعر و كاشفة الوجه .. إلا من وشاح خفيف .. تتبادل الحديث معه .. والأسئلة تتوالى.
              يستقر في وسط المنزل وتقدم له الشاي والقهوة .. حتى يأتي زوجها أو أخوها!!

              طرق على الباب .. تسمع صوتًا ضعيفًا .. تسير فإذا هو أخ الزوج .. تمد يدها نحوه تصافحه .. يسأل عن أخيه؟!
              إنه غير موجود .. ولكن بنت (حاتم الطائي) يغلب عليها الكرم وتصر على أن يدخل ..
              تتبسط معه .. والخمار يتحرك عن مكانه .. تؤانسه بالمحادثة .. فلا بد من ذلك مع الضيف ومن أولى بذلك من الحمو؟!

              عباءتها على كتفها .. تغلق باب السيارة مع السائق متجهة إلى محل الخياطة .. أمامها في المحل خمسة رجال .. ولكنها لا تبالي ..
              ترفع غطاء وجهها .. .. تتحدث معه وكأنها تحدث والدتها أو جدتها .. هذا من هنا .. وهذا كذا ..
              وحين ألقت بكل المعلومات المطلوبة بتفصيل دقيق غطت وجهها والتفتت إلى الشارع.
              لم يكن في الطريق سوى رجل واحد طاعن في السن على بعد مائة متر .. ورغم ذلك عفافًا وحياء وتدينًا غطت وجهها!!


              وهي تدخل إلى محل بيع العطور .. أطلقت العنان لحاسة الشم أن تميز الأجود والأفضل .. ثم أرهفت السمع للبائع وهو يقول : هذا للسهرة .. هاتي يدك لأضع عليها عينة !! ثم هذا للحفلات !!
              هاتي يدك الأخرى .. فهذه لن تميزي بها الروائح بعد العينات التي وضعتها ..
              تسلم يدها الأخرى .. ويستمر حديث الهزل وعرض العطور وشم الروائح .. وهي في دلال .. هذا يصلح .. هذا رائحته قوية .. .. هذا عطر هادئ!!


              ناولته يدها في استسلام وهدوء ..
              بدأ البائع يختار لها المقاس المناسب فهو بائع ذهب ومجوهرات .. يده اليسرى تمسك بمعصمها لكي لا تتحرك اليد ويمينه تمسك بقطعة الذهب يحاول إدخالها في يدها .. ثم مرة أخرى الخاتم في أصبعها ..
              تتكرر التجربة .. واليد مستسلمة ..


              يسقط الحياء وتباع العفة ..

              أصون عرضي بمالي لا أدنسه
              لا بارك الله بعد العرض في المال
              أختي المسلمة :
              لا ترضين بجهنم يوم القيامة موطنًا .. ولا بلهيب النار متنفسًا، ما بالك تلقين نفسك فيها راضية ..
              ثم .. وأنت صاحبة الفطرة الطيبة .. من أمرك بالحجاب؟! إن لم يكن الله ورسوله أمرك بالحجاب فلا طاعة!!
              أختي :
              أراك تعصين رب الأرض والسموات .. إن شاء أبدل فرحك حزنًا وهمًا .. وعافيتك مرضًا وسقمًا .. وسعادتك شقاء ونكدًا ..
              هل تستطيعين رد ذلك؟! أم هل تملكين من الأمر شيئًا؟!

              من أباح لك أن تجعلي الحجاب قسمين .. فئة من الرجال يحل لهم رؤية الوجه والشعر ... -وهم أجانب- وآخرون لا يحل لهم ذلك؟!
              أختي المسلمة :
              لن يقف معك السائق يوم القيامة .. ولا البائع .. لا ولا ابنك ولا زوجك!!
              ستقفين وحيدة ذليلة .. أرهقتك الذنوب والمعاصي وكبلتك الخطايا والعثرات .. تنظرين يمنة فلا ترين إلا روحا وريحانا وجنة نعيم ..
              وتنظرين يسرة فلا ترين إلا لهب جهنم ودخانها وفحيح عقاربها ودوابها ..
              ألا فاختاري!!


              حدثني قريب لنا أن امرأة عجوزًا طاعنة في السن .. أصابها ألم في أذنها .. -وألم الأذن شديد لا يطاق- ولما أتي بالطبيب على رفض منها .. وعدم موافقة .. وأصبحت أمام الأمر الواقع .. أخرجت أذنها وغطت باقي وجهها كاملاً .. فلم يظهر إلا الأذن فقط.
              تعجب الطبيب من فعلها واستغرب صنيعها وقال : يا أمي .. أنا طبيب .. اكشفي عن وجهك ..
              قالت له وهي واثقة من طاعة ربها : أنت لا تريد إلا أذني .. أخرجتها لك!!


              ما بعد العثرة :
              قال حاتم الأصم : من خلا قلبه من ذكر أربعة أخطار فهو مغتر لا يأمن الشقاء :
              الأول : خطر يوم الميثاق حين قال : «هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي». فلا يعلم في أي الفريقين كان؟!
              الثاني : حين خلق في ظلمات ثلاث .. فنادى الملك بالشقاوة والسعادة، ولا يدري أمن الأشقياء هو أم من السعداء؟!
              الثالث : ذكر هول المطلع .. فلا يدري أيبشر برضا الله أم بسخطه؟!
              الرابع : يوم يصدر الناس أشتاتًا فلا يدري أي الطريقين يسلك به؟!
              [جامع العلوم والحكم : 71]



              يُتبع بإذن الله



              روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
              وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



              تعليق

              • (ذات النطاقين)
                4- عضو فعال

                حارس من حراس العقيدة
                • 11 فبر, 2010
                • 504
                • طالبة
                • مسلمة

                #8
                واسفاه !!!
                هذا أصبح حال الفتيات المسلمات , اتخذن الحجاب عادة تفرض عليهن عند بلوغ سن معينة
                والاعجب انهن اذا سافرن إلي بلد اخر يخلعن الحجاب بكل سهولة , وكأن إله بلدهن ليس إله سائر البلدان !!!
                تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
                عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
                حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
                حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




                تعليق

                • حاملة اللواء
                  مشرفة شرف المنتدى
                  عضو مجموعة الأخوات

                  • 24 ديس, 2010
                  • 1969
                  • طاعة الله
                  • مسلمة

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة (ذات النطاقين)
                  واسفاه !!!
                  هذا أصبح حال الفتيات المسلمات , اتخذن الحجاب عادة تفرض عليهن عند بلوغ سن معينة
                  والاعجب انهن اذا سافرن إلي بلد اخر يخلعن الحجاب بكل سهولة , وكأن إله بلدهن ليس إله سائر البلدان !!!
                  حين يغيب الوازع الديني فلا تسألي بعدها عما يصدر من تصرفات يندى لها الجبين وهناك فرق بين غرس الشيء في النفوس وتربيتها عليه وبين فرضه عليها
                  نسأل الله السلامة والعافية وأن يهدينا ويهدي جميع المسلمين



                  العثرة الرابعة :

                  احتدم الأمر وارتفعت الأصوات وتبعها نحيب وبكاء .. ثم سكن كل شيء .. فإذا بها قد طُلقت!!
                  أحداث متلاحقة .. وأصوات متداخلة .. ثم أعقبها صحوة العقل .. وسكون الندم ..

                  أختي المسلمة :
                  لكل إنسان رجل أو امرأة عيب وفي كل مخلوق نقص .. والمرأة المسلمة العاقلة تعامل كل إنسان على هذا المبدأ .. وزوجها أول الناقصين .. فهي لم تتزوج رجلاً كاملاً -ولا يوجد أحد كذلك- بل الكمال لله وحده ..
                  ولكنها بفطنتها وذكائها تتلمس مواضع الغضب والانفعال فتتجنبها .. وتبصر أرض المحبة والمودة فتسير إليها ...

                  أختي :
                  المرأة المسلمة تحتسب لوجه الله كل عمل تقوم به في منزلها سواء لزوجها أو لأطفالها ..
                  الكلمة الحلوة تسبقها .. والمحبة الصادقة تتقدمها ..
                  هناك الكثيرات .. بسبب فهم خاطئ أو تصور ناقص يأخذها العجب والكبرياء وتدعي أن لها كذا وكذا .. ويجب أن تكون كذا وكذا ..
                  لا شك -أختي- بوجود حقوق لك وحقوق عليك .. ولكن لو نظرت قليلاً بعين امرأة مسلمة عاقلة .. أن الصبر له ثمن وثمنه الجنة .. لاحتسبت عند الله ما تكرهينه إذا كنت تطيقين ذلك ..
                  ثم بطوعك واختيارك .. لو تنازلت عن بعض ما تحبين .. وتنازل هو كذلك عن بعض ما يحب .. لسارت سفينة الأسرة على بحور من الأمن والطمأنينة ..
                  الرجل -أختي- ربما كان من كرام الرجال لكنه غافل عن الأمر.. وربما أخذت الدنيا من وقته فلم يتفرغ لما تحبين ولم يعثر على ما تطلبين ؟
                  دعيه يسمع .. ولا تنتظري الجواب .. يكفي منك مجرد عرض الأمر عليه ..

                  أختي :
                  سيفاجئني صوتك وأنت ترددين .. هذا ضعف وتنازل .. بل هذا إهدار لكرامة المرأة .. بل هذا .. وهذا؟!!

                  اهدئي أخية .. إني سائلك .. لو كان هذا النقص فيك أنت -وكل فيه نصيب من ذلك- وطلب منك بصوت مرتفع وصراخ مرتفع .. فيه من القسوة والغلظة الشيء الكثير هل ترضين ذلك ؟!
                  أم إذا أتتك كلمات طيبة وثناء على حسن خلقك وتفقدك لما يحب .. ثم أردف -جمعك الله وإياه في جنات عدن- ولكنك تنسين .. كذا .. وتغفلين عن كذا ..

                  أختي المسلمة :
                  ما تحبين لنفسك انظريه في غيرك وقدميه لهم .. ومن أولى من زوجك بهذا ؟!

                  ما بعد العثرة :
                  روي أنه جاء رجل إلى عمر يشكو إليه خلق زوجته، فوقف ببابه ينتظره، فسمع امرأته تستطيل عليه بلسانها وهو ساكت لا يرد عليها، فانصرف الرجل قائلاً :
                  إذا كان هذا حال أمير المؤمنين فكيف حالي ؟!
                  فخرج عمر، فرآه موليًا، فناداه : ما حاجتك ؟
                  فقال : يا أمير المؤمنين، جئت أشكو إليك خلق زوجتي واستطالتها عليّ، فسمعت زوجتك كذلك، فرجعت وقلت : إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي ؟
                  فقال عمر: تحملتها لحقوق لها عليّ .



                  يُتبع بإذن الله



                  روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                  وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                  تعليق

                  • حاملة اللواء
                    مشرفة شرف المنتدى
                    عضو مجموعة الأخوات

                    • 24 ديس, 2010
                    • 1969
                    • طاعة الله
                    • مسلمة

                    #10

                    العثرة الخامسة :

                    أتيت زائرة مسلمة .. فإذا بالسهام تنطلق نحوي .. أسئلة متلاحقة .. واستجواب متصل .. هذا كيف؟ وهذا ما هو؟ وأنت أين تدرسين ومن يدرس معك .. وما أسماء زميلاتك؟
                    ومن أين اشتريت هذا الفستان وبكم؟ وهل خفض لك البائع أم لا؟ ومن دفع الثمن؟
                    لم أجد لحظة ألتقط الأنفاس فيها .. كأفواه المدافع مصوبة نحوي .. ثلاثة مدافع .. ما إن تهدأ الأولى حتى تتبعها الثانية .. ثم الصغرى منهن!!
                    قدموا لي شايًا ولكنه أخذ بحظه من البرودة .. لانشغالي بالإجابة والتوضيح ..

                    أختي :
                    بعض النساء .. وحتى الرجال .. يرون أن معرفة خصوصيات الناس من الفراسة والنبوغ .. ولو سألته في أمر عام لتهرب .. قلة أدب وسوء صنيع!!

                    من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .. وما يهمك إن علمت أو لم تعلمي .. وما دخلك بأشيائها الخاصة .. وسبر أغوارها .. يكفي حديث السلام والسؤال العام ويكفي عن الأسئلة حديث المؤانسة وتطييب الخاطر ..
                    أما أن تكون المجالس مجالس تتتابع فيها الأسئلة وتتلاحق فيها الاستفسارات .. فهذا أمر لا يطاق .. وربما كان فيه تنفير عن تتابع الزيارات وفقدان الألفة والمحبة ..


                    أختي المسلمة :

                    ضعي نفسك مكانها .. لو بادلتك الأسئلة .. لربما تهربين بجواب عام أو تقاطعين السؤال وتظهرين التضايق والامتعاض!!
                    من حسن الأدب وإكرام الضيف .. مراعاة خاطره وعدم إحراجه ..

                    ولكن هناك اليوم كثيرًا من النساء تعودت ألسنتهن على كثرة الأسئلة .. والتعمق في الاستفسار .. أسئلة دقيقة .. لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا سألت عنها!!
                    أختي :
                    ما تفعلينه من تتبع الناس ومعرفة خواص أمورهم هو إشغال للذهن وإثارة للهم والغم .. فإن
                    من راقب الناس مات هما ..


                    لك سنوات تسألين وتستقصين .. بماذا خرجتِ .. وماذا استفدتِ؟!

                    ما بعد العثرة :
                    قال رجل من بني تميم : جالست الربيع بن خثيم عشر سنوات فما سمعته يسأل عن شيء من أمور الدنيا إلا مرتين، قال مرة : والدتك حية؟ وقال مرة : كم لكم مسجدًا. [حلية الأولياء : 2/110].

                    يُتبع بإذن الله




                    روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                    وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                    تعليق

                    • حاملة اللواء
                      مشرفة شرف المنتدى
                      عضو مجموعة الأخوات

                      • 24 ديس, 2010
                      • 1969
                      • طاعة الله
                      • مسلمة

                      #11

                      العثرة السادسة:
                      في زاوية من زوايا المدرسة .. بعيدًا عن مسامع الأخريات يبدأ همس الحديث وهي مستمعة ..
                      إحداهن قالت .. إنه يحبني .. ويريد أن يتزوجني .. وأخرجت من حقيبتها هدية صغيرة .. هذه منه!!
                      وتحدثت الأخرى عن غضبه وغيرته عليها .. وسؤاله .. كيف تذهبين للسوق بمفردك؟!

                      أما هي فمستمعة تستعذب الحديث وتستعجب الفعل!! ثم بدأت معهن تذوب في تلك المستنقعات وتضيع في تلك المتاهات .. واتفقت الاثنتان ووجهتا الحديث نحوها .. نبحث لك عن «صديق» .. تحادثينه بالهاتف .. تحبينه ويحبك!!؟
                      تطردين الملل والسأم من حياتك .. فقط مكالمة .. حديث لا يتجاوز الهاتف!!
                      أيام فإذا هي تعاني من الهموم ساعة ومن الأماني والفرح ساعة أخرى ..
                      بدأ سيل الهواجس والخواطر ينحدر بتفكيرها ولاحظت مدرستها ذلك .. وسألتها : ما بك؟!
                      ولكنها بررت ذلك بأمر في منزلها .. ومشاكل في أسرتها .. أيام فإذا قلبها معلق بالشاب .. ما قال فعلت .. وما أمر أتت .. وما نهى تركت ..
                      أقل من شهر وإذا به قد رآها مرتين عن بعد .. ثم طلب المزيد!!
                      رجعت يومًا إلى عقلها ووثبت إلى رشدها .. فإذا بجهاز التسجيل يهددها .. والصور تفضحها .. ماذا تفعل وهو يهدد بالفضيحة وينذر بالعار ..
                      إذا لم أرك أرسلتها لوالدك!! وهي تبكي كالطفلة وتترجى عواطفه وتخوفه بالله ..
                      ولكنه يقول لها : لا تلوميني في أي تصرف فأنا محب ولا أصبر عنك .. ولدي الاستعداد لعمل أي شيء في سبيل قربك .. إني أحبك!!

                      أصوات الذائب تعوي في ليل العفة والحياء .. انقلب الحمل المحب الوديع إلى ذئب مفترس ينهش بأنيابه امرأة مسلمة ويطوق بخسته رقاب الفضيلة!!

                      أختي الحبيبة :

                      أرأيت ذل المعصية وهوان العاصي .. كل حين تسمعين مثل هذا وأشد .. بل إن بعضهن قتلن بسبب مكالمة هاتفية ..
                      وسمعت بأذني أن إحداهن استعدى عليها «من أسلمت زمامها له» ثلاثة رجال من رفقائه لفعل الفاحشة بها .. وهددها بالفضيحة إن لم تقبل!!
                      أختي المسلمة :
                      منزلق المكالمات الهاتفية -القاتلة- منزلق خطير وهاوية لا قرار لها .. فمن إضاعة الوقت وإشغال النفس إلى انتشار الاسم بين الناس والفضيحة بين المسلمين ..
                      وليت الأمر مقصور على ذلك على سوئه فحسب بل هذا بعض ما ينالها في الدنيا .. وهناك في الآخرة الجزاء والحساب ..
                      أيتها الأم المسلمة : ابنتك سواء كبرت في السن أو لا تزال في سن المراهقة يجب أن تحاط بالعناية والتوجيه ..
                      هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل يومًا ابنته فاطمة رضي الله عنها زوجة علي بن أبي طالب بقوله : «من أين أقبلت؟» لم تغضب رضي الله عنها وهي أم كبيرة في السن عاقلة في التصرف .. ولم تقل ما شأنه .. يتدخل في شئوني؟ بل قالت : «أتيت من أهل ذاك البيت أعزيهم».
                      أختي المسلمة :
                      ما يضيرك لو تفقدت ابنتك وأختك وصديقتك .. لماذا نفسر النصيحة والتوجيه أنه تدخل في الخصوصيات .. وأنه تضييق على البنات .. وشك في تصرفاتهن؟!
                      كوني قريبة منها .. دعيها تبث همومها ومشاكلها لك خير من أن تبحث عن غيرك .. دعيها تحكي أمانيها وترسم أحلامها وأنت تسمعين .. كوني لها الأم والصديقة والأخت ..
                      أختي الحبيبة :
                      قال الله -جل وعلا-: { وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا }
                      لو تأملت الآية لوجدت أن الله -جل وعلا- يحذر من القرب من دواعي الزنا ومن وسائله وحبائله ولم يقل سبحانه (ولا تزنوا) .. لأن الزنا لا يقع فجأة .. بل له مقدمات وإرهاصات .. ولا شك أن من أشد وسائله وأسهل حبائله المكالمات الهاتفية.


                      ما بعد العثرة :


                      روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من بيعة الرجال أخذ في بيعة النساء، وهو على الصفا، وعمر قاعد أسفل منه، يبايعهن بأمره، ويبلغهن عنه، فجاءت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان متنكرة خوفًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرفها، لما صنعت بحمزة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئًا». فبايع عمر النساء على أن لا يشركن بالله شيئًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ولا تسرقن» فقالت هند : إن أبا سفيان رجل شحيح، فإن أنا أصبت من ماله هنات؟ فقال أبو سفيان : وما أصبت فهو لك حلال، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفها، فقال : وإنك لهند؟ قالت : نعم، فاعف عما سلف يا نبي الله، عفا الله عنك.
                      فقال : «ولا يزنين».
                      فقالت : أوتزني الحرة يا رسول الله؟ [الحديث].




                      يُتبع بإذن الله



                      روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                      وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                      تعليق

                      • حاملة اللواء
                        مشرفة شرف المنتدى
                        عضو مجموعة الأخوات

                        • 24 ديس, 2010
                        • 1969
                        • طاعة الله
                        • مسلمة

                        #12

                        العثرة السابعة :
                        إنصات عجيب في المجلس .. إحداهن فاغرة فاها والأخرى وضعت يدًا على يد .. والثالثة تقدمت بوجهها إلى الأمام ..
                        جميع الحاضرات يشتركن في الحرص الشديد على أن لا يفوتهن شيء مما تذكره المتحدثة .. التي أتمت حديثها بشواهد عدة فقالت :
                        فلانة ذهبت له والحمد لله شفيت مما بها .. وفلانة زوجها لا يطيقها .. الآن لا يستطيع فراقها .. وفلانة التي .. وفلانة ..
                        وعندما انتهى حديثها .. سألن بصوت واحد : أين مكانه؟! وكيف نصل إليه؟!
                        وبدأت كل واحدة تحكي ما بها ..
                        اشتكت إحداهن : ألمًا في قدميها .. أما المرأة الكبيرة فقالت : حظ ابنتي تعيس .. دائمًا في مشاكل هي وزوجها .. مسكينة .. ثم ترحمت عليها!
                        أسبوع فإذا الحي قد شد عصا الترحال إليه .. !!
                        صور عجيبة ومطالب مختلفة ..
                        أسبوع آخر فإذا مدرسات وطالبات الحي قد نقلن الأمر إلى الجامعة والمدرسة فتقاطرت عليه أخريات كل منهم تريد أن ترى حظها وبختها!!

                        أختي :
                        أما سمعت عن هذا!! أما حدثتك امرأة بهذا!!

                        قبل هذا كله أين العقيدة الصحيحة .. وكيف تغرس في النفوس؟ كيف يهون الأمر ويسهل الذهاب؟ بل كيف تتحول مجالس المسلمات إلى ذكر هذه الموبقات؟!
                        الكثيرات يطرقن تلك الأبواب أكثر مما يطرقن أبواب المستشفيات!!
                        أما قراءة القرآن وهي الرقية الشرعية فالكثيرات لا يتذكرون ذلك!!
                        بل إن النادرات الموفقات هن اللاتي يحافظن على أورادهن من القرآن في الصباح والمساء!!
                        بل علمت أن بعض النساء يزرن هؤلاء المشعوذين كل شهر أو شهرين .. يرين ما استجد ويسمعن ما ظهر!!
                        أين العقيدة الصحيحة .. وأين التوحيد .. أين هؤلاء النساء من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد».

                        ما بعد العثرة :
                        قال الحسن رضي الله عنه : ما ضربت ببصري ولا نطقت بلساني، ولا بطشت بيدي، ولا نهضت على قدمي، حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية ؟ فإن كانت طاعة تقدمت، وإن كانت معصية تأخرت.
                        [جامع العلوم والحكم].

                        يُتبع بإذن الله

                        روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                        وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                        تعليق

                        • (ذات النطاقين)
                          4- عضو فعال

                          حارس من حراس العقيدة
                          • 11 فبر, 2010
                          • 504
                          • طالبة
                          • مسلمة

                          #13
                          موضوع السحر والدجل هذا منتشر بين النساء جدا
                          والمصيبة انه منتشر بين النساء المسلمات العرب ونقلوه معهم في هجرتهم إلي دول الغرب في هجرتهم إليها
                          والمصيبة الاكبر ان تذهب المسلمة إذا علمت أن بها سحر إلي دجال أو مشعوذ لإبطاله وهذا أيضا منهي عنه
                          أكملي بارك الله فيكي
                          تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
                          عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
                          حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما *** فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
                          حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ




                          تعليق

                          • حاملة اللواء
                            مشرفة شرف المنتدى
                            عضو مجموعة الأخوات

                            • 24 ديس, 2010
                            • 1969
                            • طاعة الله
                            • مسلمة

                            #14

                            المشاركة الأصلية بواسطة (ذات النطاقين)
                            أكملي بارك الله فيكي
                            حاضر تامري أمر يا غالية

                            العثرة الثامنة :


                            تثاقلت بوالدي الأيام .. وبدأ المرض يوهن جسمه النحيل .. حتى ساقه إلى الموت ..
                            منذ أن توفي وقوافل المعزين تتقاطر .. هناك من نعرفه والكثير لا نعرفهم .. هذه هي صورة المجتمع المسلم .. مجتمع تواد ورحمة .. ومن أحوج من المصاب إلى لمسة حانية وتعزية صادقة؟! تطيب بها نفسه ويهدأ لها خاطره.
                            في تلك الأيام التي امتلأت بالأحزان وفاضت بالدموع ونحن أطفال صغار حولها .. كانت والدتي تخفي الدمعة خشية أن نراها .. على الرغم من محبتها وعاطفتها نحو والدي .. إلا أنها آثرت أن لا تعين الحزن على البقاء والدمعة على السقوط.
                            هاتفنا أخي المسافر للدراسة .. وأطال الحديث مع والدتي وأصر على أن يأتي وقال لها : ليس عندكم أحد .. وأخي الآخر صغير السن ..
                            ولكن صوت والدتي تحول إلى قوة صوت رجل قارب الأربعين من عمره مكتمل الصحة والنشاط لا أثر للحزن فيه .. وليس هناك مكان لدمعة في عينه .. يجب أن تبقى وتتم تعليمك .. يجب أن تنهي دراستك ..
                            وعندما سمع أخي تلك القوة تدفعه إلى ساحات العلم قال لها : سآتي هذه الأيام فقط.
                            قالت : هذه الأيام انتهت لا تأتي!!
                            بعد أن انقطع صوت أخي .. خطت والدتي إلى غرفتها خطوات أضعفتها السنين وأرهقتها المصيبة ..
                            هناك .. تحولت تلك القوة إلى ضعف .. وذلك البأس إلى دموع ..
                            أسمع نشيجها خلف الباب يصل إلى مسامعي كصوت إنسان مخنوق .. وهي تحاول أن لا يرتفع البكاء .. ولا يسمع الصوت.
                            تتابع بكاؤها .. وبكيت لحالها ..
                            زوج أمي في القبر .. وابن في أقصى الأرض وحولها أطفال صغار ..
                            لم يصبها الضعف ولم ينل منها الوهن .. رغم أنها كانت كذلك في داخل نفسها .. ولكنها آثرت أبنائها وأخفت الدمعة .. دفعت بأخي إلى ساحات الرجال ..
                            سنوات قليلة فإذا بوالدتي تدفن بجوار أبي .. وشهور بعدها فإذا بأخي قادم يحمل شهادته بيده .. وعندما قدم يحمل ذلك الفرح .. فقد ذلك الحنين ولم ير تلك الأم ..

                            أختي المسلمة :
                            الكثيرات الآن من الأمهات توصي ابنها أن لا يجهد نفسه في الدراسة أو العمل .. وكأن الأمة بحاجة إلى الضعف والوهن .. لم تر أن الأمة بحاجة إلى الرجال!!
                            أختي.. هؤلاء الرجال من أين يقبلون؟! ومن أي البيوت يخرجون؟!
                            إنهم يسيرون عبر عين الأم .. وخلف توجيهاتها منذ أن كانوا صغارًا ..
                            تشاركين -أختي المسلمة- في وضع لبنة في المجتمع وتستقبلين أيامك وترين كيف حال هذه اللبنة؟! وأين مكانها في ذلك البناء؟! وهل هي عامل ضعف وثغرة يدخل منها إلى الإسلام؟! أم هي ركن حصين وقناة لا تلين ولا تتأثر مع مرور الأيام وتطاول السنين؟!
                            أختي المسلمة : أنت ترسمين مستقبل الأمة .. وتنفذينه .. هلا أريتِ الأمة منك خيرًا!!

                            ما بعد العثرة :
                            قال الأصمعي : خرجت أنا وصديق لي إلى البادية فضللنا الطريق، فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق، فقصدناها فسلمنا، فإذا امرأة ترد علينا السلام.
                            قالت : وما أنتم؟ قلنا : قوم ضالون عن الطريق، أتيناكم فأنسنا بكم ..
                            فقالت : يا هؤلاء ولوا وجوهكم عني حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل، ففعلنا، فألقت لنا مسحًا، فقالت : اجلسوا عليه إلى أن يأتي ابني، ثم جعلت ترفع طرف الخيمة وتردها إلى أن رفعتها ..
                            فقالت : أسأل الله بركة المقبل، أما البعير فبعير ابني، وأما الراكب فليس بابني، فوقف الراكب عليها، فقال : يا أم عقيل، أعظم الله أجرك في عقيل ..
                            قالت : ويحك مات ابني؟ قال : نعم ..
                            قالت : وما سبب موته؟ قال : ازدحمت عليه الإبل فرمت به في البئر.
                            فقالت : انزل فاقض ذمام القول، ودفعت كبشًا فذبحه وأصلحه وقرب إلينا الطعام، فجعلنا نأكل ونتعجب من صبرها، فلما فرغنا خرجت إلينا وقد تكورت.
                            فقالت يا هؤلاء : هل فيكم من أحد يحسن من كتاب الله شيئًا؟ قلت : نعم.
                            قالت : اقرأ علي من كتاب الله آيات أتعزى بها ..
                            قلت : يقول الله عز وجل في كتابه : { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }.
                            قالت : آلله إنها لفي كتاب الله هكذا؟ قلت : آلله إنها لفي كتاب الله هكذا، قالت : السلام عليكم، ثم صفت قدميها وصلت ركعات ثم قالت : «إنا لله وإنا إليه راجعون» عند الله أحتسب عقيلاً، تقول ذلك ثلاثًا، اللهم إني فعلت ما أمرتني به فانجز لي ما وعدتني. [تسلية أهل المصائب: 194]



                            يُتبع بإذن الله

                            روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                            وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                            تعليق

                            • حاملة اللواء
                              مشرفة شرف المنتدى
                              عضو مجموعة الأخوات

                              • 24 ديس, 2010
                              • 1969
                              • طاعة الله
                              • مسلمة

                              #15

                              العثرة التاسعة :

                              وحرارة الشمس تلفح وجهه المتعب بعد يوم شاق من العمل المتواصل .. قابلته زوجته بابتسامة عريضة وترحيب متتابع ...
                              جلس وهو يتصبب عرقًا على كرسي في صالة المنزل ..
                              ثم سألها : المكان حار .. لماذا لم تفتحي مكيف الصالة قبل أن آتي؟!
                              قالت وهي تهمس في أذنه : رفضت أمك؟ وأطعتها!!
                              قال بصوت هادئ لا يسمع : هذه امرأة كبيرة .. أنتِ تعرفين ذلك!!
                              فتح لها باب الشكوى والتذمر من أمه ..
                              امرأة كبيرة .. عجوز .. لا تفهم.
                              وأخذ يردد على مسامعها الكلام ذاته .. وهي كل يوم تأتي بجديد .. حتى تضايق من والدته .. وبدأ يرى أن تصرفاتها هي الخطأ .. وما تفعله زوجته هو الصواب!!
                              من أضاء لها الضوء الأخضر وطمأنها بأنه يعرف أن هذه التصرفات غير صحيحة بل يبرر لها ذلك ..؟!
                              ألقى جميع التهم على والدته .. وبهمسة من زوجته فيها الكلمة الطيبة والتودد .. كانت الأم هي مصدر النكد وتكدير الحياة!!
                              قالت لزميلتها : أبشرك بدأ يبحث عن منزل .. نأخذ راحتنا فيه .. ثم أتبعتها بضحكة ممجوجة .. وهل أنا موكلة بعجوز؟
                              قرر الزوج -المسكين- الهروب من الجحيم كما قالت له زوجته ..
                              استأجر منزلاً منفردًا وترك الأم ذات الثمانين عامًا وحيدة .. تقاسي الوحدة وينال منها الخوف ..
                              تسآءلت أخته : أليس من البر بك أيتها الزوجة أن يبر بأمه؟ غدًا تصبحين عجوزًا .. بل ربما يجري عليك شيء من أقدار الله فتصبحين عمياء أو عرجاء.
                              بين عشية وضحاها تتحولين إلى امرأة مقعدة .. هل سيصبر عليك زوجك وأنت انتزعت الوفاء من قلبه انتزاعًا .. ليصد عن أمه!!

                              أختي :
                              إن سار بك الزمن سنوات عديدة غدوت عجوزًا وجدّة .. هل ترضين أن يفعل بك ما تفعلين بوالدته؟!

                              أم ربته وغذته وعلمته خمسة وعشرون عامًا أو تزيد ثم أنت في شهرين أو أقل تظهرين له الحب والمودة بشكل زائف وتقطعين علائق الرحم؟!
                              أية إنسانة أنت .. وأي الرجال هو؟
                              أنت امرأة غلبك الهوى وحب الذات .. حرمت نفسك دعوة من هذه الأم ..
                              وهو رجل قدم عاجلاً على آجل .. من ضحى بأمه اليوم .. غدًا ربما تكون الضحية أنت؟!
                              أختي المسلمة :
                              ألا تفرحين حينما يزور أقاربك ويرحب بهم ويظهر لهم مشاعر الود والمحبة .. لماذا تكرهين أعز الناس عنده .. وأقربهم إلى قلبه؟!

                              لقد أخطأ اليوم وربما عاد إلى صوابه غدًا وكرهك بل وأكثر من ذلك ..
                              ستسمعيني صوتك .. لست ملزمة شرعًا بخدمتها!!
                              هدئي أختي من غضبك .. هذا من حسن الصنيع ومن جميل المودة .. أن تحبي ما يحب وتسهري على راحة من يحب .. كيف وأنت تجمعين الحسنات في حسن التعامل وفي صدق الوفاء لمن تحبين؟!
                              سيهدأ صوتك قليلاً وأنا أرى أنك تحتسبين الأجر في عملك وخدمتك لها ..
                              ولكن يعاودني سؤالك الآخر والدته عصبية وتثور في وجهي .. تصرخ لأتفه الأسباب!!
                              أختي المسلمة :
                              كم عمرها وكم ستصبرين عليها إن كتب الله لها حياة؟!

                              ثم إنك يومًا -إن عشت- ستكونين مثلها .. هل نتركك ونلقي بك؟!
                              وقبل ذلك هي امرأة مسلمة .. ألا تخدمين مسلمة؟!

                              أما أنت -أخي الزوج- : أمك ثم أمك ثم أمك .. لا تقدم رغبة امرأة على رغبات من أرضعتك .. وسهرت لراحتك .. وضحت لأجلك ..
                              وزوجتك ليست ملزمة بخدمة أمك بل إن هذا من الإحسان إليها وإليك .. فلا تنهرها ولا تجبرها ..
                              ولكن بلين الكلام وحسن الثناء تأكد أنها ستهتم بها إذا علمت أن ذلك يفرحك ويزيد من محبتك لها ..
                              إنها -أختي المسلمة- دروب خير لمن أرادت المزيد .. وعثرات لمن استهوتها الشياطين ..

                              ما بعد العثرة :
                              عن ابن عون : أن أمه نادته فأجابها، فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين.

                              [سير أعلام النبلاء: 1/366].


                              يُتبع بإذن الله


                              روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                              وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 يوم
                              ردود 2
                              10 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الفقير لله 3
                              بواسطة الفقير لله 3
                              ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, 14 نوف, 2024, 01:38 ص
                              ردود 10
                              60 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الراجى رضا الله
                              ابتدأ بواسطة د تيماء, 11 سبت, 2024, 12:31 ص
                              رد 1
                              52 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة د تيماء, 17 أغس, 2024, 01:04 ص
                              ردود 0
                              29 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة د تيماء
                              بواسطة د تيماء
                              ابتدأ بواسطة د تيماء, 31 يول, 2024, 10:34 م
                              ردود 0
                              38 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة د تيماء
                              بواسطة د تيماء
                              يعمل...