مقولة إن الإسلام لا يسمح بإعمال العقل ويخضعه للنصوص الدينية
كيف ذلك ؟ كيف لا يسمح الإسلام بإعمال العقل ؟ وفى القرآن الكريم 220 عشرون ومائتا آية وإن اختلفت مفرداتها وتراكيبها لكنها تشكل فى مجموعها دعوة واضحة وقوية إلى تحريك وإعمال العقل كى ينظر فى ملكوت السموات والأرض وتدعو الإنسان إلى أن يسير فى الأرض فينظر عبرة التاريخ فيما جرى للسابقين ممن ضلوا السبيل وطغوا فى البلاد وأكثروا الفساد فى الأرض وكيف كانت عاقبتهم ؟ كل هذا بأسلوب واضح وبصور أدبية متنوعة تدعو إلى التذكر والتدبر وإلى فقه آيات الله المنظورة فى عالم الشهادة كى تكون هادية إلى الإيمان بعالم الغيب من مثل قوله تعالى أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت ) . وقوله تعالى مادحا أولى الألباب الذين يعملون عقولهم ويتفكرون فى آياته فيقول : ( إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك ) . هذا إلى رفض القرآن على نحو حاسم للتقليد الأعمى واتباع ما كان عليه الآباء والأسلاف دون نظر وتفكر فيما كانوا عليه إن كان جديرا بالاتباع أم جديرا بالإنكار والرفض من مثل قوله تعالى ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) . ومثل هذا كثير على أن مما هو جدير بالملاحظة والتأمل أن لفظ الآية قد يعنى الجملة من القرآن وقد يعنى كذلك الحال والواقع المشهود فى الكون ففى المصحف آيات وفى الكون آيات لكن فقه وفهم وتعقل آيات الله فى الكون هو السبيل إلى فهم آيات الله فى المصحف ولهذا جرى ترتيب الخطاب فى أول لقاء بين السماء وبين الرسول صلوات الله عليه فى غار حراء جرى ترتيب الخطاب بتقديم الأمر بالقراءة فى كتاب الكون المنظور الذى هو عالم الشهادة على القراءة فى الكتاب المسطور الذى هو المصحف ( اقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) فتقدم الأمر بقراءة ما خلق الله فى الكون مؤشر قوى لتحديد كيفية التعامل مع القرآن بإعمال العقل فى فقه آيات الخالق فى الخلق ومن خلال تعرفه نصل بهذه المعرفة إلى الإيمان . والملحوظ كذلك أن نسيج النص القرآنى فيه من التنوع بين القصة والمثل والحكمة والحوار والسير وأخبار الماضين والحديث عن الغيب ما يوقظ العقل إلى التأمل والتدبر بل السؤال وطلب الإجابة على نحو ما جرى فى قول إبراهيم عليه السلام لربه ( وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحيى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى ) على أن ما سبق من القول قد يظن أنه ضرب من التفلسف الذى لا يمكن تنزيله على الواقع والحق غير ذلك فإن العطاء الحضارى لعلماء المسلمين قبل عصر النهضة المعروفة فى أوربا وكيف كانت معطياتهم فى الطب والفلسفة والرياضة والفلك والفيزياء والكيمياء وغيرها هى التى أنارت الطريق أمام نهضة أوربا كما هو معروف وحتى اليوم وفى مدخل جامعة السربون تمثالان لعالمين مسلمين جليلين أنتجهما وكثيرا من غيرهما العقل المسلم الذى حركه الإسلام إلى البحث والدرس وهما ابن سينا وابن رشد وسواهما من العمالقة فكيف يزعمون أن الإسلام لا يعمل العقل ويبقيه أسير النص ؟ وهنا لابد من إشارة إلى قضية الاجتهاد ومكانها فى الفكر الإسلامى الذى يقرر رسوله صلى الله عليه وسلم أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة من يجدد لها دينها . وإذا كان متهمو الإسلام بأنه يبقى المسلم حبيس النص استنادا إلى المقولة الذائعة لا اجتهاد مع النص فالمقولة صحيحة لكنها لا تغلق باب الاجتهاد فى فهم النص نفسه وتنزيله على الواقع ما دام الموضوع قابلا للاجتهاد وليس من الثوابت التى لا اجتهاد فيها.
كيف ذلك ؟ كيف لا يسمح الإسلام بإعمال العقل ؟ وفى القرآن الكريم 220 عشرون ومائتا آية وإن اختلفت مفرداتها وتراكيبها لكنها تشكل فى مجموعها دعوة واضحة وقوية إلى تحريك وإعمال العقل كى ينظر فى ملكوت السموات والأرض وتدعو الإنسان إلى أن يسير فى الأرض فينظر عبرة التاريخ فيما جرى للسابقين ممن ضلوا السبيل وطغوا فى البلاد وأكثروا الفساد فى الأرض وكيف كانت عاقبتهم ؟ كل هذا بأسلوب واضح وبصور أدبية متنوعة تدعو إلى التذكر والتدبر وإلى فقه آيات الله المنظورة فى عالم الشهادة كى تكون هادية إلى الإيمان بعالم الغيب من مثل قوله تعالى أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت ) . وقوله تعالى مادحا أولى الألباب الذين يعملون عقولهم ويتفكرون فى آياته فيقول : ( إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك ) . هذا إلى رفض القرآن على نحو حاسم للتقليد الأعمى واتباع ما كان عليه الآباء والأسلاف دون نظر وتفكر فيما كانوا عليه إن كان جديرا بالاتباع أم جديرا بالإنكار والرفض من مثل قوله تعالى ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) . ومثل هذا كثير على أن مما هو جدير بالملاحظة والتأمل أن لفظ الآية قد يعنى الجملة من القرآن وقد يعنى كذلك الحال والواقع المشهود فى الكون ففى المصحف آيات وفى الكون آيات لكن فقه وفهم وتعقل آيات الله فى الكون هو السبيل إلى فهم آيات الله فى المصحف ولهذا جرى ترتيب الخطاب فى أول لقاء بين السماء وبين الرسول صلوات الله عليه فى غار حراء جرى ترتيب الخطاب بتقديم الأمر بالقراءة فى كتاب الكون المنظور الذى هو عالم الشهادة على القراءة فى الكتاب المسطور الذى هو المصحف ( اقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) فتقدم الأمر بقراءة ما خلق الله فى الكون مؤشر قوى لتحديد كيفية التعامل مع القرآن بإعمال العقل فى فقه آيات الخالق فى الخلق ومن خلال تعرفه نصل بهذه المعرفة إلى الإيمان . والملحوظ كذلك أن نسيج النص القرآنى فيه من التنوع بين القصة والمثل والحكمة والحوار والسير وأخبار الماضين والحديث عن الغيب ما يوقظ العقل إلى التأمل والتدبر بل السؤال وطلب الإجابة على نحو ما جرى فى قول إبراهيم عليه السلام لربه ( وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحيى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى ) على أن ما سبق من القول قد يظن أنه ضرب من التفلسف الذى لا يمكن تنزيله على الواقع والحق غير ذلك فإن العطاء الحضارى لعلماء المسلمين قبل عصر النهضة المعروفة فى أوربا وكيف كانت معطياتهم فى الطب والفلسفة والرياضة والفلك والفيزياء والكيمياء وغيرها هى التى أنارت الطريق أمام نهضة أوربا كما هو معروف وحتى اليوم وفى مدخل جامعة السربون تمثالان لعالمين مسلمين جليلين أنتجهما وكثيرا من غيرهما العقل المسلم الذى حركه الإسلام إلى البحث والدرس وهما ابن سينا وابن رشد وسواهما من العمالقة فكيف يزعمون أن الإسلام لا يعمل العقل ويبقيه أسير النص ؟ وهنا لابد من إشارة إلى قضية الاجتهاد ومكانها فى الفكر الإسلامى الذى يقرر رسوله صلى الله عليه وسلم أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة من يجدد لها دينها . وإذا كان متهمو الإسلام بأنه يبقى المسلم حبيس النص استنادا إلى المقولة الذائعة لا اجتهاد مع النص فالمقولة صحيحة لكنها لا تغلق باب الاجتهاد فى فهم النص نفسه وتنزيله على الواقع ما دام الموضوع قابلا للاجتهاد وليس من الثوابت التى لا اجتهاد فيها.