الزميل لادينى

كنتُ أوضحت فى مشاركتى السابقة أن الإسلام لا يحض المسلمين على كُره الأشخاص .. وطلبت منك أن تأتينى بآية واحدة فى كتاب الله تعالى تأمر المسلمين بكره فلان أو فلان من الناس أو تقول أن الله تعالى يكره فلانا أو فلانا من الناس .. ولم تفعل .. وفى المقابل نجد الله تعالى يقول فى مُحكَم آياته ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)) [ الأنبياء ] .. فما رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شريعته إلا رحمة للعالمين من الإنس والجن .

هذا بخصوص الأشخاص وذواتهم .. لا نكره أحدا ونعادى من عادانا ولا نُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين .. وفى المعاملة نصفح ونعفوا حتى إذا عاقبنا عاقبنا بمثل ما عوقبنا به .. هذا فضل الله والحمد لله رب العالمين .. فماذا عن الدين ؟

بخصوص الدين فلن تجد أحدا أكره للكفر من المسلمين .. وإن كان ذا يعيبنا فالحمد لله تعالى على هذا العيب الجليل .. عندما تسمع أحدا يقول بأن الله اتخذ ولدا فاعلم أن أشد المتأففين هم المسلمون .. فإن سمعته يقول يد الله مغلولة فاعلم أنَّ أكثر الغاضبين هم المسلمون .. إن وجدت كُفرا فاعلم أن المسلمين كارهون ساخطون .

ببساطة هَبْ أنك فى بيتك ولك ولدان - ولله تعالى المثل الأعلى - .. وأنت على مكتبك فى حجرتك تسمع أحدهما يسئ الأدب لأمه ويعيث فى البيت فسادا فأرسلت إليه أخاه ليحذره بأنك إن لم يتأدب فإنك ستعاقبه .. فذهب إليه أخوه وأخذ ينصحه وهو عالم بأنك لو خرجت عليه لأوجعته وعاقبته بما لا يحتمله .. فظلَّ أخوه ينصحه على ما فيه من حبه له ومن كرهه لأفعاله ومن خوفه عليه من عقابك .. وكلما أراد الفاسد أن يصنع شيئا مما يغضبك منعه الصالح من ذلك لأنه يعلم أنَّ هذا يُغضبك وأنه لا يحق لأخيه أن يصنع فى بيتك ما يغضبك .. هل سترى هذا الولد سيئا لأنه يفعل ذلك ؟

حسنا فى الإسلام نعلم أن هذه الأرضَ أرضُ الله جلَّ فى علاه .. بل وجميع هذا الكون كونه .. ونعلم أننا على الحق لأننا به مؤمنون وبكل ما سواه كافرون ولأنه ليس عقلٌ سليم يعلمُ عن الله تعالى فى الإسلام إلا ويعقل تلك الحقيقة عنه سبحانه كما أخبر بها عن نفسه .

ونعلم يقينا أنَّ الله تعالى أهبطنا جميعا - البشر - إلى الأرض إلى حينٍ .. ثمَّ أرسل الرسل تترى حتى ختمهم بسيدِ ولدِ آدم صلى الله عليه وسلم .. ومن ضمن ما نعلمه عن الله تعالى أنه أوكل بعض البشر شئون بعض حتى يحين حينُ الحساب فتعلم كل نفس مستقرها ومستودعها .

ومن ذلك أنَّ الله تعالى جعل الزكاة فرضا فى أموال الأغنياء حقا لمستحقيها .. وجعل الدعوة إليه حقا فى رقاب المسلمين لغيرهم .. ولأجل ذلك شَرَع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .

فبخصوص التضييق على غير المسلمين فى شعائرهم فليس هذا صحيحا أبدا .. وإنما يمنع المسلمون المجاهرة بالكفر .. فإن المجاهرة بالكفر فيها ما فيها من استصحاب لغضب الله الواحد الديان .. وفتنة للمسلمين ليتبعوا غير سبيل المؤمنين .. وفتنة لغير المسلمين مَنْ يرون بهاء الإسلام وصفاء الحق ونقاء الإيمان أن يعموا عن كُلِّ ذلك ويبقوا على ما فيه من كفر وضلال .. أمَّا كلامك فقد أبطله الله تعالى من ألفٍ وأربعمائة عام .. فمجن ناحية ذكر قولة القائلين ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (47)) [ يس ] .. ومن ناحية ذكر سبحانه قول الكافرين ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) ) [ الأنعام ] .. وقال أيضا ( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35) ) [ النحل ] .

فتلك اللبانة التى يلوكها المبطلون دائما هى .. لو شاء الله .. لو شاء الله .. ولم يعلموا أنَّ الله تعالى لا يشاء ما يشاء لمشيئة كلِّ ذى مشيئة .. وإنما سبحانه يشاء ما يشاء لمشيئته هو بعلمه وحكمته وقدرته وهو سبحانه يحكم لا معقب لحكمه .. فإن شاء الله أن يُغنى الناس أجمعين فعل ولا يُسأل عما فعل .. وإن شاء أن يُفقرهم ويفرض على الأغنياء إطعامهم فعل ولا يُسأل عمَّا فعل .

أمَّا أنت فاعلم أنك يوم أن تقف بين يدى الله الواحد مختوما على فمك ناطقة بما صنعتَ جوارحك شاهدًا عليك جلدك .. ثم تُساق من الموقف العظيم إلى نار الجحيم فتراها من بعيد ترمى بشرر كالقصر كأنه جِمالة صُفر فإنك حينها ستتمنى لو كان المسلمون ساقوك للإيمان فى الدنيا كما تُساق الغنم . بل لو كانوا قطعوا جميع أعضائك عضوا عضوا حتى تكون مُسلما ولا ترى هذا المشهد .

ولكن على أية حال فالمسلمين لا يفعلون ذلك ولا يجب عليهم أن يفعلوا ذلك بل هم منهيون عن ذلك فنحن لا نُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين .. ولكننا أيضا يجب أن نراعى حقَّ الله تعالى فى ألا يُجهر بالكفر به على رؤوس الخلائق فى أرضنا التى استخلفنا فيها .. ويجب أن نراعى حق المسلمين فى ألا يفتنوا فى دينهم بسب كلب حقير مثل "زكريا بطرس" .. ويجب أن نراعى حق غير المسلمين فى أن يروا الحق الذى فى الإسلام حتى تقوم عليهم الحجة به يوم يقوم الناس لرب العالمين .. تلك المصالح والله من أشرف الغايات فى الدنيا فمتعلقها بداية هو السبب الذى خلق الله تعالى البشر من أجله .. أن يعبدوه ويعرفوه جلَّ فى علاه .

أمَّا كلام الحالمين الخياليين فلا يُسمن فى الواقع ولا يُغنى من جوع .. ولا يشفع عند الله تعالى ولا ينفع .. ولا يُجير الناس من عذاب الله ولا يرحم .. وأمَّا الإسلام فإنه لو كان باطلا لما أرهق أتباعه بأن يفكروا دائما فى حقِّ الله وحق العباد .. ولكان سيأمر أتباعه بما يريحهم - كان حيخليهم يكبروا دماغهم - .. أو كان سيغالى فيجعلهم يتسلطون على الناس بما شاؤوا كيف شاؤوا .. أمَا وقد كان الإسلام هو الحق المبين فقد وضع لأتباعه المنهج السليم القويم .. والحمد لله على نعمة الإسلام .

الزميل لا ديني


أريد ان اوضح شيء لاحظت انك لم تدركه عن الاسلام في مشاركاتك السابقة
الاسلام ليس مجرد دين كباقي الاديان في العالم ... الدين هو مجرد جزء من الاسلام _ان كنا نقصد بالدين العقيدة و العبادة فقط_ ... الاسلام هو دين فرد ... و منهج أسرة ... و عرف مجتمع ... و دستور دولة .... و هذا أكبر اثبات على انه الهي المصدر

لاحظ فقط ...
أنت مؤمن بالله ... و إيمانك نابع عن تفكير عقلي محض ... و هذه الدرجة الاولة في ما أسميه (البناء الاسلامي) أساس هذا البناء هو "التفكير العقلي المحض" و بعدها ننطلق لأعلى حتى نصل الى قمة البناء الاسلامي ..... فإذا كان نظر الناقد ضيق جدا ليرى فقط قمة البناء و لا يرى ما بنيت عليه فسيظن أنها مبنية على الهواء و هذا خطأ

الاسلام هو جزئين ... عقيدة و شريعة
العقيدة محلها القلب و هي ما يؤمن به الفرد
الشريعة محلها الجوارح و هي ما يطبقه المسلم (بنائا على عقيدته)


نظرة سريعة الى هذا البناء
أساسه هو العقل المحض بواسطته تؤمن بالاله و صفاته (و هذا أساس الاسلام)
بعد إيمانك بالله تؤمن برسله بالادلة الاتية (و لن أشرحها حتى لا يتشعب الموضوع) ... تواتر الرسالات الساوية و توجهها الى هدف واحد وهو الايمان بالله و صفاته و هو ما توصلنا اليه سابقا و بوجود معجزات للرسل تحمل شيء من صفات الله (القدرة اللانهائية) و أمثلتها بمعجزات الانبياء
بعد إيمانك بالرسل تؤمن بخاتم الرسل وهو محمد و هو أيضا لديه معجزاتكالانبياء السابقين و لكن يتميز بكونه خاتمهم و دليل هذا ان معجزاته تفوقت عليهم بنوع أخر وهو العلم المطلق (معجزات الانبياء السابقين كانت مادية أما معجزة محمد فالوحيدة التي كانت علمية)
الان أنهينها نصف البناء وهو العقيدة ... فبعد إيماننا برسالة محمد نؤمن بعصمته و عصمة القرأن كونه من عند الاله

النصف الثاني هو الشريعة
الشريعة الاسلامية تنطلق من العقيدة فبنائا على إيماننا بأن ما لدينا من تشريع من عند الله فهذا سيجعلنا نطبق ما جاء من أوامر الاله و نواهيه بحذافيرها (و مستوى متانة العقيدة عند الفرد يعطي مستوى تطبيقه من الشريعة)
الفرد سيقوم بإنشاء أسرة و بنائها على أساس التشريع الاسلامي لضبط الاسرة
الاسرة لبنة المجتمع و ستطبق التشريع الاسلامي في التعامل في المجتمع
المجتمع أساس الدولة و سيطبق التشريع الاسلامي لإنشاء الدولة
الدولة ستحكم بالشريعة التي انبثقت من الشعب و ارتضاها لنفسه و هدفها هو نشر العقيدة الاسلامية

إذا ألخص بالاتي
الاسلام هو
عقيدة محلها القلب (نشأت من العقل)
تشريع للفرد قائم على العقيدة في القلب
تشريع للأسرة قائم على تطبيق الفرد للشريعة
تشريع للمجتمع قائم على تطبيق الاسر للشريعة
تشريع للدولة قائم على تطبيق المجتمع للشريعة

الان لن أقول لك أدرسها كلها ..... لكن قل لي فقط ... (هل هناك أي دين من ال 4000 دين على الارض لديه مثل هذه التركيبة المحكمة الناشئة من العقل ؟)
أجيبك من الان .... لا
هذا ما يجعل الاسلام هو الدين الافضل على الارض

ولو نظرت الى هذه التركيبة فسوف تفهم لوحدك لماذا بعض التشريعات الاسلامية شديدة جدا في تعاملها ... فكل ما في الدين مبني على بعضه (كالشبكة) و زوال أساس واحد سيؤدي الى انحلال جزء كبير من الشبكة

و أيضا هذا سيشرح لماذا (العقيدة أغلى ما نملك لدولة الاسلام) و سيعطي مقصد الشريعة من بعض الامور كحد الردة و سياسية الدين الواحد في الدولة

لن أستطيع أن أحصر لك هذه النظرة لكن سأقول لك فقط

(أدرس الاسلام بنائا على هذه التركيبة و هذا الفهم)

لا يجب أبداً أن نساوي بين الإعتداء وتطبيق القانون
فالإعتداء مرفوض رفضاً قاطعاً وفي القرآن الكريم يقول الله عز وجل:
وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
بينما تطبيق القانون هو الأمر الذي لا يختلف عليه اثنان بأنه لازم لصلاح المجتمعات وعدم انتشار الفوضى
الفارق بين تطبيق الشريعة من عدمه: أن القانون الذي سيطبق هو قانون إلهي وعليه فالمستغرب أن تقبل القانون الفرنسي مثلاً ولا تقبل القانون الإسلامي!!

ولم تجبني على هذا السؤال:
هدانا الله وإياكم لِما يُحِب ويرضى

السلام عليكم رجاء تغيير الاسم من لا دينى اؤمن بالله الى اؤمن بالله وتغيير الديانة الى مسلم
ولكم بالغ التقدير

الله أكبر ولله الحمد

الحمد لله الذي هداك للإسلام وأنقذك من الضلال .

اللهم ثبته على الإسلام وارزقه حسن الطاعة والعبادة وتقبل منه يا الله .

مبارك عليك إسلامك أخونا الحبيب .

تم تغيير المعرف والديانة

شكرا لكم ولكم بالغ التحيه والتقدير

مبارك عليك أخونا الحبيب إسلامك

نسأل الله لك الثبات

ما شاء الله لا قوة إلا بالله .. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .. مبارك عليك إسلامك أخي الكريم .. وجزى الله الأخوة والأخوات خير الجزاء ...

السلام عليكم
شكرا لكم اخوانى واخواتى الكرام
لقد فارقت النوم ليال كثار منذ اخر مشاركه بحثا عن الحقيقة فلقد كانت تداهمنى التساؤلات فى كل وقت وحين بالرغم من انى لم اكن يوما احمل اى ضغينة لدينى الذى ولدت عليه وحييت به كامل حياتى الا ذلك الزمن الذى تحولت فيه الى اللادينية وكنت في تلك الاوقات ايضا احمل كامل تقدير للاسلام ولكن كنت فى تلك الاوقات اريد الا اتحمل المهالك وافكر ان بوسعى ان انهل من كل الاديان والافكار والفلسفات وكنت اعتقد انى بذلك مرتاح الضمير والبال غير عابئ بان اتحرى الحقيقة فقد توهمت انى بذلك افعل الصواب ولا اريد ان اتحاور مع احد فى تلك الامور الى ان خطوة الى منتداكم الكريم احمل بعض التساؤلات التى قادتنى الى العودة مجددا الى دين الحق الاسلام وادعو الله ان يفغر لى ما تاخر وما تقدم من ذنبى

واعذرونى سوف اكون عليكم ضيفا ثقيلا فى بعض الايام التى اجد فيها الوقت لاتعبك بتساؤلات مازالت فى خاطرى
فارجو ان تتحملونى
وشكرا لكم جميعا على مساعدتى فى تخطى هذا الامر الجلل
وتقبلوا فائق احترامى وتقديرى وحبى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ألف ألف مبروك عودتك الى حياض الدين من جديد اخي الحبيب -

والله لا تتصور مدى سعادتي العارمه بنجاتك وعودتك من الكفر الى سياج الدين القويم

فالله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد - ان هداك ونجاك من طريق الضلال والنار الى طريق الجنة والسعادة في الدارين ولله الحمد وحده والشكر والمنة والفضل

أدعوا لنا يا اخي الكريم فأنت اليوم بعودتك وتوبتك هذه مقبول الدعوة بإذن الله وقد سقطت عنك ذنوبك كلها السابقة
وكنت افضل مما كنت عليه يوم ولدتك امك لانقلاب سيئاتك الى حسنات بتوبتك الصادقه هذه بإذن الله

واثبت على الدين الصحيح والحق بالدليل والبرهان ولا تتزعزع عنه ابدا بكل ما اوتيته من جهد وعزم وصبر وثبات ، وتعلمه صحيحا طاهرا صادقا من منابعه الصافية يا رب..


------------------------

ولا تقلق بإذن الله هنا من اي سؤال هنا ابدا مهما كثرت الأسئلة فكلنا هنا اخوة متناصحين متحابين بإذن الله ونتمنى ان نكون دائما خير عون لك وللجميع من اخواننا واحبتنا في الله وغيرهم بإذن الله ..

اعانك الله وهدانا واياك الى كل ما يحبه ويرضاه و يهدي بك وينفع بإذن الله ..

كنتُ على وشك أن أكتبَ لكَ رسالة بهذا المضمون فوجدتك سبقتنى إلى ما أردتُ .

اسمع أخى .. هذه الدنيا ليست بشئ .. أحسبك تعلم قصة أبينا آدم عليه السلام فى الجنة .. كيف تنظرُ إليها ؟ مجردُ قصة عابرة لم تأخذ وقتا طويلا ولم تشتمل على أحداث كثيرة أليس كذلك ؟ مجرد قصة قصيرة بها العديد من العبر المفيدة .. هكذا الدنيا قصة قصيرة جدا مليئة بالعبر المفيدة .. وكلُّ إنسان يوم القيامة يرى حياته فى الدنيا وكأنها كانت يوما أو بعض يوم .. لن أقول لكَ احسب عمرك بالمقارنة بالخلود بعد البعث بل سأقول لك احسب عمرك بالمقارنة بعمر البشرية على الأرض .. الإنسان لا شئ بآلامه وأحزانه وأفراحه وأفعاله لا يساوى شيئا فى هذا التاريخ الطويل .. تخيل لو كان مقدرا لك أن تعيش مليون عام فى هذه الدنيا بكل ما فيها من حزن وكرب تعرف كم النعمة التى أنعم الله تعالى بها على البشر فى خلقهم على هذه الصورة .

أرانى ابتدأت أسهب كعادتى لذا ساحاول أن أكون مختصرا .. أسوأ شئ يعنُّ للمسلم أن ينظر للإسلام على أنه عقيدة بشرية من وضع بشر أو أن يفكر فيه بمقاييسه هو المحدودة حسب معرفته الضيقة وعلمه المحدود وحكمته الضئيلة .. لذا فأهم شئ للمسلم أن يسأل ويتعلم لا أن يُصدر الأحكام على دينه نتاج تجربته أو فهمه هو .. وليس الأمر أن الشيخ مثلا أذكى منك أو أفضل منك فلهذا أنت تسير وراءه مغمضا عينيك .. بل الأمر كما قال إبراهيم لأبيه (إنى قد جائنى من العلم مالم يأتك) .. لهذا كان سؤال أهل العلم واجبا لا فى العلم الشرعى فحسب ولكن فى أى علم يحتاج إليه المسلم فى حياته وأوجب ذلك العلم الشرعى المستمد من كتاب الله وسنة رسوله .. واعلم أخى أن عودتك إلى دين الله إنما هى ولادة جديدة لك .. فاحمد الله على ذلك وتعلم دينك وسل عما عنَّ لك واجتهد فى الفهم واستعن بالله فإن قلبك بين إصبعين من أصابعه يقلبه كيف شاء .

اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام .

الله أكبر و لله الحمد
مبارك عليك ياخوي

مبارك لك وعليك إسلامك وأوبتك أخانا الكريم أؤمن بالله

نسأل الله تعالى لنا ولك الثبات وعليك أن تصارح إخوانك بكل ما استشكل عليك ليجيبوك عنه وستعلم كم أن الأمر هين يسير لكن الذي يصور لك صعوبته وقوته هو عدم العلم بتفنيدات العلماء وردودهم الوافية

وتساؤلاتك محل ترحيب دوماً بارك الله فيك ..