عطاء بن أبي رباح
من هو عطاء؟!!!عطاء بن أبى رباح مولى آل أبى خيثم الفهري القرشي واسم أبى رباح أسلم، ولد بالجَندَ (بلدة باليمن) وكان مولده سنة سبع وعشرين أثناء خلافة عثمان.
متى وُلِد؟!!
لما سُئِل عن موعد مولده قال: لعامين خَلَوا من خلافة عثمان.
ما صِفته؟!!
كان عطاء أسود أعور أشل أعرج، ثم عمي في آخر عمره، وكان من سادات التابعين فقهًا وعلمًا وورعًا وفضلاً لم يكن له فراش إلا المسجد الحرام إلى أن مات.
(أسود- أفطس الأنف - إذا جلس بدا كالغراب الأسود - أعرج - مشلول - أعور - أعمى ) ....
هذا الرجل ما نقم من ربه قط , وما ذاده ابتلاء الله له إلا إيمانا ويقيناً , فلله درُّك يا عطاء...
قالوا عنه:
" ما رأيت أحد يُريد بالعلم وجه الله غير هؤلاء الثلاثة : عطاء ... و ..طاووس ...و مُجاهد"
هرع الناس إلى عبدالله بن عمر رضي الله عنه حين أمّ مكة مُعتمراً , يسألونه ويستفتونه فقال :
" إني لأعجب لكم يا أهل مكة ؟!! ..أتجمعون المسائل لي لتسألوني عنها وفيكم عطاء بن أبي رباح؟!!!"
وقال عبد العزيز بن رفيع: سُئل عطاء عن شيء
فقال: لا أدري،
قيل: ألا تقول برأيك؟
قال: إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي.
قال الأوزاعي :
"ما رأيت أحدا أخشع لله من عطاء ولا أطول حزنًا من يحيى ابن أبي كثير"
وقال عمر بن ذر:
" ما رأيت مثل عطاء بن أبي رباح، ما رأيت عليه قميصًا قط ولا رأيت عليه ثوبًا يساوي خمسة دراهم."
عن ابن جريج قال:
" كان عطاء بعدما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية من البقرة وهو قائم ما يزول منه شيء ولا يتحرك"
من الصحابة الذين تعلم على يديهم؟!!!
تلقى عطاء بن أبي رباح العلم على يد ثُلة من الصحابة منهم عبد الله بن عباس حبر الأمة، وتعلم على يد عبد الله بن عمر، وسمع من أبي هريرة، ونهل من علم السيدة عائشة رضي الله عنها.
ما هي أهم ملامح شخصيته ؟!!
- كان عبد مملوكاً قسّم وقته أقساماً ثلاثة :
قسم لخدمة سيدته فيخدمها فيه أحسن ما تكون الخدمة.
وقسم لعبادة ربه على أفضل ما تكون العبادة وأخلصها.
وقسم لطلب العلم ممن بقي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
- وصل إلى ما وصل إليه بشيئين:
1- أحكم سُلطانه على نفسه
2- وأحكم سُلطانه على وقته.
- نصح ابن أخيه يوماً فيروي عنه:
" نصحني عطاء بن ابي رباح ذات يوم فقال لي : يابن أخي.
إن الذين من قبلنا كانوا يكرهون فضول الكلام
فقُلت وما فضول الكلام عندهم ؟!
قال : كانوا يعُدُّون كل كلام فضولاً ماعدا كتاب الله عز وجل أن يُقرأ ويُفهم , وحديث رسول الله أن يُروى ويُدرى , أو أمراً بمعروف أو نهياً عن مُنكر أو علماً يُتقرّب به إلى الله تعالى , أو أن تتكلّم بحاجتك ومعيشتك التي لابد منها ,
ثم حدّق إلى وجهي وقال:
أتًنكِرون :" إنّ عليكم لحافظين* كراماً كاتبين" وأن مع كل منكم ملكين " عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "
ثم قال :
أما يستحي أحدنا لو نُشِرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره, فوجد أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا من أمر دُنياه"
- عُرف عنه رحِمه الله الجُرأة في طلب الحق ...
ولو لأهل الذمة .....!!!!
قال عثمان بنُ عطاء الخرساني : انْطلقْتُ مع أبي نريدُ هِشام بن عبد الملك ، فلمَّا غدونا قريبًا من دمشق ، إذا نحن بِشَيخٍ على حِمار أسْوَد ، عليه قميص صفيق ، وجبَّة ، وقلنْسُوة لاصقة بِرَأسه ، وركابه من خشب ، فضَحِكْتُ منه.
وقلتُ لأبي : مَن هذا ؟!
قال : اُسْكُتْ ! هذا سيّد فقهاء الحجاز عطاء بن أبي رباح
فلمَّا قرُبَ مِنَّا نزلَ أبي عن بغْلتِهِ ، ونزلَ هو عن حِمارِهِ، فاعْتنقَا ، وتساءلاَ ، ثمَّ عادا فَرَكِبَا .
وانْطلقَا حتَّى وقفَا على باب قصْر هِشام بن عبد الملك ، فلمَّا اسْتقرَّ بهما الجلوس حتى أُذِنَ لهما ، فلمَّا خرج أبي قلتُ له : حدِّثْني بما كان منكما؟ ... فقال : -
لما علِم هِشام أن عطاء بن أبي رباح بالباب أذِنَ له ، وواللهِ ما دخلْت إلا بِسَبَبِهِ
فلمَّا رآهُ هشام قال :
مرْحبًا مرْحبًا ، ها هُنا ها هُنا ، أي تعال إلى جنبي ، ولا زال يقول له ها هُنا هَا هُنا حتَّى أجْلسَهُ معهُ على سريرهِ !
وإلى جانبِهِ تمامًا ، ومسَّتْ ركْبتَهُ ركْبته ، وكان في المجْلس أشراف الناس ، وكانوا يتحدَّثون فسَكَتُوا.
ثمّ أقْبلَ عليه هشام فقال : ما حاجتُكَ يا أبا محمَّد ؟
قال: يا أمير المؤمنين ، أهل الحرمين ، أهل الله ، وجيران رسول الله صلى الله عليه وسلّم تُقسِّم عليهم أرزاقهم، وأُعْطِياتهم.
قال : نعم ، يا غلام ؛ اُكْتُب لأهل مكَّة والمدينة بِعَطاياهِم وأرزاقِهِم إلى سنة ، ثمّ قال : هل من حاجة غيرها يا أبا محمد ؟
فقال : نعم يا أمير المؤمنين ، أهل الحجاز ، وأهل مجْدٍ أصْلُ العَرَب ، وقادة الإسلام ترُدّ فيهم فُضول صدقاتهم (أيْ إذا جنَيت الصدقات منهم، فما فضُل وزاد أَبْقِها في بلادهم )
فقال : نعم ، يا غلام اُكْتُبْ بِأنْ تُردَّ فيهم فُضول صدقاتهم قال : هل من حاجة غير ذلك يا أبا محمّد ؟
قال : نعم يا أمير المؤمنين ، أهل الثُّغور يقفون في وُجوه عدُوّكم ، ويقتلون من رام المسلمين بِشَرّ ، تُجْري عليهم أرزاقًا تدرّها عليهم ، هم بِحاجة إلى مساعدة ، وهم إنْ هلَكوا ضاعت الثّغور .
قال : نعم ، يا غلام اُكْتب بِحَمْل أرزاقهم إليهم
هل من حاجةٍ غيرها يا أبا محمد ؟
قال : نعم ، يا أمير المؤمنين أهل ذِمَّتكم لا يُكلَّفون ما لا يُطيقون ، فإنَّما تَجْبون منهم مَعونةٌ لكم على عدوّكم ، أيْ لا تُكلِّفوا أهل الذمَّة ما لا يُطيقون.
قال: يا غلام ، اُكتبْ لأهْل الذمَّة ألاَّ يُكلَّفوا ما لا يطيقون
قال : هل من حاجةٍ غيرها يا أبا محمّد ؟
قال : نعم ،
اتَّقِ الله في نفْسِكَ يا أمير المؤمنين
واعْلَم أنَّكَ خُلِقْت وحْدك
وسوف تموت وحْدك
وتُحْشرُ وحدك
وتُحاسَبُ وحْدك
ولا واللهِ ما معك أحدٌ مِمَّن ترى أمامك ، حينما تموت ، وحينما تُحشَر، وحينما تُحاسب.
فأكَبَّ هِشامٌ ينْكت في الأرض وهو يبْكي !
واعْلَم أنَّكَ خُلِقْت وحْدك
وسوف تموت وحْدك
وتُحْشرُ وحدك
وتُحاسَبُ وحْدك
ولا واللهِ ما معك أحدٌ مِمَّن ترى أمامك ، حينما تموت ، وحينما تُحشَر، وحينما تُحاسب.
فأكَبَّ هِشامٌ ينْكت في الأرض وهو يبْكي !
فقام عطاءٌ فَقُمْتُ معه ، فلمَّا صِرْنا عند الباب إذا رجُلٌ قدْ تَبِعَهُ بِكِيسٍ لا أدري ما فيه ، وقال له : إنَّ أمير المؤمنين بعَثَ لك بِهذا ، فقال :
هيْهات ، وما أسألكم عليه من أجْرٍ إنْ أجريَ إلا على ربّ العالمين !
متى تُوُفي رحِمه الله؟!!!
مات سنة أربع عشرة ومائة وقد قيل إنه مات سنة خمس عشرة ومائة.
_________________________________
المصادر:
1- صور من حياة التابعين - عبدالرحمن رأفت الباشا
2- http://www.islamstory.com/ArticlePri...rticleID=10.18
مع إعادة الصياغة و التنسيق
تعليق