بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و المرسلين ... سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين
أما بعد ...
فإنه ليس من الغريب ان نعرف ان من أساسيات بقاء دين النصارى هو نفي نبوة محمد صلى الله عليه و سلم و نحن كمسلمين لدينا الكثير من الاثباتات لنبوة محمد و لن أجرها الان لكن سأسأل النصراني سؤال واحد ..... ماذا استفاد محمد صلى الله عليه و سلم من النبوة ؟
عندما توجهت للنصارى بهذا السؤال ردوا علي بضحكة طويلة و قالوا :-
المال بواسطة سرقة الغنائم ..... النساء بالسبايا و ال 11 زوجة ...... و السلطة عندما نصب نفسه ملكا على المسلمين ...
لكن هل هذا صحيح ؟؟
سننظر بنظرة عقلية الى هذا الموضوع ...... هل فعلا استفاد محمد من النبوة بهذه الطريقة ؟؟
بدأت نبوة محمد صلى الله عليه و سلم عندما كان عمره 40 سنة .... و كان المجتمع الذي يعيش فيه مجتمع جاهلي ... و لم يكن من الغريب ان يتزوج الرجل ما طاب له من نساء و لم يكن من الغريب عندهم ان يكون للشخص أكثر من 10 زوجات بل ان لبعضهم ما يقارب العشرين و لم تكن السرقة كذلك ..... فلو أراد المال حقا لكان سرق في حياته قبل النبوة و هي 40 سنة و هذا ليس قليل و لو أراد نسائا لكان تزوج ما طاب له من نساء قبل النبوة خصوصا انه كان ينتمي الى بني هاشم ولهم مكانتهم في قريش ....
أي انه لم يكن يحتاج الى النبوة ليأخذ ما يريد لو كان هذا ما يريده !!!
بغض النظر عن هذا ..... لننظر الى ما بعد النبوة
عندما أعلن محمد نبوته كانت أول كلمة سمعها ..... تبا لك سائر اليوم !! [1].... و قالها له أبو لهب و بعدها بدأ إيذاؤه و شتمه و قتل أصحابه و تعذيبهم
و قد كان هذا طول فترة الدعوة داخل مكة فقالو له انهساحر و شاعر و مجنون .... و لا ننسى ذهابه الى الطائف للدعوة هناك حيث رجمه الاطفال و العبيد بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفتين ....... و فوق هذا فقد قاموا بوضع الشوك في طريقه و فضلات المنازل امام بيته بل و قد وضعوا فرث الجزور فوقه وهو يصلي و حاول احد المشركين خنقه .... عدا عن ذلك .... مقتل الكثير من أصحابه و تعذيبهم و كثيرا ما رأى ذلك أمام عينيه و من الامثلة عليه مقتل آل ياسر و غيرهم [2].....
و قد استمر كل هذا لمدة 10 سنوات بعد اعلان نبوته في فترة الدعوة المكية
سؤال عقلي منطقي بسيط ..... هل هناك أي مال أو نساء أو سلطة تستحق كل هذا العناء و التعذيب ؟؟؟
انا عن نفسي لا أظن هذا ولا أظن أن عاقلا يقبل هذا .......... لكن هناك المزيد
ففي بدايات اعلان دعوته و بعد ان زاد عدد المسلمين و بدأت مصالح زعماء قريش تتعرض للخطر عرضوا على الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يريده من النساء و المال بل و عرضوا عليه زعامة قريش .......... لكنه رفض [3]
هذا يعني ...... ان محمد تحمل التعذيب و الشتم و الإيذاء طول الفترة المكية بالرغم انه كان بإمكانه الحصول على ما يريده بالطريقة السهلة ان كان هذا أصلا ما يريده
حسنا .... لكن ماذا عن حياة الرسول .... هل عاش غنيا ؟؟؟
الجواب هو ....... لا
قد يسأل المعترض ..... و ماذا عن الخمس الذي يأخذه الرسول من كل غزوة؟؟ الم تحدث 29 غزوة في حياة الرسول ؟؟ .... و نجيبه ....
اولا : عدد الغزوات التي استطاع ان يحصل فيها المسلمون على غنائم يعد على الاصابع فليست غزوات كثيرة التي استطاع المسلمون ان يأخذوا منها الغنائم
ثانيا : الرسول صلى الله عليه و سلم لم يكن يستخدمه لرفاهية نفسه ... فبكونه القائد الاعلى للمسلمين فهو يمثل الدولة بما فيها و كان ينفقه على مفاداة الاسرى و اعطاء و اسكان الفقراء و اطعامهم و غيرها من الاشياء التي تكون من مسؤولية الدولة [4]
ثالثا : لا يظهر على حياة الرسول اي نوع من الغنى فما فائدة المال اذا لم يكن يستخدمه لنفسه ؟؟
فقد عاش الرسول صلى الله عليه و سلم بنوع من الفقر الشديد فلم يكن له الكثير من المال
بل و قد روي عنه انه كان يعيش 40 يوم بلا اي طعام الا الاسودان [5]
روي عنه انه لم يشبع من طعام من خبز الشعير يومين متتابعين حتى مات [6]
و روي عنه انه كان يربط الحجر و الحجرين على بطنه من الجوع [7]
و في رواية انه لم يشعل في بيوته نار شهرين متتابعين [8]
و روي عنه ايضا انه التقى ابا بكر و عمر في الليل و عندما سألهما عن سبب خروجهما ليلا فقالا له "الجوع" فقال ان له نفس السبب [9]
و غيرها من الروايات التي توضح زهده في المال و الغنى [10]
حسنا .... هل هذه عيشة الملوك ؟؟؟
و ماذا استفاد من السلطة اذا لم تحضر له المال و الحياة الكريمة ؟؟
و هل هذا ما طلبه بعد رفضه لعرض قريش بالنساء و المال و السلطة ؟؟
تحمل كل التعذيب و الإيذاء حتى يعيش في النهاية بهذا الفقر ؟؟
لنفكر من ناحية اخرى .... فقد شارك الرسول بما لا يقل عن 18 غزوة .... لو كان هدفه ماديا بحتا .... لماذا يذهب الى حرب و يخاطر بحياته ؟؟
ففي معركة احد مثلا جرح و كسرت رباعيته في هذه المعركة [11] ... هل ما زلت مصر على ان سبب نبوته المال و النساء و السلطة ؟؟
نقطة اخرى .... روي عنه انه كان كثير الصلاة و الصوم ... لماذا لم يقل أن لا حاجة لصلاته و صومه مع انه مبشر بالجنة ؟؟ ... و ان الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر
او كما روي عن عائشة انها رأته يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فسألته لماذا يفعل هذا بنفسه و قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فقال لها ........ أفلا أكون عبدا شكورا [12].... سبحان الله ....
هل هذا مدعي للنبوة ؟
أيها النصراني الفاضل .... اعرض هذا الكلام على عقلك ... و أجب هذا السؤال ... هل فعلا استفاد محمد من النبوة كما تظن ؟
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المصادر و المراجع
1- البداية و النهاية
2- البداية و النهاية و أيضا و أيضا و أيضا
3- ابن هشام و أيضا
4- مقالة الدكتور راغب السراجي " وقفات مع توزيع غنائم حنين "
5- وعن عروة عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال: ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم نار. قلت: يا خالة فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم جيران من الأنصار وكانت لهم منائح وكانوا يرسلون إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم من ألبانها فيسقينا. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
6- عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: ما شبع آل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
7- عن أبي طلحة - رضي الله عنه - قال : شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجوع ، فرفعنا عن بطوننا عن حجر حجر ، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بطنه عن حجرين . رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب .
8- وعن عروة عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال: ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم نار. قلت: يا خالة فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم جيران من الأنصار وكانت لهم منائح وكانوا يرسلون إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم من ألبانها فيسقينا. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
9- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم ذات يوم أو ليلة فإذا بأبي بكر وعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما فقال: <ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟> قالا: الجوع يا رَسُول اللَّهِ. قال: <وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما! قوما> فقاما معه، فأتى رجلاً من الأنصار فإذا هو ليس في بيته. فلما رأته المرأة قالت: مرحباً وأهلاً. ، فقال لها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <أين فلان؟> قالت: ذهب يستعذب لنا الماء. إذ جاء الأنصارى فنظر إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وصاحبيه ، ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني. فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال: كلوا. وأخذ المدية ، فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <إياك والحلوب> فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا. فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأبي بكر وعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما: <والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة! أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم لديه اسناد واحد حسن
10- اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهودي طعاما بنسيئة ، ورهنه درعه . الراوي: عائشة المحدث: البخاري
وعن سعيد المقبري عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية فدعوه فأبى أن يأكل وقال: خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
و هنا غيرها الكثير
11- البداية و النهاية
12- حدثنا الحسن بن عبد العزيز حدثنا عبد الله بن يحيى أخبرنا حيوة عن أبي الأسود سمع عروة عن عائشة رضي الله عنها أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالت عائشة لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا فلما كثر لحمه صلى جالسا فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع . رواه البخاري
تعليق