فلاديسلاف سوخين :علاقتي بالمسيح بعد اعتناقي الإسلام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

karam_144 مسلم اكتشف المزيد حول karam_144
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • karam_144
    4- عضو فعال

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 10 يول, 2006
    • 548
    • مترجم
    • مسلم

    فلاديسلاف سوخين :علاقتي بالمسيح بعد اعتناقي الإسلام

    بعد اعتناقي للإسلام سرعان ما ثارت في وجهي عاصفة من الغضب ،والإهانات،والاتهامات بالخيانة ،بل وحتى التهديدات.وهذا على الرغم من أننا في بلدٍ ديموقراطي ينص القانون فيه على "حرية الفكر"،فالدستور في المادة ال 3 منه ينص بوضوح على أنه:"في روسيا الفيدرالية حرية الاعتقاد وحرية الفكر ،ومن ضمن ذلك حرية اعتناق أي ديانة أخرى على مستوى الفرد أو الجماعة أو عدم اعتناق أي ديانة،وحرية اختيار وتغيير والالتزام بـ والدعوة إلى العقائد الدينية أو غيرها من عقائد والعمل بما يتوافق معها، مكفولتان".
    من بين الحجج التي يتذرع بها خصومي في مواجهتي أنني "خنت المسيح "،ورجعت عن الإيمان به بل و أنكرت وجوده حتى.لذا فقد رأيت أنه من المناسب أن أحكي عن الكيفية التي تغيرت بها علاقتي بالمسيح (عليه السلام)،وهل أنا بالفعل ،كما قيل في البيان الرسمي للمجلس الأسقفي لمدينة "كورسك"،قد "تخليت عن المسيح" .
    بلاشك، لا يوجد على الأرض الآن تقريبًا مكان لا يعرف أهله شخص المسيح . فنسخ العهد الجديد تُعَدُّ بالملايين ،كما تُرجِم العهد الجديد إلى مختلف اللغات،وعن شخص المسيح كُتِب عددٌ غير قليل من الكتب وأنتجت الكثير من الأفلام. غالبية المسيحيين يعتبرون المسيح إلهًا،والمسلمون يعتبرونه نبيًا عظيمًا ورسولا للإله،أما ممثلوا الديانات العالمية الأخرى فيرون فيه شخصية تاريخية قوية.فأي الأشخاص الثلاثة كان المسيح في الحقيقة؟ من البديهي أنني كنت أعتنق العقيدة التي تقول إن "يسوع المسيح هو الله" على اعتبار أنني شخص وُلِدَ في بلد تسيطر عليه تقاليد أرثوذكسية تكونت على مدى قرون طويلة . بعد ذلك،وأثناء قراءتي للعهد الجديد،اصطدمت بكثير من المواضع التي تتناقض مع هذه العقيدة،لكنني حاولت أن أؤمن بسيادة تعاليم الكنيسة المسيحية. فوق ذلك،كانت الكنيسة تقدم لي عددا كبيرًا من الاقتباسات المأخوذة من الكتاب المقدس ،التي فيما يبدو تؤكد أن الشخصية الإنجيلية المركزية(يسوع) هي في الحقيقة "إله متأنِّس". كثير من هذه المواضع ،كما اكتشفت فيما بعد،كانت تعكس فقط نظرة بعض الناس إلى المسيح،أو بدت أنها إدخالات حدثت في عصور تالية أو تحريفات متعمدة.حتى إن مفسرين أرثوذكس و متخصصين في الكتاب المقدس كتبوا عن ذلك . وللتوثيق،سأسوق مثالا من كلمات بولس الرسول في رسالته إلى تيموثاوس:"عظيم هو سر التقوى :الله ظهر في الجسد"(1تيموثاوس 3 :16).وإليكم ما كتب عن موثوقية هذه الكلمات،جاء في "الكتاب المقدس التفسيري"الأرثوذكسي،من منشورات إ.لابوخين: «أولا،يجب أن نحدد القراءة الصحيحة لهذا الموضع،ففي كثير من المخطوطات القديمة ولدى بعض الآباء القديسين ومعلمي الكنيسة بدلا من تعبير " Theos " أي (الله) يوجد تعبير (os) التي تعني (الذي)،وفي بعض المواضع الأخرى (o)ـ التي هي صيغة المحايد (أي لا ذكر ولا أنثى) من الضمير (os). لذلك المفسرون المعاصرون في الغالب يناصرون القراءة التالية:"... الذي ظهر في الجسد" ويضعون هذه الجملة مسندة إلى تعبير "ســر..." أو إلى تعبير "بيت الله". لكننا تمسكنا بالقراءات التي وردت في كتابات الآباء العظام من أمثال ذهبي الفم و ثيودور و يوحنا الدمشقي والآخرين اللذين يقرأونها جميعًا كالتالي:"الله ظهر...". مع ذلك، وحتى لو كنا سنقبل القراءة الواردة في المخطوطات الروسية القديمة التي تقرأ:"الذي ظهر.."،فمن المتحتم علينا جميعًا ،بحكم الضرورة، أن نجعل التعبير "الذي" يعود على أي اسم مضمر،مادامت كل محاولات إضافة هذا الضمير إلى أي تعبير سابق يبدو أمرا فاشلا فشلا ذريعًا ». هنا نجد مفسري الكتاب المقدس من الأرثوذكس،بعد اعترافهم بعدم موثوقية هذه القراءة،يصرحون بشكل مباشر عن أنه (بحكم الضرورة )يجب أن نعترف جميعًا بأن هذا الشكل للنصّ ما هو إلا تفسير متأخر،ذلك لأن "الآباء المحترمين"قرأوا هذا الموضع في العهد الجديد بهذه الصورة تماما. لذلك قررتُ أن أحل اللغز بنفسي عبر توجيه هذا السؤال: وماذا قال عيسى عليه السلام نفسه عن نفسه؟ هل اعتبر نفسه إلهًا؟ هل علم الآخرين هذه الفكرة عن نفسه؟
    لهذا بدأت من جديد أعيد قراءة العهد الجديد بعناية أكبر،بشكل متوازي مع دراسة تفاسير الباحثين المشهورين. لكن انطلاقًا من الموقف الذي يرى أن "عيسى" عليه السلام ليس هو "الله"ذاته. واكتشفت أن عيسى عليه السلام لم يسمّ نفسه إلها في أي نصّ من نصوص الإنجيل ولو لمرة واحدة. ألقاب مثل "المسيح" و "ابن الله" لا يمكن أن تعتبر مساوية لكلمة "الله". فكلمة "المسيح" هي ترجمة للكلمة العبرية "مشيخ" وتعني "المدهون"(المِسِّيَّا) ، أي الذي تسكن فيه نعمة الله. لذلك،النبي الملك داوود عليه السلام كان"مسيحًا" (انظر أشعياء 45 : 1) « هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ(المقابل اليوناني خريستو) لِكُورَشَ » ومواضع أخرى كثيرة. أما كلمة "ابن الله" فتعني فحسب الإنسان المكرس لله عبر المحبة البنويّة،الذي ينفذ إرادته ،ولا يخالف وصاياه. ومن ثمَّّ كان عيسى يخاطب الله بقوله" آبا" و "الأب". بالإضافة إلى ذلك،يجب ألا ننسى هذه الحقيقة أنه عندما كانت كتب العهد الجديد تُكتَب أو تُتَرجم باللهجة "الكويني" واسعة الانتشار في هذه الأيام ،فإن الكلمات جميعا كانت تكتب بالحروف العادية الصغيرة . أما الحروف الكبيرة (الكابيتال) فلم تكن معروفة حينها. وكلمتي "ابن الله"، سواء أكانت موجهة إلى يسوع أو إلى أي شخص آخر ، فهي على الوتيرة ذاتها كانت مكتوبة بحروف صغيرة . ثمّ أصبح النُسّاخ المسيحيون يكتبون كلمة "ابن " بالحرف الكبير ، لو كان المقصود بها شخص يسوع . وحتى يسوع نفسه كان يتحدث مرارًا وتكرارًا عن مهمته النبوية والرسالية .
    لماذا بعث الله الأنبياء ؟ لكي يرسخوا الإيمان بالله في الأذهان بإذنٍ من الله ،ولكي يطهروا الإيمان من التزييف و والمعتقدات الباطلة .يسوع أيضًا جاء» لكي لا ينقض الناموس ،ولكن ليكمله «(متى 5 : 17 )، ولكي يطهره من تحريفات العقول الإنسانية. فكثيرا ما فضح الكتَبة و الفريسيين،الذين ،باعتبارهم معلمي الشعب ،كانوا يطبقون الأوامر الظاهرية للناموس متناسين تطبيق جوهره. قادة الشعب كانوا يبغضون يسوع من أجل ذلك تحديدًا.
    لأنه ، في حقيقة الأمر ، غيَّر كثيرًا من العادات ،التي تكونت خلال فترة زمنية طويلة. وقد ساندت معجزاتُه كلماتِه ،فعالج المرضى وأحيى الموتى . واعتبر نفسه منفذا لإرادة الرب، في الوقت الذي نعت فيه الكتبة والفريسيين بالمنافقين. فوق ذلك ، تبعه عدد كبير من الأتباع ،الأمر الذي مثَّل تهديدًا ليس فقط لكبار الكهنة ، بل وحتى للسلطات الرومانية التي اعتبرته محرضًا على الثورة . وعبر تخطيطهم لقتل يسوع ،كانت هيئة الكهنوت تهدف ، من ناحية ، إلى أن تتخلص من شخص يعتبر شوكة في حلوقهم ، و يشوش على فكرهم التقليدي عن العالم ، و عن الله وشريعته ، ومن ناحية أخرى ،كانت تهدف إلى أن تحصل على التقدير المناسب من جانب الوالي الروماني. ولو كنتم تؤمنون بنصّ الكتاب المقدس ، فهاهي الكلمات التي نطقها يسوع نفسه :" بَلْ يَنْبَغِي أَنْ أَسِيرَ الْيَوْمَ وَغَداً وَمَا يَلِيهِ لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ. "(لوقا 13 :33). ها هو هنا ، من ناحية ،يتنبأ بأنهم يريدون القبض عليه و تسليمه للموت في أورشاليم ، ومن ناحية أخرى ،يضع نفسه في صفٍ واحد مع الأنبياء الآخرين. في موقف مثل مطالعة الأناجيل و الكتب الأخرى الموجودة في العهد الجديد تحديدًا تصبح مهمة يسوع النبوية والرسالية أمرًا شديد الوضوح .ها هي مجموعة قليلة من هذه الشواهد (مأخوذة من ترجمة المجمع الكنسي) من إنجيل متى 13 :54 – 57 :"
    وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ كُلُّهَا؟» فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ».
    و في لوقا 17 :6 " فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».
    وفي لوقا 7 :39 -47 " فَلَمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ الَّذِي دَعَاهُ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَوْ كَانَ هَذَا نَبِيّاً لَعَلِمَ مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئِةٌ». فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا سِمْعَانُ عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ لَكَ». فَقَالَ: «قُلْ يَا مُعَلِّمُ». «كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ. عَلَى الْوَاحِدِ خَمْسُ مِئَةِ دِينَارٍ وَعَلَى الآخَرِ خَمْسُونَ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعاً. فَقُلْ: أَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبّاً لَهُ؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ: «أَظُنُّ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأَكْثَرِ». فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ حَكَمْتَ». ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْمَرْأَةِ وَقَالَ لِسِمْعَانَ: «أَتَنْظُرُ هَذِهِ الْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ وَمَاءً لأَجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ. وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا. قُبْلَةً لَمْ تُقَبِّلْنِي وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ رِجْلَيَّ. بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ دَهَنَتْ بِالطِّيبِ رِجْلَيَّ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيراً. وَالَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً».
    في النصّ المذكور أعلاه يسوع ،حينما علم من الله بشكوك سمعان حول مهمته النبوية «لَوْ كَانَ هَذَا نَبِيّاً.. » أشار إلى مهمته مستخدما حكاية رمزية ،كما أشار إلى أن الله جلَّ وعلى أعطاه موهبة الاطلاع على ما يدور في أذهان الآخرين وإلى أنه جل وعلى يغفر للخاطئين التائبين خطاياهم . وبالمناسبة ،هنا ،مثلما هو الحال في النصوص المتوازية الأخرى (انظر متى 9 :2 ؛ متى 9:5 ؛ ومرقس 2 :5 ؛ولوقا 5 :20 )، نجد يسوع ، كما يليق بنبي ، ينطق تماما بكلمات نيابة عن العلي القدير فيقول :"مغفورة لك خطاياك " ،وليس "أنا أغفر خطاياك ".
    الرسل الأوائل أيضا رأوا في يسوع رسالته النبوية : ففي لوقا 24 :19 " الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعبِ."
    وحتى لو كان يسوع قد أطلق على نفسه لقب ابن الله ،فإن ذلك كان على سبيل المجاز ، أي أن ابن الله هو الذي ينفذ إرادة الله جل وعلى ،كما ينفذ الابن إرادة أبيه .فوق ذلك ،يسوع نفسه أكد وأشار إلى صحة هذا الفهم :ففي متى 16 :15-17 يقول:"
    قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ».فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
    وفقا لوجهة نظر علم اللاهوت المسيحي ،هذه الكلمات ينبغي أن نقبلها كدليل مأخوذ من فم يسوع نفسه (عليه السلام)،على أنه الأقنوم الثاني من الثالوث، حيث إن الله الآب هو الأقنوم الأول الواحد في الجوهر. لتأكيد ذلك يسوق اللاهوتيون كلمات أخرى قالها يسوع ،مأخوذة من الإنجيل حسب يوحنا :"أنا والآب واحد"(يوحنا 10 :30). إلا أنه لسبب ما لا يفهم المسيحيون بالطريقة ذاتها كلمات أخرى شديدة الشبه بتلك الجملة قالها المسيح بعد عدد قليل من الفصول :" لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ."(يوحنا 17 :21-22).
    لو كان علينا أن نفهم هذه الكلمات بهذا المعنى نفسه ،فحينئذ ينبغي أن ندخل تلاميذ يسوع في العلاقة الأقنومية للثالوث ، وأن نجعلهم مساويين من ناحية الجوهر لله . لكن حينئذ سيكون هذا هرطقة ليس لها مثيل .ولكن إذا كانت كلمات يسوع " أنا والآب واحد" يمكن أن تفهم على أنها وحدة في الفكر والإيمان ،فحينئذ يتوافق العددان بعضهما مع بعض . وكذلك كلمات بطرس " أنت المسيح ، ابن الله الحيّ"،ينبغي أن نفهمها على أن بطرس يرى في يسوع أنه مسيح الله ، والابن الذي ينفذ إرادة أبيه .
    في العهد الجديد يمكننا أن نقابل كذلك كثير من الأعداد ،بطريقة أو بأخرى،تشهد بأن يسوع (عليه السلام)كان مختارا من قبل الله ،وكان رسوله ونبيه ،ولكن مع ذلك كله كان إنسانا فحسب.بل حتى بولس الطرسوسي ،بغض النظر عن فهمه للمسيحية،المختلفة عن المسيحية الأورشاليمية،يتحدث عن وحدة الله وعن يسوع هكذا :" لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.."(ا تيموثاوس 2:5 ).
    كل هذه الحجج التي ذكرناها في الأعلى ربما تبدو غير مقنعة لشخص من الأشخاص ، وهو ،بدوره ،ربما سيورد حججا مضادة . لكنني لا أنظر إلي هذا المقال باعتباره دراسة لاهوتية جادة ،وإنما هو مقال يهدف فحسب إلى إظهار أنني ومعي كل العالم الإسلامي نعترف بعيسى عليه السلام ونعتبره واحدا من أعظم البشر الذين عاشوا على الأرض في كل العصور . يقول القرآن الكريم :"وإذ قال الله يا عيسى بن مريم ! أأنت قلت للناس :اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ؟ قال: سبحانك ! ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ؟ لو كنت قلته فقد علمته ...ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم "(القرآن ،السورة 5 ،116-117 ).
    وفي سورة "الإخلاص " (السورة رقم 111)(تعني تطهير الإيمان) يقول الله "قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ".
    هذه المواضع من القرآن والأعداد المذكورة أعلاه المأخوذة من الإنجيل تتوافق بعضها مع بعض .
    ولذلك ،حينما وصلت إلى الفهم الصحيح عن عيسى (عليه السلام)،أصبحت أحبه أكثر من السابق،وأقبل كلماته .ومنذ أن تخليت عن الاعتقاد الباطل في عيسى باعتباره الله ، أصبحت بكل أسى أصلي لكي يقبل الآخرون أيضا المسيح لا باعتباره مساويا لله ،بل باعتباره رسولا له جل في علاه .
    وقد قال عيسى نفسه في الإنجيل: »كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ! « (متى 7 :21-23 ).
    يهوذا ،الذي كان مسئولا عن صندوق الأموال ، خان من أجل هذه الأموال ذاتها . إنني أنكر كل اتهامات الخيانة الموجهة إليَّ . أنا لم أتاجر باسم عيسى ولم أتكسب من ورائه . لم أتاجر بمشاعر المؤمنين ولم أقلل من شأن عيسى .ولم أنتظر منه آية مثلما فعل الذين قال عنهم عيسى: "جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ». ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَمَضَى."(متى 16 :4).
    من وجهة نظري أرآ أن رسالة عيسى على الأرض تنتهي بتجديد المفهوم الحقيقي للتوحيد ،والإيمان بالله الواحد ،وبالدعوة إلى تنفيذ شريعته الإلهية ،وليس بإلغاءها.
    ومن وجهة نظري سيظل يسوع دائما الإنسان العظيم ،ورسول الله،الذي وسط الخطايا و الضلال وتحريف مفهوم الإيمان بالله لم يخش أن يعلم الناس شريعة الله جل وعلى ـ قانون المحبة والالتزام بشريعته ،ليس مع "الأقربين " وحسب وإنما مع الناس جميعا .

    تفضلوا بزيارة مدونتي الشخصية على


  • توحيد
    حارس قديم
    • 18 ينا, 2007
    • 4223
    • السعي لمرضاة الله
    • مسلم

    #2
    اللهم هُداك لكل ضال، وتثبيتك لكل مؤمن

    جزاك الله خيراً أخي كرم ونفع بك
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 24 أكت, 2020, 07:43 م.

    تعليق

    • karam_144
      4- عضو فعال

      حارس من حراس العقيدة
      عضو شرف المنتدى
      • 10 يول, 2006
      • 548
      • مترجم
      • مسلم

      #3
      آمين وجزاكم خيرا على المرور أخانا الحبيب
      تفضلوا بزيارة مدونتي الشخصية على


      تعليق

      • سدرة
        10- عضو متميز
        عضو مجموعة الأخوات

        حارس من حراس العقيدة
        • 28 ينا, 2013
        • 1791
        • مسلمه

        #4
        رد: فلاديسلاف سوخين :علاقتي بالمسيح بعد اعتناقي الإسلام

        المشاركة الأصلية بواسطة توحيد
        اللهم هُداك لكل ضال، وتثبيتك لكل مؤمن
        اللهم آمين
        لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

        حكمة هذا اليوم والذي بعده :
        قل خيرًا او اصمت



        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, منذ 4 أسابيع
        ردود 0
        18 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة الفقير لله 3
        بواسطة الفقير لله 3
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 أكت, 2024, 01:55 ص
        ردود 0
        24 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 سبت, 2024, 03:46 ص
        ردود 5
        55 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2024, 01:06 ص
        ردود 0
        27 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 14 يول, 2024, 06:49 م
        ردود 0
        127 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة د.أمير عبدالله
        يعمل...