فترة انتقالية أم انتقامية أم انتقائية؟
دكتور أحمد الغريب
تحدث البعض عن الفترة الانتقالية , وتداول آخرون مصطلح الفترة الانتقامية , وبين الانتقال والانتقام يكمن الانتقاء .
فإذا أراد المجلس العسكري أن يوهمنا بحرصه الشديد وسعيه الحثيث على تسليم السلطة لاح في أذهاننا قرب انتهاء الفترة الانتقالية .
وإذا أراد أن يبدي لنا كم هو ذو بطش شديد وسيطرة كاملة أرسل لنا رسالات انتقامية , دائما ما يكون مدادها الدم وغالبا ما تكتب على جثث أبنائنا ورفات إخواننا.
وما بين الانتقام وأمل الانتقال ينتقي المجلس العسكري أو ( يُنتقى له) ما يراه مناسبا ومتماشيا مع توتر الأحداث وتسارعها.
وأريد أن أسطر هنا أن أمرا هاما , وهو أن جميع الأقوال الصادرة عن المجلس العسكري تدل على عزمهم الثابت على تقصير الفترة الانتقالية وتسليم زمام الأمور لسلطة شرعية منتخبة.
بينما تدل معظم الأفعال على الانتقام الشديد والوعيد والتهديد.
وحقيقة فإني لا أستغرب هذا الذي يحدث كثيرا؛ فإن الحكام من فجر تكوّن الحكومات المختلفة ما فتئوا يستخدمون الترغيب تارة والترهيب تارة , يبثون الأمل في قلوب محكوميهم مرة , ومرة يلهبون الظهور بسياط الإرهاب والتخويف أو يلوحون بها, وما بين الأمل والألم وبين العصا والجزرة كانت دائما تركع وتخضع الشعوب لا أقول لحاكميها ؛ بل لجلاديها, والمجلس العسكري في هذا لم يأتِ بدعا من الفعل , ولم يخترع جديد أفكار أو تصرفات.
وعليه فلا أريد أن يستوقفنا الفعل الظاهري بقدر ما يجب أن نخوض في ما وراء الظاهر , وأن نتسلق شاهق أسوار الأحداث لكي تتضح لنا جلية أغراض خفية ومرادات مستترة.
ما بين أمل الانتقال , وفعل الانتقام تكمن رغبات واضحة من أعضاء المجلس العسكري بالاستمرار في إدارة شئون البلاد بطريقة أو بأخرى.
ما بين أمل الانتقال وفعل الانتقام : تكمن غرائز مكتسبة وأخرى جبلّية لشخصيات اعتادت منطق السيادة لها , والعبودية لغيرها, اعتادت أن تأمر فتطاع, وتنهى فلا تعصى , وأن تطلب لبن العصفور فتستجيب لها جميع الطيور فضلا عن العصفور.
ما بين الانتقال والانتقام : تأكيد شديد على أن يكتب دستور مجيد , ولا يكون مجيدا إلا إذا كان للعسكر فيه نصيب الأسد , وللمجلس العسكري فيه اليد الطولى .
ما بين الانتقال والانتقام : شخصيات وفية لرئيس أفسد العباد لكنه أصلح هؤلاء الأوغاد , وجار على البلاد لكنه أكرم هؤلاء الأفراد , فحنين الوفاء يدفعهم للانتقام وخوف الثوار يدعوهم للانتقال , وما بين الانتقام والانتقال وحسب تغير الأحوال يكمن الانتقاء.
أخيرا , ما بين الانتقال والانتقام : دماء سفكت , وأمهات ثكلت , وأطفال يتمت , وزوجات رملت , فهل سيفهم هؤلاء ألاعيب السياسة وعقليات الساسة, وترتيبات أهل الحل والعقد ؟ لن يفهموا أبدا إلا لغة التشفي وهذا حقهم , ولغة القصاص وهذا شرع الله لهم .
فالرسالة لمن تهمه هذه الرسالة من حكيم في كيان عسكري , أو نائب في مجلس شعبي , أو وزير في مجلس وزاري , أو صالح في مجلس شرعي , أو كبير في مجلس عرفي , أقول لهؤلاء جميعا :
الهدف واضح والعقبة كؤود والسبيل معروف , والقرار للأمة وفي الاتحاد قوة , فلنطرح جميعا بنيات الطريق ولننظر فيما وراء الحدث , ولنكمل الثورة بميدانها وبرلمانها , ولا يجب أبدا أن نكبر الهوة بين الجناحين فلن يتحقق المراد بأحدهما , ولن نحلق بجناح دون آخر , ولنقل جميعا بصوت عال :
لا حصانات للقتلة , ولا ضمانات لخروج آمن , ولا تأجيل لنقل السلطة , ولا بقاء للعسكر لا في دستور لا في الظاهر ولا في المستور , ولا تخوين لأمين ولا ائتمان لخائن , ولا لتعلق بالبشر بل برب البشر ...
ولا إله إلا الله محمد رسول الله.
أسجابة لطلبات الكثير من اصدقاء المرصد ولأجل سرعة التواصل والمساعدة والدعم للمسلمين الجدد
وكذلك لأي اسفسار او سؤال بخصوص الإسلام العظيم
قام المرصد الإسلامي بخصيص عدة ارقام هاتفية للتواصل المباشر معه
ونرجوا اصدقاء الموقع نشرها في كل مكان حتى نيسر الخير للراغبين فيه
ارقام المرصد
0105009897
0196901199
0119797114
والله من رواء القصد
وكذلك لأي اسفسار او سؤال بخصوص الإسلام العظيم
قام المرصد الإسلامي بخصيص عدة ارقام هاتفية للتواصل المباشر معه
ونرجوا اصدقاء الموقع نشرها في كل مكان حتى نيسر الخير للراغبين فيه
ارقام المرصد
0105009897
0196901199
0119797114
والله من رواء القصد