سارة بنت هاران
زوجة نبي الله ابراهيم عليه السلام
الاسم: سارة بنت هاران بن ناحور ويصل نسبها إلى نوح عليه السلام، وهى بنت عم إبراهيم عليه السلام.
الكنية: أم إسحاق .
الأزواج: نبىّ الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام .
الأولاد: إسحاق عليه السلام .
محل الإقامة: بابل - فلسطين .
- سارّة بنت هاران ( عم إبراهيم الأكبر) بن ناحور، ويرجع نسبها إلى نبىّ الله نوح عليه السلام، وقد ولدت فى أرض بابل، وآمنت بإبراهيم عليه السلام، وهاجرت مع زوجها إبراهيم الخليل وابن أخيه لوط إلى أرض فلسطين، وعندما حدث جفافُُ فى أرض فلسطين هاجرت مع زوجها إبراهيم إلى مصر، وهناك تعرضت لمحنةٍ عظيمةٍ مع ملك مصر، ولكنّ الله حفظها ونجّاها ، فعادت مع زوجها إبراهيم عليه السلام مرةً ثانيةً إلى الأرض المقدسة فى فلسطين، واستقرّت بها، وكانت سارةُ عقيمًا لاتلد ، فلما رأت اشتياق زوجها للولد وهبته جاريتها هاجر التى أهداها لها ملك مصر، فتزوّج إبراهيم من هاجر وولدت له إسماعيل عليه السلام، وشاءت إرادة الله أن تحمل سارة وهى فى سنّ الشيخوخة وتلد نبى الله إسحاق عليه السلام.
- لمّا اشتد الجفاف بأرض فلسطين قرّر إبراهيم عليه السلام الهجرة بزوجته وابن أخيه لوط إلى مصر، وكان بها ملكُُ مولعُُ بالنساء الجميلات، وكان حرّاسه يبحثون له عن النساء الجميلات، وكانت سارّة من أجمل النساء، وذات حسنٍ باهر، حتى قيل: إنه لم تكن امرأة بعد حواء إلى زمانها أحسن منها رضي الله عنها ، فلما علم الحراس بوجود إبراهيم عليه السلام بمصر ومعه زوجه الجميلة أسرعوا إلى الملك ليخبروه بالأمر، فطلب فرعون من جنوده أن يحضروا سارة، فلما علم إبراهيم بذلك قال لها: "إنه لو علم أنك زوجتى يغلبنى عليك، فإن سألك فأخبريه بأنك أختى، وأنت أختى فى الإسلام، فإنى لا أعلم فى هذه الأرض مسلمًا غيرى وغيرك" .
- وعن أبى هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لم يكذب إبراهيم الا ثلاث كذبات ثنتان منهن في ذات الله قوله: إني سقيم، وقوله: بل فعله كبيرهم هذا ، وقال بينا هو ذات يومٍ وسارة اذ أتى على جبارٍ من الجبابرة فقيل له ههنا رجل معه امرأة من أحسن النساء ، فأرسل إليه وسأله عنها، فقال: من هذه؟ قال: أختي. فأتى سارة، فقال: يا سارة، ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني ، فأرسل إليها، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده، فأُخذ (أى شُلت يده)، فقال: ادعيِ الله لي ولا أضرك، فدعت الله ، فأطلق، ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد، فقال: ادعي الله لي ولا أضرك، فدعا بعض حجبته، فقال: إنك لم تأتني بإنسان وإنما أتيتني بشيطان، فأخدمها هاجر (أى أعطاها جارية تخدمها تسمى هاجر) فأتته وهو قائم يصلي فأوْمأ بيده مهيم؟ (أى : ماذا حدث) فقالت: ردّ اللهُ كيْد الكافر أو الفاجر في نحره وأخدمني هاجر" قال أبو هريرة فتلك أمكم يا بني ماء السماء. (رواه البخارى).
- وكان إبراهيم من وقت أن ذُهب بها إلى الملك قام يصلّى لله عز وجل، ويسأله أن يدفع عن أهله، وأن يرد بأس هذا الذى أراد أهله بسوء ، وكذلك فعلت سارة رضى الله عنها، فقد ذكر أنّها لمّا دخلت على الملك قام إليها، فقامت تتوضأ وتصلي وتقول: "اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علىّ الكافر" (رواه أحمد). فعصمها الله وصانها لعصمة عبده ورسوله وحبيبه إبراهيم الخليل عليه السلام.
- أقبل على إبراهيم ذات يوم جماعةُُ من الضيوف، فاحسن الخليل استقبالهم، وشوى لهم عجلا سمينًا من خيار بقره، فلمّا قرّبه إليهم وعرض عليهم الطعام لم ير لهم همّةً إلى الأكل، فتعجب إبراهيم من شأنهم، عندئذٍ أخبره ضيوفه أنهم ملائكةُُ مرسلون من عند الله إلى قوم لوط بسبب ما يرتكبونه من فسقٍ وفجور وفواحش، فاستبشرت عند ذلك سارة غضبا لله عليهم وكانت قائمة على رءوس الأضياف كما جرت به عادة الناس من العرب وغيرهم، فلما ضحكت استبشارًا، بشرّتها الملائكة بأن الله سيرزقها بولد وهو إسحاق وسيكبر إسحاق وينجب ولدا وهو يعقوب عليهما السلام، فتعجبت سارة من هذه البشرى، وقالت: كيف يلد مثلي وأنا عجوزُُ وعقيمُُ أيضا، وزوجى شيخُُ كبير؟ فقالت الملائكة الكرام: "قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (سورة هود الآية 73).
- وكذلك تعجب إبراهيم عليه السلام استبشارًا بهذه البشارة وتثبيتًا لها وفرحًا بها ، فأكّدوا الخبر بهذه البشارة، فبشروهما بغلام عليم، وهو إسحاق،قال الله تعالى: " وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ " (الصافات:112-113).وقال: " وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوب * قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ* قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (هود:69-73).
- وقال تعالى: (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ * قَالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ " (الحجر: 51-56).
- وقال تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ " (الذاريات:24-30).
- كانت السيدة سارة رضى الله عنها مؤمنةً طائعةً لله، فقد آمنت بالله لما رأت من صدق إبراهيم، وتأييد الله له، وكيف نجّاه من النار.
- وكانت امرأةً كريمةً تحب الضيوف مثل زوجها وتخدمهم وتقدم لهم أفضل ما عندها.
وفي الحديث: أن خديجة -رضوان الله عليها- بكت، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما يبكيك؟ " فقالت: درت لبنة القاسم -أى نزل بعض اللبن من ثديها- فذكرته، (وفي رواية لبينة القاسم) فقال لها: "أما ترضين أن تكفله سارة في الجنة؟ " قالت: لوددت أني علمت ذلك، فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومد إصبعه، فقال: "إن شئت دعوت الله أن يريك ذاك" فقالت: بلى، أصدق الله ورسوله.
- ماتت السيدة سارّة قبل الخليل إبراهيم بفترة، ولها من العمر مائةُُ وسبعُُ وعشرون سنة، فحزن عليها إبراهيم حزنًا شديدًا، ورثاها رحمها الله، وقد دفنت سارّة فى أرض حبرون (مدينة الخليل الآن)، وهى التى دفن فيها الخليل إبراهيم بعد وفاته أيضا، وقيل كان عمرها عندما ماتت 127سنة.
____________
المصدر :
Cd تحت اسم: نساء خالدات.
تعليق