السيدة هاجر المصرية
الاسم:هاجر المصرية
الكنية:أم إسماعيل - أم الذبيح - أم العرب
اللقب: المصرية
الأزواج: : نبى الله الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام
الأولاد:نبى الله إسماعيل عليه السلام
محل الإقامة: مصر - فلسطين - مكة أرض الله الحرام
- السيدة هاجر المصرية زوجة نبى الله وخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكان ملك مصر قد أهداها للسيدة سارة زوجة إبراهيم لما قدمت مصر، وأراد الملك بها سوءا، ولكنه لم يقدر عليها فقد حفظها الله سبحانه وتعالى من كيد هذا الملك، فأهداها الملك هاجر، ورجع إبراهيم وزوجته سارة إلى فلسطين ومعهما هاجر.
- وقد ذكرت كتب التاريخ روايات متعددة فى تحديد اسم القرية المصرية التى كانت تقيم بها هاجر قبل رحيلها إلى فلسطين مع نبى الله إبراهيم وزوجه سارة ، فيقال: كانت من قرية قريبة من "أم دنين"، ويقال: كانت من "منف" القرية المصرية القديمة المشهورة، وقد روى فى ذلك أنها كانت زوجة لأحد أمراء "منف"، وقتل فى أثناء مواجهة المصريين للهكسوس عند دخولهم منف، وفى هذا الوقت أسرت هاجر، فاتخذها ملك الهكسوس ( الذى حدثت له تلك الوقعة مع سارة ) جارية له، ثم أهداها لسارة فيما بعد. ويقال: كانت من قرية من قرى سيناء تلقب "بأم العرب" ويرجح أن هذه القرية هى مدينة "بلوز" التى كانت تقع عند مصب فرع قديم لنهر النيل يعرف باسم الفرع البلوزى فى شرقى الدلتا. وقد عرف العرب مدينة "بلوز" باسم "الفرما" التى ما زالت أطلالها تقع اليوم إلى الشرق من مدينة بور سعيد الحالية، وهذا هو المشهور.
- وكانت هاجر جارية ذات هيئة فوهبتها سارة لإبراهيم، وقالت إني أراها امرأة وضيئة فخذها لعل الله يرزقك منها ولدا، فقد كانت السيدة سارة عقيما لا تلد، وكانت تعلم اشتياق زوجها إبراهيم عليه السلام إلى الولد، فدخل إبراهيم عليه السلام بهاجر، فحملت منه، وبعد فترة الحمل ولدت هاجر ولدا، وسماه إبراهيم إسماعيل، وفرح إبراهيم بولده فرحا شديدا، فقد رزقه الله به على كبر سنه، وبعد اشتياق كبير للولد.
- ولأمر أراده الله هاجر إبراهيم بهاجر وولدها الرضيع إسماعيل إلى جزيرة العرب، فرضيت هاجر بقضاء الله وقدره، ولم يكن معها إلا قليل من التمر والماء، وأكرمها الله بأن فجر لها ولوليدها عين زمزم، وعمر المكان بالناس، وكبر إسماعيل، وعندما أمر الله إبراهيم ببناء البيت ساعده إسماعيل حتى أتما البناء، وكان إبراهيم يأتى إليهما كل فترة ليزورهما، وعاشت هاجر إلى جوار بيت الله الحرام حتى توفاها الله سبحانه، فدفنها إسماعيل فى الحجر، ولما علم إبراهيم بوفاتها جاء إلى مكة وزار قبرها، ودعا لها.
- هاجر إبراهيم بزوجه هاجر وطفلهما الرضيع إسماعيل إلى حيث مكة اليوم، فلما تركهما هناك وولى ظهره عنهما، قامت إليه هاجر وتعلقت بثيابه، وقالت، يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا ههنا وليس معنا ما يكفينا؟ فلم يجبها، فلما ألحت عليه وهو لا يجيبها، قالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: فإذا لا يضيعنا.
- ولم يكن مع هاجر إلا جراب فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه: فقال " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ " (إبراهيم : 73).
- وجعلت أم إسماعيل ترضع اسماعيل، وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه وهو يتألم فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف ذراعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات.
- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فلذلك سعى الناس بينهما". فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا، فقالت: صه (تريد نفسها) ثم تسمعت فسمعت أيضا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهي تفور بعد ما تغرف.
- قال ابن عباس قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا " (رواه البخارى). فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك لا تخافي الضيعة فإن ههنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله.
- وشاء الله سبحانه أن يجعل سعى هاجر رضى الله عنها بين الصفا والمروة شعيرة من شعائر الحج ليتذكر الناس ما عانته هاجر هى ورضيعها، ثم يتذكرون رحمة الله التى أدركتهما عندما يشربون من زمزم التى جعلها الله سقيا إسماعيل.
- وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كذا، فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على الماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا بعضهم ليبحثوا الأمر، فإذا هم بالماء فرجعوا، فأخبروهم بالماء، فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: تأذنين لنا أن ننزل عندك، قالت: نعم ولكن لا حق لكم في الماء. قالوا: نعم ، وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، وعمر المكان، وشب إسماعيل بينهم وتعلم العربية منهم، وكان إبراهيم يذهب لزيارة هاجر وولده إسماعيل كل فترة من الزمن.
- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستفتح عليكم بعدى مصر، فاستوصوا بقبطها خيرا، فإن لكم منهم ذمة ورحما" (رواه مسلم مع زيادة فى اللفظ) ، ويقصد بالرحم أن هاجر أم إسماعيل كانت من مصر ، وفى رواية أخرى: "إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط. فاستوصوا بأهلها خيرا. فإن لهم ذمة ورحما" (رواه مسلم)
- عن ابن عباس قال: أول ما اتخذ الناس المنطق من قِبَل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفى أثرها على سارة. (رواه البخارى)، والمِنْطق: شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها، فترسل الأعلى على الأسفل إلى الأرض، والأسفل ينجر على الأرض.
- وفى حديث أبى هريرة عن قصة سارة مع ملك مصر، ونجاة سارة من كيد الملك، قالت سارة لما خرجت من عنده لإبراهيم لما سألها عما حدث: "كفى الله كيد الفاجر الكافر وأخدم هاجر" قال محمد بن سيرين: فكان أبو هريرة إذا حدث هذا الحديث يقول"فتلك أمكم يا بني ماء السماء
يقصد هاجر - رضى الله عنها-.
- عاشت هاجر مع ولدها إسماعيل إلى جوار بيت الله الحرام، عابدة طائعة تقية لله، حتى جاءها الأجل المحتوم، ووافتها المنية وعندها من العمر 90 سنة، فدفنها إسماعيل فى الحجر بجانب بيت الله، ليستقر جسدها فى تلك البقعة المباركة.
المصدر :
CD تحت اسم: نساء خالدات.
تعليق