من الذي قال إن الله اتخذ صاحبة وولدا ؟
قال الله تعالى في سورة الجن
{ بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)
وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) }
والسؤال الآن :
من الذي قال إن الله اتخذ صاحبة وولدا ؟
مقـدمة
ما معني الآيات ؟
أوحى الله سبحانه وتعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم أن جماعة من الجن استمعوا إلى القرآن فقالوا إنا سمعنا كلاما عجيبا يهدي إلى البر فلن نشرك بعبادة ربنا أحدا
وإنا نشهد أنه تعاظم شأن ربنا فلم يتخذ له صاحبة ولم يكن له ولد لأن سفيهنا كان يقول على الله قولاً باطلاً وزورا
وقد اعتقدنا أن الإنس والجن لن تقول على الله كذباً ولا منكرا .
هذا ببساطة معنى الآيات الكريمة والتي نختار منها هذا السؤال
في الآية الثالثة يقول الله تعالى : { وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) }
وهنا يظهر السؤال
من الذي قال ذلك ... إن الله اتخذ صاحبة وولدا ؟
ولكي نعرف إجابة هذا السؤال البسيط هيا بنا نعرف أولا
ما معنى الصاحبة ؟
افتح معي لسان العرب .... لابن منظور :
مادة : صحب
( صحب )
صَحِبَه يَصْحَبُه صُحْبة بالضم وصَحابة بالفتح وصاحبه عاشره
والصَّحْب جمع الصاحب مثل راكب وركب والأَصْحاب جماعة الصَّحْب مثل فَرْخ وأَفْراخ
والصاحب المُعاشر
والجمع أَصحاب وأَصاحيبُ وصُحْبان مثل شابّ وشُبّان وصِحاب مثل جائع وجِياع وصَحْب وصَحابة وصِحابة حكاها جميعاً الأَخفش
إذَن الصاحب : هو من صحبني وهو من كانت له معي عِشْرة
قال تعالى : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } [الأعراف : 184]
ومعلوم أن صاحبهم هو النبي صلى الله عليه وسلم ينفي عنه الجنون ..... لأنه يعيش معهم حياة العشيرة
وقال تعالى : { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } [التوبة : 40]
والصاحب هنا : أبو بكر الصديق ... صَحِب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته
وقال تعالى : { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } [يوسف : 39]
معلوم أنه يتحدث إلى من صحبوه في سجنه
وقال تعالى : { قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً } [الكهف : 76]
وهنا يعني أنني إن سألتك عن شيء بعد ما بدر مني فلا تَصْحبني صحبة السفر والارتحال والتعليم
وقال تعالى : { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً } [لقمان : 15]
أي وعاشرهما في الدنيا بالمعروف وأحسن إليهما
وقال تعالى : { وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ } [التكوير : 22]
بنفس المعنى السابق ينفي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رموه به بالباطل فيقول وما هذا الذي يعيش معكم .... من عشيرتكم بمجنون
ومنها الصحابة الذين كانوا يصحبون النبي صلى الله عليه وسلم في الحل والترحال والتعلم والدعوة والحرب والرخاء
والصحابية هي من كانت تصحب النبي صلى الله عليه وسلم وتتبع منهجه وليس بالضرورة أن تكون زوجة له
ومنها الأصحاب ... لا يشترط فيها صلة الزواج أوالنسب
والصاحبة : هي من كانت لها معي صحبة ..... سواء أكانت زوجتي أم لا
فكما أن الصاحب هو من يصحبني في سكن أو ترحال
فإن الصاحبة أيضا كذلك هي من تصحبني في سكن أو ترحال أو تربطني بها صلة عشرة
و يجوز لي أن أطلق لفظ صاحبتي على زوجتي
قال تعالى : { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) }
لا يخفى هنا أن صاحبته هى زوجته التي كانت تصحبه في الدنيا
فالصاحبة الآن تحمل معنيين :
الأول : من كانت تصحبني في سفر أو إقامة أو معيشة وإن لم تكن زوجتي
والثاني : الزوجة لأنها بطبيعة الحال تصحبني في سفر وإقامة ومعيشة
نعود إلى الآية الكريمة :
قوله تعالى : { مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا }
أي أنه سبحانه لم يتخذ من النساء لنفسه من يرافقه ويصاحبه ويعيش معه ويشاركه شأنا من شئونه سواء كانت له مرافقة فقط أو مرافقة وزوجة
وهو تنزيه لله سبحانه عن النقص الذي في البشر بحاجته إلى النساء كرفيقة أو كزوجة فهو سبحانه أعلى وأعظم من أن يفعل وهو ما يوضحه صدر الآية :
{ وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا }
أي تعاظم شأن ربنا وغِناه عن خلقه ... أو تعالى وارتفع أمر ربنا
تعاظم شأن الله سبحانه أن يكون له مرافِقة ترافقه في عظمته وملكه وقدسيته وأزليته وعلو مكانه ومكانته
وهو تفسير قوله تعالى : { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً }[الإسراء : 111]
فالله أكبر من كل هذه الترهات
سبحانه
ليس له صاحبة
وَضَحَ الآن أن الصاحبة التي تقصدها الآية الكريمة هي :
من تشارك الله وتصاحبه
فإن كانت صحبة الحياة ... حُق لها أن تكون مثله في الأزلية ... والقدسية ... وعلو المكانة والعظمة ... وارتفاع الشأن
وإن كانت صحبة المعيشة - حاشا لله - حُق لها أن تكون زوجته
وأم ولده منها
وهو ما تعنيه الآية الكريمة حين تنفي ذلك وتقول :
تعالى وتعاظم شأن ربنا ...ليس له صاحبة مثله في الأزلية والقدسية والعظمة وعلو الشأن وليس له زوجة يتحتم منها أن يكون له منها ولد وتكون هي والدة الإله الابن وهو والد الإله الابن
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
فما مفهوم الولد ؟
يُتبع إن شاء الله تعالى ...
قال الله تعالى في سورة الجن
{ بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)
وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) }
والسؤال الآن :
من الذي قال إن الله اتخذ صاحبة وولدا ؟
مقـدمة
ما معني الآيات ؟
أوحى الله سبحانه وتعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم أن جماعة من الجن استمعوا إلى القرآن فقالوا إنا سمعنا كلاما عجيبا يهدي إلى البر فلن نشرك بعبادة ربنا أحدا
وإنا نشهد أنه تعاظم شأن ربنا فلم يتخذ له صاحبة ولم يكن له ولد لأن سفيهنا كان يقول على الله قولاً باطلاً وزورا
وقد اعتقدنا أن الإنس والجن لن تقول على الله كذباً ولا منكرا .
هذا ببساطة معنى الآيات الكريمة والتي نختار منها هذا السؤال
في الآية الثالثة يقول الله تعالى : { وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) }
وهنا يظهر السؤال
من الذي قال ذلك ... إن الله اتخذ صاحبة وولدا ؟
ولكي نعرف إجابة هذا السؤال البسيط هيا بنا نعرف أولا
ما معنى الصاحبة ؟
افتح معي لسان العرب .... لابن منظور :
مادة : صحب
( صحب )
صَحِبَه يَصْحَبُه صُحْبة بالضم وصَحابة بالفتح وصاحبه عاشره
والصَّحْب جمع الصاحب مثل راكب وركب والأَصْحاب جماعة الصَّحْب مثل فَرْخ وأَفْراخ
والصاحب المُعاشر
والجمع أَصحاب وأَصاحيبُ وصُحْبان مثل شابّ وشُبّان وصِحاب مثل جائع وجِياع وصَحْب وصَحابة وصِحابة حكاها جميعاً الأَخفش
إذَن الصاحب : هو من صحبني وهو من كانت له معي عِشْرة
قال تعالى : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } [الأعراف : 184]
ومعلوم أن صاحبهم هو النبي صلى الله عليه وسلم ينفي عنه الجنون ..... لأنه يعيش معهم حياة العشيرة
وقال تعالى : { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } [التوبة : 40]
والصاحب هنا : أبو بكر الصديق ... صَحِب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته
وقال تعالى : { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } [يوسف : 39]
معلوم أنه يتحدث إلى من صحبوه في سجنه
وقال تعالى : { قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً } [الكهف : 76]
وهنا يعني أنني إن سألتك عن شيء بعد ما بدر مني فلا تَصْحبني صحبة السفر والارتحال والتعليم
وقال تعالى : { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً } [لقمان : 15]
أي وعاشرهما في الدنيا بالمعروف وأحسن إليهما
وقال تعالى : { وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ } [التكوير : 22]
بنفس المعنى السابق ينفي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رموه به بالباطل فيقول وما هذا الذي يعيش معكم .... من عشيرتكم بمجنون
ومنها الصحابة الذين كانوا يصحبون النبي صلى الله عليه وسلم في الحل والترحال والتعلم والدعوة والحرب والرخاء
والصحابية هي من كانت تصحب النبي صلى الله عليه وسلم وتتبع منهجه وليس بالضرورة أن تكون زوجة له
ومنها الأصحاب ... لا يشترط فيها صلة الزواج أوالنسب
والصاحبة : هي من كانت لها معي صحبة ..... سواء أكانت زوجتي أم لا
فكما أن الصاحب هو من يصحبني في سكن أو ترحال
فإن الصاحبة أيضا كذلك هي من تصحبني في سكن أو ترحال أو تربطني بها صلة عشرة
و يجوز لي أن أطلق لفظ صاحبتي على زوجتي
قال تعالى : { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) }
لا يخفى هنا أن صاحبته هى زوجته التي كانت تصحبه في الدنيا
فالصاحبة الآن تحمل معنيين :
الأول : من كانت تصحبني في سفر أو إقامة أو معيشة وإن لم تكن زوجتي
والثاني : الزوجة لأنها بطبيعة الحال تصحبني في سفر وإقامة ومعيشة
نعود إلى الآية الكريمة :
قوله تعالى : { مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا }
أي أنه سبحانه لم يتخذ من النساء لنفسه من يرافقه ويصاحبه ويعيش معه ويشاركه شأنا من شئونه سواء كانت له مرافقة فقط أو مرافقة وزوجة
وهو تنزيه لله سبحانه عن النقص الذي في البشر بحاجته إلى النساء كرفيقة أو كزوجة فهو سبحانه أعلى وأعظم من أن يفعل وهو ما يوضحه صدر الآية :
{ وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا }
أي تعاظم شأن ربنا وغِناه عن خلقه ... أو تعالى وارتفع أمر ربنا
تعاظم شأن الله سبحانه أن يكون له مرافِقة ترافقه في عظمته وملكه وقدسيته وأزليته وعلو مكانه ومكانته
وهو تفسير قوله تعالى : { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً }[الإسراء : 111]
فالله أكبر من كل هذه الترهات
سبحانه
ليس له صاحبة
وَضَحَ الآن أن الصاحبة التي تقصدها الآية الكريمة هي :
من تشارك الله وتصاحبه
فإن كانت صحبة الحياة ... حُق لها أن تكون مثله في الأزلية ... والقدسية ... وعلو المكانة والعظمة ... وارتفاع الشأن
وإن كانت صحبة المعيشة - حاشا لله - حُق لها أن تكون زوجته
وأم ولده منها
وهو ما تعنيه الآية الكريمة حين تنفي ذلك وتقول :
تعالى وتعاظم شأن ربنا ...ليس له صاحبة مثله في الأزلية والقدسية والعظمة وعلو الشأن وليس له زوجة يتحتم منها أن يكون له منها ولد وتكون هي والدة الإله الابن وهو والد الإله الابن
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
فما مفهوم الولد ؟
يُتبع إن شاء الله تعالى ...
تعليق