بسـم الله الرحمـن الرحيم
من هلوسات الآباء
(الله و مادة الهـواء)
من هلوسات الآباء
(الله و مادة الهـواء)
يقول يسوع عن الأطفال : " أن ملائكتهم كل حين ينظرون وجه أبى الذى فى السموات " مت 18/10 .
ويقول : " طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله " مت 5/8 .
غير أن " الله لم يره أحد قط " يو 1/18 .
يشرح لنا فم الذهب ( أو فم الكذب ) هذا التعارض ، يحُلّ لنا لغزَ الظهورِ الإلهى : " أن الله ليس بجسم ولا يظهر للحواس ولا يجلس إنما هو بفضل العناية . إذا رام الظهور ، يظهر للناس بأن يأخـذ مـادة من الهـواء فيظهـر منهـا كما يشـاء ، وكـذلك الملائكـة " (1) .
ويزيدنا نفس المصدر فى تعليقه بالهامش : " يؤيد ذلك نيافة الأنبا أغريغوريوس فى : أسئلـة وإجـابات عنها بالعاميـة " .
ما مصدرهذا القول ؟ ؟ إنه لم يرد فى الإنجيل ، ولا فى العهدين القديم والجديد . لا شك أن مصدرَه هو التقليد ، أى هلوسات الآباء وخزعبلات الأجداد ، الشماعة التى يُعلَّق عليها كثير من خطايـا النصرانية وتخاريفِهـا .
ها هو الآب يأخذ شيئا من مادة الهواء إذا رام الظهور للناس ، يتجسد به حتى ينظرَه البشر . ثم يلفظـه بعد أن تنتهىَ مهمتُـه ، ليعود ثانيةً يَخـْفَى على الحواس ، فلا يكون فى طاقة مخلـوق أن يراه ، ولا الجـن الأزرق .
تُرَى هذا الإلهُ غيرُ المحـدود ، كم يليـق به من هواء دنيـانا كى تنظرَه عينُ ابنِ آدم ؟ ؟ .
ولماذا " من الهواء " ؟ لِمَ لَمْ يكن " من النور " أو " من النار " أو " من السحاب " ... الخ ؟ ؟
وهل السموات العلى ( عرش الرحمن ) بها هواء مثل دنيانا الأرضية التى هى موطىء قدميه ؟ ؟ (2)
أما أقنوم الإبن فقد فضل أن يحل فى بويضـة (قطرها 1,. مم ) فى رحم مريم ، بين فرث ودم ( ما أعظم تواضـع الآلهة !!!!!! ) ، " والكلمة صار جسدا وحل بيننا ، ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب " يو 1/ 14 .
لقد أخذ بويضة فى رحم عذراء من خليقته ، أداة ووسيلة حتى يستطيعَ أن يظهر منها ( لصالبيـه ) كما يشـاء ، ليصلبوه كما شاءوا .
والروح القدس يتجسد فى شكل حمامة ، " وإذا السموات قد انفتحت له ، فرأى رُوحَ الله نازلا مثلَ حمامة ، وآتيا عليه " مت 3/16 .
" وكذلك الملائكة " : فقد ظهر جبريلُ لمريمَ وبشَّرها بولادة ابنِ الله لو1/28 . لا شك أنه أخذ قبضةً أو قبضتين من الهواء ، يتجسد بهما ، لتنظرَه الصبية بعينيها ، وتسمعَه بأذنيها .
وها هو " الجسدُ المَحْبولُ به من الروح القدس والقديسة مريم العذراء " (3) . " الروح القدس يحل عليكِ ، وقوة العَلِىّ تظللكِ " لو 1/35 .
كان الآبُ يظلل ، والروحُ القُـدُسُ يُحَبّـل ، والإبنُ يتَخَلّق ، والقديسةُ تهنـأ . ( ونستغفر الله ) .
أيها الإله : واحد فى تثليث ، وتثليث فى واحد ، اتحاد بانفصال ، وانفصال باتحاد (4) ، " اتحاد بدون اختلاط ولا امتزاج ولا استحالة " (5) ، " اتحاد لا انفصال فيه ولا اختلاط " (6) ، أقانيم متساوية فى القدرة والمجد والكرامة والقوة ، ومتفاوتة فى الصفات والاختصاصات :
فالآب والد وليس بمولود ، والإبن مولود وليس بوالد ، أما الروح القدس فليس بوالد ولا مولود ولكنه منبثـق .
الآب مختص بالخلق والإيجاد ، والإبن مختص بالكلام والفداء ، والروح القدس مختص بالحياة وتزكية النفوس .
وإن كنت لا أفهم من ذلك شيئا ، ولا أَعِى ما يُقال ، ولا يطاوعنى قلبى فأستسلم كباقى خراف الكنيسة ونعاجها .... لكن لا شك أن العجزَ عن الإدراك إدراك ، وأن الجهـالةَ هى العـلمُ بعينـه ، وأن الغبـاءَ نفسَـه عبقـريـة !!!!!! .
كم تَقَوّل القساوسة كَذِبًا باسم الله ، وكم تَفَوَّهُوا إفكا على الخالق .... ولكنك أنت أعطيتَهم مفاتيحَ الملكوت ، ويتصرفون ويمنحون صكوك الغفران ومغفرة الذنوب من ذخيرة استحقاقات يسوع والقديسين ، و " كل ما يربطونه على الأرض يكون مربوطا فى السماء ، وكل ما يحلونه على الأرض يكون محلولا فى السماء " مت 18/18 . وعجـبى !!!!!
أيها الرب يسوع ، يا ديان السموات والأرض : دينُـك يُـورِدُ أصحـابَه المصحـاتِ النفسيـة .
فالنصـرانيـة لا عـقـل لهـا .
وخـفـايا النصـرانيـة مشحـونـة بالـرزايـا .
وحقا ، كل إنسان حر فى اختيار الطريق الذى يوصله إلى جهنم : نصوص الإنجيل المتعارضة ، أو هَلْوَسات ( تقليد ) الآباء والأجـداد .
المراجع :
1. التوحيد والتثليث - أشرف وليم روفائيل صـ 92 .
2. " ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه " مت 23/22 .
3. التوحيد والتثليث - أشرف وليم روفائيل صـ 93.
4. الثالوث الذى نؤمن به – مفيد كامل صـ 23 .
5. التثليث والتوحيد – فوزى جرجس صـ 108.
6. عقيدة المسيحيين فى المسيح - الأنبا يوأنس صـ 27 .
تعليق