فبنفس المنطق يمكن ان نقبل ان المسيح ابن الله (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)
ابتدأت ردى بهذه الجملة المقتبسة من كلامك لأعرض عليك هذه الآية العظيمة من كتاب الله تعالى
( قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) ) [ الزخرف ]
بهذا أمر الله تعالى حبيبه صلى الله عليه وسلم أن يقول ويتكلم .. إن كان لله تعالى ولد لكنا أول العابدين يا أخى ولم نكن لنتكلم عن العقل والمنطق .
العقل والمنطق دورهما أن يصلا بك إلى الله جلَّ جلاله فإن وصلا بك إليه فمقامك عنده سبحانه أنك موقوف على أمره مخضوع لكلمته ولا فهم لك إلا ما أراده لك ولا علم لك إلا ما علمك إياه سبحانه هو الذى ليس كمثله شئ وهو السميع البصير .
أما عقيدة النصارى التى تكلمت عنها فقد أخبرنا الله تعالى ببطلانها بل ولم يخبر بها النصارى أنفسهم .. هى عقيدة اخترعوها لم يعرفها أنبياؤهم ولا يعرفها بنو إسرائيل ولم يعرفها المسيح عليه السلام بل نشأت وتطورت فى بيئة وثنية وعقول بدعية شركية فمثل ذلك لا نوقف عنده عقولنا بل نوقفه عند عقولنا فافهم .
تتكلم عن فائدة الآيات منسوخة الأحكام باقية التلاوة وإنى أسألك
فما فائدة هذه الآيات الكريمات
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) ) [ الحجرات ]
هذا الآيات التى تأمر الصحابة بآداب معينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ما فائدتها وهى مرتبطة فقط بحياة خليل الرحمان صلى الله عليه وسلم .. ما فائدتها بعد وفاة النبى الأمين صلى الله عليه وسلم ؟ ألا يمكننا أن نقول أن هذه الآيات قد انتهى دورها وهى الآن "زمنيا" غير صالحة - حاشا لله تعالى - ؟
يا أخى الحبيب أكرمك الله تعالى .. القرآن الكريم هو كلام الله .. هل تعقل مثل هذا الأمر ؟ .. هل تعقل معنى كلمة "كلام الله" ؟ هل تعقل معنى أن يكون القرآن صفة من صفاته سبحانه غير مخلوق ولا حادث ولا فان ؟ .. إن كنت تعقل ذلك فكيف بك تمارى فيما تمارى ولا تقبل بقول الله تعالى فى كتابه العزيز ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) ) [ الأنبياء ] .. وأى عقل هذا الذى يقول أنه من حقه أن يناقش شيئا قد ثبت له بالدليل القطعى أنه صفة من صفات الله الخالق ؟!!!!!!!
على أية حال فالإجابة موجودة على أسئلتك والحمد لله تعالى .. واعذرنى فسؤالك تحديدا عن بقاء الآية منسوخة الحكم فى القرآن الكريم سؤال غاية فى القصور والفهم .. لأنه ليس الغرض الوحيد من آيات القرآن الكريم هو الأحكام الشرعية التفصيلية .. فالسنة تحوى آلاف الأحكام ومع ذلك فهى ليست قرآنا .. وآلاف الآيات فى القرآن الكريم ليست من آيات الأحكام ومع ذلك فهى قرآن كريم .. ما هو موجود بين الدفتين هو ما تكلم به الله تعالى متحديا به الإنس والجن أجمعين أن يأتوا بمثل أصغر سورة منه معجزة لخاتم أنبياءه ورسله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. فعدم تعلق الحكم بالآية القرآنية لا يعنى أبدا تجردها من صفتها القرآنية .. وتعلق الحكم بآية قرآنية فى فترة زمنية بعينها دون غيرها لا ينفى عنها علاقتها برب العزة سبحانه وتعالى من حيث أنه تكلم بها على النحو الذى تكلم به بجميع آيات القرآن الكريم .. وكونه سبحانه أناط هذه الآية بحكم معين فى فترة زمنية معينة لا يعطها هذا الصفة الإلهية فى هذه الفترة الزمنية دون غيرها فافهم .
أخيرا فإن الآية المنسوخة الحكم باقية التلاوة هى آية قرآنية صفة من صفات الله تعالى غير مخلوقة فلا حادثة ولا فانية تكلم بها الله تعالى ونزل بها وحيه على حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم فهى ثابتة بين البشر إلى يوم الدين أما حكمها الذى علقه بها الله تبارك وتعالى فهذا حكم مثل سائر الأحكام متعلق بالبشر الأحداث الفانين فهو خاضع لقضاء الله تعالى فى وجوده أو عدم وجوده ولو أناط الله تعالى الحكم بالآية ثم نسخه منها يوما ويوما ما ضره ذلك سبحانه شيئا وهو فى عليائه سبحانه ..... لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون .
تعليق