الاتحاد الإماراتية:
الوفاء لمصر الوفاء
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻱ
ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﻴﺒﺔ،
ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﻭﻓﻴﺎﺀ، ﻭﻫﻢ
ﻳﺠﺴﺪﻭﻥ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻭﻗﻴﻢ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻷﻫﻞ
ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻲ
ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ
ﻭﺗﻜﻔﻠﻪ ﺑﺘﺮﻣﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﺳﻮﻯ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻢ.
ﻭﻣﻦ ﻣﻘﺮ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ
ﺑﺎﺭﻳﺲ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻀﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻧﻘﺎﻫﺘﻪ ﺇﺛﺮ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻟﺴﻤﻮﻩ، ﺣﺮﺹ “ﺳﻠﻄﺎﻥ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ” ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺒﺮﻧﺎﻣﺞ
“ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﺴﺎﺀ” ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﺓ “ﺩﺭﻳﻢ 2
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ،” ﻟﻴﻌﺮﺏ ﻋﻦ ﺃﺳﻔﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ
ﻭﺃﻟﻢ ﻛﻞ ﻏﻴﻮﺭ ﻭﻣﺤﺐ ﻟﻤﺼﺮ “ﻋﻠﻰ
ﺣﺮﻕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻤﺼﺮ ﻓﻘﻂ ﻟﻜﻦ
ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،” ﻣﺘﻌﻬﺪﺍً ﺳﻤﻮﻩ ﻟﻴﺲ
ﺑﺘﺮﻣﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺘﻪ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻓﺤﺴﺐ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺰﻭﻳﺪﻩ ﻛﺬﻟﻚ
ﺑﻨﺴﺦ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺕ ﺳﻤﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ
ﻭﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻬﺎ
ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻛﺘﺎﺏ “ﻭﺻﻒ ﻣﺼﺮ،”
ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﺎﻡ
،1860 ﻭﺍﻟﻄﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ
ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﺧﺮﺍﺋﻂ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ، ﻋﺮﻓﺎﻧﺎً ﻟﻤﺼﺮ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ.
ﻭﺗﺮﻗﺮﻕ ﺍﻟﺪﻣﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻞ، ﻭﺳﻤﻮﻩ
ﻳﻘﻮﻝ “ﺃﻃﻤﺌﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ
ﻣﺼﺮ ﻳﺼﻴﺒﻨﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻨﺔ، ﻭﻫﺬﺍ
ﻟﻴﺲ ﺑﺈﻛﺮﺍﻡ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺭﺩ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻟﻤﻦ ﻳﺴﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ، ﺧﺎﺻﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ، ﻓﻨﺤﻦ ﺃﺗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻋﺎﻡ
،1954 ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ
ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ
ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ،
ﺗﻜﻔﻠﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻭﻧﻮﺭﻭﻧﺎ
ﻭﻋﻠﻤﻮﻧﺎ ﻭﺃﻛﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻬﻢ
ﻓﻲ “ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ” ﻭ”ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ،” ﻭﻧﺤﻦ
ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺭﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺑﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻻ
ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺮﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ.”
ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﻛﻠﻤﺎﺕ ﺃﺳﺮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻫﻲ
ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﻛﻨﺎﻧﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻪ ﺃﺗﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺎﻥ ﺻﻌﺒﺔ،
ﻭﺃﻭﻗﺎﺕ ﺷﺪﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ.
ﻭﻓﻲ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺃﻳﻀﺎ
ﻛﺎﻥ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﻋﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ
ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻣﻦ
ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻥ
ﺷﺮﻕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻭﺻﻠﺘﻬﻢ ﺑﻌﺜﺎﺕ ﻣﺼﺮ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻟﺘﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻔﺎﻇﻬﻢ ﻋﻠﻰ
ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﻭﻟﻐﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻛﺎﻧﺖ
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺃﺣﻮﺝ ﻟﻠﻌﻤﻼﺕ
ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ. ﻭﺍﺑﺘﻌﺚ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻄﻼﺏ
ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻳﻘﺎﺳﻤﻮﻥ
ﺃﺷﻘﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﺗﻀﻤﺪ ﻓﻴﻪ ﺟﺮﺍﺡ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ
ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ.
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻣﺼﺮ ﺗﻤﺮ ﺑﻈﺮﻭﻑ ﻭﺗﺤﻮﻻﺕ
ﺩﻗﻴﻘﺔ، ﻧﺤﻦ ﻣﺪﻋﻮﻭﻥ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﺇﻟﻰ
ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻗﻔﺔ ﻣﻦ
ﻣﻌﻨﻰ، ﻭﺩﻋﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﻫﻞ ﻣﺼﺮ،
ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺫﺧﺮﺍً ﻟﻠﻌﺮﺏ ﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺩﻭﺭﻫﺎ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﻱ.
ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻲ
ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﺘﺔ ﺍﻷﺧﻮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ
ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﺍﻳﺪ ﺑﻦ
ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺁﻝ ﻧﻬﻴﺎﻥ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﺮﺍﻩ، ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺼﺪﺭ ﻟﻮﺍﺀ ﻋﻮﺩﺓ ﻣﺼﺮ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﺰﻟﻬﺎ، ﻭﻗﺎﻝ” ﻻ ﻏﻨﻰ
ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺼﺮ.. ﻭﻻ ﻏﻨﻰ ﻟﻤﺼﺮ
ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.”
* نقل عن بوابة الوفد الإلكترونية *
الوفاء لمصر الوفاء
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻱ
ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﻴﺒﺔ،
ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﻭﻓﻴﺎﺀ، ﻭﻫﻢ
ﻳﺠﺴﺪﻭﻥ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻭﻗﻴﻢ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻷﻫﻞ
ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻲ
ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ
ﻭﺗﻜﻔﻠﻪ ﺑﺘﺮﻣﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﺳﻮﻯ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻢ.
ﻭﻣﻦ ﻣﻘﺮ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ
ﺑﺎﺭﻳﺲ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻀﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻧﻘﺎﻫﺘﻪ ﺇﺛﺮ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻟﺴﻤﻮﻩ، ﺣﺮﺹ “ﺳﻠﻄﺎﻥ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ” ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺒﺮﻧﺎﻣﺞ
“ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﺴﺎﺀ” ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﺓ “ﺩﺭﻳﻢ 2
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ،” ﻟﻴﻌﺮﺏ ﻋﻦ ﺃﺳﻔﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ
ﻭﺃﻟﻢ ﻛﻞ ﻏﻴﻮﺭ ﻭﻣﺤﺐ ﻟﻤﺼﺮ “ﻋﻠﻰ
ﺣﺮﻕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻤﺼﺮ ﻓﻘﻂ ﻟﻜﻦ
ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،” ﻣﺘﻌﻬﺪﺍً ﺳﻤﻮﻩ ﻟﻴﺲ
ﺑﺘﺮﻣﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺘﻪ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻓﺤﺴﺐ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺰﻭﻳﺪﻩ ﻛﺬﻟﻚ
ﺑﻨﺴﺦ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺕ ﺳﻤﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ
ﻭﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻬﺎ
ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻛﺘﺎﺏ “ﻭﺻﻒ ﻣﺼﺮ،”
ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﺎﻡ
،1860 ﻭﺍﻟﻄﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ
ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﺧﺮﺍﺋﻂ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ، ﻋﺮﻓﺎﻧﺎً ﻟﻤﺼﺮ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ.
ﻭﺗﺮﻗﺮﻕ ﺍﻟﺪﻣﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻞ، ﻭﺳﻤﻮﻩ
ﻳﻘﻮﻝ “ﺃﻃﻤﺌﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ
ﻣﺼﺮ ﻳﺼﻴﺒﻨﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻨﺔ، ﻭﻫﺬﺍ
ﻟﻴﺲ ﺑﺈﻛﺮﺍﻡ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺭﺩ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻟﻤﻦ ﻳﺴﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ، ﺧﺎﺻﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ، ﻓﻨﺤﻦ ﺃﺗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻋﺎﻡ
،1954 ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ
ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ
ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ،
ﺗﻜﻔﻠﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻭﻧﻮﺭﻭﻧﺎ
ﻭﻋﻠﻤﻮﻧﺎ ﻭﺃﻛﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻬﻢ
ﻓﻲ “ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ” ﻭ”ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ،” ﻭﻧﺤﻦ
ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺭﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺑﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻻ
ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺮﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ.”
ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﻛﻠﻤﺎﺕ ﺃﺳﺮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻫﻲ
ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﻛﻨﺎﻧﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻪ ﺃﺗﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺎﻥ ﺻﻌﺒﺔ،
ﻭﺃﻭﻗﺎﺕ ﺷﺪﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ.
ﻭﻓﻲ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺃﻳﻀﺎ
ﻛﺎﻥ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﻋﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ
ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻣﻦ
ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻥ
ﺷﺮﻕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻭﺻﻠﺘﻬﻢ ﺑﻌﺜﺎﺕ ﻣﺼﺮ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻟﺘﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻔﺎﻇﻬﻢ ﻋﻠﻰ
ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﻭﻟﻐﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻛﺎﻧﺖ
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺃﺣﻮﺝ ﻟﻠﻌﻤﻼﺕ
ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ. ﻭﺍﺑﺘﻌﺚ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻄﻼﺏ
ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻳﻘﺎﺳﻤﻮﻥ
ﺃﺷﻘﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﺗﻀﻤﺪ ﻓﻴﻪ ﺟﺮﺍﺡ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ
ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ.
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻣﺼﺮ ﺗﻤﺮ ﺑﻈﺮﻭﻑ ﻭﺗﺤﻮﻻﺕ
ﺩﻗﻴﻘﺔ، ﻧﺤﻦ ﻣﺪﻋﻮﻭﻥ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﺇﻟﻰ
ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻗﻔﺔ ﻣﻦ
ﻣﻌﻨﻰ، ﻭﺩﻋﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﻫﻞ ﻣﺼﺮ،
ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺫﺧﺮﺍً ﻟﻠﻌﺮﺏ ﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺩﻭﺭﻫﺎ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﻱ.
ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻲ
ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﺘﺔ ﺍﻷﺧﻮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ
ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﺍﻳﺪ ﺑﻦ
ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺁﻝ ﻧﻬﻴﺎﻥ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﺮﺍﻩ، ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺼﺪﺭ ﻟﻮﺍﺀ ﻋﻮﺩﺓ ﻣﺼﺮ ﻟﻸﺳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﺰﻟﻬﺎ، ﻭﻗﺎﻝ” ﻻ ﻏﻨﻰ
ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺼﺮ.. ﻭﻻ ﻏﻨﻰ ﻟﻤﺼﺮ
ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.”
* نقل عن بوابة الوفد الإلكترونية *
تعليق