اليوم و اثناء قراءتي للكتاب المقدس وقفت كثيرا عند نشيد الافساد (نشيد الانشاد سابقا ) و جدتني مدفوع دفعا لكتابة تلك القصة القصيرة و ارجو الله ان يوفقني الله فيها
بطل الرواية هو عبد الصليب بسيط و هو قس شاب في مقتبل العمر و امه كانت مريضة بداء خطير لا يرجي منه الشفاء و يوم من الايام استدعى عم بسيط ابنه عبد الصليب من الكنيسة على عجل
عم بسيط : الو ايوه يا عبد المسيح يا ابني الحق امك بتودع الحياه تعالى و الحق يا ابني و قدس روحها
عبد الصليب : معقول يا بابا دي لسه كانت معايا على التليفون الصبح
عم بسيط : الموت يا ابني ما بيعرفش وقت و اهي تعبت كتير و آن الآوان تستريح في حضن يسوع و القديسين و ذلك افضل جدا
عبد الصليب : طيب يا بابا انا كان معايا بس زبونة بتعترف عل الكرسي اصلها حلوة قوي و زنت تلاتين اربعين مرة وجايه بأمر الرب تفضح نفسها و خلاص كنت قربت آخد رقم تليفونها معلش عشان ماما كل شيئ يهون و هي يعني هتروح فين اهي جاية جاية و ان ما كنش دي فيه غيرها بلاوي كتير هنا يا بابا انا جاي حالا .
يدخل عبد الصليب البيت فيجد نواح و بكاء في جنباته فيهب الى حجرة امه ليجدها في النزع الأخير فيمسك بيدها و يحاول ان يهدئ من روعها و يجلس و يفتح كتابه المقدس على عجل ليقرأ لها منه عله يعينها على تحمل سكرات الموت فيفتح كتابه على انشودة الانشاد فيحدث نفسه لا بأس فكله كلام الله الموحى به من الروح القدس و يبدأ في القرأءة
عبد الصليب : مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاع
فتتسع حدقات الام و على وجهها آلاف علامات التعجب فيتوقف عبد المسيح قليلا و يهمس في نفسه انها سكرات الموت و يكمل
عبد الصليب : سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ
فتحاول الام جاهدة اسكاته بتعابير و جهها لكن سكرات الموت اقوى منها و هي اضعف من ان تدفعه بيديها الواهنتين فيقول عبد الصليب لابد انه الشيطان يحاول ان يلهيها عن السماع و يصر على ان يكمل ما بدأه
عبد الصليب : ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ
الام تحاول النهوض تحاول ان توقف هذه المأساة و تحاول ان تشير برأسها الى شيئ ما تحت وسادتها لا عبد المسيح يتوقف قليلا و الارتباك على وجهه لا يعرف ماذا يفعل و يقول في نفسه انها النهاية حتما استمر في القراءة لا تتوقف حتى لا ينتصر عليها الشيطان و هي على درب الموت فيكمل
عبد الصليب : رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ. 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا. وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ. لِحَبِيبِي السَّائِغَةُ الْمُرَقْرِقَةُ السَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ النَّائِمِينَ ))
فتصرخ امه صرخات مرعبه و تنتفض مقاومة آلام المرض و سكرات الموت و تمد يدها اسفل و سادتها لتلقي بمفاجئة بين يدي عبد الصليب
عبد الصليب يحدث نفسه : يا نهار اسود مصحف في بيتنا مصحف و ينظر لامه في ذهول و يهمس في نفسه
اتارى اسالها ليه يا ماما بتغطي شعرك تقولي يا واد هم المسلمين بس الي بيغطوا شعرهم ماهي مريم اطهر نساء العالمين كمان و اتاريها مقاطعة بابا خالص و كل واحد بينام في اوضة من زمن و انا اقول ياد فيه ايه و بعدين افتكرت من فترة كده و اني امي كل شوية تخش الحمام و تطلع نضيفة و ريحتها حلوة و وشها منور ((((((((الوضوء اكيد الوضوء ))))))))))))))
عبد الصليب : ايه ده يا ماما بتعملي بيه ايه
فتشير له امه ان يفتحه و يقرأ له منها
فيتردد عبد الصليب في فتح المصحف قليلا ثم تحت الحاح امه التي تحتضر فتحه على مضض و بدأ في القرأءة ففتح المصحف على سورة الرحمن و بدأ في القرأءة
عبد الصليب : الرَّحْمَنُ{1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ{2} خَلَقَ الْإِنسَانَ{3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ{4} الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ
و ينظر عبد الصليب الى امه فيجد ان اساريرها قد انفرجت و و ذهب عنها ماكنت فيه لحظة ان تلا عليها انشودة الانشاد فتابع القراءة متأملا و متدبرا تلك المرة لعله يرى ما تراه امه فيه
عبد المسيح : وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ{6} وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ{7} أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ{8} وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ{9} وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ{10} فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ{11} وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ{12} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{13} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ{14} وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ{15} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{16} رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ{17} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{18} مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ{19} بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ{20} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{21} يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ{22} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{23} وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ{24} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
تسري رعشة في جسد عبد المسيح اثناء تلاوته للقرآن فيعتدل و يلمح عين امه تفيض بالدمع و يتساءل يا اله ما هذا الكلام رغم دراستي لللاهوت و مقارنة الاديان و القرآن الا في هذا المشهد و كأني اول مرة اقرأه اين هذا من سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ
و يلمح امه بطرف عين و قد مدت سبابتها معلنة التوحيد غير خائفة ومما تخاف فقد تحررت من عبودية العبد و عبدت الرحمن فيكمل القراءة بشغف لكن هذه المرة لا يقرأ لامه فقط بل يقرأ لنفسه ايضا
عبد الصليب بصوت مرتجف : كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ{26} وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ{27} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
يزداد بكاء امه عند سماع تلك الآيه و تشير ايه بان يعيدها فيعدها مرة بعد مرة و هو يشاطر امه البكاء و هو لاول مرة يلمس كبد الحقية و يواصل القراءة رغم البكاء و النحيب
عبد الصليب : {28} يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ{29} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{30} سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ{31} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
فيحدث عبد الصليب نفسه قائلا يا ويلي يوم يفرغ لي و ادعو ما عبدت من دون الله فيتبرأ مني يا ويلي و يكمل القراءة و الدموع تحبس صوته
عبد الصليب : {32} يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ{33} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{34} يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ{35} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{36} فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ{37} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{38} فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ{39} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{40} يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ{41} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{42} هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ{43} يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ{44} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{45} وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ{46} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{47} ذَوَاتَا أَفْنَانٍ{48} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{49} فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ{50} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{51} فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ{52} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{53} مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ{54} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{55} فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ{56} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{57} كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ{58} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{59} هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ{60} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{61} وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ{62} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{63} مُدْهَامَّتَانِ{64} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{65} فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ{66} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{67} فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ{68} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{69} فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ{70} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{71} حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ{72} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{73} لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ{74} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{75} مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ{76} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{77} تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ .
و ما ان انتهى عبد الصليب من القراءة حتى سمع امه تتمتم بالشهادتين مسلمة الروح الى بارئها و هى تقبض على يده الممسكة بالصليب الخشبي المزركش قبضة فولاذية فتحطم الصليب في يد عبد المسيح فيصرخ عبد الصليب
لا اله الا الله محمد رسول الله
موت امي و هب لي الحياة
تمت
بطل الرواية هو عبد الصليب بسيط و هو قس شاب في مقتبل العمر و امه كانت مريضة بداء خطير لا يرجي منه الشفاء و يوم من الايام استدعى عم بسيط ابنه عبد الصليب من الكنيسة على عجل
عم بسيط : الو ايوه يا عبد المسيح يا ابني الحق امك بتودع الحياه تعالى و الحق يا ابني و قدس روحها
عبد الصليب : معقول يا بابا دي لسه كانت معايا على التليفون الصبح
عم بسيط : الموت يا ابني ما بيعرفش وقت و اهي تعبت كتير و آن الآوان تستريح في حضن يسوع و القديسين و ذلك افضل جدا
عبد الصليب : طيب يا بابا انا كان معايا بس زبونة بتعترف عل الكرسي اصلها حلوة قوي و زنت تلاتين اربعين مرة وجايه بأمر الرب تفضح نفسها و خلاص كنت قربت آخد رقم تليفونها معلش عشان ماما كل شيئ يهون و هي يعني هتروح فين اهي جاية جاية و ان ما كنش دي فيه غيرها بلاوي كتير هنا يا بابا انا جاي حالا .
يدخل عبد الصليب البيت فيجد نواح و بكاء في جنباته فيهب الى حجرة امه ليجدها في النزع الأخير فيمسك بيدها و يحاول ان يهدئ من روعها و يجلس و يفتح كتابه المقدس على عجل ليقرأ لها منه عله يعينها على تحمل سكرات الموت فيفتح كتابه على انشودة الانشاد فيحدث نفسه لا بأس فكله كلام الله الموحى به من الروح القدس و يبدأ في القرأءة
عبد الصليب : مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاع
فتتسع حدقات الام و على وجهها آلاف علامات التعجب فيتوقف عبد المسيح قليلا و يهمس في نفسه انها سكرات الموت و يكمل
عبد الصليب : سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ
فتحاول الام جاهدة اسكاته بتعابير و جهها لكن سكرات الموت اقوى منها و هي اضعف من ان تدفعه بيديها الواهنتين فيقول عبد الصليب لابد انه الشيطان يحاول ان يلهيها عن السماع و يصر على ان يكمل ما بدأه
عبد الصليب : ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ
الام تحاول النهوض تحاول ان توقف هذه المأساة و تحاول ان تشير برأسها الى شيئ ما تحت وسادتها لا عبد المسيح يتوقف قليلا و الارتباك على وجهه لا يعرف ماذا يفعل و يقول في نفسه انها النهاية حتما استمر في القراءة لا تتوقف حتى لا ينتصر عليها الشيطان و هي على درب الموت فيكمل
عبد الصليب : رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ. 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا. وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ. لِحَبِيبِي السَّائِغَةُ الْمُرَقْرِقَةُ السَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ النَّائِمِينَ ))
فتصرخ امه صرخات مرعبه و تنتفض مقاومة آلام المرض و سكرات الموت و تمد يدها اسفل و سادتها لتلقي بمفاجئة بين يدي عبد الصليب
عبد الصليب يحدث نفسه : يا نهار اسود مصحف في بيتنا مصحف و ينظر لامه في ذهول و يهمس في نفسه
اتارى اسالها ليه يا ماما بتغطي شعرك تقولي يا واد هم المسلمين بس الي بيغطوا شعرهم ماهي مريم اطهر نساء العالمين كمان و اتاريها مقاطعة بابا خالص و كل واحد بينام في اوضة من زمن و انا اقول ياد فيه ايه و بعدين افتكرت من فترة كده و اني امي كل شوية تخش الحمام و تطلع نضيفة و ريحتها حلوة و وشها منور ((((((((الوضوء اكيد الوضوء ))))))))))))))
عبد الصليب : ايه ده يا ماما بتعملي بيه ايه
فتشير له امه ان يفتحه و يقرأ له منها
فيتردد عبد الصليب في فتح المصحف قليلا ثم تحت الحاح امه التي تحتضر فتحه على مضض و بدأ في القرأءة ففتح المصحف على سورة الرحمن و بدأ في القرأءة
عبد الصليب : الرَّحْمَنُ{1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ{2} خَلَقَ الْإِنسَانَ{3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ{4} الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ
و ينظر عبد الصليب الى امه فيجد ان اساريرها قد انفرجت و و ذهب عنها ماكنت فيه لحظة ان تلا عليها انشودة الانشاد فتابع القراءة متأملا و متدبرا تلك المرة لعله يرى ما تراه امه فيه
عبد المسيح : وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ{6} وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ{7} أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ{8} وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ{9} وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ{10} فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ{11} وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ{12} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{13} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ{14} وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ{15} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{16} رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ{17} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{18} مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ{19} بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ{20} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{21} يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ{22} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{23} وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ{24} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
تسري رعشة في جسد عبد المسيح اثناء تلاوته للقرآن فيعتدل و يلمح عين امه تفيض بالدمع و يتساءل يا اله ما هذا الكلام رغم دراستي لللاهوت و مقارنة الاديان و القرآن الا في هذا المشهد و كأني اول مرة اقرأه اين هذا من سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ
و يلمح امه بطرف عين و قد مدت سبابتها معلنة التوحيد غير خائفة ومما تخاف فقد تحررت من عبودية العبد و عبدت الرحمن فيكمل القراءة بشغف لكن هذه المرة لا يقرأ لامه فقط بل يقرأ لنفسه ايضا
عبد الصليب بصوت مرتجف : كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ{26} وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ{27} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
يزداد بكاء امه عند سماع تلك الآيه و تشير ايه بان يعيدها فيعدها مرة بعد مرة و هو يشاطر امه البكاء و هو لاول مرة يلمس كبد الحقية و يواصل القراءة رغم البكاء و النحيب
عبد الصليب : {28} يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ{29} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{30} سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ{31} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
فيحدث عبد الصليب نفسه قائلا يا ويلي يوم يفرغ لي و ادعو ما عبدت من دون الله فيتبرأ مني يا ويلي و يكمل القراءة و الدموع تحبس صوته
عبد الصليب : {32} يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ{33} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{34} يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ{35} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{36} فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ{37} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{38} فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ{39} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{40} يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ{41} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{42} هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ{43} يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ{44} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{45} وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ{46} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{47} ذَوَاتَا أَفْنَانٍ{48} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{49} فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ{50} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{51} فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ{52} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{53} مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ{54} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{55} فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ{56} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{57} كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ{58} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{59} هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ{60} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{61} وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ{62} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{63} مُدْهَامَّتَانِ{64} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{65} فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ{66} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{67} فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ{68} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{69} فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ{70} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{71} حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ{72} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{73} لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ{74} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{75} مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ{76} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{77} تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ .
و ما ان انتهى عبد الصليب من القراءة حتى سمع امه تتمتم بالشهادتين مسلمة الروح الى بارئها و هى تقبض على يده الممسكة بالصليب الخشبي المزركش قبضة فولاذية فتحطم الصليب في يد عبد المسيح فيصرخ عبد الصليب
لا اله الا الله محمد رسول الله
موت امي و هب لي الحياة
تمت
تعليق