الأخت الفاضله أهلا ومرحبا بك ..

يرجى مراجعة : الرد على شبهة أمرت أن أقاتل الناس


أختنا في الله .. الإسلام لا يوجب على المسلم أن يكره أهل الكتاب كرها شخصيا .. إنما هو يكره فعلهم وإعتقادهم في الله سبحانه وتعالى ويحب ويتمنى أن يراهم مسلمين يعتقدون في الله الإعتقاد الصحيح لذلك يبرهم ويجادلهم بالتي هى أحسن حتى يروا الإسلام على حقيقته لعل الله يهديهم ..

لو أنت مثلا تكرهين شخصا معينا فأنت تكرهيه لذاته سواء فعل لك أشياء طيبه أم لم يفعل .. أما الحب والبغض في الله هو حب الإنسان لفعله مايرضى الله أو كرهه لفعله مالا يرضى الله فمثلا لو كان إبني عاص لله .. فأنا أكره ما عليه من المعاصي ولكني أحبه حبا فطريا لأنه إبني (حب شخصه).. لذلك قال العلماء في حب الزوجة الكتابيه :

والمحبة نوعان : محبة طبيعية كمحبة الإنسان لزوجته ، وولده ، وماله ، وهي المذكورة في قوله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/ 21 ، ومحبة دينية ، كمحبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه الله ، ورسوله من الأعمال ، والأقوال ، والأشخاص . قال تعالى ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) المائدة/ 54 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد ... ) الحديث . ولا تلازم بين المحبتين ، بمعنى : أن المحبة الطبيعية قد تكون مع بغض ديني ، كمحبة الوالديْن المشركيْن فإنه يجب بغضهما في الله ، ولا ينافي ذلك محبتهما بمقتضى الطبيعة ؛ فإن الإنسان مجبول على حب والديه ، وقريبة ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عمه لقرابته مع كفره قال الله تعالى ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء ) القصص/ 56 .ومن هذا الجنس : محبة الزوجة الكتابية فإنه يجب بغضها لكفرها بغضاً دينيّاً ، ولا يمنع ذلك من محبتها المحبة التي تكون بين الرجل وزوجه ، فتكون محبوبة من وجه ، ومبغوضة من وجه ، وهذا كثير ، فقد تجتمع الكراهة الطبيعية مع المحبة الدينية كما في الجهاد فإنه مكروه بمقتضى الطبع ، ومحبوب لأمر الله به ، ولما يفضي إليه من العواقب الحميدة في الدنيا والآخرة ، قال الله تعالى ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ) البقرة/
216 . ومن هذا النوع : محبة المسلم لأخيه المسلم الذي ظلمه فإنه يحبه في الله ، ويبغضه لظلمه له ؛ بل قد تجتمع المحبة الطبيعية ، والكراهة الطبيعية كما في الدواء المر : يكرهه المريض لمرارته ، ويتناوله لما يرجو فيه من منفعة .

أهلا وسهلا بالأخت الكريمة :

بخصوص أولا :

فالأصل هو نشر الاسلام ، واعلاء كلمة الحق والدين ، وتذليل كل ما يعترض سبيل ذلك يأتي تاليا

قال تعالى :
[ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)]
سورة النحل

وبما ان نصوصنا الشرعية من قرآن كريم وسنة نبيوة شريفة تتكامل ولا تتعارض فالأمر على الترتيب الذي ذكرتيه اعلاه (دعوة - ثم جزية - ثم قتال)

اعتراضي فقط فيه على ثالثا :
"اذا رفضو دفع الجزية ، هُنا يحق للمسلمين الغزو بالسيف ، ""
وتصحيحها :
"اذا رفضوا دفع الجزية ، هنا يحق لولي أمر المسلمين الامر بقتالهم ((من يقاومون نشر الاسلام بين ظهرانيهم ، ومن يرفضون دفع الجزية ، وليس الأمر على اطلاقه هكذا وليس لهدف الغزو وفرض الجزية كما يتصور البعض ، بل يكون كل ذلك بالقدر الذي يمكن المسلمين من الدعوة لدين الله هناك بحرية ، وبالقدر الذي يجعل المسلمين اقدر على حماية دعاة الاسلام وعلمائه فقط لنكون كمسلمين قد تمكننا من البلاغ ابراء لذمتنا امام الله وعلى الله الهداية ، بل حتى الجزية نفسها فانما تستخدم لحماية هذه البلاد بجيوش المسلمين والعمل على حسن ادارتها ان لم توجد لها ادارة لأن الاسلام يمنع غير المسلمين بالقتال بين صفوف المسلمين لأنها قضيتنا التى يجب ان ندافع نحن عنها وليست قضية غيرنا لنجبره عليها )) "


ومن باب العلم بالشيء فحتى القتال انواع :
والاسلام لم يأمرنا الا بالرد على المخالف بنفس الكيفية :

ان كان القتال بالسيف فبالسيف نقاتل
وان كان القتال بالفكر فبالفكر نقاتل
وان كان القتال بالاعلام فبالاعلام نقاتل وهكذا

وبكل تأكيد فالدفاع عن الاسلام وبلاد المسلمين اولى ومقدم على غير ذلك من أمور الكفار والمشركين

بل فالناظر للتاريخ فعلا يجد ان اكثر "فتوحات" المسلمين لم تكن الا دفاعا عن النفس بالاصل وليست غير ذلك (الا في حالات نادرة عوقب فيها المسلمين لاعتدائهم بل كانت وبالا عليهم مثل غزو التتار)
فالله سبحانه وتعالى قرر لنا المنهج الذي نمشي عليه واضحا للجميع ، انه طالما كان معنا الحق فهنا سيوفقنا الله على طول الطريق ، وان اعتدينا فلا توفيق ولا نصرة .

تماما كما اخبر سيدنا عمر بن الخطاب : نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فان ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله .

فهنا من كل ما سبق نجد :
- ان وضع البلاد التى يفتحها الاسلام والمسلمين فانهم يتولوا ادارتها مكرهين وليس غصبا وكذلك
- ان المسلمين لا يحاولون السيطرة عليها بقدر تأمين دعاة الاسلام للدعوة لدين الله ونشره بالحرية المطلوبة دون اعتداء او منع
- ان وضع الأفراد والتعامل معهم واضح تمام الوضوح في الاسلام فلا اكراه في الدين ، طالما قد ، تبين الرشد من الغي ، اذن فهذا هو الهدف من القتال وليس غير ذلك وهو تبيان الرشد من الغي لا اقل ولا اكثر
قال تعالى :
[لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) ]
سورة البقرة



============================================

بخصوص ثانيا :

الاسلام لم يوجب على المسلمين كره الاشخاص ، بل فقط كره المعتقدات والأفعال الكفرية وهذا ليس من النفاق في شيء أبدا

فالنفاق هو اظهار المرء ما لا يبطن

ولكن المسلم يظهر كل ما يبطنه ، يظهر كرهه للمعتقد واضحا ، ويظهر كرهه للفعل الكفري بشكل صريح ، ويعامل الناس بالمعاملة الحسنة التى يستحقونها بدون اشكال في الجمع بين أي من ذلك أبدا ..

فأين النفاق اذن ؟؟؟

وان كان عندك أدلة اخرى لا نعرفها بهذا الصدد فيسعدني سماع ذلك والنقاش حوله بإذن الله ..

=============================================
هذا والله أعلم ..

تحدثتم فأوفيتم إخوانى الكرام .. بارك الله فى علمكما الطيب ونفع بكما الأمة يا رب العالمين

و بارك الله فيك

كنت افكر فى هذا السؤال فى السابق.. ولكن اجابنى صديق لى بكلية الطب ان فى ايام الجاهلية لم يكن هناك انترنت مثلا لكى تنشر الأسلام و لم يكن هناك سبل للتواصل ألآ بأرسال رسل ..ولم تكن هناك حرية رأئ مثل الأن فكان جميع الملوك يخافون على ممالكهم ويحاربون الأسلام فكان يجب على المسلمون محاربتهم لكى ينشروا الدين.. واكبر مثل على عدم وجود حرية و ان القتال فى هذا العصر هو الوسيلة..ما فعله اهل مكة عندما قال سيدنا محمد انه رسول الله هل تركوه يدعو الى الله فى هدوء .. لا .. بل عذبوا و قتلوا المسلمين واجمعوا على قتل الرسول..فأصبح من الضرورى على المسلمين المحاربة و الغزوا..