الرد على الذي قال: إن القرآن الكريم حقر مريم العذراء

**أم تيمية** · 4 ماي, 2007, 06:25 م

بسم الله الرحمن الرحيم:
قال الله تعالى:" و مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين"
في تفسير القرطبي:
" ومريم ابنة عمران" أي واذكر مريم
" التي أحصنت فرجها" أي عن الفواحش. وقال المفسرون: أنه أراد بالفرج هنا الجيب.
" فنفخنا فيه من روحنا" وجبريل عليه السلام إنما نفخ في جَيْبِها ولم ينفخ في فرجها. وكل خرق في الثوب يسمى فرجا، ( يعني الجيب في الثوب). ومنه قوله تعالى:" وما لها من فروج" ويحتمل أن تكون أحصنت فرجها ونفخ الروح في جيبها. ومعنى:" فنفخنا" أرسلنا جبريل فنفخ في جيبها " من روحنا" أي روحا من أرواحنا وهي روح عيسى عليه السلام.
" وصدقت بكلمات ربها" قول جبريل لها" إنما أنا رسول ربك" الآية.
وقال مقاتل: يعني بالكلمات عيسى، وأنه نبي، وعيسى كلمة الله.
" وكانت من القانتين" أي من المطيعين.

**أم تيمية** · 4 ماي, 2007, 06:29 م

وفي تفسير السيوطي المسمى بتفسير" الجلالين":
"أحصنت فرجها" حفظته
"فنفخنا فيه من روحنا" أي جبريل حيث نفخ في جيب درعها بخلق الله تعالى فعله الواصل إلى فرجها فحملت بعيسى.
"وصدقت بكلمات ربها" شرائعه و(كتبه المنزلة)
" وكانت من القانتين" من القوم المطيعين.
وهنا لي تعليق على كلامك يا رياض:
قوله تعالى: أحصنت فرجها أي كانت عفيفة طاهرة نقية. ولا ننسى أن في سورة آل عمران قصة ميلاد مريم العذراء:
" إن الله اصطفى آدم ونوحا وءال إبراهيم وءال عمران على العالمين (33) ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم (34) إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم (35) فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ( 36) فتقبلها ربها بقبول حسن وأنتبها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (37) هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء(38) فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ( 39) قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء (40) "
فامرأة عمران نذرت ما في بطنها لله سبحانه وتعالى خالق السموات والأرض. لأن هذه المرأة الصالحة كانت من عائلة أنبياء – من آل عمران، والله عز وجل قد اختارهم على الخلق أجمعين. وهذه المرأة المؤمنة بالله – أم مريم- قد نذرت ما في بطنها لله تعالى ومريم تعني خادمة المعبد المقدس الذي كان في زمن بني إسرائيل. و امرأة عمران لم تكن لتعلم أنها ستلد أنثى، لأن الأنثى كانت تمنع منعا باتا من التعبد مثل الرجال في المحراب في بيت المقدس. ولكن تلك المرأة المؤمنة بالله و أن الدين للجميع كانت تصر على جعل ابنتها من عباد الله المخلِصين الذين يقنتون إليه ويصلون له صلاتهم. فإنكم كما ترون مثلا اليوم لا يسمح للمرأة اليهودية أن تصلي أمام حائط المبكى، بل وإن البرلمان الإسرائيلي يسجنها سبع سنوات إن تجرأت على الإقتراب من حائط المبكى وكل ذلك في زمن الحضارة والتطور العلمي. هكذا كانت تعامل المرأة في زمن بني إسرائيل، ولكن تدخل نبي الله زكريا مكنها من دخول المحراب بأمر من الله تبارك وتعالى. ولو ولد المسيح عليه السلام في ذلك الحين لقتل قبل أن ينبس ببنت شفة. لذلك أراد الله تعالى أن يجعلها امرأة ضعيفة تحمل المسيح المبشر به بالتوراة والذي ينتظره الصالحون من بني إسرائيل لينالوا السعادة والخلاص من بعض طغاة علمائهم وطغيان الرومان وذلك بعد فترة من الرسل. ( وهنا أود التمييز بين الرسول والنبي فزكريا عليه السلام هو نبي عظيم من عند الله و يحيى عليه السلام هو نبي عظيم من عند الله تعالى. والنبي لم يؤمر أبدا بدعوة قومه ومجاهدتهم للعودة إلى طريق الله، أما الرسول فهو مأمور أمرا ربانيا بأن يجاهد قومه ولو كان وحده ويأتيهم بالآيات والمعجزات من عند الله لكي يدركوا طريق الرشاد. وهذا ما كان عليه عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام)
أما انتظار الطغاة له فكان ذلك لكي يقتلوه ويتخلصوا منه كما كانوا يفعلون مع غيره من الأنبياء والرسل. ولذلك كانت مريم العذراء آية من عند الله حيث كانت أول امرأة عالمة بأمور دينها تدخل الكنيس المقدس لتعبد الله رغم أنف علماء بني إسرائيل. وميلادها للمسيح كان معجزة ربانية قائمة بحد ذاتها. ونحن المسلمون لا نصف مريم رضي الله عنها وأرضاها وابنها المسيح عليه الصلاة والسلام إلا بما وصفه القرآن. فإن المسيح ابن مريم بشر و أمه صديقة وهي أيضا من البشر خلقهما الله تعالى و جعلهما آية للعالمين. فالله تعالى يرزق من يشاء بغير حساب، حيث أن الله كان يبعث لها فاكهة الشتاء بالصيف وفاكهة الصيف بالشتاء بقدرته تعالى. وعند تلك الحالة تأثر زكريا الذي كان يفتقد للولد وقال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء. وهنالك نادته الملائكة أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين. وقوله تعالى:" مصدقا بكلمة من الله" فالكملة هنا هي المسيح بن مريم. إن زكريا عليه السلام كان يعلم بأن مريم هي من ستلد المسيح المنتظر. وكتم ذلك الأمر خوفا على الفتاة التي خلقها الله من لحم ودم. أم أنكم تعتقدون أنها كانت مخلوقة من هواء أو نور وكأنها ممكن أن تمر بين الجدران والأبنية كالضوء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إن مريم العذراء كانت بشرا فيها لحم ودم وعظم وابنها عيسى عليه الصلاة والسلام كان مخلوق من لحم ودم وعظم.

**أم تيمية** · 4 ماي, 2007, 06:30 م

أما كلمة فرج فقواميس اللغة العربية تقول: الفرْج والفُرْجة الشق بين الشيئين كفرجة الحائط والفرج ما بين الرجلين وكُني به عن السوأة وكثُرَ حتى صار كالصريح فيه، قال تعالى:" والتي أحصنت فرجها* لفروجهم حافظون* ويحفظن فروجهن" واستعير الفرج للثغر وكل موضع مخافة. وقوله عن السماء:" وما لها من فروج" أي من شقوق وفتوق. قال " وإذا السماء فرجت" أي انشقت والفرَجُ انكشاف الغم. وفروج الأرض نواحيها. والعبارة عن مريم العذراء:" أحصنت فرجها" أي كانت عفيفة صالحة مؤمنة بالله تبارك وتعالى الذي خلق آدم وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد. فقولك مثلا: جعلت من الحبة قبة بمعنى بالغت وأفرطت في الكلام دون القياس. والعربي عندما تقول له هذه العبارة لن يتخيل حبة أو قبة بل سيتخيل مسألة المبالغة في الكلام والتعبير. وذلك نفس الشيء بالنسبة للإنجليزي حينما تقول له:
You make a mountain out of a molehill.
Mountain:الجبل
Molehill: التل الخلدي: ركام التراب المتجمع نتيجة لحفر الخلد جحره
وهذه العبارة تعني أيضا المبالغة، فهل تتصور الإنجليزي مثلا أن يتخيل لك الجبل والتل الخلدي...إن عصر السرعة سيجعله يفكر مباشرة في عقر الموضوع حيث يفهم من الأمر المبالغة. وعبارة أحصنت فرجها أي أنها كانت عفيفة طاهرة نقية. ولذلك قال تبارك وتعالى عن مريم العذراء:" وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ( 42) يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ( 43) ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون (44) إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المُقرَّبين ( 45) ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ( 46) قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر؟ قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (47) ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل (48) ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم. إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين (49) ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليه وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون (50) إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم (51)" سورة آل عمران

**أم تيمية** · 4 ماي, 2007, 06:31 م

وهنا فقط نأتي إلى كلمة النفخ

في اللغة العربية كلمة نفخ بفمه نفخا: أخرج منه الريح. نفخ الشيء: أطاره بفيه. ودفعه عنه. ونفخ الطعام ونحوه فلانا: ملأه. ويقال: نفخ شدقيه أو حضنيه: تعاظم وتكبر. فالنفخ نفخ الريح في الشيء، قال تعالى:" يوم ينفخ في الصور* ونفخ في الصور* ثم نفخ فيه أخرى". وذلك نحو قوله :" فإذا نقر في الناقور" ومنه نفخ الروح في النشأة الأولى، قال:" ونفخت فيه من روحي" يقال انتفخ بطنه ومنه استعير انتفخ النهار إذا ارتفع، ونفخة الربيع حين أعشب، ورجل منفوخ أي سمين.
وقولك: أن هذه العبارة هي إظهار بفداحة العلاقة الجنسية فهذا أمر غير مقبول لا لغويا ولا منطقيا. فالروح من عند الله وإن كان جبريل هو الذي نفخ فجبريل عليه السلام هو من خلق الله وسبحان الذي جعله ينفخ نفخة يصير منها بشرا سويا. وقولك أن هناك علاقة جنسية فهناك الكثيرون على وجه الأرض مصابون بالعقم ولم تنفعهم العلاقة الجنسية بشيء يذكر. ودعنا نذكر أيضا أن التطور الطبي جعل الأطباء يجمعون بين الحيوان المنوي و البويضة لكي تصير بيضة ثم يتم الخلق بالأنابيب لكنهم عند نقطة معينة ومهمة جدا في الحياة البشرية يعجزون تماما أمام الخلق الرباني فالله عز وجل هو الذي يخلق لا الإتصال الجنسي ولا التقاء الحيوان المنوي بالبويضة. ناهيك عن أن الطبيب ألكسيس كاريل يقول: إنني أراقب تكون الإنسان وإننا نصل إلى أمور بيولوجية بحتة لكن هناك مرحلة نصل إليها – وهي نفخة الروح في جسد الإنسان- يتم فيها النمو البشر بتكون العظام واللحم والعينين وغيرهما من الأعضاء وهنا فقط أقول هذا هو الله! وإن أي إنسان منا يأتيه من ينفخ فيه الروح التي هي من عند الله تعالى ليصبح جنينا في بطن أمه ثم يكمل نموه حتى ينجب ويظل في النمو في أعضائه من الطفولة إلى الشباب إلى الكهولة إلى الشيخوخة إلى الموت دون تحكم شخصي من الإنسان مهما كثر ماله أو زادت سلطته فعند سلطان الله يقف سلطان الإنسان عاجزا أمام الخالق العظيم. إنك مثلا حينما تسمع من يقول لك هناك عملية نقل الهواء النقي في أكياس لعلاج بعض المرضى لا يعني ذلك أبدا أن الناقل هو خالق الهواء...بل إن خالق الهواء هو خالق الإنسان والسماء والأرض ومن في الكون والكون بأسره، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون( 23) هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم(24) سورة الحشر.
ومن هنا فلا عجب أن بني إسرائيل حاولوا قتل مريم العذراء واتهموها بالزنا لأنها جاءت برضيع من دون أب. وهذا معلوم في التاريخ. ثم إن هناك معجزة لم تذكر في الإنجيل وهي كلام المسيح عليه السلام وهو في المهد صبيا للدفاع عن أمه الطاهرة الشريفة. قال تعالى:" فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (23) فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا (24) وهزئ إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا(25) فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا (26) فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا (27) يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا (28) فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا (29) قال إني عبد الله ءاتاني الكتاب وجعلني نبيا ( 30) وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا (31) وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا(32) والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (33) ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون (34) ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (35). سورة مريم. ( سأضع تفسير هذه الايات فيما بعد).
والنفخ لا علاقة له بالإيلاج الذي يرمز للإتصال الجنسي. إن القرءان الكريم دقيق في كلماته والله تعالى يقول:" ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ( 12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ( 13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين (14)" سورة المؤمنون. هذه حقيقة علمية يبرزها الله في القرآن الكريم حيث لم يكن يعلم الأطباء في زمن محمد صلى الله عليه وسلم بأن العظام تنشئ قبل اللحم. أسألوا الأطباء في أوربا وأمريكا. هذا ومن ناحية علمية الفرج عند المرأة يعني: قناة فالوب+ الرحم+ المهبل + المظهر الخارجي. وتفسير القرآن بالإنجليزي الرحم لأن موضع الحمل يكون في الرحم وقد ولدت مريم العذراء المسيح بن مريم عليه السلام كما تلد أي امرأة جنينها الذي يخرج إلى العالم الخارجي. هذا وطبيا يكون الإتصال الجنسي في المهبل أما الحمل فيكون في الرحم و في بعض الحالات في قناة فالوب ثم إن المضغة تنزل لتستقر في الرحم. والمسيح ابن مريم كان في رحم أمه قبل يصبح بشرا سويا بإذن العلي القدير. فذكر الفرج من باب الأمر المطلق وتفسير الرحم من باب الأمر المقيد. أم أنكم تعتقدون بأن المسيح ولد مثلا من أنف أمه أو فمها أو أذنيها أو حتى عينيها؟؟؟؟؟؟ لما يولد المخلوق البشري فإنه يخرج من فرج المرأة فلذلك هو عبد الله ورسوله خلق بميلاد معجز من غير أب والإنجيل يؤكد بأن المسيح بن مريم قد ختن في اليوم السابع. ولذلك قال العلامة السيوطي في تفسيره:" أي
ثم إن الملاك جبريل عليه السلام مخلوق من نور و مريم ابنة عمران مخلوقة من لحم وعظم...والملائكة لا تأكل ولا تشرب ولا تنام فهي تسبح لله عشية ونهارا وهي مسيرة لا مخيرة مثل البشر.

**أم تيمية** · 4 ماي, 2007, 06:32 م

في سورة مريم يذكر الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم ميلاد المسيح عليه السلام كالآتي: " واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا( 16) فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا (17) قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ( 18) قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا (19) قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا (20) قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا (21) فحملته فانتبذت به مكانا قصيا (22) فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ( 23) فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ( 24) وهزي إليك بجذع النخلة تُساقط عليك رطبا جنيا (25) فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا (26)" سورة مريم.
أي أنها ذهبت لتعبد الله وذلك أن مريم كانت وقفا على سدانة المعبد وخدمته والعبادة فيه فتنحت من الناس لذلك، ودخلت في المسجد ( كلمة مسجد تعني مكان العبادة والسجود لله) إلى جانب المحراب في شرقية لتخلو للعبادة، فدخل عليها جبريل عليه السلام. فقوله عز وجل:" مكانا شرقيا" أي مكانا من جانب الشرق. والشرق بسكون الراء المكان الذي تشرق فيه الشمس. وإنما خص المكان بالشرق لأنهم كانوا يعظمون جهة المشرق ومن حيث تطلع الأنوار، وكانت الجهات الشرقية من كل شيء أفضل من سواها.
" فأرسلنا إليها روحنا" قيل هو جبريل. "فتمثل لها بشرا سويا": أي تمثل الملك لها بحال البشر المستوي الخلقة لأنها لم تكن لتطيق أن تنظر جبريل في صورته وهو الذي يبلغ حجمه السموات والأرض وفي جناحه سبعون ذراعا. وذلك كما رؤي جبريل عليه السلام في صفة دحية الكلبي حين سؤاله عن الإيمان والإسلام لمحمد عليه الصلاة والسلام. ولما رأت رجلا حسن الصورة في صورة البشر قد خرق عليها الحجاب ظنت أنه يريدها بسوء ف" قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا" أي ممن يتقي الله. وفي البخاري قال أبو وائل: علمت مريم أن التقي ذر نهيه حين قالت:" إن كنت تقيا" فقال لها جبريل عليه السلام:" إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا" جعل الهبة من قبله لما كان الإعلام بها من قبله. ف" قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر" أي بنكاح. " ولم أك بغيا" أي زانية. وذكرت هذا تأكيدا، لأن قولها:" لم يمسسني بشر" يشمل الحلال والحرام. وقيل: ما استبعدت من قدرة الله تعالى شيئا، ولكن أرادت كيف يكون هذا الولد؟ من قبل الزوج في المستقبل، أم يخلقه الله ابتداء؟ قال ابن عباس-صحابي جليل هو حَبْرُ الأمة ومن كبار علمائها وابن عم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: وحين قال لها هذه المقالة أخذ رُدْنَ قميصها بإصبعه فنفخ فيه فحملت من ساعتها بعيسى عليه الصلاة والسلام. " ولنجعله" أي نخلقه لنجعله. " آية" دلالة على قدرتنا العجيبة. " ورحمة" أي لمن آمن به. " وكان أمرا مقضيا" مقدرا في اللوح مسطورا.
قوله تعالى:"فانتبذت به مكانا قصيا" أي تنحت بالحمل إلى مكان بعيد. قال ابن عباس: إلى أقصى الوادي، وهو وادي بيت لحم بينه وبين إيلياء أربعة أميال، وإنما بعدت فرارا من تعيير قومها إياها بالولادة من غير زوج. قال ابن عباس: ما هو إلا أن حملت فوضعت في الحال. وهذا هو الظاهر، لأن الله تعالى ذكر الإنتباذ عقب الحمل.
قوله تعالى:" فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة".
" أجاءها" بمعنى اضطرها، وهو تعدية جاء بالهمز. يقال: جاء به، وأجاءه إلى موضع كذا، كما يقال: ذهب به وأذهبه. " المخاض" هو الطلق وشدة الولادة وأوجاعها. مخضت المرأة تمخض مَخاضا ومِخاضا. وناقة ماخض، أي دنا ولادتها. " إلى جذع النخلة" كأنها طلبت شيئا تستند إليه وتتعلق به، كما تتعلق الحامل لشدة وجع الطلق. والجذع ساق النخلة اليابسة في الصحراء الذي لا سعف عليه ولا غصن، ولهذا لم يقل إلى النخلة.
" قالت يا ليتني مت قبل هذا" تمنت مريم عليها السلام الموت من جهة الدين لوجهين: أحدهما – أنها خافت أن يظن بها الشر في دينها وتعير فيفتنها ذلك. الثاني: لئلا يقع قوم بسببها في البهتان والنسبة إلى الزنى وذلك مهلك.وعلى هذا الحد يكون تمني الموت جائزا.
قوله تعالى:" فناداها من تحتها" قيل: ناداها جبريل- على فكرة جبريل ليس بذكر ولا بأنثى بل هو ملك من الملائكة ومخلوق من مخلوقات الله تعالى مهمته كانت الإتصال بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام أجمعين-، وفي هذا آية وأمارة أن هذا من الأمور الخارقة للعادة التي لله فيها مراد عظيم. " ألا تحزني" تفسير النداء، و المعنى: فلا تحزني بولادتك. " قد جعل ربك تحتك سريا" يعني عيسى عليه الصلاة والسلام. والسري من الرجال العظيم الخصال والسيد. وقال الجمهور: أشار لها إلى الجدول الذي كان قريبا من جذع النخلة، والنهر يسمى سريا، كأن الماء يجري فيه. وقيل: ناداها عيسى، وكان ذلك معجزة وآية وتسكينا لقلبها.
قوله تعالى:" وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا، فكلي واشربي وقري عينا" أمرها بهز الجذع اليابس لترى آية أخرى في إحياء موات الجذع فيتساقط التمر الصالح للإجتناء الناضج. " وقري عينا" برؤية الولد النبي. و يقال: أقر الله عينه فقرَّت: وهو مأخوذ من القرّ والقِرَّة وهما البرد. ودمعة السرور باردة.

**أم تيمية** · 4 ماي, 2007, 06:33 م

فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا (27) يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا (28) فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا (29) قال إني عبد الله ءاتاني الكتاب وجعلني نبيا ( 30) وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا (31) وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا(32) والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا (33) ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون (34) ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (35). سورة مريم.

قوله تعالى:" فأتت به قومها" رُوي أن مريم لما اطمأنت بما رأت من الآيات، وعلمت أن الله تعالى سيبين عذرها، أتت به تحمله من المكان القصي الذي كانت انتبذت فيه، قال ابن عباس: خرجت من عندهم حين أشرقت الشمس، فجاءتهم عند الظهر ومعها صبي تحمله، فكان الحمل والولادة في ثلاث ساعات من النهار، فلما رأوها ومعها الصبي حزنوا وكانوا أهل بيت صالحين، فقالوا منكرين:" لقد جئت شيئا فريا" أي جئت بالشيء العظيم كالآتي بالشيء يفتريه. " فريا" عظيما. وقيل: مختلقا مفتعلا. يقال: فريت وأفريت بمعنى واحد. والولد من الزنى كالشيء المفترى. قال الله تعالى:" ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن" أي بولد يقصد إلحاقه بالزوج وليس منه.
قوله تعالى:" يا أخت هارون" اختلف الناس في معنى هذه الأخوة، ومن هارون؟ فقيل: هو هارون أخو موسى، والمراد كنا نظنها مثل هارون في العبادة تأتي قبل هذا. قيل: على هذا كانت مريم من ولد هارون أخي موسى عليهما الصلاة والسلام فنسبت إليه بالأخوة، لأنها من ولده، كما يقال للتميمي: يا أخا تميم، وللعربي: يا أخا العرب. وقيل: كان لها أخ من أبيها اسمه هارون، لأن هذا الاسم كثير في بني إسرائيل. وقيل: هارون هذا رجل صالح في ذلك الزمان فنسبوها إلى أخوته من حيث كانت على طريقته قبل، إذ كانت موقوفة على خدمة البِيَع- مكان العبادة، أي يا هذه المرأة الصالحة ما كنت أهلا لذلك. وفي صحيح مسلم عن المغيرة بن شعبة قال: لما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته عن ذلك، فقال:" إنهم كانوا يُسَمُّون بأنبيائهم والصالحين قبلهم".

**أم تيمية** · 4 ماي, 2007, 06:34 م

لي تكملة ولا أعرف لماذا الخط طلع عندي صغير رغم أني حاولت تكبيره إلى 5 و 7
الله المستعان

**الفيتوري** · 4 ماي, 2007, 06:58 م

تم تكبير الخط الى 5

**أم تيمية** · 4 ماي, 2007, 07:11 م

الله يكرمك يا رب يا الفيتوري ويفتح عليك فتحا مبينا ...............جزاك الله خيرا ونصرك الله نصرا عزيزا

**أم تيمية** · 4 ماي, 2007, 07:12 م

سمحوا لي أخيرا بالمشاركة في منتداهم وكتبت الرد عليهم

**الفيتوري** · 4 ماي, 2007, 07:46 م

أمين اختنا واياك
اللهم نسألك الإخلاص .
اختنا نصيحة
الشئ الوحيد الذي سوف تأخذيه من هذه المنتديات هو حرق الأعصاب من الأغبياء .. دعيهم لله فمواقعنا ومنتدياتنا كثيره ومن اراد الحق مرحبا به هنا .
هذه نصيحه فقط اختنا من اخ غيور .
جزاك الله كل خير على هذه الغيرة الطيبه وجعلها الله في ميزان حسناتك .

**ahmedmuslimengineer** · 4 ماي, 2007, 08:32 م

الشئ الوحيد الذي سوف تأخذيه من هذه المنتديات هو حرق الأعصاب من الأغبياء .. دعيهم لله فمواقعنا ومنتدياتنا كثيره ومن اراد الحق مرحبا به هنا

فعلا دول شوية اغبياء ومتخلفين وغبائهم يحرق الدم
فعلا انا كانت اعصابى بتتحرق من غبائهم
ايه ده يا جدع اغبياء قوى قوى قوى
على فكرة النصارى هم من يقومون بتمثيل فيلم غباء فى غباء على كوكب الارض

**أم تيمية** · 5 ماي, 2007, 04:50 م

بارك الله فيكم على نصحكم وجزاكم الله خيرا
بصراحة أنا عمري ما فكرت أشارك في منتدى نصراني ولكن كان عند أخي بحث في حوار الأديان وكان يبحث في النت فقال لي: تعالي شوفي ماذا يقول النصارى عن القرآن الكريم ومريم العذراء........أريني كيف رايحة تسكتيهم هدول و ضبي لسانهم.........فاحترق قلبي أن كيف يسب الله خالق السموات والأرض و كتابه العزيز الذي أنزله تعالى لخير الثقلين أن يتكلم الضالون عنه بهذا الأسلوب والمسلمون في منتداهم لا يعرفون حتى كيف يردون عليهم ومصيبة ..........بل خفت على المسلمين الذين يشاركون عندهم أن تتبلبل عقولهم فلذلك شاركت .......فما رأيكم؟

**أم تيمية** · 5 ماي, 2007, 04:52 م

نحن نحب مريم العذراء تقربا إلى الله تعالى ونحن ندافع عن المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام ولكننا ننزه ربنا خالق كل شيء وقدر تقديرا أن يكون له ولد.......
والظاهر أنهم محروق قلبهم من الشيخ أحمد ديدات رحمه الله ولذلك يقولون الهالك وما مات من كان له تلاميذ وطلبة والله أعلى وأجل

المواضيع	إحصائيات	آخر مشاركة
شبهات وردود الردّ على شبهة : يوم نطوي السماء بواسطة اسلامي عزي ابتدأ بواسطة اسلامي عزي, منذ يوم مضى	رد 1 13 مشاهدات 0 معجبون	آخر مشاركة بواسطة اسلامي عزي منذ يوم مضى
سؤال عن الإسلام أين ذكر القرآن تحريف التوراة والإنجيل ؟ بواسطة كريم العيني ابتدأ بواسطة كريم العيني, منذ أسبوع واحد	رد 1 22 مشاهدات 0 معجبون	آخر مشاركة بواسطة د.أمير عبدالله منذ أسبوع واحد
شبهات وردود شبهة : الغلمان المخلدون بواسطة اسلامي عزي ابتدأ بواسطة اسلامي عزي, منذ أسبوع واحد	ردود 3 31 مشاهدات 0 معجبون	آخر مشاركة بواسطة اسلامي عزي منذ أسبوع واحد
شبهات وردود هل القرآن مقتبس من الكتب السابقة ؟ بواسطة اسلامي عزي ابتدأ بواسطة اسلامي عزي, منذ 2 أسابيع	رد 1 15 مشاهدات 0 معجبون	آخر مشاركة بواسطة اسلامي عزي منذ 2 أسابيع
شبهات وردود القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم - الرد على وليام كامبل ج1 بواسطة كريم العيني ابتدأ بواسطة كريم العيني, منذ 3 أسابيع	رد 1 36 مشاهدات 0 معجبون	آخر مشاركة بواسطة كريم العيني منذ 3 أسابيع

الرد على الذي قال: إن القرآن الكريم حقر مريم العذراء

عن الكاتب

الرد على الذي قال: إن القرآن الكريم حقر مريم العذراء

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

مواضيع ذات صلة