[frame="13 98"]
الصوفية الوجه الآخر
الصوفية المتفلسفة
الإيتيمولوچي
إعداد زهدي جمال الدين
الصوفية الوجه الآخر
الصوفية المتفلسفة
الإيتيمولوچي
إعداد زهدي جمال الدين
عندما يكون الفكر الإسلامي في حالة أفول ـ كما هو حاله في الوقت الحاضر ـ فإنه يغرق في
التصوف وفي المبهم وفي المشوش, وفي النزعة إلى التقليد الأعمى ".مالك بن نبـي
التصوف وفي المبهم وفي المشوش, وفي النزعة إلى التقليد الأعمى ".مالك بن نبـي
الباب الأول
الصوفية
مقدمة
التصوف حركة دينية انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة كرد فعل مضاد للانغماس في الترف الحضاري. ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية. ولا شك إن ما يدعو إليه الصوفية من الزهد والورع و التوبة والرضا, إنما هي أمور من الإسلام الذي يحث على التمسك بها والعمل من اجلها, ولكن الصوفية في ذلك يخالفون ما دعا إليه الإسلام حيث ابتدعوا مفاهيم وسلوكيات مخالفة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته, فالمتصوفة يتوخون تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لا عن طريق إتباع الوسائل الشرعية. وقد تنوعت وتباينت آراء الناس وتوجهاتهم نحو تلك الحركة لأن ظاهرها لا يدل على باطنها, ومن هنا تأتي أهمية طرحنا لهذا الموضوع الذي نجزم انه يستحق أكثر من ذلك لتشعبه وصعوبة الإحاطة بإطرافه. فما هي الصوفية ولماذا سميت بهذا الاسم؟ وكيف نشأت؟ ما هي عقيدتهم؟ وما موقف أهل السنة والجماعة منهم؟ـ يخلط الكثيرون بين الزهد والتصوف ومن هنا كان تأثر الكثيرين بالتصوف, فالزهد ليس معناه هجر المال والأولاد, وتعذيب النفس والبدن بالسهر الطويل والجوع الشديد والاعتزال في البيوت المظلمة والصمت الطويل, وعدم التزاوج, لان اتخاذ مثل ذلك نمطا للحياة يعد سلوكا سلبيا يؤدي إلى فساد التصور, واختلال التفكير الذي يترتب عليه الانطواء والبعد عن العمل الذي لا يستغني عنه أي عضو فعال في مجتمع ما, كما يؤدي بالأمة إلى الضعف والتخلي عن الدور الحضاري الذي ينتظر منها.إن عنوان الدراسة هو( الصوفية الوجه الآخر)..إذن هناك وجه معتدل وهناك وجه آخر..وما أذكره لكم الآن وأحذر منه هو الحديث عن الوجه الأخر عن" الصوفية المتفلسفة".والصوفية المتفلسفة هو مصطلح الغزالي في كتابه " رسالة معراج السالكين", والغزالي نفسه كان منهم وله " تهافت الفلاسفة", و" فضائح الباطنية" , و" المنقذ من الضلال "، .وكذلك فخر الدين الرازي، ونصير الدين الطوسي, وامتزج التصوف بالفلسفة الواردة على الفكر العربي الديني، وكان البيروني قد ذكر في أصل التصوف أنه ليس عربياً وأن اللفظة أصلها الإيتيمولوچي هو (صوفيا اليونانية)، وصوفيا هي الحكمة أو الفلسفة، فمن باب التواضع لا يسمى الحكيم فيلسوفاً ولكنه محب للحكمة، أو الفلسفة، حيث أن كلمة فيلسوف من مقطعين: فيلا أي محبة، وصوفيا أي الفلسفة، وتلك فوارق و تخريجات لم يعرفها العرب، والأصوب أن العرب اعتبروا الصوفي هو الحكيم نفسه.غير أن نسبة التصوف في الصوفي المتفلسف قد تزيد وقد تنقص ويزيد عليها التفلسف في هذه الحالة، فالسهروردي المقتول يُظهر من التفلسف أكثر من التصوف، وكذلك الحلاج وكذلك البسطامي.والسهروردي والحلاج كلاهما قُتل لأنه متفلسف أكثر منه متصوف.ويُذكر ابن عربي كفيلسوف وليس كصوفي، بسبب نظريته في وحدة الوجود، وهذه النظرية هي ما بقي منه، أي أن الصوفي المتفلسف الذي يذكرونه بالشيخ الأكبر لم يعد الناس يذكرون له سوى ما قاله كفلسفة وليس كتصوف.وربما كانت فلسفة ابن عربي أصولها مسيحية يستقيها من الحلول والتحاد ووحدة الوجود في النصرانية، وورث ذلك عن طريق الأندلس، وربما كانت مدرسته في وحدة الوجود هي رسائل إخوان الصفا، وهي حافلة بالفلسفة اليونانية أو الأفلاطونية المحدثة، وظهر ذلك جلياً في أقوال الجنيد الذي يقال أنه مؤسس التصوف، ومنها:قوله: " فأين ما لا أين لأينه.. إذ مؤين الأينات مبيد لما أينه ".وقوله: " فكان حيث لم يكن، ولم يكن حيث كان، ثم كان من بعد ما لم يكن حيث كان".وهم يفرقون بين الصوفي والمتصوف، كالفرق بين الفيلسوف والمتفلسف، وعن الحلاج قال: من أشار إليه فهو متصوف، ومن أشار عنه فهو صوفي، والأول يفرّق بين الرب والعبد، والثاني صار الربّ والعبد واحداً، حتى ليتكلم العبد باسم الرب.هذا والله ولي التوفيقزهدي جمال الدين
[/frame]
تعليق