مشروع دراسة الغرب-1-
كتبهاطارق منينه ، في 23 أبريل 2007 الساعة: 10:36 ص
مقدمة لمشروع دراسة الغرب من الداخل والخارج-1-
لدراسة الغرب دراسة ميدانية اهمية بالغة في علم الاجتماع البشري عموما والاسلامي خصوصا بل أزعم ان دراسة الغرب دراسة اسلامية واعية لها اهمية بالغة في كل العلوم الانسانية والكونية والحضارية
بل اهميتها تكمن ايضا في متابعة الواقع الغربي عن قرب وتحليل مستوياته ونقل الصورة الواقعية الحقيقة من الداخل الي القاريء المسلم الواعي بل القاريء العالمي حتي يتبين له عالم الغرب الداخلي والتغيرات التي طرأت عليه والقيم التي تحكمه والواقع المعاش بتفاصيله كما هو بلاتشويه ولاتزييف للحقائق ولاتخريب للوقائع
ان خبرا كالذي نسوقه حالا يدل علي مدي التغيرات الضخمة في حياة الانسان الغربي والمجتمع الغربي ومدي هيمنة الفكر الفلسفي المتحرر من الدين والمستقل عن الله
إباحة الحيوان
تنشر دي فولكس كرانت -يوم 28-09-2007 -تقريراً حول الممثلة الإباحية تشاريسما غولد، التي نفذت حملة ضد إباحة الحيوانات. قالت الصحيفة إساءة معاملة الحيوان جريمة وفقاً للقانون الهولندي، لكن ممارسة الجنس مع الحيوان ليست جريمة، على الأقل ليس الآن. نتيجة لذلك، نجد أن معظم ما ينتجه العالم من مواد إباحية للحيوان تأتي من هولندا. قالت الممثلة تشاريسما غولد ليس لديها إلا القليل من المحرمات في عملها، لكنها تضع خطاً بينها وبين ممارسة الجنس مع الحيوان: " طُلب مني ذلك كثيراً، لكنني أجده مقززاً!" قالت إنها متضايقة بالفعل مما تنغمس فيه الشركات الإباحية الهولندية: " الخيول، الكلاب، الضأن، الدجاج وحتى الخنازير تساء معاملتها وتُغتصب من أجل المال". الآنسة غولد التي تستخدم 77 موقعاً إلكترونياً للجنس وتنتج أفلامها الخاصة، شنت حملة ضد إباحة الحيوان وبحثت مع أحزاب سياسية عديدة إمكانية فرض حظر قانوني. خسرت عدداً من عقود العمل منذ أن بدأت حملتها هذه، كما تلقت العديد من التهديدات بالقتل. " هذا يوضح أهمية ممارسة الجنس مع الحيوان بالنسبة لشركات صناعة الجنس الهولندية". أقسم ناشر لمجلات وأشرطة للجنس مع الحيوان بأنهم في إنتاجهم لهذه المواد لا يقومون بإجبار أي حيوان على ممارسة أي فعل لا يرغب في ممارسته. على أي حال لا يرغب هذا الناشر في نشر اسمه في الصحف: " لا أخجل من القذارة التي أنتجها، لكن لديّ طفلة صغيرة تذهب إلى المدرسة يجب أخذ مشاعرها في الاعتبار". قالت دي فولكس كرانت في نهاية هذا العام سيصوّت البرلمان على مشروع قرار يحظر إنتاج، توزيع، وحيازة المواد الإباحية مع الحيوانات
-وترجمة الخبر مأخوذة من موقع اذاعة هولندا العالمية
http://arabic.rnw.nl/pressreview/press28090701.
سقت هذا الخبر للاستشهاد به علي خطورة التطورات في عالم الانسان الغربي والناتجة عن حدوث تغيرات ضخمة في الغرب المتعالي الذي رفض القيم والمبادي الدينية والشرائع الالهية وانطلق مستقلا عن الله رافضا اية وصاية خارجية علي اقواله واعماله وانطلق رافضا كافة المقدسات ومزعزعا كافة المسلمات ومزحزحا لكافة العقائد والقيم الثابتة بلاتفرقة بين الصحيح والخطأ او الصالح والفاسد منتهجا نهج نسبية القيم والعقائد ماجعله تائها في الحياة محطما لقيمة الانسان وغاية وجوده ومسؤوليته المكرمة
وفي ذلك يقول محمد الغزالي في كتابه ظلام من الغرب ص25
(ماطفحت بلاد الغرب بالشهوات الجامحة الا لعجز الدين عن المواءمة بين أصوله وبديهيات الفكر الانساني)
لقد كان الاحتكاك بالغرب –او بالاحري احتكاك الغرب بنا- في القرون السابقة قد حدث عن طريق الحضارة الاسلامية التي اقيمت في اوربا في الاندلس وغيرها من مراكز العلم التي اخرجت اوروبا -كما يقول الاستاذ انور الجندي-من الوثنية والرهبانية الي المنهج العلمي التجريبي كما ان الحروب الصليبية والتجارة(ففي نهاية القرن الحادي عشر ومابعده كانت اروبا تحصل علي سلعها التجارية الاسيوية من اسواق الشام ومصر وآسيا الصغري عن طريق التجار المسلمين-انظر مقدمة كتاب مكتشفوا العالم الجديد لجوزيف برجر ص3)- وكذلك الحوار والتعايش السلمي والمناظرات والردود كالتي ذاعت في الاندلس والتعلم ونقل العلوم من قبل الطلبة الغربيون وكان منهم اكابر القساوسة وصار منهم فيما بعد اكابر العلماء في العلوم الكونية مثل روجر بيكون وغيره ،كل هذه الامور ادت الي تغيير الغرب-والعالم بأسره- في اتجاه جديد في التعامل مع السنن الكونية التي استولت المناهج الفلسفية في النهاية علي مناهج النظر فيها خصوصا في العلوم الاجتماعية والانسانية ماادي الي تخريب الانسان وقتله حيا بعد قتل الرب المزعوم علي صليب متخيل!
لقد اخذ الغرب من حضارتنا اغلي ماعندنا من مناهج عقلية ومادية تجريبية تحرك العقل وتتوجه به الي السنن الكونية بعد ان كان معتزلا للحياة مترهبنا تارة وغارقا في ظلام الوثنية تارة اخري بيد انه لم يفلح في التعامل مع الانسان ومنحه السعادة كما لم ينجح في التعامل مع البيئة الطبيعية للارض والانسان ماادي الي افسد الارض وافساد المجتمعات !!!
عند هذه النقطة لابد لي من ان ابرز كلمات الفارو القرطبي وهو يري اقبال الشباب الاوروبي علي العلم الاسلامي والعربي في الاندلس وغيرها من البلدان الاخري-مراكز الحضارة الاسلامية- كقرطبة وغيرها وهي كلمات دالة لاتحتاج الي شرح لانها تفتحك علي التاريخ ويراث الحقد الديني والعلماني علي السواء
يقول:ان إخواني في الدين الذين يجدون لذة كبري في قراءة شعر العرب وحكاياتهم ويقبلون علي دراسة فلاسفتهم -لاليردوا عليها وينقضوها وإنما لكي يكتسبوا من ذلك اسلوبا عربيا جميلا صحيحا—ياللحسرة إن الموهوبين من شباب النصاري لايعرفون اليوم إلا فقه لغة العرب وآدابها — وياللاسف فقد لاتجد بين الألف من هؤلاء واحدا يستطيع أن يكتب إلي صاحبه كتابا سليما من الخطأ
كان هذا الشباب الاوروبي يسمي موزعرب كما قالت كارين آرمسترونغ التي قالت في كتابها الاسلام في مرآة الغرب :وكان معظم الاسبان يشعرون بالاعتزاز لانتسابهم الي الثقافة العربية الاسلامية الرفيعة التي كانت متقدمة علي غيرها بسنوات مشرقة كثيرة وكانوا يسمون موزعرب وقد كتب العلماني الاسباني بول ألفاروbaul alfaro mozarabs الهجوم التالي علي الموزعربmozarabsاو المستعربين arabiesers في تلك الفترة :يحب المسيحيون قراءة القصائد والرومنسيات العربية ويدرسون الاهوتيين والفلاسفة العرب لالكي يفندوا أقوالهم بل ليكتسبوا لغة عربية صحيحة انيقة أين هو العلماني الذي يقرأ الان الشروح الاتينية للكتب المقدسة او الذي يدرس الانجيل او الانبياء او الرسل ؟ياإلهي جميع المسيحيين الشبان الموهوبين يقرؤون الكتب العربية ويدرسونها بحماسة
-الاسلام في مرآة الغرب ص22
تؤكد كارن آرمسترونغ ان كان ومازال الغرب ينظر للاسلام والمسلمين بدونية-ص40- ومن عل-واحيانا من خلال عقلية فصامية اوروبية ص34- وينظرون الي المسلمين بخوف واحتقار كما في حالة الاستعمار ص47- -وانهم كما زعم ارنست رينان-ص44-تركيبة سفلي من الطبيعة البشرية-واحيانا باضطراب غير صحي وعن مرض في النفسية الغربية-ص30
تقول :ان خوف المسيحيين هذا قد افقدهم القدرة علي ان يكونوا عقلانيين او موضوعيين حيال الدين الاسلامي لقد نسجوا في وقت واحد صورا مخيفة عن اليهود وصورة مشوهة عن الاسلام وكان هذا يعكس مخاوفهم الدفينة منه لقد شجب العلماء الغربيون الاسلام بدعوي أنه دين تجديفي وشجبوا نبيه محمد بدعوي أنه المدعي الاكبر الذي اسس دينا عنيفا استخدم السيف كي يفتح العالم وهكذا فقد اصبح محمد- الذي حرف الي ماهوند- بعبعا في اوروبا تستخدمه الامهات اخافة اطفالهن عندما لايمتثلون لاوامرهن كما صور ي المسرحيات الصامتة انه عدو الحضارة الغربية الذي حارب قديسنا الشجاع جورج أصبحت هذه الصورة غير الصحيحة للاسلام إحدي المثل المتوارثة في أوروبا وهي ماتزال تؤثر علي مفاهيمنا عن العالم الاسلامي ومافاقم هذه المشكلة هو الحقيقة التالية : بدء تنامي كراهية المسلمين الشديدة-ولأول مرة في تاريخهم- تجاه الغرب وإلي حد مايعود جزئيا الي السلوك الاوروبي والامريكي في العالم السلامي-الاسلام في مرآة الغرب لكارن آرمستورنغ ص14-15
وتكشف كارن آرمسترونغ مدي التشويه الذي يقوم به الاعلام الغربي تجاه الاسلام والمسلمين
تقول :يبدو ان الصحافة تحرك فينا احيانا نوازع تعصبنا التقليدية القديمة كانت الصور المستخدمة في رسوم الكاريكاتير والاعلانات والمقالات الشعبية نابعة أصلا من مخاوف غربية قديمة عميقة الجذور من وجود مؤامرة اسلامية للاستيلاء علي العالم—هناك رغبة-تقول- احيانا لالقاء اللوم علي الدين ذاته في كل اضطراب في العالم الاسلامي-15-16
في حين كما تقول كارن آرمسترونغ ان :
السبب الكامن وراء الانزعاج والغضب في العالم الاسلامي كان اكتشافه التدريجي للعداوة والحقد علي النبي ودينه الذين كانا متاصلين في الثقافة الغربية ولايزالان يؤثران علي سياسة الغرب في البلدان الاسلامية حتي في الفترة التالية للفترة الاستعمارية-ص47
اننا في الغرب ننتج باستمرار أنماط جديدة كي نعبر عن كراهيتنا المتأصلة تجاه الاسلام-ص49
في حين يتم ابعاد الحقيقة المختفية والمحجوبة والمكتومة والاصيلة عن الاسلام من انه هو من جعل المسلمين يقدمون للعالم اعظم منهج تجريبي في حياة البشرية وذلك بعد ان ازاح -بالوحي القرآني!!!-التصورات الاسطورية عن الكون وجعل العالم مسخرا للانسان وجعل الانسان خليفة وسيدا للارض
فالغرب لم يكن يوما بعيدا عن تاثره العظيم بنا وبقيمنا العقلية ومناهجنا العلمية والفكرية حتي انه ليمكننا الجزم بان انتفاضته وثورته العقلية الاولي والعلمية انما حدثت بعلومنا وخلاصة عقولنا ونتائج بحوثنا ومناهجنا ونظرياتنا بل وروحنا الحركية والعلمية معا
ولولا تعاليم القرآن ومفاهيم الوحي لما تغير العالم خطوة واحدة ولما تغيرت نظرته الي الكون والمادة التي كانت تعبد في صور مختلفة او تعتبر اسبابها حكرا علي كهنة الاسرار تموت بموت كهنتها -الذين عاشوا للخرافة وعبادة الفرد والكواكب!- لاتفيد الانسان ولاتنفع في تطوره وازدهار حياته علي الارض !!
وحين نستقرأ التاريخ نجد ان الشعلة الاوروبية أوقدت من شجرة الاسلام-يقول الاستاذ أنور الجندي- فقد عاشت اوروبا منطوية علي اساطيرها ومفاهيمها المضطربة المختلطة التي اوصلتها الي عصر الرهبانية التي توقف فيه كل شيء حتي عبرت اليه حضارة الاسلام ومنهجه التجريبي عن طريق الاندلس ومن ثم انتفضت الحياة وحررت نفسها العقول ولكنها صاغت تجربة الاسلام في اطارها القديم اليوناني -الروماني-اليهودي- المسيحي وأنشأت من خلال ذلك تلك المفاهيم الجديدة من العلم التي سرعات مااصطدمت بمفاهيم الكنيسة في حرب شديدة الاوار انتهت بعزل الدين عزلا كاملا وسيطرة مفاهيم العلم -العقل-المادة،الفلسفة علي النحو التي صارت به اوروبا نحو الرأسمالية الليبرالية-جدل هيجل ونظرية التطور والوضعية المنطقية والماركسية والبرجمانية والوجودية- الفكر الغربي دراسة نقدية انور الجندي ص32
وهكذا بعد الانتصار علي الكنيسة وسيطرة الفكر العلماني علي مجريات الحياة تدريجيا *>*الهامش-حتى لقد جعلت الذين يؤمنون ـ في أوروبا ـ بوجود إله لا يتجاوزن 14% من السكان.. والذين يذهبون إلى القداس لا يتجاوزون 10%، وهم في فرنسا ـ أكبر بلاد الكاثوليكية الأوروبية ـ لا يتجاوزون 5% .. أي أقل من تعداد المسلمين الفرنسيين!!..
كما قال الدكتور محمد عمارة في مقالته في صحيفة المصريون بتاريخ 29 - 9 - 2007 في مقال بعنوان (1)الفاتيكان والإسلام < وبروز هيمنته المركزية التي نتج عنها استعماره لبلاد كثيرة في العالم منها بلاد المسلمين وظهور الرأسمالية -والاشتراكية-والتطور التكنولوجي والتقني الذي نتج عنه مع التحرر من الدين والقيم الثابتة ، بدأ الغرب بعد هذا التحول الضخم يتغير في صوره الاجتماعية وتركيبته الاسرية وعلاقاته الانسانية فضلا عن نظرته الي الحياة والدين والانسان والكون المحيط به فظهرت صور جديدة في عالم الاجتماع الانساني-وكتابنا هذا سوف يعرض الصور الجديدة كما هي- وانماط غير مسبوقة من العلاقات الانسانية والميول الجماعية والمناداة الحزبية او المجتمعية حتي ظهرت اخر التقاليع الحزبية -بصورة علنية!-التي تطالب بممارسة الجنس مع الاطفال كما حدث منذ سنة واحدة في هولندا ورفض القضاء الهولندي-مشكورا- السماح لهذا الحزب بالعمل بصورة قانونية كبقية الاحزاب الشرعية الاخري التي قننت لزواج الجنس الواحد او شرعية مضاجعة النظير والعلاقات الجديدة من زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمراة وسياتي الكلام عن هذا الامر بالتفصيل في كتابنا هذا الذي هو دراسة للغرب من الداخل ومحاولة فهم التطورات الجديدة فيه والاسباب التي ادت الي خلق هذا المناخ الجديد بكل تداعياته في عالم الاجتماع البشري وكل العوالم الاخري الفكرية والثقافية التعليمية والسياسية والاقتصادية والمالية
ان دور الاستغراب اليوم ضرورة حتي نستوعب ليس فقط التطورات الحديثة السريعة جدا -ومنها تطورات سلبية لاقصي درجة أدت الي اعلان فيلسوف من فلاسفة الغرب-وهو ميشل فوكو- ان الانسان قد مات وان زمننا هو زمن إختفاء الانسان!!- في نواحي الحياة المتنوعة في الغرب وانما نستوعب الآليات التي أدت اليها حتي نتجنب الاليات الخطيرة علي الانسان والبيئة في محاولة للعودة بالبشرية-والبيئة التي تعيش فيها!- الي غاية وجودها وبيان حقيقتها ومكانتها في الكون وطبيعتها الانسانية المكرمة إلهيا كما في الاية70 من سورة الاسراء
لقد كان الاستشراق ايضا -ومازال-يعني بدراسة الشرق دراسة ميدانية ومن خلال التواجد في الشرق-او الكتابة عنه من الغرب!!- والاحتكاك باهله وتصويره -بل تزويره!- وكان هو في الغالب الذراع الايمن للاستعمار الغربي لانه -كان ومايزال!-يقدم دراسة شاملة عن السكان وتقاليدهم وعاداتهم ودينهم وتاريخهم وميولهم النفسية والفكرية –مع القيام بعملية تزويرللنتائج وترسيخ مفاهيم واحكام مسبقة تقوم بها الدراسة الاستشراقية-غالبا!- لاغراض شتي واهواء متعددة واهداف سياسية واقتصادية ودينية ونفسية -الي القوي الغربية المعنية بالاستعمار والتوسع واستغلال هذه الشعوب الشرقية استغلالا سيئا
بل وترويح صور خاطئة عنها وعن دينها وتاريخها ونظرتها الي العالم كان المبشرون -ومن قبلهم كتاب المسيحية الغربية الذين كتبوا اساطير ماانزل الله بها من سلطان عن الاسلام ونبي الاسلام وتاريخ الاسلام–يقومون بمهمة كبيرة في هذا الصدد والان يقوم بالمهمة علماء اجتماع وعلماء مذاهب مابعد الحداثة وماقبلها واتباعهم من المستشرقين العرب امثال محمد اركون وحسن حنفي وهاشم صالح وصادق جلال العظم وأنور عبد الملك وعلي حرب وغيرهم ممن تبعهم او سبقهم-مثل طه حسين الذي سبقهم-من الذين تلقوا مناهج الغرب سواء مناهج الاستشراق او الحداثة او مابعد الحداثة بلافحص ولانقد وانما ساروا علي نهجهم وتقبلوا مسلماتهم كل في مجاله قبولا مطلقا كانهم لاعقل لهم ولا راي!
لقد فضح الدكتور ادوارد سعيد الهيمنة الكبري للمركزية الغربية واستعلاءها الموروث واخطبوطها الفكري والعملي في كتابه الاستشراق الشيء الذي جعل المستشرقين الغربيين يقومون بالرد علي عملية الكشف التي قام بها للعقلية المركزية الغربية المتعالية
ولاشك ان دراسة ادوارد سعيد تصب في علم الاستغراب أي دراسة الغرب لكنها وان كانت دراسة ثمينة حقا الا انها تعد قاصرة من وجهة نظرنا لانها تقتصر علي عملية الفضح والكشف بدون تقديم البديل الحقيقي للخروج من المأزق الكوني كما انها تتحرك داخل اطار الفكر الغربي ذاته والجديد من أدواته الفلسفية ورؤاه الفكرية -بل يمكننا القول بانها دراسة تميل بجعل مرد الاشكال-جذور الاستشراق- الي التفسير العرقي والجنسي ومن ثم العقل الغربي الثابت!
فعنده ان العقلية الغربية هي هكذا من التاريخ القديم-نظرية الطبائع الثابتة!- وانها عقلية ثابتة بالطبيعة لاتتغير -ولايمان سعيد ببعض النظرات والنظريات الحديثة في تفسير الحياة والتاريخ فانه اغفل عامل الوثنية والخرافة-المنتقلة عبر التاريخ من اليونانية الي المسيحية الي العلمانية واساطيرها عن الكون والحياة والانسان - التي اذا اجتمعت مع العنصرية وحب السيطرة فانها لاشك تؤدي الي تموذج استعلائي لاتوازن فيه في النظر الي الحياة وغاية الوجود الانساني علي الارض بل وعن حقيقة الانسان
وفي المقابل جعل اسماعيل ادهم -الذي كتب قبل ان ينتحر لماذ انا ملحد!-العقلية الشرقية قاصرة بطبيعتها كما العقلية الغربية متفوقة بطبيعتها وذكية بفطرتها وجبلتها كما ذهب بعض فلاسفة اوروبا!!- بل ان قاسم امين الذي نقد يوما ما تحامل الغرب علي الاسلام ومصر والمصريين -في رده علي الدوق داركور-قد اثبت للغرب-كما يقول جورج طرابيشي العلماني-كل الايجابيات التي سلبها عن مصر والاسلام والشرق-انظر كتاب من النهضة الي الردة لطرابيشي ص34
اما نحن بخلاف سعيد وغيره فنميل الي التفسير التاريخي والواقعي وليس للتفسير العرقي او رد الامر الي مرجع اعراق واجناس تنتج ماتنتج من مواقف حضارية وعقلية
ولايعني ذلك ان منهجنا في التحليل ينفي سيطرة فكر الاستعلاء علي الفكر الغربي من ايام اليونان والرومان الي اليوم
ذلك ان الاستعلاء بالعنصر والدم والعقل والسلطة مرتبط بالوثنية والصراع في كل صوره الاانسانية ، البعيد عن توازن الحقيقة الكونية والايمان الرباني والشريعة الالهية والمعرفة بالانسان وتناول اموره بما يحقق له الامن والرحمة -كما ان هذا الاستعلاء المرتبط بالجهل بالانسان والاستغراق بالوثنية او الالحاد غالبا مايرتبط بنزعة السيطرة والاستعمار لاجل التوسع والتملك والتفاخر الذي ورثه الفكر المسيحي الغربي-ومن بعده الفلسفة الغربية- عن الرومان واليونان -بل هذا الاستعلاء البغيض موجود في كل المدنيات الوثنية والمنحرفة عن المنهج الرباني -ماادي عند سعيد الي تحليل العقلية الغربية بانها عقلية لاتتغير داخلها الايمان ام حطمتها الوثنية
ان ادوارد سعيد قال بحق كلمة تاريخية مدوية
قال: وإنها لصدمة موقظة ان نجد عشرات من المنظمات لدراسة الشرق العربي الاسلامي في الاولايات المتحدة وليست ثمة مؤسسة واحدة في الشرق لدراسة الولايات المتحدة.
ولاعجب فقد قال الكسندر هيج لايوجد مكان آخر أهم من الشرق الاوسط لحفظ التوازن بين العناصر المختلفة لسياستنا الخارجية–فيها مصالح اقتصادية وسياسية وحتي روحية
ايضا قام الدكتور حسن حنفي بكتابة كتابه مقدمة في علم الاستغراب وهو كتاب يوحي بانه كتب لدراسة الغرب دراسة مستقلة هذا مايرد علي ذهن القاريء عند قراءة العنوان للوهلة الاولي بيد انه دعوة الي المضي قدما في طريق الفكر النقدي الغربي الاحادي النظرة الضعيف الاسباب رغم كشفه للمناهج الفلسفية والفكرية وتطوراتها علي مختلف القرون والعقود
ان دراسة حنفي انما هي في التأريخ للوعي الاوروبي وتطوراته الداخلية الذي يحاول حنفي جرنا لبعض اجنحته كمناهج مستنيرة
وانك لتجد الفرق واضح بين الدراستين فدراسة حنفي هي دراسة المستقبل الذي يرنو اليه بإتجاه بعض الحلول العلمانية والفلسفات الغربية ص12 مستقبل التحليل الشائه والادوات القاصرة والواقع المخرب للانسان والكون والحياة
و مستقبل النقل المقلد الذي لاانفكاك عنه للفكر الغربي بمختلف تناقضاته ونظرياته الهشة مع ادعاء الابداع من قبل هؤلاء النقلة وان كان يحاول ان يستقل وأني له ذلك وهو غارق في التقليد والنقل المستمر و الكبير
فحنفي يريد اعادة بناء التراث القديم-الذي يزعم ان الانسان المسلم مغترب فيه!- بناء علي الفكر الذي نقله من الغرب وتلون به وتلفقت نفسه المتغيرة علي الدوام والمتناقضة بصوره المتبدلة المأزومة كما صرح بذلك فؤاد ذكريا وجورج طرابيشي وغيرهما من اهل النقل عن الغرب ايضا
يزعم حنفي في دراسته ان اعادة بناء التراث القديم لنا يساعد علي وقف التغريب والدخول في تحديات العصر انظر ص 12 من مقدمة في علم الاستغراب !
مع انه لايفحص التراث الا بادوات هذا الفكر وبنظرة العقل الغربي الجزئية المادية المحدودة بحدود ضعيفة وهشة وبادوات تحليل مجتزئة وقاصرة ومحرفة للبديهيات والكاتمة للحقائق
ان مقدمة في علم الاستغراب لحنفي مع كل مشاريعه الاخري انما تصب في تمديد الهيمنة الغربية في بلادنا لانها تعمل علي تقييم عقلنا الاسلامي وثراثنا الديني ووحي الله تعالي من خلال نظرة استشراقية او نظرة عقلية غربية ضيقة الافق قاصرة عن التحليل الشامل بداوات تحليل صحيحة تجمع بين الغيب والشهادة الروح والمادة والانسان والغيب والوحي والرسالة الشريعة والهداية كما تجمع بين جميع ظواهر الاجتماع البشري مع دقائق الايات الكونية واستخلاص الدروس الانسانية والنتائج العلمية في نظرتها الصادقة والواسعة الي الكون والحياة والانسان والوحي والشريعة والحكمة
ففلسفة الواقع المادي لحنفي تمنعه من رؤية ابعاد النظرة الغربية وطبيعة قصورها عن رؤية الاسباب الحقيقية لحقيقة الانسان وحقيقة الوحي وحقيقة الواقع وصور تغييره بمايحقق للانسان السعادة ويقيم العمران البشري علي اسس كريمة وبمسؤولية فريدة وبعقلية تلامس السماء وهي تمشي علي الارض اما دراسة ادوارد سعيد فهي عملية كشف للعقل الغربي وان كان الرجل لم يتحرر تماما من رواسب الفكر المادي الذي امن به ولا جره الهجوم علي ماركس في كتابه الي نفض علائقه من الفكر الغربي ونظرياته القاصرةوالمدهش ان حنفي يقوم احيانا بمثل ذلك!
وسعيد علي كل حال ليس له مشروع تغريبي كالذي قام به حنفي وجند له عشرات السنين ليقوم بعملية هدم لمقومات الاسلام لصالح الفكرة المادية الغربية المتغيرة داخل صورها المتحركة في دائرة ضيقة هي دائرة المادة والواقع المادي فقط!وبزعم عدم الرفض المطلق للفكر الغربي كما في مقدمته ص 12 فان حنفي يريد دراسة الغرب واحتواؤه علي الرغم من ان الغرب هو من احتوي حنفي وليس حنفي هو من احتوي الغرب وماحنفي الا مكمل للفكرة الغربية المادية فهو يريد اعادة بناء وعينا بناءا يقوم علي قناعاته الغربية وعلومه العقلية التي لاتخرج عن اصارها المادي وأصارها الاحادية وغلافها الارضي المتهريء بسبب افعالها في الطبيعة والعقل!
http://tarek1963.maktoobblog.com/294...D8%B1%D8%A8-1/
كتبهاطارق منينه ، في 23 أبريل 2007 الساعة: 10:36 ص
مقدمة لمشروع دراسة الغرب من الداخل والخارج-1-
لدراسة الغرب دراسة ميدانية اهمية بالغة في علم الاجتماع البشري عموما والاسلامي خصوصا بل أزعم ان دراسة الغرب دراسة اسلامية واعية لها اهمية بالغة في كل العلوم الانسانية والكونية والحضارية
بل اهميتها تكمن ايضا في متابعة الواقع الغربي عن قرب وتحليل مستوياته ونقل الصورة الواقعية الحقيقة من الداخل الي القاريء المسلم الواعي بل القاريء العالمي حتي يتبين له عالم الغرب الداخلي والتغيرات التي طرأت عليه والقيم التي تحكمه والواقع المعاش بتفاصيله كما هو بلاتشويه ولاتزييف للحقائق ولاتخريب للوقائع
ان خبرا كالذي نسوقه حالا يدل علي مدي التغيرات الضخمة في حياة الانسان الغربي والمجتمع الغربي ومدي هيمنة الفكر الفلسفي المتحرر من الدين والمستقل عن الله
إباحة الحيوان
تنشر دي فولكس كرانت -يوم 28-09-2007 -تقريراً حول الممثلة الإباحية تشاريسما غولد، التي نفذت حملة ضد إباحة الحيوانات. قالت الصحيفة إساءة معاملة الحيوان جريمة وفقاً للقانون الهولندي، لكن ممارسة الجنس مع الحيوان ليست جريمة، على الأقل ليس الآن. نتيجة لذلك، نجد أن معظم ما ينتجه العالم من مواد إباحية للحيوان تأتي من هولندا. قالت الممثلة تشاريسما غولد ليس لديها إلا القليل من المحرمات في عملها، لكنها تضع خطاً بينها وبين ممارسة الجنس مع الحيوان: " طُلب مني ذلك كثيراً، لكنني أجده مقززاً!" قالت إنها متضايقة بالفعل مما تنغمس فيه الشركات الإباحية الهولندية: " الخيول، الكلاب، الضأن، الدجاج وحتى الخنازير تساء معاملتها وتُغتصب من أجل المال". الآنسة غولد التي تستخدم 77 موقعاً إلكترونياً للجنس وتنتج أفلامها الخاصة، شنت حملة ضد إباحة الحيوان وبحثت مع أحزاب سياسية عديدة إمكانية فرض حظر قانوني. خسرت عدداً من عقود العمل منذ أن بدأت حملتها هذه، كما تلقت العديد من التهديدات بالقتل. " هذا يوضح أهمية ممارسة الجنس مع الحيوان بالنسبة لشركات صناعة الجنس الهولندية". أقسم ناشر لمجلات وأشرطة للجنس مع الحيوان بأنهم في إنتاجهم لهذه المواد لا يقومون بإجبار أي حيوان على ممارسة أي فعل لا يرغب في ممارسته. على أي حال لا يرغب هذا الناشر في نشر اسمه في الصحف: " لا أخجل من القذارة التي أنتجها، لكن لديّ طفلة صغيرة تذهب إلى المدرسة يجب أخذ مشاعرها في الاعتبار". قالت دي فولكس كرانت في نهاية هذا العام سيصوّت البرلمان على مشروع قرار يحظر إنتاج، توزيع، وحيازة المواد الإباحية مع الحيوانات
-وترجمة الخبر مأخوذة من موقع اذاعة هولندا العالمية
http://arabic.rnw.nl/pressreview/press28090701.
سقت هذا الخبر للاستشهاد به علي خطورة التطورات في عالم الانسان الغربي والناتجة عن حدوث تغيرات ضخمة في الغرب المتعالي الذي رفض القيم والمبادي الدينية والشرائع الالهية وانطلق مستقلا عن الله رافضا اية وصاية خارجية علي اقواله واعماله وانطلق رافضا كافة المقدسات ومزعزعا كافة المسلمات ومزحزحا لكافة العقائد والقيم الثابتة بلاتفرقة بين الصحيح والخطأ او الصالح والفاسد منتهجا نهج نسبية القيم والعقائد ماجعله تائها في الحياة محطما لقيمة الانسان وغاية وجوده ومسؤوليته المكرمة
وفي ذلك يقول محمد الغزالي في كتابه ظلام من الغرب ص25
(ماطفحت بلاد الغرب بالشهوات الجامحة الا لعجز الدين عن المواءمة بين أصوله وبديهيات الفكر الانساني)
لقد كان الاحتكاك بالغرب –او بالاحري احتكاك الغرب بنا- في القرون السابقة قد حدث عن طريق الحضارة الاسلامية التي اقيمت في اوربا في الاندلس وغيرها من مراكز العلم التي اخرجت اوروبا -كما يقول الاستاذ انور الجندي-من الوثنية والرهبانية الي المنهج العلمي التجريبي كما ان الحروب الصليبية والتجارة(ففي نهاية القرن الحادي عشر ومابعده كانت اروبا تحصل علي سلعها التجارية الاسيوية من اسواق الشام ومصر وآسيا الصغري عن طريق التجار المسلمين-انظر مقدمة كتاب مكتشفوا العالم الجديد لجوزيف برجر ص3)- وكذلك الحوار والتعايش السلمي والمناظرات والردود كالتي ذاعت في الاندلس والتعلم ونقل العلوم من قبل الطلبة الغربيون وكان منهم اكابر القساوسة وصار منهم فيما بعد اكابر العلماء في العلوم الكونية مثل روجر بيكون وغيره ،كل هذه الامور ادت الي تغيير الغرب-والعالم بأسره- في اتجاه جديد في التعامل مع السنن الكونية التي استولت المناهج الفلسفية في النهاية علي مناهج النظر فيها خصوصا في العلوم الاجتماعية والانسانية ماادي الي تخريب الانسان وقتله حيا بعد قتل الرب المزعوم علي صليب متخيل!
لقد اخذ الغرب من حضارتنا اغلي ماعندنا من مناهج عقلية ومادية تجريبية تحرك العقل وتتوجه به الي السنن الكونية بعد ان كان معتزلا للحياة مترهبنا تارة وغارقا في ظلام الوثنية تارة اخري بيد انه لم يفلح في التعامل مع الانسان ومنحه السعادة كما لم ينجح في التعامل مع البيئة الطبيعية للارض والانسان ماادي الي افسد الارض وافساد المجتمعات !!!
عند هذه النقطة لابد لي من ان ابرز كلمات الفارو القرطبي وهو يري اقبال الشباب الاوروبي علي العلم الاسلامي والعربي في الاندلس وغيرها من البلدان الاخري-مراكز الحضارة الاسلامية- كقرطبة وغيرها وهي كلمات دالة لاتحتاج الي شرح لانها تفتحك علي التاريخ ويراث الحقد الديني والعلماني علي السواء
يقول:ان إخواني في الدين الذين يجدون لذة كبري في قراءة شعر العرب وحكاياتهم ويقبلون علي دراسة فلاسفتهم -لاليردوا عليها وينقضوها وإنما لكي يكتسبوا من ذلك اسلوبا عربيا جميلا صحيحا—ياللحسرة إن الموهوبين من شباب النصاري لايعرفون اليوم إلا فقه لغة العرب وآدابها — وياللاسف فقد لاتجد بين الألف من هؤلاء واحدا يستطيع أن يكتب إلي صاحبه كتابا سليما من الخطأ
كان هذا الشباب الاوروبي يسمي موزعرب كما قالت كارين آرمسترونغ التي قالت في كتابها الاسلام في مرآة الغرب :وكان معظم الاسبان يشعرون بالاعتزاز لانتسابهم الي الثقافة العربية الاسلامية الرفيعة التي كانت متقدمة علي غيرها بسنوات مشرقة كثيرة وكانوا يسمون موزعرب وقد كتب العلماني الاسباني بول ألفاروbaul alfaro mozarabs الهجوم التالي علي الموزعربmozarabsاو المستعربين arabiesers في تلك الفترة :يحب المسيحيون قراءة القصائد والرومنسيات العربية ويدرسون الاهوتيين والفلاسفة العرب لالكي يفندوا أقوالهم بل ليكتسبوا لغة عربية صحيحة انيقة أين هو العلماني الذي يقرأ الان الشروح الاتينية للكتب المقدسة او الذي يدرس الانجيل او الانبياء او الرسل ؟ياإلهي جميع المسيحيين الشبان الموهوبين يقرؤون الكتب العربية ويدرسونها بحماسة
-الاسلام في مرآة الغرب ص22
تؤكد كارن آرمسترونغ ان كان ومازال الغرب ينظر للاسلام والمسلمين بدونية-ص40- ومن عل-واحيانا من خلال عقلية فصامية اوروبية ص34- وينظرون الي المسلمين بخوف واحتقار كما في حالة الاستعمار ص47- -وانهم كما زعم ارنست رينان-ص44-تركيبة سفلي من الطبيعة البشرية-واحيانا باضطراب غير صحي وعن مرض في النفسية الغربية-ص30
تقول :ان خوف المسيحيين هذا قد افقدهم القدرة علي ان يكونوا عقلانيين او موضوعيين حيال الدين الاسلامي لقد نسجوا في وقت واحد صورا مخيفة عن اليهود وصورة مشوهة عن الاسلام وكان هذا يعكس مخاوفهم الدفينة منه لقد شجب العلماء الغربيون الاسلام بدعوي أنه دين تجديفي وشجبوا نبيه محمد بدعوي أنه المدعي الاكبر الذي اسس دينا عنيفا استخدم السيف كي يفتح العالم وهكذا فقد اصبح محمد- الذي حرف الي ماهوند- بعبعا في اوروبا تستخدمه الامهات اخافة اطفالهن عندما لايمتثلون لاوامرهن كما صور ي المسرحيات الصامتة انه عدو الحضارة الغربية الذي حارب قديسنا الشجاع جورج أصبحت هذه الصورة غير الصحيحة للاسلام إحدي المثل المتوارثة في أوروبا وهي ماتزال تؤثر علي مفاهيمنا عن العالم الاسلامي ومافاقم هذه المشكلة هو الحقيقة التالية : بدء تنامي كراهية المسلمين الشديدة-ولأول مرة في تاريخهم- تجاه الغرب وإلي حد مايعود جزئيا الي السلوك الاوروبي والامريكي في العالم السلامي-الاسلام في مرآة الغرب لكارن آرمستورنغ ص14-15
وتكشف كارن آرمسترونغ مدي التشويه الذي يقوم به الاعلام الغربي تجاه الاسلام والمسلمين
تقول :يبدو ان الصحافة تحرك فينا احيانا نوازع تعصبنا التقليدية القديمة كانت الصور المستخدمة في رسوم الكاريكاتير والاعلانات والمقالات الشعبية نابعة أصلا من مخاوف غربية قديمة عميقة الجذور من وجود مؤامرة اسلامية للاستيلاء علي العالم—هناك رغبة-تقول- احيانا لالقاء اللوم علي الدين ذاته في كل اضطراب في العالم الاسلامي-15-16
في حين كما تقول كارن آرمسترونغ ان :
السبب الكامن وراء الانزعاج والغضب في العالم الاسلامي كان اكتشافه التدريجي للعداوة والحقد علي النبي ودينه الذين كانا متاصلين في الثقافة الغربية ولايزالان يؤثران علي سياسة الغرب في البلدان الاسلامية حتي في الفترة التالية للفترة الاستعمارية-ص47
اننا في الغرب ننتج باستمرار أنماط جديدة كي نعبر عن كراهيتنا المتأصلة تجاه الاسلام-ص49
في حين يتم ابعاد الحقيقة المختفية والمحجوبة والمكتومة والاصيلة عن الاسلام من انه هو من جعل المسلمين يقدمون للعالم اعظم منهج تجريبي في حياة البشرية وذلك بعد ان ازاح -بالوحي القرآني!!!-التصورات الاسطورية عن الكون وجعل العالم مسخرا للانسان وجعل الانسان خليفة وسيدا للارض
فالغرب لم يكن يوما بعيدا عن تاثره العظيم بنا وبقيمنا العقلية ومناهجنا العلمية والفكرية حتي انه ليمكننا الجزم بان انتفاضته وثورته العقلية الاولي والعلمية انما حدثت بعلومنا وخلاصة عقولنا ونتائج بحوثنا ومناهجنا ونظرياتنا بل وروحنا الحركية والعلمية معا
ولولا تعاليم القرآن ومفاهيم الوحي لما تغير العالم خطوة واحدة ولما تغيرت نظرته الي الكون والمادة التي كانت تعبد في صور مختلفة او تعتبر اسبابها حكرا علي كهنة الاسرار تموت بموت كهنتها -الذين عاشوا للخرافة وعبادة الفرد والكواكب!- لاتفيد الانسان ولاتنفع في تطوره وازدهار حياته علي الارض !!
وحين نستقرأ التاريخ نجد ان الشعلة الاوروبية أوقدت من شجرة الاسلام-يقول الاستاذ أنور الجندي- فقد عاشت اوروبا منطوية علي اساطيرها ومفاهيمها المضطربة المختلطة التي اوصلتها الي عصر الرهبانية التي توقف فيه كل شيء حتي عبرت اليه حضارة الاسلام ومنهجه التجريبي عن طريق الاندلس ومن ثم انتفضت الحياة وحررت نفسها العقول ولكنها صاغت تجربة الاسلام في اطارها القديم اليوناني -الروماني-اليهودي- المسيحي وأنشأت من خلال ذلك تلك المفاهيم الجديدة من العلم التي سرعات مااصطدمت بمفاهيم الكنيسة في حرب شديدة الاوار انتهت بعزل الدين عزلا كاملا وسيطرة مفاهيم العلم -العقل-المادة،الفلسفة علي النحو التي صارت به اوروبا نحو الرأسمالية الليبرالية-جدل هيجل ونظرية التطور والوضعية المنطقية والماركسية والبرجمانية والوجودية- الفكر الغربي دراسة نقدية انور الجندي ص32
وهكذا بعد الانتصار علي الكنيسة وسيطرة الفكر العلماني علي مجريات الحياة تدريجيا *>*الهامش-حتى لقد جعلت الذين يؤمنون ـ في أوروبا ـ بوجود إله لا يتجاوزن 14% من السكان.. والذين يذهبون إلى القداس لا يتجاوزون 10%، وهم في فرنسا ـ أكبر بلاد الكاثوليكية الأوروبية ـ لا يتجاوزون 5% .. أي أقل من تعداد المسلمين الفرنسيين!!..
كما قال الدكتور محمد عمارة في مقالته في صحيفة المصريون بتاريخ 29 - 9 - 2007 في مقال بعنوان (1)الفاتيكان والإسلام < وبروز هيمنته المركزية التي نتج عنها استعماره لبلاد كثيرة في العالم منها بلاد المسلمين وظهور الرأسمالية -والاشتراكية-والتطور التكنولوجي والتقني الذي نتج عنه مع التحرر من الدين والقيم الثابتة ، بدأ الغرب بعد هذا التحول الضخم يتغير في صوره الاجتماعية وتركيبته الاسرية وعلاقاته الانسانية فضلا عن نظرته الي الحياة والدين والانسان والكون المحيط به فظهرت صور جديدة في عالم الاجتماع الانساني-وكتابنا هذا سوف يعرض الصور الجديدة كما هي- وانماط غير مسبوقة من العلاقات الانسانية والميول الجماعية والمناداة الحزبية او المجتمعية حتي ظهرت اخر التقاليع الحزبية -بصورة علنية!-التي تطالب بممارسة الجنس مع الاطفال كما حدث منذ سنة واحدة في هولندا ورفض القضاء الهولندي-مشكورا- السماح لهذا الحزب بالعمل بصورة قانونية كبقية الاحزاب الشرعية الاخري التي قننت لزواج الجنس الواحد او شرعية مضاجعة النظير والعلاقات الجديدة من زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمراة وسياتي الكلام عن هذا الامر بالتفصيل في كتابنا هذا الذي هو دراسة للغرب من الداخل ومحاولة فهم التطورات الجديدة فيه والاسباب التي ادت الي خلق هذا المناخ الجديد بكل تداعياته في عالم الاجتماع البشري وكل العوالم الاخري الفكرية والثقافية التعليمية والسياسية والاقتصادية والمالية
ان دور الاستغراب اليوم ضرورة حتي نستوعب ليس فقط التطورات الحديثة السريعة جدا -ومنها تطورات سلبية لاقصي درجة أدت الي اعلان فيلسوف من فلاسفة الغرب-وهو ميشل فوكو- ان الانسان قد مات وان زمننا هو زمن إختفاء الانسان!!- في نواحي الحياة المتنوعة في الغرب وانما نستوعب الآليات التي أدت اليها حتي نتجنب الاليات الخطيرة علي الانسان والبيئة في محاولة للعودة بالبشرية-والبيئة التي تعيش فيها!- الي غاية وجودها وبيان حقيقتها ومكانتها في الكون وطبيعتها الانسانية المكرمة إلهيا كما في الاية70 من سورة الاسراء
لقد كان الاستشراق ايضا -ومازال-يعني بدراسة الشرق دراسة ميدانية ومن خلال التواجد في الشرق-او الكتابة عنه من الغرب!!- والاحتكاك باهله وتصويره -بل تزويره!- وكان هو في الغالب الذراع الايمن للاستعمار الغربي لانه -كان ومايزال!-يقدم دراسة شاملة عن السكان وتقاليدهم وعاداتهم ودينهم وتاريخهم وميولهم النفسية والفكرية –مع القيام بعملية تزويرللنتائج وترسيخ مفاهيم واحكام مسبقة تقوم بها الدراسة الاستشراقية-غالبا!- لاغراض شتي واهواء متعددة واهداف سياسية واقتصادية ودينية ونفسية -الي القوي الغربية المعنية بالاستعمار والتوسع واستغلال هذه الشعوب الشرقية استغلالا سيئا
بل وترويح صور خاطئة عنها وعن دينها وتاريخها ونظرتها الي العالم كان المبشرون -ومن قبلهم كتاب المسيحية الغربية الذين كتبوا اساطير ماانزل الله بها من سلطان عن الاسلام ونبي الاسلام وتاريخ الاسلام–يقومون بمهمة كبيرة في هذا الصدد والان يقوم بالمهمة علماء اجتماع وعلماء مذاهب مابعد الحداثة وماقبلها واتباعهم من المستشرقين العرب امثال محمد اركون وحسن حنفي وهاشم صالح وصادق جلال العظم وأنور عبد الملك وعلي حرب وغيرهم ممن تبعهم او سبقهم-مثل طه حسين الذي سبقهم-من الذين تلقوا مناهج الغرب سواء مناهج الاستشراق او الحداثة او مابعد الحداثة بلافحص ولانقد وانما ساروا علي نهجهم وتقبلوا مسلماتهم كل في مجاله قبولا مطلقا كانهم لاعقل لهم ولا راي!
لقد فضح الدكتور ادوارد سعيد الهيمنة الكبري للمركزية الغربية واستعلاءها الموروث واخطبوطها الفكري والعملي في كتابه الاستشراق الشيء الذي جعل المستشرقين الغربيين يقومون بالرد علي عملية الكشف التي قام بها للعقلية المركزية الغربية المتعالية
ولاشك ان دراسة ادوارد سعيد تصب في علم الاستغراب أي دراسة الغرب لكنها وان كانت دراسة ثمينة حقا الا انها تعد قاصرة من وجهة نظرنا لانها تقتصر علي عملية الفضح والكشف بدون تقديم البديل الحقيقي للخروج من المأزق الكوني كما انها تتحرك داخل اطار الفكر الغربي ذاته والجديد من أدواته الفلسفية ورؤاه الفكرية -بل يمكننا القول بانها دراسة تميل بجعل مرد الاشكال-جذور الاستشراق- الي التفسير العرقي والجنسي ومن ثم العقل الغربي الثابت!
فعنده ان العقلية الغربية هي هكذا من التاريخ القديم-نظرية الطبائع الثابتة!- وانها عقلية ثابتة بالطبيعة لاتتغير -ولايمان سعيد ببعض النظرات والنظريات الحديثة في تفسير الحياة والتاريخ فانه اغفل عامل الوثنية والخرافة-المنتقلة عبر التاريخ من اليونانية الي المسيحية الي العلمانية واساطيرها عن الكون والحياة والانسان - التي اذا اجتمعت مع العنصرية وحب السيطرة فانها لاشك تؤدي الي تموذج استعلائي لاتوازن فيه في النظر الي الحياة وغاية الوجود الانساني علي الارض بل وعن حقيقة الانسان
وفي المقابل جعل اسماعيل ادهم -الذي كتب قبل ان ينتحر لماذ انا ملحد!-العقلية الشرقية قاصرة بطبيعتها كما العقلية الغربية متفوقة بطبيعتها وذكية بفطرتها وجبلتها كما ذهب بعض فلاسفة اوروبا!!- بل ان قاسم امين الذي نقد يوما ما تحامل الغرب علي الاسلام ومصر والمصريين -في رده علي الدوق داركور-قد اثبت للغرب-كما يقول جورج طرابيشي العلماني-كل الايجابيات التي سلبها عن مصر والاسلام والشرق-انظر كتاب من النهضة الي الردة لطرابيشي ص34
اما نحن بخلاف سعيد وغيره فنميل الي التفسير التاريخي والواقعي وليس للتفسير العرقي او رد الامر الي مرجع اعراق واجناس تنتج ماتنتج من مواقف حضارية وعقلية
ولايعني ذلك ان منهجنا في التحليل ينفي سيطرة فكر الاستعلاء علي الفكر الغربي من ايام اليونان والرومان الي اليوم
ذلك ان الاستعلاء بالعنصر والدم والعقل والسلطة مرتبط بالوثنية والصراع في كل صوره الاانسانية ، البعيد عن توازن الحقيقة الكونية والايمان الرباني والشريعة الالهية والمعرفة بالانسان وتناول اموره بما يحقق له الامن والرحمة -كما ان هذا الاستعلاء المرتبط بالجهل بالانسان والاستغراق بالوثنية او الالحاد غالبا مايرتبط بنزعة السيطرة والاستعمار لاجل التوسع والتملك والتفاخر الذي ورثه الفكر المسيحي الغربي-ومن بعده الفلسفة الغربية- عن الرومان واليونان -بل هذا الاستعلاء البغيض موجود في كل المدنيات الوثنية والمنحرفة عن المنهج الرباني -ماادي عند سعيد الي تحليل العقلية الغربية بانها عقلية لاتتغير داخلها الايمان ام حطمتها الوثنية
ان ادوارد سعيد قال بحق كلمة تاريخية مدوية
قال: وإنها لصدمة موقظة ان نجد عشرات من المنظمات لدراسة الشرق العربي الاسلامي في الاولايات المتحدة وليست ثمة مؤسسة واحدة في الشرق لدراسة الولايات المتحدة.
ولاعجب فقد قال الكسندر هيج لايوجد مكان آخر أهم من الشرق الاوسط لحفظ التوازن بين العناصر المختلفة لسياستنا الخارجية–فيها مصالح اقتصادية وسياسية وحتي روحية
ايضا قام الدكتور حسن حنفي بكتابة كتابه مقدمة في علم الاستغراب وهو كتاب يوحي بانه كتب لدراسة الغرب دراسة مستقلة هذا مايرد علي ذهن القاريء عند قراءة العنوان للوهلة الاولي بيد انه دعوة الي المضي قدما في طريق الفكر النقدي الغربي الاحادي النظرة الضعيف الاسباب رغم كشفه للمناهج الفلسفية والفكرية وتطوراتها علي مختلف القرون والعقود
ان دراسة حنفي انما هي في التأريخ للوعي الاوروبي وتطوراته الداخلية الذي يحاول حنفي جرنا لبعض اجنحته كمناهج مستنيرة
وانك لتجد الفرق واضح بين الدراستين فدراسة حنفي هي دراسة المستقبل الذي يرنو اليه بإتجاه بعض الحلول العلمانية والفلسفات الغربية ص12 مستقبل التحليل الشائه والادوات القاصرة والواقع المخرب للانسان والكون والحياة
و مستقبل النقل المقلد الذي لاانفكاك عنه للفكر الغربي بمختلف تناقضاته ونظرياته الهشة مع ادعاء الابداع من قبل هؤلاء النقلة وان كان يحاول ان يستقل وأني له ذلك وهو غارق في التقليد والنقل المستمر و الكبير
فحنفي يريد اعادة بناء التراث القديم-الذي يزعم ان الانسان المسلم مغترب فيه!- بناء علي الفكر الذي نقله من الغرب وتلون به وتلفقت نفسه المتغيرة علي الدوام والمتناقضة بصوره المتبدلة المأزومة كما صرح بذلك فؤاد ذكريا وجورج طرابيشي وغيرهما من اهل النقل عن الغرب ايضا
يزعم حنفي في دراسته ان اعادة بناء التراث القديم لنا يساعد علي وقف التغريب والدخول في تحديات العصر انظر ص 12 من مقدمة في علم الاستغراب !
مع انه لايفحص التراث الا بادوات هذا الفكر وبنظرة العقل الغربي الجزئية المادية المحدودة بحدود ضعيفة وهشة وبادوات تحليل مجتزئة وقاصرة ومحرفة للبديهيات والكاتمة للحقائق
ان مقدمة في علم الاستغراب لحنفي مع كل مشاريعه الاخري انما تصب في تمديد الهيمنة الغربية في بلادنا لانها تعمل علي تقييم عقلنا الاسلامي وثراثنا الديني ووحي الله تعالي من خلال نظرة استشراقية او نظرة عقلية غربية ضيقة الافق قاصرة عن التحليل الشامل بداوات تحليل صحيحة تجمع بين الغيب والشهادة الروح والمادة والانسان والغيب والوحي والرسالة الشريعة والهداية كما تجمع بين جميع ظواهر الاجتماع البشري مع دقائق الايات الكونية واستخلاص الدروس الانسانية والنتائج العلمية في نظرتها الصادقة والواسعة الي الكون والحياة والانسان والوحي والشريعة والحكمة
ففلسفة الواقع المادي لحنفي تمنعه من رؤية ابعاد النظرة الغربية وطبيعة قصورها عن رؤية الاسباب الحقيقية لحقيقة الانسان وحقيقة الوحي وحقيقة الواقع وصور تغييره بمايحقق للانسان السعادة ويقيم العمران البشري علي اسس كريمة وبمسؤولية فريدة وبعقلية تلامس السماء وهي تمشي علي الارض اما دراسة ادوارد سعيد فهي عملية كشف للعقل الغربي وان كان الرجل لم يتحرر تماما من رواسب الفكر المادي الذي امن به ولا جره الهجوم علي ماركس في كتابه الي نفض علائقه من الفكر الغربي ونظرياته القاصرةوالمدهش ان حنفي يقوم احيانا بمثل ذلك!
وسعيد علي كل حال ليس له مشروع تغريبي كالذي قام به حنفي وجند له عشرات السنين ليقوم بعملية هدم لمقومات الاسلام لصالح الفكرة المادية الغربية المتغيرة داخل صورها المتحركة في دائرة ضيقة هي دائرة المادة والواقع المادي فقط!وبزعم عدم الرفض المطلق للفكر الغربي كما في مقدمته ص 12 فان حنفي يريد دراسة الغرب واحتواؤه علي الرغم من ان الغرب هو من احتوي حنفي وليس حنفي هو من احتوي الغرب وماحنفي الا مكمل للفكرة الغربية المادية فهو يريد اعادة بناء وعينا بناءا يقوم علي قناعاته الغربية وعلومه العقلية التي لاتخرج عن اصارها المادي وأصارها الاحادية وغلافها الارضي المتهريء بسبب افعالها في الطبيعة والعقل!
http://tarek1963.maktoobblog.com/294...D8%B1%D8%A8-1/
تعليق