مسلمو صربيا معاناة بلا حدود
يحيى البوليني
يبلغ عدد سكان صربيا 7 ملايين نسمة نصفهم تقريباً يعيش في العاصمة بلجراد وضواحيها، الديانة الرسمية في صربيا هي المسيحية الأرثوذكسية حيث يعتنقها أغلب السكان مع أقلية مسلمة.
وقد أعلن مؤخراً الشيخ معمر دكورليتش مفتي المسلمين البشناق في صربيا عن عمليه إضراب واسع النطاق ، وذلك من أجل الإحصاء السكاني الذي سوف تتخذه الحكومة الصربية في المستقبل القريب ؛ وذلك بسبب اعتراضاً علي العمليات المزورة التي من المتوقع أن تتم كعادة كل عام عند إحصاء أعداد المسلمين.
وقد بين دكولتيش موضحاً في تصريح له لراديو سراييفو بأن الحكومة عمدت عن قصد لاستخدام أساليب رخيصة وكثيرة ، وكان من هدفها أن تظهر عدد المسلمين في صربياً قليل، ومما يترتب عليه حجب أي امتيازات شرعية عنهم علي اعتبار أنهم فئة لا تذكر وقلة قليلة العدد.
ومما لاشك فيه أن الحكومة الصربية تقوم باستمرار بالتزوير والتضليل من أجل التقليل من العدد الحقيقي للمسلمين في صربيا ، وهذا الكلام جاء في حصيلة اتهامات وجهها دكورليتش للحكومة الصربية ، وبرر اتهامه بأن الحكومة تلجأ لمثل هذا الأفعال حتى تتمكن من عدم منح أي حق للمسلمين في صريبا أمثال الحقوق الدستورية والقانونية.
ومما يدعو للدهشة أن يتم توزيع نماذج الإحصاء وقد كتبت بحروف سريالية ، مع العلم بأن المسلمين في صريبا يستخدمون الحروف اللاتينية في الكتابة ، ويتم ذلك من قبل الحكومة حتى يصعب علي المسلمين فهمها ومن ثم عدم ملئها ببيانات صحيحة فيتم استبعاد نماذجهم فيقل عددهم إحصائيا .
علاوة علي ذلك استخدام بعض المصطلحات الصربية، والتي من قبلها أن تضلل المشاركين في عملية التعداد السكاني.
والجدير بالذكر أن المجلس الألباني في صريبا هو الآخر قد أعلن عن نيته مسبقاً في الإضراب عن عملية الإحصاء .
ومن المعلوم أن مسلمي صربيا يواجهون حملة شرسة من أجل طمس هويتهم الإسلامية أو التضييق عليهم ليتركوها وليتخلوا عنها , فيواجه مسلمو صربيا صعوبات شديدة في التعليم وخاصة التعليم الديني حيث لا توجد أي مدارس إسلامية يتعلم فيها أبناء المسلمين تعاليم دينهم لأن السلطات منعت قيام أية منظمات إغاثية أو أي مراكز إسلامية من فتح مدارس يتعلم فيها أبناء المسلمين دينهم
وبالنسبة لبناء المساجد هناك شبه حظر على بناء مساجد كبيرة , وتمنع السلطات تحويل أجزاء من مساكن المسلمين لمساجد .
كما تغلق الحكومة الصربية الباب على المنح الدراسية الخارجية لشباب وعلماء المسلمين للدراسة بالجامعات الإسلامية , فقد منعت الحكومة الصربية على مسلميها تلقي منح دراسية في الخارج خصوصًا في جامعة الأزهر وأم القرى والجامعة الإسلامية بباكستان , وأيضا منعت الحكومة إنشاء أية مدارس أو معاهد لتدريس المواد الشرعية خصوصا في بلجراد وبارتيزان.
كما ترفض السلطات الصربية إعطاء المسلمين تصاريح لإنشاء مؤسسات تعليمية أو دينية أو حتى إنشاء مؤسسات تقدم أطعمة وذبائح وفق الشريعة الإسلامية .
وكما تضيق الحكومة الصربية على الأحياء من المسلمين تتعمد أن يصل التضييق على موتاهم , فبرغم وصول تعداد المسلمين إلى أكثر مليون نسمة إلا أنه لا توجد لهم مقابر خاصة يدفنون فيها موتاهم , بالمقارنة بالجالية اليهودية التي لا يزيد عدد أفرادها على 150 شخصًا وتوجد لهم مقابر خاصة بهم يدفنون بها موتاهم وفق شريعتهم .
والسؤال الأخير هنا : إذا كان نصارى الصرب هم من نصارى الأرثوذكس الذين يتبعون رسميا للكنيسة المصرية الأرثوذكسية ويرأسهم رسميا روحيا ومعنويا شنودة الثالث ... فلماذا يتباكى نصارى مصر على التمييز وهم بالفعل مميزون على كل الأقليات في العالم بل هم أيضا مميزون على الأغلبية المسلمة في مصر .
هذا هو تصرف نصارى الارذوكس حينما أصبحوا هم الأغلبية في بلد فيه المسلمون أقلية, وما حرب البوسنة والهرسك منا ببعيد , فهل هذه تعاليم المسيح التي يتشدقون بها ؟ وهل هذه قيم العدل والتسامح والمحبة التي يطنطنون بها ؟
إننا لا نصدق كذبهم وادعاءهم بانتمائهم لمنهج أتى به سيدنا عيسى عليه السلام
المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث
http://www.altareekh.com/article/vie...%88%D8%AF.html
يحيى البوليني
يبلغ عدد سكان صربيا 7 ملايين نسمة نصفهم تقريباً يعيش في العاصمة بلجراد وضواحيها، الديانة الرسمية في صربيا هي المسيحية الأرثوذكسية حيث يعتنقها أغلب السكان مع أقلية مسلمة.
وقد أعلن مؤخراً الشيخ معمر دكورليتش مفتي المسلمين البشناق في صربيا عن عمليه إضراب واسع النطاق ، وذلك من أجل الإحصاء السكاني الذي سوف تتخذه الحكومة الصربية في المستقبل القريب ؛ وذلك بسبب اعتراضاً علي العمليات المزورة التي من المتوقع أن تتم كعادة كل عام عند إحصاء أعداد المسلمين.
وقد بين دكولتيش موضحاً في تصريح له لراديو سراييفو بأن الحكومة عمدت عن قصد لاستخدام أساليب رخيصة وكثيرة ، وكان من هدفها أن تظهر عدد المسلمين في صربياً قليل، ومما يترتب عليه حجب أي امتيازات شرعية عنهم علي اعتبار أنهم فئة لا تذكر وقلة قليلة العدد.
ومما لاشك فيه أن الحكومة الصربية تقوم باستمرار بالتزوير والتضليل من أجل التقليل من العدد الحقيقي للمسلمين في صربيا ، وهذا الكلام جاء في حصيلة اتهامات وجهها دكورليتش للحكومة الصربية ، وبرر اتهامه بأن الحكومة تلجأ لمثل هذا الأفعال حتى تتمكن من عدم منح أي حق للمسلمين في صريبا أمثال الحقوق الدستورية والقانونية.
ومما يدعو للدهشة أن يتم توزيع نماذج الإحصاء وقد كتبت بحروف سريالية ، مع العلم بأن المسلمين في صريبا يستخدمون الحروف اللاتينية في الكتابة ، ويتم ذلك من قبل الحكومة حتى يصعب علي المسلمين فهمها ومن ثم عدم ملئها ببيانات صحيحة فيتم استبعاد نماذجهم فيقل عددهم إحصائيا .
علاوة علي ذلك استخدام بعض المصطلحات الصربية، والتي من قبلها أن تضلل المشاركين في عملية التعداد السكاني.
والجدير بالذكر أن المجلس الألباني في صريبا هو الآخر قد أعلن عن نيته مسبقاً في الإضراب عن عملية الإحصاء .
ومن المعلوم أن مسلمي صربيا يواجهون حملة شرسة من أجل طمس هويتهم الإسلامية أو التضييق عليهم ليتركوها وليتخلوا عنها , فيواجه مسلمو صربيا صعوبات شديدة في التعليم وخاصة التعليم الديني حيث لا توجد أي مدارس إسلامية يتعلم فيها أبناء المسلمين تعاليم دينهم لأن السلطات منعت قيام أية منظمات إغاثية أو أي مراكز إسلامية من فتح مدارس يتعلم فيها أبناء المسلمين دينهم
وبالنسبة لبناء المساجد هناك شبه حظر على بناء مساجد كبيرة , وتمنع السلطات تحويل أجزاء من مساكن المسلمين لمساجد .
كما تغلق الحكومة الصربية الباب على المنح الدراسية الخارجية لشباب وعلماء المسلمين للدراسة بالجامعات الإسلامية , فقد منعت الحكومة الصربية على مسلميها تلقي منح دراسية في الخارج خصوصًا في جامعة الأزهر وأم القرى والجامعة الإسلامية بباكستان , وأيضا منعت الحكومة إنشاء أية مدارس أو معاهد لتدريس المواد الشرعية خصوصا في بلجراد وبارتيزان.
كما ترفض السلطات الصربية إعطاء المسلمين تصاريح لإنشاء مؤسسات تعليمية أو دينية أو حتى إنشاء مؤسسات تقدم أطعمة وذبائح وفق الشريعة الإسلامية .
وكما تضيق الحكومة الصربية على الأحياء من المسلمين تتعمد أن يصل التضييق على موتاهم , فبرغم وصول تعداد المسلمين إلى أكثر مليون نسمة إلا أنه لا توجد لهم مقابر خاصة يدفنون فيها موتاهم , بالمقارنة بالجالية اليهودية التي لا يزيد عدد أفرادها على 150 شخصًا وتوجد لهم مقابر خاصة بهم يدفنون بها موتاهم وفق شريعتهم .
والسؤال الأخير هنا : إذا كان نصارى الصرب هم من نصارى الأرثوذكس الذين يتبعون رسميا للكنيسة المصرية الأرثوذكسية ويرأسهم رسميا روحيا ومعنويا شنودة الثالث ... فلماذا يتباكى نصارى مصر على التمييز وهم بالفعل مميزون على كل الأقليات في العالم بل هم أيضا مميزون على الأغلبية المسلمة في مصر .
هذا هو تصرف نصارى الارذوكس حينما أصبحوا هم الأغلبية في بلد فيه المسلمون أقلية, وما حرب البوسنة والهرسك منا ببعيد , فهل هذه تعاليم المسيح التي يتشدقون بها ؟ وهل هذه قيم العدل والتسامح والمحبة التي يطنطنون بها ؟
إننا لا نصدق كذبهم وادعاءهم بانتمائهم لمنهج أتى به سيدنا عيسى عليه السلام
المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث
http://www.altareekh.com/article/vie...%88%D8%AF.html
تعليق