[frame="13 90"]
فقه بناء الكعبة
بناء إبراهيم الخليل مع ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام للكعبة المشرفة
يقول الله سبحانه وتعالى في الآية السابعة والعشرين بعد المائة وآيتين بعدها من سورة البقرة , واصفا حال خليله إبراهيم وابنه إسماعيل
عليهما الصلاة والسلام أثناء بنائهما للبيت , تغمرهما البهجة وعشق أداء الواجب , مع حداء الأمل في القبول من الله سبحانه وتعالى ,
والدعاء لنفسيهما ولذريتهما من بعدهما بكل خير :[ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ *
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ](البقرة :127 ـ 129 ).
لقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه وخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام ببناء البيت بعد أن بوأه مكانه وحدده له ,
فنفذ الأمر الإلهي بكل شوق وعشق , وساعده في هذه المهمة العظيمة الشريفة ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام .
ولقد أتما البناء على الشكل العمراني التالي :
مرت علاقة إبراهيم صلى الله عليه وسلم بالكعبة المشرفة بثلاثة مراحل..
المرحلة الأولى:عندية المكان
إذ أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم كان يعرف بتوجيه من الله سبحانه وتعالى بقعة خاصة من الوادي فيها بيت الله الحرام ،
وإن لم يكن يعرف بالتحديد مكان البيت في هذه البقعة، فلما جاء بهاجر ووليدها أسكنهما بهذه البقعة،
وحينئذ دعا ربه سبحانه وتعالى بقوله:[ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا
لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ](إبراهيم : 37 ).
فعندية البيت هنا كانت معروفة، ومقصودة وقت الإسكان، وإسماعيل عليه السلام لا يزال طفلاً:
[ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍعِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ]..
ولكن البيت لم يكن محدداً ..
بناء إبراهيم الخليل مع ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام للكعبة المشرفة
يقول الله سبحانه وتعالى في الآية السابعة والعشرين بعد المائة وآيتين بعدها من سورة البقرة , واصفا حال خليله إبراهيم وابنه إسماعيل
عليهما الصلاة والسلام أثناء بنائهما للبيت , تغمرهما البهجة وعشق أداء الواجب , مع حداء الأمل في القبول من الله سبحانه وتعالى ,
والدعاء لنفسيهما ولذريتهما من بعدهما بكل خير :[ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ *
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ](البقرة :127 ـ 129 ).
لقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه وخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام ببناء البيت بعد أن بوأه مكانه وحدده له ,
فنفذ الأمر الإلهي بكل شوق وعشق , وساعده في هذه المهمة العظيمة الشريفة ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام .
ولقد أتما البناء على الشكل العمراني التالي :
مرت علاقة إبراهيم صلى الله عليه وسلم بالكعبة المشرفة بثلاثة مراحل..
المرحلة الأولى:عندية المكان
إذ أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم كان يعرف بتوجيه من الله سبحانه وتعالى بقعة خاصة من الوادي فيها بيت الله الحرام ،
وإن لم يكن يعرف بالتحديد مكان البيت في هذه البقعة، فلما جاء بهاجر ووليدها أسكنهما بهذه البقعة،
وحينئذ دعا ربه سبحانه وتعالى بقوله:[ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا
لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ](إبراهيم : 37 ).
فعندية البيت هنا كانت معروفة، ومقصودة وقت الإسكان، وإسماعيل عليه السلام لا يزال طفلاً:
[ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍعِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ]..
ولكن البيت لم يكن محدداً ..
المرحلة الثانية: التحديد
في هذه المرحلة بين الله سبحانه وتعالى لنبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام مكان البيت بالتحديد، ويشرح الله
سبحانه وتعالى هذه المرحلة في سورة الحج، فيقول عز وجل:[ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً ] (الحج : 26 ). ..
وهذا المطلب بالطبع لا يتطلب جهداً عضلياً.
ثم قال سبحانه وتعالى: [ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ](الحج : 26 ).
وذلك عمل سهل يتطلبه إبراهيم عليه الصلاة والسلام وحده لأنه لا يتطلب إلا إزالة
ما قد ستر من القواعد من تراكم للرمال والصخور والأحجار..
ولهذا لم يظهر لإسماعيل أي دور في هذه المرحلة، والتي يمكن فيها أن يساعد، مما يدل على أن إسماعيل عليه السلام
كان في سنٍ لا تسمح له حتى بهذه المهمة البسيطة وهي تطهير البيت..
في هذه المرحلة بين الله سبحانه وتعالى لنبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام مكان البيت بالتحديد، ويشرح الله
سبحانه وتعالى هذه المرحلة في سورة الحج، فيقول عز وجل:[ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً ] (الحج : 26 ). ..
وهذا المطلب بالطبع لا يتطلب جهداً عضلياً.
ثم قال سبحانه وتعالى: [ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ](الحج : 26 ).
وذلك عمل سهل يتطلبه إبراهيم عليه الصلاة والسلام وحده لأنه لا يتطلب إلا إزالة
ما قد ستر من القواعد من تراكم للرمال والصخور والأحجار..
ولهذا لم يظهر لإسماعيل أي دور في هذه المرحلة، والتي يمكن فيها أن يساعد، مما يدل على أن إسماعيل عليه السلام
كان في سنٍ لا تسمح له حتى بهذه المهمة البسيطة وهي تطهير البيت..
المرحلة الثالثة: رفع القواعد
هذه المرحلة تتطلب تحملاً يحتاج إلى معونة..لهذا ظهر إسماعيل في هذه المرحلة..
يقول سبحانه وتعالى: [ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ](البقرة : 127 ).
فمهمة إبراهيم عليه الصلاة والسلام رفع القواعد فقط مع سيدنا إسماعيل عليه السلام..أما القواعد فكانت موجودة قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام..
[ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ] (آل عمران : 96 ).
ثم
[ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ](البقرة : 127 ).
بعد ذلك توجها عليهما الصلاة والسلام إلى ربهما بهذا الدعاء..
[ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ
وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ](البقرة :127 ـ 129 )
لقد بنى إبراهيم عليه الصلاة والسلام الكعبة المشرفة بالحجارة , وجعل ارتفاعها إلى السماء تسعة أذرع ,
وجعل طولها من الجنوب من ركن الحجر الأسود إلى الركن الشمالي مما يلي الجهة الشرقية أي من واجهة
الباب الحالي اثنين وثلاثين ذراعا , ومن الجنوب من الركن اليماني إلى الركن الشمالي مما يلي الجهة الغربية
إحدى وثلاثين ذراعا , ومن الشرق إلى الغرب مما يلي الجهة الجنوبية أي من الحجر الأسود إلى الركن
اليماني عشرين ذراعا , ومن الشرق إلى الغرب من جهة حجر إسماعيل عليه السلام اثنتين وعشرين ذراعا ,
وجعل لها بابين ملاصقين للأرض أحدهما من الجهة الشرقية مما يلي الحجر الأسود , والآخر من الجهة الغربية
مما يلي الركن اليماني على سمت الباب الشرقي , وحفر في جوفها على يمين من دخلها حفرة بعمق ثلاثة
أذرع لتكون خزانة للكعبة المشرفة أو مستودعا لمقتنياتها وهداياها , ولم يجعل لها سقفا ولا وضع على بابيها أبوابا تفتح وتغلق .
كما أن البناء كان على شكل صف الحجارة صفوفا بعضها فوق بعض بدون مادة ماسكة للحجارة,
وكان يكمل كل يوم صفا واحدا , وهذا الأسلوب في البناء بدون مونة يسمى رضما.
وقد جعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام للبيت ركنين فقط , ركن الحجر الأسود والركن اليماني,
ولم يجعل له أركانا من الجهة الشمالية بل جعله منحني الشكل, وجعل إلى جانبه عريشا أو زربا متناسبا
في شكله مع انحناء جدار الكعبة المقابل له , تقتحمه غنم إسماعيل عليه الصلاة والسلام .
ويمثل الرسم المصاحب في هذه الصفحة الشكل التخطيطي للكعبة على بناء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ,
وذلك كما تصوره الشيخ محمد طاهر كردي رحمه الله تعالى .
وبعد رفع القواعد، بواسطة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام نرك إبراهيم سيدنا إسماعيل عليهما الصلاة
والسلام وعهد بولاية البيت إلى سيدنا إسماعيل عليه السلام..
بداية تحديد المواقيت:
وهذه لها قصة ..
ذلك أنه قد حدث وأن دخل شاب إلى سيدنا إسماعيل عليه السلام وقال له أن أحدهم قد صاد بعضاً من حمام الحرم..
وعلى الفور أرسل سيدنا إسماعيل إلى ذلك الرجل، فاستقدمه وسأله عن الأمر فأقسم الرجل أنه لم يفعل، وأن كل ما اصطاده كان خارج الحرم..
وحتى ذلك الوقت لم يكن للحرم حدود تفصل بينه وبين الطريق، فنبهت هذه الواقعة سيدنا إسماعيل
عليه السلام بضرورة إقامة حدود تفصل بين الحل والحرم ليكون الحرام بينّاً والحلال بينّاً.
وعلى الفور قام عليه السلام بترسيم الحدود ..والتي عرفت بالمواقيت..
[/frame]هذه المرحلة تتطلب تحملاً يحتاج إلى معونة..لهذا ظهر إسماعيل في هذه المرحلة..
يقول سبحانه وتعالى: [ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ](البقرة : 127 ).
فمهمة إبراهيم عليه الصلاة والسلام رفع القواعد فقط مع سيدنا إسماعيل عليه السلام..أما القواعد فكانت موجودة قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام..
[ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ] (آل عمران : 96 ).
ثم
[ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ](البقرة : 127 ).
بعد ذلك توجها عليهما الصلاة والسلام إلى ربهما بهذا الدعاء..
[ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ
وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ](البقرة :127 ـ 129 )
لقد بنى إبراهيم عليه الصلاة والسلام الكعبة المشرفة بالحجارة , وجعل ارتفاعها إلى السماء تسعة أذرع ,
وجعل طولها من الجنوب من ركن الحجر الأسود إلى الركن الشمالي مما يلي الجهة الشرقية أي من واجهة
الباب الحالي اثنين وثلاثين ذراعا , ومن الجنوب من الركن اليماني إلى الركن الشمالي مما يلي الجهة الغربية
إحدى وثلاثين ذراعا , ومن الشرق إلى الغرب مما يلي الجهة الجنوبية أي من الحجر الأسود إلى الركن
اليماني عشرين ذراعا , ومن الشرق إلى الغرب من جهة حجر إسماعيل عليه السلام اثنتين وعشرين ذراعا ,
وجعل لها بابين ملاصقين للأرض أحدهما من الجهة الشرقية مما يلي الحجر الأسود , والآخر من الجهة الغربية
مما يلي الركن اليماني على سمت الباب الشرقي , وحفر في جوفها على يمين من دخلها حفرة بعمق ثلاثة
أذرع لتكون خزانة للكعبة المشرفة أو مستودعا لمقتنياتها وهداياها , ولم يجعل لها سقفا ولا وضع على بابيها أبوابا تفتح وتغلق .
كما أن البناء كان على شكل صف الحجارة صفوفا بعضها فوق بعض بدون مادة ماسكة للحجارة,
وكان يكمل كل يوم صفا واحدا , وهذا الأسلوب في البناء بدون مونة يسمى رضما.
وقد جعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام للبيت ركنين فقط , ركن الحجر الأسود والركن اليماني,
ولم يجعل له أركانا من الجهة الشمالية بل جعله منحني الشكل, وجعل إلى جانبه عريشا أو زربا متناسبا
في شكله مع انحناء جدار الكعبة المقابل له , تقتحمه غنم إسماعيل عليه الصلاة والسلام .
ويمثل الرسم المصاحب في هذه الصفحة الشكل التخطيطي للكعبة على بناء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ,
وذلك كما تصوره الشيخ محمد طاهر كردي رحمه الله تعالى .
وبعد رفع القواعد، بواسطة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام نرك إبراهيم سيدنا إسماعيل عليهما الصلاة
والسلام وعهد بولاية البيت إلى سيدنا إسماعيل عليه السلام..
بداية تحديد المواقيت:
وهذه لها قصة ..
ذلك أنه قد حدث وأن دخل شاب إلى سيدنا إسماعيل عليه السلام وقال له أن أحدهم قد صاد بعضاً من حمام الحرم..
وعلى الفور أرسل سيدنا إسماعيل إلى ذلك الرجل، فاستقدمه وسأله عن الأمر فأقسم الرجل أنه لم يفعل، وأن كل ما اصطاده كان خارج الحرم..
وحتى ذلك الوقت لم يكن للحرم حدود تفصل بينه وبين الطريق، فنبهت هذه الواقعة سيدنا إسماعيل
عليه السلام بضرورة إقامة حدود تفصل بين الحل والحرم ليكون الحرام بينّاً والحلال بينّاً.
وعلى الفور قام عليه السلام بترسيم الحدود ..والتي عرفت بالمواقيت..
تعليق