الزنا من أبشع الفواحش وأعظم الموبقات، قرنه الله بالشرك وقتل الأبرياء :
(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناًً) (الفرقان:70) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) رواه البخاري ومسلم
ولعظم بشاعة هذه الجريمة جعل الله عقوبة من فعلها الرجم إن كان محصنا (قد عرف سبيل الإحصان وتمكن منه ) ، والجلد مائة جلدة إن لم يكن محصنا.
ولكن فرضَ الإسلام ضوابط وشروطا مُشَدَّدة في إثبات جريمة الزنا فهي لا تثبت إلا بأربعة شهود عدول وهذا لا يكاد يثبت إلا بمجاهرة وفجور واستخفاف. ولا يثبت الزنا بظهور الحمل إلا بانتفاء الشبهة وانتفاء دعوى الغصب والإكراه على الراجح.
ولو أن شخصا اتهم امرأة أو رجلا بالزنا، لكان عليه أَنْ يأتي بأربعة شهودِ، فإن لم يفعل جُلِدَ ثمانين جلدةَ ولم تقبل له شهادة إلى الأبد.
إن حد الرجم قد شرعه الله للردع والتخويف وحفظ العباد. فالشهوة لارتكاب الفاحشة قد تثور بقوة فإن لم يصرفها الخوف من الله فإن مجرد تخيل هذا العقاب سيطفئ هذه الرغبة الشيطانية في ارتكاب هذا الجرم البشع، فتصان محارم الله ويبقى الزوج وفيا لزوجته وتبقى الزوجة وفية لزوجها وتبقى الأسرة متآلفة ينعم في ظلها الأطفال وتحفظ الأعراض ويسلم الناس من الأمراض الجنسية وأبناء الزنا والجرائم والطلاق والمعاناة .
الجواب للنصارى واليهود:
التوراة قد شرعت أيضا قتل الزاني والزانية، ومن ثم فانتقاد هذه العقوبة هو انتقاد لهذا الكتاب وهذا مالا ينبغي أن يقبله أي نصراني أو يهودي مؤمن بدينه.
بل إنه طبقاً لأحكامِ الكتاب المقدس، إذا اَتّهمُ رجل زوجته الجديدة بأنها ليست عذراء، فعلى والد ووالدة الزوجةَ الإتيان ببرهان يثبت أنَّهَا كَانتْ عذراء، و إلا رُجمت الزوجة حتى الموت! بينما في الإسلام تستطيع الزوجة أَن تبطل الاتهام بمجرد أن تقدم شهادتها.
إِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَحِينَ دَخَل عَليْهَا أَبْغَضَهَا. وَنَسَبَ إِليْهَا أَسْبَابَ كَلامٍ وَأَشَاعَ عَنْهَا اسْماً رَدِيئاً وَقَال: هَذِهِ المَرْأَةُ اتَّخَذْتُهَا وَلمَّا دَنَوْتُ مِنْهَا لمْ أَجِدْ لهَا عُذْرَةً. يَأْخُذُ الفَتَاةَ أَبُوهَا وَأُمُّهَا وَيُخْرِجَانِ عَلامَةَ عُذْرَتِهَا إِلى شُيُوخِ المَدِينَةِ إِلى البَابِ ... وَلكِنْ إِنْ كَانَ هَذَا الأَمْرُ صَحِيحاً لمْ تُوجَدْ عُذْرَةٌ لِلفَتَاةِ. يُخْرِجُونَ الفَتَاةَ إِلى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ لأَنَّهَا عَمِلتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيل بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ. (التثنية 22: 13- 21 )
بل إن حكم الرجم في التوراة المحرفة يقام لمجرد العقوق:
وإذا كانَ لِرَجلٍ اَبْنٌ عَقوقٌ مُتَمَرِّدٌ لا يسمَعُ لِكلامِ أبيهِ ولا لِكلامِ أمِّهِ، ويُؤدِّبانِهِ فلا يُصغي إليهِما، يُمسكُهُ أبوهُ وأمُّهُ ويُخرِجانِهِ إلى شُيوخ المدينةِ التي يُقيمُ بِها ويقولُ لهُم: ((إبنُنا هذا عَقوقٌ مُتمَرِّدٌ لا يسمَعُ لِكلامِنا، وهوَ أكولٌ شِرِّيبٌ)). فيرجمُهُ جميعُ رِجالِ مدينتِه بِالحجارةِ حتى يموتَ. (التثنية 21: 18-21)
الجواب لمن لا يؤمن بالله ولا بكتبه ورسله:
الرجم على طريقة الغرب
إنه من المذهل حقا أنّ الغربيينَ يَعتقدونَ بأنّه من الظلم قَتل مرتكب جريمة الزنا، بينما يَعتقدونَ بأنه من العدل قتل الطفلِ البريءِ المنجب من هذا الزنا !!
في أمريكا وحدها يقتل بالإجهاض أكثر من مليون طفل سنويا !!
المصدر: المراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض:
http://www.cdc.gov/mmwr/preview/mmwrhtml/ss5511a1.htm
يبدو أن علمانيي الغرب قد أعجبتهم عقيدة الصلب والفداء النصرانية فتوسعوا في تطبيقاتها !!
بعقيدة الصلب والفداء استطاع النصارى تبرير قتل النبي الكريم المسيح عيسى عليه السلام الذي كان أطهر وأفضل البشر في زمانه لذنب ارتكبه شخص آخر. لذا لَن يَكُونَ صعبا على علمانيي الغرب أَن يستخدموا العقيدة نفسها ليـبرروا قتل تلك الملايينِ مِنْ الأطفالِ البريئين لذنوبِ أبائِهم الذين ارتكبوا الزنا ! وسيقولون: هؤلاء الأطفال ليسوا أفضل من المسيح الذي قتل بسبب ذنب شخص آخر !
فالنصارى يزعمون :
لأَنَّهُ هَكَذا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذلَ ابنهُ الوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكونُ لهُ الحَيَاة الأَبدِيَّة. (يوحنا 3: 16)
.. المَسيحَ ماتَ مِنْ أجلِ خَطايانا .. (1 كورنثوس 15:3)
والعلمانيون يريدون تطبيقه هكذا:
لأَنَّهُ هَكَذا أَحَبَّ اللَّهُ الزاني والزانية حَتى بَذلَ ابنهُما الوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ بالرجم كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكونُ لهُ الحَيَاة الأَبدِيَّة
.. ابننا ماتَ مِنْ أجلِ خَطايانا ..
في أمريكا وحدها منذ عام 1973 إلى 2002 قتل بالإجهاض أكثر من 42 مليون جنين !!
المصدر المراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض:
http://www.cdc.gov/mmwr/preview/mmwrhtml/ss5511a1.htm
هؤلاء الأطفال البريئون يقتلون في أرحام أمهاتهم وتشوه جثثهم ثم ترمى مع النفايات!
أكثر من مليون طفل بريء يقتلون بالإجهاض سنويا في أمريكا لإشباع الهوسِ الجنسي الغربي ! ثم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لو رجم شخص زان واحد فقط في بلد إسلامي !!
أليس من الظلم حقا أن يقتل الأبرياء من الأطفال لجرم ارتكبه آباؤهم، ويترك المجرمون دون عقاب! أليس هذا ذروة الوحشيةِ والقسوةِ!
أليس لأرواح هؤلاء الأطفال حرمة ... أليس لهم حق في الحياة كغيرهم !
تلك هي ديمقراطيتهم، لأن الأطفال لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم ولا يستطيعون الكلام، فإنهم يضعون جرم الزنا عليهم ويقتلونهم ! ما أبشعها من بربرية !
الديمقراطية الغربية هي أشبه بذئبين ونعجة يصوتون على اختيار وجبة الغداء. أوذئبين بشريين وجنين ناتج من زناهما يصوتون على من يقع عليه حكم القتل لجريمة الزنا !
الرجم الغربي- 42 مليون جنين قتلهم الشعب
الأمريكي وألقى بهم مع النفايات، كفارة ً لهوسهم الجنسي !
لو طبقوا شرع الله:
في الحالاتِ الحادّةِ مِنْ الغرغرينا، يقوم الأطباء ببتر الجزءِ المصاب لإنقاذ بقيّة الجسم. فهل هذا ظلمٌ أَو قسوة ؟
لا طبعا !
لأن بترَ الجزءِ المصاب أقل ضررا من ترك سائر الجسمِ للهلاك !
وعلى النحو نفسه، موت مرتكب الزنا أقل ضررا من النتائج الفظيعة لانتشار الزنا.
في الولايات المتّحدة الأمريكية حالياً، أكثر من 65 مليون شخص مصابون بأمراض جنسية لا يمكن علاجها! وهناك أيضا 15 مليون إصابة جديدة سنوياً.
المصدر: CNN والمراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض
http://www.cnn.com/2000/HEALTH/12/05/health.stds.reut/
http://www.cdc.gov/nchstp/od/news/RevBrochure1pdfintro.htm
هكذا يظهر الإعجاز العلمي النبوي جليا حين تحقق ما حذر منه رسولنا صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا حين قال: " لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم".
حسب تقرير للأمم المتّحدةِ، الأيدز سيقتل 70 مليون شخص في السنوات الـ20 القادمة!
أكثر من 40 مليون شخص يعانون من الأيدز أو فيروسه (HIV). يُهدد الأيدز بإبادة جيل في أفريقيا وبزعزعة القارة بأكملها !
http://www.hhs.gov/news/factsheet/hivaids.html
بلغت نسبة المصابين بالأيدز في دولتي بوتسوانا وسوازيلاند 40 % (حوالي نصف السكان).
المصدر: منظمة الصحة العالمية
http://www.who.int/hiv/pub/epidemiol...e2003_I_en.pdf
وانخفض متوسط العمرعند الوفاة في بوتسوانا إلى 33 سنة فقط وأصبح عدد السكان يتناقص، وكل هذا بسبب إنتشار مرض الأيدز عن طريق الفواحش المتفشية في سكانها النصارى والوثنيين.
لنفترض أن الشريعة الإسلامية طبقت في هذه البلدان؛ النساء يرتدين الحجاب والرجال لا يخالطون النساء. وبعد هذا من يقترف الزنا من المحصنين يرجم، ولنفرض أن شخصا أو شخصين فقط تم رجمهما ! ما الذي سيحدث ؟
ألن تنخفض معدلات الإصابة بالأيدز والأمراض الجنسية الأخرى على نحو هائل !
ألن ينجو من المعاناة والآلام والموت ملايين البشر !
ألن تتحول حال تلك الملايين من الوجوه البائسة التعيسة التي أنهكتها الأمراض الجنسية والخيانات والطلاق والفرقة واليتم والتفكك ، إلى وجوه مشرقة، آمنة وسعيدة !
الشريعة الإسلامية تصنع المعجزات !
الإسلام يقدم حلولا عملية لمشاكلِ البشر !
مقارنة بين نتائج تطبيق شرع الله وتطبيق القوانين الوضعية
الحياة في ظل الإسلام هي أفضل وأجمل وأشرف حياة، لأن شرائع الإسلام ليست مجرد توجيهات نظرية تتطاير في الهواء بل إجراءاتٍ وقائية وحلول عملية لمشاكلنا تحقق السعادة والحماية للفرد وسائر المجتمعِ.
عندما نتأمل جميع الحقائق، تتضح عظمة وحكمة شرع الله ورحمته ،،،
اعداد: موقع شبهات وبيان
منقول
تعليق