مناقشة حرة
يروقنى في المسيحيين ؛ خاصة المسيحيين المصريين ؛ جهلهم المطبق بدينهم .. فمعظم المسيحيين تجدهم أجهل من دابة بشئون دينهم .. ومع ذلك ؛ بل وربما من أجل ذلك بالتحديد ؛ تجد أن أى مسيحي يدخل في مناظرة مع مسلم يدعي ؛ أى المسيحي ؛ أنه أعلم بالمسيحية من باباه شنودة نفسه ، وأعلم بعلم النحو العربي من عشرة مثل سيبويه ، وأعلم بالفقه والقرآن والتفسير والحديث من الشيخ الشعراوي والإمام الغزالي والرازي والطبري وابن عباس مجتمعين !!
ولذلك تجدهم يقعون في أخطاء لا تدل إلا على مدي جهلهم بدينهم ؛ قبل أديان الآخرين ؛ وأنهم لا يعلمون فيها شيئاً ..
وأول مثال على ذلك هو الكلمة التي يكررها كل مسيحي مصري عندما تناظره وتقول له كيف يكون المسيح هو الله وهو كان يأكل ويشرب ويدخل الخلاء .. فيقول لك دون تفكير وعلى الفور " كان يفعل ذلك بناسوته دون لاهوته ! "
طبعاً المسيحي المصري الأرثوذوكسي الأجهل من دابة لا يعرف أنه ينطق كفراً صراحاً في حق كنيسته ومذهبه .. لأنه ببساطة هنا يتبني مذهب الطبيعتين ( الذي يقول أن للمسيح طبيعتين إلهية وبشرية ) وهو المذهب الذي ترفضه الأرثوذكسية وتكفره .. أى أنه بعبارة أبسط يدافع عن مذهب يكفر أرثوذكسيته وتكفره !!
المثال الثاني هو قصة الخنزير والحزن الكبير الذي يلوي أمعاء مسيحيي مصر على الخنزير الطاهر الجميل الذي يستقذره ويحرمه المسلمون ؛ الوحشين اللى مش طاهرين ؛ ويرفضون أكله .. وتجد المسيحي يردد كالببغاء :
" هل يخلق الله شيء غير طاهر ؟! "
طبعاً كان من الأولي بأى مسيحي من هذه العينة المباركة أن يذهب ليسأل كاهنه أو قسيسه في الكنيسة هذا السؤال الغبي .. ويسأله لماذا حرم الله في العهد القديم أكل الخنزير بل وأكل الأرنب ؟!
بل الأولي بهذا المدافع المستميت عن كرامة وسمو الخنزير أن يسأل نفسه : لماذا لا يأكل الصراصير والخنافس والجرذان .. وهل هى غير طاهرة ؟!
ولكن من قال أن المسيحي يعرف شيئاً عن كتابه ؟!
المسيحي لديه عشرة ألسنة ولكن ليس لديه أذن واحدة للسمع !!
المثال الثالث وهو أكثرهم مرحاً هو ( وثيقة بحيرا المقدسة ) التي كشفت حقيقة الإسلام ودمرت الإسلام وهدمت ملة الإسلام .. طبعاً الوثيقة إياها مجرد حبر قلم فرنساوي على ورق فلوسكاب من عند عم مرسي بتاع الفجالة .. ولم يكن حمار مثل " زكريا بطرس " ليجرؤ أن يعرض هذه المسخة على مسيحيي الغرب المثقفين المتمتعين بنعمة العقل والإدراك ولكنها عرضها بمنتهي الفخر على قناة موجهة لمسيحيي مصر المساكين الذي يصدقون أى شيء ولا يفقهون أى شيء .. وحق الله إن زكريا بطرس ليس مخطئاً فيما يفعله بهم وفي إستغفاله للمصريين ما هو ( اللي يلاقي مغفل وما يستغفلهوش يبقي مغفل ) !!
بل إنني أقول لكم بمنتهي الثقة : لو أن " زكريا بطرس " خرج غداً ليقول أنه قام بالتنقيب في غار حراء ؛ الذي كان الرسول يتعبد فيه ؛ وعثر على فلاشة ماركة دار الندوة سعة عشرين جيجا بايت مسجل عليها جلسات نبي المسلمين مع بحيرا الذي لقنه القرآن والإسلام كما يزعم والله لصدقه مسيحيي مصر .. والله ليصدقونه .. والله ليصدقونه .. بل ربما دشنت الكنيسة الأرثوذوكسية صوم خاص بهذه المناسبة وأطلقوا عليه ( صوم الفلاشا المقدسة ) .. بل وربما أرادو تكريم هذه الفلاشة ( التي فضحت حقيقة الإسلام كما سيقولون ويرددون خلف بعضهم ) وعملوا لها عيداً ووضعوا لها لحن كنائسئ وألفوا لها صلاة تقول :
" أيتها الفلاشة المقدسة .. مباركة أنت في الفلاشات .. بجيجابايتاتك أظهرت الحق ونورت العالم وأيقظت النيام من رقادهم وبكارت الميموري المبارك بداخلك أظهرت نور المسيح للعالم .. طوبي لك وبارك الله تعب جيجابايتاتك وكارت ميموريكى !! "
مثال رابع وهو آيات القتال في القرآن الكريم .. طبعاً المسيحي وهو ينقل ما يمليه عليه قساوسته لا يجرؤ على أن يفكر في صحة أو بطلان كلمة واحدة مما يملونه عليه .. بل يذهب ويردد ما يقولونه بالحرف كما يردد أى جهاز تسجيل يحترم نفسه أغنية مسجلة على شريط .. وطبعاً المسيحي ؛ خاصة المسيحي المصري الذي هو أكثر مسيحيي العالم غباء وكرهاً وحقداً على الإسلام ؛ لا يفكر لحظة في أن يسأل قسيسه عن آيات القتال والذبح وشق بطون الحوامل وتحطيم رؤوس الأطفال التي تملأ كتابه المقدس .. وكيف يسأل ؟!
كيف يسأل وهم يربونهم في الكنيسة منذ نعومة أظفارهم على مبدأ " ما نريكم إلا ما نري "
وعليه فهم لا يسألون أنفسهم لماذا حارب نبي الإسلام ولماذا ؛ إذا كان نبياً كاذباً مدعياً كما يزعم أصحاب عقول الماشية ؛ ظل ثلاثة عشر عاماً يتحمل أذي المشركين ، ولماذا رفض كل ما عرضوه عليه من جاه وملك ومال ؛ ولماذا عاش حياته فقيراً مستعففاً عن مال الأمة وهو نبي وقائد وسيد الأمة ، ولماذا لم يملأ القرآن بمعجزات وهمية ويدعي لنفسه الإلوهية ، ولماذا لم يستغل فرصة كسوف الشمس يوم وفاة ابنه ويدعي إنها إحدي معجزاته مع أنها كانت معجزة جاهزة لا ينقصها إلا أن يأتي ويضع اسمه عليه ، ولماذا تزوج امرأة عجوز وعاش معها عمراً وظل طوال عمره مخلصاً لها ولذكراها ؛ بعد موتها ؛ إذا كان حقاً يحب النساء كما يدعون .. كل هذه الأسئلة لا يجرؤ المسيحي أن يسألها لنفسه .. لأنه أصلاً تربي على أن يترك عقله للكنيسة ورجالها يشكلونه كيف يشاء !!
مثال خامس وهو غريب بعض الشيء .. في الحقيقة لطالما سألت نفسي من أين يستمد المسيحييون إيمانهم ؟!
لأنك تجد أن هناك أشياء مذكورة نصاً في كتابهم المقدس ولا يؤمنون بها .. بينما تجدهم يؤمنون بأشياء لا وجود لها بل وأحياناً أشياء يرفضها كتابهم المقدس ويسفهها
وعلى سبيل المثال فالمسيحييون لا يؤمنون بوجود الجن ويعتبرونها إحدي خرافات الإسلام ويسخرون منها .. والمصيبة أن الجن مذكورون في كتابهم المقدس !!
بينما هم يؤمنون بفكرة الخطيئة الأصلية وفكرة وراثة الذنب رغم أن الكتاب المقدس يرفضها رفضاً قاطعاً .. مثلما يؤمنون بإلوهية المسيح التي لا ذكر لها في كتابهم المقدس !!
الأمر الذي يجعل المرء يتساءل في حيرة .. ما هو مقياس المسيحييون في الإيمان بشيء أو عدم الإيمان به ؟!
إن لديهم مقياساً عظيماً فعلاً .. وهو الهوي الشخصي !!
هوي الكنيسة بالطبع .. وليس هوى أتباع الكنيسة الذين لا يعقلون إلا ما تعقله لهم الكنيسة .. ولا يعرفون إلا ما تعرفهم إياه الكنيسة .. ولا يؤمنون إلا بما تأمرهم به الكنيسة !!
إن الإنسان ليشعر بالحزن والله وهو يري أولئك الناس ؛ ومنهم كثيرون ذوي خلق حسن وعلى درجة عالية من الذكاء والنبوغ ؛ وهم مسوقين خلف مؤسسة وثنية تأمرهم بالشرك بالله والسجود للإيقونات والصور والتماثيل وعبادة رفات الموتي ومخلفات القديسين وتحرم عليهم ما أحله الله وتحيل حياتهم إلى جحيم .. ولنا في قضية الطلاق والزواج الثاني مثال طيب على تغول الكنيسة المصرية التي صارت طاغوت الأرض بل وتريد أن تصير طاغوت في السماء وتقسم ملكوت الله على هواها !!
ويحضرني في النهاية مثال طريف للغاية .. ذكرته الجريدة النقدية في عددها الأول وهى قصة عظام القديسة " روزاليا " التي ظلوا في أوربا يعبدونها ويتبركون به أجيالاً ثم كشف الطب أنها ليست عظام بشرية أصلاً .
.. بل هى عظام ماعز !!
لذلك أقول لكل مسيحي متمتع بنعمة العقل : أيها الإنسان الذي كرمه الله وأهانته الكنيسة كفاك عبادة لعظام الماعز !!
تعليق