س_ سيرة ابن هشام موثوق فيها؟ وسؤال عن الإلتفات؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

e s l a m مسلم اكتشف المزيد حول e s l a m
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • e s l a m
    0- عضو حديث
    • 30 أكت, 2010
    • 16
    • باحث
    • مسلم

    س_ سيرة ابن هشام موثوق فيها؟ وسؤال عن الإلتفات؟

    الســـلام عليكم ورحمه الله وبركاته


    هــل كل ما وجد فى السيره النبويه لابن هشـــــام ماورد حقيقه فى حياه رسولنا الكريم محمد هل هى ذات مصدر ثقه موثوق ام مسه التحرف والافتراءات ؟؟


    يتســــائل بعض الاخوه المسحيين حول تلك الايه الكريمه
    1. إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
    2. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا
    3. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
    4. اليس هذا بااشاره بالمتحدث ليس الله وليكن سيدنا محمد بديل انه اى بلسان شخص اخر غير الله ؟؟!! رجاء التوضيح ؟وشكرا
  • باحث سلفى
    =-=-=-=-=-=

    حارس من حراس العقيدة
    • 13 فبر, 2007
    • 5183
    • مسلم (نهج السلف)

    #2
    هــل كل ما وجد فى السيره النبويه لابن هشـــــام ماورد حقيقه فى حياه رسولنا الكريم محمد هل هى ذات مصدر ثقه موثوق ام مسه التحرف والافتراءات ؟؟
    لقد أخذ ابن هشام سيرته عن شيخ له عن محمد بن إسحاق بن يسار ،
    وفي سيرته هذه توجد أخبار : منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف ومنها ما هو شديد الضعف ، و كان كُتّاب التاريخ و السير والحديث (عدا من اعتمد في منهجه الصحيح ) يتبعون في ذلك منهج التقميش ( أي جمع الغث والثمين ) معتمدين على قاعدة ( من أسند فقد أحال ) .
    ولعلمهم أن ما يوردونه يمكن لمن لديه ملكة الصنعة الحديثية أن يعرف الغث من الثمين .


    اليس هذا بااشاره بالمتحدث ليس الله وليكن سيدنا محمد بديل انه اى بلسان شخص اخر غير الله ؟؟!! رجاء التوضيح ؟وشكرا
    ألم تسمع عن الإلتفات ؟!
    أدوات للباحثين على الشبكة: البحث في القرآن الكريم هنا تفاسيره هنا القرآن بعدة لغات هنا سماع القرآن هنا القراءات القرآنية هنا
    الإعجاز العلمي هنا بحث في حديث بإسناده هنا و هنا معاجم عربية هنا معاجم اللغات هنا
    كتب وورد
    هنا المكتبة الشاملة هنا كتب مصورة هنا و هنا وهنا وهنا وهنا وهنا و هنا وهنا وهناوهنا وهنا وهنا وهنا وهنا كتب مخطوطة هنا
    للتأكد من الأخبار العصرية موقع فتبينوا

    تعليق

    • كنز العلوم
      مشرف اللجنة العلمية والتواصل

      • 6 ديس, 2010
      • 1624
      • طبيب
      • مسلم

      #3
      اخي الفاضل / e s l a m



      الاسلوب البلاغي الذي ينتقل من الخطاب المباشر الي الخطاب بضمير الغائب اسمه ( اسلوب الالتفات )



      وقد يكون العكس ... يبدأ بالغائب ... ويكمل بالخطاب المباشر ... ومنه ستة انواع



      ومنه مثلا ما جاء في سورة يونس : الاية : 22



      هو الذي يُسيـّركم في البرّ والبحر حتى إذا كنتمْ في الفلْكِ وجريْنَ بهم بريح طيّبةٍ وفرحوا بها جاءَتـْـهمْ ريحٌ عاصِفٌ



      فبدأ بالخطاب المباشر ثم اكمل بالغائب وقد يعود الي المباشر مرة اخري



      وذلك لزيادة جمال المعني والتنبيه الي المبالغة في وصف البيان الاول وبيان حسنه



      وهذا كتاب يتحدث عن اسلوب الالتفات



      حمل من هنا



      http://www.tafsir.org/vb/attachment....8&d=1210622934




      وهنا بصيغة الوورد



      http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=46069&d=1174793366




      لكم خالص التحية

      ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل : 125]

      تعليق

      • مسلمة بكل فخر
        3- عضو نشيط

        حارس من حراس العقيدة
        • 13 يون, 2011
        • 412
        • امَة الله
        • مسلم

        #4
        جزاكم الله خيرا كثيرا

        الحقيقة انا عندى سؤال

        أنا مش شايفة اي خطأ في الاية

        يقول الله تعالى
        فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا


        هو فين الالتفات هنا

        هو لم يقل فسبحني واستغرني انه

        يبقي اصلا فين المشكلة

        ولو مشينا بنفس طريقة فهم المُفتكس واضع الشبهه

        أن ( إنه ) عائدة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

        طب الضمير فى واستغفره عائد عليه ايضا !!!!!


        تعليق

        • مسلمة بكل فخر
          3- عضو نشيط

          حارس من حراس العقيدة
          • 13 يون, 2011
          • 412
          • امَة الله
          • مسلم

          #5
          وجزى الله خيرا الأخ الكريم : كنز العلوم علي الكتاب

          تعليق

          • مسلمة بكل فخر
            3- عضو نشيط

            حارس من حراس العقيدة
            • 13 يون, 2011
            • 412
            • امَة الله
            • مسلم

            #6
            منعا لسوء الفهم

            الاخ الفاضل :اسلام
            اقصد بواضع الشبهه المسيحى وليس حضرتك

            وجزاكم الله خيرا

            تعليق

            • مسلمة بكل فخر
              3- عضو نشيط

              حارس من حراس العقيدة
              • 13 يون, 2011
              • 412
              • امَة الله
              • مسلم

              #7
              خلاص الحمد لله فهمت فين الالتفات

              لكن هو ليه ملون انه فقط جعلتنى افكر ان المشكلة فى الاية نفسها

              الالتفات في السورة كلها

              تعليق

              • كنز العلوم
                مشرف اللجنة العلمية والتواصل

                • 6 ديس, 2010
                • 1624
                • طبيب
                • مسلم

                #8
                اختي الفاضلة / مسلمة بكل فخر

                الالتفات في قوله : انه ...

                الهاء ... ضمير غائب عائد علي الله سبحانه وتعالي ..

                والاية ...خطاب ... رايت ( انت ) .. وسبح ( انت ) ..ربك ( خطاب )

                واستغفره ( انت ) ....بعد ذلك

                انه ( هاء الغائب ) كان توابا .... وليس ... ان ربك ( كاف الخطاب ...سياق الاية ) كان توابا

                والاستاذ الناصح ... اكتشف هاء الغائب ... بعد كاف الخطاب ..وظن انه كسر لسياق الاية

                ولانه جهبذ في اللغة !!!!! فقد اعلن عن اكتشافه الخطير !!!

                وهي معلومة يعرفها طالب الاعدادية الذي يدرس البلاغة !

                ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل : 125]

                تعليق

                • مسلم للأبد
                  مشرف الأقسام العامة

                  • 20 ماي, 2008
                  • 11698
                  • محاسب
                  • مسلم

                  #9
                  أسلوب الالتفات في القرآن الكريم
                  وجهود أشهر اللغويين والنحاة في دراسته

                  د. عدنان عبد الكريم خليفات
                  مقدمة:
                  إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فهو المهتد, ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشداً, والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, وبعد:
                  فقد جعل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم معجزة رسوله الكبرى, والحجة الدائمة على الخلق,
                  أعجز بفصاحته البلغاء, وأبكمت بلاغته عدنان وقحطان, كتابٌ لا تفنى عجائبه, ولا يخلق على كثرة الرد, ولا يشبعُ منه العلماء , من قال به صدق, ومن حكم به عدل, ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم, انبهر به الناس عربا وعجما , وأقبلوا على دراسته آناء الليل وأطراف النهار, فألفت في علومه المختلفة المؤلفات , فألف العلماء في إعجازه, وأمثاله, وتفسيره, وتشبيهاته, وناسخه ومنسوخه, ومحكمه ومتشابهه, وكل ذلك دليلٌ على إعجازه.
                  وكان الالتفات من المواضيع التي تناولها علماء اللغة في كتبهم , وأولوه مزيد اهتمام لما له من أهمية في البلاغة العربية عموما والبلاغة القرآنية خصوصا .
                  وقد ألقيت الضوء في هذا البحث على دراسات طائفةٍ من علماء اللغة والنحو للالتفات في القرآن الكريم؛ وقد قسمت البحث إلى مبحثين: الأول في تعريف الالتفات وبيان أقسامه, والثاني في جهود أشهر اللغويين والنحاة في دراسة الالتفات في القرآن الكريم.

                  المبحث الأول: تعريف الالتفات وبيان أقسامه


                  المطلب الأول: الالتفات في اللغة


                  الالتفات مأخوذ من الفعل " لفت" وهو يدلُ على اللي وصرف الشيء عن جهته المستقيمة, ومنه لفتُّ الشيء لويته؛ ولفتُّ فلانا عن رأيه صرفته, ولفتَ وجهه عن القوم صرفه, والتفت التفاتا والتلفت أكثر منه, وتلفـّت إلى الشيء والتفت إليه: صرف وجهه إليه, والتفت عنه أعرض(ابن منظور: مادة لفت).
                  وجاء في الكتاب العزيز ولا يلتفت منكم أحدٌ إلا امرأتك ( (هود/81) أمروا بترك الالتفات بوجوههم لئلا يروا عظيم ما نزل بالكافرين من العذاب.
                  وجاء كذلك قوله تعالى أجئتنا لتلفتنا عـمـّا وجدنا عليه آباءنا ( (يونس/ 78) أي لتصرفنا عما وجدنا عليه آباءنا من المعتقدات والأفعال.
                  وجاء في الحديث النبوي لفظ الالتفات بمعنى اللي والصرف – صرف الوجه يمنة ويسرة في الصلاة إلى جهة خارجها: فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سألت رسول الله r عن الالتفات في الصلاة , فقال: (هو اختلاسٌ يختلسهُ الشيطان من صلاة العبد) (بدر الدين محمود: ج 5/ 310).
                  مما سبق نرى أنّ الالتفات بتراكيبه واستعمالاته المختلفة يدلُ على معنى الصرف واللي عن الجهة المستقيمة والطبيعية , وأكثر ذلك في الماديات, ثم أطلق بعد ذلك على الفن البلاغي المعروف كما سيأتي (خليفات:ص 4).

                  المطلب الثاني: الالتفات في الاصطلاح:
                  كثرت تعاريف الالتفات عند العلماء (خليفات: ص 4 – 5) وأشهر التعريفات هي:
                  1. (أن يكون الشاعر في كلام فيعدل عنه إلى غيره قبل أن يتم الأول, ثم يعود إليه فيتمّه, فيكون فيما عدل إليه مبالغة في الأول وزيادة في حسنه) (البغدادي: ص 110) , وهذا هو تعريف لفن بلاغي آخر يسمّى " الاعتراض".
                  2. (التعبير عن المعنى بطريق من الطرق الثلاثة – أعني المتكلم والمخاطب والغيبة – بعد التعبير عنه بطريق آخر منها) (المدني: ج 1 / 362). والتعريف الثاني هو لجمهور العلماء أمثال أبو حيان التوحيدي (أبو حيان: ج1/ 24) , وابن أبي الإصبع المصري (المصري: ص 45), وبدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي(الزركشي ج3 / 314-315), وبهاء الدين السبكي(السبكي ج1/ 463-464). وهذا هو التعريف المختار للالتفات لسببين اثنين؛ الأول: أنّه تعريف المتقدمين والمتأخرين من العلماء, والثاني: أنّه تعريفٌ جامعٌ مانعٌ.

                  المطلب الثالث: أقسام الالتفات
                  ينقسم الالتفات من الناحية العقلية إلى ستة أقسام هي:
                  · الأول: الالتفات من ضمير الخطاب إلى ضمير الغيبة.
                  · الثاني: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب.
                  · الثالث: الالتفات من التكلم إلى الخطاب.
                  · الرابع: الالتفات من الخطاب إلى التكلم.
                  · الخامس: الالتفات من الغيبة إلى التكلم.
                  · السادس: الالتفات من التكلم إلى الغيبة.
                  وهذه الأقسام موجودة في الشعر العربي سواء كان شعرا إسلاميا أو شعرا جاهليا مع التفاوت بينهما من جهة الكثرة والقلة في الشعر عموما ستقدم أمثلة مختصرة من الشعر خلال الحديث عن جهود البلاغيين والنحاة في الالتفات القرآني. كما أن هذه الأقسام الستة للالتفات موجودة في القرآن الكريم على رأي جمهور العلماء ؛ إذ نفى الإمام السيوطي - رحمه الله - في "الإتقان " وجود الالتفات من الخطاب إلى التكلّم في القرآن (السيوطي: ج2/85).
                  ومن أمثلة الالتفات قوله تعالى: ) الحمدُ للهِ ربِّ العالمين * الرحمن الرحيم * مالكِ يوم الدين* إيـّـاكَ نعبُدُ وإيـّـاك نسْـتعين ( (الفاتحة / 2- 5) حيثُ التفتَ من أسلوب الغيبة بقوله) الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ( إلى أسلوب الخطاب بقوله ) إيـّـاكَ نعبُدُ وإيـّـاك نسْـتعين (.
                  ومن أمثلة الالتفات من الخطاب إلى الغيبة قوله تعالى: ) هو الذي يُسيـّركم في البرّ والبحر حتى إذا كنتمْ في الفلْكِ وجريْنَ بهم بريح طيّبةٍ وفرحوا بها جاءَتـْـهمْ ريحٌ عاصِفٌ ( (يونس /22) حيث خاطبهم الله سبحانه بقوله: ) كنتم (, وتغيّر الأسلوب إلى الغيبة ) وجرين بهم ( ولكل موضعٍ سره بل أسراره التي هي حريّة بالدراسة والتأمّـل.......

                  المبحث الثاني: جهود أشهر اللغويين والنحاة في دراسة الالتفات في القرآن الكريم

                  من المعروف أنّ الالتفات كأسلوبٍ بلاغي كان معروفا عند العرب في الجاهلية, ولكنه لم يكن يُعرف بهذا الاسم, ولعلَّ أول من أطلق عليه هذا الاسم (الأصمعي)(1) دون أن يذكر له تعريفا ؛ فقد روى العسكري قال: أخبرنا أبو محمدٍ قال: أخبرني محمد بن يحيى الصولي... قال: قال الأصمعي: أتعرف التفاتات جرير؟ قلت: لا, فما هي؟ قال:
                  أتنسى إذ تواعدنا سُليْمى بعودِ بشامةٍ سقيَ البشامُ (2)
                  ألا تراه مقبلا على شعره... ثمّ التفت إلى البشام فدعا له. وقوله:
                  طربَ الحمامُ بذي الأراكِ فشاقني لا زلت في غللٍ وأيكٍ ناضرٍ(3)
                  فالتفت إلى الحمام فدعا له(4).
                  ولكن الالتفات كأسلوبٍ بياني قد ذكره بعض اللغويين في كتبهم قبل الأصمعي , من غير أن يسمّوه , وقد درسوه في كتبهم من خلال وروده في القرآن الكريم والأدب عموما , ومن هؤلاء: أبو عبيدة معْمَر بن المثنى في كتابه " مجاز القرآن" , والفراء في " معاني القرآن " , والأخفش الأوسط في " معاني القرآن " , والمبرد في " الكامل في اللغة والأدب " , وابن فارس في " فقه اللغة " , والعكبري في " التبيان في إعراب القرآن" و" إملاء ما منّ به الرحمن" , وابن قتيبة في " تأويل مشكل القرآن" , وهذا ما سيتناوله الباحث في الصفحات القادمة بإذن الله.
                  1. الالتفات في مجاز القرآن:
                  يعتبر أبو عبيدة (ت: 208هـ) من أوائل اللغويين الذين تحدّثوا عن الالتفات , وذكر له أمثلة من القرآن الكريم والشعر العربي. (ولا تزال الأمثلة التي أشار إليها أبو عبيدة تتردد في كتب البلاغة إلى الآن) (5) , ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:
                  ) حتى إذا كنتم في الفلكِ وجرينَ بهم بريحٍ طيّبةٍ) (يونس /22) التي اعتبرها أبو عبيدة " من مجاز ما جاءت مخاطبته مخاطبة الشاهد , ثم تركت وحوّلت إلى الغائب " (أبو عبيدة:1/11) , وكذلك قوله سبحانه وتعالى:
                  ) ثمّ ذهب إلى أهله يتمطى* أولى لك فأولى ( (القيامة: 33-34) التي يمثل بها على أنها " من مجاز ما جاء خبره عن غائب , ثم خوطب الشاهد ". (أبو عبيدة:1/23- 24) .
                  وعند تعرض أبي عبيدة لتفسير سورة الفاتحة ذكر ما فيها من التفات مؤيدا ذلك بذكر أشعار ورد فيها هذا الأسلوب البلاغي ؛ وقال:" ومجاز جرِّ ) مالكِ يوم الدين ( أنه حدث عن مخاطبة غائبٍ , ثمّ رجع فخاطب شاهدا فقال: ) إياك نعبدُ وإياك نستعين اهدنا ( , قال عنترة بن شداد: (الكامل)
                  شطّتْ مزارُ العاشقينَ فأصبحتْ عَسِرا عليّ طربكِ ابنةَ مخرم (6)
                  ولما تعرض لقوله تعالى ) ذلك الكتابُ ( (البقرة /2) قال: " معناه هذا القرآن , وقد تخاطب العرب الشاهد فتظهر له مخاطبة الغائب , قال خفاف بن ندبة السلمي: (الطويل)
                  فإن تكُ رمحي قد أصيبَ جميعها فعمدا إلى عين تيمّمتُ مالكا
                  أقولُ له والرمحُ يأطرُ متنهُ تأمّل خفافا إنني أنا ذلكا " (7)

                  ونلاحظ أن أبا عبيدة لم يضع تعريفا للالتفات , وكان يسميه الترك أو التحويل أو الرجوع , كما أن أبا عبيدة لم يتعرض في " مجازه" للحديث عن كل أنواع الالتفات , لم يتطرق للالتفات من ضمير الغيبة إلى ضمير التكلم في القرآن الكريم أو العكس في أي موطن من المواطن , ولم يذكر شيئا عن الالتفات من ضمير الخطاب إلى ضمير التكلم في القرآن الكريم أو العكس.
                  ولم يشر أبو عبيدة من قريبٍ أو بعيد إلى أي سر من أشرار الالتفات في أي نوعٍ من أنواعه , ورغم كل ذلك فإنّ أبا عبيدة يـُعتبر بحق من أوائل من أظهر أسلوب الالتفات في كتابٍ مُؤلف, وكان من بعده عالة عليه.
                  2. الالتفات في " معاني القرآن " للفراء
                  ذكر أبو زكريا الفراء (ت: 207هـ) في " معاني القرآن " الالتفات ,ولكنه لم يسمه بهذا الاسم , كما أنه لم يذكر له تعريفا محددا . وقد تأثر الفراء بأبي عبيدة في الأمثلة التي ذكرها للالتفات , غير أنه زاد عليها الكثير منه آيات القرآن الكريم ؛ فعند قوله تعالى قد كانَ لكمْ آية في فئتين التقتا فئةٌ تقاتلُ في سبيل الله وأخرى كافرةٌ يرونهم مثليهمْ رأي العين ((آل عمران/ 13) قال: " ومن قرأ) ترونهم (ذهب إلى اليهود لأنه خاطبهم , ومن قال) يرونهم (فعلى ذلك, كما قال) حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم (" (الفراء1/195) ويذكر ما في قوله تعالى من الالتفات كلا بل تحبّون العاجلة* وتذرون الآخرة((القيامة/ 20- 21) بقوله: "رويت عن علي بن أبي طالب t)بل تحبون وتذرون(بالتاء , وقرأها ابن كثير)بل يحبون (بالياء , والقرآن يأتي على أن يخاطب المنزل عليهم أحيانا , وحينا يجعلون كالغيب كقوله:
                  ) حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبةٍ (" (الفراء3/211-212) ويبين الفراء القراءات في الآية , وتوجيه كل قراءة , مبينا معناها في كلٍ, كقوله تعالى لتركبنّ طبقا عنْ طبق ((الانشقاق /19) إذ قال: " وقرئتْ) ليركبنّ طبقا عنْ طبق (ومعانيهما معروفة , لتركبنّ كأنه خاطبهم , وليركبنّ كأنه أخبر عنهم " (الفراء 3/252, 1/54).
                  ويلاحظ على الفراء أنّه لم يتعرض إلا لنوعٍ واحدٍ من أنواع الالتفات وهو الالتفات من الغيبة إلى الخطاب أو من الخطاب إلى الغيبة , كما أنه لم يبرز جمال الالتفات وبلاغته في كل موطن ورد فيه.
                  3. الالتفات في " معاني القرآن " للأخفش الأوسط
                  تحدث أبو الحسن الأخفش (ت: 215 هـ) عن الالتفات في مواضع محددة من كتابه " معاني القرآن" , ولم يذكر له اسما , كما هو دأب من سبقه من النحاة واللغويين. فمن ذلك قوله: ") وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل ( (البقرة/ 83), قم قال وقولوا للناس حُسنا (, ثم قال ثمّ توليتم إلا قليلاً(فلأنه كأنه خاطبهم من بعد ما تحدث عنهم" (الأخفش 1/129).
                  والأخفش الأوسط يستشهد على أسلوب الالتفات بكثير من الشعر العربي, يقول بعد أن علّق على الآية السابقة:" وذا في الكلام والشعر كثير.
                  قال الشاعر: (الطويل)
                  أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة لدينا ولا مقليّة إنْ تقلّتِ(8)
                  وإنّما يريدُ إنْ تقليتِ , وقال الآخر: الكامل
                  شطّتْ مزارُ العاشقينَ فأصبحتْ عَسِرا عليّ طلابكِ ابنةَ مخرم(9)
                  إنما أراد: فأصبحت ابنة مخرم عسرا على طلابها , وجاز أن يجعل الكلام كأنه خاطبها , لأنه حين قال: شطت مزار العاشقين , كأنه قال: شططتِ مزار العاشقين , لأنه إياها يريد بهذا الكلام , ثم يقول: " ومثله (أي ومثل هذا الأسلوب) مما يخرج من أوله , قوله : (الرجز)
                  إن تميما خُلقت ملوما (10)
                  فأراد القبيلة بقوله (خُلقت) ثم قال (ملوما ) على الحي أو الرجل
                  (الفراء 1/130) , ثم قال:" وفي كتاب الله عز وجل حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم (فأخبر بلفظ الغائب , وقد كان في المخاطبة , لأنّ ذلك يدل على المعنى... وكذلك) الحمد لله رب العالمين (ثم قال إياك نعبد (لأنّ الذي أخبر عنه هو الذي خاطب " (الفراء 1/131-132) , وقال الله تبارك وتعالى ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون ((الذاريات/14) فذكـّر بعد التأنيث , كأنه أراد: هذا الأمر الذي كنتم تستعجلون. ومثله) فلما رأى الشمسَ بازغةً قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت ((الأنعام / 78) , فيكون) هذا (على (الذي أرى ربي) أي هذا الشيء ربي (الأخفش الأوسط 1/ 132-133).
                  وأرى أن الأخفش قد خلط بين الالتفات وغيره من الأساليب البلاغية , ولعله في ذلك معذور؛ إذ لم يكن في عصره قد حصل هذا التحديد والتمييز للالتفات عن غيره من الأساليب البيانية. فقد أدخل التذكير في موضع التأنيث كما في الآيتين الأخيرتين في أسلوب الالتفات.
                  وكما رأينا من الأخفش , فقد تحدث وذكر آياتٍ كريمةٍ تحتوي على أسلوب الالتفات من ضمير الغيبة إلى الخطاب وبالعكس , كما ذكر أشعارا تدلُ على ذلك , وكنا نودّ أن يتحفنا الأخفش بالنكات البلاغية لأسلوب الالتفات في الآيات الكريمة أو حتى في الأشعار التي ذكرها , ولكنه لم يفعل. غير أنه يظلُ له فضل في إبراز أسلوب الالتفات كأسلوبٍ بياني معروفٍ في الكتاب العزيز وفي الشعر العربي.
                  4. الالتفات في " تأويل مشكل القرآن " لابن قتيبة
                  تحدّث ابن قتيبة الدينوري (ت: 267 هـ) عن الالتفات في كتابه " تأويل مشكل القرآن " , وذلك في " باب مخالفة ظاهر اللفظ معناه" حيث قال:
                  " ومنه أن تخاطب الشاهد بشيءٍ , ثم تجعل الخطاب له على لفظ الغائب كقوله عز وجل حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم (, وقوله وما آتيتم من زكاةٍ تُريدونَ وجه اللهِ فأولئكَ هم المضعفون ((الروم/ 39) , وقوله ولكنّ الله حبـّبَ إلـيـكم الإيمان وزينهُ في قلوبكم (, ثم قال أولئكَ هم الراشدون(
                  (الحجرات /7) , قال الشاعر:
                  يا دار ميّةَ بالعلياءِ فالسند أقوتْ وطال عليها سالفُ الأمد
                  وكذلك أيضا تجعل خطابَ الغائب للشاهد , كقول الهذلي:
                  يا ويحَ نفسي كأنّ جدّةَ خالدٍ وبياضَ وجهكَ للترابِ الأعفر (11)
                  وترى أنّ ابن قتيبة لم يزد في الالتفات عمن سبقه سواء بذكر الأمثلة من القرآن الكريم أو من الشعر , ولم يأت لنا بجديد في ذلك , فلم يظهر شيئا من بلاغة هذا الأسلوب , أو يأتي بأمثلة جديدة عليه.
                  5. الالتفات في الكامل للمبرد
                  وقد أورد أبو العباس محمد بن يزيد المبرد (ت: 285هـ) في كتابه الالتفات تعقيبا وشرحا لشعر الأعشى إذ قال:
                  وأمتعني على العشا بوليدةٍ فأبْتُ بخيرٍ منك يا هوذَ حامدا
                  يقول المبرد: " فإنّه كان يتحدّثُ عنه , ثمّ أقبلَ عليه يخاطبه, ترك تلك المخاطبة , والعرب تتركُ مخاطبة الغائب إلى مخاطبة الشاهد , ومخاطبة الشاهد إلى مخاطبة الغائب " (المبرد 3/ 22-23) قال الله عز وجل) حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيبةٍ (كانت المخاطبة للأمة , ثم صرفت للنبي r إخبارا عنهم.
                  قال عنترة: (الكامل)
                  شطّتْ مزارُ العاشقينَ فأصبحتْ عَسِرا عليّ طلابكِ ابنةَ مخرم
                  فكان يتحدث عنها , ثم خاطبها , ومثل ذلك قول جرير:
                  وترى العواذلَ يبتدرنَ ملامتي فإذا أردتُ سوى هواكِ عُصينا
                  فأنت ترى أنّ المبرد لم يأتِ بجديد في موضوع الالتفات سواء في تحديده وتسميته , أو ببيان أنواعه الأخرى, غير الالتفات من الخطاب إلى الغيبة أو العكس , أو يوضح لنا بلاغة هذا الأسلوب في الآيات القرآنية أو الأشعار التي نقلها عن أبي عبيدة والفراء.
                  6. الالتفات في" فقه اللغة " لابن فارس
                  عرض أحمد بن فارس (ت:395 هـ) الالتفات من غير أن يسميه , فذكر له نوعين فقط ؛ الأول بقوله: " باب تحويل الخطاب من الشاهد إلى الغائب " , ثم قال: " العرب تخاطب الشاهد , ثم تحوّل الخطاب إلى الغائب , كقول النابغة:
                  يا دار مية بالعلياء فالسند أقوت وطال عليها سالف الأمد
                  فخاطب ثم قال أقوت " (ابن فارس 1/215).
                  ذكر ابن فارس أمثلة لهذا النوع من الالتفات من الآيات الكريمة التي استشهد بها من سبقه كأبي عبيدة والأخفش والفراء، أما النوع الثاني فقال فيه: " باب تحويل الخطاب من الغائب إلى الشاهد " (ابن فارس 1/215). ثم ذكر أمثلة مكرورة ذكرها اللغويون والنحاة السابقون من أشعار كقول الهذلي وعنترة.
                  وبهذا نجد أن ما كتبه احمد بن فارس في " فقه اللغة " لم يقدم جديدا في اللغة والأدب في موضوع الالتفات، وأنه في كل ما كتبه لم يزد عن من سبقه من الأدباء في شيءٍ.
                  7- الالتفات في" التبيان في إعراب القرآن " و" إملاء ما منَّ به الرحمن " للعكبري.
                  تناول أبو البقاء عبد الله بن الحسن العكبري (ت: 616 هـ) الالتفات في كتابيه السابقين، وسيتناول الباحث كلا من الكتابين على حدة – إن شاء الله -.
                  أولا: الالتفات في " التبيان في إعراب القرآن "، هذا الكتاب – كما يدل من عنوانه – في إعراب الجمل والآيات القرآنية، وقد تحدث صاحبه عن الالتفات في مواطنه وفيما تكون علاقة بين الالتفات وحالة الإعراب في الجملة أو الكلمة.
                  والملاحظ أنّ المؤلف قد اقتصر على نوعين من أنواع الالتفات ؛ وهما الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة. كما أنه سمّى هذا الأسلوب " رجوعا " يقول العكبري عند تفسير سورة الفاتحة:" فإن قيل: إيـّاك خطاب، والحمد لله على لفظ الغيبة، فكان الأشبه أن يكون إياه، قيل عادة العرب الرجوع من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة، وسيمر بك من ذلك مقدار صالح في القرآن " (العكبري، التبيان: 1/7).
                  وهذا يدل على أن هذا الأسلوب يقتصر عنده على الرجوع من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة، والعكبري يذكر القراءات الواردة في الآيات، ويوجه كل قراءة توجيها نحويا، وإذا كان فيها تغير في الضمائر ذكره ؛ فحينما فسر قوله تعالى) قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين ((آل عمران / 9) قال: ") يرونهم (ويقرأ في المشهور بالياء، فأما القراءة بالتاء فلان أول الآية خطاب. وموضع الآية على هذا – يقصد قوله ترونهم – يجوز أن يكون نعت صفة لفئتين، أن فيها ضميرا يرجع عليها ويجوز أن يكو ن حالا من الكاف في لكم.... وأما القراءة بالياء فيجوز أن يكون في معنى التاء ، إلى انه رجع من الخطاب في الغيبة والمعنى واحد "(العكبري، التبيان: 1/243).
                  وبهذا يتبين أن العكبري عـد الالتفات من الخطاب إلى الغيبة حاصلا على قراءة الياء) يرونهم (، وأما قراءة التاء)ترونهم (فلا التفات فيها.
                  وقد يكون الالتفات مرتبطا بتصريف الفعل في الجملة وإعرابها كما في قوله تعالى ") قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فان الله لا يحب الكافرين (
                  (آل عمران / 32) ، يقول العكبري: " قوله تعالى)فإن تولوا (يجوز أن يكون خطابا، فتكون التاء محذوفة ؛ أي فإن تتولوا، وهو خطاب كالذي قبله ويجوز أن يكون للغيبة فيكون لفظه لفظ الماضي " (العكبري، التبيان: 1/253). فيكون رجوعا من الخطاب في أول الآية) أطيعوا (إلى الغيبة بقوله فإن تولوا (؛ إذا فاعتبار الفعل) تولوا (أهو مضارع أو ماض هو الذي جعل أبا البقاء يعتبر الأسلوب غيبة أو خطابا ؛ ومن ثم سيكون التفاتا أمْ لا.
                  ولم يبين العكبري شيئا من بلاغة الالتفات في المواطن التي ذكرها ؛ فعند قوله تعالى ألم يروا كم أهلكنها من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم ((الأنعام / 6) يعلق أبو البقاء بقوله: ") ما لم نمكّنْ لكم (رجع من الغيبة في قوله) ألم يروا (إلى الخطاب في) لكم (, ولو قال لهم لكان جائزا " (العكبري، التبيان: 1/48), ولم يذكر العكبري السر في هذا الرجوع من الغيبة إلى الخطاب , كرفع الإشكال والتوهم من الضمائر المتشابهة في الآية مثلا . ويكتفى بهذا القدر من دراسة كتاب " التبيان في إعراب القرآن ".
                  ثانيا : الالتفات في " إملاء ما منَّ به الرحمن "
                  إنّ أسلوب العكبري في كتابه " إملاء ما منَّ به الرحمن " في تناول الالتفات لا يختلف عن أسلوبه في كتابه السابق " التبيان" , بلْ إنّ عباراتٍ كثيرة ذكرها في " التبيان" كررها نفسها في " الإملاء" ؛ فما ذكره عن الالتفات عند إعرابه لسورة الفاتحة هو تكريرٌ لما ذكره في التبيان (العكبري، إملاء ما منّ به الرحمن: 1/4).
                  ولم يتعرض العكبري للالتفات من الغيبة إلى التكـلـّم أو العكس إلا في موضع واحدٍ ؛ وذلك عند إعرابه لقوله تعالى سبحانَ الذي أسرى بعبدهِ ليلا منْ المسجدِ الحرام إلى المسجدِ الأقْصى الذي باركْنا حوله لنـُرِيـَهُ منْ آياتِنا إنّهُ هوَ السميعً البصيرُ ((الإسراء / 1) حيثُ قالَ فيها: ") لنريه(بالنون لأن الذي قبلهُ إخبارٌ عن المتكلم , وبالياء لأنّ أول السورة على الغيبة,
                  وكذلك خاتمة الآية , وقد بدأ في الآية بالغيبة وختم بها , ثمّ رجعَ في وسطها إلى الإخبار عن النفس فقال) باركنا (و) من آياتنا(والهاء في) إنّه(لله تعالى " (العكبري، إملاء ما منّ به الرحمن: 2/46).
                  ونلاحظ أنّ أبا البقاء تبعا لموضوع كتابه وهو إعراب القرآن لم يفصل أو يتحدّث عن الأسرار للبلاغية للرجوع - كما يسمي الالتفات - بكل أنواعه.
                  وعل كلٍ فإنّ جهود العكبري كنحوي في دراسة الالتفات يشكر عليها, وإنْ كانت لم تتبلور وتوضح كما تبلورت وتوضحت عند البلاغيين كابن المعتز وأسامة بن المنقذ وابن الأثير وغيرهم 0
                  خصائص دراسات اللغويين والنحاة لموضوع الالتفات
                  من خلال استعراض جهود أشهر اللغويين والنحاة الذين تعرضوا لدراسة الالتفات في كتبهم اللغوية والنحوية تبيـّنت عدة صفات تميـّزتْ دراستهم بها , وهي:
                  أولا : لم يذكر أحدٌ منْ اللغويين أو النحاة الالتفات باسمه في أي من كتبهم , وكانوا يطلقون عليه الرجوع أو التحويل أو الترك , ولم يكونوا يحددونه أو يُعرّفونه كما هو الحال عند البلاغيين.
                  ثانيا : لم يتعمّقْ أي من اللغويين أو النحاة في دراسة الالتفات في كتبهم , وإنّما كان حديثهم عنه إشاراتٍ مجملة ولمحاتٍ قصيرة , وكانت دراستهم أو تعرضهم له تبعا لدراستهم اللغوية أو النحوية , أو لتوجيه القراءات في الآيات الكريمة التي يتعرضون لها في أبحاثهم.
                  ثالثا : أغلب النحاة واللغويين لم يذكروا إلا نوعين من أنواع الالتفات في كتبهم؛ وهما الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة.
                  الهوامش
                  1. ص146.
                  2. البشام شجر ذو ساق وأفنان(أبو هلال العسكري, كتاب الصناعتين ص:438).
                  3. ذو الأراك مكان ينبت فيه شجر الأراك , والأيك الشجر الملتف, والغلل المكان الخصيب الذي يجود بالغلة , المرجع السابق.
                  4. المرجع السابق.
                  5. د. علي زايد, " البلاغة العربية ؛ آثارها ومصادرها ومناهجها. ص 32 , مكتبة الشباب.
                  6. ديوان عنترة: ص 187 - 188 , وانظر أبو عبيدة:1/28-29.
                  7. أبو عبيدة: 1/ 28- 29.
                  8. ديوان كثيّر عزة , ص 101 , وهو من شواهد الفراء (1/ 441).
                  9. مضى تخريجه.
                  10. للمنيخس الأعرجي, وينسب لرؤبة (الفراء 1/130) , وانظر (أبو عبيدة 2/71و 76).
                  11. ابن قتيبة ص ص 213-229.
                  المراجع
                  1. القرآن الكريم.
                  2.الأخفش الأوسط (1981م), معاني القرآن , تحقيق د. فائز فارس.
                  3. ابن أبي الإصبع, المصري (1957 م), بديع القرآن, مصر, مكتبة نهضة مصر.
                  4.البغدادي, أبو طاهر محمد بن حيدر (1983م) , قانون البلاغة, تحقيق د. محسن غياض, بيروت, مؤسسة الرسالة.
                  6.الحموي, ياقوت (1957م), بيروت, دار بيروت للطباعة والنشر.
                  7. أبو حيان (د.ت), الأندلسي(د.ت), البحر المحيط, بيروت , دار الفكر.
                  8. ابن خلكان(د.ت), وفيات الأعيان, القاهرة, مكتبة النهضة المصرية.
                  9. زايد(د.ت), علي, البلاغة العربية؛ تاريخها ومصادرها ومناهجها, مكتبة الشباب.
                  10. الزركشي, بدر الدين محمد بن عبد الله(1980 م), البرهان في علوم القرآن, بيروت, دار المعرفة.
                  11. الزركلي, خير الدين (1985 م), الأعلام, الطبعة السادسة, بيروت, دار العلم للملايين.
                  12.السبكي, بهاء الدين (د.ت) , عروس الأفراح , ضمن شروح التلخيص , مصر , مطبعة عيسى البابي الحلبي وأولاده.
                  13.السيوطي, جلال الدين(د.ت), بغية الوعاة, بيروت, المكتبة العصرية
                  14.أبو عبيدة , معمر بن المثنى (1954 م) , مجاز القرآن , تعليق فؤاد سيزكين , مصر ,الناشر محمد أمين الخانجي.
                  15 العسكري,أبو هلال (1984م),كتاب الصناعتين, بيروت,دار الكتب العلمية
                  16. العكبري, أبو البقاء عبد الله بن الحسين (د.ت) , إملاء ما منّ به الرحمن , مصر , مطبعة التقدم العلمية.
                  17. العكبري, أبو البقاء عبد الله بن الحسين (د.ت), التبيان في إعراب القرآن, تحقيق علي محمد البجاوي, مصر, مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه.
                  18. ابن فارس, أحمد (د.ت) , فقه اللغة , بيروت , دار الكتب العلمية.
                  19. الفراء (1980 م) , معاني القرآن , بيروت , عالم الكتب.
                  20. ابن قتيبة الدينوري (1954 م), تأويل مشكل القرآن , تحقيق أحمد صقر, مصر, دار إحياء الكتب العربية.
                  21 كحالة, عمر(د.ت),معجم المؤلفين, بيروت, دار إحياء التراث العربي.
                  22. المبرد, محمد بن يزيد(1986 م), الكامل في اللغة والأدب , تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم , مصر , دار نهضة مصر.
                  23. المدني, صدر الدين بن معصوم (1968 م) , أنوار الربيع في أنواع البديع , النجف الأشرف , مطبعة النعمان.

                  إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

                  من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
                  إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
                  فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
                  ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
                  لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
                  ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
                  لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
                  ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
                  ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
                  أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
                  ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

                  تعليق

                  • متعلم
                    5- عضو مجتهد

                    حارس من حراس العقيدة
                    عضو شرف المنتدى
                    • 12 أكت, 2006
                    • 778
                    • مسلم

                    #10
                    ومما ينبغي أن يُعلم هنا ، أن كثيرًا من الأساليب البلاغية واللغوية مشتركة بين اللغات ، لا تختص به العربية ، وهذا جعل علماء اللغة المحدثين على رأسهم "ناعوم تشومسكي" يذهبون إلى القول بأنه لو زارنا زائر من كوكب المريخ لأدرك فور وصوله أن كوكب الأرض يتكلم لغة واحدة.

                    المهم، أن ما اعترض عليه النصارى من كلام الله عن نفسه بصيغة الغائب هو موجود في أساليب لغات كتبهم التي يقدسونها ..
                    { فسبح بحمد ربك ، واستغفره إنه كان توابًا }

                    مثال هذا : قول الرب عندهم :
                    (( فقال : إن كنت تسمع لصوت الرب إلهك ، وتصنع الحق في عينيه ، وتصغي إلى وصاياه ، وتحفظ جميع فرائضه ، فمرضا ما مما وضعته على المصريين لا أضع عليك ، فإني أنا الرب شافيك ))

                    فهذا الرب يتكلم عن نفسه ومع هذا يقول : (( عينيه .. وصاياه .. فرائضه ))

                    تعليق

                    • مسلمة بكل فخر
                      3- عضو نشيط

                      حارس من حراس العقيدة
                      • 13 يون, 2011
                      • 412
                      • امَة الله
                      • مسلم

                      #11
                      جزاكم الله خيرا كثيرا

                      وشكرا على الكتاب ما شاء الله جميل


                      إذا قلنا

                      الالتفات هو التعبير عن معنى من المعانى بطريق من الطرق الثلاثة : التكلم والخطاب
                      والغيبة بعد التعبير عنه بطريق آخر منها



                      وعليها فهى 6 اقسام


                      1_ الالتفات من ضمير الخطاب الى ضمير الغيبة :



                      مثل قول الله تعالى : هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ
                      وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ (22)يونس


                      فقد التفت عن الخطاب (كُنْتُمْ) إلى الغيبة فى (وَجَرَيْنَ بِهِمْ)



                      ومثله ايضا
                      وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ (64) النساء

                      من الخطاب (جَاءُوكَ ) الى ضمير الغيبة فى ( وَاستَغفَرَ لهُمُ الرَّسُولُ )



                      ومثلها قول الشاعر (الطويل )
                      أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة لدينا ولا مقليّة إنْ تقلّتِ
                      وإنّما يريدُ إنْ تقليتِ




                      2_ الالتفات من ضمير الغيبة الى الخطاب :


                      مثل قوله تعالى : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)
                      مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)



                      ومنها قول عنترة بن شداد
                      شطّتْ مزارُ العاشقينَ فأصبحتْ عَسِرا عليّ طربكِ ابنةَ مخرم (6)




                      3_ الالتفات من التكلم الى الخطاب:


                      مثل قوله تعالى : ﴿وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ يس: 22؛
                      الالتفات من ضمير المتكلم (أنا) إلى ضمير المخاطبين الحضور (أنتم)



                      4_ الألتفات من الغيبة الى التكلم:

                      مثل قوله تعالى : ﴿وَاللّهُ الّذِيَ أَرْسَلَ الرّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ
                      إِلَىَ بَلَدٍ مّيّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ فاطر: 9
                      انتقل الخطاب من ضمير الغيبة (هو) بلفظ الجلالة (الله)
                      إلى ضمير المتكلم (نحن) في التعبير (سقناه)
                      و(أحيينا),


                      وفي قوله تعالى: ﴿أَمّنْ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مّنَ السّمَآءِ
                      مَآءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا
                      أَإِلََهٌ مّعَ اللّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ﴾ النمل: 60؛

                      عدل من الغيبة في (خلق) و(أنزل) إلى ضمير المتكلم (نحن) في (أنبتنا)
                      تأكيدا لاختصاصه تعالى بإنفاذ المشيئة والاقتدار,



                      5_ الألتفات من المتكلم الى الغيبة:



                      إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
                      . فقد التفت من التكلم فى قوله : " إنا أعطيناك الكوثر "
                      إلى الغيبة فى قوله : " فصل لربك وانحر " ،


                      ومثلها قول الله تعالى
                      إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)
                      لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُمَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ
                      وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا

                      انتقل القرآن من التكلم فى قوله : (إنا فتحنا لك فتحا مبينذاً)
                      إلى الغيبة فى قوله: (ليغفر لك الله)



                      اما عن آخر نوع من الالتفات وهو

                      6_ الالتفات من الخطاب الى التكلم
                      فقيل انه ليس موجود فى القران

                      الامثلة مقتبسة من بحث لــ
                      (د/محمود شيخون )عميد كلية الدراسات الإسلامية بالأزهر



                      وأخيرا لكل مقام مقال فبشكل عام من فائدة هذا البيان ... استحضار الصورة
                      ..... التخصيص ...... التعظيم .....
                      التحقير وبيان بعدهم عن الله ...النصح .... التحذير .....

                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

                      على ضوء ما فهمت ... الالتفات ان يكون هناك إلتفات من
                      (الخطاب .... التكلم ..... الغيبة ) بعد التعبير بأحدهم الى تعبير اخر منهم
                      يعني بعد التعبير بأحدهم التفت الى اخر منهم


                      بالنسبة لسورة النصر ....
                      الله عز وجل يتحدث مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (خطاب)
                      ويتحدث عن نفسه له (بصيغة الغائب )


                      - اذا جاء نصر الله (تحدث عن نفسه بصيغة الغائب )
                      اذا جاء نصر الله والفتح (الاية كلها خطاب من الله عز وجل لسيدنا محمد )
                      ورأيت (يا محمد) الناس يدخلون فى دين الله ( ايضا صيغة الغائب )افواجا
                      فسبح (يا محمد ..... ما زال الاسلوب خطاب ) بحمد ربك (الكاف خطاب وربك غائب )
                      واستغفره ( مازال الاسلوب خطاب والله يتحدث عن نفسه بصيغة الغائب )

                      انه ( ان ربك .... صيغة غائب ) كان توابا

                      اذن الايات من البداية للنهاية
                      - الله يتحدث عن نفسه بصيغة الغائب ولم يحدث التفات
                      - ويخاطب سيدنا محمد ولم يحدث التفات ايضا


                      اذن ليس هناك إلتفات فى السورة

                      وعلى ضوء ما فهمت ايضا من التفسير

                      فمن بلاغة ان يتحدث الله عن نفسه بصيغة الغائب للتخصيص

                      فلا نصر الا من عند الله وبالله (واضافة هذا النصر لله للتعظيم )
                      ولا دين يقبل الا دين الله .... فهو الدين الحق (واضافة الدين لله للتعظيم ايضا )
                      فسبح بحمد ربك ... لان الحمد كله لله فهو مسبب الاسباب وهو مدبر الامور
                      فاى شئ راجع اليه ولان اى نعمة يقابلها شكر
                      وهذه النعمة من الله فحق عليك شكر وحمد الله عليها

                      واستغفره (للتخصيص ايضا ) فلا يغفر الذنوب الا الله فالله هو الغفور التواب


                      اذا كان فهمى خطأ ..... رجاء فقط قل لى نوع الالتفات هنا مثل رقم كذا
                      وانا ان شاء الله افهم

                      وجزاكم الله خيرا كثيرا

                      تعليق

                      • e s l a m
                        0- عضو حديث
                        • 30 أكت, 2010
                        • 16
                        • باحث
                        • مسلم

                        #12
                        سلام عليكم ورحمه الله وبركاته

                        جـــــــزاكم الله كل خيــــر على التوضيح وزدكم علماااا

                        شكـــرا لى باحث سلفى وكنـــز العلوم مسلمه لكل فخر مسلم للابد ومتعلم

                        اشكـرك مسلمه بكل فخر على غيرتك على االاسلام وهداكى كل ماتمنيه

                        تعليق

                        • كنز العلوم
                          مشرف اللجنة العلمية والتواصل

                          • 6 ديس, 2010
                          • 1624
                          • طبيب
                          • مسلم

                          #13
                          الاخت الفاضلة / مسلمة بكل فخر


                          لك خالص تحياتي وتقديري


                          احببت ان اوضح شيئا



                          اذا جاء نصر الله (تحدث عن نفسه بصيغة الغائب )



                          في هذه الاية لا يتحدث الله عن نفسه بصيغة الغائب


                          انما يتحدث عن ( نصر الله ) أي انتصار الله لنبيه بالتمكين من فتح مكة


                          وهو ليس في صيغة الغائب ... أي لم يتم استبداله بضمير


                          وانما يكون بصيغة الغائب عن الله سبحانه ...اذا قال : اذا جاء ...نصره ... وفتحه


                          تكون الهاء في نصره ... وفتحه ...عائدة علي الله .... ويكون الحديث في صيغة الغائب


                          لانه يتبعها سؤال ........نصر من ؟ .... وفتح من ؟


                          ووضعها في صورة جملة شرطية ... أي ان هناك جواب شرط لا يزال وارد الذكر




                          اذا جاء نصر الله والفتح (الايةكلها خطاب من الله عز وجل لسيدنا محمد )



                          نعم .... والقران كله خطاب من الله سبحانه وتعالي الي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم !


                          ولكن ......ليس هنا ( صيغة ) خطاب


                          لانه لم يوجه اليه الحديث .... فالحديث عن النصر والتمكين وفتح مكة


                          انما تكون في ( صيغة ) الخطاب اذا قال : اذا ( جاءك ) نصر الله والفتح ( بكاف الخطاب )


                          ( الي الان ... لا خطاب ... ولا حديث عن الله بضمير المفرد )




                          ورأيت (يا محمد) الناس يدخلون فىدين الله ( ايضا صيغة الغائب )افواجا




                          رأيت : انت .... صيغة خطاب


                          والحديث هنا مرة ثانية ليس عن ( الله ) في صيغة غائب .... انما عن ( دين الله )



                          وهو ليس غائب لانه لا ضمير يكني به عنه ... انما ذكره صراحة ( دين الله )



                          ويكون الحديث عن الله سبحانه بصيغة الغائب اذا قال : ورايت الناس يدخلون في ( دينه )



                          لانه يتبعها السؤال .... دين من ؟



                          ويكون الحديث عن ( دين الله ) بصيغة الغائب اذا قال : ورايت الناس يدخلون ( فيه ) افواجا




                          فسبح (يا محمد ..... ما زالالاسلوب خطاب ) بحمد ربك (الكاف خطاب وربك غائب )



                          فسبح .... فعل امر ... واقع في جواب الشرط ....


                          اذا جاء ............. فسبح .... ( اداة شرط ...فعل شرط .... جواب شرط )


                          وهو من صيغ الخطاب .... ولكن :

                          كيف تكون ( ربك ) غائب ..... وهي مذكورة ...... وملحقة بكاف الخطاب ؟!


                          تكون غائبا اذا قال : ...( فسبح .... بحمده ) ويكني عن كلمة ( رب ...او ....ربك ) بضمير الغائب


                          اذا هذه الجملة تحديدا .... كاملة .... كلها خطاب


                          فسبح .... بحمد ربك .... واستغفره ( استغفره مثل سبح ... امر ...وخطاب )




                          انه ( ان ربك .... صيغة غائب ) كان توابا



                          هنا بيت القصيد


                          انه ..... يتبعها السؤال .... ان .... من ؟



                          عن من تتحدث وتقول ....انه



                          الجملة السابقة لها مباشرة ...كلها خطاب



                          وهنا نقول ....انه ....بضمير الغائب المفرد ؟



                          لماذا لم يكتمل الكلام بالخطاب فيقول



                          فسبح ...بحمد ربك .... واستغفره .... ان ربك ... كان توابا



                          هنا



                          ما ذكرته انت في الصيغة الاولي من صيغ الالتفات



                          من صيغة الخطاب الي النبي صلي الله عليه وسلم بصيغة المخاطب ( بفتح الطاء )


                          الي صيغة الحديث عن الله بصيغة الغائب



                          والسورة من اول : اذا جاء ..الي .واستغفره هي اداة الشرط ... وفعل الشرط ...وجواب الشرط ...وانتهي فيها الحديث عن النصر والفتح


                          وليس فيها حديث عن ذات الله


                          والجملة الاخيرة ..بصيغة الغائب الوحيدة التي تتحدث عن ذات الله فيمكننا استبدال ضمير الغائب ....فنقول


                          انه : أي ... ان ( ربك ) كان توابا .... ان ( الله ) كان توابا .... ان ( ناصرك ) كان توابا


                          ولكن هنا تغيرت صيغة الخطاب ... الي صيغة غائب


                          الالتفات ...هنا في هذا الموضع



                          اذن الايات من البداية للنهاية
                          - الله يتحدث عن نفسه بصيغة الغائب ولم يحدث التفات




                          الايات من البداية للنهاية


                          الله لم يتحدث عن نفسه مطلقا باية صيغة ...الا في الشطر الاخير للاية الاخيرة تحدث عن ذاته سبحانه بصيغة الغائب


                          وانما قال ...نصر الله ...دين الله .... بحمد ربك .... حتي قال : انه كان توابا


                          هذه فقط حديثه عن ذاته سبحانه


                          وحدث الالتفات


                          بالانتقال بالجملة من صيغة خطاب الي النبي ...الي صيغة حديث عن الله بصيغة الغائب


                          كذلك بالتصريح بكلمة ربك ... والتعبير بعدها بهاء الغائب للدلالة عليها




                          والله تعالي اعلي واعلم

                          ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل : 125]

                          تعليق

                          • باحث سلفى
                            =-=-=-=-=-=

                            حارس من حراس العقيدة
                            • 13 فبر, 2007
                            • 5183
                            • مسلم (نهج السلف)

                            #14
                            بارك الله فيكم جميعًا ، على ما تقدمونه من علم ،و نسأله أن يتقبل منكم صالح الأعمال و طيب القول ،
                            ــــــــــ
                            بارك الله في أخي الكريم / كنز العلوم ، فأنتم فعلًا كنزًا للعلوم ،
                            لكن لي تعقيب صغير على تعقيبه ، والاختلاف في الرأي لا يُفسد للودي قضية !
                            قوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح } يشتمل على معنى الغيبة !
                            باعتبار أن الله عز وجل يتكلم عن نفسه بصيغة غير صيغة المتكلم ،
                            فالغيبة ليست مجرد ضمائر متصلة أو منفصلة أو حتى مستترة ، مستعملة في الغيبة ،
                            بل هي في حقيقتها : إنصباب الكلام على طرف خارج طرفي الحديث ( المتكلم و المخاطب ) .
                            والله أعلم .
                            أدوات للباحثين على الشبكة: البحث في القرآن الكريم هنا تفاسيره هنا القرآن بعدة لغات هنا سماع القرآن هنا القراءات القرآنية هنا
                            الإعجاز العلمي هنا بحث في حديث بإسناده هنا و هنا معاجم عربية هنا معاجم اللغات هنا
                            كتب وورد
                            هنا المكتبة الشاملة هنا كتب مصورة هنا و هنا وهنا وهنا وهنا وهنا و هنا وهنا وهناوهنا وهنا وهنا وهنا وهنا كتب مخطوطة هنا
                            للتأكد من الأخبار العصرية موقع فتبينوا

                            تعليق

                            • مسلمة بكل فخر
                              3- عضو نشيط

                              حارس من حراس العقيدة
                              • 13 يون, 2011
                              • 412
                              • امَة الله
                              • مسلم

                              #15
                              شكراً جداً على الرد

                              جزاك الله خيراً كثيراً وبارك فيك وفى علمك ووقتك

                              بالنسبة لكلام حضرتك عن الغيبة فى ( الله )و (ربك )

                              المشاركة الأصلية بواسطة كنز العلوم


                              في هذه الاية لا يتحدث الله عن نفسه بصيغة الغائب
                              انما يتحدث عن ( نصر الله ) أي انتصار الله لنبيه بالتمكين من فتح مكة
                              وهو ليس في صيغة الغائب ... أي لم يتم استبداله بضمير
                              وانما يكون بصيغة الغائب عن الله سبحانه ...اذا قال : اذا جاء ...نصره ... وفتحه
                              تكون الهاء في نصره ... وفتحه ...عائدة علي الله .... ويكون الحديث في صيغة الغائب
                              لانه يتبعها سؤال ........نصر من ؟ .... وفتح من ؟
                              ووضعها في صورة جملة شرطية ... أي ان هناك جواب شرط لا يزال وارد الذكر



                              المشاركة الأصلية بواسطة مسلمة بكل فخر


                              4_ الألتفات من الغيبة الى التكلم:

                              مثل قوله تعالى : ﴿وَاللّهُ الّذِيَ أَرْسَلَ الرّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ
                              إِلَىَ بَلَدٍ مّيّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ فاطر: 9
                              انتقل الخطاب من ضمير الغيبة (هو) بلفظ الجلالة (الله)
                              إلى ضمير المتكلم (نحن) في التعبير (سقناه)
                              و(أحيينا),






                              المشاركة الأصلية بواسطة كنز العلوم

                              والحديث هنا مرة ثانية ليس عن ( الله ) في صيغة غائب .... انما عن ( دين الله )
                              وهو ليس غائب لانه لا ضمير يكني به عنه ... انما ذكره صراحة ( دين الله )
                              ويكون الحديث عن الله سبحانه بصيغة الغائب اذا قال : ورايت الناس يدخلون في ( دينه )
                              لانه يتبعها السؤال .... دين من ؟
                              ويكون الحديث عن ( دين الله ) بصيغة الغائب اذا قال : ورايت الناس يدخلون ( فيه ) افواجا

                              نفس ما سبق


                              المشاركة الأصلية بواسطة كنز العلوم

                              .... ولكن :

                              كيف تكون ( ربك ) غائب ..... وهي مذكورة ...... وملحقة بكاف الخطاب ؟!
                              تكون غائبا اذا قال : ...( فسبح .... بحمده ) ويكني عن كلمة ( رب ...او ....ربك ) بضمير الغائب
                              اذا هذه الجملة تحديدا .... كاملة .... كلها خطاب
                              فسبح .... بحمد ربك .... واستغفره ( استغفره مثل سبح ... امر ...وخطاب )


                              المشاركة الأصلية بواسطة مسلمة بكل فخر

                              5_ الألتفات من المتكلم الى الغيبة:

                              إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
                              . فقد التفت من التكلم فى قوله : " إنا أعطيناك الكوثر "
                              إلى الغيبة فى قوله : " فصل لربك وانحر " ،


                              ومثلها قول الله تعالى
                              إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)
                              لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ
                              وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا
                              انتقل القرآن من التكلم فى قوله : (إنا فتحنا لك فتحا مبينناً)
                              إلى الغيبة فى قوله: (ليغفر لك الله)

                              بالنسبة للسورة انا وجدت كتاب (أسلوب الالتفات فى القران لدكتور / حسن طبل )

                              هو مقسم الالتفات الى انواع

                              1_الضمائر (وهو ما ذكرنا اقسامه ولكن تقسيمته مختلفه عن ما ذكر )
                              2_الصيغ (التحول بين الافعال المضارع ... الماضى ... الامر )
                              3_العدد (التحول من التثنية والجمع والافراد )
                              4_الادوات (التحول بين الحروف أو حذفها )
                              5_البناء النحوى
                              6_المعجم (التفات بين الالفاظ لها مشترك من المعنى ولكن ينفرد منها كل لفظ بخصوصيات )

                              في اخر الكتاب فهرس بسور القران وبها الايات ونوع الالتفات

                              وجدت سورة النصر فى النوع الاخير من الالتفات (المعجم)
                              حيث عدل عن (الله) الى (الرب )


                              بالكتاب امثلة جميلة جدا بشرحها

                              هنا رباط الكتاب

                              http://www.4shared.com/file/lxxYR42i/____.htm


                              بارك الله فيك وزادك علما وخلقا وجزاك الله خيرا كثيرا

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 أسابيع
                              رد 1
                              18 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, منذ 4 أسابيع
                              ردود 7
                              174 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة فارس الميـدان
                              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 11 أكت, 2024, 01:13 ص
                              رد 1
                              155 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 10 أكت, 2024, 10:33 ص
                              رد 1
                              159 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الراجى رضا الله
                              ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:50 م
                              ردود 4
                              41 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة محمد,,
                              بواسطة محمد,,
                              يعمل...